mohammedalmudaris
03-02-2005, 11:58 PM
بدورية العراق
في مناطق الصراعات المسلحة تزدهر تجارة مربحة افضل من تجارة السلاح والمخدرات فهي اكثر ربحا واقل عقوبة . كل عام تتم المتاجرة بأجساد الملايين من البشر معظمهم من النساء والاطفال بطريق الخطف او الخداع او البيع الصريح او الترغيب ليجدوا انفسهم في نهاية المطاف ضحايا استغلال بشع لايستطيعون الفكاك منه فهم بضاعة تدر بلايين الدولارات وتسيطر عليها بكفاءة عصابات اجرامية منظمة .
ولا بد نتذكر من واقعة قريبة كيف تكالبت هذه العصابات على المناطق التي اجتاحها زلزال تسونامي وتشرد اهلها وخاصة الاطفال . كانوا صيدا هائلا حتى تدخلت الامم المتحدة واتخذت اجراءات في هذا الصدد . هكذا يتضح كيف تعمل هذه العصابات . انها تزدهر في مواقع الكوارث والحروب حيث ينعدم القانون والامان .
تتحرك هذه التجارة من الدول الفقيرة الى الدول الغنية فنساء جنوب شرق آسيا ينقلن الى امريكا الشمالية واوربا والافريقيات الى اوربا الغربية اما نساء الاتحاد السوفيتي فإنهم ينقلن الى وسط وشرق اوربا . وقد ازدهرت تجارة الرقيق هذه في يوغسلافيا السابقة بعد تفكيكها حيث اصبحت محطة نهائية للرقيق كما اصبحت معبرا مهما للنساء المطلوبات في اوروبا . وخلال ازمة كوسوفو كانت النساء والفتيات يخطفن من قبل عصابات مسلحة او يغرر بهن لمغادرة معسكرات اللاجئين شمال البانيا وتقول التقارير ان نقل النساء من والى كوسوفو ومناطق في يوغسلافيا السابقة في ازدياد بسبب تزايد الطلب على الدعارة من قبل الموظفين الاجانب.
لماذا تجارة مربحة ؟
يصعب القبض على السماسرة في هذه التجارة او حتى تعقبهم وغالبا ما تكون عقوبة الجريمة خفيفة بالمقارنة الى جرائم تهريب السلاح او المخدرات واحد اسباب صعوبة تعقب السماسرة هو عدم الابلاغ عن هذه الجريمة . فالضحية والسمسار يقعان تحت طائلة القانون تعامل الضحية كشريك ويلقى القبض عليهما ويرحلان من البلاد وغالبا ماتكون الضحية جاهلة بقوانين البلد الذي تنتهي اليه ولا تعرف لغته اضافة الى فقدانها لاوراقها الخاصة وجواز سفرها الذي يحتجزه السمسار . كل ذلك يمنعها من اللجوء الى حماية القانون كما تشير بعض التقارير الى تورط افراد الشرطة بأخذ الرشوة ماديا او (جنسيا) .
عبودية
كل تلك الاسباب ادت الى رواج هذه التجارة والمرأة التي تقع ضحية فخ تجارة الرقيق تفقد التحكم في مصيرها ولا مهرب لها بعد ذلك حيث ينتزع منها جواز سفرها ومتعلقاتها وتكون تحت ضغط وتهديد نفسي وجسدي مستمر ., وعادة تحتجز اثناء النهار في غرفتها وفي الليل تجبر على ممارسة البغاء وقد كشفت بعض من تم انقاذهن من انهن كن يقضين اياما بدون وسائل نظافة وفي اغلب الحالات يتعرضن للضرب الشديد اذا رفضت مسايرة الزبائن . اما فرص الهرب فإنها محدودة حيث انه من المستحيل ان تجد الضحية من تثق فيه لطلب المساعدة فهي مسلوبة الحرية مذعورة من كل شيء وكل البشر . وتقوم عصابات الرقيق ببيع الضحية 3 الى 6 مرات خلال الرحلة الى البلد المقصود فيتغير ملاكهن اكثر من مرة ويتم اغتصابهن واستغلالهن جنسيا اثناء عمليات الترحيل من بلد الى آخر وقد تستغرق الرحلة بضعة اشهر قبل الوصول. وفي خلال مراحل البيع يعرضن عاريات في اقفاص خشبية ليستطيع الزبائن (السماسرة) معاينة البضاعة ووفقا لذلك قد يتراوح السعر بين 200 دولار الى 1300 دولار وبعد اتمام الصفقة تساق الفتيات الى عالم الدعارة في الملاهي ولابارات ليعملن بأجر زهيد جدا واحيانا بدون اجر وقد لايجدن ما ينمن عليه سوى الكراسي او اريكة تتشارك فيها 3-4 فتيات ويعشن في ظروف صحية متردية مع نقص التغذية واذا اصيبت الضحية بامراض تناسلية لا تجد العلاج الا في حالة تفاقم الاصابة فتعرقل (عملها ) .
اشار تقرير امريكي هام في عام 1998 الى ان التقديرات العالمية الحديثة للتجارة بالنساء والاطفال هي من 700الف – 2 مليون امرأة وطفل يباعون في سوق الرقيق عبر الحدود الدولية كل عام وحسب تقديرات منظمة الهجرة الدولية فإن حوالي 500 الف امرأة تجبر على ممارسة البغاء في اوروبا كل عام .
انتشرت تجارة الرقيق بشكل خاص في دول البلقان بعد تفكيك الاتحاد السوفيتي ويوغسلافيا وذلك بسبب سوء الاحوال الاقتصادية وجود الالاف من موظفي الامم المتحدة والناتو الذين يفترض بهم حماية الاهالي وخاصة الحلقات الاضعف (النساء والاطفال) ولكن "حاميها حراميها" فهناك الان في كوسوفو مثلا 104 بيت دعارة تجبر فيها النساء والبنات الصغيرات على ممارسة البغاء وبدون أجر في احيان كثيرة . كما تنتشر في مناطق الكوارث والحروب الاهلية في افريقيا .
