رجل المعارك
15-02-2005, 10:30 AM
على بعد 28 كم إلى الغرب من مدينة القدس وبعد اجتياز عدد لا بأس به من الحواجز الإسرائيلية التي تفصل المكان عن المكان وصلنا إلى المهد الذي ولدت فيه الحضارة النطوفية, فمنذ المليون ونصف المليون عام شق النطوفيون باطن الجبل بكهف, ما إن دخلناه حتى شعرنا بعمر المكان وجبروت من صنعوه, قُسّم من الداخل إلى غرف صغيرة تتوسطها ساحة لعلها كانت تجمعهم وراح يمتد إلى أعلى بشكل هندسي حتى نافذة في رأس الجبل.
عبد الحفيظ جعوان: مرحباً أعزائي المشاهدين بُنيت الدولة الإسرائيلية على أساس تاريخي مفاده أن اليهود أول قوم عاشوا على هذه البقعة من الأرض التي أعطاهم إياها الله, من هنا اتخذت قضية البحث عن آثار الحضارات الفانية وما تركوه من مخلّفات جانباً مهماً من الصراع السياسي في المنطقة, معكم عبد الحفيظ جعوان من وادي الناطوف وأصطحبكم في مهمة خاصة حول تجارة الآثار غير الشرعية ودورها في تثبيت ما يسمى بالحق الإسرائيلي في أراضي الفلسطينيين.
وليس بعيداً عن وادي الناطوف وأثناء بحثنا عن أول خيط مهمتنا الخاصة انتشرت المواقع الأثرية أو ما يُعرف بالخرب في كل مكان, عاموريون وكنعانيون يبوسيون ورومان وقبائل ما انفكت تبني حضارتها وتفرض نفسها على سكان البلاد حتى ذابت بهم، ليصح تسمية فلسطين بأرض الحضارات, في حضارتنا الحالية حضارة الأيدولوجيات والأفكار السياسية وصراع الأديان والمعتقدات ولد صراع على الأرض, أناس راحوا يغتصبون أرض غيرهم يقتلون ويستوطنون وحجتهم أنهم أول من عاش على هذه الأرض, ولإثبات هذه الحجة حُفرت القبور وأُفرغ باطن الأرض من محتواها, مكتشفات تُنشر في وسائل الإعلام وأخرى يتم التخلص منها بسرية, بسطاء يحفرون وتجار يبيعون وسياسيون يخططون لتنتهي تجارة الآثار إلى مزيد من الاستيلاء على الأرض.
عند طرف النهار كنا قد وصلنا إلى مكان تنشط فيه مجموعات الحفارين، وقد اصطحبَنا إلى المكان عجوزٌ من سكان المنطقة، تأكد من هويتنا الصحفية أولاً, ثم راح يتنقل من زاوية لأخرى في مكان أشبه بمقبرة للحضارات, كهف روماني بُني فوق ملجأ يهودي وجاءت فوقه مباشرة عمارة إسلامية، شعوب أفنيت وبقي كنزها تحت التراب, فمن هم أولئك الذين يبحثون عن الكنز, وهو السؤال الذي أغضب العجوز كثيراً.
النبش بدافع الاسترزاق
أبو يوسف: هاي عندي أنا هان قاعدين ولادي بالدار، من وين بدهم يوكلوا؟ من وين بدهم يعيشوا؟
عبد الحفيظ جعوان: يعني بتكون فقر وبطالة والناس فيش عندها شغل عشان هيك الناس مجبورة تشتغل في الأرض؟
أبو يوسف: بدها تشتغل لو بتموت بدها تشتغل ترمي حالها على الموت, وقت اللي بروح بيتسلل على اليهود تا يشتغل يجيب 50 شيكل 20 شيكل مش بيخاطر على نفسه؟ مش لما بيشوفوه بيطخّوه؟ هو مخاطر على نفسه بده يوكل, بده يطعمي ولاده, يا عمي روح العالم جوعانة.. بجي بدّي أشتغل أنا طول النهار تامنّي أطلعي بعشرة شيكل بعشرين شيكل أشتري خبزات وأشتري طبخات للأولاد, أنا سألني مدير الآثار: من هو اللي بيشتغل, قلتلّو: بتعرف؟
قلّي: آ. قلتلّو: لو بعرف أنا ما بقولّكش. قال لي: ليش؟ قلتلّه: عالم جوعانة بدها توكل بدها تعيش, لو بتدفع ألف دينار بقولكش عن فلان بيشتغل, قال: عم تحكي صحيح, صاحبي هو مدير الآثار.
