المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسالة من المجاهد عزة ابراهيم



ماهر علي
01-02-2005, 07:59 PM
شبكة البصرة



نص رسالة المجاهد عزة ابراهيم امين سر حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق وكالة المؤرخة في اوائل كانون الاول/ديسمبر 2004 والتي يخاطب فيها اعضاء القيادة القومية لحزب البعث ويحثهم فيها على القيام بمسؤولياتهم والتحرك لنصرة شعبهم المكافح في العراق. ويزف المجاهد عزة ابراهيم فيها البشرى بقرب تحقيق النصر على اعداء العراق والامة اعداء الله وبرسوخ المقاومة الباسلة وفي قلبها مجاهدو البعث وازدياد قوتها وانتشارها وبرسوخ بنيان الحزب واستعادته دوره الطليعي الكفاحي بسرعة هائلة. ,فيما ياتي نص هذه الرسالة المهمة:



بسم الله الرحمن الرحيم
(كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله)

صدق الله العظيم



الرفاق اعضاء القيادة القومية الأعزاء المحترمين

تحية البعث والايمان والجهاد والمحبة، تحياتي الى كل الخيرين المؤمنين من ابناء حزبنا في اقطار أمتنا واطرافها الشاسعة.

حياكم الله وقواكم الله وثبتكم على الايمان بل وزادكم ايمانا وثقة بمقام حزبكم وقدرته التاريخية الرسالية على الانتفاض والتجديد والابداع، إن الذين أمنوا يهديهم ربهم بايمانهم والذين أهتدوا زادهم هدى وعلى ربهم يتوكلون وخاصة في عراق العز والمجد والتاريخ والحضارة.

لقد علمتم أيها الرفاق الأعزاء وقد عشتم دهرا طويلا في قلب المعركة المقدسة التي خاضها البعث وخاصة منذ السابع عشر من تموز المجيدة الى يوم سقوط بغداد العزيزة بغداد الاباء والشموخ بغداد الصمود والتحدي والمجابهة بغداد الشجاعة والبطولة بغداد العرب والبعث والتاريخ والحضارة والانسانية.

وقد علمتم علم اليقين ومن زمن مبكر عندما علم اعداء الأمة واعداء مبادئها وقيمها وتاريخها وحاضرها ومستقبلها اعداء الانسانية والانسان عندما علموا أن البعث في العراق ماض في ثورته بقوة لتحقيق مشروع الأمة الحضاري النهضوي القومي الانساني الرسالي في توحيد العرب وبعث حضارتهم ودورهم الفاعل في حياة الانسانية ومسيرتها في الارض.

قد تنادى هؤلاء الأعداء من كل اصقاع الارض يعاونهم خونة الأمة والوطن من عملاء وجواسيس ومأجورين باعوا دينهم ودنياهم ووطنهم وأمتهم بدنيا غيرهم، اجتمعوا ليضربوا مركز الاشعاع الايماني الحضاري للامة وللانسانية، العراق وبعثه الكريم يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم وأبواقهم وقواهم المادية ويأبى الله الا أن يتم نوره ولو كره الكافرون.

فلنا ولكم أيها الرفاق الأعزاء الشرف العظيم والعز المديد والمجد التليد أن نقاتل من قبل مركز الكفر والظلم والطغيان والعدوان مركز الخسة والرذيلة اعداء الله والانسانية.

خسئوا يحسبون أنهم قادرون على تغيير منطق التاريخ ونواميس الطبيعة وسنة الله تعالى في الارض، كما ظن قبلهم فرعون والنمرود والاكاسرة والاباطرة وكل المتجبرين في الارض بغير الحق، ظنوا وزين لهم الشيطان الرجيم ان الصراع والقتال سيدور بين المعسكرين على اساس العوامل والامكانات المادية الصرف فقط ورأوا ما لديهم من تفوق مادي هائل وفي كل الميادين العسكرية والاقتصادية والسياسية والاعلامية والبشرية ونسوا ولم يعلموا أن سلاح البعث وشعبه العظيم هو الروح الذي نفحه الله في آدم عليه السلام روح الايمان بقدرة الله القادر المقتدر الذي اذا اراد امرا فانما يقول لـه كن فيكون (وما أمرنا ألا واحدة كلمح البصر) (ان الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا).

