هند
04-02-2005, 05:01 PM
هل حق على البعث ديمومة التطورالآيديولوجي في ضوء الصراع (الحضاري)؟! وكيف؟!
شبكة البصرة
د. عبد الله شمس الحق
أن كل ما سيجئ به مقالنا هذا .. لا يعبر إلا عن التسآؤل المطروح في عنوانه ..!! نضعه أمام المعنيين في قيادات الحزب القومية والقطرية في آن واحد من باب الحرص على مسيرة بعثنا العظيم .. الذي غرسه الحزب في داخل نفوسنا على مدى أكثر من (35) عام في صفوفه والأيمان بعقيدته..!
لم يعد الحزب في العراق بحاجة الى أي توضيحات عقائدية على المستوى القومي العربي .. في العمل الجهادي الذي يقوده منذ سنتين تقريبا ً ضد الغزاة وذيوله ..! بعد أن قدم الحزب في العراق نفسه كضحية من أجل الثبات على المبادئ والأهداف القومية .. حينما فضل إختيار المواجهة مع أقوى وأعتى قوة في العالم وهي الولايات المتحدة الأميريكية تستهدف الأمة عموديا ً وأفقيا ً..! إذن الحزب ليس بحاجة الى تجديد نهجه أو موقفه القومي كفرع العراق ..! بقدر ما الفروع العربية للحزب في الأقطار العربية المتبقية .. هي المطلوب منها مثل هذا النوع من العمل والموقف القومي لدعم المقاومة الجهادية البعثية لرفاقهم العراقيين.. وإثبات الوفاء لهم عبرّ المبادئ ولقيم الحزبية التي نشأوا عليها.!الذين لم يترددواعلى مدى(35)عاما ًمن مساندة ودعم وإحتضان كل رفاق البعث العرب وأينما وجدوا ..! ولا نعتقد - مثلا ً- نحن بحاجة الى دعوة الرفيق (عبد المجيد الرافعي) - أمين سر القيادة القطرية اللبنانية - في أن يدعو رفاقنا البعثيين اللبنانيين الى بذل الجهود الأستثنائية لتحقيق نشاطات تدعم المقاومة البعثية في العراق..! مع حث رفاقنا هناك على التطوع القتالي الى جانب رفاقهم في العراق .. في الوقت الذي إستغل ويستغل خونة وعملاء العراق (لبنان العروبة) والقومية كساحة للكثير من نشاطاتهم المضادة في تشويه صورة البعث ..! والنيل من سمعة المقاومة البعثية في العراق..! فهلما جرى يجب على فروع (حزب البعث) هي التي تتولى مسؤولية التجسيد لعقيدة الحزب القومية .. وفي الساحة المباشرة على أرض العراق من دون أي تأخير ..! ليبرهنوا لأعداء الأمة الذين بلغوا من حدة التطاول على (أي عربي) يدخل العراق في أن يوصف (بالأجنبي)!! أن (الطلائع القومية العربية) الممثلة في حزبنا التاريخي العريق .. هم قبل غيرهم من أبناء أمتنا الكريمة.. أول من يتصدون لأعداء القومية العربية .. والذين يسعون الى تكريس المفاهيم (المقطرطة) لأمتنا العربية في وطنها العربي.! والذي يبقى مطلوبا ًمن (حزب البعث) فرع العراق وهو يقود المقاومة الجهادية في صراعه القومي الحضاري ضد المحتل .. هو أن يستلهم معطيات هذا الجهاد بأقصى وأسرع مايمكن من أجل ديمومة (عملية التطور الآيديولوجي للحزب) ليواكب جوهر (الصراع القومي الحضاري) الذي فرض عليه وكان هوالذي يقود الدولة الشرعية/ صاحب السلطة قبل الغزو.. ويقود جهاد (دولة المقاومة) ضد الأحتلال والخونة والعملاء في المرحلة الراهنة وكما هو اليوم ..! أن هذه المواكبة يجب أن تتم على أسس ومتطلبات المرحلة في مواجهة مثل هذا الصراع الأستثنائي الحاضر وتطوراته المقبلة..! على ضوء أن العدو بات صريحا ً في مساسه (ديننا الحنيف) ومحاولات إنهاء دوره في تربية وتقويم المجتمع العراقي العربي المسلم بأغلبيته الساحقة .. ونحن ندري أن الحزب في العراق الممثل بالبعثيين وقياداتهم الممثلة على رأس دولة