منصور بالله
30-01-2005, 10:03 PM
آلام العيد وآمال المستقبل
بقلم : محمود شنب
mahmoudshanap@yahoo.com
ما الذى جعلنا نشعر هذا العام بمزيد من الحزن والانكسار ونحن نردد تكبيرات عيد الأضحى المبارك وكأننا نعيش تحت الأسر والاحتلال ؟!!
لقد خلت أصوات المكبرين من الفرحة ، وحملت من الحسرة أكثر مما حملت من السعادة ، ومن الحزن أكثر مما حملت من الفرح ، ومن الذل أكثر مما حملت من الفخر ..!!
لماذا تحولت خير أمة أخرجت للناس إلى أمة مهانة ومستضعفة ؟!!
لماذا تحولت أعيادنا فى السنوات الأخيرة إلى مناسبات حزينة لا تسر إلا الأعداء ؟!!
لماذا أصبحنا نرسم البسمة بصعوبة على وجوهنا الحزينة المليئة بالتجاعيد ؟!!
لماذا يهرب الحكام العرب بعيدًا عن الشعوب ويصلوا العيد تحت الحراسة المشددة ؟!!
لماذا هطلت الأمطار الغزيرة على مصر ليلة العيد وحرمت المصلين من صلاة العيد فى الخلاء ؟!!
لماذا حدثت سيول مكة ومنى فى أيام التشاريق ؟!!
ما هى الرسالة وما هو المعنى ؟!!
إن أهل الحكم فى مصر والسعودية قد ضلوا ضلالاً بعيدًا ، ولقد جاءت آيات الله وفيها رحمته لتذكرنا جميعًا بأن الله غالب على أمره وأنه القادر على كل شئ (( ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون )) .
أتمعن فى التكبيرات فأراها تحمل من السياسة التى أرادوا فصلها عن الدين ما يوجب التأمل والإنتباه .... ( لا إله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون ) ..
الكلمات فيها النصر والهزيمة والإعزاز والإخلاص وتحدى صريح للكفار والمشركين ، فما بالنا نُحكم بحكام يريدون قتل الهمة وتهميش الدين ونزع الجهاد من صدور العابدين ؟!!
وما المغزى من تذكرينا بالنصر والهزيمة ونحن فى مقام الفرح والسعادة ؟!!
إن الرابط فى كل ذلك يرجع إلى الله الذى يريد أن تكون كل أحوال المسلم طاعة له ..
يريد الله أن يتوب علينا ويريد الذين يتبعون الشهوات أن نميل ميلاً عظيمًا ..
يريد الله أن تكون حياتنا كلها لله .. إذا فرح العبد المسلم فرح لله ، وإذا غضب غضب لله ، وإذا نام نام على طاعة ، وإذا نهضض نهض على عبادة (( قل إن صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين )) .
ما الذى يجعل المسلم يترك زوجته ليلة عرسه ويتجه إلى الله بالدعاء وصلاة الشكر ؟!!
ما الذى يجعله يسمى الله قبل أن يجامع زوجته ؟!!
ما الذى يجعله يترك فراشه ويترك كل متعة ويتجه إلى الله كلما سمع نداء الحق ؟َ!!
ما الذى يجعله يسافر إلى البلاد البعيدة تاركـًا أولاده فى الأعياد ويعانى مشقة السفر من أجل أن يصل رحمه ؟!!
ما الذى يجبر المؤمن على الوقوف على باب جاره ـ المؤذى وغير المؤذى ـ ويمد له يده مصافحًا ومهنئـًا وداعيًا لأخيه "كل عام وأنتم بخير" ؟!!
ما الذى يجعله يريق الدم فى أيام العيد ويُـشهد أولاده وأحفاده منظر الدماء ومشهد الذبح فى لحظات الفرح والسعادة ؟!!
ما هو المغزى من وراء هذه الأفعال ؟!!
وما هى علاقة كل هذه الأشياء وبعضها البعض ؟!!
... إنه الإرتباط بالله والسير وفق سنته وتعاليمه وأوامره ـ يقول تعالى : (( ما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرًا أن تكون لهم الخيرة )) .. نرجم حجرًا ونـُـقبل حجر .. نصوم أيام ونفطر أيام .. نحب قوم ونكره قوم ....
إن الأمطار التى هطلت على كل من مصر والسعودية فى هذا الوقت تحديدًا لابد أن يكون لها معنى ورسالة ..
