المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الهوان العربى ... محمود شنب



IdiotKiller
16-05-2004, 09:26 PM
الهوان العربى ... محمود شنب

الهوان العربى
بلغ الهوان العربى مبلغـًا لم تعرف له البشرية مثيلاً ، ولا أدرى من أين سيأتى المؤرخون بألفاظ تعبر عن واقع الحال الذى نعيشه الآن !! الهوان لا يأتى من الحروب وإنما يأتى من الوهن وإيثار النفس وحب الدنيا .. الحروب جعلها الله طريقـًا لاستخلاص الحقوق ورد المظالم ودفع الأذى .. الهوان ليس فى الحروب ولكن فى الخوف من الحروب .. يقول الله تعالى : (( كتب عليكم القتال وهو كُره لكم وعسى أن تكرهوا شيئـًا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئـًا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون )) .

القتل والتدمير ليس بالهوان ... الهوان أن يمنعك الحاكم المسلم من نصرة أخوك المسلم وأن يمنعك حق الجهاد بالنفس والمال ..

الهوان أن يصادق حاكمك قاهرك ويطهو له الطعام ويمده بكل أسباب التفوق والنجاح ..

الهوان أن يدفع الحاكم المسلم ثمن جرائم الكفار ويعوضهم ثمن ما أطلقوه علينا من قذائف وصواريخ وما أسقطته المقاومة من طائرات ودمرته من مدرعات ..

الهوان أن يغمض الحاكم عينه عما يحدث فى العراق وفلسطين وكل ديار المسلمين وينكل مع الأعداء بالضحية ويسخر من المقاومة ويهزأ من الشهادة ..

الهوان أن تطالعنا الفضائيات فى كل لحظة بوقائع القتل والتنكيل والتعذيب ، ولو أرادت أمريكا منع ذلك لمنعته لكنها تريد توسيع ميدان المعركة ليُـقتل نكدًا من لم يُقتل قصفـًا ، ويموت كدرًا من لم يمت جرحًا ..

الهوان ... شعورك بالعجز وعدم قدرتك على فعل أى شئ ..

الهوان أن ترى حاكم بلادك يشد على يد القاتل ويثنى عليه الثناء الجميل ..

الهوان أن يتحول البيت الأبيض ـ قِبلة الظلم والإجرام ـ إلى كعبة يحج إليها كل عام حكام خونه يثنون على سيدهم ويسبحون بحمده ويباركون مجازره ، أما الكعبة الشريفة فقد تركت للرعاع والفقراء والمساكين ، وترك لهم أيضًا حرية المقارنة بين رب البيت الأبيض ورب البيت الأسود ليعرفوا على الطبيعة من الذى يعز ويذل ومن الذى يعطى ويمنع ومن الذى يحيى ويميت ..

ما يريده الحكام منا أن نكفر بالله ونؤمن بأمريكا ..

ما يريده الحكام منا أن نبارك اختيارهم ونمجد كفرهم ..

والله الذى لا إله غيره لو ملك الحكام القدرة على تغيير القرآن لفعلوا ، ولو خيروا بين الكعبة ونادى للشواذ لاختاروا الأخير !!

إن أعراضنا اليوم تعرض على القنوات الفضائية ، وشرفنا اليوم صار مادة إعلامية يشاهدها الشرق والغرب ، وما خفى كان أعظم .. صور ترويع وإذلال ، وصور تعبر عن حقد دفين للإسلام والمسلمين ، ولا كلب واحد من الحكام العرب أخذته الحميه وحركته النخوة واعترض على ما يحدث فى العراق وفلسطين !!

صور مهينة لها ألف مدلول ومعنى ...

مواطن عراقى ملقى على الأرض من جراء التعذيب وفى عنقه طوق كالذى تطوق به أعناق الكلاب متصل بسلسلة حديدية تمسك بها مومس أمريكية ، والمواطن صريع آلامه .. لا حول له ولا قوة .. والباغية الأمريكية تقف فى زهو وتشفى ..

جندى بريطانى قذر يتبول على مسلم أسير مطروح أرضًا وعلى رأسه كيس لا يرى منه شئ !!

اُم ينتهك عرضها أمام بناتها الأربعة ثم ينتهك عرض الفتيات الأربعة أمام الأم .. بيوت تنتهك حرماتها وآباء تـُسحق كرامتهم وتقتل رجولتهم ويغتصبون أمام الأبناء ... والعالم يتفرج !!

هل استباحت حرماتنا إلى هذا الحد ؟!!

