عبدالغفور الخطيب
12-02-2005, 04:19 AM
بماذا يتباهون علينا؟
نصَب الغرب نفسه على سكان الأرض ، اعتدادا بما هو عليه من قوة ، وأصبح يحاكم غيره من الشعوب وفق رؤيته هو ، وضمن إيبستمولوجيته هو ، فهذا معاد للسامية وهذا متخلف وهذا وهذا الخ .
هل للغرب حقا في ذلك ؟ أو هل هو مؤهل لذلك الدور ؟ هل التقنية التي عنده تبرر عنجهيته وتعاليه ؟ بالرغم من أن تقنيته هي حصيلة معرفة كل أبناء الأرض على مر العصور ، فتجمعت وأصبحت بشكل نتاج آل إلى أيدي الغرب في الوقت الحاضر ، كما تؤول ملكية سيارة فخمة الى شخص أرعن أو غبي موسر لا تعرف أصل ثروته ، فهذا الشخص لا يفرض احترامه على الآخرين ، ولا يستمعوا لنصائحه وإن تمت مداراته لأن يكف شره عنهم .
فكم من مرتشي وكم من متاجر بالمخدرات ومتلاعب بأرزاق الشعب ، يملك من نتاج الحضارات حتى اقتناها بشكل سلع أو مبنى أو مال .. ينظر إليه الناس باحتقار ولا يعيرونه اهتماما ، وقد يكتسب مكانة عند رجال الحكم أو يكتسب جاها كاذبا ، لاختلال في تكوينات المجتمعات وطفو زعران الأمم على سطوح شعوبهم ، فيصبح هؤلاء الزعران مفاتيح لحل مشاكل كثيرة ، في حين رجال أفاضل لا يستطيعون خدمة الآخرين الذين يناشدوهم من أجل عون ما ، ولما لا فمفتاح خزنة جواهر لا يستطيع فتح قيد حمار .
لن نقول ، لو أن أجدادنا لم يضيفوا الصفر الى الأرقام لما كان العالم بما هو عليه ولن نقول لو أجدادنا لم يخترعوا اللوغريتمات لما كان العالم بما هو عليه الآن . فالعرب حملة الرسالة علمهم ربهم (( يا أيها الناس ان خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله أتقاكم )) الحجرات . وعلمهم الرسول الكريم ( لا فرق بين عربي وعجمي إلا بالتقوى ) والناس سواسية كأسنان المشط . فكان سلفنا الصالح ممن حكم يشجع على المناقلة في العلوم ، فكان يوزن العمل المترجم بالذهب ، دون انتقاص من قيمته سواء كان هنديا أو يونانيا أو غيره . فنحن أمة منفتحة وفاتحة ، لقد فتحنا بلدانا بالقوة عندما كان أهلها يعيقوا نشر الرسالة ، وفتح أكثر منها بالإقناع ، فهل سمعتم عن حروب عربية إسلامية في إندونيسيا أو موزمبيق أو تنزانيا ، لقد أحبنا سكان الأرض عندما أحببنا الله عز وجل وعندما كان سلوكنا ورسالتنا متطابقان ، فآمن الذين اتصلنا بهم بما نؤمن ، بالله ورسوله ، وأصبحوا إخواننا في الدين يفرحهم نصرنا بل يشاركونا في صنع النصر ، وتؤلمهم معاناتنا .
لكن عندما ابتعد سلوكنا عما يفترض أن يتطابق مع ما يفترض حمله من رسالة ، فأصبحنا نقلد الغرب ( ليبرالية !) و ندعوا لقيمه ، ابتعد عنا الناس وقالوا لماذا نتبع المقلد ، لنقلد من يقلد أيسر لنا .
