المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وزير العدل العراقي المعين:حلبجة ضربت بسلاح إيراني و تأجيل نتائج الانتخابات لعبة هدفها



muslim
13-02-2005, 08:29 AM
وزير العدل العراقي المعين:تأجيل نتائج الانتخابات لعبة هدفها الإبقاء على علاوي وحلبجة ضربت بسلاح إيراني


الشرق ق / أوافق على الطالباني رئيساً للعراق واستقلال الأكراد بدون كركوك لكنهم لا يستطيعون

نتائج الانتخابات عرقلت توافقا مسبقا على تعيين الباجه جي رئيسا للبرلمان لعدم فوزه

اختطاف الأجانب طغى على المقاومة الحقيقية والأمريكان يعطلون تشكيل الجيش والشرطة الجديدين

القائمة الائتلافية طائفية والسيستاني يرفض ولاية الفقيه في العراق وإيران وينفي تأييده لقائمة الحكيم

الشيعة متهاونون إزاء الفيدرالية والسنة يرفضونها بأعصاب مشدودة.. رموز شيعة فقط يطالبون بها

الوزير عادل عبد المهدي طعن بعمالة الشعلان للأمريكان في اجتماع للحكومة مكذبا اتهاماته لإيران

طارق عزيز لا أدلة تدينه بارتكاب جرائم والقضاء يبرىء صدام من ضرب حلبجة بالكيمياوي

حاوره في البحر الميت: شاكر الجوهري :

تجلت بشكل غير اعتيادي وهو يبلغ الشرق بأن تأجيل اعلان نتائج الانتخابات العراقية هو لعبة هدفها الابقاء على اياد علاوي رئيسا للوزراء. ذاك هو مالك دوهان الحسن وزير العدل العراقي الذي كشف كذلك عن توافق سبق اجراء الانتخابات يقضي بانتخاب جلال الطالباني رئيسا للعراق، وعدنان الباجه جي رئيسا للمجلس الوطني، على أن يتولى أحد اقطاب القائمة الائتلافية رئاسة الوزراء.

بذات الصراحة يتهم الحسن الهيئة المشرفة على الانتخابات بأنها لم تكن محايدة في عملها. ويقول إنه وآخرين في الحكومة لا يعرفون من الذي عينها واختار أعضاءها. ويورد مثالا على عدم حيادها يتمثل في اختيارها16 مشرفا في مركز اقتراع واحد جميعهم ينتمون لحزب ديني واحد يرفض تحديده حتى لا يدخل في مشاكل مع العمائم. لكنه لا يتردد في وصف القائمة الائتلافية بالطائفية. ويكشف في ذات الآن عن أن السيستاني ابلغه أنه يرفض ولاية الفقيه في العراق وفي غير العراق، وذلك في اشارة إلى ايران.

ويكشف لـ«الشرق» عن أنه أبلغ الطالباني صراحة بأن الأكراد لا يستطيعون الاستقلال لتعارض ذلك مع المعادلات الاقليمية والدولية. ويقول إن الطالباني أيده في ذلك قائلا إنهم يطرحون قضية الاستقلال من أجل الاستهلاك المحلي..!

وبكل صراحة يقول إنه يعلم بعدم وجود اثباتات تدين طارق عزيز بارتكاب جرائم.. كما أنه يوافق على عدم مسؤولية صدام حسين أو العراق عن ضرب حلبجة بالأسلحة الكيماوية، لكنه يقول إن تبرءتهما هي مسؤولية القضاء، ما دامت هناك شكاوى مقدمة بحقهما.

ويرفض الحسن فكرة الفيدرالية، ويقول، وهو الشيعي، إن الشيعة متهاونون ازاءها، وبعض اقطابهم يطرحها، فيما يرفضها السنة بأعصاب مشدودة.

هنا نص الحوار الذي أجري مع الحسن على هامش مشاركته في مؤتمر الإدارة الرشيدة في خدمة التنمية في البلدان العربية الذي انعقد في البحر الميت:

< لماذا تأخر اعلان نتائج الانتخابات العامة العراقية حتى الآن..؟ وما تقييمكم لتجربة الانتخابات..؟

ـ ليست لدى حتى الآن معلومات مؤكدة فيما يخص نتائج الانتخابات عدا النتائج التقريبية التي ظهرت بالنسبة للقائمة الائتلافية والقائمة العراقية. أما بقية القوائم، فلا معلومات لدي بشأنها حتى الآن.

< بالمناسبة، لم فضلت خوض الانتخابات بقائمة تخصك، ولم تأتلف مع إحدى القوائم القوية..؟

ـ الحقيقة أنه حدث نقاش دار حول امكانية تشكيل قائمة موحدة لكل الشعب العراقي. وقد بحثت هذا الأمر مع الدكتور اياد علاوي الذي طلب مني عقد اجتماع مع جلال الطالباني زعيم الاتحاد الديمقراطي الكردستاني، ثم حدث لقاء مع الدكتور برهم صالح نائب رئيس الوزراء. غير أن تشكيل الائتلاف الموحد صادفته مشاكل في مقدمتها من يكون في رأس القائمة.

وأذكر أن السيد عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق دعانا في رمضان إلى مائدة إفطار، وطرح فكرة تشكيل قائمة موحدة، فأجبته بأننا لا نشارك في قائمة دينية.. رد علي بأن قائمتهم ليست دينية، إنما هي قائمة مفتوحة يشكل المستقلون نصف اعضائها والبقية تتشكل من احزاب مؤتلفة.

< وهل هذا صحيح..؟

ـ هذا ما قاله هو.

الحقيقة إنني وجدت أن هذه القائمة مشكلة من ألوان مختلفة، وأن الصبغة الطائفية تكسوها، ولذلك اعتذرت له عن عدم الاشتراك فيها. وقلت له إنني أحبذ تشكيل قائمة عراقية موحدة، وفي هذه الحالة يمكن التفكير في الانخراط فيها.

على كل، حين درسنا الأمر وجدنا أن هذه القائمة تطغى عليها الصبغة الطائفية، حيث إن تشكيلتها تتسم بالطائفية، ولذلك قررنا تشكيل قائمة مستقلة.

< صبغة طائفية دينية أم سياسية..؟

ـ الحقيقة أنه لا يوجد في العراق صبغة طائفية سياسية. هي صبغة طائفية دينية.. أي أن تأتي مجموعة للحكم بهدف تطبيق الدين الإسلامي. أما الصبغة السياسية فهي أن تأتي للحكم دون التزام بتطبيق قواعد الدين الإسلامي بشكل ضيق.

نحن وجدنا أن من شأن هذه التشكيلة اعطاء صبغة طائفية للانتخابات، وهذا ما لا نقره.

< بالفعل، فإن القائمة الائتلافية تطالب الآن بتطبيق الشريعة الإسلامية في العراق. ما رأيكم..؟

ـ اطلعت على تصريحات بهذا الخصوص قالت انها تريد أن يكون الإسلام هو المصدر الأول للتشريع. أي أن هناك مجالاً لمصادر أخرى.

بالطبع، هذا كلام يمكن أن يخضع للمناقشات عندما تناقش مواد الدستور، وقد يتم التوصل إلى صيغة مشتركة مرضية لكل الناس.

نحن ليس لدينا مانع أن ينص الدستور على أن دين الدولة الرسمي هو الإسلام. أما إذا قالوا إن الإسلام هو المصدر الأول للتشريع فهذا يعني أنك لا تستطيع أن تسن تشريعا إلا بعد أن تستنفد ما هو موجود في الشريعة الإسلامية، فإن لم تجد نصا تذهب للمصادر الأخرى.

< وقد تتولى المراجع والمجتهدون ابتكار نصوص تتماشى مع الشريعة..؟

ـ (ضحك).. ممكن.

اعتقد أنه يمكن التوصل إلى صيغة ترضي جميع الأطراف العراقية.

الهيئة المشرفة على الانتخابات

< توجد الآن اعتراضات من قبل اهالي بعض المناطق، كما هو الحال بالنسبة لمنطقة سهل نينوى من أن صناديق الاقتراع لم ترسل لمنطقتهم، وبالتالي فهم لم ينتخبوا..

ـ هذا صحيح. وهذه مسؤولية الهيئة المشرفة على الانتخابات التي لم نعرف حتى الآن من انتخبها، وكيف شكلت.

< من الذي لم يعرف بعد..؟ أنت أم الحكومة في مجملها..؟

ـ أنا لا أعرف، وقد سألت آخرين فوجدت أنهم أيضا لا يعرفون.

< من هم الآخرون..؟ هل من بينهم رئيس الوزراء..؟

ـ ربما يكون رئيس الوزراء يعرف، لكنه حتى الآن لم يخبرنا أحد كيف تم اختيار اعضاء الهيئة التي أشرفت على الانتخابات، ولماذا..؟

غالبية الأحزاب التي شاركت في العملية الانتخابية لا تعرف من هي الجهة التي اختارت هؤلاء.