الخداع
اضافة الى الاختطاف فإن الكثير من النساء يقعن ضحية تجارة الرقيق عبر الاستجابة الى اعلانات خادعة تنشط في الدول التي تعاني من الحروب والاحوال الاقتصادية المتردية والبطالة . وتعرض الاعلانات عادة وظائف عادية مثل : مربية – منظفة – عاملة مطعم – رعاية مسنين . ويلاحظ ان هذه الوظائف لاتتطلب مهارة خاصة اوثقافة عالية لضمان استجابة الكثيرات للاعلان . وعادة يحتوي الاعلان على وعود بترتيب كل شيء من تهيئة الاوراق والتأشيرات الى النقل وضمان الوظيفة والاقامة المريحة . ومن نماذج هذه الاعلانات :
- طلب عضوات جدد في فرق فنية تقدم عروضها في الخارج .
- طب مربيات – مديرات منازل – عاملات نظافة وا مكانية السفر الى الخارج.
- شابات . يشترط حسن المظهر ولايشترط الخبرة . اجور مجزية .
- هناك اعلانات الزواج : طلب عرائس لعزاب في الخارج يرغبون في الزواج من فتيات جميلات .
**
دورية العراق تنبهت الى هذا الخطر منذ اول انشائها ، وقد اصدرت نداء وزعته على المواقع والمنظمات الدولية والمعنية بهذه الجريمة , وكانت الشرارة التي اطلقت هاجس الدورية هو قيام البنتاغون باسناد عقود ادارة السجون وتدريب الكوادر الامنية العراقية وحتى ادارة القضاء الى شركة دينكورب الامريكية وهي شركة سبق تورطها في تجارة الرقيق وبيعهن لقوات حفظ السلام في البوسنة وتجارة المخدرات في كولومبيا . كما انكم حين تقرأون تفاصيل هذا النداء ستدركون خطورة هذه الشركة وغير بعيد ان يكون مقاولوها هم وراء عمليات التعذيب والاذلال في ابي غريب لاسيما وانها حسب عقدها مع سلطة الاحتلال كانت مسؤولة عن ادارة السجون . ولكن ادعكم تقرأون النداء الذي نشرته دورية العراق في 1/12/2003 :
نداء الى كافة الشرفاء في العالم
تضامنوا من اجل طرد شركة داينكورب الامريكية من العراق
اذا اخذنا بنظر الاعتبار مايلي:
1-ان وراء الاحتلال الامريكي للعراق اسبابا اقتصادية واسبابا سياسية .
2-وان الحرب تغذيها وتستفيد منها الشركات الامريكية العملاقة التي لاتهمها سوى مكاسبها على حساب حقوق البشر، بمن فيهم الشعب الامريكي .
3-وان المصالح العسكرية والصناعية تتشابك في الادارة الامريكية الحالية اكثر منها في الادارات السابقة حتى يمكن ان نقول بدون مبالغة ان الشركات هي التي تملي السياسة الخارجية الامريكية
4-وان الاحتلال والهيمنة الامريكية لن ينتهيا سوى بالمقاومة المسلحة التي يقوم بها ابناء العراق والبلدان الاخرى تحت الاحتلال ، واشكال المقاومة السلمية التي يمكن ان نقوم بها نحن الذين في الخارج.
5-ان نقطة الضعف في الديناصور الامريكي هو ان مصالحه الاقتصادية ممتدة في كل انحاء العالم ومكشوفة للمواجهة. وهذه هي كعب اخيل التي يجب ان نوجه اليها سهامنا.
6-وان افضل طريقة للانتصار هي ان نفصل ونقضي على كل جزء على حدة.
لهذه الاسباب ، نناشد كافة القوى المناهضة للامبريالية والهيمنة والاحتلال بالتضامن معنا لمقاطعة وفضح ومجابهة الشركات التي استولت على مقدرات العراق والنضال من اجل اخراجها من العراق بكل الطرق الممكنة بضمنها الوسائل القانونية . ولنبدأ بشركة داينكورب التي منحها البنتاغون عقدا بملايين الدولارات لتدريب الشرطة العراقية. وهي من الشركات المفضلة لدى البنتاغون ووكالة المخابرات المركزية الامريكية حيث ان الشركة مقاول انفار يقدم عمالة مستعدة للقيام بالاعمال المشبوهة التي تنأى هذه الجهات الرسمية الامريكية من ممارستها في العلن مثل الاغتيالات والمتاجرة بالمخدرات وغيرها، وهذه الشركة لها تاريخ مظلم في انتهاكات القانون وحقوق الانسان وكما يلي:
1-حصلت على عقد لتدريب الشرطة في البوسنة فتحولت الى عصابة
لتجارة الجنس وخطف وشراء الفتيات القاصرات من البوسنة ومن الدول المجاورة من اجل بيعهن لقوات حفظ السلام وقوات حلف الاطلنطي .
2-حصلت على عقد لمكافحة تجارة المخدرات في كولومبيا فتحولت الشركة الى عصابة لتهريب المخدرات، اضافة الى ابادة 14% من اراضي البلاد وذلك برشها بمبيدات سامة وقاتلة.
3- رفع اكثر من 10000 مزارع من الاكوادور قضية ضد الشركة لأن الرياح حملت المبيدات السامة التي رشت في كولومبيا الى مزارع الاكوادور فأبادت الزرع والبشر.
