samo
12-02-2005, 06:23 PM
بيان القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي 12/02/2005
بسم الله الرحمن الرحيم
حزب البعث العربي الاشتراكي أمة عربية واحدة
القيادة القومية ذات رسالة خالدة
مكتب الثقافة والاعلام
بيان القيادة القومية في ذكرى جريمة ملجأ العامرية
ستبقى جريمة ملجأ العامرية رمزاً لوحشية الاستعمار
شبكة البصرة
يا جماهير امتنا العربية
في مثل هذا اليوم 12/2 من عام 1991 وقعت جريمة ملجاء العامرية، التي روعت العالم بأسره، بسبب ما انطوت عليه من عقلية إجرامية محترفة خططت لحرق مدنيين في أبشع هولوكوست معاصرة ، أدت الى تذويب وتفحيم أجساد حوالي ( 700 ) طفل وامرأة وشيخ ، ارادوا التخلص من موت قنابل امريكا المتساقطة من الجو ، بالاختباء في ملجأ مدني فوجدوا الموت المخطط ينتظرهم هناك ·
ايها المناضلون ايها الاحرار في كل مكان
ورغم ان ادارة الشر الامريكية قد ادعت ان الملجأ كان مقراً لقيادة عسكرية عراقية ، الا ان كل الشواهد دحضت هذا الادعاء ، ومن بينها شهادة بيتر أرنيت مراسل شبكة السي · أن · أن في بغداد آنذاك ، الذي صور المكان ، وأكد انه لم يكن ملجأً عسكرياً ، بل مدنياً صرفاً ، فكلفه ذلك، مهنته وحورب ·
ايها المثقفون وحملة الفكر
ان تلك الجريمة تعد بحق ، وفي ضوء ما اعقبها من مسلسل جرائم إبادة جماعية ومحارق (هولوكوست) ، مقدمة لبدء مرحلة خطرة تنطوي على هدفين اساسيين : الهدف الاول : نشر الذعر في العراق لإجباره على الاستسلام والتوقف عن مقاومة محاولات الغزو الامريكي ، والهدف الثاني : هو تكييف ردود الفعل العربية والاقليمية والعالمية ، تدريجياً ، وجعل العالم كله يتعامل ، مع المحارق الامريكية ، على انها شيء عادي ، مادام يقع في بلدان العالم الثالث · وبانجاز هذين الهدفين ، يصبح بالامكان نجاح امريكا في إقامة نظام استعماري عالمي جديد ، يسيطر على الكرة الارضية ، وينهب ثرواتها ويستعبد بشرها · لذلك فان المفكر والمثقف والصحفي ، مطالبون اليوم بفضح هذا المنهج الابادي الاجرامي ، وربطه ، عضوياً ، بظاهرة انبعاث الاستعمار من جديد ، وبعقلية أشد إجراماً ، بعد غياب الاتحاد السوفيتي ·
ايها الاحرار في كل مكان
ان مقاومة الشعب العراقي وقواته المسلحة البطلة ، وصمود شعبه بوجه العدوان الثلاثيني ، (1991) ، اجبر الولايات المتحدة وحلفاءها على الانتقال ، الى صفحة اخرى من حرب التدمير والابادة المنظمة والمبرمجة ، وهي صفحة الحصار الشامل للعراق ، وحرمانه من كل شيء بما في ذلك الدواء والغذاء · وقد أكد جورج بوش الاب ، الرئيس الامريكي الذي شن العدوان الثلاثيني ، انه اوقف اطلاق النار لمنع جيشه من التورط في حرب عصابات داخل العراق ، ولانه أُبلغ من قبل مخابراته ، بان الحرب الجوية التي دامت 43 يوماً قد خلخلت قوة العراق العسكرية وفككت الدولة العراقية ، ولذلك فانها ستنهار بتأثير الضغوط الداخلية ، خصوصاً عند حصول تمرد مسلح على نطاق واسع في جنوب وشمال العراق · وقد حصل بعض ما قاله الرئيس الامريكي ، إذ اندلع تمرد مسلح في جنوب العراق ، مباشرة بعد وقف اطلاق النار، يوم 28 / 12 / 1991 ، وحصل