منصور بالله
19-02-2005, 12:35 PM
عاقبوه بإنهاء حياته
وعاقبوا شيراك وفرنسا ولبنان بمقتله
لبنان نحو الزلزال أم نحوالانتداب و الاحتلال؟ !
رحل عنصر الاعتدال والوسطية، ورحل مهندس اتفاق الطائف الذي أنقذ لبنان واللبنانيين من دوامة الحرب الأهلية، ورحل الرجل المثير للجدل والأسئلة، ورحل الذي أحب بلده وأعطاه ولم يأخذ منه، رحل الشهيد المرحوم ( رفيق الحريري) نتيجة عمل حاقد وجبان لا يريد إلا قتل النهوض اللبناني، وتفتيت اللحمة اللبنانية الداخلية والعربية، رحل الشهيد الحريري مودعا بيروت التي هي بأمس الحاجة له في هذه الأيام الحرجة، حيث بوادر عودة المستعمر القديم، و تحت شعارات الحرية والوحدة واستقلال الرأي اللبناني، رحل الشهيد الحريري ليبكيه الشعب اللبناني والعربي تحت مأساة أمة تودع الخيرين والمبدعين من أبنائها، رحل الشهيد الحريري وسط تراجيديا روحانية حيث يُدفن في المسجد الذي شيده بنفسه ( مسجد محمد الأمين ـ ص ـ) والذي تأخر كثيرا في عملية إكماله، علما إن الشهيد الحريري من المعروفين في سرعة إنجاز المشاريع، وقبل وقتها المحّدد، ولكن لهذا المسجد، ولهذا الرجل، ولهذا القبر ألف حكمة وحكمة، نعم إنه الخلود من جيل ألي جيل سائرا مع خلود هذا المسجد المهيب، وسائرا مع خلود بيروت التي لا يكرهها أحد إلا الحاقدين فقط، أي قدر هذا الذي يكون جسد الشهيد الحريري قربانا لبيت الله المتمثل بمسجد ( محمد الأمين ــ ص ــ )؟.
رحل الشهيد (رفيق الحريري) وجاء استشهاده بمثابة ضربة قوية إلى شخص الرئيس الفرنسي ــ شيراك ــ شخصيا، والى فرنسا كدولة، ويبدو جاءت نتيجة ردة فعل ضد الفرنسيين لأنهم عطلّوا إدخال ( حزب الله) على لائحة المنظمات الإرهابية، والتي كان رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي شارون ووزير خارجيته شالوم يعملان من أجلها، وبكل الجهود والضغوط، لذا جاءت الضربة ضد الطرف الذي نجح بمنع إدراج حزب الله نتيجة علاقاته بالفرنسيين والأوربيين وهو المرحوم الحريري، و الذي تعول عليه فرنسا، ويعول عليه الرئيس شيراك، وقصر الإليزية كثيرا في المنطقة ولبنان.
وكذلك بمثابة ضربة وخلط أوراق على سوريا في لبنان وداخل سوريا والمنطقة كلها، وهي بمثابة الرد الهستيري على نجاح سوريا بشراء الصواريخ الحديثة من روسيا، وإصرار روسيا الأخير على بيعها إلى سوريا، وفشل إسرائيل من منعها أو إيقافها!.
ولهذا على المحققين أن يربطوا الخيوط ببعضها البعض، وننصح أن لا يشترك بعض الأوربيون والأميركيون في التحقيق، بل يجب إشراك الطرف العربي مثل مصر والمغرب والسعودية وروسيا وكوبا والسويد، وحتى سوريا كونها تعرف الخارطة الأمنية والسياسية في لبنان، كي لا يفلت الفاعل ومن وراءه!.
ونعتقد ستتحرك الجهة التي نفذت الجريمة البشعة في مكان ما، وذلك لخلط الأوراق وضياع خيوط الجريمة، وإن ما حدث في إيران من ضربة خفيفة اتجاه المفاعل النووي الإيراني أخيرا، ما هي إلا بداية لخلط الأوراق والتصعيد من أجل (لفلفة) القضية، لذا الحذر من تداعيات وضربات أخرى على الساحة اللبنانية أو السورية أو ساحة أخرى في المنطقة!.
تتحمل المعارضة والحكومة جزء كبير من مسؤولية ما حصل في لبنان!
يجب أن يُطرح هذا السؤال على كل طاولة سياسية في لبنان، من الجنوب حتى الشمال، ومن الشرق حتى الغرب، ويجب أن يُكتب هذا السؤال على أبواب البيوت والمدارس والجامعات والمؤسسات كي يفكر الجميع….. من المسئول؟.
وحتى المعارضة السياسية في لبنان يجب أن تتحمل جزء كبير من هذه الجريمة النكراء والبشعة والتي راح ضحيتها المعتدل المرحوم ( رفيق الحريري)، ويجب أن تتبخر أنانية الانتخابات فورا، ويتبخر كلام السياسة الذي يصب في مصلحة الانتخابات والمزايدات، ليكون كلام السياسة الوطنية، فبيروت تعيش معضلة الصراع بين الكلام السياسي الانتخابي، والكلام السياسي الوطني، لذا لابد من وفاق وطني عاجل قبل أن يُفقد لبنان من الجميع!.