عبد الحفيظ جعوان: ودون أن ندفع أي دينار كان الليل كفيلاً بإزالة الستار عن مجموعة من الشبان يُطلق عليهم لصوص الآثار، أو حفارو القبور، أو حتى كما يحلو لهم لقب المرتزقين من خيرات الأرض.
مهمة ليلية في مكان أثري
نباش الآثار: إلنا هالقيت حوالى بيجوز فوق العشرين يوم بس نبحش زي كده، الحجارة هان كلها منلاقيه مكسر كتير, فخار ومش عارف إيش مكسّر، في يعني أنا صدفت يعني هان في المنطقة هان ماشي لقوا عملة بتقدّرش يعني سلاسيل ذهب روماني بس، سلاسيل ذهب زي الليرات هيك.. ماشي؟ كل المبلغ هاذ باعوه بـ 70 ألف دينار يمكن 10-12 واحد اللي لاقوه ماشي؟ بينما هذا كتبوا عنه في الجريدة العبرية فوق الـ 150 ألف دينار أردني فانضحك عليهم حتى في شباب ناموا في المستشفى من تحت هالشغلة هاي لما عرفوا أنه انضحك عليهم, تجار عرب يعني طبعاً من.. تجار من هالمنطقة. هذا بناء تحت الأرض.
عبد الحفيظ جعوان: هذا بيتخبوه فيه.
نباش الآثار: أيه يتخبوا فيه. هاي المدخل الرئيس تبعه من هان.. ادخل ادخل عادي فيش اشي, شايف هذا الباب الأصلي يعني تاعه بس خليني أدخل, طيب هذا المدخل هذا بيكون زي شباك فوق هذا بيكون شباك هذا عبارة كله كله هاذ عبارة عن ملجأ, هسّا إحنا مندوّر بالماكينة شايف؟ [يستخدم الجهاز الذي جمعه في البحث] هاي الماكينة هاي رنت.. لازم يكون أي اشي يعني.. هاي في شايف, شايف هاذ أي والله شوفها شو هاي هذه بيقولوها إمة بيزنطية هذه تثبت أنه اللي عاشوا هان بيزنط ورومان فقط.
عبد الحفيظ جعوان: طيب فيه تجار يهود بيحاولوا يستغلوا الشغلات هاي وبيشتروا وبيدفعوا وكذا مثلاً لما يجي حدا يهودي أنت يدفعلك مبلغ كبير اشي بيسوا بتبيعوا ياه ولا ما بتبعش؟
نباش الآثار: مجبر أبيع بدي أعيش ولادي, مجبر مجبر يعني اليوم يعني ألاقي واحد عربي مثلاً يعطيني إشي معقول مثلاً أحسن من واحد يهودي 100مرة لو أرخص شوي العربي بإشي بسيط مش مشكلة منعطيه, بس بتلاقي اليهودي الفرق يعني اليهودي بيجوز بيدفع 90% العربي بيدفع 30% هان المشكلة, فأنت إذا بتلاقي إشي وراك أولاد وراك عيال بدك تعيّشهم شو بدك تساوي يعني.
نباش الآثار: طبعاً كل اللي بيتاجروا في الآثارات في الضفة الغربية بيبيعوا كلهم لإسرائيل, بيبيعوا لتجار من داخل مناطق السلطة وتجار من داخل مناطق السلطة بيبعوهم لتجار يهود, الموجودين في كفر يتسيل في تل أبيب في البورصة في القدس في حيفا همّ بيشتروا بأسعار مغرية يعني مش زي..