تمرد ثانٍ في شمال العراق، الاول نظمته المخابرات الايرانية ، وبالتنسيق المباشر مع المخابرات الامريكية ، واعتمد في تنفيذه، اساساً، على عناصر ايرانية ، اما الثاني ، فقد امرت به امريكا الزعامات الانفصالية الكردية ، ونفذته عناصر البشمركة الكردية، لكن مالم تستطع المخابرات الامريكية معرفته ، هو قدرة الانسان العراقي على التحمل والصمود، وابتكار وسائل التغلب على كافة التحديات، فتم القضاء على المتمردين وأُعيد تنظيم العراق ، جيشاً ومجتمعاً ، كي يستطيع مواجهة التحدي الخطير ، الصادر من قوى اقليمية ودولية ·
يا ابناء امتنا المجيدة
لقد كان الحصار بحق ، وكما وصفته الادارة الامريكية ، والامم المتحدة مراراً ، اشمل واقسى حصار في التاريخ ، ومع ذلك نهض العراق مجدداً ، وانجز واحدة من اعظم عمليات اعادة البناء ، ونجحت خطة القيادة الوطنية العراقية برئاسة الرئيس صدام حسين ، في كسر الحصار تدريجياً من خلال تصنيع بدائل محلية لسلع وادوات مهمة ، واقناع دول الجوار والعالم بعبثية الحصار وكونه يلحق اضراراً بكافة الدول · لذلك ، وبعد ان ادركت امريكا ان الحصار يوشك على الانهيار ، وما يعنيه ذلك من كسر لهيبة وقرارات امريكا ، وبعض دول اوروبا ، قررت تصعيد الحملة على العراق ، واتباع خطة اخرى جديدة غير سياسة الاحتواء والخنق التدريجي، فجاءت هجمات 11/ ايلول عام 2001 (هدية من السماء) لادارة بوش الابن ، كي يجد مسوغاً لغزو العراق ، فاعتمدت سياسة الضربات الاستباقية لتحقيق هذا الهدف في العراق ·
ان ما جرى في العراق ، منذ الغزو يؤكد ، وبشكل حاسم ، ان جريمة ملجأ العامرية لم تكن حادثة فردية منعزلة ، بل كانت مقدمة لعمليات حرق وتدمير وإبادة منظمة لكل انجازات ثورة السابع عشر الثلاثين من تموز العظيمة ، يجب ان تنتهي بتفكيك الدولة العراقية وتغيير هويتها الوطنية والقومية ، وفي هذا السياق نؤكد ان حل الجيش العراقي ، لم يكن هدفه امنياً فقط ، كما قيل ، أي منع استخدامه ضد الاحتلال ، بل ان الهدف الابعد والاخطر لذلك القرار كان ابقاء العراق مسرحاً للفوضى واللصوصية وغياب الامن ، وتلك هي الشروط الحاسمة ، لغسل ادمغة فئات من العراقيين ، وجعلهم يقبلون أي حل ، ومهما كان ضد مصالح العراق ، مقابل توفير الامن والعيش للناس ، وهذه الحقيقة تفسر ظاهرة اربكت البعض ، وهي سبب اصرار قوات الاحتلال ، على عدم إعادة الخدمات الاساسية ، ، كالكهرباء والماء والدواء والغذاء ، وغيرها ، رغم ان امريكا وحلفاءها قادرون على فعل ذلك خلال اسابيع · ان رفض اعادة بناء العراق بعد تدميره يعود اساساً لخطة امريكية تقوم على تقسيم العراق ومحاولات تغيير هويته ، عبر وضع العراقيين امام خيارات مدمرة ، ليس بينها خيار يوفر الحد الادنى من الوطنية والشرف ، وفي مقدمة الخيارات قبول الفدرالية وبقاء الاحتلال ، على اساس ان هذا الخيار يوقف مسلسل الموت والجوع والتعذيب العام ·
ايها المجاهدون في كل مكان