هل صار المواطن العربى ألعوبة فى يد كلاب الأرض ؟!!

ما الذى يمكن أن يحرك الحكام بعد ذلك ؟!!

وما فائدة مؤتمر للعجزة والخونة لا هم لهم غير كراسى الحكم ، وما فائدة مؤتمر يعقد أو لا يعقد إذا ما كان هذا حالنا ؟!!

لا نريد مؤتمرات للقمة فالقمم فى بلادنا نتنة وعفنة .. نريد ثورات جهاد وتحرير .. نريد أن يحكمنا أسامه بن لادن ورجاله الأخيار .. لا نريد خادم للحرمين .. نريد حامى للحرمين .. لا نريد حاكم يذل قاهرة المعز .. بل نريد حاكم يصون العرض والشرف .

إن جرح الأمة عميق ، وجرح العراق أكبر بكثير من كل جراح الأرض .. لقد تجاوز الجرح العراقى آلام الاحتلال ووصل إلى درجات غير محتملة من التنكيل والإذلال ، وما عمليات التعذيب والترويع وانتهاك الأعراض غير أسلوب حقير ووضيع تباشره قوات احتلال لا خلق لها ولا دين ضد شعب عصى وأبى .

إن أمريكا الباغية تنتقم من شعب ظل عصيًا عليها أبد الدهر .. شعب ظل مرفوع الرأس والجبين .. لم يهزه حصار ولم يثنيه قتال واستطاع وهو تحت نير القصف والحصار بناء نهضة صناعية وعلمية وزراعية فاقت كل تصور .. نهضة فاقت نهضة الوطن العربى كله الذى يُحكم بالحديد والنار .

إن كل طفل عراقى يساوى ألف رجل خليجى ، وكل امرأة عراقية أشرف من ألف رجل من الأسرة الحاكمة ، وكل رجل عراقى يساوى أمة كاملة ، وسيظل صدام حسين موضع فخر كل عربى وعراقى .. لن يغيرنا الإعلام العميل ، ولن تغيرنا الصحافة الكاذبة ... صدام قدم البرهان بنفسه .. نزل إلى الشارع فى ذروة القصف الأمريكى لبلاده .. نزل واختلط بشعبه ووقف على ظهر سيارة وسط شعب يحمل فيه الصغير والكبير السلاح فلماذا لم يتخلصوا منه إن كان كما يقولون ؟!!

مَن من الحكام العرب يستطيع أن يفعل ذلك وبلاده فى حالة سلم وليس حرب ؟!!

من يستطيع أن يفعل ذلك حتى فى شعب لا يحمل سلاح ؟!!

هذا هو البرهان فمن ينازع صدام عليه ؟!!

صدام الذى لم يعترف بإسرائيل لا فى السر ولا فى العلن ، ولم يفرط فى بترول بلاده وباعه باليورو نكاية فى الدولار .. صدام الذى ظل على عهده لا ترهبه تهديدات ولم تخيفه حروب .. صدام الذى تبدل عليه حكام أمريكا وهو فى حلبة الصراع .. لم تنكسر له إرادة ولم يهن له عزم .. صدام الذى قدم أولاده شهداء دفاعًا عن الوطن ، فمن من الحكام العرب فعل ذلك ؟!! .. صدام الذى لم يحنى الجبين لبوش ، بل طبع صورته على مدخل مطار صدام الدولى ليكون وجه المجرم أول ما يلامس أحذية الزائرين فى عراق الصمود والتحدى .. صدام الذى ترك شعبه على ألف شعبة من شـُعب الجهاد ولم يتركه فى ملاهى الغرب وأوكار الفسق والفجور .. صدام الذى أحب شعبه وأحبه شعبه ، وقد شاهدنا على الطبيعة بأس وقوة الشعب العراقى الذى أذل أمريكا بالتحدى وقوة المقاومة .. هذا البأس كان باستطاعته اقتلاع ألف حاكم مثل صدام لو كان صدام مثل ما يصوره لنا الإعلام الفاسق والعميل .

يجب ألا تؤثر فينا الدعايات الخبيثة التى تطلقها مخابرات الغرب ويتلقفها إعلام الشرق ، والمثل العربى يقول : ( الزن على الأذن أشد من السِحر ) والغرب يعلم ذلك وهو فى سبيل ذلك يكذب ولا يمل الكذب إلى أن يتحول الكذب إلى أسلوب حياة وحقيقة لابد من تصديقها والتعامل معها .

