almansor313
21-02-2005, 12:04 PM
"شيطان" بوتين صاروخ "لا مثيل له في العالم"!
سرعة وتمويه وعشرة رؤوس نووية دفعة واحدة
http://al-moughtarib.com/Foto%20Gal.../topol-Nr-1.jpg
http://al-moughtarib.com/Foto%20Gal.../topol-Nr-3.jpg
الصاروخ الروسي "توبول" أو شيطان بوتين محمولا على عربة متنقلة
"شيطان": قدرة تدمير المدن الأميركية في ساعة واحدة
إنشطار الصواريخ الروسية يفقد رادارات الغرب صوابها
البثّ الاميركي للإشعاع الممغنط وللشائعات فكّك أوصال الجيش العراقي
صاروخ "سام" فورة نجاح سريعة عطّلتها التقنيات الإسرائيلية الحديثة
يتفّق المحللون العسكريون على أن سلاح الصاروخ هو عماد الحرب العالمية الثالثة (والأخيرة) حتما. فهذا السلاح المزوّد برؤوس نووية، والذي ينطلق بكبسة زرّ بسيطة، لا يمكن تحديد خسائره ولا حصر نتائجه، وهو ينتمي إلى القاعدة المقدّسة في عالم المتفجرات حيث "الخطأ الأول هو الخطأ الأخير"!..
ويحكم عالم صناعة الصواريخ ومزاياها في أسواق التجارة السلاحية ثالوث من القدرات، هي أولا، القدرة على السرعة والحمولة، وثانيا، القدرة على التمويه، وثالثا، الدقة في إصابة الهدف.
وفي سبيل تأمين هذه العوامل المركبّة التي تفتح أسواق العرض والطلب التجارية، والتي تخفي معالم القوة والهيمنة لدى الدول، لا تتورّع الشركات المنتجة للصواريخ، في سبيل تسويق إنتاجها، عن إستخدام جميع وسائل الدعاية وحتى الغشّ والكذب عند اللزوم، كي تستدرج عروض البيع إستنادا إلى المزايا النظرية والتجربة الميدانية فقط، ذلك أن الصاروخ، الذي يستخدم لمرة واحدة فقط، ينتمي إلى أنواع البضاعة المباعة، التي "لا تستبدل ولا تردّ"، أي التي تتبخّر بعد إستخدامها!.
كيف بدأت قصّة الصواريخ وتدرجت في العالم حتى وصلت إلى الأقمار والكواكب؟، وما هو دور ألمانيا (أمّ الصواريخ) في التأسيس لهذا السلاح، المفيد والسيء بحسب طبيعة إستخدامه؟ كيف طوّر خبراء العراق الصواريخ السوفياتية؟ ومتى تنفجر صواريخ باكستان والهند النووية؟ وأخيرا ها هي تركيا تحصل على نظام صاروخي متطور من إنتاج المصانع التركية، مما يعني أن هذا البلد دخل مرحلة التصنيع الصاروخي وأن الأرضية باتت صالحة للمزيد من التطور، مع العلم أن مواصفات الصواريخ التركية لم تنكشف تماما بعد..
ثم ماذا عن إيران وماذا عن برامجها النووية، وأي صواريخ ستحمل الرؤوس النووية الإيرانية؟
وأخيرا.. ما هو دور الغشّ والكذب في سوق تجارة الصواريخ، والبرهان على هذا الكذب هو ما حصل في حرب الخليج الثانية، من خلال التركيز "التلفزيوني" المبرمج على قدرات صاروخ "باتريوت" الأميركي، الذي تمكن من "إصطياد" صاروخ "سكود" السوفياتي الصنع والعراقي الإستخدام... فما هي هذه القصة- الكذبة؟!..
والعالم إلى أين في ظلّ هذه الغابة من الرؤوس النووية؟؟ وهل سيكون هناك يوم آخر بعد الإنفجار؟
الحديث عن عالم الصواريخ طويل وشاق نظرا لشحّ المعلومات المتوفرة ونظرا لحالات التضليل والتمويه التي تلفّ هذه الصناعة تأمينا لتسويقها في أسرع وقت. ويبقى أن عالم الصواريخ هو العالم الوحيد الذي "يضحك فيه جيدا من يضحك أخيرا"... هذا في حال بقي إنسان على الأرض وبقي مجال للضحك في نهاية العالم!..
** ** **
في أواسط شهر نوفمبر من هذا العام، زفّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وسائل الإعلام خبرا مميزا لفت الأنظار وأثار العديد من التساؤلات في الأوساط السياسية والعسكرية.. أعلن الرئيس بوتين وهو يرتدي بزّة عسكرية وعقب تدشين إطلاق أول صاروخ "مجهول المواصفات والقدرات"، أن "الصواريخ الروسية الجديدة لا مثيل لها في العالم"..
ولم يفصح الرئيس الروسي عن المزايا القتالية والمواصفات الميدانية العسكرية للصاروخ الجديد الذي "لا مثيل له في العالم"، لكن المتابعين لشؤون التسلح علموا لاحقا، أن الصاروخ الجديد يحمل في القاموس العسكري الروسي تسمية (TOPOL-M) ، بينما أطلقت عليه القيادة العسكرية لحلف الأطلسي تسمية "شيطان"، وهي تسمية مستقاة من وحي "المجهول والشرير"..!.