عبد الحفيظ جعوان: طيب كيف بيسعروها؟ يعني أنت بتفهم في الأسعار؟ كيف بيسعروها مين أغلى إشي من أرخص إشي مين بيسواش مين بيرموه؟
نباش الآثار: في الآثار الإسرائيلي غالي، الآثار البيزنطي الآثار الروماني بس أغلى إشي تقريباً الآثار الإسرائيلي.
نباش الآثار: والله اليوم على الفاضي زي كل يوم, يعني إلنا 20-21 يوم منشتغل على الفاضي ولا استفدنا إشي, والله محنا عارفين شو بدنا نسوّي, بدنا نضل على هالعيشة لوقت إيش؟
عبد الحفيظ جعوان: بدكم ترجعوا بكرة؟
نباش الآثار: بدنا نرجع ما فيش محل ثاني نروح عليه يعني أنت بتعرف يعني اليهود مسكرين علينا من شقة واليهود نفسهم محاصرين السلطة برضه مافيش شغل في مناطق السلطة يعني وين بدنا نروح والله ما حنا عارفين, عنا ولاد وعنا عيال وعنا مصاريف.
عبد الحفيظ جعوان: بدكم تعاودوا تدوّروا مالقيتوا إشي؟
نباش الآثار: ما لقيناش بس منسمع أنه الناس بيلاقوا وإشي زي هيك شو بدنا نسوّي.
عبد الحفيظ جعوان: انتهت الليلة هنا دون أن نعثر على شيء لكن ماذا لو عثر الحفارون على شيء ثمين أين تذهب تلك القطع وكيف تصل إلى يد من يدّعون بأن هذه الأرض لهم؟ الإجابة بعد الفاصل.
التاجر الوسيط وآلية العمل
عبد الحفيظ جعوان: في اليوم الثاني اتخذنا من الليل مرة أخرى غطاءً، فأوصلتنا العتمة إلى من تعتبره السلطات أخطر حلقات سرقة الآثار والمتاجرة بها, استقبلنا التاجر الوسيط رافضاً الكشف عن وجهه, مع أنه كشف لنا عن مقتنيات متنوعة من المواد الأثرية الممنوعة.
تاجر آثار: بلشت بهذا الشغل بداية الانتفاضة الأولى كان فيش أشغال, العالم بطالة وقاعدين, وشكّلنا مجموعة من 4-5 شباب بلشنا نبحش يعني استخرجنا شوي، صرنا نبيع يعني يطلع للواحد في اليوم 20 دينار 30 دينار يسترزق منهم, حالياً في ناس بتقحط بتطول يلي في الأرض وبتجيب.. بتجيب لي القطعة اللي بدي ياها بشتريها واللي بديش ياها لأنه في منها كثير بشتريهاش.
(يتكلم على الهاتف)
ألو هلا كيف حالك؟ الله يعطيكم العافية شو الحين خلصتوا من الشغل الله يعطيكم ألف عافية, إن شاء الله قمحة؟ برافو برافو برافو بضاعة حلوة؟ ذهب.. الله يعطيكم العافية، 10 على 10؟ ممتاز. شو طلع معاكم؟ روماني وبيزنطي وإسرائيلي كلهن حلوات؟ الله يعطيكم ألف عافية. طيب أجي عليكم الليله أشوفهن ولاّ خليها للصبح؟ طيب أنت ومين نزلت؟ خمس شباب. يعني ماراحش تعبكم على الفاضي؟ الله يعطيكم ألف عافية, طيب إذا في بضاعة حلوة ونظيفة بجي الليلة بشوفها؟
بيشتغل الواحد في منطقة.. منطقة بديش أحكي لك شو اسمها قال لي أنا طلعت شكل إسرائيل بتدوّر عليه اللي هو يسمى ربع الرابعة, ربع الرابعة هذا يعني في مخيلة كل بحيش إذا بيطولها ربع الرابعة, إجمالاً اليوم كل البحيش اللي بيستخرجوا من الأرض بيفهم شو القطعة اللي بيطولوها، فبالتالي همّ ياخدوا أعلى سعر فيها, بيقول لي: أنا طلعت قطعة ثمينة اللي هي ربع الرابعة, وهذا إسرائيل عندها استعداد تحطّ تعطيك شك مفتوح وحطّ الرقم اللي بدّك ياه, بس توصلنا هذه القطعة, هسّا بيحكولها أربع وأربعين هسّا أنا حبيت أشوفها يعني نزلتلها على الموقع طلعت القطعة الموجودة من نوعية الشيكل بس بتسوالها أبو 6- 7 آلاف شيكل.