ربما تكون قد سبقت سلبيات صدام حسين إيجابياته فى فترة ما فى حياته ، لكن إيجابياته ظلت هى السائدة والغالبة ، وما أعرفه ويعرفه كل حُر أن صدام حسين كان حاكمًا من الطراز الفريد الذى قليلاً ما يجود الزمان بمثله ، وفى زمن الترويض الأمريكى صعب أن يترك شخص مثل صدام حسين الذى فشل الغرب فى إخضاعه وترويضه ، وقد اصطدم بوش الأب وبوش الابن بقائد لا يعرف المساومة ولا التنازلات ولا يعرف العمالة أو التفريط .. قائد وضع حول بلاده حزمة من الخطوط الحمراء وكأنه جمع كل خطوط العرب المستباحة التى أهملها الحكام ووضعها أحزمة حول بلاده .

فى العراق الآن لا يظهر على السطح غير الخونة والعملاء وكلاب الصيد الأمريكية .. كلاب لا تبحث عن شرف أو كرامة ولكن عن دور وضيع يمكنها من رقاب الشعوب وامتصاص خيراته ، ولذلك لم يروعهم ما حدث للعراقيين من تعذيب وإهانة ، بل يرى جلال طلبانى أنها أمور طبيعية لا تستحق كل هذه الضجة الإعلامية .. جلال طلبانى الذى يكره الإسلام أكثر مما تكرهه أمريكا ويقول دون حياء : ( لقد آن الآوان لأن نرد لمحمد أوراقه الصفراء ـ يقصد القرآن ـ التى أتى بها على ظهر جمل أجرب ) هؤلاء هم النموذج لمن يريدوا أن يحكموا العراق !!

إن العراق الأبى لم يسقط بقوة أمريكا .. سقط بقوة الخيانة العربية .. سقط بتعاون حكامنا الأندال وإعلامنا الفاجر ، وما جاءت القوات الأمريكية والبريطانية لتعلمه الحرية وإنما لتعلمه الفسق والفجور وتقتص منه جراء مواقفه النبيلة والعظيمة .. إن العراق هو الذى علم العالم كله فضائل الإنسانية فكيف يأتى الشواذ ويعلموه الحرية ؟!!

فى العراق الآن 68 جنرالاً عسكريًا يحملون هويات عسكرية توضح أنهم شواذ .. يوجد أيضًا فى العراق 32 ألف جندى وضابط أمريكى من الشواذ وهو ما يعادل ربع القوات الأمريكية العاملة فى العراق ـ أغلب هؤلاء الشواذ تم توزيعهم على مراكز الاعتقال ومعسكرات التعذيب وتم إعطاء الضوء الأخضر لهم باقتراف كل ما يحلو لهم مع الشيوخ والنساء والرجال والأطفال .. لقد قالوا لهم : ( حولوا حياة العراقيين إلى جحيم ) والشعب الأمريكى يعلم ذلك ويوافق عليه ، وفى آخر استطلاع للرأى بعد تكشف فضائح التعذيب فى سجن أبو غريب ـ أعرب عدد كبير من الأمريكيين عن سعادتهم لما حدث للعراقيين فى سجن أبو غريب .. قال أحدهم : ( إنهم يستحقون أكثر من ذلك ) وقالت ممرضة : ( يجب أن نخيف العراقيين حتى الموت ) وقال مهندس أمريكى : ( نحن شاهدنا الصور ولكن لا نعرف بالضبط ماذا فعلوا ـ ربما كانوا سفاحين وقتلة ) ومن هنا أحب أن أؤكد حقيقة لامنى عليها العديد من القراء يوم كتبت أن التمثيل بجثث الأمريكان حلال ، وقلت ان التمثيل المنهى عنه فى الإسلام يكون عند الفتح وليس الدفاع .. عند نشر الدعوة وليس عند دفع الأذى ، ولم أجد فى آراء العلماء وكل كتب الفقه ما يخالف ذلك ، ومازلت أؤكد ان أمريكا لن يردعها غير التنكيل والتمثيل بجثث قتلاهم وتصويرهم إعلاميًا ، وأشد ما تخشاه إدارة بوش هو نهج المقاومة لهذا السبيل ، ولذلك فإنهم منذ البداية حريصون أشد الحرص على منع التصوير والتدخل السريع وإزالة مخلفات كل تدمير .. لا خوفـًا على الجنود الأمريكان ولا صونـًا لآدميتهم وإنما خشية تحريك الرأى العام الأمريكى والضغط على القيادة من أجل الإنسحاب ، ولذلك فإننى أطالب كل عراقى بعدم الإمتثال لنصائح الخونة ، وإتباع أسلوب التمثيل والتنكيل بجثث الكلاب ممن أهانوا الوطن والشرف والدين .