(2)
أما إذا كان الغرب يتباهون بماضيهم الذي أوصلهم لما وصلوه .. سقراط , أرسطوطاليس ، نيوتن ، غاليلو ، كانت ، ديكارت ، الخ ممن أسهموا في حضارتهم ، فنحن ورثة الفراعنة وورثة السومريين وورثة الفينيقيين وورثة محمد عليه الصلاة والسلام الذي أبقى كل ما هو جيد في كل تلك الحضارات العملاقة ، التي لو وضعنا كل واحدة على حدا لفاقت حضارة الغرب والشرق عدة مرات ، وشطب عليه الصلاة والسلام بأمر من الله تعالى كل ما هو سيئ وشرير فكنا خير أمة .
أما إذا أرادوا أن يتفاخروا بتناقل السلطة فيما بينهم بشكل طبيعي (الديمقراطية) ، فهل أحد يصدق أن بوش هو أفضل من ولد في الولايات المتحدة ليتبوأ موقع رئاستها لدورتين ؟ وهل أحد يصدق أن أبوه الذي تبوأ نفس الموقع وإخوانه في حكم الولايات ؟ إنها صناعة نظام لا نظام بعينه ، يوجه الناخب كيفما يشاء الصانع لا كما يشاء المواطن .
وإذا كان التعصب للحاكم ضمن مصلحة يراها المواطن أمر طبيعي ، إذن فهتلر المنتخب وموسوليني المنتخب وشارون المنتخب هم أيضا ضمن الأمر الطبيعي , أليس كذلك ؟ إذن ما هو الضير في أن يرى المواطن العربي مصلحته الوطنية تتمثل في جمال عبد الناصر أو صدام حسين ، قد يقول قائل أنهم لم يوجدوا ضمن عملية انتخابية ، فأقول أنه بعد مرور سنتين على العدوان على العراق ، لتكن هناك انتخابات نزيهة في أي بقعة بالوطن العربي ، ويكون الرئيس صدام حسين أحد المرشحين بها فأنه سيفوز حتى لو بموريتانيا التي هي ابعد بقعة عن العراق . ان كان هذا الإنكار لدى الغرب على حقنا في الانشداد لمن نريد فأظنها صفة كافية لأن تخلع عنهم الأهلية التي يتباهون بها علينا .
نصَب الغرب نفسه على سكان الأرض ، اعتدادا بما هو عليه من قوة ، وأصبح يحاكم غيره من الشعوب وفق رؤيته هو ، وضمن إيبستمولوجيته هو ، فهذا معاد للسامية وهذا متخلف وهذا وهذا الخ .
هل للغرب حقا في ذلك ؟ أو هل هو مؤهل لذلك الدور ؟ هل التقنية التي عنده تبرر عنجهيته وتعاليه ؟ بالرغم من أن تقنيته هي حصيلة معرفة كل أبناء الأرض على مر العصور ، فتجمعت وأصبحت بشكل نتاج آل إلى أيدي الغرب في الوقت الحاضر ، كما تؤول ملكية سيارة فخمة الى شخص أرعن أو غبي موسر لا تعرف أصل ثروته ، فهذا الشخص لا يفرض احترامه على الآخرين ، ولا يستمعوا لنصائحه وإن تمت مداراته لأن يكف شره عنهم .
فكم من مرتشي وكم من متاجر بالمخدرات ومتلاعب بأرزاق الشعب ، يملك من نتاج الحضارات حتى اقتناها بشكل سلع أو مبنى أو مال .. ينظر إليه الناس باحتقار ولا يعيرونه اهتماما ، وقد يكتسب مكانة عند رجال الحكم أو يكتسب جاها كاذبا ، لاختلال في تكوينات المجتمعات وطفو زعران الأمم على سطوح شعوبهم ، فيصبح هؤلاء الزعران مفاتيح لحل مشاكل كثيرة ، في حين رجال أفاضل لا يستطيعون خدمة الآخرين الذين يناشدوهم من أجل عون ما ، ولما لا فمفتاح خزنة جواهر لا يستطيع فتح قيد حمار .