العراق .. تحت راية القائد الأستثنائي (صدام حسين) - حفظه الله - (الأمين العام للحزب) لم ينسوا التركيزعلى (الدين الأسلامي) في مبادئ العمل وبرامج الدولة السياسية .. سواء إن كان ذلك على مستوى التشريع أوعلى مستوى التخطيط العام لمسيرة وإدارة الدولة بشكل عام وشمولي..! بل أن الرئيس القائد قد أشر بشكل رسمي وعلني منذ العام 1987 مع إنعقاد (المؤتمر الشعبي الأسلامي) .. حينما ذكر صراحة - أن المسؤولية الحقيقية اليوم تكمن بمدى الأيمان في تطبيق الشريعة الأسلامية - !! في الوقت الذي كان سيادته قد سبق في 1974/1975 .. في كراس (الدين والتراث) أن العلمانية التي تتضمنها (آيديولوجية الحزب) لم تكن يوما ًمع (الكفر ضد الأيمان وإنما كانت على الدوام مع الأيمان ضد الكفر..) !! وهذا إن كان يعني شيئا ً.. إنما يعني بوضوح - أن الحزب ينظر الى عقيدة الأسلام كدين.. كمرتكز أساس وجوهر العقيدة السياسية التي يتبناها.. بل وهذه هي الحقيقة التي يجهلها الكثيرون عن (حزب البعث العربي الأشتراكي) .. إذ أن أغلب خطابات ومقالات القائد المؤسس للحزب (الأستاذ ميشيل عفلق) - رحمه الله- ومنذ أن كان الحزب حركة (البعث العربي) .. أي منذ العام 1943 .. والتي تضمنها (كتاب في سبيل البعث) أكدت على صلة المنهج الفكري للحزب بالأسلام ..!! بل صوّر(القائد المؤسس) صورة العمل السياسي للحزب في تحقيق المستقبل المطلوب للأمة العربية للخلاص مما أصابها في مقاله المعروف (البعث والأسلام) بأروع بلاغة وتصوير بالقول -((لقد كان محمدا ً يوما ً كل العرب .. فليكن اليوم كل العرب محمدا ً)).. كما يمكن القول أن (البعث) هو الأول والأقدم من بين الكثير من الأحزاب السياسية التي وجدت في الساحة العربية من أدناها الى أقصاها.. الذي وجد في أن الأسلام يمثل (روح الأمة) والعقيدة الأسلامية (المصدرالحقيقي) لكل عملية نضال سياسي يراد به تحقيق تحرير الأمة من آلامها وتخلفها عن ركب الحضارة الأنسانية ..! كذلك الحزب في مقوماته العملية النضالية وتطبيقاته السياسية (للفكر) كان ومازال كما هو الحال في الأعداد وقيادة المقاومة ضد المحتل في العراق .. يتخذ من مبادئ وقيم الأسلام أروع تجسيد لها في الإستشهاد ومعاني التضحية من أجل الحفاظ على الصورة الحقيقية للأمة لمنع تعرض مبادئها وقيمها الأصيلة الى التشويه .. ومثلما هو الحال الذي تكشف للجميع بعد إحتلال العراق ..! ومما تقدم يمكن القول - أن الحزب يمتلك كل المقومات الفكرية والعملية لوصفه كحزب قومي ثوري منبعه (دين الأسلام) ومنهجه الحقيقي هو (شريعة الأسلام) .. إذن هو قادر على تعميق الأستلهام لمعطيات الواقع الحالي في (صراعه القومي الحضاري) المتزامن سوية ً والمتمثل بشكل صارخ في الغزو الأميركي (ذوالأوجه المتعددة) التحديات .. أبرزها (التحدي الديني) الذي يستهدف من دون أقنعة وبوضوح(روح الأمة العربية) المتمثل بالأسلام ..! هذا الأستلهام الذي سينعكس حتما ً في (تطوير الآيديولوجية العربية) الثورية العربية .. التي يتبناها (البعث) على مدى أكثر من ستين عام ..! لكن المطلوب (قوميا ً) من الحزب في هذه المرحلة التي يقف فيها مصير الأمة على حافة الخطر( القياموي - من يوم القيامة) أن يعمل على الإعلان الجرئ ((لمنطلقاته النظرية الأسلامية)) ومن دون أي تردد .. !! وهذا كان ما فعله الحزب في مرحلة سابقة من عمره النضالي .. في العام 1963 !! في مؤتمره القومي السادس .. من أجل مواكبة (روح العصر) في حينه ..