bufaris
23-02-2005, 04:05 AM
لئن كنا قد ركزنا على ما تفكر فيه امريكا ، وما قررته وما فعلته ، فلاننا كنا نريد ان نمهد لمناقشة خيار الشعب العراقي التاريخي، في مواجهة خطط الصهيونية الامريكية . ولعل من اهم ما يجب التذكير به هو ان (الغطاء لشرعي) ، اي الانتخابات ، الذي لجأت اليه امريكا هو ، في الواقع ، خال من اي شرعية ، لان الاحتلال عمل غير شرعي ، وفقا للقانون الدولي وميثاق الامم المتحدة ، ولذلك تفرض القاعدة القانونية المعروفة : (ما قام على باطل فهو باطل) نفسها ، وتزيح ما عداها . ومن يظن ان صدور قرار من مجلس الامن كاف لشرعنة احتلال العراق، واهم تماما ، لان الميثاق والقانون الدولي قاما ، اصلا ، على قاعدة سيادة الدولة القومية ، لذلك فهما لاستطيعان تشريع ما ينقض اساسهما ، اي منح الشرعية لاحتلال دولة ذات سيادة .
يضاف الى ذلك ان ما جرى في العراق ، تحت يافطة الانتخابات ، كان محض تزوير فاضح لم يسبق ان جرى مثله من قبل على الاطلاق . فالمواطن لايعرف اسماء المرشحين لانهم سريين ! ومراكز الاقتراع سرية هي الاخرى ! وجرت عملية منح اكثر من مليون من غير العراقيين بطاقات الاحوال المدنية العراقية المزورة (هوية المواطنة العراقية) ! بعد ان احرقت عمدا كل وثائق الاحوال المدنية من قبل عصابات الاحتلال ، وانشأ الاحتلال ، وليس الامم المتحدة ، ما سي ب(المفوضية العليا للانتخابات) ، والتي ضمت الاف العراقيين والاجانب من انصار الاحتلال ، لتشرف على الانتخابات، (حاميها حراميها) ، كما يقول المثل العراقي !
اكثر من ذلك لقد منع الاعلام من تصوير مشاهد الانتخابات ، وسمح فقط بتصوير خمسة مراكز منتقاة بعناية ، ومع ذلك ظهر الرقم الحقيقي للمشاركين وكان متدنيا بشكل هائل . واستخدم التهديد بسحب البطاقة التموينية ، وهي الوسيلة الرئيسية لحصول المواطن على غذاءه ، من الذي لا يصوت ! ومنحت مكافأت لمن يشارك تتراوح بين 50 – 100 دولار ، وهددت عوائل كثيرة بالقتل ان هي لم تشارك في الانتخابات ....الخ .
ورغم هذه الفبركات والتزويرات ، فان نسبة من سجلوا في خارج العراق وداخله ، فعليا ، لم يتجاوز 20% من مجموع من يحق لهم الانتخاب ، وطبقا للمصادر العميلة للاحتلال فان من ادلى بصوته من هذه النسبة لم يتجاوز 80 % ، لذلك ، وحتى لو افترضنا نزاهة الانتخابات ، لا يحق لاقل من 20 % من السكان تقرير مصير الشعب والوطن . وهنا يجب ان نستثني المنطقة الكردية من هذه الارقام.
نأتي الان الى النقطة المركزية وهي: من يمثل الشعب العراقي ؟ ان من يظن ان الشعب العراقي ليس له ممثل حاليا واهم تماما ، فالتمثيل ، اساسا ، هو قدرة تتولد من دعم الشعب ، وقد يعبر عنها من خلال الانتخابات ، لكنها تصبح مستحيلة في ظل الاحتلال وسلب ارادة الشعب ، فيعبر عنها بطريقة اخرى اكثر دقة وصدقا من الانتخابات ، وهي دعم المقاومة المسلحة ، او الاشتراك فيها . فالشعب ، وقد وجد نفسه عرضة لكل انواع الاذلال والقتل وانهب ، يلجأ الى المقاومة المسلحة ، كتعبير شرعي عن حقه في الحياة الحرة الكريمة ، ومن ثم فأن الشرعية الثورية للمقاومة تصبح هي الشرعية الوحيدة التي يصنعها الشعب ، ويمنحها لمن يفتدي الوطن بروحه ودمه ،لان الوطن ليس فندقا يستخدم للراحة ، ويؤكل عند الجوع ، كما فعل من افتى بعدم مقاومة الاحتلال.