عبد الحفيظ جعوان: تنتشر بقايا الحضارات في الأراضي الفلسطينية على أكثر من 15 عشر ألف موقع أثري لم يسلم واحد منها من السرقة, وفي السنوات الأخيرة بدأ البحث عن الآثار يتخذ طابعاً تدميرياً كما حدث في أحد المواقع الأثرية القريبة والذي اصحبَنا إليه أستاذ الآثار حامد سالم.
الأستاذ حامد سالم: طبعاً المنطقة اللي إحنا موجودين فيها كمان منطقة تمّ قلبها رأساً على عقب من قبل لصوص الآثار في يوم من الأيام كانت مسكّرة فلما تُقلب كل الأدوات اللي فيها ممكن تتكسر، والكِسَر الفخارية هاي اللي منشوفها تابعة لفترة أكثر اشي البيزنطية تنشال من محتواها الأصلي يعني إيش كانت موجودة تصبح مالهاش قيمة علمية، فالموقع هذا كمان ماسلمش من التدمير يعني وبقايا آثار التدمير لسّاتها واضحة هنا بواسطة الحجارة المقلوبة والطمم والتراب, فالمستغرب منه مثلاً رغم أنه الناس بتعرف أنه معصرة زيتون إلا أنه مش لح يلاقوا يعني هالقيمة الكبيرة في معصرة الزيتون يعني في مركز إنتاج. الدليل أنّو اللي بيقوموا بالعمل هذا بيقوموا فيه بغير وعي يعني ودراية بالبقايا وهدفهم بالنهاية هو التدمير يعني
عبد الحفيظ جعوان: مرحباً أعزائي المشاهدين بُنيت الدولة الإسرائيلية على أساس تاريخي مفاده أن اليهود أول قوم عاشوا على هذه البقعة من الأرض التي أعطاهم إياها الله, من هنا اتخذت قضية البحث عن آثار الحضارات الفانية وما تركوه من مخلّفات جانباً مهماً من الصراع السياسي في المنطقة, معكم عبد الحفيظ جعوان من وادي الناطوف وأصطحبكم في مهمة خاصة حول تجارة الآثار غير الشرعية ودورها في تثبيت ما يسمى بالحق الإسرائيلي في أراضي الفلسطينيين.
وليس بعيداً عن وادي الناطوف وأثناء بحثنا عن أول خيط مهمتنا الخاصة انتشرت المواقع الأثرية أو ما يُعرف بالخرب في كل مكان, عاموريون وكنعانيون يبوسيون ورومان وقبائل ما انفكت تبني حضارتها وتفرض نفسها على سكان البلاد حتى ذابت بهم، ليصح تسمية فلسطين بأرض الحضارات, في حضارتنا الحالية حضارة الأيدولوجيات والأفكار السياسية وصراع الأديان والمعتقدات ولد صراع على الأرض, أناس راحوا يغتصبون أرض غيرهم يقتلون ويستوطنون وحجتهم أنهم أول من عاش على هذه الأرض, ولإثبات هذه الحجة حُفرت القبور وأُفرغ باطن الأرض من محتواها, مكتشفات تُنشر في وسائل الإعلام وأخرى يتم التخلص منها بسرية, بسطاء يحفرون وتجار يبيعون وسياسيون يخططون لتنتهي تجارة الآثار إلى مزيد من الاستيلاء على الأرض.