ان ما جرى للعراق يؤكد عدة حقائق ، لابد من التعامل معها بقدر اكبر من الجدية · ومن بين اخطر هذه الحقائق ، حقيقة ان استهداف العراق ، بالذات ، كان محركه الاساس ، هو نجاح قيادته الوطنية في الانتقال ، لاول مرة في الوطن العربي ، من حالة طرح شعارات كبرى ، والعجز عن تنفيذها ، الى مرحلة تطبيق الشعارات ، الحبيبة على قلوب الملايين · ففي العراق حولت الشعارات القومية ، الوطنية الى ممارسات وانجازات ، فاصبح النفط للعراق والعرب بعد التأميم ، وبني مجتمع مرفه يخلو من الامية والفقر والامراض المزمنة ، وأنشأ (جيش العلماء والمهندسين) ، وأُقيم جيش وطني ، قوي ومقتدر ، حمى الجناح الشرقي من الامة العربية ، واسست بنية تحتية متطورة ، وبعثت الزراعة ، وصُنِّع القطر ، وحُلت القضية الكردية ، وتأكد ذلك في بيان 11 آذار 1970 بالاعتراف بالقومية الكردية ، واقامة الحكم الذاتي ، وانبثقت (الجبهة الوطنية والتقدمية) والتي ضمت قوى وطنية عراقية ، في سعي جاد لتحقيق الوحدة الوطنية ·
ان هذا النهج البنائي والتوحيدي نقل العراق الى موقع القوة الاقليمية العظمى ، التي يشع تأثيرها وتنتشر جاذبيتها في صفوف ملايين العرب، وتدفعهم للتمسك بالامل الكبير : تحقيق الوحدة العربية ، والتي تقترن حتماِ بهدف العرب الاساسي : تحرير فلسطين · وهكذا توفرت عوامل اساسية اقنعت امريكا ، وخلفها دول غربية ، بان العراق قد تجاوز (الخطوط الحمراء) ، واصبح يهدد الوضع الذي خلقته اتفاقية (سايكس - بيكو) ، التي قسمت العرب الى دول مصطنعة ، ويضع (وعد بلفور) ، الذي نفذ باقامة اسرائيل على ارض فلسطين بواسطة الاحتلال ، امام تهديد خطير ، ويحرض على استعادة العرب الباقين لنفطهم ، والذي يُسرَق ويُستَغَل من قبل الغرب ، دون ان ينفع العرب بشكل عام ·
يا مناضلوا الاحزاب الوطنية والقومية
ان الحقائق السالفة الذكر يجب ان تؤخذ بجدية أثناء تقويم ما يجري الآن ، لان التعامل معها بعقل منفتح ، يسمح ببلورة فهم صحيح لما جرى في السابق ، اضافة لمساعدته في ازالة عقبات مهمة ، ما زالت تعترض طريق الوحدة الوطنية ، في كل قطر عربي ، والتحالف القومي الاستراتيجي على صعيد الوطن العربي · فالقيادة العراقية لم تستهدف ، بسبب طبيعة تعاملها داخلياً اوخارجياً ، بل بسبب التحولات الكبرى التي نجحت في تحقيقها في العراق ، وهذه الحقيقة تأكدت الآن ، بسقوط كافة التهم التي وجهت للقيادة العراقية ، واهمها امتلاك اسلحة دمار الشامل ، والصلة بالقاعدة ، والمقابر الجماعية ··· الخ ·
ان مرحلة التحرر الوطني من الغزو الاستعماري ، تتطلب توحيد صفوف كافة القوى الوطنية العربية ، لمواجهة الغزو الصهيو استعماري، وليس الانغماس في صراعات ثانوية ، او قلب الاولويات بحيث تطغى مهام ثانوية على المهمة الحاسمة ، وهي الجهاد ضد الغزو ·
والقيادة القومية تود ان تذكر بان حزبنا ، بعد مؤتمره القومي الثاني عشر ، الذي عُقد عقب العدوان الثلاثيني ، على العراق ، قد دعا الى تحالف قومي - اسلامي يضم كافة القوى القومية والاسلامية ، لمواجهة التحدي الصهيو - استعماري · ولكن مع الاسف لم يتحقق هذا الهدف الا بعد غزو العراق ، وعلى ارضه ، ان حزبنا يشعر بالفخر ليس فقط نتيجة تخطيطه للمقاومة الشعبية المسلحة قبل الغزو بعامين ، وليس فقط نتيجة تفجيره للمقاومة وقيادته لها ، بل ايضاً لانه نجح في إقامة تحالف ، مع جماعات اسلامية في العراق ، اضافة الى عناصر قومية عربية وماركسية ، وكردية وتركمانية ·
