المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأوبزرفر تكشف عن تفاصيل مروعة و'مصورة' للتعذيب داخل جوانتنامو



أبونورالدين
16-05-2004, 08:49 PM
مفكرة الإسلام: استمرارًا لفضائح القوات الأمريكية وانتهاكاتها للحقوق المدنية والاتفاقات الدولية وحقوق الإنسان حول العالم نشرت جريدة الأوبزرفر البريطانية اليوم تقريرًا عن قيام حراس سجون أمريكيون بتصوير عمليات التعذيب داخل سجن جوانتنامو الأمريكي الذي يعتقل فيه ما يزيد عن 600 معتقل مسلم تشتبه القوات الأمريكية بانتمائهم إلى تنظيم القاعدة أو حركة طالبان الأفغانية، ولا توجد دلائل ضدهم تدينهم، ولم تقدمهم لمحاكمات ولا تعاملهم كأسرى حرب طبقًا لاتفاقية جينيف التي طالما تشدق بها رامسفيلد عندما تم عرض صور الأسرى الأمريكيين لدى القوات العراقية تحت قيادة صدام، أو عندما عرضت صورهم قناة الجزيرة الفضائية، أو عندما تم عرض صور التعذيب الأخيرة في سجن أبو غريب.
ونشرت صحيفة الأوبزرفر البريطانية مقالاً بقلم الصحفيين دافيد روز وجابي هينسليف يؤكدان فيه على أن هناك عشرات من أشرطة الفيديو التي تصور الحراس الأمريكيين بسجن جوانتنامو وهم يقومون بعمليات تعذيب وحشية ضد المعتقلين، وتم تخزينها وتصنيفها في المعسكر. وقالت الصحيفة أن الكشف عن تلك الأشرطة جاء أثناء مقابلة صحفية مع طارق درجول وهو السجين البريطاني الخامس الذي تم إطلاق سراحه في مارس الماضي، والذي كان مصدومًا جدًا منذ تلك الفترة ولم يستطع التحدث مع وسائل الإعلام، ولكنه كشف عن ذلك بعد ما طالب العديد من السياسيين الأمريكيين والبريطانيين الكشف عن تلك الأشرطة.
وقال سياسيون بريطانيون وأمريكيون أنه لو كانت محتويات تلك الأشرطة صادمة ووحشية مثلما وصفها طارق، فإن ذلك سوف يؤكد بدلائل قطعية على أن الوحشية ضد المعتقلين كانت عبارة عن عملية منظمة ومستمرة ضد معتقلي أمريكا في حربها ضد ما تسميه 'الإرهاب'.
وكان وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد قد صرح أثناء الضجة التي أثيرت بعد الكشف عن تعذيب معتقلي أبو غريب أن تلك العمليات كانت عبارة عن تجاوزات من 'حفنة من الجنود وليست عمليات منظمة يتبعها الجيش' على حد قوله.
وكانت قوات الشرطة العسكرية البريطانية قد ألقت القبض على أربعة جنود بريطانيين في إطار الاشتباه في أن القوات البريطانية تقوم بتعذيب الأسرى العراقيين، وتم إطلاق سراح أولئك الجنود بعد ذلك بدون توجيه أي تهم لهم حتى تحديد موعد محاكماتهم.
وكان السجين البريطاني المسلم طارق درجول 26 عامًا من مايل إند بغرب لندن قد قضى 22 شهرًا في معتقل خليج جوانتنامو بدءًا من مايو 2002، وقد أخبر جريدة الأوبزرفر عن الإهانات المتكررة التي لاقاها على أيدي فرق التعذيب في معسكر 'دلتا' الذي يحتجز فيه المعتقلون.
وقال طارق أن عمليات التعذيب الوحشية ضدهم كانت تتم لأتفه الأسباب التي تتعلق بالنظام في المعسكر، مثل رفضهم الموافقة على ثالث عملية تفتيش في يوم واحد، والتي وصفها على أنها عمليات استفزاز متعمدة من القائمين على المعسكر.
وقد وصف طارق إحدى عمليات التعذيب الوحشية، فقال: 'لقد قاموا برش الفلفل الحار في وجهي وعيني، ثم بدأت بعدها في التقيؤ، فقاموا بطرحي أرضًا وهاجموني بوحشية، ووضعوا أصابعهم في عيني، وقاموا بضرب رأسي في المرحاض ثم فتحوا مياه المرحاض في وجهي، ثم قاموا بتكبيلي مثلما لو كنت حيوانًا مفترسًا، ثم قاموا بضربي وصفعي ولكمي، وفي النهاية قاموا بسحبي خارج الزنزانة مصفدًا في الحديد إلى ساحة السجن، وقاموا بحلق رأسي ولحيتي وحاجباي'.
وكان زملاؤه الذين أفرج عنهم في مارس الماضي قد حكوا عن تفاصيل مشابهة، وهم شفيق رسول وآصف إقبال ورحال أحمد. وقال شفيق رسول أن الحراس كانوا يضربونه ويطرحونه أرضًا، وكان يقوم بتعذيبه خمس حراس في المرة الواحدة.
وقد صرح طارق درجول أنه في كل مرة يقوم فريق من حراس السجن بضربهم، والذين يتكونون من خمسة حراس، يقوم حارس سادس بتصوير كل شيء كان يحدث له.
وقد اعترف الكولونيل ليون سامتبر المتحدث باسم القوة متعددة المهام المسئولة عن سجن جوانتناموا الليلة الماضية لصحيفة الأوبزرفر أن كل الإجراءات التي يقوم بها الضباط في جوانتنامو يتم تصويرها لكي يتم 'مراجعتها' من قبل كبار الضباط. وكل تلك الأشرطة محتفظ بها في أرشيف هناك، ولكنه رفض التحدث عن طبيعة تلك العمليات-.