< هل لك اعتراض على تشكيلة هذه الهيئة..؟

ـ المفروض أن تشرف الأمم المتحدة على الانتخابات. وكنا نعتقد أن هذه الهيئة قد تكون محايدة.. لم نفترض سوء النية. وقد ظهرت أثناء التطبيق اخطاء تدل على عدم وجود حياد لدى هذه الهيئة بدليل أن مركزا انتخابيا معينا تولى الإشراف على الاقتراع فيه ستة عشر شخصا ينتمون إلى حزب واحد.

< أي الأحزاب هو..؟

ـ حزب ديني.

< هل هو المجلس الأعلى للثورة الإسلامية..؟

ـ حزب ديني.. لا تدخلني في مشاكل مع «العمائم». (ضحك).

هذه حقيقة. نحن نوصل الناخبين إلى مراكز الاقتراع بالسيارات، ونعد لهم طعام الغداء والعشاء، وحين يصلون إلى مراكز الاقتراع، وهم في غالبيتهم أميون، يقولون للموظف المشرف نريد قائمة مالك دوهان الحسن، فيطلب منه الموظف وضع اشارة مقابل القائمة (169 الائتلافية)..!

< جرت الانتخابات وفقا لما يعرف الجميع. ما هو العلاج بالنسبة للمناطق التي لم تصلها الصناديق، وبالنسبة للمناطق التي قاطعت..؟

ـ حسب معلوماتي أن هذه المشكلة مثارة الآن.. وأعتقد أنه سيترتب على اعتراض الناخبين اجراء انتخابات في المناطق التي لم تصلها صناديق الاقتراع.

هذا اعتقادي الشخصي، ولا أعرف إن كان سيحدث هذا فعلا أم لا.

وبالمناسبة، فإن التصويت لم يتم على اساس طائفي في جميع المناطق. وأطرح لك مثالا أنه في الحلة لم يتم التصويت على أساس طائفي، وانما على أساس تأثير عاطفي ديني باعتبار أن (آية الله علي) السيستاني يريد هذه القائمة. التصويت للقائمة (169 الإئتلافية) لم يتم على أساس سني وشيعي، وإنما على أساس أن الذي لا ينتخب هذه القائمة يدخل النار (ضحك).

الطالباني رئيسا للعراق

< ما هي توقعاتك بعد اعلان نتائج الانتخابات. الأكراد متفقون الآن على ترشيح جلال الطالباني رئيسا لجمهورية العراق. كما أن هناك احاديث عن أنهم يريدون رئاسة الوزراء، فيما تريد القائمة (169 الائتلافية) رئاسة الوزراء لأحد اعضائها، ما يدفع باتجاه أن يكون الحل التوافقي في الإبقاء على علاوي رئيسا للوزراء.

هل تقبلون برئيس أو رئيس وزراء كردي، علما أن هذا سبق وأن حدث في سوريا، ولكن ليس على أساس توزيع المقاعد على أسس طائفية أو عرقية، كما أن اكرادا تولوا سابقا رئاسة الوزراء في العراق..؟

ـ بالنسبة للعراق فإن المناصب تعطى للجميع.. عرباً وأكراداً.. سنة أو شيعة، دون تفرقة. ولم يكن أحد يعترض على ذلك. وقد كان هناك جمال بابان الكردي رئيسا لوزراء العراق في العهد الملكي.

مذهب أو عرق رئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء بالنسبة لي لا يقدم ولا يؤخر، ما دام عراقيا يكسب ثقة البرلمان. لكني سمعت بأن الطالباني يعتزم الترشح لرئاسة الجمهورية على أن يكون رئيس البرلمان عدنان الباجه جي.

< لكن الباجه جي لم يفز بعضوية البرلمان..؟

ـ تم تداول ذلك قبل صدور النتائج، وأن يظل علاوي رئيسا للوزراء، وعندما اتضحت اتجاهات التصويت انقلبت هذه المعادلة.

الآن اصحاب القائمة الفائزة يطرحون ثلاثة اشخاص ليكون احدهم رئيسا للوزراء.. حسين الشهرستاني، عادل عبد المهدي وابراهيم الجعفري.

ولكن، حين ظهرت النتائج بهذا الشكل لم أعد أعرف على ماذا سيكون الوضع. لا معلومات لدي حتى الآن.

< السؤال لا ينصب على تعيين كردي رئيساً للجمهورية، انما ينصب على تعيين شخص جلال الطالباني.. هل توافقون على تعيين الطالباني رئيسا للجمهورية..؟

- لا يوجد لدي مانع إطلاقا.

أسلحة الجيش العراقي

< إلى أي حد أنتم متفائلون بإمكانية تشكيل جيش قوي..؟

ـ أنا متفائل جداً، لكن الأمر يحتاج إلى وقت. ربما يحتاج إلى سنة ليصبح لدينا جيش جيد.

< لقد مضى الآن قرابة السنتين منذ سقوط نظام الحكم السابق، وحل الجيش العراقي..؟

ـ الحقيقة إنني حين توليت وزارة العدل وجدت أن الوضع سييء جداً، وأن تشكيل الجيش بطيء جداً، وأنه توجد عدة معوقات. وذات الأمر ينطبق على تشكيل قوات الشرطة وتسليحها. وقد كانت هذه المعوقات من الجهة الأمريكية بالذات.

أرفض الفيدرالية

< ما هو المتفق عليه بشأن الفيدرالية..؟ هل هي فيدرالية تجمع العرب والأكراد، أم هي فيدرالية تقسم العراق على اساس طائفي، كما يطرح الآن من قبل أحمد الجلبي وآخرين..؟

< يوجد قانون ادارة الدولة الذي يسمح لكل ثلاث محافظات أن تستخدم حق الفيتو على أي تشريع أو ما شابه. وأنا اسمي هذا القانون بـ«الكتاب المقدس»..! لأنه كلما تقول لهم إن هذا القانون يتضمن أخطاء كثيرة، حتى اخطاء دستورية، يقولون لنا هذا نص لا تجوز مناقشته أو تعديله. «يابا هو كتاب مقدس..؟!».

< ما هي الأخطاء الموجودة في هذا القانون..؟

ـ اهمها نقطتان رئيسيتان اولاهما أنه حين يطرح الدستور للإستفتاء العام، ويوافق عليه الشعب العراقي بأكثرية51 بالمائة، لا يعتبر مصادقاً عليه إذا اعترض عليه ثلثا المصوتين في ثلاث محافظات.

وقد حدث نقاش حول هذه المسألة في مؤتمر المصالحة الوطنية الذي انعقد في اربيل، وقد اوضحت رأيي بشكل جلي، فرد عليّ أحد المشاركين قائلا إنه يعبد المادة61 التي نصت على ذلك، وشكلت ضمانات للأقليات. وأجبته قائلا أنا أكره حرف في اللغة العربية بالنسبة لي هو الحرف (ج) لأنه وضع نصا يتعارض مع مبدأ الديمقراطية، وأعني بذلك الفقرة (ج) من تلك المادة، ذلك أننا لو افترضنا أن ثلاث محافظات تعد مليونين أو اربعة ملايين مواطن صوت ثلثا سكانها ضد الدستور، فإنهم يستطيعون وقفه بالضد من ارادة بقية الناخبين وعددهم اثني عشر مليونا، ذلك أن الذين يحق لهم الإقتراع في العراق هم اربعة عشر مليونا ونصف المليون. ليس معقولاً، ولا دستوريا ولا منطقيا أن تفرض الأقلية قرارها على الأغلبية.

مكاسب الأكراد

< ما علمته أن الحزبين الكرديين الرئيسيين متفقان على ضرورة الإبقاء على المكاسب التي حققوها في قانون ادارة الدولة في الدستور المقبل، وإلا فإنهم لن يقبلوا بأي دستور لا يتضمنها..؟

ـ لقد قلت لجلال الطالباني بكل صراحة إنه إذا تزمت الأكراد في آرائهم مستغلين قوتهم الانتخابية، فليس لدي مانع من أن يعلنوا استقلالهم. ولدي اثبات على أنهم لا يريدون هذا (الاستقلال).

هم لا يستطيعون الاستقلال، لقد كانوا يلحون على قضية مدينة كركوك وضرورة اتباعها لإقليم كردستان. وقد رويت للطالباني أن عبد الرحمن البزاز رئيس وزراء العراق في الستينيات دعاني يوما حيث التقاني في وزارة الخارجية، ووجدت لديه تسع شخصيات عراقية أخرى اختارهم وفقا لحسابات تجعلهم يمثلون تشكيلة المجتمع العراقي من بينهم المرحوم عبد الوهاب الجومرد.

تابعت روايتي للطالباني قائلا إن البزاز سأل وزير الدفاع الذي كان يجلس بجانبه هل الطائرة المروحية جاهزة..؟ فأجابه نعم سيدي. وعندما سألت البزاز ما حكاية الطائرة المروحية، فأجابني قائلا «والله اليوم تروحون تتعشون» عند الملا مصطفى البرزاني، باعتباركم وفدا شعبيا. لقد تم اتفاق بينه وبين الحكومة، وهو يريد أن يستقبل وفدا شعبيا عربيا يؤيد الاتفاق ويباركه.. فقط «قومة وقعدة»، ولا يوجد أي كلام.