الذي إفترض منه تطوير أدواته (الفكرية - الآيديولوجية) لمواكبة متطلبات الصراع القومي الذي فرضه الأستعمار ووجود الأنظمة العميلة التي أوجدها..! وأن مثل هذه ((المنطلقات الفكرية الأسلامية)) كأمر ملموس وواقع.. تجسدها حالة المقاومة البعثية للأحتلال .. بروح ومفهوم الجهاد الديني / الأسلامي ..! وبأسمى تعبيراته التي كان عليه (أجدادنا الأوائل في التضحية والجهاد في سبيل الأسلام كقيمة إنسانية عالية ليس هناك ما يعلو عليها .. أية قيمة أخرى ..! وإنطلاقا ًمن هذه الحقيقة .. لتكن الخطابات والرسائل التي يوجهها الرفيق نائب الأمين العام للحزب ((عزة أبراهيم)) - حفظه الله من كل سوء وشر- والغنية بدلالاتها الأسلامية بداية الخطوة لمثل هذا التجديد الصريح للمنطلقات النظرية .. وهو بصفته يمثل (نائب الأمين المساعد للحزب)..!! وفي رأينا المتواضع..أن مثل هذه الخطوة سيديم (التطور الآيديولوجي) الذي يؤمن به الحزب .. ويبعده عن الجمود في الإستقطاب الجماهيري العربي!! هذه الجماهير .. التي باتت في ذهول ذهني / فكري ونفسي متصارع مع الذات بألم .. وهو يواجه منذ زمن ليس بالقليل في قياسات سرعة الأحداث التي تواجهه.. تحديات حضارية تعمل المساس على أغلى ما يمتلك.. وهو (الدين الأسلامي) وهي المواجهة التي عظمّتْ في صدر الأمة آلامها .. منذ أن تكبل العراق البعث بتحديات كبيرة وخطيرة تمثلت (بالحرب الفارسية) التي فرضت عليه وما لحقتها من أحداث جسام ..! الذي شغل الحزب عن دوره القومي المفترض بين الجماهير العربية ..! خصوصا ً أن هناك اليوم (أحزاب سياسية) تتستر بشكل خطر بالدين الأسلامي .. هذا من جانب !! ومن الجانب الآخر أن هناك (جماعات دينية وطنية مجاهدة) لابد من تحقيق (موائمة) دينية جادة معها تؤدي الى إنسجام مصيري روحي إستراتيجي موحد في الأداء الأستراتيجي المقاوم للعدو معها .. مثلما كانت مثل هذه (الموائمة) تحصل في مرحلة سابقة بين الأحزاب ذات الأتجاه العقائدي المتماثل .. وتدفعها الى تشكيل (جبهة موحدة) فيما بينها..!! ومن جهة أخرى أن مثل هذا المس المعادي للدين الأسلامي منهجا ًوسلوك .. والذي جاء ليستقر في المنطقة متمثلا ً(في الغزو الأمريكي وكل من معه) سوف يدفع بالكثير من أبناء شعبنا وبخاصة الشباب العربي للبحث عن الأداة التنظيمية والعقائدية السياسية التي تحتضن مشاعرهم الدينية ليستثمروها في صراعهم (الحضاري) وتحدياتهم لعدوهم الذي سوف لا يتردد في إستخدام أقذر الوسائل في تهميش دور (الدين الحنيف) ومن ثمّ تشويه قيمه ومفاهيمه وصورته.. لأن العدو هذا أعلن عن أن هدفه هو دين (محمد) - ص - الذي يكمن فيه سرّ قوة ووحدة الأمة.. وأن مثل هذا البحث الجماهيري اليوم .. لايختلف عن البحث الجماهيري الذي عصف بالشباب العربي في مرحلة الأربعينيات .. للإنتماء الى تنظيمات القومية الحزبية والسياسية .. لتنظيم إندفاعاتهم الكامنة (الثورية الهائجة) في (الصراع القومي) مع الأستعمار وأدواته التي تركزت في حينها على تحديات قومية ضد الأمة العربية والوطن العربي معا ً بالدرجة الأولى ..! حتى تمخض عن ذاك الصراع ما تمخض ..! رغم كل ماتهيأ لشباب الأمة من مستلزمات التنظيم السياسي وما بذلوه من تضحيات ..! إغتصاب (فلسطين والقدس الشريف)!! وترسيم الحدود بين أقطار الأمة الواحدة ..! وزرع الحكومات والأنظمة العربية الرجعية العميلة ..!