فى مصر ... أغرقت المياه أرض الساحات والميادين وحرمت المصلين من صلاة العيد فى الخلاء ، وكانت الرسالة واضحة .. إنكم تعبدون الله مظهر وليس جوهر وتتقاعسون عن محاربة المنكر والضرب على يد الحاكم الظالم الذى وضح ظلمه ووضحت خيانته وموالاته للأعداء ..
ما فائدة التكبيرات التى نرددها مرة كل عام ثم نجبن عن تنفيذها طيلة العام ؟!!
ماذا لو تلاقى جموع المصلين والمكبرين فى كل مكان واحد واندمجوا فى جمع واحد نحو هدف واحد : مقاومة الحاكم الظالم .. كيف نقبل الضيم ونحن أصحاء ، وكيف نقبل العبودية لغير الله ونحن نهتف ( لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون ) كيف نأخذ من العبادة الكلام ونترك الفعل ونحن نعلم أن التغيير لا يأتى إلا بالفعل (( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )) .
هل حاولنا ؟!!
هل قاومنا ؟!!
هل تحدينا الطاغوت ووقفنا فى وجه الظالم ؟!!
لا شئ من ذلك يحدث .. نصلى ركعات قليلة ونهتف بعبارات جميلة ثم نعود إلى بيوتنا نأكل ونشرب ونلهو تاركين الأهل فى فلسطين والعراق تحت نيران الكفره والمشركين ... فكيف نكون مسلمين ؟!!!
فى السعودية ... حسبوا حساب كل شئ فى موسم الحج ، لكن الله أتاهم من حيث لم يحتسبوا لأن الله لا يفلح عمل المفسدين .. هم يريدون موسم حج ناجح لا ابتغاء مرضاة الله وإنما لدرء الشبهة عنهم فى معاونة الأعداء وموالاة الكفار ومن أجل تثبيت كراسى الحكم خوفـًا من ردة الفشل وعواقب الإهمال .
أين كانت مياه خادم الحرمين أيام حصار الأهل فى العراق ؟!!
أين كانت مبرداته وصدقاته عن من حاصرتهم أمريكا بغيًا وعدوانـًا سنوات طويلة ؟!!
ألم تدفن قذائف اليورانيوم الأمريكية فى حفر الباطل ليدمر المقذوف أرض الإسلام فى العراق وتلوث الفوارغ أرض الإسلام فى السعودية ؟!!
ألم تفتح السعودية الأرض والسماء لأعداء الله وساعدت أمريكا على تدمير العراق ؟!!
لم يوالى مخلوق على وجه الأرض الكفار مثلما والتهم السلطات السعودية ، وهى فى هذا الأمر لا تريد أن تراجع نفسها حتى لو هلكت الأمة واندثر الإسلام !!
ما تفعله السلطات السعودية للحجاج تستطيع شركة سياحية كافرة القيام به وتنفيذه على أكمل وجه ، فلا فضل إلا بالتقوى ولا قبول إلا بالطاعة ولا عبادة إلا بالإخلاص ، ولا يجتمع الكفر والإيمان فى قلب رجل واحد لأن الله منزه عن الشرك ، والشرك فى الحالة السعودية واضح وبين وعليه ألف حجة ودليل ، بعد أن أصبحت السلطات السعودية أكبر ظهيرة للمجرمين على وجه الأرض .
لماذا لا تراجع السلطات السعودية مواقفها وتعود إلى الله ؟!!
قالوا الكويت وتحررت الكويت ..
قالوا صدام وأسر صدام ..
قالوا أسلحة الدمار الشامل ووضح زيف أمريكا وبريطانيا ..
فلماذا الاستمرار فى موالاة الأعداء ومد يد العون للكفار والمشركين ، وقد أهينت المساجد فى العراق وروع أهلها ومزقت المصاحف وديس عليها بأقدام الكفرة الفجرة ممن تساعدهم السلطات السعودية التى مازالت على عهد الغدر والخيانة إلى اليوم ، ولولا فضل الله على الحجاج وأنهم ضيوف الرحمن وليس لهم ذنب فيما يحدث لتحولت السيول البسيطة إلى طوفان لا يترك على الأرض دابة ولتغيرت معالم السعودية التى أشرك نظامها بالله وعاش تحت امرة بوش وأتباعه .