يومها علق المرحوم الجومرد متسائلا: هل نحن ذاهبون في جاهة لخطبة عروس..؟! واضاف أن هذه عملية كبيرة ومفاوضات واتفاقيات.. هل نذهب نحن مثل العميان على «قومة وقعدة»..؟! وسأل الجومدو: هل الجماعة موافقون على هذه العملية..؟

اجابه البزاز ايران وتركيا موافقتان . اعاد عليه الجومرد، وهو وزير خارجية عام 1958، اسأل عمن هم أكبر من ايران وتركيا..؟ البزاز، بدلاً من أن يقول موافقون، استخدم تعبيراً آخر قائلا «احيطوا علما بالموضوع».

وقلت للطالباني، إذا كانت المطالب «اللي هالقدها» (تعبير يدل على الصغر) يتوجب حصول موافقة من هم أكبر من الجيران عليها، فماذا عن استقلال كردستان..؟ والآن كم من الموافقات تحتاج اضافة كركوك للفيدرالية..؟

وتابعت قائلا للطالباني.. هذا لا يصير، فلم تطالبون به..؟ اجابني هذا للاستهلاك المحلي..! فأجبته، أنا شخصيا لا مانع لدي في اعلان استقلال الأكراد، لكن كركوك لا تدخل في الدولة الكردية. وعندما اقول إن كركوك لا تدخل ضمن الدولة الكردية، فليس هذا لأن لدي قوة أكبر، ولكن لأني أعتقد بأن القوى المجاورة لا تسمح بإعطاء كركوك لكم. خذوا كردستان بدون نفط وعيشوا. مستحيل يتمكنوا من أخذ كركوك نظرا للتوازن الموجود في المنطقة.. ايران وتركيا لا تقبلان، ثم إن تعداد العرب والتركمان في كركوك أكثر من الأكراد.

< الآن هم مصرون على ابعاد مائتي ألف عربي اسكنهم صدام حسين في كركوك ويطالبون بإعادة ما يقولون إنه ثلاثمائة ألف كردي ومائة ألف تركماني للمدينة ويقولون إن صدام هجرهم منها.. فماذا عن وجود مليون كردي في بغداد..؟

ـ العراقي يسكن داخل العراق حيثما يشاء، أما إذا هجر بالقوة فتلك مسألة أخرى، لكنهم إذا حسبوا الفيدرالية على اساس جغرافي فليأخذوا الأكراد الموجودين في بغداد وغير بغداد.

لا يستطيعون الاستقلال

< اجري تصويت موازٍ في كردستان على استقلال الإقليم قيل إن ثمانين بالمائة من الأكراد صوتوا فيه لصالح الاستقلال. ما خطورة ذلك..؟ وما إمكانية توافر آليات تنفيذية لتحقيقه..؟

ـ هذا يعبر عن رغبة الشعب الكردي بالاستقلال، أنا لا مانع لدي في هذا. ليستقلوا. نحن نحب الشعب الكردي، وإذا كانت رغبتهم هي الاستقلال فليستقلوا، ولكن كركوك ليست لهم.

< نتائج الانتخابات العراقية هل تشجع الشيعة في دول الجوار على المطالبة بحقوقهم..؟

< هذا يعيدنا إلى مؤتمر الإدارة الرشيدة لخدمة التنمية في الدول العربية الذي نشارك فيه الآن، ويتناول الإصلاح الإداري.. الواقع أن عنوان الإدارة الرشيدة قد يكون منطبقا على حيثيات المؤتمر، لكنه كيف يمكن تحقق الإدارة الرشيدة إذا كانت الحكومات لا تؤمن بذلك..؟

الترشيد يجب أن يبدأ بالسلطة السياسية، ومن ثم ترشيد الإدارة. وبعكس ذلك، فإن ما يجري هو عملية ترقيع. بالتأكيد لا يمكن اصلاح الجهاز الإداري بالشكل المطلوب إذا لم يكن هناك اصلاح في الجهات الأعلى منه، وهي تركيبة النظام السياسي.

< إذن أنت تطالب بهذا في دول الجوار العراقي..؟

ـ ليس فقط، بل في كل دول العالم. لا بد من اعادة النظر في تركيبة الأنظمة السياسية بشكل جذري.

ولاية الفقيه

< اعتناق قادة القائمة الائتلافية الفائزة لنظرية ولاية الفقيه، إلى أي حد يهدد استقلالية القرار السياسي العراقي طالما أن الفقيه هو علي خامنئي مرشد الثورة الإيرانية..؟

< في ما يتعلق بولاية الفقيه في العراق، فهذه مسألة مستبعدة جداً.

لقد سألت آية الله السيستاني شخصيا: هل تؤمن بالنظام الإيراني كنظام صالح لحكم العراق ضمن نظرية ولاية الفقيه..؟ اجابني أنه شخصيا لا يؤمن بولاية الفقيه، وليس كل الشيعة يؤمنون بولاية الفقيه.

< اغلبية المراجع في ايران لا تؤمن بولاية الفقيه، لكن هذا هو النظام القائم في ايران..؟

< اسمح لي.

قال السيستاني «أنا لا أؤمن بولاية الفقيه لا في العراق ولا في غير العراق».

سألته أيضا: هل تؤيدون حزبا دينيا..؟ اجابني بأنه لا يؤيد أي حزب ديني. قلت له إن هناك من يدعي أنكم تؤيدونه، قال لي كذّب ذلك على لساني وأنا اؤيدك. وختم قائلا: كنت أتمنى لو حضر معك الجميع وليس وحدك ليسمعوني. كنت أتمنى أن يأتي معك ممثلون لجميع الأطياف العراقية.. مثقفون.. سنة وشيعة وأكراد وآشوريون..الخ.. لأحملهم مسؤولية المرحلة الحاضرة التي تستدعي اجراء انتخابات جمعية وطنية تضع الدستور. وهم إن قصروا في ذلك، فإن الأجيال القادمة سوف تلعنهم في المستقبل.

هذا ما قاله السيستاني مباشرة.

كذلك، فقد التقيت مع عبد العزيز الحكيم، وأفهمته ما قاله السيستاني. وقلت له إنكم قد تحصلون على الأغلبية في الانتخابات، لكن هذه الأغلبية قد تغركم وتجعلكم في وضع متشنج باعتباركم تملكون الأغلبية البرلمانية، وتوظفوها في التصويت لصالح وجهات نظركم، ومن يقبل يقبل ومن لا يقبل لا يقبل، وليذهب لشأنه. وأضفت له إن أي انسان يملك قوة إن لم يوظفها من أجل خير المجموع، فأعتقد بأن قوته لن تدوم. ولذلك، أعتقد أنه يجب أن تدركوا أن هذه القوة التي قد تحصلوا عليها في الانتخابات، يجب ألا تعتبرونها قوة كافية إن لم تنظروا لمحيط العراق. وكنت صريحا أيضا مع الأحزاب السنية. وقلت للحكيم إن العراق محاط بمحيط سني، فإذا استخدمتم الطائفة الشيعية كأكثرية من أجل أن تستولوا على السلطة وحدكم، فإن قوتكم ستكون ضعيفة، وستكون جزءا بسيطا من البحر العراقي، ويجب أن تفهموا ذلك وتتعاملوا على هذا الأساس. وقد اقتنع.

لذلك أقول لك إنهم لديهم قناعة الآن بأن يتعاملونا كمواطنين في نظام حديث ليس فيه صبغات دينية من التي موجودة في أي بلد من البلدان الأخرى.

< ألهذا السبب لا يطرح الحكيم نفسه رئيسا للوزراء..؟

ـ نعم. إنه لا يطرح نفسه. وهم يرشحون الآن عادل عبد المهدي، وأنا اعرفه منذ كان طالبا منتميا لحزب البعث. وطروحاته في مجلس الوزراء الآن هي مثل طرح أي مثقف. ومرة انفعل وأعلن كفره بالحزبية.

كانت تحدث مساجلات بينه وبين حازم الشعلان وزير الدفاع فيما يتعلق بتصريحاته عن التدخل الإيراني والتدخل السوري. ذات مرة اورد الشعلان مثالا على التدخل الإيراني، فناقشه عبدالمهدي قائلا إن هذا غير ممكن من الناحية المنطقية. كان الشعلان قد ذكر أن المخابرات قبضت على شخص ايراني يحمل علبة مملؤة بالسم يريد أن يسمم بها مياه الشرب في الديوانية، فرد عليه عبد المهدي قائلا أليست ايران شيعية وكذلك أهالي الديوانية..؟ لماذا يسممون مياه الديوانية..؟ واضاف قائلا أعتقد بأن كلامك هذا موحٍ به من جهة امريكية. وهكذا طعن عبد المهدي بالشعلان باعتباره عميلا امريكيا.

< ماذا يمثل الشعلان حزبيا..؟

ـ هو مستقل وخاض الانتخابات على قائمة غازي الياور رئيس الجمهورية.