ان هذا النجاح التوحيدي هو الذي يفسر ظاهرة النجاحات المتعاقبة ، وغير المرتدة ، للمقاومة العراقية ، واحباط كافة خطط امريكا لقهرها ، فالبعثي يقاتل ، في وحدة عسكرية واحدة ، مع الاسلامي الاصولي ، او الاسلامي الصوفي ، ومع الناصري والماركسي والكردي والتركماني والصابئي ، لذلك فاننا نتطلع ، بصدق عميق الجذور ، الى تحالف وطني عظيم ، حيث يتحد القومي ( البعثي والناصري ) مع الاسلاميين ، من مختلف التنظيمات الرافضة للهيمنة الصهيوامريكية ، ومع اليساري والليبرالي ( الوطني ) ، ومع الشخصيات الوطنية المستقلة البارزة ، على امتداد الوطن العربي ، ففي تحقيق هذا الانجاز الضمانة الاساسية ، ليس فقط لدحر المخطط الصهيو امريكي ، بل ايضاً لوضع اسس نظم عربية وطنية بديلة ، تقوم على حكومات إئتلافية وتبادل السلطة وفق قواعد العمل الديمقراطي ·
ايها المجاهدون في عراق المجد
لقد قلبتم ، باقتدارٍ فريد ، مخططات اعداء الامة رأساً على عقب ، فالعالم كله يرى اليوم ان امريكا التي اعلنت رسمياً ، وكررت ذلك ، انها بعد العراق ، ستسقط نُظُم سوريا ولبنان والسعودية ومصر وغيرها، باعتماد سياسة (الضربات الاستباقية) ، هذه (الامريكا) أُجبرت ، بفضل جهادكم وتضحياتكم ، على التراجع الفاضح عن هذه المخططات الجهنمية ، وكان افضل تعبير عن ذلك هو ما قالته كونداليزا رايس، وهي تحضر جلسة استجواب في الكونغرس بعد ان عُينت وزيرة للخارجية ، اذ اكدت ان امريكا ستلجأ الى الوسائل الدبلوماسية ، وستتعاون مع الدول الكبرى الاخرى ، والامم المتحدة ، من اجل حل المشاكل الدولية ·
هذا التراجع الامريكي الذي تم بفضل سواعدكم القوية ، وبفضل شهدائكم الاكرم منا جميعاً وتضحياتكم المتميزة ، أنقذ دولاً عربية مستهدفة ، وغير مجرى الصراع ، وفتح الابواب ، امام مد وطني وقومي شامل ، ينهي عصر التراجعات العربية - الاسلامية ، لذلك فان الامة العربية والعالم الاسلامي مدينان لكم ، ايها الشهداء الاحياء ، وقناديل الامل لكل الانسانية ، ويتطلعان اليكم بأمل كبير كي تكملوا مشوار الجهاد ، بطرد الاحتلال ، وتحرير العراق · ان مابدأت به امريكا عصر الرعب وهو محرقة ملجأ العامرية ، قد سقط على ايديكم الطاهرة فما جرى في العراق منذ الغزو ، كان سلسلة محارق كبرى ، لكنكم بصمودكم ، واستشهاديتكم الفذة ، أسقطتم الخوف والرعب ، بل وألقيتموهما عملياً في صفوف العدو ، فانهارت معنوياته وخارت قواه ، واخذ يهيئ للانسحاب من العراق مرغماً يجر ورائه أذيال الخزي والعار ولعنة التاريخ الأبدية ·
فتحية لكم ياحراس الوطن والأمة
والمجد للشهداء منكم ·
وألف تحية لإمام المجاهدين الرئيس الأسير صدام حسين ، الأمين العام لحزبنا ·
والمجد والخلود لشهداء ملجأ العامرية ·
والخزي والعار للقتلة والسفاحين الدوليين ·
وعاشت فلسطين حرة عربية من النهر إلى البحر ·
القيادة القومية
لحزب البعث العربي الاشتراكي
مكتب الثقافة والإعلام
في 12/2/2005م
للاطلاع على بيانات حزب البعث العربي الاشتراكي