بسبب ضعف أنظمتنا وخيانة حكامنا هُنـَّا على الناس وتطاول علينا الكلاب من كل ملة ودين وحاصرونا عبر المنظمات الدولية التى تخضع لأمريكا وعبر القنوات الفضائية التى تعمل بامرة أمريكا ومواقع الإنترنت وعبر كل وسائل الإعلام المقروء والمسموع والمرئى .
حاصرونا ليس من أجل مواردنا أو بترولنا كما تصورنا وإنما من أجل ديننا الذى هو خير دين على وجه الأرض ... لم يعد شعارهم الأرض مقابل السلام وإنما الإسلام مقابل السلام ... هدفهم كله تشويه الإسلام وتدمير أهله ونشر البغى والفساد فى كل أرجاء الدنيا ، وأنا لا أخاف على الإسلام منهم فقد تكفل الله بحفظه لكنها الحسرة التى أصابت قلبى على ما آلت إليه أحوال المسلمين وأحوال أمة كانت وستظل خير أمة أخرجت للناس .
مالنا والغرب وتفاهاته وتصرفاته التى لا يحكمها شرع ولا دين .. لقد سقط الغرب فى مستنقع الإنحلال والشذوذ وسخر مخترعاته لنشر سفالاته على كل أرجاء الدنيا .. مواقع تسب الله ورسوله صباح مساء ، ومواقع تستضيف الشواذ والساقطين ، ومواقع تبث الممارسات الجنسية بكل تفاصيلها وتخصص أيامًا للشواذ وأيامًا للواط وأيامًا للسحاق ، وبروتوكولات حكماء صهيون تنفذ بكل دقة وتقنية وحرفية سُخر لها شياطين الانس والجن .
لقد ماج العالم كله فى المحارم وغرق فى الذنوب وانسجم مع الحرام وعاد البشر إلى جاهلية القرون الأولى ، ولم يعد هناك غير الأمل فى الإسلام الذى يقف حائلاً أمام نشر البغى والفجور ، وبسبب ذلك ازداد العداء للإسلام والمسلمين (( أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون )) .
ازداد العداء للإسلام ليس من الكفره والمجوس وإنما من أصحاب الرسالات السابقة فتعاهد علينا الجميع ولم يعد فى الأرض مكانـًا آمنـًا يعيش فيه المسلم دون خوف أو أذى ، ولقد أنبئنا القرآن بذلك وقال تعالى : (( ولا يزالون يقاتلوكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ... )) والمشكلة ان عقيدة المسلم لا يفهمها الكافر ، لأن المسلم الصادق يزيد إيمانه كلما زادت محنته ولا يضعف إيمانه بكيد الكفار وإنما يزداد تمسكه بالله ورسوله ... أسامه بن لادن فضل حياة الكهوف على حياة القصور ابتغاء مرضاة الله .. صدام حسين لم تتغير عقيدته سواء كان فى القصر أو كان فى الأسر .. الشباب المسلم الذى يترك وطنه وأهله ويستشهد فى الشيشان وأفغانستان والعراق ما الذى يدفعه إلى ذلك ؟!!
الكفار ـ ووسائل إعلامنا معهم ـ يسموا العمليات الاستشهادية عمليات انتحارية ، ويسموا الجهاد إرهاب والدفاع عن الحقوق جنون ، ولن ينال الكفار من الإسلام إلا بالقدر الذى يفرط به المسلم ، فالمسلم إذا تخلى عن دينه تخلى عن قضيته .. من أجل ذلك عاشت القضية الفلسطينية وماتت دولة الأندلس .
الإسلام الآن ينتشر ربما أكثر من أيام الفتوحات الأولى ، وهو فى كل دولة يحتل المكانة الأولى حتى ولو كان أقلية وفى المرتبة الثانية من حيث العدد ، لأن الإسلام من الناحية العملية والنظرية هو المؤهل للتوسع والانتشار لأنه دين الفطرة ودين الحق .. يقول الدكتور جيرمانوس ـ أستاذ الأدب العربى بجامعة بوخارست : ( إننى شديد التعلق بالإسلام على الرغم من أنى أوروبى خال من كل دم دخيل وذلك لاعتقادى أن الإسلام يمثل مستقبل العالم وخلاصه من خطر الاصطدام الاجتماعى الذى يهدده ) ومن قبل قال "برناردشو" : ( إن الإسلام دين يستحق كل احترام وإجلال لأنه أقوى دين وهو خالد خلود الأبد ، ومستقبلاً سيجد هذا الدين مجاله الفسيح فى كل أنحاء أوروبا ويمكن بحق اعتبار محمدًا منقذ الإنسانية ) .
