عبدالغفور الخطيب
12-02-2005, 11:06 PM
الشهداء لا ينتظرون عفارم من أحد
إن من يقول أن الفلوجة دمرت هو مخطئ ، فالفلوجة ليست طوب وأبواب وشبابيك ، يسكنها أناس كباقي الناس ، بل هي عرين للأبطال المجاهدين وهي محطة كبرى للشهداء الذين يلتحقوا للصعود الى بارئهم مع الرسل والأنبياء والصالحين وهم الوحيدين الذي أجاز الدين أن يحسدوا على تلك المكانة.
عندما يتأمل البعيد والقريب محاولا تصنيف مشاعر أهل الفلوجة لما يحل بهم من آلام ، تتراص أمامه صور كثيرة كل صورة منها لا يتحملها جبل ، فزوجة تفقد زوجها وتقف أمام مسيرة حياتها المستقبلية مقلبة كفيها مؤلمة جدا ، وطفل اعتاد أن يرى والديه وسيدرب نفسه على عدم العودة لرؤيتهم مؤلم جدا أيضا ، وعائلة اعتادت أن تتجول في بيتها ، تأتي فلا تجده مؤلم جدا ، والصور كثيرة وأكثرها إيلاما هي ما تتعلق بمس الكرامة ، ومهما أطلقنا العنان لخيالنا فإننا لا نستطيع إدراج جزء يسير مما يتعرض له أهلنا هناك .
لكن كما هي شجرة التين تعطي أكلها دون أن تنتظر من أحد أن يشكرها ، وتتعرى في الشتاء دون أن تسأل عما يقال عنها تحت صنف العيب والغباء ، لأن تعريها هو جزء من دورة الحياة والعطاء . التلميذ فقط يقص أظافره ويحل واجبه لأن معلمه سيوبخه إن لم يفعل ذلك ، و يفرح عندما يقول له المعلم (عفارم) ، لكن العمالقة والأبطال الذين تحركهم نواميس السماء والشرف لا ينتظرون من أحد أن يأمرهم ، سيما أن ذاك الأحد سواء كان عربيا أم إسلاميا نام وكأن القضية لا تعنيه ، ويا ليت توقف عند ذلك بل مهد وسعى وساهم لما يجري في الفلوجة والعراق ، متناسيا دماء العراقيين التي سالت في فلسطين ومصر والأردن وسوريا ، وحيث أن تراب تلك الأمكنة رغم قدسية ترابها لكنه لا يزيد قدسية عن تراب العراق ، ولم تكن بطولات وتضحيات العراقيين مقتصرة على حكم دون غيره فهذه طباعهم منذ نبوخذنصر حتى اليوم .
ولأن قدرهم أن يهبوا الحياة لغيرهم وهكذا سيفعلون ، لم يمنوا يوما على أحد من أشقائهم بما عملوا من أجله ، وهذه صفة يحبها الله عز وجل ويذخرها من لا ينكر المعروف .
فلذلك إن من يقول أن الفلوجة دمرت فهو مخطئ ، فيذهب المال ويذهب الولد وتبقى ( الطروة) ، جيدة أو عاطلة ، وما أعطر طروتهم في الفلوجة وما أطيب ذكرهم ، وستخلف كل حصوة صغيرة بقيت من بيوت الفلوجة بناءا شامخا طيبا ، وستخلف كل عظمة أو خلية بطلا جديدا يقود الأمة نحو مستقبلها المشرق .
إن من يقول أن الفلوجة دمرت هو مخطئ ، فالفلوجة ليست طوب وأبواب وشبابيك ، يسكنها أناس كباقي الناس ، بل هي عرين للأبطال المجاهدين وهي محطة كبرى للشهداء الذين يلتحقوا للصعود الى بارئهم مع الرسل والأنبياء والصالحين وهم الوحيدين الذي أجاز الدين أن يحسدوا على تلك المكانة.
عندما يتأمل البعيد والقريب محاولا تصنيف مشاعر أهل الفلوجة لما يحل بهم من آلام ، تتراص أمامه صور كثيرة كل صورة منها لا يتحملها جبل ، فزوجة تفقد زوجها وتقف أمام مسيرة حياتها المستقبلية مقلبة كفيها مؤلمة جدا ، وطفل اعتاد أن يرى والديه وسيدرب نفسه على عدم العودة لرؤيتهم مؤلم جدا أيضا ، وعائلة اعتادت أن تتجول في بيتها ، تأتي فلا تجده مؤلم جدا ، والصور كثيرة وأكثرها إيلاما هي ما تتعلق بمس الكرامة ، ومهما أطلقنا العنان لخيالنا فإننا لا نستطيع إدراج جزء يسير مما يتعرض له أهلنا هناك .
لكن كما هي شجرة التين تعطي أكلها دون أن تنتظر من أحد أن يشكرها ، وتتعرى في الشتاء دون أن تسأل عما يقال عنها تحت صنف العيب والغباء ، لأن تعريها هو جزء من دورة الحياة والعطاء . التلميذ فقط يقص أظافره ويحل واجبه لأن معلمه سيوبخه إن لم يفعل ذلك ، و يفرح عندما يقول له المعلم (عفارم) ، لكن العمالقة والأبطال الذين تحركهم نواميس السماء والشرف لا ينتظرون من أحد أن يأمرهم ، سيما أن ذاك الأحد سواء كان عربيا أم إسلاميا نام وكأن القضية لا تعنيه ، ويا ليت توقف عند ذلك بل مهد وسعى وساهم لما يجري في الفلوجة والعراق ، متناسيا دماء العراقيين التي سالت في فلسطين ومصر والأردن وسوريا ، وحيث أن تراب تلك الأمكنة رغم قدسية ترابها لكنه لا يزيد قدسية عن تراب العراق ، ولم تكن بطولات وتضحيات العراقيين مقتصرة على حكم دون غيره فهذه طباعهم منذ نبوخذنصر حتى اليوم .
ولأن قدرهم أن يهبوا الحياة لغيرهم وهكذا سيفعلون ، لم يمنوا يوما على أحد من أشقائهم بما عملوا من أجله ، وهذه صفة يحبها الله عز وجل ويذخرها من لا ينكر المعروف .
فلذلك إن من يقول أن الفلوجة دمرت فهو مخطئ ، فيذهب المال ويذهب الولد وتبقى ( الطروة) ، جيدة أو عاطلة ، وما أعطر طروتهم في الفلوجة وما أطيب ذكرهم ، وستخلف كل حصوة صغيرة بقيت من بيوت الفلوجة بناءا شامخا طيبا ، وستخلف كل عظمة أو خلية بطلا جديدا يقود الأمة نحو مستقبلها المشرق .