ويجب على المعارضة أن تعي إنها مشاركة في مسؤولية التسخين والأحداث حتى حصول الجريمة وبعدها، ونتيجة مواقفها جعلت الأعداء يتسللون نحو قلب بيروت ليغتالوا ابنها الحريري، وإذا بقيت المعارضة مصرّه على الغلواء، وخلط الأوراق، والتمترس إلى جانب السفارات الكبرى سوف تفلت الأمور، وحينها تتحمل المعارضة السياسية جزء كبير من المسؤولية، وسيضيع لبنان وتدول قضيته كما حصل في العراق، فعلى الجميع عض الملف اللبناني بالأسنان كي لا يتدول، لأن التدويل ليس في صالح لبنان والشعب اللبناني والمنطقة، وسيسمح التدويل لكثير من الأطراف الضارة التدخل في الشأن اللبناني، ويجب أن يطرح كل لبناني على نفسه السؤال التالي: أين كانت واشنطن وباريس من لبنان ولماذا جاء الشوق والحنين فجأة؟.
وتتحمل السلطة المتمثلة بالقصر الرئاسي ( لحود) ومقر الحكومة ( كرامي) ومقر البرلمان ( نبيه بري) جزء كبير أيضا من مسؤولية ما حدث، ونعلم إن هذه الأطراف تعيش الحرج الشديد وساعدها الله، حيث نتيجة إصرارها على بعض المواقف عمقّت الفجوة بين المعارضة والحكومة، وبين الحكومة والشعب اللبناني، خصوصا وهناك أطراف ولاعبين يريدون ذلك، كما هناك تقصير كبير قُبيل الحادثة الشنيعة وأثناءها وبعدها، حيث من واجب الدولة حماية الوفود الرسمية، والشخصيات السياسية، ومن واجبها أن تعالج الحدث بسرعة، فما شاهدناه عبارة عن دفاع مدني لمدينة ( صومالية) وليس لدولة أسمها لبنان، ومن قام بالمهمة هو الشعب اللبناني الذي أنتشل الجرحى والجثث، كما لم نسمع ولم ونقرأ كما يحصل في جميع الدول عند حدوث حادثة مفجعة كهذه، وهو الإجراء الضروري الذي يقول ( تُغلق الحدود البرية والموانىء والمطارات لإشعار آخر) وعندها يتم انتشار الجيش وإستنفاره، وتفتيش المناطق المرشحة لدى الأجهزة الأمنية أولا.
للأسف لم يحدث هذا وبقيت الأمور مائعة باستثناء الإغارة على بيت الشاب الفلسطيني ( أبو عدس)، ويبدو ما هي إلا حركة لتضليل التحقيق من قبل الجناة، وإن هذا الشاب يبدو بريء لأن كيفية وحجم الانفجار يؤشر أن العملية معقدة للغاية، واختيار المكان الذي حدثت به الجريمة جاء بعد دراسة مستفيضة على ما يبدو، ومن خبراء يعرفون الهدف ونسبة القتل والتدمير، لذا لم ينجح بها فرد أو مجموعة صغيرة إطلاقا.
تصريحات أميركية وإسرائيلية تهب منها رائحة الموت!!
رأينا وقرأنا في اليابان وروسيا وإيطاليا وغيرها من الدول الديموقراطية كيف يتشاجر أعضاء البرلمان بالأيادي، و(نفاضات) السكائر، وأحيانا حتى بالأحذية، ولم تتدخل الدول في شؤون تلك الدول والبرلمانات.
فلماذا تتدخل واشنطن وتل أبيب وغيرها من الدول الكبرى في الشأن اللبناني، وفي الخلافات البرلمانية والسياسية اللبنانية، ألم يكن هذا اعتداء على لبنان، والشعب أللباني، وعلى الدولة اللبنانية والعلم اللبناني؟
أمرت واشنطن جميع دول العالم أن تدعم مجلس الحكم الانتقالي، ومن ثم الحكومة المؤقتة، ومن ثم عملية الانتخابات في العراق، علما أن جميع هذه العناوين غير شرعية وغير قانونية، ومن قررها وكتبها وطلب إجراءها هو المحتل، ولازالت واشنطن تطالب دول العالم أن تدعم التشكيلات العراقية، والتي هي بأوامر أميركية تنفذها سلطات الاحتلال في العراق، والتي من أجلها قرروا المؤتمرات الدولية وأخرها مؤتمر شرم الشيخ في مصر، وذلك من أجل شرعنة الاحتلال في العراق، وحتى لو عدنا للحكومة المؤقتة في العراق فكانت بعمر ( سبعة أشهر) فقط، وكانت شرعية حسب المنطق الأميركي.
وحتى حكومة السيد ( أحمد قريع) بعد وفاة الرئيس الفلسطيني جاءت لتكون حكومة مؤقتة أيضا، ودعمتها واشنطن وأعطتها الشرعية هي وجميع الخطوات التي أوصلت السيد محمود عباس ليكون رئيسا للسلطة الفلسطينية.
فلماذا تكون حكومة السيد ( عمر كرامي) المؤقتة غير شرعية، هل لأنها جاءت كحل وسط وخارج التدخل الاميركي وغيره، أم كونها رفضت القرار (1559) والذي يجيز التدخل في الشؤون اللبنانية، ويجيز نزع أسلحة حزب الله ومعاقبة أعضاءه؟.