إن الإسلام يتسلل إلى النفس البشرية دون استئذان ... يقول "اللورد هيدلى" : ( إننى أعتقد أن هناك آلافـًا عديدة من الرجال والنساء مسلمون لأن الطبيعة السليمة هى الإسلام وأن أى دراسة عاقلة لابد أن تقود إلى الإسلام ) وعندما درس "جيته" الإسلام ظل يردد : ( إذا كان هذا هو الإسلام ألسنا جميعًا نعيش فيه ؟!! ) والكاتبة البريطانية "ايفلين كوبلت" تقول : ( لقد سألنى كثيرون : كيف ومتى أسلمت ؟!! وكان جوابى : يصعب علىَّ تعيين الوقت الذى سطعت فيه حقيقة الإسلام أمامى فارتضيته دينـًا ، ويغلب على ظنى أننى مسلمة منذ نشأتى الأولى فالإسلام دين الطبيعة الذى يتقبله المرء فيما لو تـُرك لنفسه ) .
ويقول العلامة البريطانى "أرنولد توينبى" : ( إن الغرب قبل المسيحية وبعدها اتجه لإستعباد الدول وسلب ثرواتها ولكن الإسلام اتجه إلى تحرير الدول والإنسان ، ولم يكن الزحف الإسلامى قط استعمارًا ولا استعبادًا ولا استيلاءً على ثراء بل كان عدالة مطلقة ) ...
هذا هو الإسلام القابل للتوسع والإنتشار رغم كل القيود والحدود ، وهذا هو الإسلام بعيون الغرب وليس بعيون الحكام الخونه وأعوانهم أمثال زقزوق وطنطاوى ، وعلى العالم كله أن يعى ويدرك حقيقة هامة مفادها أنه لا دين حقيقى على وجه الأرض الآن إلا دين الإسلام .. لقد تم العبث بكل الديانات الأخرى وتم تبديل أحكامها وأصبح كل دين غير الإسلام لا يحكم ولا يتحكم ولا يعمل به فى دساتير الدول التى تدين به .. إنه مجرد واجهة وديكور ، ودليل ذلك ما نراه يحدث على يد أمريكا وبريطانيا وأغلب دول أوروبا التى تدين بالمسيحية من قتل وهدم وبغى بغير حق ، وهل كانت أفعالهم الإجرامية من تعاليم المسيحية أو كانت ضمن دعوة عيسى أو موسى عليهما السلام ؟!!
إن من علامات المسيحية الحقة (( وقفينا بعيسى ابن مريم وءاتيناه الإنجيل وجعلنا فى قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة )) الآية 27 ـ الحديد .. فهل بقيت هذه العلامات أم أنها تبدلت واندحرت وتركت ذئابًا تنهش فى لحوم البشر ؟!!
كل شئ فى هذه الديانات تبدل وتحول ولم يعد له أثر وبقى الخير كله فى الإسلام الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، ولا توجد أمة على وجه الأرض تعرضت لما تعرضت له أمة الإسلام ، ورغم ذلك مازال الإسلام قويًا عزيزًا وإلا ما حاربه أصحاب الديانات الأخرى .. إننا نـُحارب لأننا مازلنا جسد حى ، ومهما تواصل الضرب علينا فسنظل جسدًا حيًا مادام الإسلام فينا .. كل ما يفعلوه فينا ليس اقتلاع وإنما أذى وليس إبادة وإنما ترويض .. كل الأمم تتناوب على ضرب الإسلام فى مشارق الأرض ومغاربها ومازلنا صامدون ، ولا عيب فى الأمة غير الحكام .. علاوى القذر يخون ويبدع فى الخيانة ..
والقذافى الجبان يخر راكعًا وساجدًا ويمعن فى السمع والطاعة ..
وأبو مازن يطالب بإلقاء سلاح أشرف مقاومة عرفها التاريخ ..
ومبارك الكهل يسلم عزام عزام ويغمض العين عن قتلة جنوده ويرضى بتوبيخ القتله ويقبل الضيم لأهله تحت دعاوى الحكمة والتعقل وما هى حكمة ولا تعقل وإنما خرف وضعف ووضاعة وغدر ..
خادم الحرمين كان بالأمس يدعم حملة بوش الانتخابية ... واليوم يسقى الحجاج ماء مبرد !!