وفي رأي المحللين العسكريين والسياسيين أن كلام الرئيس بوتين، في هذا الوقت بالذات، عن صاروخ روسي "لا مثيل له في العالم" يحمل تفسيرات ورسائل عديدة، داخلية ودولية، أهمها:
- إنذار مبكر إلى دول العالم، بأن روسيا لا زالت لاعبا هاما ورئيسيا على الساحة الدولية، ومن غير المسموح تغييب دورها عن رسم الخريطة الجيو-سياسية للعالم الجديد. ويطالب بعض الخبراء العسكريين الروس، في تحليلات وتعليقات تنشرها مجلة "جيش الشعب" العسكرية، بعدم التنازل عن الحصّة الروسية في مغانم العالم الجديد، والذي تطلق عليه تسمية (PAXA-AMERICANA) بقيادة الولايات المتحدة الأميركية والذي يقام على أنقاض الخريطة البريطانية (PAXA-BRITANICA) ، المرسومة في القرن الماضي لتوزيع مغانم الإستعمار وإستلاب خيرات الدول الفقيرة.
- إعادة الإعتبار والكرامة إلى الجيش الروسي، الذي فقد بريقه مع نهاية الحرب الباردة وسقوط حلف "وارسو"، وخاصة مع زوال "الجيش الأحمر السوفياتي"، الذي كان مدرسة في الإنضباط والذي واكبته صفة "العظيم" والذي حمل مهام التوازن العسكري مع المعسكر الغربي. وفي هذا السياق، وبحسب مصادر أمنية روسية، يستهدف الرئيس فلاديمير بوتين إستنهاض الروح المعنوية والوطنية لدى الجيل الروسي الجديد من الشباب والذي يبتعد تدريجيا عن مهام التطوّع في جيش البلاد وينصرف إلى مغريات الدعاية الأميركية، التي تبثّ مناخ التراخي والميوعة والإستسلام..
- الإعلان دوليا بأن روسيا خرجت من عزلتها وتحرّرت من مرارة هزيمة "الإتحاد السوفياتي"، وأنها الوحيدة صاحبة الحق الشرعي والوحيد في وراثة أمجاد "القوة العسكرية السوفياتية والسيطرة على الفضاء". وفي هذا المجال يقول دبلوماسي روسي يعمل في السفارة الروسية في برلين:"إن روسيا كانت على الدوام المحرك الرئيسي للعظمة والقوة السوفياتية، وفي سبيل تقوية معنويات حلفائنا في الإتحاد أرتضينا على مضض تعبير - القنبلة السوفياتية والباليه الروسية- مع العلم أننا نملك الإثنين معا!.."
- إن تركيز الرئيس الروسي بوتين على مزايا "الصاروخ الذي لا مثيل له في العالم" من دون سواه من الاسلحة، له دلالات داخلية وخارجية خاصة. من المعروف أن "القطبة المخفية" في هزيمة الإتحاد السوفياتي في الحرب الباردة، لم تكن في الفذلكة العقائدية السطحية التي حملها الرئيس السوفياتي الأخير ميخائيل غورباتشوف في ورقتي "البريستوريكا والغلازنوست"، بل كانت في الخلل العسكري الإستراتيجي بين المعسكرين والذي تجلى في إعلان الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان عن نجاح خطة "الضربة الصاروخية الوقائية" التي تحركها وتوّجهها الأقمار الإصطناعية، والتي تتمكن من تدمير أي صاروخ معاد يستهدف أراضي الولايات المتحدة الأميركية. هذا الإعلان الأميركي وضع القيادتين، العسكرية والسياسية السوفياتية، أمام خيار الهزيمة. ويستخلص من التحليلات العسكرية والسياسية الصادرة في حينه، أن الإعلان الأميركي عن نجاح مخطط "الضربة الصاروخية الوقائية" أصاب القيادة السوفياتية في مقتلين: الأول، هو التكلفة المالية الباهظة لأي برنامج عسكري سوفياتي يوازن السلاح الصاروخي الأميركي الجديد، وذلك بسبب الأوضاع الإقتصادية المتردية في دول المنظومة الإشتراكية، والثاني والأهم، هو سقوط "العقيدة العسكرية" السوفياتية، التي عمادها الصواريخ والمدفعية الثقيلة..!
http://al-moughtarib.com/Foto%20Gal.../Topol-Nr-2.jpg
"شيطان" روسيا الجديد
في حديثه عن الصاروخ "الذي لا مثيل له في العالم" أعاد الرئيس فلاديمير بوتين الإعتبار إلى إمكانية التوازن العسكري الجديد مع الولايات المتحدة الاميركية. وتفيد أول المعلومات الأمنية حول مواصفات الصاروخ "شيطان" الروسي، بأنه يشكّل محاولة إلتفاف على الصواريخ الأميركية الموجهة بواسطة الأقمار الإصطناعية. إن الميزة الرئيسية لصاروخ "شيطان" الروسي أو (TOPOL-M) ، هي، أولا قدرته على "التخفّي والتمويه" بالإضافة إلى تعطيله للرادارات الأميركية المتطورة، وثانيا، سرعته الفائقة، وثالثا، مجاله الذي يتجاوز العشرة آلاف كيلومتر ويجعل جميع المدن الأميركية تحت رحمته، ورابعا، وهذا الأهم، قدرته على حمل عشرة رؤوس نووية دفعة واحدة.."إنه شيطان يملك مفاتيح الجحيم" كما وصفه الجنرال الألماني مايكل بيلز!.