ولماذا تخرج سوريا العربية من لبنان، والتي بينها وبين لبنان اتفاقيات كثيرة، وبحضور واشنطن وغيرها من الأطراف الدولية، ويجوز تدخل واشنطن وباريس في الشؤون أللبانية؟
علما إننا من الناصحين إلى الطرف السوري أن يستقرا التغيرات الدولية التي طرأت على المنطقة والعالم في الفترة الأخيرة، وخصوصا بعد سقوط النظام العراقي واحتلال العراق، وإن يجد علاقة جديدة مع الدولة اللبنانية والشعب اللبناني على عكس العلاقات التي فرضتها ظروف معينة في السابق، وذلك من أجل جر البساط من تحت أقدام واشنطن وباريس وتل أبيب وغيرها، وهنا لا ننكر إن سوريا مستهدفة، وما يحصل غايته حصار سوريا من جهة لبنان بعد أن حوصرت من جهة إسرائيل والعراق وشمال العراق، ولكن السياسة فن الممكن ولهذا على سوريا أن تجد الحلول التي تنجيها كسوريا وشعب سوري، وتنجي لبنان كلبنان وكشعب لبناني شقيق، وعلى سوريا أن لا تكرر أخطاءها دوما، فسوريا التي اعتقدت إنها خرجت من عنق الزجاجة العراقية والتهديد العراقي الأميركي من خلال سماحها بإجراء الانتخابات العراقية على أراضيها أخيرا، وسماحها بالتفاوض بين أعضاء الحكومة المؤقتة والقيادات البعثية العراقية السابقة المتواجدة في سوريا، ومسألة غلقها الحدود العراقية السورية والقبض على المتسللين وتسليمهم إلى قوات الاحتلال في العراق، أو إلى الجهات الأمنية السورية، وإحباطها لكثير من العمليات التي كانت تريد النيل من قوات الاحتلال في العراق وجاء ذلك على لسان القيادات السورية، يبدو كل هذه المواقف لم تُسقط سوريا من أجندة التيار المتشدد والمحافظ في الإدارة الأميركية والذي يريد الحرب على سوريا.
وهذا يجعلنا نعود إلى الهستيريا التي بدت على لسان بعض المسئولين الأميركان والإسرائيليين ضد الحكومة اللبنانية عندما انزعجت الأخيرة من بعض الكلمات التي خرجت من بعض أطراف المعارضة اللبنانية ضدها، وهذا أمر طبيعي في بلد ديموقراطي كلبنان، ولكن الأميركان وبعض الأوربيين حذروا الحكومة اللبنانية وسوريا من المساس بشخصيات المعارضة اللبنانية، وجاء هذا قُبيل استشهاد المرحوم ( الحريري)..فهل هذا جاء صدفة، أم علينا أن نسكت كون المتكلم ماما أميركا وخاله إسرائيل؟.
الدروز وحشرهم في المشروع كما حُشروا أكراد العراق من قبل..!
هل يعي السيد وليد جنبلاط ما يقول وما يصرّح به؟
من هو الذي حرّك ويحرّك السيد وليد جنبلاط كي ينقلب على الأصدقاء القدامى ويميل للخصوم المحليين والدوليين؟
على ماذا يراهن السيد وليد جنبلاط… هل يراهن على اللوبي الدرزي الضاغط في إسرائيل، والذي له وجود في مؤسسات الدويلة العبرية ومنها وزارة الدفاع، كي يكون الدروز والسيد جنبلاط في اللعبة (الجيوسياسية) الجديدة في المنطقة، وكي يكون عنصرا مؤثرا في الحرب الجديدة التي يقودها المحافظون الجدد نحو المنطقة، والتي شعارها تقسيم الكامل وتجزأة المجزأ، وتفكيك البلدان العربية وإعادة تركيبها من جديد بالاعتماد على الطوائف والمذاهب والأعراق؟
هل يريد السيد وليد جنبلاط أن يكون ( أتاتورك) لبنان من أجل بسط الديموقراطية الأميركية الجديدة ( ديموقراطية الأباتشي والهامفي)، أو الديموقراطية الأميركية المعلبة ( ديموقراطية السردين)؟
هل يريد السيد وليد جنبلاط أن يكون ( إنطوان لحد) المرحلة المقبلة، وبرعاية أميركية ومن خلال الضغط الإسرائيلي القادم من ضغط اللوبي الدرزي في إسرائيل؟
هل يريد السيد وليد جنبلاط أن يكون ( مسعود البرزاني ) في الشوف ولبنان وجعل الشعب الدرزي محاصر ضمن سياسات السيد جنبلاط، وضمن أحلام السيد جنبلاط، كما حصل للشعب الكردي في العراق، عندما أستغله مسعود البرزاني لطموحات سياسية حزبية وشخصية، ولعبت عليه إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية، وجعلوه شعب محاصر ضمن منطقة جغرافية معينة صعبه، وحصد الشعب الكردي ولازال نتيجة ذلك النقد والتخوين من قبل الشعب العراقي والعربي، وأصبح العراق مهدد بحمى التقسيم والانزلاق في الحرب الطائفية والأهلية والعِرقية، خصوصا بعد أن تم نهب خيرات العراق، وهدم كيان الدولة العراقية، و لو نظرنا إلى حزب السيد ( البرزاني) فسنجده حزبا وراثيا وليس ديموقراطيا، فعندما سيموت السيد مسعود البرزاني ( لا سامح الله) ستذهب قيادة الحزب إلى نيجرفان البرزاني وهكذا، وهذا يشبه حزب السيد ( جنبلاط) الوراثي في لبنان أيضا!!.