شبكة البصرة
السبت 3 محرم 1426 / 12 شباط 2005
بسم الله الرحمن الرحيم
حزب البعث العربي الاشتراكي أمة عربية واحدة
القيادة القومية ذات رسالة خالدة
مكتب الثقافة والاعلام
بيان القيادة القومية في ذكرى جريمة ملجأ العامرية
ستبقى جريمة ملجأ العامرية رمزاً لوحشية الاستعمار
شبكة البصرة
يا جماهير امتنا العربية
في مثل هذا اليوم 12/2 من عام 1991 وقعت جريمة ملجاء العامرية، التي روعت العالم بأسره، بسبب ما انطوت عليه من عقلية إجرامية محترفة خططت لحرق مدنيين في أبشع هولوكوست معاصرة ، أدت الى تذويب وتفحيم أجساد حوالي ( 700 ) طفل وامرأة وشيخ ، ارادوا التخلص من موت قنابل امريكا المتساقطة من الجو ، بالاختباء في ملجأ مدني فوجدوا الموت المخطط ينتظرهم هناك ·
ايها المناضلون ايها الاحرار في كل مكان
ورغم ان ادارة الشر الامريكية قد ادعت ان الملجأ كان مقراً لقيادة عسكرية عراقية ، الا ان كل الشواهد دحضت هذا الادعاء ، ومن بينها شهادة بيتر أرنيت مراسل شبكة السي · أن · أن في بغداد آنذاك ، الذي صور المكان ، وأكد انه لم يكن ملجأً عسكرياً ، بل مدنياً صرفاً ، فكلفه ذلك، مهنته وحورب ·
ايها المثقفون وحملة الفكر
ان تلك الجريمة تعد بحق ، وفي ضوء ما اعقبها من مسلسل جرائم إبادة جماعية ومحارق (هولوكوست) ، مقدمة لبدء مرحلة خطرة تنطوي على هدفين اساسيين : الهدف الاول : نشر الذعر في العراق لإجباره على الاستسلام والتوقف عن مقاومة محاولات الغزو الامريكي ، والهدف الثاني : هو تكييف ردود الفعل العربية والاقليمية والعالمية ، تدريجياً ، وجعل العالم كله يتعامل ، مع المحارق الامريكية ، على انها شيء عادي ، مادام يقع في بلدان العالم الثالث · وبانجاز هذين الهدفين ، يصبح بالامكان نجاح امريكا في إقامة نظام استعماري عالمي جديد ، يسيطر على الكرة الارضية ، وينهب ثرواتها ويستعبد بشرها · لذلك فان المفكر والمثقف والصحفي ، مطالبون اليوم بفضح هذا المنهج الابادي الاجرامي ، وربطه ، عضوياً ، بظاهرة انبعاث الاستعمار من جديد ، وبعقلية أشد إجراماً ، بعد غياب الاتحاد السوفيتي ·
ايها الاحرار في كل مكان
ان مقاومة الشعب العراقي وقواته المسلحة البطلة ، وصمود شعبه بوجه العدوان الثلاثيني ، (1991) ، اجبر الولايات المتحدة وحلفاءها على الانتقال ، الى صفحة اخرى من حرب التدمير والابادة المنظمة والمبرمجة ، وهي صفحة الحصار الشامل للعراق ، وحرمانه من كل شيء بما في ذلك الدواء والغذاء · وقد أكد جورج بوش الاب ، الرئيس الامريكي الذي شن العدوان الثلاثيني ، انه اوقف اطلاق النار لمنع جيشه من التورط في حرب عصابات داخل العراق ، ولانه أُبلغ من قبل مخابراته ، بان الحرب الجوية التي دامت 43 يوماً قد خلخلت قوة العراق العسكرية وفككت الدولة العراقية ، ولذلك فانها ستنهار بتأثير الضغوط الداخلية ، خصوصاً عند حصول تمرد مسلح على نطاق واسع في جنوب وشمال العراق · وقد حصل بعض ما قاله الرئيس الامريكي ، إذ اندلع تمرد مسلح في جنوب العراق ، مباشرة بعد وقف اطلاق النار، يوم 28 / 12 / 1991 ، وحصل تمرد ثانٍ في شمال العراق، الاول نظمته المخابرات