من جهتي قلت لهم إنه لا مصلحة لنا الآن بأي تشنج في العلاقات مع ايران أو سوريا أو أي جار. نحن الآن بلد ضعيف محتل، ويجب أن تكون علاقتنا متوازنة مع كل دول الجوار العربية وغير العربية. إذا كانت لدينا مشاكل معينة يفترض أن نتفاوض بشأنها، وأن يجرى حوار هادىء، وإذا رأينا أن هناك تجاوزات، دون أن تكون لدينا قدرة على مقاومتها، فعلى الأقل يجب أن نضبط الوضع إلى ما بعد اجراء الانتخابات وتشكيل حكومة منتخبة، ويصبح لدينا جيش، وعندئذ نتخذ المواقف التي تقررها مصلحة العراق.

لعبة تأخير نتائج الانتخابات

< اياد علاوي، ما احتمالات أن يبقى رئيسا للوزراء كحل وسط..؟

ـ توجد الآن لعبة جديدة. أنا أعتقد بأن تأخير اعلان نتائج الانتخابات يصب في اتجاه ترتيب بقاء الوضع كما هو الآن لجهة تشكيلة الحكومة، مع ادخال تعديلات بسيطة تستدعيها نتائج الانتخابات.

< وهل يقبل الفائزون بهذا..؟

ـ هذا يتوقف على موقف الفائزين. وحتما ستكون هناك مفاوضات مع الفائزين. وأعتقد أن الأميركان سيتدخلون في هذا الاتجاه.

تابع......

muslim
13-02-2005, 08:31 AM
تابع...
لقاء مع صدام

< ماذا جرى في لقائك مع صدام..؟

ـ حين سمح لي بدخول مكتب صدام، كان في انتظاري واقفاً على مبعدة ثلاثة امتار من باب المكتب الذي يبلغ طوله قرابة تسعة امتار.

تصافحنا وجلسنا، ولم يبدأ الرئيس بالكلام، مما جعلني أبدأ أنا الحديث قائلا «مبين عليك سيادة الرئيس تعبان». اجاب قائلا «والله قضايا كثيرة تتعب الإنسان اهمها القضية الفلسطينية والغوغاء والعدوان الثلاثيني».

لم انتظر انتهاءه من حديثه، وقلت له «هذه النقاط التي اثرتها سيادتك لي بشأنها رأي سابق منذ فترة طويلة». قال نسمع.. قالت له «إن القضية الفلسطينية ليست قضية فلسطينية لكنها عربية والفلسطينيون كانوا ضحية القضية العربية». وكان رأيي مطابقا لرأيه لهذه الجهة.

فيما يتعلق بقضية «بالغوغاء» قلت له «لقد كنت خارج بغداد في منطقة ريفية، وكنت أرى العراقيين وهم يمرون بجواري منفعلين جداً، وثائرين بالمعنى الفني لكلمة ثائر، ضد النظام، وكل من يقول لك إن ايرانيين تسللوا للعراق وحرضوا للقيام بهذه العملية، أقول لك أنني شاهد عيان على عدم صحة ذلك». واوردت له ما سبق أن قاله لي ذات مرة المرحوم ناجي شوكت من أن العراقي يتميز بأنه وطني وذكي. وقلت له إن الشعب العراقي قاوم 41 يوما القصف الجوي الهائل بدون ماء ولا طعام ولا مواصلات ولا تدفئة ولا انارة في سبيل أن يحصل على اطلالة على البحر، وذلك فيما يتعلق بالكويت، وإذ به يفاجأ بانسحاب الجيش العراقي تحت وابل القنابل الأمريكية. واضفت إن شعبا وطنيا وذكيا كان يجب أن يثور..!

هنا تغير وجه صدام كلية. لكني، قبل أن يصدر عنه أي ردة فعل، تابعت قائلا: أما فيما يتعلق بالعدوان الثلاثيني، فإجابتي عليه تتمثل فيما سأرويه لك عن رحلة شخصية قمت بها للندن سنة 1966 بهدف العلاج، حيث جلست امرأة على مسافة خمسة امتار مني في صالة الفندق الذي أقمت فيه. وحين رأتني أقرأ صحيفة عربية سألتني ما إذا كنت عربياً..؟ فأجبتها بنعم.. فسألتني ثانية: هل تحب عبد الناصر..؟ فقلت لها الإجابة على هذا السؤال تفرض أن تجلسي بجانبي أو أن أجلس بجانبك. هنا سأل صدام: من تحرك للجلوس بجانب الآخر..؟ فأجبته أنا.

قلت لصدام سألت السيدة عمن تكون..؟ فقالت أنا المانية أعمل كخبيرة في البوليس السري في السعودية. وأنا الآن ضمن وفد في لندن برئاسة وزير الداخلية السعودي الأمير فهد بن عبد العزيز (الملك الحالي) وذلك في مهمة خطرة جداً عن شخص عبد الناصر. والأوراق المتعلقة بذلك هي تحت اطلاعي.

وبدوري سألت السيدة الألمانية قائلا: أنا عربي قد أكون أحب عبد الناصر، ولكني أريد أن اسألك باعتبارك المانية من بلد حر، ما هو رأيك في عبد الناصر..؟ فأجابت نحن نقدر عبد الناصر ونحترمه، لكننا نكرهه.

< سألني صدام كيف يقدرون عبد الناصر ويحترمونه، ويكرهونه في ذات الآن..؟

قلت له: لقد اجابت على السؤال قائلة نحن نقدره لأنه رفع شعار مواجهة النفوذ الغربي في الوطن العربي، وكان صادقا في شعاره، ولو لم يكن صادقا لما رفع هذا الشعار، وهو ما يعرضه لخطر الغرب كله، وإلا لكان بقي مثل الرؤساء الآخرين «يقعد ويسكت».

فهم صدام المقصود وابتسم، لأن هذا معناه أن العدوان الثلاثيني سببه أنه زعيم عربي يحارب الاستعمار. وبدوري انتهزت فرصة ابتسامته، واستأذنته بالانصراف.

لدى مغادرتي مكتب صدام، كنت أتحسب من احتمال أن يتم احراجي عبر محاولة اعطائي نقودا. وقلت لنفسي، إن جربوا ذلك يكون صدام غبيا، وإن لم يجربوا يكون صدام ذكيا. وقد كان كذلك.

محاكمة قادة النظام السابق

< هذا الرجل الذكي الذي احتمل نقدك له ولم يتخذ أي اجراء ضدك.. كيف تنظر الآن إلى محاكمته..؟

ـ لا شك في أن أي انسان يتولى سلطة يكون لديه نوعان من الحساب.. سياسي عبر الانتخاب، وهذا لم يكن متوافراً، أو اسقاط بالقوة، وهنا يكون الحساب مختلفا.. قتل أو محاسبة قانونية عبر الإحالة لمحكمة، وهذا أمر طبيعي جداً. والمحاكمة هي التي تبرىء أو تجرم، في ضوء الأدلة المتوافرة. وما يطلب أن تكون الأدلة قطعية، وأن تكون المحاكمة عادلة وعلنية، وأن يكون له الحق في توكيل محام يترافع عنه. وقد تم جمع الأدلة بالنسبة للاثني عشر مسؤولا سابقا الذين مثلوا أمام قاضي التحقيق، وبعض الأدلة موثقة.

< هل هنالك ما يدين طارق عزيز بالإجرام..؟

ـ لا. المحاكمة لن تنصب على اسباب التعاون مع صدام، أو عضويته في حزب البعث أو قيادة الحزب. المحاكمة تتم على ارتكاب فعل معين يعاقب عليه القانون، ولابد من وجود وقائع محددة.

< هل لديكم معلومات تجرم طارق عزيز..؟

ـ لا. معلوماتي تفيد بأن طارق عزيز لم يرتكب جريمة محددة، لكنه سياسيا مسؤول. لقد كان يعلم عن حدوث هذه الجرائم.

< فيما يخص حلبجة.. تقرير المخابرات الأمريكية الذي أعد عن الكارثة التي تعرضت لها يؤكد أن الأسلحة الكيماوية التي اصابت سكانها كانت ايرانية لا عراقية، وكان الطرفان استخدما أسلحة كيماوية في معركة جرت بجوار البلدة..؟

ـ نعم.

< ما دمتم تعلمون الحقيقة، فكيف تتهمون صدام حسين وعلي حسن المجيد بضرب حلبجة بالأسلحة الكيماوية.

ـ لسنا نحن الذين نتهم. توجد شكوى بحقهما، وعلى محاميهما اثبات براءتهما أمام المحكمة. الجهة السياسية العراقية لا علاقة لها بهذا الموضوع. توجد شكاوى مقدمة من مواطنين أكراد للمحكمة. وكذلك توجد شكاوى مقدمة من عرب في المناطق الوسطى والجنوبية.

< قيل أن المحاكمات ستجرى قبل الانتخابات الأمريكية، فلم أجلت حتى الآن..؟

ـ لم يكن مقصوداً تاريخا بذاته.