والان تكلف هذه الشركة بتدريب الشرطة العراقية ، ومع وجود اكثر من 100ألف جندي امريكي وغيرهم من القوات الاجنبية وهم بالتأكيد اكثر بكثير من القوات الاجنبية التي كانت في البوسنة (18000)، وبغياب القانون في العراق اليوم ، فما الذي يردع الشركة من تنشيط تجارتها المحرمة في الرقيق والمخدرات خاصة في ظل الحصانة التي منحها بوش للشركات الامريكية بموجب الامر التنفيذي 13303 فجعلها فوق المساءلة الان ومستقبلا ، علما ان عقد الشركة يقضي اضافة الى تدريب الشرطة ، بناء نظام قضائي وادارة السجون، فكيف تكلف هذه الشركة التي ارتكبت في كل مكان ذهبت اليه جرائم بشعة ضد الانسانية والقانون الدولي ، بارساء القانون والنظام في العراق؟
نناشد جميع منظمات حقوق الانسان والمنظمات الدولية المناهضة للهيمنة والاحتلال في داخل العراق وخارجه لمراقبة ممارسات شركة داينكورب في العراق من اجل تجريمها وانهاء عقدها وطردها خارج العراق.
دورية العراق www.iraqpatrol.com
1/12/2003
**
والان تخرج التقارير لتؤكد وقوع الجريمة التي حذرت منها الدورية - ولا حياة لمن تنادي -
لنقرأ اولا ماكتبه الصحفي الامريكي ظاهر جميل ونشره موقع اسلام اونلاين باللغة الانجليزية في 24/1/2005
اصبح الاختطاف الجريمة المفضلة لدى العصابات الاجرامية في العراق . وبوجود بطالة 70% في العراق(المحرر) انتشرت الجريمة حيث تتمتع عصابات الجريمة المنظمة بالتحرك بحرية وسط الاوضاع الامنية الرهيبة .
منذ تموز/ يوليو 2003 كتبت منظمة هيومان رايتس ووتش تقريرا يقول ان : الاوضاع الامنية في بغداد والمدن العراقية الاخرى تتسبب في تحديد تحركات النساء والفتيات الى اقصى درجة خوفا من الاغتصاب والاختطاف."
وتضع المنظمة اللوم في زيادة حوادث الاختطاف والاعتداء الجنسي على انهيار القوى الامنية للنظام السابق وبطء قوات الاحتلال في بناء قوى امنية جديدة .
في خلال 3 اشهر من احتلال بغداد وثقت المنظمة 70 حالة اغتصاب واختطاف لنساء عراقيات ورغم قسوة النظام السابق فإن معدل العنف ضد المرأة كان حالة واحدة في كل ثلاثة اشهر في حين انه في تموز 2003 كان هناك عدة حالات خلال الاسبوع والحالة تزداد تدهورا وسوءا هذه الايام .
في خلال الاشهر الستة الاولى من الاحتلال ظلت حدود العراق مفتوحة فتدفقت منها عصابات الاجرام الى البلاد التي لم يعد فيها قانون .
ولم تكن كل العصابات تبحث عن اموال فدية او تكتفي بها . فقد اختطفت ساجدة البالغة من العمر 23 عاما واخت زوجها حنان 17 سنة بعد اسابيع من زواج ساجدة . نقلت المرأتان الى اليمن حيث وجدا 130 امرأة عراقية اخرى تم خطفهن وارغامهن على ممارسة الدعارة . وباعجوبة استطاعت ساجدة وقريبتها الاتصال بالعائلة التي بعثت بعض افرادها الى اليمن وحرروا المرأتين .
اما فخرية فعمرها 20 سنة ولكنها لا تعرف على سبيل التأكد بل انها نسيت حتى اسم ابيها والان هي مدمنة مخدرات .
تروي حكايتها :" كنت اعيش في ميتم وخطفت يوم احتلال بغداد" وتصف كيف ان دبابة امريكية كانت تقف على باب الميتم لقربه من المطار وكيف ان القوات الامريكية سمحوا بسرقة ونهب الميتم .
" تبادل الخاطفون اغتصابي ولا اتذكر كم من الوقت استبقوني لديهم حتى رموني في الشارع . والان تستخدم اية مخدرات تقع عليها :" من اجل الا اشعر بما يحدث حولي او من يقوم باغتصابي مرة اخرى"
العراقيون يتحسرون الان على ايام حكم صدام حسين والامن الذي كانوا يتمتعون به حينذاك . لم يكن الاغتصاب معروفا ولكن الان الاختطاف والاغتصاب اصبح حوادث يومية .
قبل ثلاثة اسابيع نشرت صحيفة الزمان ان 11 طفلا خطفوا في بغداد في يوم واحد .
لقد اصبحت هذه القصص شائعة وسببت خوفا شديدا في بغداد والمدن الاخرى مما ارعب النساء والفتيات من النزول الى الشارع . النساء الان يخرجن عند الضرورة القصوى ولابد ان يرافقهن رجل .
من يتحمل مسؤولية هذه الاوضاع ؟ الاحتلال . فطبقا للقانون الانساني الدولي على قوة الاحتلال واجب اعادة وصيانة النظام والامن واحترام الحقوق الاساسية لسكان المناطق المحتلة .
رغم مظاهر استقلال (الحكومة العراقية المؤقتة) فإن القوات الامريكية هي التي تحكم العراق حتى يومنا هذا . والاحتلال هو الذي وضع (القوانين ) التي تدير العراق وهو المسؤول عن فظاعة الحالة الامنية التي سمحت بجرائم من هذا النوع ان تصبح شيئا عاديا يحدث كل يوم في العراق المحتل .
بالاضافة الى ذلك فإن معاهدة جنيف الرابعة تنص على "حماية النساء بشكل خاص ضد أي اعتداء على شرفهن وخاصة ضد الاغتصاب والاجبار على الدعارة او أي شكل من اشكال الانتهاكات غير الاخلاقية."
**
تقرير وزارة الخارجية الامريكية يؤكد وقوع الجريمة
موقع وزارة الخارجية الامريكية state.gov
تقرير التجارة بالبشر صادر عن ادارة مراقبة ومكافحة تجارة البشر
Office to monitor and combat trafficking in persons
العراق بلد مازال في حالة انتقال . يعمل مجلس الحكم العراقي مع سلطة الائتلاف المؤقتة من اجل ارساء حكومة انتقالية تتسلم السلطة في 1 تموز 2004 وتدير البلاد لغاية الانتخابات وكتابة دستور دائم ولا يتعدى هذا 31 كانون الاول 2005. وبسبب الظروف الخاصة في العراق فمن الصعب ان تكون لدينا صورة شديدة الدقة عن حالة التجارة بالبشر في البلاد . وهذا التقرير وقد جمع المعلومات من مصادر مختلفة هو محاولة للتعرف على مدى تجارة البشر في العراق وكذلك الجهود المبذولة لمكافحتها .