ولذلك عندما انتصر العدو بتفوقه المادي الهائل وسقطت بغداد بيده، وتصور أن الأمر قد حسم بهذه السهولة والبساطة وجاء بحفنة الخونة والعملاء والجواسيس ليرتب بهم نمطاً من الادارة يحكم العراق وشعبه من خلاله خسئوا وذلوا، فاجأهم البعث العظيم وشعبه الماجد الكريم بكل قواه الوطنية والقومية والاسلامية بانفجار اسرع واعظم وآصل مقاومة في تاريخ البشرية قلبت حساباته رأسا على عقب.

فهو اليوم أيها الرفاق الأعزاء يترنح شاعرا بورطته الى الاذقان وشاعرا بخيبته وخيبة أذنابه وعملائه، فاتهم وفات الكثير للاسف من ابناء أمتنا أن الايمان بالله العلي القدير والايمان بالوطن والامة متجذر في قلوب العراقيين منذ الرسالات السماوية الأولى ومنذ الرسالات الحضارية الاولى، فهم بعمق هذا الايمان يصولون ويجولون ويلقنون الامبريالية والصهيونية دروسا بليغة في قدرة الشعوب الحضارية على التحرير والتحرر وعلى النصر والانتصار على قوى الشر والعدوان والرذيلة.

اعلموا أيها الرفاق الاعزاء ولتعلم الدنيا كلها أن الايمان الجهادي التضحوي الاستشهادي هو لنا ومنا وفينا متجذر في قلوب العراقيين كابرا عن كابر وجيلا بعد جيل منذ قالوا بلى، حين قال جل شأنه ألست بربكم الخالق القادر المقتدر القوي العزيز قالوا بلى أنت ربنا القوي العزيز بك أمنا وبك سنقاتل اعداءك وعليك نتوكل في مسيرتنا الكبرى اليك.

انه متجذر منذ سومر وأكد منذ بابل وآشور ومنذ رسالة ابراهيم النبي العراقي عليه السلام ومنذ رسالات أولاده الانبياء موسى وعيسى ويونس وايوب ومنذ الرسالة الخالدة رسالة محمد النبي العربي صلى الله عليه وسلم رسالة العرب الخالدة الى الدنيا كافة عدلا وحقا وسلاما وأمناً وأماناً وحرية وتحررا من عبودية الانسان وشروره ونزواته، نقاتلهم اليوم بروح هذا التاريخ وعمقه وبشموخ وبطولة رموزه العظام ابي بكر وعمر وعلي والحسين وخالد وسعد والقعقاع وصلاح الدين.

ابشروا ايها الرفاق الاعزاء أن حزبكم اليوم في العراق هو في اعز أيام مسيرته الجهادية الطويلة يعبر بقدرة فائقة واصالة عميقة عن ذاتهه كقدر وغاية ووسيلة لحياة الأمة وديمومة دورها القيادي الريادي في الانسانية، لقد استنفر في داخله كل قيم ومباديء ومعاني الايمان بالله والوطن والأمة، لقد رسخ اليوم أساسه بعد الزلزال الهائل وتكامل بنيانه بسرعة هائلة تتناسب على قدره ومقداره ودوره في قيادة الأمة وذلك بفضل قيادته الميدانية الباسلة وكادره المتقدم الشجاع المجاهد ومناضليه المؤمنين المجاهدين قد ملؤا دنيا العراق جهادا وذودا عن كرامة الأمة وشرفها ومقدساتها.

أن المقاومة اليوم ايها الرفاق وفي قلبها وطليعتها وقيادتها حزبكم العظيم تزداد قوة ورسوخا وانتشارا واسعا في ميادين القتال وايذاء ومحاصرة للعدو، وان النصر قريب باذن الله وما النصر الا من عند الله العزيز الحكيم.

أما الذي حصل للحزب والعراق وما يحصل اليوم فهو أمر رباني أساسه وحكمته ليمحص الله الذين أمنوا ويمحق الكافرين، أي ليطهر أبناء العروبة والاسلام في عراق التاريخ والحضارات والرسالات ويؤهلهم من جديد لمواصلة حمل الرسالة وتبليغها بقوة وتحقيق معانيها في نفس الانسان وفي دنياه وحياته فهي محطة من محطات المسيرة الكبرى لبعث العرب وهي محطة لتجديد وتثوير معاني وقيم الايمان ومعاني وقيم الرجولة في قلوب وضمائر المناضلين والمجاهدين حملة الرسالة وجنودها الاشاوس رجال العراق الأشم.