وهل يراهن السيد وليد جنبلاط على الطائفة الدرزية في المنطقة العربية ومن خلالها يريد لعب دور سياسي خطير في لبنان والمنطقة، وهنا يجب على السيد جنبلاط أن يتذكر نقاط ضعفه ومنها، حرب الجبل والمجازر بحق المسيحيين والمسلمين ومنهم ( آل عكوم)، وعدم مشاركته في حرب التحرير والمقاومة ضمن القوى الوطنية اللبنانية، وعليه أن يتذكر الموقف السوري والفلسطيني خلال حرب ( سوق الغرب) في الجبل عندما أنقذته فصائل ( أبو العباس) الفلسطينية وسوريا من معركة كادت أن تنهيه للأبد، وعليه أن يتذكر الاجتماعات التي حصلت في ( المختارة) بينه وبين أركان الجيش الإسرائيلي وكان معظمهم من الطائفة الدرزية في إسرائيل، وهنا نطرح السؤال على السيد جنبلاط وببراءة كوننا نعرف الشعب الدرزي وتمسكه بالأرض والثبات من أجلها وكان دوما ضد الاستعمار فنسأل (( لماذا يُسمح للدروز في إسرائيل بدخول جيش الدفاع الإسرائيلي ولا يسمح للمسيحيين والمسلمين؟).
خصصت مجلة ( ماغازين إسرائيل) في عام 2000 والتي تصدر في فرنسا وتُطبع في إسرائيل، وهي الناطقة بلسان اليمين المتطرف في إسرائيل، حيث خصصت صفحات عديدة عن دور الطائفة الدرزية في المنطقة وولائها لإسرائيل وجيشها، وتحدثت المجلة وبإسهاب عن سيرة السيد ( وليد جنبلاط) ووصفته بالزعيم الدرزي القوي والذي يتميز بالنفوذ الكبير في المنطقة، فهل جاء ذلك اعتباطا أم إن للأمور جذور، خصوصا لو عدنا للقضية الكردية في العراق ولتاريخ الزعامات الكردية في العراق، والتي كانت ولازالت على علاقات متميزة مع ساسة دويلة إسرائيل، ونعود إلى السنوات التي سبقت سقوط النظام العراقي وعمليات التلميع للأكراد في العراق، وتسويق مجزرة (حلبجة) التي ضُربت بالأسلحة الكيماوية في الثمانينات، و التي قال عنها أخيرا وزير العدل العراقي ( دوهان الحسن) أنها مسرحية مفبركة، والنظام العراقي بريء منها، وهناك بحوث ودراسات أثبتت أن دولة أخرى هي التي قامت بضرب المنطقة بالأسلحة الكيماوية، وهذا لا يبرىء النظام العراقي السابق من الجرائم الكثيرة بحق الشعب العراقي والمنطقة، ولكن لنعطي أمثلة مشابهة لما يريدون بسطه في لبنان ومن خلال ( الدروز) والقوى الأخرى.
لهذا نناشد السيد جنبلاط وجميع القوى اللبنانية التي تراهن على السفارات الدولية وعلى التدخل الدولي أن يعرفوا حقيقة ما جرى في العراق، وعليهم دراسة الخطوات والتركيبات التي حدثت في العراق، و أن يحلّوا أمورهم فيما بينهم بالوفاق والتلاقي وبسرعة، ونعني كطرف حكومي وطرف معارض، وذلك من أجل لبنان والشعب اللبناني، فالسياسي المحب إلى لبنان عليه الابتعاد عن المكاسب الشخصية والحزبية، فمنصب الرئيس أو رئيس الوزراء أو الوزير كما هو حاصل في العراق (شينه وليس زينه، وهاوية وليس قمة، تدحرج وليس صمود، عماله وليس وطنية، مستقبل محترق للأبناء والأحفاد وليس العكس).
فالشعب الدرزي أعطى مثالا بالوطنية عندما لم نسمع إن هناك درزيا تجنّد في الجولان ليخرّب داخل سوريا، أو يكون جسرا للجاسوسية والعمالة لهذا نتمنى أن يمتد هذا الفعل الحسن إلى جميع التجمعات الدرزية في لبنان وغير لبنان.
كما نحذّر السياسيين اللبنانيين والحكومة اللبنانية من خلق مناطق توتر قبيل بسط المشروع الأميركي، فمن التحركات على الأرض يبدو هناك نيّة لجعل مدينة (صيدا) قاعدة تمرد جديدة، وربما سيخلق الأعداء بين أهلها شعور التقوقع والانعزال مثلما خلقوا في نفس أهالي البصرة والعمارة وأربيل نفس الفدرلة والتقسيم و(الكنتنة) في العراق، وربما هذا النفس الذي سيُغذى من الخارج كما هو حاصل في العراق سينسحب على الجبل والشوف وطرابلس وغيرها!!!.
فمن اجل دم الشهيد وزعيم الاعتدال ( وفيق الحريري)، ومن أجل بلدكم أجلسوا وتحاوروا لأسبوع أو شهر في قاعة مغلقه، وحتى وأن تخاصمتم أو شتمتم بعضكم البعض كما قال السيد (حسن نصر الله) في خطابه الأخير، لا يهم فما دامت النية هي انتشال لبنان من الزلزال ومن الاحتلال والانتداب ليكون بيد أهله وأبناءه كما كان يقول الشهيد الخالد وفيق الحريري، وعينه نحوكم فازرعوا البسمة على الشفاه!... الفاتحة!.