يبدو ان العراق هو دولة منبع لتجارة النساء لاغراض الاستغلال الجنسي في الدول الاخرى في المنطقة والى الهند. تشير التقارير الى ان عددا متزايدا من النساء والفتيات العراقيات ينقلن الى اليمن من اجل الاستغلال الجنسي. بعض هؤلاء الضحايا يروين ان التجار كانوا يرعبوهن بايذاء عائلاتهن من اجل ضمان خضوعهن لهم ، واخريات أخذن مقابل ديون (debt bondage ) . وفي حالات القلة كانت هناك تقارير عن فتيات ونساء يخطفن ويتاجر بهن داخل العراق من اجل الاستغلال الجنسي (لايريد التقرير ان يذكر معلومات عن هذه النقطة لأن المتاجرة في الداخل تعين في داخل القواعد الامريكية- دوريةالعراق).
بعد الحرب مباشرة اختطف عدد من النساء العراقيات الشابات والصبيان مقابل طلب فدية وبعض الفتيات كان يتم بيعهن لاجبارهن على الدعارة . في هذه المرحلة وبسبب نقص المعلومات الكافية يظل حجم ومدى مشكلة تجارة الرقيق الداخلية في العراق مشكلة لا يمكن التحقق منها .(القواعد العسكرية ؟) حالما تتشكل حكومة رسمية سوف تحتاج الى تطوير وتنفيذ خطة عمل ضد تجارة البشر تشمل قانون شامل ضد تجارة الرقيق.
المتابعة : اخطرت سلطة الائتلاف المسؤولين الامريكان في العراق بظهور تجارة الرقيق في عراق مابعد الحرب . كما اعلنت سلطة التحالف سياستها في حظر تورط امريكان في تجارة الرقيق او النشاطات المتعلقة بذلك ونبهت على الشرطة العسكرية ان تنفذ هذه السياسة . وقد احيط المترجمون العراقيون الذين يعملون مع سلطة التحالف بالموضوع وتم تشجيعهم على الابلاغ عن اية معلومات عن حالات تجارة بارقيق او خطف (اعتراف ضمني بأن وجود القواعد الامريكية يشجع التجارة ) . ونتيجة لهذه السياسة اعتقلت الشرطة العسكرية الامريكية والعراقية ست رجال لخطفهم فتيات صغيرات وبيعهن لبيوت الدعارة.
الوقاية : رغم انه حاليا لا يوجد ملاجيء لضحايا تجارة الرقيق فإن مثل هؤلاء يوجهن للذهاب الى المستشفيات والمنظمات الدولية للمساعدة .
اليمن
اليمن حالة خاصة لأن معلومات تجارة الرقيق متناثرة ومن الصعب جمعها . اليمن قد تكون بلاد منبع ومحطة نهاية في تجارة الرقيق الدولية . في الماضي لم يكن تجارة الرقيق مشكلة في اليمن ولكن المؤشرات تؤكد ظهور هذه الجريمة . هناك تقارير عن التجارة بالاطفال من اجل تسخيرهم للعمل كشحاذين في السعودية . وتذكر التقارير في 2003 و 2004 ان اعدادا متزايدة من النساء العراقيات تم نقلهن الى اليمن للعمل في الدعارة . وحين تنبهت الحكومة اليمنية الى ذلك قامت باصدار تعليمات تنص على ضرورة حصول العراقيين على تأشيرة دخول .
اصل التقرير باللغة الانجليزية
**
لماذا اليمن ؟
سألت صديقا عمل فترة طويلة في اليمن . لماذا اليمن ؟ قال ان الفساد في الحكومة ينتشر في اليمن مثل الحريق في القش وهكذا يتم التغاضي عن الجرائم والانتهاكات . كما يمكن القول ان مسألة دخول العراقيين بدون تأشيرات كان من ضمن التسهيلات التي شجعت السماسرة على الاتجاه الى اليمن . وحسنا ان تنبهت الحكومة اليمنية الى هذه المسألة , ويبقى ان نسأل اصدقاءنا العراقيين واليمنيين والعرب المقيمين في اليمن الى الضغط على السلطات للبحث عن الضحايا العراقيات وانقاذهن .
القواعد العسكرية الامريكية
في وجود 150 الف عسكري امريكي عدا الالاف من الجنسيات الاخرى عدا المقاولين المرتزقة الذين يناهزون 13 الف او يزيدون وهم من حثالات البشر وفي وجود قواعد عسكرية دائمة وفي وجود النية المبيتة والتي اتضحت بعد اجراء الانتخابات المزيفة لبقاء قوات الاحتلال الى ماشاء الله . . تذكروا ان كل هؤلاء يحتاجون الى تموين مستمر من الجنس بكل انواعه فهناك الكثير من الشاذين والمنحرفين في جيوش الاحتلال هذه . اسألوا اهل العمائم الذين سيصعدون على كراسي الحكم : من سيزود هؤلاء العلوج الاجانب بالجنس الدائم ؟ ان مجرد بقاء قواعد عسكرية يعني ضرورة وجود دعارة مصاحبة للقواعد .