وتفيد المعلومات الأمنية أيضا، أن القدرات والمزايا لصاروخ "شيطان" ليست في محتواه فقط بل أيضا في قاعدة إنطلاقه التي تعمل بواسطة الطاقة الذرية والتي تسمح بتجاوزه لسرعة فائقة تمكنه من الوصول إلى أي مدينة أميركية، وخاصة نيويورك، في اقلّ من ساعة!! هذا الميزة في السرعة الفائقة تساهم إلى جانب ميزة التمويه في شلّ قدرات الضربة الصاروخية الوقائية الأميركية.
ويرى محللون غربيون أن الإعلان المفاجىء وغير المتوقع الذي صدر عن الرئيس فلاديمير بوتين حول مزايا صاروخ "شيطان" يتناسب مع شخصيته الغامضة والمتناقضة. إنه "رجل الإستخبارات السوفياتية ال (كا.جي.بي) الذي قاد شبكة المخبرين السوفيات في الموقع المواجه الأول على جدار برلين الشرقية" وهو إلى ذلك أيضا، "الروسي القومي المتشدد المغرم ببطرس الأكبر، حيث يعلّق صورته على جدار مكتبه"، واخيرا، هو "اللاعب المتفوّق في لعبتي الجيدو والكاراتيه، وعمادها قفزات الهرّ الخفيفة والمتنقلة والمفاجئة.." هذه الشخصية المركبّة في مجموع التناقضات لا زالت حتى الآن تثير شهية الإستخبارات الغربية لكنه جوهر هذا الرجل الغامض. ويكتفي المستشار الألماني غيرهارد شرودر بالقول:"على الرغم من التناقضات يبقى فلاديمير بوتين صديقا للغرب، والمهم البارز في شخصيته، هو مشاركته الفعالة في مكافحة الإرهاب الدولي، لكن أيضا، إعادة بنائه للدولة الروسية على أسس الديموقراطية والإنفتاح على الأسواق الحرّة".
هذا التحديد "بسيط وعام"، يقول الجنرال الألماني مايكل بيلز لصحيفة "بيلد" الألمانية، وفي نظر هذا الجنرال العسكري الخبير أن بوتين لا يستطيع "تغيير جلده" ببساطة، والبرهان هو في التهديد المبطن لإمتلاكه سلاحا مدمرا "لا مثيل له في العالم" هو الصاروخ "شيطان" الذي ينسجم مع "العقيدة العسكرية للجيش الأحمر"!.
الحروب الحديثة عمادها الخبرة والسرعة.. لا أطنان الحديد الثقيل!
عقيدة الجيش الروسي
كل شيء تغيّر في روسيا ما عدا تركيبة الجيش وعقيدته. وتعود الأسباب في ذلك إلى خيار التوفير المالي وشحّ الخزينة الروسية، الذي فرض الإستمرار بإتباع العقيدة العسكرية للجيش السوفياتي الأحمر، التي تقوم على عماد العدد عوضا عن الخبرة والنوعية، وعلى عماد السلاح الثقيل (مدفعية ودبابات وصواريخ) عوضا عن التقنية المتطورة في جيوش الغرب المرتكزة إلى "جيش الخبراء القليل العدد" (الولايات المتحدة الأميركية والمانيا وفرنسا) والسلاح الخفيف المتطور في الطائرات الحربية والدبابات والمعلوماتية (طائرات تورنادو وميراج وأسراب "أف- 18" وما تلاها، ودبابات ليوبارد وفوكس الألمانية"، بالإضافة إلى أسلحة الإشارة والإتصال المتطورة..).
وفي المنطق العسكري الروسي أن السلاح الثقيل له هيبة ورهبة خاصة ويؤمن القدرة على المسح الشامل لميدان المعركة من خلال الإنتشار العسكري، كما توفّر المدفعية الثقيلة عملية "تنظيف" مواقع العدو قبل بدء التقدم العسكري الجرار، كما وأخيرا تستطيع الصواريخ "تنظيف" خطوط العدو الخلفية وتدمير مؤسساته ومنشآته وثكنه العسكرية وخطوط مواصلاته، بالإضافة إلى تدمير الطائرات الحربية المغيرة.. هكذا إستند الجيش الروسي إلى عقيدة العدد في مواجهة النوع، السلاح الثقيل والمدفعية في مواجهة السلاح الخفيف والمعلوماتية، وأخيرا الصواريخ المدمرة وغير المكلفة في مواجهة الطائرات الحربية الغربية الباهظة الثمن.
ويستمر الجيش الروسي متابعا على هدى العقيدة العسكرية السوفياتية، وفي هذا المجال خصصت القيادة الروسية مبلغا هائلا لتطوير الصواريخ حيث جرى الإعلان عن أكثر من ستّ تجارب صاروخية في خلال خمس سنوات، بينما كانت هناك تجارب لم يكشف النقاب عنها، وإن كانت المجلات العسكرية الغربية أشارت إلى بعضها نقلا عن صور الأقمار الإصطناعية.