وهذه الحقيقة برزت ، وتبلورت ، وفرضت نفسها في كل حروب التحرير ، مثل التي دارت في الجزائر وفيتنام وكوبا والصين وغيرها . والسبب في ذلك معروف ، وهو ان القانون الاساسي لنجاح اي ثورة مسلحة ، هو حتمية دعم اغلبية الشعب لها ، وقد عبر عن ذلك بالمقولة المشهورة : (ان الشعب هو الماء الذي تسبح فيه سمكة المقاومة المضادة للاحتلال) . فبدون الماء تموت السمكة ، وبدون الدعم الشعبي للمقاومة تموت الاخيرة . ويترتب على هذه الحقيقة حقيقة اخرى ، وهي ان انتشار المقاومة ، بعد تثبيت اركانها ، والفشل في القضاء عليها ، يعني ، ويؤكد ان الشعب يدعمها ، ويغذيها ، ويحميها . من هنا فان الشرعية ، في ظل الاحتلال ،لا تتجسد الا في المقاومة المسلحة ، وما عداها هوامش وملحقات ، من يرتبط منها بالمقاومة المسلحة ، كامتداد لها ، يكتسب الشرعية ، ومن يناهض المقاومة يعجز عن اكتساب اي صفة شرعية ، حتى لو تمتع بدعم شعبي جزئي .
في ضوء ما تقدم ، نفهم بوضوح امرين مهمين جدا : الاول هو لم كانت حركات المقاومة والتحرير توصف بانها (الممثل اشرعي والوحيد للشعب) ، والثاني هو ان المقاومة العراقية المسلحة هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب العراقي ،خصوصا لانها تمسك فعليا بارض العراق ، ونجحت في جعل الاستعمار الامريكي يتقيأ دما ويقرر الانسحاب . ولذلك لا مجال لبروز شرعيتين في العراق على الاطلاق . والانتخابات ، بما ستفرزه من (شرعية زائفة) ، سوف لن تستطيع تغيير مجرى الاحداث في العراق ، وستبقى الشرعية الوحيدة هي شرعية البندقية المقاتلة ، المدعومة من قبل الاغلبية الساحقة من العراقيين .
يضاف الى ذلك ان ما جرى في العراق ، تحت يافطة الانتخابات ، كان محض تزوير فاضح لم يسبق ان جرى مثله من قبل على الاطلاق . فالمواطن لايعرف اسماء المرشحين لانهم سريين ! ومراكز الاقتراع سرية هي الاخرى ! وجرت عملية منح اكثر من مليون من غير العراقيين بطاقات الاحوال المدنية العراقية المزورة (هوية المواطنة العراقية) ! بعد ان احرقت عمدا كل وثائق الاحوال المدنية من قبل عصابات الاحتلال ، وانشأ الاحتلال ، وليس الامم المتحدة ، ما سي ب(المفوضية العليا للانتخابات) ، والتي ضمت الاف العراقيين والاجانب من انصار الاحتلال ، لتشرف على الانتخابات، (حاميها حراميها) ، كما يقول المثل العراقي !
اكثر من ذلك لقد منع الاعلام من تصوير مشاهد الانتخابات ، وسمح فقط بتصوير خمسة مراكز منتقاة بعناية ، ومع ذلك ظهر الرقم الحقيقي للمشاركين وكان متدنيا بشكل هائل . واستخدم التهديد بسحب البطاقة التموينية ، وهي الوسيلة الرئيسية لحصول المواطن على غذاءه ، من الذي لا يصوت ! ومنحت مكافأت لمن يشارك تتراوح بين 50 – 100 دولار ، وهددت عوائل كثيرة بالقتل ان هي لم تشارك في الانتخابات ....الخ .