وليس ببعيد عن الاذهان البيوت الاربعة في الموصل قرب القاعدة العسكرية الامريكية والتي استتهدفتها المقاومة الباسلة فدمرتها حتى سوتها بالارض . كانت بيوت بغاء اقيمت بسرعة البرق قرب القاعدة . اربع بيوت دعارة قرب قاعدة واحدة فكيف بأربعة عشر قاعدة دائم ؟
** هذا التحقيق خاص بدورية العراق - يرجى الاشارة الى اسم الدورية عند الاقتباس او اعادة النشر وشكرا .
في مناطق الصراعات المسلحة تزدهر تجارة مربحة افضل من تجارة السلاح والمخدرات فهي اكثر ربحا واقل عقوبة . كل عام تتم المتاجرة بأجساد الملايين من البشر معظمهم من النساء والاطفال بطريق الخطف او الخداع او البيع الصريح او الترغيب ليجدوا انفسهم في نهاية المطاف ضحايا استغلال بشع لايستطيعون الفكاك منه فهم بضاعة تدر بلايين الدولارات وتسيطر عليها بكفاءة عصابات اجرامية منظمة .
ولا بد نتذكر من واقعة قريبة كيف تكالبت هذه العصابات على المناطق التي اجتاحها زلزال تسونامي وتشرد اهلها وخاصة الاطفال . كانوا صيدا هائلا حتى تدخلت الامم المتحدة واتخذت اجراءات في هذا الصدد . هكذا يتضح كيف تعمل هذه العصابات . انها تزدهر في مواقع الكوارث والحروب حيث ينعدم القانون والامان .
تتحرك هذه التجارة من الدول الفقيرة الى الدول الغنية فنساء جنوب شرق آسيا ينقلن الى امريكا الشمالية واوربا والافريقيات الى اوربا الغربية اما نساء الاتحاد السوفيتي فإنهم ينقلن الى وسط وشرق اوربا . وقد ازدهرت تجارة الرقيق هذه في يوغسلافيا السابقة بعد تفكيكها حيث اصبحت محطة نهائية للرقيق كما اصبحت معبرا مهما للنساء المطلوبات في اوروبا . وخلال ازمة كوسوفو كانت النساء والفتيات يخطفن من قبل عصابات مسلحة او يغرر بهن لمغادرة معسكرات اللاجئين شمال البانيا وتقول التقارير ان نقل النساء من والى كوسوفو ومناطق في يوغسلافيا السابقة في ازدياد بسبب تزايد الطلب على الدعارة من قبل الموظفين الاجانب.
لماذا تجارة مربحة ؟
يصعب القبض على السماسرة في هذه التجارة او حتى تعقبهم وغالبا ما تكون عقوبة الجريمة خفيفة بالمقارنة الى جرائم تهريب السلاح او المخدرات واحد اسباب صعوبة تعقب السماسرة هو عدم الابلاغ عن هذه الجريمة . فالضحية والسمسار يقعان تحت طائلة القانون تعامل الضحية كشريك ويلقى القبض عليهما ويرحلان من البلاد وغالبا ماتكون الضحية جاهلة بقوانين البلد الذي تنتهي اليه ولا تعرف لغته اضافة الى فقدانها لاوراقها الخاصة وجواز سفرها الذي يحتجزه السمسار . كل ذلك يمنعها من اللجوء الى حماية القانون كما تشير بعض التقارير الى تورط افراد الشرطة بأخذ الرشوة ماديا او (جنسيا) .
عبودية
كل تلك الاسباب ادت الى رواج هذه التجارة والمرأة التي تقع ضحية فخ تجارة الرقيق تفقد التحكم في مصيرها ولا مهرب لها بعد ذلك حيث ينتزع منها جواز سفرها ومتعلقاتها وتكون تحت ضغط وتهديد نفسي وجسدي مستمر ., وعادة تحتجز اثناء النهار في غرفتها وفي الليل تجبر على ممارسة البغاء وقد كشفت بعض من تم انقاذهن من انهن كن يقضين اياما بدون وسائل نظافة وفي اغلب الحالات يتعرضن للضرب الشديد اذا رفضت مسايرة الزبائن . اما فرص الهرب فإنها محدودة حيث انه من المستحيل ان تجد الضحية من تثق فيه لطلب المساعدة فهي مسلوبة الحرية مذعورة من كل شيء وكل البشر . وتقوم عصابات الرقيق ببيع الضحية 3 الى 6 مرات خلال الرحلة الى البلد المقصود فيتغير ملاكهن اكثر من مرة ويتم اغتصابهن واستغلالهن جنسيا اثناء عمليات الترحيل من بلد الى آخر وقد تستغرق الرحلة بضعة اشهر قبل الوصول. وفي خلال مراحل البيع يعرضن عاريات في اقفاص خشبية ليستطيع الزبائن (السماسرة) معاينة البضاعة ووفقا لذلك قد يتراوح السعر بين 200 دولار الى 1300 دولار وبعد اتمام الصفقة تساق الفتيات الى عالم الدعارة في الملاهي ولابارات ليعملن بأجر زهيد جدا واحيانا بدون اجر وقد لايجدن ما ينمن عليه سوى الكراسي او اريكة تتشارك فيها 3-4 فتيات ويعشن في ظروف صحية متردية مع نقص التغذية واذا اصيبت الضحية بامراض تناسلية لا تجد العلاج الا في حالة تفاقم الاصابة فتعرقل (عملها ) .
اشار تقرير امريكي هام في عام 1998 الى ان التقديرات العالمية الحديثة للتجارة بالنساء والاطفال هي من 700الف – 2 مليون امرأة وطفل يباعون في سوق الرقيق عبر الحدود الدولية كل عام وحسب تقديرات منظمة الهجرة الدولية فإن حوالي 500 الف امرأة تجبر على ممارسة البغاء في اوروبا كل عام .
انتشرت تجارة الرقيق بشكل خاص في دول البلقان بعد تفكيك الاتحاد السوفيتي ويوغسلافيا وذلك بسبب سوء الاحوال الاقتصادية وجود الالاف من موظفي الامم المتحدة والناتو الذين يفترض بهم حماية الاهالي وخاصة الحلقات الاضعف (النساء والاطفال) ولكن "حاميها حراميها" فهناك الان في كوسوفو مثلا 104 بيت دعارة تجبر فيها النساء والبنات الصغيرات على ممارسة البغاء وبدون أجر في احيان كثيرة . كما تنتشر في مناطق الكوارث والحروب الاهلية في افريقيا .
