المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فشل كبير للانتخابات الصورية في العراق



هند
31-01-2005, 11:22 PM
فشل كبير للانتخابات الصورية في العراق

المقاومة تحدت كافة الاجراءات الامنية وفجرت عشرات المراكز الانتخابية

نسبة المشاركة في الانتخابات لم تتجاوز 30 بالمائة

شبكة البصرة

عليان عليان

بدأت الانتخابات المفبركة في العراق والمعروفة نتائجها سلفا بترتيب من سلطات الاحتلال الأمريكية وادواتها العميلة في العراق، وقد اتسمت بالفشل الذريع ان على صعيد فشل الاجراءات الامنية المتخذة من قبل الاحتلال وحكومة اياد علاوي العميلة في حماية مراكز الاقتراع أو على صعيد الفشل في تحقيق نسبة تصويت معقولة تعطيها نوعا من الشرعية الزائفة بالاستناد إلى قرار مجلس الامن الظالم رقم 1546 الذي صاغته كل من الولايات المتحدة وبريطانيا.

اقبال ضئيل

وتفيد التقارير الواردة من العراق ان الاقبال على الانتخابات كان ضئيلا للغاية، ولم تتجاوز نسبة المشاركة ـ باستثناء مناطق الاكراد ـ 30 بالمائة مشيرة إلى ان مقاطعة الانتخابات لم تقتصر على العرب السنة، حيث قاطعتها فئات واسعة من العرب الشيعة والتركمان مؤكدة ان المقاطعة اتخذت صفة وطنية وليس صفة طائفية أو مذهبية.

أسباب المقاطعة

وأكد العديد من المراقبين ان مقاطعة الانتخابات لم تكن مرتبطة بالسبب الامني فقط وتهديد المقاومة لكل من يشارك في الانتخابات الصورية اقتراعا أو ترشيحا والتي جرى تنفيذها فعلا عبر عدد كبير جدا من العمليات التي لم يشهدها العراق سابقا... بل ارتبطت مقاطعة الانتخابات بشكل اساسي بسببين آخرين رئيسيين هما: أولا ادراك معظم العراقيين بأنهم في العملية الانتخابية أمام خيارين أحلاهما مر وهما اما التصويت للقائمة الشيعية المحسوبة على ايران تحت عنوان وصور السيستاني، والمتحالفة والملتقية مصلحيا وبرغماتيا مع الاحتلال، بما يجعل من نجاحها تمكينا للنفوذ الايراني في العراق... واما التصويت للقوائم العلمانية العميلة للاحتلال مثل قائمة اياد علاوي وغيرها، وبالتالي رفض معظم العراقيين التصويت لاي من هذه القوائم.

والسبب الآخر يكمن في الحس الوطني والقومي والاسلامي المرتفع عند اغلبية العراقيين والذي يحرم إجراء الانتخابات في ظل الاحتلال وبتوجيه منه، ادراكا منهم ان هذه الانتخابات تهدف إلى شرعنة وجود الاحتلال الأمريكي في العراق عبر تعاقد الحكومة الصورية الناجمة عن الانتخابات مع الاحتلال على ابقاء عدد كبير من القواعد الأمريكية في العراق بما يمكن قوات الاحتلال من تنفيذ مخططها في استمرار نهب النفط العراقي وتقسيم العراق كمقدمة لمخططها في عموم المنطقة في اطار ما يسمى بالشرق الاوسط الكبير.

وأفادت التقارير الواردة من بغداد عشية عملية الانتخابات المفبركة بأن التيارات المقاطعة للانتخابات تغطي معظم مساحة العراق، ولم تقتصر على طائفة دون أخرى شاملة هيئة علماء المسلمين والحزب الإسلامي والتيارات الشيعية المختلفة مثل التيار الصدري والتيار الخالصي وتيار آية الله أحمد حسن البغدادي وتيار آية الله قاسم الطائي وكذلك التيار القومي بمختلف احزابه وتلاوينه والمؤتمر التأسيسي العراقي والجبهة العربية الموحدة للاحزاب العربية السنية والشيعية في كركوك.

فشل سياسة الترغيب والترهيب

وكانت محاولات السفير الأمريكي في العراق جون نغروبونتي لاقناع المقاطعين بالمشاركة في الانتخابات عبر سياسة الترغيب والترهيب وبخاصة محاولته المباشرة مع هيئة علماء المسلمين ورئيسها د. حارث الضاري قد باءت بالفشل، كما فشلت محاولات وزير الخارجية الأمريكي ريتشارد ارميتاج في حل مشكلة الانتخابات بمدينة كركوك عبر اقتراحه قائمة واحدة للعرب والاكراد والتركمان بعد ما سمحت سلطات الاحتلال وحكومة علاوي العميلة لاعداد كبيرة من الاكراد الذين يقطنون خارج كركوك بتسجيل انفسهم للانتخابات في المدينة بذريعة انهم نزحوا منها قبل عقود مما حدا بالجبهة العربية الموحدة في كركوك إلى اعلان مقاطعتها للانتخابات.