ورغم هذه الفبركات والتزويرات ، فان نسبة من سجلوا في خارج العراق وداخله ، فعليا ، لم يتجاوز 20% من مجموع من يحق لهم الانتخاب ، وطبقا للمصادر العميلة للاحتلال فان من ادلى بصوته من هذه النسبة لم يتجاوز 80 % ، لذلك ، وحتى لو افترضنا نزاهة الانتخابات ، لا يحق لاقل من 20 % من السكان تقرير مصير الشعب والوطن . وهنا يجب ان نستثني المنطقة الكردية من هذه الارقام.
نأتي الان الى النقطة المركزية وهي: من يمثل الشعب العراقي ؟ ان من يظن ان الشعب العراقي ليس له ممثل حاليا واهم تماما ، فالتمثيل ، اساسا ، هو قدرة تتولد من دعم الشعب ، وقد يعبر عنها من خلال الانتخابات ، لكنها تصبح مستحيلة في ظل الاحتلال وسلب ارادة الشعب ، فيعبر عنها بطريقة اخرى اكثر دقة وصدقا من الانتخابات ، وهي دعم المقاومة المسلحة ، او الاشتراك فيها . فالشعب ، وقد وجد نفسه عرضة لكل انواع الاذلال والقتل وانهب ، يلجأ الى المقاومة المسلحة ، كتعبير شرعي عن حقه في الحياة الحرة الكريمة ، ومن ثم فأن الشرعية الثورية للمقاومة تصبح هي الشرعية الوحيدة التي يصنعها الشعب ، ويمنحها لمن يفتدي الوطن بروحه ودمه ،لان الوطن ليس فندقا يستخدم للراحة ، ويؤكل عند الجوع ، كما فعل من افتى بعدم مقاومة الاحتلال.
وهذه الحقيقة برزت ، وتبلورت ، وفرضت نفسها في كل حروب التحرير ، مثل التي دارت في الجزائر وفيتنام وكوبا والصين وغيرها . والسبب في ذلك معروف ، وهو ان القانون الاساسي لنجاح اي ثورة مسلحة ، هو حتمية دعم اغلبية الشعب لها ، وقد عبر عن ذلك بالمقولة المشهورة : (ان الشعب هو الماء الذي تسبح فيه سمكة المقاومة المضادة للاحتلال) . فبدون الماء تموت السمكة ، وبدون الدعم الشعبي للمقاومة تموت الاخيرة . ويترتب على هذه الحقيقة حقيقة اخرى ، وهي ان انتشار المقاومة ، بعد تثبيت اركانها ، والفشل في القضاء عليها ، يعني ، ويؤكد ان الشعب يدعمها ، ويغذيها ، ويحميها . من هنا فان الشرعية ، في ظل الاحتلال ،لا تتجسد الا في المقاومة المسلحة ، وما عداها هوامش وملحقات ، من يرتبط منها بالمقاومة المسلحة ، كامتداد لها ، يكتسب الشرعية ، ومن يناهض المقاومة يعجز عن اكتساب اي صفة شرعية ، حتى لو تمتع بدعم شعبي جزئي .
في ضوء ما تقدم ، نفهم بوضوح امرين مهمين جدا : الاول هو لم كانت حركات المقاومة والتحرير توصف بانها (الممثل اشرعي والوحيد للشعب) ، والثاني هو ان المقاومة العراقية المسلحة هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب العراقي ،خصوصا لانها تمسك فعليا بارض العراق ، ونجحت في جعل الاستعمار الامريكي يتقيأ دما ويقرر الانسحاب . ولذلك لا مجال لبروز شرعيتين في العراق على الاطلاق . والانتخابات ، بما ستفرزه من (شرعية زائفة) ، سوف لن تستطيع تغيير مجرى الاحداث في العراق ، وستبقى الشرعية الوحيدة هي شرعية البندقية المقاتلة ، المدعومة من قبل الاغلبية الساحقة من العراقيين .