الخداع
اضافة الى الاختطاف فإن الكثير من النساء يقعن ضحية تجارة الرقيق عبر الاستجابة الى اعلانات خادعة تنشط في الدول التي تعاني من الحروب والاحوال الاقتصادية المتردية والبطالة . وتعرض الاعلانات عادة وظائف عادية مثل : مربية – منظفة – عاملة مطعم – رعاية مسنين . ويلاحظ ان هذه الوظائف لاتتطلب مهارة خاصة اوثقافة عالية لضمان استجابة الكثيرات للاعلان . وعادة يحتوي الاعلان على وعود بترتيب كل شيء من تهيئة الاوراق والتأشيرات الى النقل وضمان الوظيفة والاقامة المريحة . ومن نماذج هذه الاعلانات :
- طلب عضوات جدد في فرق فنية تقدم عروضها في الخارج .
- طب مربيات – مديرات منازل – عاملات نظافة وا مكانية السفر الى الخارج.
- شابات . يشترط حسن المظهر ولايشترط الخبرة . اجور مجزية .
- هناك اعلانات الزواج : طلب عرائس لعزاب في الخارج يرغبون في الزواج من فتيات جميلات .
**
دورية العراق تنبهت الى هذا الخطر منذ اول انشائها ، وقد اصدرت نداء وزعته على المواقع والمنظمات الدولية والمعنية بهذه الجريمة , وكانت الشرارة التي اطلقت هاجس الدورية هو قيام البنتاغون باسناد عقود ادارة السجون وتدريب الكوادر الامنية العراقية وحتى ادارة القضاء الى شركة دينكورب الامريكية وهي شركة سبق تورطها في تجارة الرقيق وبيعهن لقوات حفظ السلام في البوسنة وتجارة المخدرات في كولومبيا . كما انكم حين تقرأون تفاصيل هذا النداء ستدركون خطورة هذه الشركة وغير بعيد ان يكون مقاولوها هم وراء عمليات التعذيب والاذلال في ابي غريب لاسيما وانها حسب عقدها مع سلطة الاحتلال كانت مسؤولة عن ادارة السجون . ولكن ادعكم تقرأون النداء الذي نشرته دورية العراق في 1/12/2003 :
نداء الى كافة الشرفاء في العالم
تضامنوا من اجل طرد شركة داينكورب الامريكية من العراق
اذا اخذنا بنظر الاعتبار مايلي:
1-ان وراء الاحتلال الامريكي للعراق اسبابا اقتصادية واسبابا سياسية .
2-وان الحرب تغذيها وتستفيد منها الشركات الامريكية العملاقة التي لاتهمها سوى مكاسبها على حساب حقوق البشر، بمن فيهم الشعب الامريكي .
3-وان المصالح العسكرية والصناعية تتشابك في الادارة الامريكية الحالية اكثر منها في الادارات السابقة حتى يمكن ان نقول بدون مبالغة ان الشركات هي التي تملي السياسة الخارجية الامريكية
4-وان الاحتلال والهيمنة الامريكية لن ينتهيا سوى بالمقاومة المسلحة التي يقوم بها ابناء العراق والبلدان الاخرى تحت الاحتلال ، واشكال المقاومة السلمية التي يمكن ان نقوم بها نحن الذين في الخارج.
5-ان نقطة الضعف في الديناصور الامريكي هو ان مصالحه الاقتصادية ممتدة في كل انحاء العالم ومكشوفة للمواجهة. وهذه هي كعب اخيل التي يجب ان نوجه اليها سهامنا.
6-وان افضل طريقة للانتصار هي ان نفصل ونقضي على كل جزء على حدة.
لهذه الاسباب ، نناشد كافة القوى المناهضة للامبريالية والهيمنة والاحتلال بالتضامن معنا لمقاطعة وفضح ومجابهة الشركات التي استولت على مقدرات العراق والنضال من اجل اخراجها من العراق بكل الطرق الممكنة بضمنها الوسائل القانونية . ولنبدأ بشركة داينكورب التي منحها البنتاغون عقدا بملايين الدولارات لتدريب الشرطة العراقية. وهي من الشركات المفضلة لدى البنتاغون ووكالة المخابرات المركزية الامريكية حيث ان الشركة مقاول انفار يقدم عمالة مستعدة للقيام بالاعمال المشبوهة التي تنأى هذه الجهات الرسمية الامريكية من ممارستها في العلن مثل الاغتيالات والمتاجرة بالمخدرات وغيرها، وهذه الشركة لها تاريخ مظلم في انتهاكات القانون وحقوق الانسان وكما يلي:
1-حصلت على عقد لتدريب الشرطة في البوسنة فتحولت الى عصابة
لتجارة الجنس وخطف وشراء الفتيات القاصرات من البوسنة ومن الدول المجاورة من اجل بيعهن لقوات حفظ السلام وقوات حلف الاطلنطي .
2-حصلت على عقد لمكافحة تجارة المخدرات في كولومبيا فتحولت الشركة الى عصابة لتهريب المخدرات، اضافة الى ابادة 14% من اراضي البلاد وذلك برشها بمبيدات سامة وقاتلة.
3- رفع اكثر من 10000 مزارع من الاكوادور قضية ضد الشركة لأن الرياح حملت المبيدات السامة التي رشت في كولومبيا الى مزارع الاكوادور فأبادت الزرع والبشر.
والان تكلف هذه الشركة بتدريب الشرطة العراقية ، ومع وجود اكثر من 100ألف جندي امريكي وغيرهم من القوات الاجنبية وهم بالتأكيد اكثر بكثير من القوات الاجنبية التي كانت في البوسنة (18000)، وبغياب القانون في العراق اليوم ، فما الذي يردع الشركة من تنشيط تجارتها المحرمة في الرقيق والمخدرات خاصة في ظل الحصانة التي منحها بوش للشركات الامريكية بموجب الامر التنفيذي 13303 فجعلها فوق المساءلة الان ومستقبلا ، علما ان عقد الشركة يقضي اضافة الى تدريب الشرطة ، بناء نظام قضائي وادارة السجون، فكيف تكلف هذه الشركة التي ارتكبت في كل مكان ذهبت اليه جرائم بشعة ضد الانسانية والقانون الدولي ، بارساء القانون والنظام في العراق؟
نناشد جميع منظمات حقوق الانسان والمنظمات الدولية المناهضة للهيمنة والاحتلال في داخل العراق وخارجه لمراقبة ممارسات شركة داينكورب في العراق من اجل تجريمها وانهاء عقدها وطردها خارج العراق.