على أي حال، لم تعد التجارب الروسية الجديدة على الصواريخ البعيدة المدى محصورة بالسرعة وتطوير المدى، وهذه أمور باتت محسومة، بل يجري العمل، داخل مختبرات الصناعة العسكرية على تطوير الرؤوس النووية وتطوير إمكانيات التمويه لتفادي الضربات "التقنية" التي يمتلكها الغرب. وآخر ما يشار إليه في مجال التمويه، حالات الإنشطار أثناء طيران الصاروخ مما يعطل على الرادارات الغربية قدرة ملاحقة الشطر الحقيقي الذي يحمل الرأس النووي المتفجر، وهذا يجعل الإحتمالات للضربة الصائبة في حدود نسبة واحد إلى عشرة.
الجيوش العربية المسلّحة سوفياتيا توقّف نموّها العسكري!
صاروخ "الحسين" العراقي أفضلها والصواريخ المصرية "دعائية"
"تعريب" العقيدة العسكرية الروسية
يرى العديد من الخبراء العسكريين أن جميع الجيوش العربية التي تسلحت من الإتحاد السوفياتي، وتحديدا مصر وسوريا والعراق وليبيا والجزائر..، هي اليوم مشلولة الفعالية تماما وغير قادرة على أي مواجهة ميدانية. والسبب في ذلك بسيط ويتعلّق في غياب قطع الغيار للمعدات العسكرية (إضطر العراق قبل سقوط نظام صدام حسين للبحث عن معدات وقطع غيار للأسلحة السوفياتية التي يملكها من المصانع الالمانية لكن الإستخبارات الغربية عطّلت أكثر من صفقة في هذا المجال، وخاصة صفقة المظلات التي تنفتح خلف الطائرة الحربية لفرملة هبوطها على المدارج القصيرة المدى)، وخاصة معدات الأسلحة الثقيلة كالدبابات المجنزرة والتي لا يمكن إجراء تطويرات تقنية عليها، كتزويدها بتقنية الكومبيوتر أو أجهزة التبريد ضد الحرارة القاسية في الصحارى العربية.
إلا أن الخطير وراء تشاؤم الخبراء العسكريين حول فعالية الجيوش العربية "التقدمية تقليديا"، لا يتعلق في ألأسلحة المتخلفة تقنيا أو تلك التي باتت خارج إطار "المهلة الزمنية الصالحة للخدمة العسكرية" بل يتعلق في "تسليح" القيادات العسكرية لهذه الجيوش بعقيدة عسكرية للجيش الاحمر السوفياتي جرى إعتمادها بنجاح إبان الحرب العالمية الثانية لكنها باتت متخلفة في عصرنا الحاضر، الذي يقوم على عماد الخبرة والتقنية والعلم وليس على أطنان الحديد الثقيل.
وبعيدا عن "الإنتصارات الإذاعية العربية" في حرب تشرين 1973 إلا أن الواقع أثبت أن خطّة الإلتفاف العسكري السريع التي أجراها الجيش الإسرائيلي لتطويق الجيش الثالث المصري، كانت أهمّ من الأوزان الثقيلة للدبابات المصرية التي توقفت فعاليتها تحت حرارة الطقس القاسية والتي منعت الطاقم من البقاء في داخلها بعد أن تحوّلت إلى فرن ناري، كذلك أيضا، كانت خطة الإنزال العسكري للمظليين الإسرائيليين غلى هضبة الجولان السورية بحسب ما يعرف "عسكريا" بخطة "القبّوط أو الجرادة" وهي تعني الإنزال المظلي المتفرّق على التلال والذي يلتحم تدريجيا لاحقا ليقطع خطوط الإتصالات والمواصلات، كانت اجدى من المدفعية السورية الثقيلة التي فقدت بوصلة الإتصال وبالتالي القدرة على تحديد هوية الهدف المطلوب.
على أن آخر التحليلات العسكرية حول فشل العقيدة العسكرية الروسية، فيأتي في التحليلات العسكرية التي صدرت مؤخرا حول تحديد فشل الجيش العراقي في إحتلال الكويت وإنسحابه السريع حتى من محافظات العراق الجنوبية. وفي هذا السياق، تكشف "مؤسسة البحوث العسكرية" في مدينة لايبزغ عن نجاح التقنية الغربية الأميركية في تقطيع أوصال خطوط الإتصال العسكري بين غرفة العمليات المركزية للقيادة العراقية في بغداد والخطوط المتقدمة لمواقع الجيش العراقي الحدودية، وذلك عبر البثّ الأميركي الممغنط لمساحات جغرافية واسعة من الإنتشار العسكري العراقي، ورافق ذلك بثّ إذاعي لشائعات كثيرة أفادت، تارة عن إحتمال إنقطاع الطعام والشراب، وطورا عن إنسحابات وخسائر مما ولّد خوفا وهلعا لدى الجنود وأدى إلى فقدان الإنضباط وضياع الخطط، مع ما رافق ذلك من تحريف وتحوير للمعلومات (Desinformation) أحبطت المعنويات وأثارت النعرات الطائفية والقبلية في البلاد. وقد ترافقت هذا الامور جميعها مع غياب أي خطة واضحة ومدروسة بعمق لدى قيادة الجيش العراقي لإحتمال حالات الإنسحاب العسكري مما عرّض الجيش العراقي لخسائر فادحة وتركه مشرعا مكشوف الغطاء في غياب أي قدرة للطيران العراقي على الحركة.. هذا الفشل العسكري الذريع سببه الإلتزام في قواعد تدريس وتدريب العلوم العسكرية المبنية على قواعد العقيدة العسكرية السوفياتية!.