عند طرف النهار كنا قد وصلنا إلى مكان تنشط فيه مجموعات الحفارين، وقد اصطحبَنا إلى المكان عجوزٌ من سكان المنطقة، تأكد من هويتنا الصحفية أولاً, ثم راح يتنقل من زاوية لأخرى في مكان أشبه بمقبرة للحضارات, كهف روماني بُني فوق ملجأ يهودي وجاءت فوقه مباشرة عمارة إسلامية، شعوب أفنيت وبقي كنزها تحت التراب, فمن هم أولئك الذين يبحثون عن الكنز, وهو السؤال الذي أغضب العجوز كثيراً.
النبش بدافع الاسترزاق
أبو يوسف: هاي عندي أنا هان قاعدين ولادي بالدار، من وين بدهم يوكلوا؟ من وين بدهم يعيشوا؟
عبد الحفيظ جعوان: يعني بتكون فقر وبطالة والناس فيش عندها شغل عشان هيك الناس مجبورة تشتغل في الأرض؟
أبو يوسف: بدها تشتغل لو بتموت بدها تشتغل ترمي حالها على الموت, وقت اللي بروح بيتسلل على اليهود تا يشتغل يجيب 50 شيكل 20 شيكل مش بيخاطر على نفسه؟ مش لما بيشوفوه بيطخّوه؟ هو مخاطر على نفسه بده يوكل, بده يطعمي ولاده, يا عمي روح العالم جوعانة.. بجي بدّي أشتغل أنا طول النهار تامنّي أطلعي بعشرة شيكل بعشرين شيكل أشتري خبزات وأشتري طبخات للأولاد, أنا سألني مدير الآثار: من هو اللي بيشتغل, قلتلّو: بتعرف؟
قلّي: آ. قلتلّو: لو بعرف أنا ما بقولّكش. قال لي: ليش؟ قلتلّه: عالم جوعانة بدها توكل بدها تعيش, لو بتدفع ألف دينار بقولكش عن فلان بيشتغل, قال: عم تحكي صحيح, صاحبي هو مدير الآثار.
عبد الحفيظ جعوان: ودون أن ندفع أي دينار كان الليل كفيلاً بإزالة الستار عن مجموعة من الشبان يُطلق عليهم لصوص الآثار، أو حفارو القبور، أو حتى كما يحلو لهم لقب المرتزقين من خيرات الأرض.
مهمة ليلية في مكان أثري
نباش الآثار: إلنا هالقيت حوالى بيجوز فوق العشرين يوم بس نبحش زي كده، الحجارة هان كلها منلاقيه مكسر كتير, فخار ومش عارف إيش مكسّر، في يعني أنا صدفت يعني هان في المنطقة هان ماشي لقوا عملة بتقدّرش يعني سلاسيل ذهب روماني بس، سلاسيل ذهب زي الليرات هيك.. ماشي؟ كل المبلغ هاذ باعوه بـ 70 ألف دينار يمكن 10-12 واحد اللي لاقوه ماشي؟ بينما هذا كتبوا عنه في الجريدة العبرية فوق الـ 150 ألف دينار أردني فانضحك عليهم حتى في شباب ناموا في المستشفى من تحت هالشغلة هاي لما عرفوا أنه انضحك عليهم, تجار عرب يعني طبعاً من.. تجار من هالمنطقة. هذا بناء تحت الأرض.
عبد الحفيظ جعوان: هذا بيتخبوه فيه.