لا يمكن أن يأتى قوم على درجة عالية من التدنى الأخلاقى والشذوذ ليعلموا شعب على أعلى درجات الخلق والتحضر مبادئ الحرية .. الحرية يجب أن يستخلصها بوش من ديننا وقيمنا ، ومن العار أن تعلم أحدث دولة فى التاريخ أقدم دولة عرفتها البشرية !!

إن ما حدث فى العراق من تعذيب وتنكيل لم يجد ما يستحقه من إدانة عربية رسمية ولا شعبية ، وهذا ما جعل بوش الكلب يبلغ وزير دفاعه بعد أن شاهد فى مقر البنتاجون فيديو وصور أكثر بشاعة لعمليات التعذيب ـ قال بوش بعدها لرامسفيلد : ( إنك أفضل وزير دفاع أمريكى وبلدنا مدين لك بالشكر لأنك تقوم بمهمة عظيمة ) ... هذا هو وجه بوش الحقيقى وتلك هى أهداف عصابته ، فكيف يخرج من بيننا من يُـفتى بحرمة التمثيل بجثث الكلاب ؟!!

إن صور التعذيب والإهانة التى حدثت لإخواننا فى العراق على يد القوات الأمريكية والبريطانية أخرجها الله لنا لإظهار الوجه الحقيقى لأمريكا .. أظهرها الله لنا ليقول لنا هذا جزاء أمة تركت الإسلام وسارت وراء الكفر .. أمة تركت النور ومشت فى الظلام .. أمة لم تضرب على يد الحاكم وقبلت الذل والخنوع وهى خير أمة أخرجت للناس .

لم يكن قرار التعذيب فى السجون العراقية قرارًا فرديًا وإنما كان قرارًا سياديًا صدر لأهمية المعركة بالنسبة لهم ولخطورة الموقف الذى يلفهم ومحاولة يائسة لطرد شبح المستنقع الفيتنامى من تفكير المقاتل المحتل .. لقد أرادوا انتزاع المعلومات بأسرع ما يمكن لإصلاح الخلل الحادث فى المنظومة الأمنية وتمكين قوات الاحتلال من فرض سيطرتها على الأرض ، فتكاثرت سبل التعذيب وضاعت مراحله وأصبح يمارس دفعة واحدة وعلى أقصى درجة من الإجرام فأصبح التعذيب مركزًا وشاملاً وهمجيًا ومهينـًا ومذلاً ومسنودًا بأوامر عليا لمجموعة مرتزقة لا علاقة لهم بالإنسانية ، ولذلك فإن المئات من العراقيين ماتوا تحت التعذيب دون حتى استكمال مراحله واستخلاص نتائجه .

والمؤسف أننا كعرب مازلنا نتفرج على ما يحدث ولم يعر حكامنا الأمر أدنى اهتمام .. لم يغيروا مواقفهم ولم يشعروا بعار أو خجل .. إنهم أشبه بالشاه التى تم ذبحها والآن لا يضر سلخها بعد ذبحها ، أو أشبه بالمرأة البغى التى وصلت إلى مراحل عليا من التفريط والتحلل والفجور فلم يعد يثير حفيظتها شئ .. كل الأفعال المشينة لديها مقبولة لأن التفريط أصبح لديها أساس وأسلوب حياة .

علينا كشعوب ألا ننخدع باعتذارات الخونة إذا ما أرادوا تجميل صورتهم أمام العالم .. وعندما سارع بوش بالاعتذار وعبر عن صدمته لما حدث أعقبه بلير وفعل نفس الشئ وكذلك فعل وزراء الدفاع فى كلا البلدين ، وقد أثار ذلك حفيظة عضو الكونجرس الأمريكى "باتريك لى" فقال بأعلى صوته : ( إنه كلام فارغ أن يحدثنا هؤلاء عن صدمتهم ) .