سرعة وتمويه وعشرة رؤوس نووية دفعة واحدة
http://al-moughtarib.com/Foto%20Gal.../topol-Nr-1.jpg
http://al-moughtarib.com/Foto%20Gal.../topol-Nr-3.jpg
الصاروخ الروسي "توبول" أو شيطان بوتين محمولا على عربة متنقلة
"شيطان": قدرة تدمير المدن الأميركية في ساعة واحدة
إنشطار الصواريخ الروسية يفقد رادارات الغرب صوابها
البثّ الاميركي للإشعاع الممغنط وللشائعات فكّك أوصال الجيش العراقي
صاروخ "سام" فورة نجاح سريعة عطّلتها التقنيات الإسرائيلية الحديثة
يتفّق المحللون العسكريون على أن سلاح الصاروخ هو عماد الحرب العالمية الثالثة (والأخيرة) حتما. فهذا السلاح المزوّد برؤوس نووية، والذي ينطلق بكبسة زرّ بسيطة، لا يمكن تحديد خسائره ولا حصر نتائجه، وهو ينتمي إلى القاعدة المقدّسة في عالم المتفجرات حيث "الخطأ الأول هو الخطأ الأخير"!..
ويحكم عالم صناعة الصواريخ ومزاياها في أسواق التجارة السلاحية ثالوث من القدرات، هي أولا، القدرة على السرعة والحمولة، وثانيا، القدرة على التمويه، وثالثا، الدقة في إصابة الهدف.
وفي سبيل تأمين هذه العوامل المركبّة التي تفتح أسواق العرض والطلب التجارية، والتي تخفي معالم القوة والهيمنة لدى الدول، لا تتورّع الشركات المنتجة للصواريخ، في سبيل تسويق إنتاجها، عن إستخدام جميع وسائل الدعاية وحتى الغشّ والكذب عند اللزوم، كي تستدرج عروض البيع إستنادا إلى المزايا النظرية والتجربة الميدانية فقط، ذلك أن الصاروخ، الذي يستخدم لمرة واحدة فقط، ينتمي إلى أنواع البضاعة المباعة، التي "لا تستبدل ولا تردّ"، أي التي تتبخّر بعد إستخدامها!.
كيف بدأت قصّة الصواريخ وتدرجت في العالم حتى وصلت إلى الأقمار والكواكب؟، وما هو دور ألمانيا (أمّ الصواريخ) في التأسيس لهذا السلاح، المفيد والسيء بحسب طبيعة إستخدامه؟ كيف طوّر خبراء العراق الصواريخ السوفياتية؟ ومتى تنفجر صواريخ باكستان والهند النووية؟ وأخيرا ها هي تركيا تحصل على نظام صاروخي متطور من إنتاج المصانع التركية، مما يعني أن هذا البلد دخل مرحلة التصنيع الصاروخي وأن الأرضية باتت صالحة للمزيد من التطور، مع العلم أن مواصفات الصواريخ التركية لم تنكشف تماما بعد..
ثم ماذا عن إيران وماذا عن برامجها النووية، وأي صواريخ ستحمل الرؤوس النووية الإيرانية؟
وأخيرا.. ما هو دور الغشّ والكذب في سوق تجارة الصواريخ، والبرهان على هذا الكذب هو ما حصل في حرب الخليج الثانية، من خلال التركيز "التلفزيوني" المبرمج على قدرات صاروخ "باتريوت" الأميركي، الذي تمكن من "إصطياد" صاروخ "سكود" السوفياتي الصنع والعراقي الإستخدام... فما هي هذه القصة- الكذبة؟!..
والعالم إلى أين في ظلّ هذه الغابة من الرؤوس النووية؟؟ وهل سيكون هناك يوم آخر بعد الإنفجار؟
الحديث عن عالم الصواريخ طويل وشاق نظرا لشحّ المعلومات المتوفرة ونظرا لحالات التضليل والتمويه التي تلفّ هذه الصناعة تأمينا لتسويقها في أسرع وقت. ويبقى أن عالم الصواريخ هو العالم الوحيد الذي "يضحك فيه جيدا من يضحك أخيرا"... هذا في حال بقي إنسان على الأرض وبقي مجال للضحك في نهاية العالم!..
** ** **
في أواسط شهر نوفمبر من هذا العام، زفّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وسائل الإعلام خبرا مميزا لفت الأنظار وأثار العديد من التساؤلات في الأوساط السياسية والعسكرية.. أعلن الرئيس بوتين وهو يرتدي بزّة عسكرية وعقب تدشين إطلاق أول صاروخ "مجهول المواصفات والقدرات"، أن "الصواريخ الروسية الجديدة لا مثيل لها في العالم"..
ولم يفصح الرئيس الروسي عن المزايا القتالية والمواصفات الميدانية العسكرية للصاروخ الجديد الذي "لا مثيل له في العالم"، لكن المتابعين لشؤون التسلح علموا لاحقا، أن الصاروخ الجديد يحمل في القاموس العسكري الروسي تسمية (TOPOL-M) ، بينما أطلقت عليه القيادة العسكرية لحلف الأطلسي تسمية "شيطان"، وهي تسمية مستقاة من وحي "المجهول والشرير"..!.