ادعوكم ايها الرفاق الاعزاء الى ان تأخذوا دوركم كقيادة عليا للحزب بقوة تتناسب مع مرحلة الجهاد المقدس واعلموا ان النكبات والمصائب لاتزيد الحركات الثورية الا قوة وصلابة واصرارا على مواصلة المسيرة ولا تزيدها الا ابداعا وعطاءاً غير محدود.

اطمأنوا ايها الرفاق على حزبكم وشعبكم في العراق وكونوا واثقين بالنصر على المحتل وبالتحرير الكامل للعراق والأمة، فالشعب المجاهد العظيم وفي طليعته حزبنا لن يرضى بديلا عن التحرير الكامل للعراق والأمة من الاحتلال هذا هو خيار البعث والشعب بكل قواه الوطنية والقومية والاسلامية.

يجب ان تأخذ الامبريالية والصهيونية درسا يجعلهما غير قادرتين في المستقبل على التعرض لمصالح الأمة الأساسية ومستقبلها، لنفتح لأمتنا طريقا جديدا للحرية والسلام والأمان على امتداد مستقبلها في الارض.

نحن نعلم ايها الرفاق الأعزاء علم اليقين ونؤمن أن النصر للمؤمنين ففي كل مكان طال الزمن أم قصر وخارج الحسابات التقليدية لتكافؤ القوى وهذا امر رباني لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

لقد الزم نفسه تعالى منذ الازل بذلك قال جل شأنه (وكان حقا علينا نصر المؤمنين) وقال سبحانه (ان الله يدافع عن الذين أمنوا) وقال جل شأنه (إنا لننصر رسلنا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الاشهاد) ونحن المؤمنون بكل هذا نقاتل في سبيل الله وهم الكافرون البغاة يقاتلون في سبيل الطاغوت ويحادون الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وقال جل شأنه (ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم) ومن في الدنيا اليوم ينصر الله اكثر من الذين يقاتلون الامبريالية والصهيونية فنحن المنصورون باذن الله تعالى قال جل شأنه (أن ينصركم الله فلا غالب لكم)

ايها الرفاق الاعزاء ان كنتم غير قادرين على عقد مؤتمر قومي أو لكم وجهة نظر خلاف عقده فلا بأس عليكم نؤجل عقد المؤتمر الى مرحلة قادمة ان شاء الله ولكن أن تبادر القيادة بهمة عالية الى اجراء سلسلة من اللقاءات يحضرها اعضاء لجنة الاتصال والمتابعة واعضاء تنظيمات حزبنا في اقطار الأمة لدراسة وضع برنامج كفاحي جهادي على امتداد وطننا الكبير لمساندة ومعاونة حزبكم المجاهد في العراق المنتصر باذن الله ومدده وعونه.

أمدونا بعمقنا القومي ماديا ومعنويا، وانتم قادة الحزب وأهل مسيرته الطويلة وخبراؤها، لا يليق بكم هذا الغياب والتغييب لدور الحزب القومي، أن سألتم أو تساءلتم وأن سألكم أحد أو تساءل عن اخطاء وهفوات حصلت نعم حصلت ولكن ليس هي السبب في الذي حصل، ان السبب الذي ذكرته ففي الرسالة والذي ذكرتموه في بيانكم الوحيد، وسيأتي اليوم الذي فيه تدرس وتقيم التجربة ان شاء الله.

اننا نفتخر ونتشرف ان الذي قاتلناه وتصدى لمسيرتنا هو امريكا والصهيونية وخونة الأمة من حكام محكومين وعملاء ومأجورين، وهذا وسام شرف لكل بعثي في حزبنا الكبير والعبرة الكبرى هو ان نمضي في الجهاد ونقاتل العدو حتى ننتصر باذن الله.

تحركوا ايها الرفاق ولا تيأسوا من مدد الأمة فخيرها كبير فقد تفاجئكم بعد الحركة، توكلوا على الله فأنه قريب مجيب قادر ومقتدر.


(وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون)

صدق الله العظيم

عزة ابراهيم
أمين سر قيادة قطر العراق وكالة
أوائل كانون أول 2004