وعاقبوا شيراك وفرنسا ولبنان بمقتله
لبنان نحو الزلزال أم نحوالانتداب و الاحتلال؟ !
رحل عنصر الاعتدال والوسطية، ورحل مهندس اتفاق الطائف الذي أنقذ لبنان واللبنانيين من دوامة الحرب الأهلية، ورحل الرجل المثير للجدل والأسئلة، ورحل الذي أحب بلده وأعطاه ولم يأخذ منه، رحل الشهيد المرحوم ( رفيق الحريري) نتيجة عمل حاقد وجبان لا يريد إلا قتل النهوض اللبناني، وتفتيت اللحمة اللبنانية الداخلية والعربية، رحل الشهيد الحريري مودعا بيروت التي هي بأمس الحاجة له في هذه الأيام الحرجة، حيث بوادر عودة المستعمر القديم، و تحت شعارات الحرية والوحدة واستقلال الرأي اللبناني، رحل الشهيد الحريري ليبكيه الشعب اللبناني والعربي تحت مأساة أمة تودع الخيرين والمبدعين من أبنائها، رحل الشهيد الحريري وسط تراجيديا روحانية حيث يُدفن في المسجد الذي شيده بنفسه ( مسجد محمد الأمين ـ ص ـ) والذي تأخر كثيرا في عملية إكماله، علما إن الشهيد الحريري من المعروفين في سرعة إنجاز المشاريع، وقبل وقتها المحّدد، ولكن لهذا المسجد، ولهذا الرجل، ولهذا القبر ألف حكمة وحكمة، نعم إنه الخلود من جيل ألي جيل سائرا مع خلود هذا المسجد المهيب، وسائرا مع خلود بيروت التي لا يكرهها أحد إلا الحاقدين فقط، أي قدر هذا الذي يكون جسد الشهيد الحريري قربانا لبيت الله المتمثل بمسجد ( محمد الأمين ــ ص ــ )؟.
رحل الشهيد (رفيق الحريري) وجاء استشهاده بمثابة ضربة قوية إلى شخص الرئيس الفرنسي ــ شيراك ــ شخصيا، والى فرنسا كدولة، ويبدو جاءت نتيجة ردة فعل ضد الفرنسيين لأنهم عطلّوا إدخال ( حزب الله) على لائحة المنظمات الإرهابية، والتي كان رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي شارون ووزير خارجيته شالوم يعملان من أجلها، وبكل الجهود والضغوط، لذا جاءت الضربة ضد الطرف الذي نجح بمنع إدراج حزب الله نتيجة علاقاته بالفرنسيين والأوربيين وهو المرحوم الحريري، و الذي تعول عليه فرنسا، ويعول عليه الرئيس شيراك، وقصر الإليزية كثيرا في المنطقة ولبنان.
وكذلك بمثابة ضربة وخلط أوراق على سوريا في لبنان وداخل سوريا والمنطقة كلها، وهي بمثابة الرد الهستيري على نجاح سوريا بشراء الصواريخ الحديثة من روسيا، وإصرار روسيا الأخير على بيعها إلى سوريا، وفشل إسرائيل من منعها أو إيقافها!.
ولهذا على المحققين أن يربطوا الخيوط ببعضها البعض، وننصح أن لا يشترك بعض الأوربيون والأميركيون في التحقيق، بل يجب إشراك الطرف العربي مثل مصر والمغرب والسعودية وروسيا وكوبا والسويد، وحتى سوريا كونها تعرف الخارطة الأمنية والسياسية في لبنان، كي لا يفلت الفاعل ومن وراءه!.
ونعتقد ستتحرك الجهة التي نفذت الجريمة البشعة في مكان ما، وذلك لخلط الأوراق وضياع خيوط الجريمة، وإن ما حدث في إيران من ضربة خفيفة اتجاه المفاعل النووي الإيراني أخيرا، ما هي إلا بداية لخلط الأوراق والتصعيد من أجل (لفلفة) القضية، لذا الحذر من تداعيات وضربات أخرى على الساحة اللبنانية أو السورية أو ساحة أخرى في المنطقة!.
تتحمل المعارضة والحكومة جزء كبير من مسؤولية ما حصل في لبنان!
يجب أن يُطرح هذا السؤال على كل طاولة سياسية في لبنان، من الجنوب حتى الشمال، ومن الشرق حتى الغرب، ويجب أن يُكتب هذا السؤال على أبواب البيوت والمدارس والجامعات والمؤسسات كي يفكر الجميع….. من المسئول؟.
وحتى المعارضة السياسية في لبنان يجب أن تتحمل جزء كبير من هذه الجريمة النكراء والبشعة والتي راح ضحيتها المعتدل المرحوم ( رفيق الحريري)، ويجب أن تتبخر أنانية الانتخابات فورا، ويتبخر كلام السياسة الذي يصب في مصلحة الانتخابات والمزايدات، ليكون كلام السياسة الوطنية، فبيروت تعيش معضلة الصراع بين الكلام السياسي الانتخابي، والكلام السياسي الوطني، لذا لابد من وفاق وطني عاجل قبل أن يُفقد لبنان من الجميع!.