< قيل أنه كان يراد خدمة بوش انتخابيا بهذه المحاكمات..؟

ـ لا.. ليس صحيحا. هذا التصور غير موجود. والأمريكان ليسوا اصحاب القرار في كل صغيرة وكبيرة في العراق.




الشرق ق / أوافق على الطالباني رئيساً للعراق واستقلال الأكراد بدون كركوك لكنهم لا يستطيعون

نتائج الانتخابات عرقلت توافقا مسبقا على تعيين الباجه جي رئيسا للبرلمان لعدم فوزه

اختطاف الأجانب طغى على المقاومة الحقيقية والأمريكان يعطلون تشكيل الجيش والشرطة الجديدين

القائمة الائتلافية طائفية والسيستاني يرفض ولاية الفقيه في العراق وإيران وينفي تأييده لقائمة الحكيم

الشيعة متهاونون إزاء الفيدرالية والسنة يرفضونها بأعصاب مشدودة.. رموز شيعة فقط يطالبون بها

الوزير عادل عبد المهدي طعن بعمالة الشعلان للأمريكان في اجتماع للحكومة مكذبا اتهاماته لإيران

طارق عزيز لا أدلة تدينه بارتكاب جرائم والقضاء يبرىء صدام من ضرب حلبجة بالكيمياوي

حاوره في البحر الميت: شاكر الجوهري :

تجلت بشكل غير اعتيادي وهو يبلغ الشرق بأن تأجيل اعلان نتائج الانتخابات العراقية هو لعبة هدفها الابقاء على اياد علاوي رئيسا للوزراء. ذاك هو مالك دوهان الحسن وزير العدل العراقي الذي كشف كذلك عن توافق سبق اجراء الانتخابات يقضي بانتخاب جلال الطالباني رئيسا للعراق، وعدنان الباجه جي رئيسا للمجلس الوطني، على أن يتولى أحد اقطاب القائمة الائتلافية رئاسة الوزراء.

بذات الصراحة يتهم الحسن الهيئة المشرفة على الانتخابات بأنها لم تكن محايدة في عملها. ويقول إنه وآخرين في الحكومة لا يعرفون من الذي عينها واختار أعضاءها. ويورد مثالا على عدم حيادها يتمثل في اختيارها16 مشرفا في مركز اقتراع واحد جميعهم ينتمون لحزب ديني واحد يرفض تحديده حتى لا يدخل في مشاكل مع العمائم. لكنه لا يتردد في وصف القائمة الائتلافية بالطائفية. ويكشف في ذات الآن عن أن السيستاني ابلغه أنه يرفض ولاية الفقيه في العراق وفي غير العراق، وذلك في اشارة إلى ايران.

ويكشف لـ«الشرق» عن أنه أبلغ الطالباني صراحة بأن الأكراد لا يستطيعون الاستقلال لتعارض ذلك مع المعادلات الاقليمية والدولية. ويقول إن الطالباني أيده في ذلك قائلا إنهم يطرحون قضية الاستقلال من أجل الاستهلاك المحلي..!

وبكل صراحة يقول إنه يعلم بعدم وجود اثباتات تدين طارق عزيز بارتكاب جرائم.. كما أنه يوافق على عدم مسؤولية صدام حسين أو العراق عن ضرب حلبجة بالأسلحة الكيماوية، لكنه يقول إن تبرءتهما هي مسؤولية القضاء، ما دامت هناك شكاوى مقدمة بحقهما.

ويرفض الحسن فكرة الفيدرالية، ويقول، وهو الشيعي، إن الشيعة متهاونون ازاءها، وبعض اقطابهم يطرحها، فيما يرفضها السنة بأعصاب مشدودة.

هنا نص الحوار الذي أجري مع الحسن على هامش مشاركته في مؤتمر الإدارة الرشيدة في خدمة التنمية في البلدان العربية الذي انعقد في البحر الميت:

< لماذا تأخر اعلان نتائج الانتخابات العامة العراقية حتى الآن..؟ وما تقييمكم لتجربة الانتخابات..؟

ـ ليست لدى حتى الآن معلومات مؤكدة فيما يخص نتائج الانتخابات عدا النتائج التقريبية التي ظهرت بالنسبة للقائمة الائتلافية والقائمة العراقية. أما بقية القوائم، فلا معلومات لدي بشأنها حتى الآن.

< بالمناسبة، لم فضلت خوض الانتخابات بقائمة تخصك، ولم تأتلف مع إحدى القوائم القوية..؟

ـ الحقيقة أنه حدث نقاش دار حول امكانية تشكيل قائمة موحدة لكل الشعب العراقي. وقد بحثت هذا الأمر مع الدكتور اياد علاوي الذي طلب مني عقد اجتماع مع جلال الطالباني زعيم الاتحاد الديمقراطي الكردستاني، ثم حدث لقاء مع الدكتور برهم صالح نائب رئيس الوزراء. غير أن تشكيل الائتلاف الموحد صادفته مشاكل في مقدمتها من يكون في رأس القائمة.

وأذكر أن السيد عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق دعانا في رمضان إلى مائدة إفطار، وطرح فكرة تشكيل قائمة موحدة، فأجبته بأننا لا نشارك في قائمة دينية.. رد علي بأن قائمتهم ليست دينية، إنما هي قائمة مفتوحة يشكل المستقلون نصف اعضائها والبقية تتشكل من احزاب مؤتلفة.

< وهل هذا صحيح..؟

ـ هذا ما قاله هو.

الحقيقة إنني وجدت أن هذه القائمة مشكلة من ألوان مختلفة، وأن الصبغة الطائفية تكسوها، ولذلك اعتذرت له عن عدم الاشتراك فيها. وقلت له إنني أحبذ تشكيل قائمة عراقية موحدة، وفي هذه الحالة يمكن التفكير في الانخراط فيها.

على كل، حين درسنا الأمر وجدنا أن هذه القائمة تطغى عليها الصبغة الطائفية، حيث إن تشكيلتها تتسم بالطائفية، ولذلك قررنا تشكيل قائمة مستقلة.

< صبغة طائفية دينية أم سياسية..؟

ـ الحقيقة أنه لا يوجد في العراق صبغة طائفية سياسية. هي صبغة طائفية دينية.. أي أن تأتي مجموعة للحكم بهدف تطبيق الدين الإسلامي. أما الصبغة السياسية فهي أن تأتي للحكم دون التزام بتطبيق قواعد الدين الإسلامي بشكل ضيق.

نحن وجدنا أن من شأن هذه التشكيلة اعطاء صبغة طائفية للانتخابات، وهذا ما لا نقره.

< بالفعل، فإن القائمة الائتلافية تطالب الآن بتطبيق الشريعة الإسلامية في العراق. ما رأيكم..؟

ـ اطلعت على تصريحات بهذا الخصوص قالت انها تريد أن يكون الإسلام هو المصدر الأول للتشريع. أي أن هناك مجالاً لمصادر أخرى.

بالطبع، هذا كلام يمكن أن يخضع للمناقشات عندما تناقش مواد الدستور، وقد يتم التوصل إلى صيغة مشتركة مرضية لكل الناس.

نحن ليس لدينا مانع أن ينص الدستور على أن دين الدولة الرسمي هو الإسلام. أما إذا قالوا إن الإسلام هو المصدر الأول للتشريع فهذا يعني أنك لا تستطيع أن تسن تشريعا إلا بعد أن تستنفد ما هو موجود في الشريعة الإسلامية، فإن لم تجد نصا تذهب للمصادر الأخرى.

< وقد تتولى المراجع والمجتهدون ابتكار نصوص تتماشى مع الشريعة..؟

ـ (ضحك).. ممكن.

اعتقد أنه يمكن التوصل إلى صيغة ترضي جميع الأطراف العراقية.

الهيئة المشرفة على الانتخابات

< توجد الآن اعتراضات من قبل اهالي بعض المناطق، كما هو الحال بالنسبة لمنطقة سهل نينوى من أن صناديق الاقتراع لم ترسل لمنطقتهم، وبالتالي فهم لم ينتخبوا..

ـ هذا صحيح. وهذه مسؤولية الهيئة المشرفة على الانتخابات التي لم نعرف حتى الآن من انتخبها، وكيف شكلت.

< من الذي لم يعرف بعد..؟ أنت أم الحكومة في مجملها..؟

ـ أنا لا أعرف، وقد سألت آخرين فوجدت أنهم أيضا لا يعرفون.

< من هم الآخرون..؟ هل من بينهم رئيس الوزراء..؟

ـ ربما يكون رئيس الوزراء يعرف، لكنه حتى الآن لم يخبرنا أحد كيف تم اختيار اعضاء الهيئة التي أشرفت على الانتخابات، ولماذا..؟

غالبية الأحزاب التي شاركت في العملية الانتخابية لا تعرف من هي الجهة التي اختارت هؤلاء.