على ضوء ماتقدم .. يجب على رفاقنا البعثيين في كافة الوطن العربي أن يرتقوا من مستوى (النضال القديم) الى مستوى (الجهاد المعاصر) التي تبحث عنه الغيارى من أبناء أمتنا العظيمة.. !! وأن يرتقوا بكل مقومات الحزب الفكرية والسياسية والتثقيفية والعملية الى مستوى ما يتطلبه (الجهاد) بروح الأسلام ..! إذ وهو الحل الوحيد في المواجهة وليس غير ..! حتى يكون معه هزيمة الأعداء وبما يمهد إسقاط كل ما خلفه وسيخلفه من أدوات .. تساعده على تحقيق إختراقاته لأمتنا كيفما رغب وفي أي وقت شاء ..!
ولأقسم أن للبعثيين سيكون لهم نصيب خير الرجال الأبرار والصالحين والمؤمنين الصادقين في المرحلة (القياموية) وهم يجسدون بجهادهم وتضحياتهم هدف التمازج الروحي الثوري الأصيل .. من أجل خلاص ومنع العرب والأسلام من الإذلال معا ً.. وهو التمازج الذي تضمنه حديث الرسول (ص) - ((إذا ذلّ العرب ذلّ الأسلام))!!!
شبكة البصرة
الخميس 23 ذي الحجة 1425 / 3 شباط 2005
شبكة البصرة
د. عبد الله شمس الحق
أن كل ما سيجئ به مقالنا هذا .. لا يعبر إلا عن التسآؤل المطروح في عنوانه ..!! نضعه أمام المعنيين في قيادات الحزب القومية والقطرية في آن واحد من باب الحرص على مسيرة بعثنا العظيم .. الذي غرسه الحزب في داخل نفوسنا على مدى أكثر من (35) عام في صفوفه والأيمان بعقيدته..!
لم يعد الحزب في العراق بحاجة الى أي توضيحات عقائدية على المستوى القومي العربي .. في العمل الجهادي الذي يقوده منذ سنتين تقريبا ً ضد الغزاة وذيوله ..! بعد أن قدم الحزب في العراق نفسه كضحية من أجل الثبات على المبادئ والأهداف القومية .. حينما فضل إختيار المواجهة مع أقوى وأعتى قوة في العالم وهي الولايات المتحدة الأميريكية تستهدف الأمة عموديا ً وأفقيا ً..! إذن الحزب ليس بحاجة الى تجديد نهجه أو موقفه القومي كفرع العراق ..! بقدر ما الفروع العربية للحزب في الأقطار العربية المتبقية .. هي المطلوب منها مثل هذا النوع من العمل والموقف القومي لدعم المقاومة الجهادية البعثية لرفاقهم العراقيين.. وإثبات الوفاء لهم عبرّ المبادئ ولقيم الحزبية التي نشأوا عليها.!الذين لم يترددواعلى مدى(35)عاما ًمن مساندة ودعم وإحتضان كل رفاق البعث العرب وأينما وجدوا ..! ولا نعتقد - مثلا ً- نحن بحاجة الى دعوة الرفيق (عبد المجيد الرافعي) - أمين سر القيادة القطرية اللبنانية - في أن يدعو رفاقنا البعثيين اللبنانيين الى بذل الجهود الأستثنائية لتحقيق نشاطات تدعم المقاومة البعثية في العراق..! مع حث رفاقنا هناك على التطوع القتالي الى جانب رفاقهم في العراق .. في الوقت الذي إستغل ويستغل خونة وعملاء العراق (لبنان العروبة) والقومية كساحة للكثير من نشاطاتهم المضادة في تشويه صورة البعث ..! والنيل من سمعة المقاومة البعثية في العراق..! فهلما جرى يجب على فروع (حزب البعث) هي التي تتولى مسؤولية التجسيد لعقيدة الحزب القومية .. وفي الساحة المباشرة على أرض العراق من دون أي تأخير ..! ليبرهنوا لأعداء الأمة الذين