ويجب على المعارضة أن تعي إنها مشاركة في مسؤولية التسخين والأحداث حتى حصول الجريمة وبعدها، ونتيجة مواقفها جعلت الأعداء يتسللون نحو قلب بيروت ليغتالوا ابنها الحريري، وإذا بقيت المعارضة مصرّه على الغلواء، وخلط الأوراق، والتمترس إلى جانب السفارات الكبرى سوف تفلت الأمور، وحينها تتحمل المعارضة السياسية جزء كبير من المسؤولية، وسيضيع لبنان وتدول قضيته كما حصل في العراق، فعلى الجميع عض الملف اللبناني بالأسنان كي لا يتدول، لأن التدويل ليس في صالح لبنان والشعب اللبناني والمنطقة، وسيسمح التدويل لكثير من الأطراف الضارة التدخل في الشأن اللبناني، ويجب أن يطرح كل لبناني على نفسه السؤال التالي: أين كانت واشنطن وباريس من لبنان ولماذا جاء الشوق والحنين فجأة؟.
وتتحمل السلطة المتمثلة بالقصر الرئاسي ( لحود) ومقر الحكومة ( كرامي) ومقر البرلمان ( نبيه بري) جزء كبير أيضا من مسؤولية ما حدث، ونعلم إن هذه الأطراف تعيش الحرج الشديد وساعدها الله، حيث نتيجة إصرارها على بعض المواقف عمقّت الفجوة بين المعارضة والحكومة، وبين الحكومة والشعب اللبناني، خصوصا وهناك أطراف ولاعبين يريدون ذلك، كما هناك تقصير كبير قُبيل الحادثة الشنيعة وأثناءها وبعدها، حيث من واجب الدولة حماية الوفود الرسمية، والشخصيات السياسية، ومن واجبها أن تعالج الحدث بسرعة، فما شاهدناه عبارة عن دفاع مدني لمدينة ( صومالية) وليس لدولة أسمها لبنان، ومن قام بالمهمة هو الشعب اللبناني الذي أنتشل الجرحى والجثث، كما لم نسمع ولم ونقرأ كما يحصل في جميع الدول عند حدوث حادثة مفجعة كهذه، وهو الإجراء الضروري الذي يقول ( تُغلق الحدود البرية والموانىء والمطارات لإشعار آخر) وعندها يتم انتشار الجيش وإستنفاره، وتفتيش المناطق المرشحة لدى الأجهزة الأمنية أولا.
للأسف لم يحدث هذا وبقيت الأمور مائعة باستثناء الإغارة على بيت الشاب الفلسطيني ( أبو عدس)، ويبدو ما هي إلا حركة لتضليل التحقيق من قبل الجناة، وإن هذا الشاب يبدو بريء لأن كيفية وحجم الانفجار يؤشر أن العملية معقدة للغاية، واختيار المكان الذي حدثت به الجريمة جاء بعد دراسة مستفيضة على ما يبدو، ومن خبراء يعرفون الهدف ونسبة القتل والتدمير، لذا لم ينجح بها فرد أو مجموعة صغيرة إطلاقا.
تصريحات أميركية وإسرائيلية تهب منها رائحة الموت!!
رأينا وقرأنا في اليابان وروسيا وإيطاليا وغيرها من الدول الديموقراطية كيف يتشاجر أعضاء البرلمان بالأيادي، و(نفاضات) السكائر، وأحيانا حتى بالأحذية، ولم تتدخل الدول في شؤون تلك الدول والبرلمانات.
فلماذا تتدخل واشنطن وتل أبيب وغيرها من الدول الكبرى في الشأن اللبناني، وفي الخلافات البرلمانية والسياسية اللبنانية، ألم يكن هذا اعتداء على لبنان، والشعب أللباني، وعلى الدولة اللبنانية والعلم اللبناني؟
أمرت واشنطن جميع دول العالم أن تدعم مجلس الحكم الانتقالي، ومن ثم الحكومة المؤقتة، ومن ثم عملية الانتخابات في العراق، علما أن جميع هذه العناوين غير شرعية وغير قانونية، ومن قررها وكتبها وطلب إجراءها هو المحتل، ولازالت واشنطن تطالب دول العالم أن تدعم التشكيلات العراقية، والتي هي بأوامر أميركية تنفذها سلطات الاحتلال في العراق، والتي من أجلها قرروا المؤتمرات الدولية وأخرها مؤتمر شرم الشيخ في مصر، وذلك من أجل شرعنة الاحتلال في العراق، وحتى لو عدنا للحكومة المؤقتة في العراق فكانت بعمر ( سبعة أشهر) فقط، وكانت شرعية حسب المنطق الأميركي.
وحتى حكومة السيد ( أحمد قريع) بعد وفاة الرئيس الفلسطيني جاءت لتكون حكومة مؤقتة أيضا، ودعمتها واشنطن وأعطتها الشرعية هي وجميع الخطوات التي أوصلت السيد محمود عباس ليكون رئيسا للسلطة الفلسطينية.
فلماذا تكون حكومة السيد ( عمر كرامي) المؤقتة غير شرعية، هل لأنها جاءت كحل وسط وخارج التدخل الاميركي وغيره، أم كونها رفضت القرار (1559) والذي يجيز التدخل في الشؤون اللبنانية، ويجيز نزع أسلحة حزب الله ومعاقبة أعضاءه؟.