< هل لك اعتراض على تشكيلة هذه الهيئة..؟

ـ المفروض أن تشرف الأمم المتحدة على الانتخابات. وكنا نعتقد أن هذه الهيئة قد تكون محايدة.. لم نفترض سوء النية. وقد ظهرت أثناء التطبيق اخطاء تدل على عدم وجود حياد لدى هذه الهيئة بدليل أن مركزا انتخابيا معينا تولى الإشراف على الاقتراع فيه ستة عشر شخصا ينتمون إلى حزب واحد.

< أي الأحزاب هو..؟

ـ حزب ديني.

< هل هو المجلس الأعلى للثورة الإسلامية..؟

ـ حزب ديني.. لا تدخلني في مشاكل مع «العمائم». (ضحك).

هذه حقيقة. نحن نوصل الناخبين إلى مراكز الاقتراع بالسيارات، ونعد لهم طعام الغداء والعشاء، وحين يصلون إلى مراكز الاقتراع، وهم في غالبيتهم أميون، يقولون للموظف المشرف نريد قائمة مالك دوهان الحسن، فيطلب منه الموظف وضع اشارة مقابل القائمة (169 الائتلافية)..!

< جرت الانتخابات وفقا لما يعرف الجميع. ما هو العلاج بالنسبة للمناطق التي لم تصلها الصناديق، وبالنسبة للمناطق التي قاطعت..؟

ـ حسب معلوماتي أن هذه المشكلة مثارة الآن.. وأعتقد أنه سيترتب على اعتراض الناخبين اجراء انتخابات في المناطق التي لم تصلها صناديق الاقتراع.

هذا اعتقادي الشخصي، ولا أعرف إن كان سيحدث هذا فعلا أم لا.

وبالمناسبة، فإن التصويت لم يتم على اساس طائفي في جميع المناطق. وأطرح لك مثالا أنه في الحلة لم يتم التصويت على أساس طائفي، وانما على أساس تأثير عاطفي ديني باعتبار أن (آية الله علي) السيستاني يريد هذه القائمة. التصويت للقائمة (169 الإئتلافية) لم يتم على أساس سني وشيعي، وإنما على أساس أن الذي لا ينتخب هذه القائمة يدخل النار (ضحك).

الطالباني رئيسا للعراق

< ما هي توقعاتك بعد اعلان نتائج الانتخابات. الأكراد متفقون الآن على ترشيح جلال الطالباني رئيسا لجمهورية العراق. كما أن هناك احاديث عن أنهم يريدون رئاسة الوزراء، فيما تريد القائمة (169 الائتلافية) رئاسة الوزراء لأحد اعضائها، ما يدفع باتجاه أن يكون الحل التوافقي في الإبقاء على علاوي رئيسا للوزراء.

هل تقبلون برئيس أو رئيس وزراء كردي، علما أن هذا سبق وأن حدث في سوريا، ولكن ليس على أساس توزيع المقاعد على أسس طائفية أو عرقية، كما أن اكرادا تولوا سابقا رئاسة الوزراء في العراق..؟

ـ بالنسبة للعراق فإن المناصب تعطى للجميع.. عرباً وأكراداً.. سنة أو شيعة، دون تفرقة. ولم يكن أحد يعترض على ذلك. وقد كان هناك جمال بابان الكردي رئيسا لوزراء العراق في العهد الملكي.

مذهب أو عرق رئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء بالنسبة لي لا يقدم ولا يؤخر، ما دام عراقيا يكسب ثقة البرلمان. لكني سمعت بأن الطالباني يعتزم الترشح لرئاسة الجمهورية على أن يكون رئيس البرلمان عدنان الباجه جي.

< لكن الباجه جي لم يفز بعضوية البرلمان..؟

ـ تم تداول ذلك قبل صدور النتائج، وأن يظل علاوي رئيسا للوزراء، وعندما اتضحت اتجاهات التصويت انقلبت هذه المعادلة.

الآن اصحاب القائمة الفائزة يطرحون ثلاثة اشخاص ليكون احدهم رئيسا للوزراء.. حسين الشهرستاني، عادل عبد المهدي وابراهيم الجعفري.

ولكن، حين ظهرت النتائج بهذا الشكل لم أعد أعرف على ماذا سيكون الوضع. لا معلومات لدي حتى الآن.

< السؤال لا ينصب على تعيين كردي رئيساً للجمهورية، انما ينصب على تعيين شخص جلال الطالباني.. هل توافقون على تعيين الطالباني رئيسا للجمهورية..؟

- لا يوجد لدي مانع إطلاقا.

أسلحة الجيش العراقي

< إلى أي حد أنتم متفائلون بإمكانية تشكيل جيش قوي..؟

ـ أنا متفائل جداً، لكن الأمر يحتاج إلى وقت. ربما يحتاج إلى سنة ليصبح لدينا جيش جيد.

< لقد مضى الآن قرابة السنتين منذ سقوط نظام الحكم السابق، وحل الجيش العراقي..؟

ـ الحقيقة إنني حين توليت وزارة العدل وجدت أن الوضع سييء جداً، وأن تشكيل الجيش بطيء جداً، وأنه توجد عدة معوقات. وذات الأمر ينطبق على تشكيل قوات الشرطة وتسليحها. وقد كانت هذه المعوقات من الجهة الأمريكية بالذات.

أرفض الفيدرالية

< ما هو المتفق عليه بشأن الفيدرالية..؟ هل هي فيدرالية تجمع العرب والأكراد، أم هي فيدرالية تقسم العراق على اساس طائفي، كما يطرح الآن من قبل أحمد الجلبي وآخرين..؟

< يوجد قانون ادارة الدولة الذي يسمح لكل ثلاث محافظات أن تستخدم حق الفيتو على أي تشريع أو ما شابه. وأنا اسمي هذا القانون بـ«الكتاب المقدس»..! لأنه كلما تقول لهم إن هذا القانون يتضمن أخطاء كثيرة، حتى اخطاء دستورية، يقولون لنا هذا نص لا تجوز مناقشته أو تعديله. «يابا هو كتاب مقدس..؟!».

< ما هي الأخطاء الموجودة في هذا القانون..؟

ـ اهمها نقطتان رئيسيتان اولاهما أنه حين يطرح الدستور للإستفتاء العام، ويوافق عليه الشعب العراقي بأكثرية51 بالمائة، لا يعتبر مصادقاً عليه إذا اعترض عليه ثلثا المصوتين في ثلاث محافظات.

وقد حدث نقاش حول هذه المسألة في مؤتمر المصالحة الوطنية الذي انعقد في اربيل، وقد اوضحت رأيي بشكل جلي، فرد عليّ أحد المشاركين قائلا إنه يعبد المادة61 التي نصت على ذلك، وشكلت ضمانات للأقليات. وأجبته قائلا أنا أكره حرف في اللغة العربية بالنسبة لي هو الحرف (ج) لأنه وضع نصا يتعارض مع مبدأ الديمقراطية، وأعني بذلك الفقرة (ج) من تلك المادة، ذلك أننا لو افترضنا أن ثلاث محافظات تعد مليونين أو اربعة ملايين مواطن صوت ثلثا سكانها ضد الدستور، فإنهم يستطيعون وقفه بالضد من ارادة بقية الناخبين وعددهم اثني عشر مليونا، ذلك أن الذين يحق لهم الإقتراع في العراق هم اربعة عشر مليونا ونصف المليون. ليس معقولاً، ولا دستوريا ولا منطقيا أن تفرض الأقلية قرارها على الأغلبية.

مكاسب الأكراد

< ما علمته أن الحزبين الكرديين الرئيسيين متفقان على ضرورة الإبقاء على المكاسب التي حققوها في قانون ادارة الدولة في الدستور المقبل، وإلا فإنهم لن يقبلوا بأي دستور لا يتضمنها..؟

ـ لقد قلت لجلال الطالباني بكل صراحة إنه إذا تزمت الأكراد في آرائهم مستغلين قوتهم الانتخابية، فليس لدي مانع من أن يعلنوا استقلالهم. ولدي اثبات على أنهم لا يريدون هذا (الاستقلال).

هم لا يستطيعون الاستقلال، لقد كانوا يلحون على قضية مدينة كركوك وضرورة اتباعها لإقليم كردستان. وقد رويت للطالباني أن عبد الرحمن البزاز رئيس وزراء العراق في الستينيات دعاني يوما حيث التقاني في وزارة الخارجية، ووجدت لديه تسع شخصيات عراقية أخرى اختارهم وفقا لحسابات تجعلهم يمثلون تشكيلة المجتمع العراقي من بينهم المرحوم عبد الوهاب الجومرد.

تابعت روايتي للطالباني قائلا إن البزاز سأل وزير الدفاع الذي كان يجلس بجانبه هل الطائرة المروحية جاهزة..؟ فأجابه نعم سيدي. وعندما سألت البزاز ما حكاية الطائرة المروحية، فأجابني قائلا «والله اليوم تروحون تتعشون» عند الملا مصطفى البرزاني، باعتباركم وفدا شعبيا. لقد تم اتفاق بينه وبين الحكومة، وهو يريد أن يستقبل وفدا شعبيا عربيا يؤيد الاتفاق ويباركه.. فقط «قومة وقعدة»، ولا يوجد أي كلام.