نباش الآثار: أيه يتخبوا فيه. هاي المدخل الرئيس تبعه من هان.. ادخل ادخل عادي فيش اشي, شايف هذا الباب الأصلي يعني تاعه بس خليني أدخل, طيب هذا المدخل هذا بيكون زي شباك فوق هذا بيكون شباك هذا عبارة كله كله هاذ عبارة عن ملجأ, هسّا إحنا مندوّر بالماكينة شايف؟ [يستخدم الجهاز الذي جمعه في البحث] هاي الماكينة هاي رنت.. لازم يكون أي اشي يعني.. هاي في شايف, شايف هاذ أي والله شوفها شو هاي هذه بيقولوها إمة بيزنطية هذه تثبت أنه اللي عاشوا هان بيزنط ورومان فقط.
عبد الحفيظ جعوان: طيب فيه تجار يهود بيحاولوا يستغلوا الشغلات هاي وبيشتروا وبيدفعوا وكذا مثلاً لما يجي حدا يهودي أنت يدفعلك مبلغ كبير اشي بيسوا بتبيعوا ياه ولا ما بتبعش؟
نباش الآثار: مجبر أبيع بدي أعيش ولادي, مجبر مجبر يعني اليوم يعني ألاقي واحد عربي مثلاً يعطيني إشي معقول مثلاً أحسن من واحد يهودي 100مرة لو أرخص شوي العربي بإشي بسيط مش مشكلة منعطيه, بس بتلاقي اليهودي الفرق يعني اليهودي بيجوز بيدفع 90% العربي بيدفع 30% هان المشكلة, فأنت إذا بتلاقي إشي وراك أولاد وراك عيال بدك تعيّشهم شو بدك تساوي يعني.
نباش الآثار: طبعاً كل اللي بيتاجروا في الآثارات في الضفة الغربية بيبيعوا كلهم لإسرائيل, بيبيعوا لتجار من داخل مناطق السلطة وتجار من داخل مناطق السلطة بيبعوهم لتجار يهود, الموجودين في كفر يتسيل في تل أبيب في البورصة في القدس في حيفا همّ بيشتروا بأسعار مغرية يعني مش زي..
عبد الحفيظ جعوان: طيب كيف بيسعروها؟ يعني أنت بتفهم في الأسعار؟ كيف بيسعروها مين أغلى إشي من أرخص إشي مين بيسواش مين بيرموه؟
نباش الآثار: في الآثار الإسرائيلي غالي، الآثار البيزنطي الآثار الروماني بس أغلى إشي تقريباً الآثار الإسرائيلي.
نباش الآثار: والله اليوم على الفاضي زي كل يوم, يعني إلنا 20-21 يوم منشتغل على الفاضي ولا استفدنا إشي, والله محنا عارفين شو بدنا نسوّي, بدنا نضل على هالعيشة لوقت إيش؟
عبد الحفيظ جعوان: بدكم ترجعوا بكرة؟
نباش الآثار: بدنا نرجع ما فيش محل ثاني نروح عليه يعني أنت بتعرف يعني اليهود مسكرين علينا من شقة واليهود نفسهم محاصرين السلطة برضه مافيش شغل في مناطق السلطة يعني وين بدنا نروح والله ما حنا عارفين, عنا ولاد وعنا عيال وعنا مصاريف.
عبد الحفيظ جعوان: بدكم تعاودوا تدوّروا مالقيتوا إشي؟
نباش الآثار: ما لقيناش بس منسمع أنه الناس بيلاقوا وإشي زي هيك شو بدنا نسوّي.
عبد الحفيظ جعوان: انتهت الليلة هنا دون أن نعثر على شيء لكن ماذا لو عثر الحفارون على شيء ثمين أين تذهب تلك القطع وكيف تصل إلى يد من يدّعون بأن هذه الأرض لهم؟ الإجابة بعد الفاصل.
التاجر الوسيط وآلية العمل
عبد الحفيظ جعوان: في اليوم الثاني اتخذنا من الليل مرة أخرى غطاءً، فأوصلتنا العتمة إلى من تعتبره السلطات أخطر حلقات سرقة الآثار والمتاجرة بها, استقبلنا التاجر الوسيط رافضاً الكشف عن وجهه, مع أنه كشف لنا عن مقتنيات متنوعة من المواد الأثرية الممنوعة.