ولماذا تخرج سوريا العربية من لبنان، والتي بينها وبين لبنان اتفاقيات كثيرة، وبحضور واشنطن وغيرها من الأطراف الدولية، ويجوز تدخل واشنطن وباريس في الشؤون أللبانية؟
علما إننا من الناصحين إلى الطرف السوري أن يستقرا التغيرات الدولية التي طرأت على المنطقة والعالم في الفترة الأخيرة، وخصوصا بعد سقوط النظام العراقي واحتلال العراق، وإن يجد علاقة جديدة مع الدولة اللبنانية والشعب اللبناني على عكس العلاقات التي فرضتها ظروف معينة في السابق، وذلك من أجل جر البساط من تحت أقدام واشنطن وباريس وتل أبيب وغيرها، وهنا لا ننكر إن سوريا مستهدفة، وما يحصل غايته حصار سوريا من جهة لبنان بعد أن حوصرت من جهة إسرائيل والعراق وشمال العراق، ولكن السياسة فن الممكن ولهذا على سوريا أن تجد الحلول التي تنجيها كسوريا وشعب سوري، وتنجي لبنان كلبنان وكشعب لبناني شقيق، وعلى سوريا أن لا تكرر أخطاءها دوما، فسوريا التي اعتقدت إنها خرجت من عنق الزجاجة العراقية والتهديد العراقي الأميركي من خلال سماحها بإجراء الانتخابات العراقية على أراضيها أخيرا، وسماحها بالتفاوض بين أعضاء الحكومة المؤقتة والقيادات البعثية العراقية السابقة المتواجدة في سوريا، ومسألة غلقها الحدود العراقية السورية والقبض على المتسللين وتسليمهم إلى قوات الاحتلال في العراق، أو إلى الجهات الأمنية السورية، وإحباطها لكثير من العمليات التي كانت تريد النيل من قوات الاحتلال في العراق وجاء ذلك على لسان القيادات السورية، يبدو كل هذه المواقف لم تُسقط سوريا من أجندة التيار المتشدد والمحافظ في الإدارة الأميركية والذي يريد الحرب على سوريا.
وهذا يجعلنا نعود إلى الهستيريا التي بدت على لسان بعض المسئولين الأميركان والإسرائيليين ضد الحكومة اللبنانية عندما انزعجت الأخيرة من بعض الكلمات التي خرجت من بعض أطراف المعارضة اللبنانية ضدها، وهذا أمر طبيعي في بلد ديموقراطي كلبنان، ولكن الأميركان وبعض الأوربيين حذروا الحكومة اللبنانية وسوريا من المساس بشخصيات المعارضة اللبنانية، وجاء هذا قُبيل استشهاد المرحوم ( الحريري)..فهل هذا جاء صدفة، أم علينا أن نسكت كون المتكلم ماما أميركا وخاله إسرائيل؟.
الدروز وحشرهم في المشروع كما حُشروا أكراد العراق من قبل..!
هل يعي السيد وليد جنبلاط ما يقول وما يصرّح به؟
من هو الذي حرّك ويحرّك السيد وليد جنبلاط كي ينقلب على الأصدقاء القدامى ويميل للخصوم المحليين والدوليين؟
على ماذا يراهن السيد وليد جنبلاط… هل يراهن على اللوبي الدرزي الضاغط في إسرائيل، والذي له وجود في مؤسسات الدويلة العبرية ومنها وزارة الدفاع، كي يكون الدروز والسيد جنبلاط في اللعبة (الجيوسياسية) الجديدة في المنطقة، وكي يكون عنصرا مؤثرا في الحرب الجديدة التي يقودها المحافظون الجدد نحو المنطقة، والتي شعارها تقسيم الكامل وتجزأة المجزأ، وتفكيك البلدان العربية وإعادة تركيبها من جديد بالاعتماد على الطوائف والمذاهب والأعراق؟
هل يريد السيد وليد جنبلاط أن يكون ( أتاتورك) لبنان من أجل بسط الديموقراطية الأميركية الجديدة ( ديموقراطية الأباتشي والهامفي)، أو الديموقراطية الأميركية المعلبة ( ديموقراطية السردين)؟
هل يريد السيد وليد جنبلاط أن يكون ( إنطوان لحد) المرحلة المقبلة، وبرعاية أميركية ومن خلال الضغط الإسرائيلي القادم من ضغط اللوبي الدرزي في إسرائيل؟
هل يريد السيد وليد جنبلاط أن يكون ( مسعود البرزاني ) في الشوف ولبنان وجعل الشعب الدرزي محاصر ضمن سياسات السيد جنبلاط، وضمن أحلام السيد جنبلاط، كما حصل للشعب الكردي في العراق، عندما أستغله مسعود البرزاني لطموحات سياسية حزبية وشخصية، ولعبت عليه إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية، وجعلوه شعب محاصر ضمن منطقة جغرافية معينة صعبه، وحصد الشعب الكردي ولازال نتيجة ذلك النقد والتخوين من قبل الشعب العراقي والعربي، وأصبح العراق مهدد بحمى التقسيم والانزلاق في الحرب الطائفية والأهلية والعِرقية، خصوصا بعد أن تم نهب خيرات العراق، وهدم كيان الدولة العراقية، و لو نظرنا إلى حزب السيد ( البرزاني) فسنجده حزبا وراثيا وليس ديموقراطيا، فعندما سيموت السيد مسعود البرزاني ( لا سامح الله) ستذهب قيادة الحزب إلى نيجرفان البرزاني وهكذا، وهذا يشبه حزب السيد ( جنبلاط) الوراثي في لبنان أيضا!!.