لن نقول ، لو أن أجدادنا لم يضيفوا الصفر الى الأرقام لما كان العالم بما هو عليه ولن نقول لو أجدادنا لم يخترعوا اللوغريتمات لما كان العالم بما هو عليه الآن . فالعرب حملة الرسالة علمهم ربهم (( يا أيها الناس ان خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله أتقاكم )) الحجرات . وعلمهم الرسول الكريم ( لا فرق بين عربي وعجمي إلا بالتقوى ) والناس سواسية كأسنان المشط . فكان سلفنا الصالح ممن حكم يشجع على المناقلة في العلوم ، فكان يوزن العمل المترجم بالذهب ، دون انتقاص من قيمته سواء كان هنديا أو يونانيا أو غيره . فنحن أمة منفتحة وفاتحة ، لقد فتحنا بلدانا بالقوة عندما كان أهلها يعيقوا نشر الرسالة ، وفتح أكثر منها بالإقناع ، فهل سمعتم عن حروب عربية إسلامية في إندونيسيا أو موزمبيق أو تنزانيا ، لقد أحبنا سكان الأرض عندما أحببنا الله عز وجل وعندما كان سلوكنا ورسالتنا متطابقان ، فآمن الذين اتصلنا بهم بما نؤمن ، بالله ورسوله ، وأصبحوا إخواننا في الدين يفرحهم نصرنا بل يشاركونا في صنع النصر ، وتؤلمهم معاناتنا .
لكن عندما ابتعد سلوكنا عما يفترض أن يتطابق مع ما يفترض حمله من رسالة ، فأصبحنا نقلد الغرب ( ليبرالية !) و ندعوا لقيمه ، ابتعد عنا الناس وقالوا لماذا نتبع المقلد ، لنقلد من يقلد أيسر لنا .
(2)
أما إذا كان الغرب يتباهون بماضيهم الذي أوصلهم لما وصلوه .. سقراط , أرسطوطاليس ، نيوتن ، غاليلو ، كانت ، ديكارت ، الخ ممن أسهموا في حضارتهم ، فنحن ورثة الفراعنة وورثة السومريين وورثة الفينيقيين وورثة محمد عليه الصلاة والسلام الذي أبقى كل ما هو جيد في كل تلك الحضارات العملاقة ، التي لو وضعنا كل واحدة على حدا لفاقت حضارة الغرب والشرق عدة مرات ، وشطب عليه الصلاة والسلام بأمر من الله تعالى كل ما هو سيئ وشرير فكنا خير أمة .
أما إذا أرادوا أن يتفاخروا بتناقل السلطة فيما بينهم بشكل طبيعي (الديمقراطية) ، فهل أحد يصدق أن بوش هو أفضل من ولد في الولايات المتحدة ليتبوأ موقع رئاستها لدورتين ؟ وهل أحد يصدق أن أبوه الذي تبوأ نفس الموقع وإخوانه في حكم الولايات ؟ إنها صناعة نظام لا نظام بعينه ، يوجه الناخب كيفما يشاء الصانع لا كما يشاء المواطن .
وإذا كان التعصب للحاكم ضمن مصلحة يراها المواطن أمر طبيعي ، إذن فهتلر المنتخب وموسوليني المنتخب وشارون المنتخب هم أيضا ضمن الأمر الطبيعي , أليس كذلك ؟ إذن ما هو الضير في أن يرى المواطن العربي مصلحته الوطنية تتمثل في جمال عبد الناصر أو صدام حسين ، قد يقول قائل أنهم لم يوجدوا ضمن عملية انتخابية ، فأقول أنه بعد مرور سنتين على العدوان على العراق ، لتكن هناك انتخابات نزيهة في أي بقعة بالوطن العربي ، ويكون الرئيس صدام حسين أحد المرشحين بها فأنه سيفوز حتى لو بموريتانيا التي هي ابعد بقعة عن العراق . ان كان هذا الإنكار لدى الغرب على حقنا في الانشداد لمن نريد فأظنها صفة كافية لأن تخلع عنهم الأهلية التي يتباهون بها علينا .