الايرانية ، وبالتنسيق المباشر مع المخابرات الامريكية ، واعتمد في تنفيذه، اساساً، على عناصر ايرانية ، اما الثاني ، فقد امرت به امريكا الزعامات الانفصالية الكردية ، ونفذته عناصر البشمركة الكردية، لكن مالم تستطع المخابرات الامريكية معرفته ، هو قدرة الانسان العراقي على التحمل والصمود، وابتكار وسائل التغلب على كافة التحديات، فتم القضاء على المتمردين وأُعيد تنظيم العراق ، جيشاً ومجتمعاً ، كي يستطيع مواجهة التحدي الخطير ، الصادر من قوى اقليمية ودولية ·
يا ابناء امتنا المجيدة
لقد كان الحصار بحق ، وكما وصفته الادارة الامريكية ، والامم المتحدة مراراً ، اشمل واقسى حصار في التاريخ ، ومع ذلك نهض العراق مجدداً ، وانجز واحدة من اعظم عمليات اعادة البناء ، ونجحت خطة القيادة الوطنية العراقية برئاسة الرئيس صدام حسين ، في كسر الحصار تدريجياً من خلال تصنيع بدائل محلية لسلع وادوات مهمة ، واقناع دول الجوار والعالم بعبثية الحصار وكونه يلحق اضراراً بكافة الدول · لذلك ، وبعد ان ادركت امريكا ان الحصار يوشك على الانهيار ، وما يعنيه ذلك من كسر لهيبة وقرارات امريكا ، وبعض دول اوروبا ، قررت تصعيد الحملة على العراق ، واتباع خطة اخرى جديدة غير سياسة الاحتواء والخنق التدريجي، فجاءت هجمات 11/ ايلول عام 2001 (هدية من السماء) لادارة بوش الابن ، كي يجد مسوغاً لغزو العراق ، فاعتمدت سياسة الضربات الاستباقية لتحقيق هذا الهدف في العراق ·
ان ما جرى في العراق ، منذ الغزو يؤكد ، وبشكل حاسم ، ان جريمة ملجأ العامرية لم تكن حادثة فردية منعزلة ، بل كانت مقدمة لعمليات حرق وتدمير وإبادة منظمة لكل انجازات ثورة السابع عشر الثلاثين من تموز العظيمة ، يجب ان تنتهي بتفكيك الدولة العراقية وتغيير هويتها الوطنية والقومية ، وفي هذا السياق نؤكد ان حل الجيش العراقي ، لم يكن هدفه امنياً فقط ، كما قيل ، أي منع استخدامه ضد الاحتلال ، بل ان الهدف الابعد والاخطر لذلك القرار كان ابقاء العراق مسرحاً للفوضى واللصوصية وغياب الامن ، وتلك هي الشروط الحاسمة ، لغسل ادمغة فئات من العراقيين ، وجعلهم يقبلون أي حل ، ومهما كان ضد مصالح العراق ، مقابل توفير الامن والعيش للناس ، وهذه الحقيقة تفسر ظاهرة اربكت البعض ، وهي سبب اصرار قوات الاحتلال ، على عدم إعادة الخدمات الاساسية ، ، كالكهرباء والماء والدواء والغذاء ، وغيرها ، رغم ان امريكا وحلفاءها قادرون على فعل ذلك خلال اسابيع · ان رفض اعادة بناء العراق بعد تدميره يعود اساساً لخطة امريكية تقوم على تقسيم العراق ومحاولات تغيير هويته ، عبر وضع العراقيين امام خيارات مدمرة ، ليس بينها خيار يوفر الحد الادنى من الوطنية والشرف ، وفي مقدمة الخيارات قبول الفدرالية وبقاء الاحتلال ، على اساس ان هذا الخيار يوقف مسلسل الموت والجوع والتعذيب العام ·
ايها المجاهدون في كل مكان
