المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل فات قطار التقدم على العرب؟



عبدالغفور الخطيب
14-02-2005, 02:49 AM
هل فات الوقت على العرب؟

البـــاب الأول: مفاهيم تساعد على البحث

(1)

الإحساس بالأزمة :
أسباب طرق أي موضوع للنقاش ، تعمق الشعور بأزمة ما ، شخصية كانت أم فئوية أم عامة ، وطرح المسألة للنقاش يحفز من يشعر بنفس الشعور للإسهام في وصف تلك الأزمة ثم يجعله يتدرب على وضع تصوراته لحلها ، وعندما تطرح تلك التصورات ضمن وسائل الإعلام والمثاقففة بين المثقفين ، فان التحفيز يصبح أوسع ، وما يطرح يصبح في تناول أكبر قدر ممن يتابعون القضايا العامة ، وهكذا فان عجلة تخليق الحلول تأخذ مسارها حتى يصار في النهاية لطرحها للتنفيذ .

لكن من يبادر لطرح قضية عامة ؟ ومن يسمعه ؟ وكيف تكون ردات الفعل على ما يطرح ؟ وهل يكتمل مشوار البداية كما أراد من طرح تلك القضية ؟ أم أن طرحه سيضاف الى فهارس المشاريع الفاشلة التي تزيد من تعميق الأزمة والشعور بالعدمية و اليأس من محاولة أخرى ؟

ان من يبادر بطرح قضية ما يكون في حال أقوى على الطرح ، عندما يكون منطلقا في طرحه من مناخ وبيئة انتدبته لطرح مثل تلك القضايا ، وقوته آتية من قوة السند الذي يدفعه للطرح ، إضافة الى أن محدودية الأهداف تسهل للمتلقي إعطاء رأيه بشكل واضح ، فمثلا عندما يكون رئيس لجنة الأمن القومي في الكونجرس الأمريكي يريد أن يطرح قضية ضرب العراق أو إعاقة تقدم المسلمين فان التحضيرات التي تمت لطرح تلك القضية ، سبقها استعدادات هائلة من جماعات ضغط ، منذ وقت مبكر ، وتحينت تلك الجماعات ومعاهد الدراسة التي تمثل العقلية الحاكمة أو ترفدها من خلال مقتربات واضحة المعالم .
هذا بخلاف ما يشعر به عندنا مثقف أو أستاذ جامعي او رجل دين او نائب في البرلمان او مركز دراسات متواضع ، فكل هؤلاء هم أشبه بجزر صخرية تفقد صلتها باليابسة ولو حتى عن طريق اللاسلكي .

أما من يسمع تلك الطروحات ، فانه في مثال الدول التي وصلت لحالة أنظمة مؤسسية ترسخت أساليب وطرق التعامل فيما بين مؤسساتها الجامعية والحكومية وغيرها ، فان من سيستمع يكون استماعه أيضا موظف لتلك الغاية ومهيأ سلفا ومرسل له قبل موعد المناقشة أوراق القضية المراد طرحها وردود المدعوين الآخرين ، فيأتي للاجتماع ولديه جاهزية كاملة لمناقشة ما سيطرح ، فيقسم الوقت بين المجتمعين للاستفادة منه ومن لياقة المجتمعين لأقصى درجة .
في حين تحدث في منطقتنا أن يدعى لطرح قضية ، لا العنوان يوضح ماهية القضية ، واحيانا تشحد الجهة الداعية الحضور ، فيأتي حشد غير متجانس من الحضور ، وغالبا ما يكون قليلا ، إلا في حالات رعاية الدولة لذاك اللقاء ، وبحالة الحضور القليل الذي يتخلله عناصر أمن الدولة تثلم حدة منفعة اللقاء بشكل كبير حتى يكون هو وعدمه متساويان ، وفي حالة رعاية الدولة للقاء يتم النفاق من قبل المتكلمين ، و أحيانا يقف أحد محرضي الهتافات ليصيح بإدامة عمر الحاكم !!

من هنا يعزف الجادون عن حضور اللقاءات والمشاركة فيها عندما يضعوها على مسطرة الفائدة من عدمها ، وتضاف لفهارس الأعمال الفاشلة التي تجثم على صدر من تسول له نفسه الدفع بعجلة التطور!