واوضحت التقارير ان الانتخابات ترشيحا وتصويتا اقتصرت على الاحزاب الكردية والاحزاب الشيعية المرتبطة عمالة ومصلحيا مع الولايات المتحدة وايران مثل حزب مجلس الثورة الاسلامية بزعامة عبد العزيز الحكيم وحزب الدعوة بزعامة ابراهيم الجعفري والاحزاب العلمانية العميلة لامريكا مثل حركة الوفاق الوطني بزعامة اياد علاوي وحزب المؤتمر الوطني المنضوي في اطار الائتلاف الشيعي السيستاني بزعامة احمد الجلبي وغيرهم ممن عادوا جميعا على ظهر دبابات امريكية.

واشارت التقارير ان التيار الشيعي المشارك في الانتخابات تحت راية وصورة السيستاني يمثل اقل من 15 في المائة من الشيعة العرب في العراق.

الدور الصهيوني

ولفت انتباه المراقبين دخول العدو الصهيوني واليهود عموما على خط الانتخابات في العراق من زاويتين هما:أولا: مشاركة اليهود وابنائهم واحفادهم من اصل عراقي في الانتخابات داخل وخارج العراق، حيث تشير بعض التقارير إلى ادلاء 150 الف يهودي "اسرائيلي" بأصواتهم داخل العراق.

ثانيا: منظمات أمريكية صهيونية واخرى يهودية "اسرائيلية" استخدمت الموضوع الانتخابي في التعامل مع القوى السياسية العميلة في العراق للضغط عليها باتجاه تشجيع توطين ملايين اللاجئين الفلسطينيين في العراق في مقابل الحصول على مساعدات فنية وسياسية في الحملات الانتخابية.

وكشف مركز الدراسات الفلسطينية التابع لجامعة بغداد عن معلومات غاية في الخطورة مفادها ان رؤوس الاموال اليهودية العالمية لعبت دورا اساسيا في اقناع الدول بخفض المديونية الخارجية للعراق لقاء موافقة القوى المرشحة للحكم في بغداد على توطين اللاجئين الفلسطينيين في العراق.

وأوضح المركز ان ما يسمى برئيس الجمهورية المؤقت في العراق غازي عجيل الياور اجرى خلال زيارته للولايات المتحدة في ديسمبر/كانون أول الماضي لقاءات مع زعماء اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة لبحث الكثير من الموضوعات وأبرزها الامن والانتخابات وتوطين اللاجئين الفلسطينيين في العراق.

المقاومة تبر بوعدها

لقد شكلت العمليات غير المسبوقة للمقاومة ضد مراكز الاقتراع ومواقع الاحتلال والحرس اللاوطني يوم أمس وعلى امتداد الاسبوع الماضي عاملا محبطا للاحتلال وادواته الذي فشل في تأمين الحماية لمراكز الانتخابات المفبركة رغم حشد ما يزيد عن 150 الف جندي امريكي و30 الف جندي بريطاني و100 الف من قوات الشرطة والحرس اللاوطني.

وبهذه الجسارة القتالية تكون المقاومة العراقية الباسلة قد برت بوعدها ونفذت عهدها لأن وعد الحر دين بتحويلها مراكز الانتخاب ومواقع الاحتلال يوم الانتخاب الى مقبرة لكافة من يقف ويشارك في الانتخابات الصورية التي تستهدف تشريع الاحتلال... وفيما يلي تفاصيل عمليات المقاومة حتى الساعة الحادية عشرة صباحا من يوم الاحد 30/1 يوم الاقتراع الصوري:

- سقوط قذيفتي هاون على مقر قيادة قوات الاحتلال الأمريكية في مدينة كركوك.

- هجوم صاروخي على قاعدة لقوات الاحتلال الأمريكية شمال مدينة بعقوبة.

- قصف ما يسمى بالمنطقة الخضراء بوجبات من الصواريخ.

- تفجير مركز انتخابي في مدينة الصدر اسفر عن مقتل اربعة من الشرطة وجرح سبعة آخرين.

- تفجير مركز انتخابي غرب بغداد اسفر عن مقتل واصابة ستة آخرين.

- تفجير مركز انتخابي في بغداد بحي الزيتونة بقذائف الهاون اسفر عن مقتل وجرح 15 شخصا.

- تفجير مركز انتخابي جنوب بغداد اسفر عن مقتل وجرح 12 شخصا.

- تفجير مركزيين انتخابيين في مدينة البصرة اسفر عن جرح العديد من الاشخاص.