ان ما جرى للعراق يؤكد عدة حقائق ، لابد من التعامل معها بقدر اكبر من الجدية · ومن بين اخطر هذه الحقائق ، حقيقة ان استهداف العراق ، بالذات ، كان محركه الاساس ، هو نجاح قيادته الوطنية في الانتقال ، لاول مرة في الوطن العربي ، من حالة طرح شعارات كبرى ، والعجز عن تنفيذها ، الى مرحلة تطبيق الشعارات ، الحبيبة على قلوب الملايين · ففي العراق حولت الشعارات القومية ، الوطنية الى ممارسات وانجازات ، فاصبح النفط للعراق والعرب بعد التأميم ، وبني مجتمع مرفه يخلو من الامية والفقر والامراض المزمنة ، وأنشأ (جيش العلماء والمهندسين) ، وأُقيم جيش وطني ، قوي ومقتدر ، حمى الجناح الشرقي من الامة العربية ، واسست بنية تحتية متطورة ، وبعثت الزراعة ، وصُنِّع القطر ، وحُلت القضية الكردية ، وتأكد ذلك في بيان 11 آذار 1970 بالاعتراف بالقومية الكردية ، واقامة الحكم الذاتي ، وانبثقت (الجبهة الوطنية والتقدمية) والتي ضمت قوى وطنية عراقية ، في سعي جاد لتحقيق الوحدة الوطنية ·
ان هذا النهج البنائي والتوحيدي نقل العراق الى موقع القوة الاقليمية العظمى ، التي يشع تأثيرها وتنتشر جاذبيتها في صفوف ملايين العرب، وتدفعهم للتمسك بالامل الكبير : تحقيق الوحدة العربية ، والتي تقترن حتماِ بهدف العرب الاساسي : تحرير فلسطين · وهكذا توفرت عوامل اساسية اقنعت امريكا ، وخلفها دول غربية ، بان العراق قد تجاوز (الخطوط الحمراء) ، واصبح يهدد الوضع الذي خلقته اتفاقية (سايكس - بيكو) ، التي قسمت العرب الى دول مصطنعة ، ويضع (وعد بلفور) ، الذي نفذ باقامة اسرائيل على ارض فلسطين بواسطة الاحتلال ، امام تهديد خطير ، ويحرض على استعادة العرب الباقين لنفطهم ، والذي يُسرَق ويُستَغَل من قبل الغرب ، دون ان ينفع العرب بشكل عام ·
يا مناضلوا الاحزاب الوطنية والقومية
ان الحقائق السالفة الذكر يجب ان تؤخذ بجدية أثناء تقويم ما يجري الآن ، لان التعامل معها بعقل منفتح ، يسمح ببلورة فهم صحيح لما جرى في السابق ، اضافة لمساعدته في ازالة عقبات مهمة ، ما زالت تعترض طريق الوحدة الوطنية ، في كل قطر عربي ، والتحالف القومي الاستراتيجي على صعيد الوطن العربي · فالقيادة العراقية لم تستهدف ، بسبب طبيعة تعاملها داخلياً اوخارجياً ، بل بسبب التحولات الكبرى التي نجحت في تحقيقها في العراق ، وهذه الحقيقة تأكدت الآن ، بسقوط كافة التهم التي وجهت للقيادة العراقية ، واهمها امتلاك اسلحة دمار الشامل ، والصلة بالقاعدة ، والمقابر الجماعية ··· الخ ·
ان مرحلة التحرر الوطني من الغزو الاستعماري ، تتطلب توحيد صفوف كافة القوى الوطنية العربية ، لمواجهة الغزو الصهيو استعماري، وليس الانغماس في صراعات ثانوية ، او قلب الاولويات بحيث تطغى مهام ثانوية على المهمة الحاسمة ، وهي الجهاد ضد الغزو ·
والقيادة القومية تود ان تذكر بان حزبنا ، بعد مؤتمره القومي الثاني عشر ، الذي عُقد عقب العدوان الثلاثيني ، على العراق ، قد دعا الى تحالف قومي - اسلامي يضم كافة القوى القومية والاسلامية ، لمواجهة التحدي الصهيو - استعماري · ولكن مع الاسف لم يتحقق هذا الهدف الا بعد غزو العراق ، وعلى ارضه ، ان حزبنا يشعر بالفخر ليس فقط نتيجة تخطيطه للمقاومة الشعبية المسلحة قبل الغزو بعامين ، وليس فقط نتيجة تفجيره للمقاومة وقيادته لها ، بل ايضاً لانه نجح في إقامة تحالف ، مع جماعات اسلامية في العراق ، اضافة الى عناصر قومية عربية وماركسية ، وكردية وتركمانية ·