بلغوا من حدة التطاول على (أي عربي) يدخل العراق في أن يوصف (بالأجنبي)!! أن (الطلائع القومية العربية) الممثلة في حزبنا التاريخي العريق .. هم قبل غيرهم من أبناء أمتنا الكريمة.. أول من يتصدون لأعداء القومية العربية .. والذين يسعون الى تكريس المفاهيم (المقطرطة) لأمتنا العربية في وطنها العربي.! والذي يبقى مطلوبا ًمن (حزب البعث) فرع العراق وهو يقود المقاومة الجهادية في صراعه القومي الحضاري ضد المحتل .. هو أن يستلهم معطيات هذا الجهاد بأقصى وأسرع مايمكن من أجل ديمومة (عملية التطور الآيديولوجي للحزب) ليواكب جوهر (الصراع القومي الحضاري) الذي فرض عليه وكان هوالذي يقود الدولة الشرعية/ صاحب السلطة قبل الغزو.. ويقود جهاد (دولة المقاومة) ضد الأحتلال والخونة والعملاء في المرحلة الراهنة وكما هو اليوم ..! أن هذه المواكبة يجب أن تتم على أسس ومتطلبات المرحلة في مواجهة مثل هذا الصراع الأستثنائي الحاضر وتطوراته المقبلة..! على ضوء أن العدو بات صريحا ً في مساسه (ديننا الحنيف) ومحاولات إنهاء دوره في تربية وتقويم المجتمع العراقي العربي المسلم بأغلبيته الساحقة .. ونحن ندري أن الحزب في العراق الممثل بالبعثيين وقياداتهم الممثلة على رأس دولة العراق .. تحت راية القائد الأستثنائي (صدام حسين) - حفظه الله - (الأمين العام للحزب) لم ينسوا التركيزعلى (الدين الأسلامي) في مبادئ العمل وبرامج الدولة السياسية .. سواء إن كان ذلك على مستوى التشريع أوعلى مستوى التخطيط العام لمسيرة وإدارة الدولة بشكل عام وشمولي..! بل أن الرئيس القائد قد أشر بشكل رسمي وعلني منذ العام 1987 مع إنعقاد (المؤتمر الشعبي الأسلامي) .. حينما ذكر صراحة - أن المسؤولية الحقيقية اليوم تكمن بمدى الأيمان في تطبيق الشريعة الأسلامية - !! في الوقت الذي كان سيادته قد سبق في 1974/1975 .. في كراس (الدين والتراث) أن العلمانية التي تتضمنها (آيديولوجية الحزب) لم تكن يوما ًمع (الكفر ضد الأيمان وإنما كانت على الدوام مع الأيمان ضد الكفر..) !! وهذا إن كان يعني شيئا ً.. إنما يعني بوضوح - أن الحزب ينظر الى عقيدة الأسلام كدين.. كمرتكز أساس وجوهر العقيدة السياسية التي يتبناها.. بل وهذه هي الحقيقة التي يجهلها الكثيرون عن (حزب البعث العربي الأشتراكي) .. إذ أن أغلب خطابات ومقالات القائد المؤسس للحزب (الأستاذ ميشيل عفلق) - رحمه الله- ومنذ أن كان الحزب حركة (البعث العربي) .. أي منذ العام 1943 .. والتي تضمنها (كتاب في سبيل البعث) أكدت على صلة المنهج الفكري للحزب بالأسلام ..!! بل صوّر(القائد المؤسس) صورة العمل السياسي للحزب في تحقيق المستقبل المطلوب للأمة العربية للخلاص مما أصابها في مقاله المعروف (البعث والأسلام) بأروع بلاغة وتصوير بالقول -((لقد كان محمدا ً يوما ً كل العرب .. فليكن اليوم كل العرب محمدا ً)).. كما يمكن القول أن (البعث) هو الأول والأقدم من بين الكثير من الأحزاب السياسية التي وجدت في الساحة العربية من أدناها الى أقصاها.. الذي