تاجر آثار: بلشت بهذا الشغل بداية الانتفاضة الأولى كان فيش أشغال, العالم بطالة وقاعدين, وشكّلنا مجموعة من 4-5 شباب بلشنا نبحش يعني استخرجنا شوي، صرنا نبيع يعني يطلع للواحد في اليوم 20 دينار 30 دينار يسترزق منهم, حالياً في ناس بتقحط بتطول يلي في الأرض وبتجيب.. بتجيب لي القطعة اللي بدي ياها بشتريها واللي بديش ياها لأنه في منها كثير بشتريهاش.
(يتكلم على الهاتف)
ألو هلا كيف حالك؟ الله يعطيكم العافية شو الحين خلصتوا من الشغل الله يعطيكم ألف عافية, إن شاء الله قمحة؟ برافو برافو برافو بضاعة حلوة؟ ذهب.. الله يعطيكم العافية، 10 على 10؟ ممتاز. شو طلع معاكم؟ روماني وبيزنطي وإسرائيلي كلهن حلوات؟ الله يعطيكم ألف عافية. طيب أجي عليكم الليله أشوفهن ولاّ خليها للصبح؟ طيب أنت ومين نزلت؟ خمس شباب. يعني ماراحش تعبكم على الفاضي؟ الله يعطيكم ألف عافية, طيب إذا في بضاعة حلوة ونظيفة بجي الليلة بشوفها؟
بيشتغل الواحد في منطقة.. منطقة بديش أحكي لك شو اسمها قال لي أنا طلعت شكل إسرائيل بتدوّر عليه اللي هو يسمى ربع الرابعة, ربع الرابعة هذا يعني في مخيلة كل بحيش إذا بيطولها ربع الرابعة, إجمالاً اليوم كل البحيش اللي بيستخرجوا من الأرض بيفهم شو القطعة اللي بيطولوها، فبالتالي همّ ياخدوا أعلى سعر فيها, بيقول لي: أنا طلعت قطعة ثمينة اللي هي ربع الرابعة, وهذا إسرائيل عندها استعداد تحطّ تعطيك شك مفتوح وحطّ الرقم اللي بدّك ياه, بس توصلنا هذه القطعة, هسّا بيحكولها أربع وأربعين هسّا أنا حبيت أشوفها يعني نزلتلها على الموقع طلعت القطعة الموجودة من نوعية الشيكل بس بتسوالها أبو 6- 7 آلاف شيكل.
عبد الحفيظ جعوان: تنتشر بقايا الحضارات في الأراضي الفلسطينية على أكثر من 15 عشر ألف موقع أثري لم يسلم واحد منها من السرقة, وفي السنوات الأخيرة بدأ البحث عن الآثار يتخذ طابعاً تدميرياً كما حدث في أحد المواقع الأثرية القريبة والذي اصحبَنا إليه أستاذ الآثار حامد سالم.
الأستاذ حامد سالم: طبعاً المنطقة اللي إحنا موجودين فيها كمان منطقة تمّ قلبها رأساً على عقب من قبل لصوص الآثار في يوم من الأيام كانت مسكّرة فلما تُقلب كل الأدوات اللي فيها ممكن تتكسر، والكِسَر الفخارية هاي اللي منشوفها تابعة لفترة أكثر اشي البيزنطية تنشال من محتواها الأصلي يعني إيش كانت موجودة تصبح مالهاش قيمة علمية، فالموقع هذا كمان ماسلمش من التدمير يعني وبقايا آثار التدمير لسّاتها واضحة هنا بواسطة الحجارة المقلوبة والطمم والتراب, فالمستغرب منه مثلاً رغم أنه الناس بتعرف أنه معصرة زيتون إلا أنه مش لح يلاقوا يعني هالقيمة الكبيرة في معصرة الزيتون يعني في مركز إنتاج. الدليل أنّو اللي بيقوموا بالعمل هذا بيقوموا فيه بغير وعي يعني ودراية بالبقايا وهدفهم بالنهاية هو التدمير يعني