ان هذا النجاح التوحيدي هو الذي يفسر ظاهرة النجاحات المتعاقبة ، وغير المرتدة ، للمقاومة العراقية ، واحباط كافة خطط امريكا لقهرها ، فالبعثي يقاتل ، في وحدة عسكرية واحدة ، مع الاسلامي الاصولي ، او الاسلامي الصوفي ، ومع الناصري والماركسي والكردي والتركماني والصابئي ، لذلك فاننا نتطلع ، بصدق عميق الجذور ، الى تحالف وطني عظيم ، حيث يتحد القومي ( البعثي والناصري ) مع الاسلاميين ، من مختلف التنظيمات الرافضة للهيمنة الصهيوامريكية ، ومع اليساري والليبرالي ( الوطني ) ، ومع الشخصيات الوطنية المستقلة البارزة ، على امتداد الوطن العربي ، ففي تحقيق هذا الانجاز الضمانة الاساسية ، ليس فقط لدحر المخطط الصهيو امريكي ، بل ايضاً لوضع اسس نظم عربية وطنية بديلة ، تقوم على حكومات إئتلافية وتبادل السلطة وفق قواعد العمل الديمقراطي ·
ايها المجاهدون في عراق المجد
لقد قلبتم ، باقتدارٍ فريد ، مخططات اعداء الامة رأساً على عقب ، فالعالم كله يرى اليوم ان امريكا التي اعلنت رسمياً ، وكررت ذلك ، انها بعد العراق ، ستسقط نُظُم سوريا ولبنان والسعودية ومصر وغيرها، باعتماد سياسة (الضربات الاستباقية) ، هذه (الامريكا) أُجبرت ، بفضل جهادكم وتضحياتكم ، على التراجع الفاضح عن هذه المخططات الجهنمية ، وكان افضل تعبير عن ذلك هو ما قالته كونداليزا رايس، وهي تحضر جلسة استجواب في الكونغرس بعد ان عُينت وزيرة للخارجية ، اذ اكدت ان امريكا ستلجأ الى الوسائل الدبلوماسية ، وستتعاون مع الدول الكبرى الاخرى ، والامم المتحدة ، من اجل حل المشاكل الدولية ·
هذا التراجع الامريكي الذي تم بفضل سواعدكم القوية ، وبفضل شهدائكم الاكرم منا جميعاً وتضحياتكم المتميزة ، أنقذ دولاً عربية مستهدفة ، وغير مجرى الصراع ، وفتح الابواب ، امام مد وطني وقومي شامل ، ينهي عصر التراجعات العربية - الاسلامية ، لذلك فان الامة العربية والعالم الاسلامي مدينان لكم ، ايها الشهداء الاحياء ، وقناديل الامل لكل الانسانية ، ويتطلعان اليكم بأمل كبير كي تكملوا مشوار الجهاد ، بطرد الاحتلال ، وتحرير العراق · ان مابدأت به امريكا عصر الرعب وهو محرقة ملجأ العامرية ، قد سقط على ايديكم الطاهرة فما جرى في العراق منذ الغزو ، كان سلسلة محارق كبرى ، لكنكم بصمودكم ، واستشهاديتكم الفذة ، أسقطتم الخوف والرعب ، بل وألقيتموهما عملياً في صفوف العدو ، فانهارت معنوياته وخارت قواه ، واخذ يهيئ للانسحاب من العراق مرغماً يجر ورائه أذيال الخزي والعار ولعنة التاريخ الأبدية ·
فتحية لكم ياحراس الوطن والأمة
والمجد للشهداء منكم ·
وألف تحية لإمام المجاهدين الرئيس الأسير صدام حسين ، الأمين العام لحزبنا ·
والمجد والخلود لشهداء ملجأ العامرية ·
والخزي والعار للقتلة والسفاحين الدوليين ·
وعاشت فلسطين حرة عربية من النهر إلى البحر ·
القيادة القومية
لحزب البعث العربي الاشتراكي
مكتب الثقافة والإعلام
في 12/2/2005م
للاطلاع على بيانات حزب البعث العربي الاشتراكي
شبكة البصرة
السبت 3 محرم 1426 / 12 شباط 2005