يومها علق المرحوم الجومرد متسائلا: هل نحن ذاهبون في جاهة لخطبة عروس..؟! واضاف أن هذه عملية كبيرة ومفاوضات واتفاقيات.. هل نذهب نحن مثل العميان على «قومة وقعدة»..؟! وسأل الجومدو: هل الجماعة موافقون على هذه العملية..؟

اجابه البزاز ايران وتركيا موافقتان . اعاد عليه الجومرد، وهو وزير خارجية عام 1958، اسأل عمن هم أكبر من ايران وتركيا..؟ البزاز، بدلاً من أن يقول موافقون، استخدم تعبيراً آخر قائلا «احيطوا علما بالموضوع».

وقلت للطالباني، إذا كانت المطالب «اللي هالقدها» (تعبير يدل على الصغر) يتوجب حصول موافقة من هم أكبر من الجيران عليها، فماذا عن استقلال كردستان..؟ والآن كم من الموافقات تحتاج اضافة كركوك للفيدرالية..؟

وتابعت قائلا للطالباني.. هذا لا يصير، فلم تطالبون به..؟ اجابني هذا للاستهلاك المحلي..! فأجبته، أنا شخصيا لا مانع لدي في اعلان استقلال الأكراد، لكن كركوك لا تدخل في الدولة الكردية. وعندما اقول إن كركوك لا تدخل ضمن الدولة الكردية، فليس هذا لأن لدي قوة أكبر، ولكن لأني أعتقد بأن القوى المجاورة لا تسمح بإعطاء كركوك لكم. خذوا كردستان بدون نفط وعيشوا. مستحيل يتمكنوا من أخذ كركوك نظرا للتوازن الموجود في المنطقة.. ايران وتركيا لا تقبلان، ثم إن تعداد العرب والتركمان في كركوك أكثر من الأكراد.

< الآن هم مصرون على ابعاد مائتي ألف عربي اسكنهم صدام حسين في كركوك ويطالبون بإعادة ما يقولون إنه ثلاثمائة ألف كردي ومائة ألف تركماني للمدينة ويقولون إن صدام هجرهم منها.. فماذا عن وجود مليون كردي في بغداد..؟

ـ العراقي يسكن داخل العراق حيثما يشاء، أما إذا هجر بالقوة فتلك مسألة أخرى، لكنهم إذا حسبوا الفيدرالية على اساس جغرافي فليأخذوا الأكراد الموجودين في بغداد وغير بغداد.

لا يستطيعون الاستقلال

< اجري تصويت موازٍ في كردستان على استقلال الإقليم قيل إن ثمانين بالمائة من الأكراد صوتوا فيه لصالح الاستقلال. ما خطورة ذلك..؟ وما إمكانية توافر آليات تنفيذية لتحقيقه..؟

ـ هذا يعبر عن رغبة الشعب الكردي بالاستقلال، أنا لا مانع لدي في هذا. ليستقلوا. نحن نحب الشعب الكردي، وإذا كانت رغبتهم هي الاستقلال فليستقلوا، ولكن كركوك ليست لهم.

< نتائج الانتخابات العراقية هل تشجع الشيعة في دول الجوار على المطالبة بحقوقهم..؟

< هذا يعيدنا إلى مؤتمر الإدارة الرشيدة لخدمة التنمية في الدول العربية الذي نشارك فيه الآن، ويتناول الإصلاح الإداري.. الواقع أن عنوان الإدارة الرشيدة قد يكون منطبقا على حيثيات المؤتمر، لكنه كيف يمكن تحقق الإدارة الرشيدة إذا كانت الحكومات لا تؤمن بذلك..؟

الترشيد يجب أن يبدأ بالسلطة السياسية، ومن ثم ترشيد الإدارة. وبعكس ذلك، فإن ما يجري هو عملية ترقيع. بالتأكيد لا يمكن اصلاح الجهاز الإداري بالشكل المطلوب إذا لم يكن هناك اصلاح في الجهات الأعلى منه، وهي تركيبة النظام السياسي.

< إذن أنت تطالب بهذا في دول الجوار العراقي..؟

ـ ليس فقط، بل في كل دول العالم. لا بد من اعادة النظر في تركيبة الأنظمة السياسية بشكل جذري.

ولاية الفقيه

< اعتناق قادة القائمة الائتلافية الفائزة لنظرية ولاية الفقيه، إلى أي حد يهدد استقلالية القرار السياسي العراقي طالما أن الفقيه هو علي خامنئي مرشد الثورة الإيرانية..؟

< في ما يتعلق بولاية الفقيه في العراق، فهذه مسألة مستبعدة جداً.

لقد سألت آية الله السيستاني شخصيا: هل تؤمن بالنظام الإيراني كنظام صالح لحكم العراق ضمن نظرية ولاية الفقيه..؟ اجابني أنه شخصيا لا يؤمن بولاية الفقيه، وليس كل الشيعة يؤمنون بولاية الفقيه.

< اغلبية المراجع في ايران لا تؤمن بولاية الفقيه، لكن هذا هو النظام القائم في ايران..؟

< اسمح لي.

قال السيستاني «أنا لا أؤمن بولاية الفقيه لا في العراق ولا في غير العراق».

سألته أيضا: هل تؤيدون حزبا دينيا..؟ اجابني بأنه لا يؤيد أي حزب ديني. قلت له إن هناك من يدعي أنكم تؤيدونه، قال لي كذّب ذلك على لساني وأنا اؤيدك. وختم قائلا: كنت أتمنى لو حضر معك الجميع وليس وحدك ليسمعوني. كنت أتمنى أن يأتي معك ممثلون لجميع الأطياف العراقية.. مثقفون.. سنة وشيعة وأكراد وآشوريون..الخ.. لأحملهم مسؤولية المرحلة الحاضرة التي تستدعي اجراء انتخابات جمعية وطنية تضع الدستور. وهم إن قصروا في ذلك، فإن الأجيال القادمة سوف تلعنهم في المستقبل.

هذا ما قاله السيستاني مباشرة.

كذلك، فقد التقيت مع عبد العزيز الحكيم، وأفهمته ما قاله السيستاني. وقلت له إنكم قد تحصلون على الأغلبية في الانتخابات، لكن هذه الأغلبية قد تغركم وتجعلكم في وضع متشنج باعتباركم تملكون الأغلبية البرلمانية، وتوظفوها في التصويت لصالح وجهات نظركم، ومن يقبل يقبل ومن لا يقبل لا يقبل، وليذهب لشأنه. وأضفت له إن أي انسان يملك قوة إن لم يوظفها من أجل خير المجموع، فأعتقد بأن قوته لن تدوم. ولذلك، أعتقد أنه يجب أن تدركوا أن هذه القوة التي قد تحصلوا عليها في الانتخابات، يجب ألا تعتبرونها قوة كافية إن لم تنظروا لمحيط العراق. وكنت صريحا أيضا مع الأحزاب السنية. وقلت للحكيم إن العراق محاط بمحيط سني، فإذا استخدمتم الطائفة الشيعية كأكثرية من أجل أن تستولوا على السلطة وحدكم، فإن قوتكم ستكون ضعيفة، وستكون جزءا بسيطا من البحر العراقي، ويجب أن تفهموا ذلك وتتعاملوا على هذا الأساس. وقد اقتنع.

لذلك أقول لك إنهم لديهم قناعة الآن بأن يتعاملونا كمواطنين في نظام حديث ليس فيه صبغات دينية من التي موجودة في أي بلد من البلدان الأخرى.

< ألهذا السبب لا يطرح الحكيم نفسه رئيسا للوزراء..؟

ـ نعم. إنه لا يطرح نفسه. وهم يرشحون الآن عادل عبد المهدي، وأنا اعرفه منذ كان طالبا منتميا لحزب البعث. وطروحاته في مجلس الوزراء الآن هي مثل طرح أي مثقف. ومرة انفعل وأعلن كفره بالحزبية.

كانت تحدث مساجلات بينه وبين حازم الشعلان وزير الدفاع فيما يتعلق بتصريحاته عن التدخل الإيراني والتدخل السوري. ذات مرة اورد الشعلان مثالا على التدخل الإيراني، فناقشه عبدالمهدي قائلا إن هذا غير ممكن من الناحية المنطقية. كان الشعلان قد ذكر أن المخابرات قبضت على شخص ايراني يحمل علبة مملؤة بالسم يريد أن يسمم بها مياه الشرب في الديوانية، فرد عليه عبد المهدي قائلا أليست ايران شيعية وكذلك أهالي الديوانية..؟ لماذا يسممون مياه الديوانية..؟ واضاف قائلا أعتقد بأن كلامك هذا موحٍ به من جهة امريكية. وهكذا طعن عبد المهدي بالشعلان باعتباره عميلا امريكيا.

< ماذا يمثل الشعلان حزبيا..؟

ـ هو مستقل وخاض الانتخابات على قائمة غازي الياور رئيس الجمهورية.