وهل يراهن السيد وليد جنبلاط على الطائفة الدرزية في المنطقة العربية ومن خلالها يريد لعب دور سياسي خطير في لبنان والمنطقة، وهنا يجب على السيد جنبلاط أن يتذكر نقاط ضعفه ومنها، حرب الجبل والمجازر بحق المسيحيين والمسلمين ومنهم ( آل عكوم)، وعدم مشاركته في حرب التحرير والمقاومة ضمن القوى الوطنية اللبنانية، وعليه أن يتذكر الموقف السوري والفلسطيني خلال حرب ( سوق الغرب) في الجبل عندما أنقذته فصائل ( أبو العباس) الفلسطينية وسوريا من معركة كادت أن تنهيه للأبد، وعليه أن يتذكر الاجتماعات التي حصلت في ( المختارة) بينه وبين أركان الجيش الإسرائيلي وكان معظمهم من الطائفة الدرزية في إسرائيل، وهنا نطرح السؤال على السيد جنبلاط وببراءة كوننا نعرف الشعب الدرزي وتمسكه بالأرض والثبات من أجلها وكان دوما ضد الاستعمار فنسأل (( لماذا يُسمح للدروز في إسرائيل بدخول جيش الدفاع الإسرائيلي ولا يسمح للمسيحيين والمسلمين؟).
خصصت مجلة ( ماغازين إسرائيل) في عام 2000 والتي تصدر في فرنسا وتُطبع في إسرائيل، وهي الناطقة بلسان اليمين المتطرف في إسرائيل، حيث خصصت صفحات عديدة عن دور الطائفة الدرزية في المنطقة وولائها لإسرائيل وجيشها، وتحدثت المجلة وبإسهاب عن سيرة السيد ( وليد جنبلاط) ووصفته بالزعيم الدرزي القوي والذي يتميز بالنفوذ الكبير في المنطقة، فهل جاء ذلك اعتباطا أم إن للأمور جذور، خصوصا لو عدنا للقضية الكردية في العراق ولتاريخ الزعامات الكردية في العراق، والتي كانت ولازالت على علاقات متميزة مع ساسة دويلة إسرائيل، ونعود إلى السنوات التي سبقت سقوط النظام العراقي وعمليات التلميع للأكراد في العراق، وتسويق مجزرة (حلبجة) التي ضُربت بالأسلحة الكيماوية في الثمانينات، و التي قال عنها أخيرا وزير العدل العراقي ( دوهان الحسن) أنها مسرحية مفبركة، والنظام العراقي بريء منها، وهناك بحوث ودراسات أثبتت أن دولة أخرى هي التي قامت بضرب المنطقة بالأسلحة الكيماوية، وهذا لا يبرىء النظام العراقي السابق من الجرائم الكثيرة بحق الشعب العراقي والمنطقة، ولكن لنعطي أمثلة مشابهة لما يريدون بسطه في لبنان ومن خلال ( الدروز) والقوى الأخرى.
لهذا نناشد السيد جنبلاط وجميع القوى اللبنانية التي تراهن على السفارات الدولية وعلى التدخل الدولي أن يعرفوا حقيقة ما جرى في العراق، وعليهم دراسة الخطوات والتركيبات التي حدثت في العراق، و أن يحلّوا أمورهم فيما بينهم بالوفاق والتلاقي وبسرعة، ونعني كطرف حكومي وطرف معارض، وذلك من أجل لبنان والشعب اللبناني، فالسياسي المحب إلى لبنان عليه الابتعاد عن المكاسب الشخصية والحزبية، فمنصب الرئيس أو رئيس الوزراء أو الوزير كما هو حاصل في العراق (شينه وليس زينه، وهاوية وليس قمة، تدحرج وليس صمود، عماله وليس وطنية، مستقبل محترق للأبناء والأحفاد وليس العكس).
فالشعب الدرزي أعطى مثالا بالوطنية عندما لم نسمع إن هناك درزيا تجنّد في الجولان ليخرّب داخل سوريا، أو يكون جسرا للجاسوسية والعمالة لهذا نتمنى أن يمتد هذا الفعل الحسن إلى جميع التجمعات الدرزية في لبنان وغير لبنان.
كما نحذّر السياسيين اللبنانيين والحكومة اللبنانية من خلق مناطق توتر قبيل بسط المشروع الأميركي، فمن التحركات على الأرض يبدو هناك نيّة لجعل مدينة (صيدا) قاعدة تمرد جديدة، وربما سيخلق الأعداء بين أهلها شعور التقوقع والانعزال مثلما خلقوا في نفس أهالي البصرة والعمارة وأربيل نفس الفدرلة والتقسيم و(الكنتنة) في العراق، وربما هذا النفس الذي سيُغذى من الخارج كما هو حاصل في العراق سينسحب على الجبل والشوف وطرابلس وغيرها!!!.
فمن اجل دم الشهيد وزعيم الاعتدال ( وفيق الحريري)، ومن أجل بلدكم أجلسوا وتحاوروا لأسبوع أو شهر في قاعة مغلقه، وحتى وأن تخاصمتم أو شتمتم بعضكم البعض كما قال السيد (حسن نصر الله) في خطابه الأخير، لا يهم فما دامت النية هي انتشال لبنان من الزلزال ومن الاحتلال والانتداب ليكون بيد أهله وأبناءه كما كان يقول الشهيد الخالد وفيق الحريري، وعينه نحوكم فازرعوا البسمة على الشفاه!... الفاتحة!.