وفي رأي المحللين العسكريين والسياسيين أن كلام الرئيس بوتين، في هذا الوقت بالذات، عن صاروخ روسي "لا مثيل له في العالم" يحمل تفسيرات ورسائل عديدة، داخلية ودولية، أهمها:
- إنذار مبكر إلى دول العالم، بأن روسيا لا زالت لاعبا هاما ورئيسيا على الساحة الدولية، ومن غير المسموح تغييب دورها عن رسم الخريطة الجيو-سياسية للعالم الجديد. ويطالب بعض الخبراء العسكريين الروس، في تحليلات وتعليقات تنشرها مجلة "جيش الشعب" العسكرية، بعدم التنازل عن الحصّة الروسية في مغانم العالم الجديد، والذي تطلق عليه تسمية (PAXA-AMERICANA) بقيادة الولايات المتحدة الأميركية والذي يقام على أنقاض الخريطة البريطانية (PAXA-BRITANICA) ، المرسومة في القرن الماضي لتوزيع مغانم الإستعمار وإستلاب خيرات الدول الفقيرة.
- إعادة الإعتبار والكرامة إلى الجيش الروسي، الذي فقد بريقه مع نهاية الحرب الباردة وسقوط حلف "وارسو"، وخاصة مع زوال "الجيش الأحمر السوفياتي"، الذي كان مدرسة في الإنضباط والذي واكبته صفة "العظيم" والذي حمل مهام التوازن العسكري مع المعسكر الغربي. وفي هذا السياق، وبحسب مصادر أمنية روسية، يستهدف الرئيس فلاديمير بوتين إستنهاض الروح المعنوية والوطنية لدى الجيل الروسي الجديد من الشباب والذي يبتعد تدريجيا عن مهام التطوّع في جيش البلاد وينصرف إلى مغريات الدعاية الأميركية، التي تبثّ مناخ التراخي والميوعة والإستسلام..
- الإعلان دوليا بأن روسيا خرجت من عزلتها وتحرّرت من مرارة هزيمة "الإتحاد السوفياتي"، وأنها الوحيدة صاحبة الحق الشرعي والوحيد في وراثة أمجاد "القوة العسكرية السوفياتية والسيطرة على الفضاء". وفي هذا المجال يقول دبلوماسي روسي يعمل في السفارة الروسية في برلين:"إن روسيا كانت على الدوام المحرك الرئيسي للعظمة والقوة السوفياتية، وفي سبيل تقوية معنويات حلفائنا في الإتحاد أرتضينا على مضض تعبير - القنبلة السوفياتية والباليه الروسية- مع العلم أننا نملك الإثنين معا!.."
- إن تركيز الرئيس الروسي بوتين على مزايا "الصاروخ الذي لا مثيل له في العالم" من دون سواه من الاسلحة، له دلالات داخلية وخارجية خاصة. من المعروف أن "القطبة المخفية" في هزيمة الإتحاد السوفياتي في الحرب الباردة، لم تكن في الفذلكة العقائدية السطحية التي حملها الرئيس السوفياتي الأخير ميخائيل غورباتشوف في ورقتي "البريستوريكا والغلازنوست"، بل كانت في الخلل العسكري الإستراتيجي بين المعسكرين والذي تجلى في إعلان الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان عن نجاح خطة "الضربة الصاروخية الوقائية" التي تحركها وتوّجهها الأقمار الإصطناعية، والتي تتمكن من تدمير أي صاروخ معاد يستهدف أراضي الولايات المتحدة الأميركية. هذا الإعلان الأميركي وضع القيادتين، العسكرية والسياسية السوفياتية، أمام خيار الهزيمة. ويستخلص من التحليلات العسكرية والسياسية الصادرة في حينه، أن الإعلان الأميركي عن نجاح مخطط "الضربة الصاروخية الوقائية" أصاب القيادة السوفياتية في مقتلين: الأول، هو التكلفة المالية الباهظة لأي برنامج عسكري سوفياتي يوازن السلاح الصاروخي الأميركي الجديد، وذلك بسبب الأوضاع الإقتصادية المتردية في دول المنظومة الإشتراكية، والثاني والأهم، هو سقوط "العقيدة العسكرية" السوفياتية، التي عمادها الصواريخ والمدفعية الثقيلة..!
http://al-moughtarib.com/Foto%20Gal.../Topol-Nr-2.jpg
"شيطان" روسيا الجديد
في حديثه عن الصاروخ "الذي لا مثيل له في العالم" أعاد الرئيس فلاديمير بوتين الإعتبار إلى إمكانية التوازن العسكري الجديد مع الولايات المتحدة الاميركية. وتفيد أول المعلومات الأمنية حول مواصفات الصاروخ "شيطان" الروسي، بأنه يشكّل محاولة إلتفاف على الصواريخ الأميركية الموجهة بواسطة الأقمار الإصطناعية. إن الميزة الرئيسية لصاروخ "شيطان" الروسي أو (TOPOL-M) ، هي، أولا قدرته على "التخفّي والتمويه" بالإضافة إلى تعطيله للرادارات الأميركية المتطورة، وثانيا، سرعته الفائقة، وثالثا، مجاله الذي يتجاوز العشرة آلاف كيلومتر ويجعل جميع المدن الأميركية تحت رحمته، ورابعا، وهذا الأهم، قدرته على حمل عشرة رؤوس نووية دفعة واحدة.."إنه شيطان يملك مفاتيح الجحيم" كما وصفه الجنرال الألماني مايكل بيلز!.
