المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : انتحـــار... أم إستشــهاد ؟؟



عبدالغفور الخطيب
15-02-2005, 07:24 PM
برلين - ما الذي يدفع البعض لشن تفجيرات انتحارية..

هذا السؤال الذي ظل الغرب يطرحه منذ هجمات 11 سبتمبر أيلول عام 2001 والحرب الدائرة في العراق يسعى مخرج فلسطيني للإجابة عنه في فيلم جديد وعدت صناعة السينما الاسرائيلية بدعمه.

ويتتبع فيلم (الجنة الآن) مصير خالد وسعيد وهما شابان فلسطينيان في مدينة نابلس بالضفة الغربية وقع اختيار جماعة فلسطينية لم يذكر اسمها عليهما لتنفيذ تفجير انتحاري في تل أبيب.

وعندما لا تسير الخطة على ما يرام يضطر الصديقان لاتخاذ قرار مرة أخرى بما إذا كانا يرغبان حقا في المضي قدما في تنفيذ العملية. وينتهي بهما الحال إلى اتخاذ قرارات مختلفة تماما وغير متوقعة.

قال مخرج الفيلم هاني أبو أسعد للصحفيين بعد عرض فيلم (الجنة الآن) في مهرجان برلين السينمائي أمس الاثنين "لم تتحول هذه القصة أبدا إلى فيلم روائي ينتهي الحال فيه بشخص ما بتفجير نفسه."

وأضاف "أردت أن أضفي عليها طابعا بشريا."

وفي نسيج الحبكة المأساوية للقصة هناك لحظات من الكوميديا السوداء مثل الموقف الذي اضطر فيه خالد لإعادة قراءة رسالة الوداع المطولة عند تعطل كاميرات فيديو النشطاء.

ويوضح الفيلم أن الشخصيات التي تتطوع للقيام بمهام ضد الجنود الاسرائيليين لا يمثل الدافع لديهم الحماسة الدينية بقدر ما هو الإحباط إزاء الحياة في نابلس.

كما أن هناك عنصرا شخصيا يتدخل مثل سعي سعيد لتعويض الخزي الذي سببه والده لأسرته والذي أعدمه نشطاء لتواطؤه مع الاسرائيليين.

قال أبو أسعد "المأساة في القصة هي أن الأب تعين عليه التواطؤ مع العدو لتوفير حياة أفضل لأبنائه... أما الابن فيتعين عليه قتل نفسه حتى يجعل حياة أسرته أفضل. هذا يحدث."

وفي كتيب رسمي وزع قبل عرض الفيلم قال أبو أسعد إنه ما من يوم مر أثناء التصوير دون أن يتعين على الطاقم والممثلين وقف التصوير بسبب القتال الدائر في نابلس.

وقرر ستة فنيين ألمان مغادرة موقع التصوير عندما أصاب صاروخ اسرائيلي سيارة مجاورة وانتقل الفريق في نهاية الأمر إلى الناصرة بعد مقتل ثلاثة في انفجار وقع قرب المكان الذي كانوا يصورون فيه في الليلة السابقة.

وقال أبو أسعد "نظرا لان الضفة الغربية تحت الاحتلال فقد أصبحت فوضوية تقريبا. كان الوضع يبدو هكذا عندما كنا نصور."

ويصر المخرج الذي يشارك فيلمه في المسابقة الرسمية في واحد من أكبر مهرجانات السينما في العالم على أنه لا يقر العمليات الانتحارية.

وتحاول البطلة في الفيلم إثناء سعيد وخالد عن تنفيذ مهمتيهما قائلة إن هذا لن يجعلهما أفضل من "العدو".

ولكن ما من شك أن أبو أسعد يعتقد أن الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية قوة دافعة مهمة وراء العمليات الانتحارية.

وقال متحدثا بالانجليزية "بالنسبة لي فمن الواضح جدا أن الاحتلال هو السبب الذي يجبر هؤلاء الناس على القيام بذلك."

وأضاف "إنها قصة أسطورية.. أن تقتل نفسك مع العدو... أنا أعيد كتابة الأسطورة من وجهة النظر البشرية ومن وجهة النظر الفلسطينية ومن وجهة النظر الواقعية."

وبالرغم من احتمال أن يثير هذا الفيلم جدلا فإن مسؤولا من صندوق السينما الاسرائيلي نقل عنه قوله في برلين إن الجهة التي يتبع لها ستقدم الدعم في الطباعة والدعاية للفيلم إذا ما وجد موزعا اسرائيليا.

ويشك صناع الفيلم أن يشاهده الاسرائيليون على نطاق واسع ولكن حتى المشاهدة المحدودة ستكون موضع ترحيب.

ومضى أبو أسعد يقول "من المهم بالنسبة للاسرائيليين أن يشاهدوا مثل هذا الفيلم. الفلسطينيون لا وجود لهم بالنسبة اليهم."

وبالنسبة للفلسطينيين فإن مشكلة مشاهدة الفيلم ليس لها علاقة تذكر بالسياسة بل تعود إلى عدم وجود أي دور عرض تقريبا.