وجد في أن الأسلام يمثل (روح الأمة) والعقيدة الأسلامية (المصدرالحقيقي) لكل عملية نضال سياسي يراد به تحقيق تحرير الأمة من آلامها وتخلفها عن ركب الحضارة الأنسانية ..! كذلك الحزب في مقوماته العملية النضالية وتطبيقاته السياسية (للفكر) كان ومازال كما هو الحال في الأعداد وقيادة المقاومة ضد المحتل في العراق .. يتخذ من مبادئ وقيم الأسلام أروع تجسيد لها في الإستشهاد ومعاني التضحية من أجل الحفاظ على الصورة الحقيقية للأمة لمنع تعرض مبادئها وقيمها الأصيلة الى التشويه .. ومثلما هو الحال الذي تكشف للجميع بعد إحتلال العراق ..! ومما تقدم يمكن القول - أن الحزب يمتلك كل المقومات الفكرية والعملية لوصفه كحزب قومي ثوري منبعه (دين الأسلام) ومنهجه الحقيقي هو (شريعة الأسلام) .. إذن هو قادر على تعميق الأستلهام لمعطيات الواقع الحالي في (صراعه القومي الحضاري) المتزامن سوية ً والمتمثل بشكل صارخ في الغزو الأميركي (ذوالأوجه المتعددة) التحديات .. أبرزها (التحدي الديني) الذي يستهدف من دون أقنعة وبوضوح(روح الأمة العربية) المتمثل بالأسلام ..! هذا الأستلهام الذي سينعكس حتما ً في (تطوير الآيديولوجية العربية) الثورية العربية .. التي يتبناها (البعث) على مدى أكثر من ستين عام ..! لكن المطلوب (قوميا ً) من الحزب في هذه المرحلة التي يقف فيها مصير الأمة على حافة الخطر( القياموي - من يوم القيامة) أن يعمل على الإعلان الجرئ ((لمنطلقاته النظرية الأسلامية)) ومن دون أي تردد .. !! وهذا كان ما فعله الحزب في مرحلة سابقة من عمره النضالي .. في العام 1963 !! في مؤتمره القومي السادس .. من أجل مواكبة (روح العصر) في حينه ..الذي إفترض منه تطوير أدواته (الفكرية - الآيديولوجية) لمواكبة متطلبات الصراع القومي الذي فرضه الأستعمار ووجود الأنظمة العميلة التي أوجدها..! وأن مثل هذه ((المنطلقات الفكرية الأسلامية)) كأمر ملموس وواقع.. تجسدها حالة المقاومة البعثية للأحتلال .. بروح ومفهوم الجهاد الديني / الأسلامي ..! وبأسمى تعبيراته التي كان عليه (أجدادنا الأوائل في التضحية والجهاد في سبيل الأسلام كقيمة إنسانية عالية ليس هناك ما يعلو عليها .. أية قيمة أخرى ..! وإنطلاقا ًمن هذه الحقيقة .. لتكن الخطابات والرسائل التي يوجهها الرفيق نائب الأمين العام للحزب ((عزة أبراهيم)) - حفظه الله من كل سوء وشر- والغنية بدلالاتها الأسلامية بداية الخطوة لمثل هذا التجديد الصريح للمنطلقات النظرية .. وهو بصفته يمثل (نائب الأمين المساعد للحزب)..!! وفي رأينا المتواضع..