وتفيد المعلومات الأمنية أيضا، أن القدرات والمزايا لصاروخ "شيطان" ليست في محتواه فقط بل أيضا في قاعدة إنطلاقه التي تعمل بواسطة الطاقة الذرية والتي تسمح بتجاوزه لسرعة فائقة تمكنه من الوصول إلى أي مدينة أميركية، وخاصة نيويورك، في اقلّ من ساعة!! هذا الميزة في السرعة الفائقة تساهم إلى جانب ميزة التمويه في شلّ قدرات الضربة الصاروخية الوقائية الأميركية.
ويرى محللون غربيون أن الإعلان المفاجىء وغير المتوقع الذي صدر عن الرئيس فلاديمير بوتين حول مزايا صاروخ "شيطان" يتناسب مع شخصيته الغامضة والمتناقضة. إنه "رجل الإستخبارات السوفياتية ال (كا.جي.بي) الذي قاد شبكة المخبرين السوفيات في الموقع المواجه الأول على جدار برلين الشرقية" وهو إلى ذلك أيضا، "الروسي القومي المتشدد المغرم ببطرس الأكبر، حيث يعلّق صورته على جدار مكتبه"، واخيرا، هو "اللاعب المتفوّق في لعبتي الجيدو والكاراتيه، وعمادها قفزات الهرّ الخفيفة والمتنقلة والمفاجئة.." هذه الشخصية المركبّة في مجموع التناقضات لا زالت حتى الآن تثير شهية الإستخبارات الغربية لكنه جوهر هذا الرجل الغامض. ويكتفي المستشار الألماني غيرهارد شرودر بالقول:"على الرغم من التناقضات يبقى فلاديمير بوتين صديقا للغرب، والمهم البارز في شخصيته، هو مشاركته الفعالة في مكافحة الإرهاب الدولي، لكن أيضا، إعادة بنائه للدولة الروسية على أسس الديموقراطية والإنفتاح على الأسواق الحرّة".
هذا التحديد "بسيط وعام"، يقول الجنرال الألماني مايكل بيلز لصحيفة "بيلد" الألمانية، وفي نظر هذا الجنرال العسكري الخبير أن بوتين لا يستطيع "تغيير جلده" ببساطة، والبرهان هو في التهديد المبطن لإمتلاكه سلاحا مدمرا "لا مثيل له في العالم" هو الصاروخ "شيطان" الذي ينسجم مع "العقيدة العسكرية للجيش الأحمر"!.
الحروب الحديثة عمادها الخبرة والسرعة.. لا أطنان الحديد الثقيل!
عقيدة الجيش الروسي
كل شيء تغيّر في روسيا ما عدا تركيبة الجيش وعقيدته. وتعود الأسباب في ذلك إلى خيار التوفير المالي وشحّ الخزينة الروسية، الذي فرض الإستمرار بإتباع العقيدة العسكرية للجيش السوفياتي الأحمر، التي تقوم على عماد العدد عوضا عن الخبرة والنوعية، وعلى عماد السلاح الثقيل (مدفعية ودبابات وصواريخ) عوضا عن التقنية المتطورة في جيوش الغرب المرتكزة إلى "جيش الخبراء القليل العدد" (الولايات المتحدة الأميركية والمانيا وفرنسا) والسلاح الخفيف المتطور في الطائرات الحربية والدبابات والمعلوماتية (طائرات تورنادو وميراج وأسراب "أف- 18" وما تلاها، ودبابات ليوبارد وفوكس الألمانية"، بالإضافة إلى أسلحة الإشارة والإتصال المتطورة..).
وفي المنطق العسكري الروسي أن السلاح الثقيل له هيبة ورهبة خاصة ويؤمن القدرة على المسح الشامل لميدان المعركة من خلال الإنتشار العسكري، كما توفّر المدفعية الثقيلة عملية "تنظيف" مواقع العدو قبل بدء التقدم العسكري الجرار، كما وأخيرا تستطيع الصواريخ "تنظيف" خطوط العدو الخلفية وتدمير مؤسساته ومنشآته وثكنه العسكرية وخطوط مواصلاته، بالإضافة إلى تدمير الطائرات الحربية المغيرة.. هكذا إستند الجيش الروسي إلى عقيدة العدد في مواجهة النوع، السلاح الثقيل والمدفعية في مواجهة السلاح الخفيف والمعلوماتية، وأخيرا الصواريخ المدمرة وغير المكلفة في مواجهة الطائرات الحربية الغربية الباهظة الثمن.
ويستمر الجيش الروسي متابعا على هدى العقيدة العسكرية السوفياتية، وفي هذا المجال خصصت القيادة الروسية مبلغا هائلا لتطوير الصواريخ حيث جرى الإعلان عن أكثر من ستّ تجارب صاروخية في خلال خمس سنوات، بينما كانت هناك تجارب لم يكشف النقاب عنها، وإن كانت المجلات العسكرية الغربية أشارت إلى بعضها نقلا عن صور الأقمار الإصطناعية.