دورية العراق www.iraqpatrol.com
1/12/2003
**
والان تخرج التقارير لتؤكد وقوع الجريمة التي حذرت منها الدورية - ولا حياة لمن تنادي -
لنقرأ اولا ماكتبه الصحفي الامريكي ظاهر جميل ونشره موقع اسلام اونلاين باللغة الانجليزية في 24/1/2005
اصبح الاختطاف الجريمة المفضلة لدى العصابات الاجرامية في العراق . وبوجود بطالة 70% في العراق(المحرر) انتشرت الجريمة حيث تتمتع عصابات الجريمة المنظمة بالتحرك بحرية وسط الاوضاع الامنية الرهيبة .
منذ تموز/ يوليو 2003 كتبت منظمة هيومان رايتس ووتش تقريرا يقول ان : الاوضاع الامنية في بغداد والمدن العراقية الاخرى تتسبب في تحديد تحركات النساء والفتيات الى اقصى درجة خوفا من الاغتصاب والاختطاف."
وتضع المنظمة اللوم في زيادة حوادث الاختطاف والاعتداء الجنسي على انهيار القوى الامنية للنظام السابق وبطء قوات الاحتلال في بناء قوى امنية جديدة .
في خلال 3 اشهر من احتلال بغداد وثقت المنظمة 70 حالة اغتصاب واختطاف لنساء عراقيات ورغم قسوة النظام السابق فإن معدل العنف ضد المرأة كان حالة واحدة في كل ثلاثة اشهر في حين انه في تموز 2003 كان هناك عدة حالات خلال الاسبوع والحالة تزداد تدهورا وسوءا هذه الايام .
في خلال الاشهر الستة الاولى من الاحتلال ظلت حدود العراق مفتوحة فتدفقت منها عصابات الاجرام الى البلاد التي لم يعد فيها قانون .
ولم تكن كل العصابات تبحث عن اموال فدية او تكتفي بها . فقد اختطفت ساجدة البالغة من العمر 23 عاما واخت زوجها حنان 17 سنة بعد اسابيع من زواج ساجدة . نقلت المرأتان الى اليمن حيث وجدا 130 امرأة عراقية اخرى تم خطفهن وارغامهن على ممارسة الدعارة . وباعجوبة استطاعت ساجدة وقريبتها الاتصال بالعائلة التي بعثت بعض افرادها الى اليمن وحرروا المرأتين .
اما فخرية فعمرها 20 سنة ولكنها لا تعرف على سبيل التأكد بل انها نسيت حتى اسم ابيها والان هي مدمنة مخدرات .
تروي حكايتها :" كنت اعيش في ميتم وخطفت يوم احتلال بغداد" وتصف كيف ان دبابة امريكية كانت تقف على باب الميتم لقربه من المطار وكيف ان القوات الامريكية سمحوا بسرقة ونهب الميتم .
" تبادل الخاطفون اغتصابي ولا اتذكر كم من الوقت استبقوني لديهم حتى رموني في الشارع . والان تستخدم اية مخدرات تقع عليها :" من اجل الا اشعر بما يحدث حولي او من يقوم باغتصابي مرة اخرى"
العراقيون يتحسرون الان على ايام حكم صدام حسين والامن الذي كانوا يتمتعون به حينذاك . لم يكن الاغتصاب معروفا ولكن الان الاختطاف والاغتصاب اصبح حوادث يومية .
قبل ثلاثة اسابيع نشرت صحيفة الزمان ان 11 طفلا خطفوا في بغداد في يوم واحد .
لقد اصبحت هذه القصص شائعة وسببت خوفا شديدا في بغداد والمدن الاخرى مما ارعب النساء والفتيات من النزول الى الشارع . النساء الان يخرجن عند الضرورة القصوى ولابد ان يرافقهن رجل .
من يتحمل مسؤولية هذه الاوضاع ؟ الاحتلال . فطبقا للقانون الانساني الدولي على قوة الاحتلال واجب اعادة وصيانة النظام والامن واحترام الحقوق الاساسية لسكان المناطق المحتلة .
رغم مظاهر استقلال (الحكومة العراقية المؤقتة) فإن القوات الامريكية هي التي تحكم العراق حتى يومنا هذا . والاحتلال هو الذي وضع (القوانين ) التي تدير العراق وهو المسؤول عن فظاعة الحالة الامنية التي سمحت بجرائم من هذا النوع ان تصبح شيئا عاديا يحدث كل يوم في العراق المحتل .
بالاضافة الى ذلك فإن معاهدة جنيف الرابعة تنص على "حماية النساء بشكل خاص ضد أي اعتداء على شرفهن وخاصة ضد الاغتصاب والاجبار على الدعارة او أي شكل من اشكال الانتهاكات غير الاخلاقية."
**
تقرير وزارة الخارجية الامريكية يؤكد وقوع الجريمة
موقع وزارة الخارجية الامريكية state.gov
تقرير التجارة بالبشر صادر عن ادارة مراقبة ومكافحة تجارة البشر
Office to monitor and combat trafficking in persons
العراق بلد مازال في حالة انتقال . يعمل مجلس الحكم العراقي مع سلطة الائتلاف المؤقتة من اجل ارساء حكومة انتقالية تتسلم السلطة في 1 تموز 2004 وتدير البلاد لغاية الانتخابات وكتابة دستور دائم ولا يتعدى هذا 31 كانون الاول 2005. وبسبب الظروف الخاصة في العراق فمن الصعب ان تكون لدينا صورة شديدة الدقة عن حالة التجارة بالبشر في البلاد . وهذا التقرير وقد جمع المعلومات من مصادر مختلفة هو محاولة للتعرف على مدى تجارة البشر في العراق وكذلك الجهود المبذولة لمكافحتها .