والإنسان العربى ليس بحجر ـ إنه بشر .. لابد أن يتأثر بكل ما يحدث من حوله ، ولابد أن يزداد غضبه وتأثره إذا ما شعر أن لحكامه دور أساسى فى كل ما يحدث ... وكم كان عجبى من الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولى العهد السعودى ( مانع الرحمة ) حين توعد شعبه من مجرد التعاطف مع من يعبرون عن سخطهم من تعاون الأسرة الحاكمة فى السعودية مع أمريكا فقال عن المجاهدين : ( إن الفئة الضالة لا يمكن أن نتهاون معها .. إحنا وراهم 20 سنة ـ 30 سنة حِنا وراهم ( يقصد حَنا وراهم ) وأحذر وأنذر من هذا المكان كل إنسان بيسكت .. بس سكوت .. إنه منهم .. الآن ما عاد فيه رحمة إلا رحمة الله فوق كل شئ .... ) هذا الكلام الخائب لا يعبر عن حكمة ولا عن بصيرة .. إنه امتداد لقانون بوش وتستر على جرائمه وهروب من مواجهة الواقع الذى فرض نفسه ، فلا السعودى الحر سوف يرضى للأبد بأن تكون بلاده ظهيرة للمجرمين ولا الحاكم بجهله سيظل ممسكـًا بلجام شعبه إلى الأبد ... أريد أن أذكر خادم الحرمين الشريفين أنه مهما فعل .. ومهما قدم لن ترضى أمريكا عنه حتى يترك دينه ... قالها الله تعالى لرسوله الكريم : (( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم )) فماذا أنت فاعل يا خادم الحرمين ؟!! ... قدم لأمريكا ما تشاء .. أترك لها الأرض والسماء .. إعطها البترول بأبخس الأسعار .. أقم لها القواعد فى كل مكان .. اعطهم المملكة بكل من فيها وما فيها .. فى النهاية لن ترضى أمريكا عنك حتى تترك دينك ، وأراك الآن فى الطريق لذلك .

يا رجل .. إبحث عن الأمانة فى كتاب الله .. تعلم المرؤة من الملا عمر زعيم حركة طالبان .. خذ النخوة من أسامه بن لادن .. إفعل الخير ولو لمرة فى حياتك .. تاجر مع الله وليس مع الشيطان .. كل من يعارضك لا يطلب دنيا .. إنهم يفجرون أنفسهم من أجل دينهم ، ولن ينفع معهم مال ولا رشوة .. قضيتهم عادلة .. يريدون منعك من موالاة الأعداء ، فكيف تحارب من يطلب ذلك ؟!! ... لا تطمئن لمبارك ولا تثق فى من سبقك للخيانة .. هل تسمع اليوم للأزهر صوت ؟!! .. هل تجد له موقف ؟!! .. نحن فى مصر الآن نعيش أسوأ مما يعيشه العراقى .. شيخ الأزهر ( كاتم الصوت ) لم ينطق بكلمة حتى فى الأمور التى لا يختلف عليها اثنان .. العالم كله استنكر ما حدث فى العراق من تنكيل وتعذيب وشيخنا صامت كأنه ابتلع لسانه الكذوب .. لقد قال فى صدام ما لم يقوله مالك فى الخمر ، وشهد بما لا يرى ، والآن لا يشهد بما يرى .. لقد قال عن صدام بصوت نسائى خافت وناعم : ( لقد عذب شعبه وأذل مواطنيه وحارب جيرانه ) وظل يكيل الاتهامات إلى أن رماه بالكفر إرضاءً لأمريكا ... إننى أعلن وقلبى مرتاح عن شكى فى هذا الرجل ، وقد وصل شكى إلى اعلى مراتب اليقين بأن الشيخ زفتاوى أو طنطاوى لا يمت للإسلام بصلة بعد أن خالفت أفعاله أقواله وأضرت فتواه بالمسلمين داخل وخارج البلاد وركن إلى الذين ظلموا وخالف شرع الله .. لقد طلب العزة من مبارك فأذله الله على حِلم وأضله على عِلم وسلب من صدره العِلم ، ولسوف يمضى مثلما مضى غيره ، وسيحشر فى مقابر اليهود والنصارى حتى لو دفن فى صحن الأزهر .

أما آن لنا أن نفيق ؟!!

أما آن لنا أن نحترم أنفسنا ونعترف بأخطائنا فى حق العراق العظيم ؟!!

أما آن لنا أن نصون ما تبقى لنا من كرامة بالت عليها كلاب أمريكا وخنازير بريطانيا تحت دعاوى الحرية ؟!!

أيتها الشعوب العربية ... لا أمل فى إصلاح الحكام .. الأمل فى خلع الحكام وإصلاح البيت من الداخل ، وإن لم نفعل ذلك فما يحدث الآن فى العراق سوف يحدث لنا بأسرع مما نتصور .

(( فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمرى إلى الله إن الله بصير بالعباد )) .