على أي حال، لم تعد التجارب الروسية الجديدة على الصواريخ البعيدة المدى محصورة بالسرعة وتطوير المدى، وهذه أمور باتت محسومة، بل يجري العمل، داخل مختبرات الصناعة العسكرية على تطوير الرؤوس النووية وتطوير إمكانيات التمويه لتفادي الضربات "التقنية" التي يمتلكها الغرب. وآخر ما يشار إليه في مجال التمويه، حالات الإنشطار أثناء طيران الصاروخ مما يعطل على الرادارات الغربية قدرة ملاحقة الشطر الحقيقي الذي يحمل الرأس النووي المتفجر، وهذا يجعل الإحتمالات للضربة الصائبة في حدود نسبة واحد إلى عشرة.
الجيوش العربية المسلّحة سوفياتيا توقّف نموّها العسكري!
صاروخ "الحسين" العراقي أفضلها والصواريخ المصرية "دعائية"
"تعريب" العقيدة العسكرية الروسية
يرى العديد من الخبراء العسكريين أن جميع الجيوش العربية التي تسلحت من الإتحاد السوفياتي، وتحديدا مصر وسوريا والعراق وليبيا والجزائر..، هي اليوم مشلولة الفعالية تماما وغير قادرة على أي مواجهة ميدانية. والسبب في ذلك بسيط ويتعلّق في غياب قطع الغيار للمعدات العسكرية (إضطر العراق قبل سقوط نظام صدام حسين للبحث عن معدات وقطع غيار للأسلحة السوفياتية التي يملكها من المصانع الالمانية لكن الإستخبارات الغربية عطّلت أكثر من صفقة في هذا المجال، وخاصة صفقة المظلات التي تنفتح خلف الطائرة الحربية لفرملة هبوطها على المدارج القصيرة المدى)، وخاصة معدات الأسلحة الثقيلة كالدبابات المجنزرة والتي لا يمكن إجراء تطويرات تقنية عليها، كتزويدها بتقنية الكومبيوتر أو أجهزة التبريد ضد الحرارة القاسية في الصحارى العربية.
إلا أن الخطير وراء تشاؤم الخبراء العسكريين حول فعالية الجيوش العربية "التقدمية تقليديا"، لا يتعلق في ألأسلحة المتخلفة تقنيا أو تلك التي باتت خارج إطار "المهلة الزمنية الصالحة للخدمة العسكرية" بل يتعلق في "تسليح" القيادات العسكرية لهذه الجيوش بعقيدة عسكرية للجيش الاحمر السوفياتي جرى إعتمادها بنجاح إبان الحرب العالمية الثانية لكنها باتت متخلفة في عصرنا الحاضر، الذي يقوم على عماد الخبرة والتقنية والعلم وليس على أطنان الحديد الثقيل.
وبعيدا عن "الإنتصارات الإذاعية العربية" في حرب تشرين 1973 إلا أن الواقع أثبت أن خطّة الإلتفاف العسكري السريع التي أجراها الجيش الإسرائيلي لتطويق الجيش الثالث المصري، كانت أهمّ من الأوزان الثقيلة للدبابات المصرية التي توقفت فعاليتها تحت حرارة الطقس القاسية والتي منعت الطاقم من البقاء في داخلها بعد أن تحوّلت إلى فرن ناري، كذلك أيضا، كانت خطة الإنزال العسكري للمظليين الإسرائيليين غلى هضبة الجولان السورية بحسب ما يعرف "عسكريا" بخطة "القبّوط أو الجرادة" وهي تعني الإنزال المظلي المتفرّق على التلال والذي يلتحم تدريجيا لاحقا ليقطع خطوط الإتصالات والمواصلات، كانت اجدى من المدفعية السورية الثقيلة التي فقدت بوصلة الإتصال وبالتالي القدرة على تحديد هوية الهدف المطلوب.
على أن آخر التحليلات العسكرية حول فشل العقيدة العسكرية الروسية، فيأتي في التحليلات العسكرية التي صدرت مؤخرا حول تحديد فشل الجيش العراقي في إحتلال الكويت وإنسحابه السريع حتى من محافظات العراق الجنوبية. وفي هذا السياق، تكشف "مؤسسة البحوث العسكرية" في مدينة لايبزغ عن نجاح التقنية الغربية الأميركية في تقطيع أوصال خطوط الإتصال العسكري بين غرفة العمليات المركزية للقيادة العراقية في بغداد والخطوط المتقدمة لمواقع الجيش العراقي الحدودية، وذلك عبر البثّ الأميركي الممغنط لمساحات جغرافية واسعة من الإنتشار العسكري العراقي، ورافق ذلك بثّ إذاعي لشائعات كثيرة أفادت، تارة عن إحتمال إنقطاع الطعام والشراب، وطورا عن إنسحابات وخسائر مما ولّد خوفا وهلعا لدى الجنود وأدى إلى فقدان الإنضباط وضياع الخطط، مع ما رافق ذلك من تحريف وتحوير للمعلومات (Desinformation) أحبطت المعنويات وأثارت النعرات الطائفية والقبلية في البلاد. وقد ترافقت هذا الامور جميعها مع غياب أي خطة واضحة ومدروسة بعمق لدى قيادة الجيش العراقي لإحتمال حالات الإنسحاب العسكري مما عرّض الجيش العراقي لخسائر فادحة وتركه مشرعا مكشوف الغطاء في غياب أي قدرة للطيران العراقي على الحركة.. هذا الفشل العسكري الذريع سببه الإلتزام في قواعد تدريس وتدريب العلوم العسكرية المبنية على قواعد العقيدة العسكرية السوفياتية!.