- محاولة اغتيال ما يسمى بوزير العدل العراقي مالك دوهان الحسن عبر عملية استشهادية ادت إلى مصرع العديد من حراسه.

- تفجير مركزين انتخابيين شمال الموصل.

- تفجير مركز انتخابي في مدينة بلد اسفر عن مصرع وجرح عدد من الاشخاص.

- قصف سبعة مراكز انتخابية في محافظة صلاح الدين.

- تفجير مركز انتخابي في حي المنصور اسفر عن مصرع وجرح 13 شخصا.

هذا ولا تزال القنوات الفضائية ووكالات الانباء تنقل تباعا هذا السيل العرم والمتراكم لعمليات المقاومة.

تجدر الاشارة إلى ان المقاومة قصفت مساء السبت الماضي 29/1 مبنى السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء ببغداد مما أدى إلى مصرع وجرح عدد كبير من قوات الاحتلال، كما أن العديد من عمليات تفجير المراكز الانتخابية هي عمليات استشهادية.

وكانت المقاومة العراقية قد نفذت سلسلة من العمليات النوعية على مدار الاسبوع السابق للانتخابات عبر استخدام السيارات المفخخة والقصف بمدافع الهاون والصواريخ ففي يوم الخميس وحده 27/1 خسرت قوات الاحتلال الأمريكية 39 جنديا جراء اسقاط المقاومة لطائرة النقل تشينوك قرب مدينة الرطبة وجراء سلسلة عمليات اخرى شمال وغرب بغداد وفي يوم السبت 29/1 اسقطت المقاومة مروحية امريكية مما ادى إلى مصرع وجرح عدد من جنود الاحتلال.

مشاركة ضئيلة في الخارج

وكانت الانتخابات المفبركة خارج العراق قد بدأت منذ صباح يوم الجمعة الماضي 28/1 في اربعة عشر دولة عبر زفة اعلامية مكشوفة ساهمت فيها الإدارة الأمريكية وبعض وسائل الاعلام في الدول التي جرت فيها الانتخابات وهي الولايات المتحدة وكندا وفرنسا وبريطانيا والمانيا والدنمارك وهولندا والسويد وايران وتركيا وسوريا والاردن ودولة الامارات.

وافادت مصادر مكتب الهجرة الدولي الذي تولى الاعداد والاشراف على الانتخابات خارج العراق بأن عدد المسجيلن للانتخابات خارج العراق تراوح بين 10 – 20 في المائة من اجمالي عدد العراقيين في الخارج الذي يحق لهم الاقتراع حيث وصل إلى 250 الف شخص، بما يؤكد على النسبة الضئيلة للمشاركين في الانتخابات خارج العراق رغم عدم وجود أية تهديدات أمنية لهم.

انتخابات غير شرعية

وعلق أحد المراقبين على الانتخابات بقوله ان الانتخابات المفبركة التي جرت داخل العراق وخارجه فاقدة لشرعيتها بكل المقاييس من زاوية ان معدلات التصويت لم تتجاوز 30 في المائة من الناخبين ومن زاوية أنها جرت تحت حراب الاحتلال، وبتخطيط وتوجيه منه ومن زاوية مقاطعة كافة التيارات الوطنية والقومية والسنية والشيعية العربية لها.

وأضاف ان الإدارة الأمريكية ستحاول اضفاء الصفة الشرعية عليها متذرعة بقرار مجلس الامن رقم 1546 وستزعم ان نسبة المشاركة 80 في المائة وستعمل على اعلان الافراح والتهاني بالنجاح المزعوم المنقطع النظير للديمقراطية التي وهبتها للمجتمع العراقي على 200 الف جثة عراقية في حرب مستمرة منذ مارس آذار 2003 وحتى اللحظة الراهنة وعلى مليوني قتيل عراقي جراء الحصار الظالم غير المسبوق في التاريخ على مدار 13 عاما.

وأشار المراقبون إلى ان الإدارة الأمريكية ستوفر كل الذرائع المطلوبة لتمكين الدول المتواطئة معها من العمل العلني للترويج لنتائج هذه الانتخابات والمصادقة زورا على حكومة منتخبة ستطالب شكليا بانهاء الاحتلال لتنسحب تلك القوات الغازية إلى القواعد الأربعة عشرة التي تم بنائها في مختلف مناطق العراق بعد ان تضمن قدرة الحكومة الصورية الجديدة على حماية نفسها... ومن جهة أخرى سوف تعمل على خلق انطباع بأنها حققت انتصارا بعزل المقاومة عن الشعب العراقي بزعم ان نسبة عالية شاركت في الانتخابات.

شبكة البصرة

الاثنين 20 ذي الحجة 1425 / 31 كانون الثاني 2005