أن مثل هذه الخطوة سيديم (التطور الآيديولوجي) الذي يؤمن به الحزب .. ويبعده عن الجمود في الإستقطاب الجماهيري العربي!! هذه الجماهير .. التي باتت في ذهول ذهني / فكري ونفسي متصارع مع الذات بألم .. وهو يواجه منذ زمن ليس بالقليل في قياسات سرعة الأحداث التي تواجهه.. تحديات حضارية تعمل المساس على أغلى ما يمتلك.. وهو (الدين الأسلامي) وهي المواجهة التي عظمّتْ في صدر الأمة آلامها .. منذ أن تكبل العراق البعث بتحديات كبيرة وخطيرة تمثلت (بالحرب الفارسية) التي فرضت عليه وما لحقتها من أحداث جسام ..! الذي شغل الحزب عن دوره القومي المفترض بين الجماهير العربية ..! خصوصا ً أن هناك اليوم (أحزاب سياسية) تتستر بشكل خطر بالدين الأسلامي .. هذا من جانب !! ومن الجانب الآخر أن هناك (جماعات دينية وطنية مجاهدة) لابد من تحقيق (موائمة) دينية جادة معها تؤدي الى إنسجام مصيري روحي إستراتيجي موحد في الأداء الأستراتيجي المقاوم للعدو معها .. مثلما كانت مثل هذه (الموائمة) تحصل في مرحلة سابقة بين الأحزاب ذات الأتجاه العقائدي المتماثل .. وتدفعها الى تشكيل (جبهة موحدة) فيما بينها..!! ومن جهة أخرى أن مثل هذا المس المعادي للدين الأسلامي منهجا ًوسلوك .. والذي جاء ليستقر في المنطقة متمثلا ً(في الغزو الأمريكي وكل من معه) سوف يدفع بالكثير من أبناء شعبنا وبخاصة الشباب العربي للبحث عن الأداة التنظيمية والعقائدية السياسية التي تحتضن مشاعرهم الدينية ليستثمروها في صراعهم (الحضاري) وتحدياتهم لعدوهم الذي سوف لا يتردد في إستخدام أقذر الوسائل في تهميش دور (الدين الحنيف) ومن ثمّ تشويه قيمه ومفاهيمه وصورته.. لأن العدو هذا أعلن عن أن هدفه هو دين (محمد) - ص - الذي يكمن فيه سرّ قوة ووحدة الأمة.. وأن مثل هذا البحث الجماهيري اليوم .. لايختلف عن البحث الجماهيري الذي عصف بالشباب العربي في مرحلة الأربعينيات .. للإنتماء الى تنظيمات القومية الحزبية والسياسية .. لتنظيم إندفاعاتهم الكامنة (الثورية الهائجة) في (الصراع القومي) مع الأستعمار وأدواته التي تركزت في حينها على تحديات قومية ضد الأمة العربية والوطن العربي معا ً بالدرجة الأولى ..! حتى تمخض عن ذاك الصراع ما تمخض ..! رغم كل ماتهيأ لشباب الأمة من مستلزمات التنظيم السياسي وما بذلوه من تضحيات ..! إغتصاب (فلسطين والقدس الشريف)!! وترسيم الحدود بين أقطار الأمة الواحدة ..! وزرع الحكومات والأنظمة العربية الرجعية العميلة ..!
على ضوء ماتقدم .. يجب على رفاقنا البعثيين في كافة الوطن العربي أن يرتقوا من مستوى (النضال القديم) الى مستوى (الجهاد المعاصر) التي تبحث عنه الغيارى من أبناء أمتنا العظيمة.. !! وأن يرتقوا بكل مقومات الحزب الفكرية والسياسية والتثقيفية والعملية الى مستوى ما يتطلبه (الجهاد) بروح الأسلام ..! إذ وهو الحل الوحيد في المواجهة وليس غير ..! حتى يكون معه هزيمة الأعداء وبما يمهد إسقاط كل ما خلفه وسيخلفه من أدوات .. تساعده على تحقيق إختراقاته لأمتنا كيفما رغب وفي أي وقت شاء ..!
ولأقسم أن للبعثيين سيكون لهم نصيب خير الرجال الأبرار والصالحين والمؤمنين الصادقين في المرحلة (القياموية) وهم يجسدون بجهادهم وتضحياتهم هدف التمازج الروحي الثوري الأصيل .. من أجل خلاص ومنع العرب والأسلام من الإذلال معا ً.. وهو التمازج الذي تضمنه حديث الرسول (ص) - ((إذا ذلّ العرب ذلّ الأسلام))!!!
شبكة البصرة
الخميس 23 ذي الحجة 1425 / 3 شباط 2005