من جهتي قلت لهم إنه لا مصلحة لنا الآن بأي تشنج في العلاقات مع ايران أو سوريا أو أي جار. نحن الآن بلد ضعيف محتل، ويجب أن تكون علاقتنا متوازنة مع كل دول الجوار العربية وغير العربية. إذا كانت لدينا مشاكل معينة يفترض أن نتفاوض بشأنها، وأن يجرى حوار هادىء، وإذا رأينا أن هناك تجاوزات، دون أن تكون لدينا قدرة على مقاومتها، فعلى الأقل يجب أن نضبط الوضع إلى ما بعد اجراء الانتخابات وتشكيل حكومة منتخبة، ويصبح لدينا جيش، وعندئذ نتخذ المواقف التي تقررها مصلحة العراق.

لعبة تأخير نتائج الانتخابات

< اياد علاوي، ما احتمالات أن يبقى رئيسا للوزراء كحل وسط..؟

ـ توجد الآن لعبة جديدة. أنا أعتقد بأن تأخير اعلان نتائج الانتخابات يصب في اتجاه ترتيب بقاء الوضع كما هو الآن لجهة تشكيلة الحكومة، مع ادخال تعديلات بسيطة تستدعيها نتائج الانتخابات.

< وهل يقبل الفائزون بهذا..؟

ـ هذا يتوقف على موقف الفائزين. وحتما ستكون هناك مفاوضات مع الفائزين. وأعتقد أن الأميركان سيتدخلون في هذا الاتجاه.

لقاء مع صدام

< ماذا جرى في لقائك مع صدام..؟

ـ حين سمح لي بدخول مكتب صدام، كان في انتظاري واقفاً على مبعدة ثلاثة امتار من باب المكتب الذي يبلغ طوله قرابة تسعة امتار.

تصافحنا وجلسنا، ولم يبدأ الرئيس بالكلام، مما جعلني أبدأ أنا الحديث قائلا «مبين عليك سيادة الرئيس تعبان». اجاب قائلا «والله قضايا كثيرة تتعب الإنسان اهمها القضية الفلسطينية والغوغاء والعدوان الثلاثيني».

لم انتظر انتهاءه من حديثه، وقلت له «هذه النقاط التي اثرتها سيادتك لي بشأنها رأي سابق منذ فترة طويلة». قال نسمع.. قالت له «إن القضية الفلسطينية ليست قضية فلسطينية لكنها عربية والفلسطينيون كانوا ضحية القضية العربية». وكان رأيي مطابقا لرأيه لهذه الجهة.

فيما يتعلق بقضية «بالغوغاء» قلت له «لقد كنت خارج بغداد في منطقة ريفية، وكنت أرى العراقيين وهم يمرون بجواري منفعلين جداً، وثائرين بالمعنى الفني لكلمة ثائر، ضد النظام، وكل من يقول لك إن ايرانيين تسللوا للعراق وحرضوا للقيام بهذه العملية، أقول لك أنني شاهد عيان على عدم صحة ذلك». واوردت له ما سبق أن قاله لي ذات مرة المرحوم ناجي شوكت من أن العراقي يتميز بأنه وطني وذكي. وقلت له إن الشعب العراقي قاوم 41 يوما القصف الجوي الهائل بدون ماء ولا طعام ولا مواصلات ولا تدفئة ولا انارة في سبيل أن يحصل على اطلالة على البحر، وذلك فيما يتعلق بالكويت، وإذ به يفاجأ بانسحاب الجيش العراقي تحت وابل القنابل الأمريكية. واضفت إن شعبا وطنيا وذكيا كان يجب أن يثور..!

هنا تغير وجه صدام كلية. لكني، قبل أن يصدر عنه أي ردة فعل، تابعت قائلا: أما فيما يتعلق بالعدوان الثلاثيني، فإجابتي عليه تتمثل فيما سأرويه لك عن رحلة شخصية قمت بها للندن سنة 1966 بهدف العلاج، حيث جلست امرأة على مسافة خمسة امتار مني في صالة الفندق الذي أقمت فيه. وحين رأتني أقرأ صحيفة عربية سألتني ما إذا كنت عربياً..؟ فأجبتها بنعم.. فسألتني ثانية: هل تحب عبد الناصر..؟ فقلت لها الإجابة على هذا السؤال تفرض أن تجلسي بجانبي أو أن أجلس بجانبك. هنا سأل صدام: من تحرك للجلوس بجانب الآخر..؟ فأجبته أنا.

قلت لصدام سألت السيدة عمن تكون..؟ فقالت أنا المانية أعمل كخبيرة في البوليس السري في السعودية. وأنا الآن ضمن وفد في لندن برئاسة وزير الداخلية السعودي الأمير فهد بن عبد العزيز (الملك الحالي) وذلك في مهمة خطرة جداً عن شخص عبد الناصر. والأوراق المتعلقة بذلك هي تحت اطلاعي.

وبدوري سألت السيدة الألمانية قائلا: أنا عربي قد أكون أحب عبد الناصر، ولكني أريد أن اسألك باعتبارك المانية من بلد حر، ما هو رأيك في عبد الناصر..؟ فأجابت نحن نقدر عبد الناصر ونحترمه، لكننا نكرهه.

< سألني صدام كيف يقدرون عبد الناصر ويحترمونه، ويكرهونه في ذات الآن..؟

قلت له: لقد اجابت على السؤال قائلة نحن نقدره لأنه رفع شعار مواجهة النفوذ الغربي في الوطن العربي، وكان صادقا في شعاره، ولو لم يكن صادقا لما رفع هذا الشعار، وهو ما يعرضه لخطر الغرب كله، وإلا لكان بقي مثل الرؤساء الآخرين «يقعد ويسكت».

فهم صدام المقصود وابتسم، لأن هذا معناه أن العدوان الثلاثيني سببه أنه زعيم عربي يحارب الاستعمار. وبدوري انتهزت فرصة ابتسامته، واستأذنته بالانصراف.

لدى مغادرتي مكتب صدام، كنت أتحسب من احتمال أن يتم احراجي عبر محاولة اعطائي نقودا. وقلت لنفسي، إن جربوا ذلك يكون صدام غبيا، وإن لم يجربوا يكون صدام ذكيا. وقد كان كذلك.

محاكمة قادة النظام السابق

< هذا الرجل الذكي الذي احتمل نقدك له ولم يتخذ أي اجراء ضدك.. كيف تنظر الآن إلى محاكمته..؟

ـ لا شك في أن أي انسان يتولى سلطة يكون لديه نوعان من الحساب.. سياسي عبر الانتخاب، وهذا لم يكن متوافراً، أو اسقاط بالقوة، وهنا يكون الحساب مختلفا.. قتل أو محاسبة قانونية عبر الإحالة لمحكمة، وهذا أمر طبيعي جداً. والمحاكمة هي التي تبرىء أو تجرم، في ضوء الأدلة المتوافرة. وما يطلب أن تكون الأدلة قطعية، وأن تكون المحاكمة عادلة وعلنية، وأن يكون له الحق في توكيل محام يترافع عنه. وقد تم جمع الأدلة بالنسبة للاثني عشر مسؤولا سابقا الذين مثلوا أمام قاضي التحقيق، وبعض الأدلة موثقة.

< هل هنالك ما يدين طارق عزيز بالإجرام..؟

ـ لا. المحاكمة لن تنصب على اسباب التعاون مع صدام، أو عضويته في حزب البعث أو قيادة الحزب. المحاكمة تتم على ارتكاب فعل معين يعاقب عليه القانون، ولابد من وجود وقائع محددة.

< هل لديكم معلومات تجرم طارق عزيز..؟

ـ لا. معلوماتي تفيد بأن طارق عزيز لم يرتكب جريمة محددة، لكنه سياسيا مسؤول. لقد كان يعلم عن حدوث هذه الجرائم.

< فيما يخص حلبجة.. تقرير المخابرات الأمريكية الذي أعد عن الكارثة التي تعرضت لها يؤكد أن الأسلحة الكيماوية التي اصابت سكانها كانت ايرانية لا عراقية، وكان الطرفان استخدما أسلحة كيماوية في معركة جرت بجوار البلدة..؟

ـ نعم.

< ما دمتم تعلمون الحقيقة، فكيف تتهمون صدام حسين وعلي حسن المجيد بضرب حلبجة بالأسلحة الكيماوية.

ـ لسنا نحن الذين نتهم. توجد شكوى بحقهما، وعلى محاميهما اثبات براءتهما أمام المحكمة. الجهة السياسية العراقية لا علاقة لها بهذا الموضوع. توجد شكاوى مقدمة من مواطنين أكراد للمحكمة. وكذلك توجد شكاوى مقدمة من عرب في المناطق الوسطى والجنوبية.

< قيل أن المحاكمات ستجرى قبل الانتخابات الأمريكية، فلم أجلت حتى الآن..؟

ـ لم يكن مقصوداً تاريخا بذاته.

< قيل أنه كان يراد خدمة بوش انتخابيا بهذه المحاكمات..؟

ـ لا.. ليس صحيحا. هذا التصور غير موجود. والأمريكان ليسوا اصحاب القرار في كل صغيرة وكبيرة في العراق.