يبدو ان العراق هو دولة منبع لتجارة النساء لاغراض الاستغلال الجنسي في الدول الاخرى في المنطقة والى الهند. تشير التقارير الى ان عددا متزايدا من النساء والفتيات العراقيات ينقلن الى اليمن من اجل الاستغلال الجنسي. بعض هؤلاء الضحايا يروين ان التجار كانوا يرعبوهن بايذاء عائلاتهن من اجل ضمان خضوعهن لهم ، واخريات أخذن مقابل ديون (debt bondage ) . وفي حالات القلة كانت هناك تقارير عن فتيات ونساء يخطفن ويتاجر بهن داخل العراق من اجل الاستغلال الجنسي (لايريد التقرير ان يذكر معلومات عن هذه النقطة لأن المتاجرة في الداخل تعين في داخل القواعد الامريكية- دوريةالعراق).
بعد الحرب مباشرة اختطف عدد من النساء العراقيات الشابات والصبيان مقابل طلب فدية وبعض الفتيات كان يتم بيعهن لاجبارهن على الدعارة . في هذه المرحلة وبسبب نقص المعلومات الكافية يظل حجم ومدى مشكلة تجارة الرقيق الداخلية في العراق مشكلة لا يمكن التحقق منها .(القواعد العسكرية ؟) حالما تتشكل حكومة رسمية سوف تحتاج الى تطوير وتنفيذ خطة عمل ضد تجارة البشر تشمل قانون شامل ضد تجارة الرقيق.
المتابعة : اخطرت سلطة الائتلاف المسؤولين الامريكان في العراق بظهور تجارة الرقيق في عراق مابعد الحرب . كما اعلنت سلطة التحالف سياستها في حظر تورط امريكان في تجارة الرقيق او النشاطات المتعلقة بذلك ونبهت على الشرطة العسكرية ان تنفذ هذه السياسة . وقد احيط المترجمون العراقيون الذين يعملون مع سلطة التحالف بالموضوع وتم تشجيعهم على الابلاغ عن اية معلومات عن حالات تجارة بارقيق او خطف (اعتراف ضمني بأن وجود القواعد الامريكية يشجع التجارة ) . ونتيجة لهذه السياسة اعتقلت الشرطة العسكرية الامريكية والعراقية ست رجال لخطفهم فتيات صغيرات وبيعهن لبيوت الدعارة.
الوقاية : رغم انه حاليا لا يوجد ملاجيء لضحايا تجارة الرقيق فإن مثل هؤلاء يوجهن للذهاب الى المستشفيات والمنظمات الدولية للمساعدة .
اليمن
اليمن حالة خاصة لأن معلومات تجارة الرقيق متناثرة ومن الصعب جمعها . اليمن قد تكون بلاد منبع ومحطة نهاية في تجارة الرقيق الدولية . في الماضي لم يكن تجارة الرقيق مشكلة في اليمن ولكن المؤشرات تؤكد ظهور هذه الجريمة . هناك تقارير عن التجارة بالاطفال من اجل تسخيرهم للعمل كشحاذين في السعودية . وتذكر التقارير في 2003 و 2004 ان اعدادا متزايدة من النساء العراقيات تم نقلهن الى اليمن للعمل في الدعارة . وحين تنبهت الحكومة اليمنية الى ذلك قامت باصدار تعليمات تنص على ضرورة حصول العراقيين على تأشيرة دخول .
اصل التقرير باللغة الانجليزية
**
لماذا اليمن ؟
سألت صديقا عمل فترة طويلة في اليمن . لماذا اليمن ؟ قال ان الفساد في الحكومة ينتشر في اليمن مثل الحريق في القش وهكذا يتم التغاضي عن الجرائم والانتهاكات . كما يمكن القول ان مسألة دخول العراقيين بدون تأشيرات كان من ضمن التسهيلات التي شجعت السماسرة على الاتجاه الى اليمن . وحسنا ان تنبهت الحكومة اليمنية الى هذه المسألة , ويبقى ان نسأل اصدقاءنا العراقيين واليمنيين والعرب المقيمين في اليمن الى الضغط على السلطات للبحث عن الضحايا العراقيات وانقاذهن .
القواعد العسكرية الامريكية
في وجود 150 الف عسكري امريكي عدا الالاف من الجنسيات الاخرى عدا المقاولين المرتزقة الذين يناهزون 13 الف او يزيدون وهم من حثالات البشر وفي وجود قواعد عسكرية دائمة وفي وجود النية المبيتة والتي اتضحت بعد اجراء الانتخابات المزيفة لبقاء قوات الاحتلال الى ماشاء الله . . تذكروا ان كل هؤلاء يحتاجون الى تموين مستمر من الجنس بكل انواعه فهناك الكثير من الشاذين والمنحرفين في جيوش الاحتلال هذه . اسألوا اهل العمائم الذين سيصعدون على كراسي الحكم : من سيزود هؤلاء العلوج الاجانب بالجنس الدائم ؟ ان مجرد بقاء قواعد عسكرية يعني ضرورة وجود دعارة مصاحبة للقواعد .
وليس ببعيد عن الاذهان البيوت الاربعة في الموصل قرب القاعدة العسكرية الامريكية والتي استتهدفتها المقاومة الباسلة فدمرتها حتى سوتها بالارض . كانت بيوت بغاء اقيمت بسرعة البرق قرب القاعدة . اربع بيوت دعارة قرب قاعدة واحدة فكيف بأربعة عشر قاعدة دائم ؟
** هذا التحقيق خاص بدورية العراق - يرجى الاشارة الى اسم الدورية عند الاقتباس او اعادة النشر وشكرا .