"ليتها لم تزنى ولم تتصدق" ..
على عبدالله صالح ... أخرج طائراته ومدرعاته التى أكلها الصدأ ليضرب شعبه ويقتل أهله ..
هؤلاء الحكام هم سبب كل بلاء أصاب الأمة ، ولولاهم ما تمكنت إسرائيل من فلسطين وما تمكنت أمريكا من العراق ..
إنهم ليسوا من المسلمين لكنهم من اليهود والنصارى وليسوا من المسلمين فى شئ .. إنهم اتخذوا اليهود والنصارى أولياء وقد أخبرنا الله بذلك وقال : (( يا أيها الذين ءامنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدى القوم الظالمين )) الآية 51 ـ المائدة .
تهدم البيوت فى فلسطين ولكن يعيش الأهل بين الحطام صامدين ، وتدك جبال أفغانستان وسهولها ويعيش الناس فى الكهوف والجبال متمسكين بهذا الدين .. تعبث أمريكا فسادًا وإجرامًا فى العراق ويقاوم أهله بعقيدة لا تلين .. يضيق على كل مسلم من حكومات بلاده ويصبر ويحتسب ويتمسك بهذا الدين أكثر وأكثر .. يمنع السلاح عن المجاهدين فيجاهدوا بالحجارة والنبل والسكاكين ويفجروا أنفسهم ويقتلوا أكثر مما تقتل الطائرات والصواريخ .. تقطع عنهم المياه ويشربوا من ماء المجارى ولا يتركوا هذا الدين .. فعل الحكام العرب فى شعوبهم كل ما أملى عليهم من الغرب وفشلوا فى ترويض هذه الشعوب المؤمنة وحكمها بغير ما انزل الله .
صدقونى ... لا يوجد على الأرض مسلم صادق يخاف على النيل من هذا الدين العظيم الذى تكفل الله بحفظه .. الذى يخيف المسلم هو الخوف على أمته ان بعدت عن هذا الدين .. يخاف على أهله إن لم يحتموا بهذا الدين ويتمسكوا بتعاليمه .. المسلم لا يحمى دينه لكنه يحتمى بدينه وهذا هو سر الانتصار مع الضعف والغلبة مع القهر والتمكن مع الحصار .. فرد واحد مثل أسامه بن لادن يعرف الله حق المعرفة ـ يزلزل أركان الباطل فى كل شبر من العالم ويوقف العالم كله على أصابع الأقدام ويضعه فى حالات من الاستنفار والطوارئ التى لا تنتهى .. فرد واحد يعرف الله حق المعرفة أصاب الغرب الظالم بالشلل التام والخوف من كل شئ .
والغرب وعلى رأسه أمريكا لن يصمد طويلاً أمام هذا الاستنفار والرعب الذى يملأ حياته .. إنه يرقص على خوف ويغنى على خوف وينام على خوف ويصحو على خوف ، وأصبح يعيش كاللص الذى أدرك أخيرًا أنه أصبح مستهدفـًا من رجال أقوياء يعملون بقانون السماء .. لا ترشيهم الأموال الحرام ولا تقعدهم كراسى الحكم ولا يخيفهم قتل ولا أسر ولا مطاردة أو حصار .
الرئيس مبارك بنفسه أعلن أن الحاكم بات يعيش فى سجن كبير ولا يستطيع أن يمشى على قدمه ويتجول بين الناس ـ يقول ذلك ولا يسأل نفسه كيف نام عمر تحت الشجرة وكيف أغتيل السادات فوق المنصة ـ كيف أمن عمر وكيف فزع السادات ؟!! ... الفرق يكمن فى الإسلام ، وما تلك المسافة الواسعة التى تفصل ما بين شجرة عمر وسجن مبارك إلا مساحة من الضلال خلقها الشيطان وفرضها البعد عن الإسلام .
يحاربنا الغرب كثيرًا ويفشل ، ويقاتلنا بكل أسلحته لكنه لا يصيبنا إلا أذى .. نكسب جولة ونخسر جولة ولكن تستمر الدولة .. لو مات كل شعب فلسطين لن تموت قضيته .. سيخرج مسلم فلسطينى كان أو غير فلسطينى ليحيى القضية من العدم ويلتف من حوله الناس وتعود الكرة من جديد ... سنهزم فقط يوم نترك الإسلام ، وسنفوز ورب الكعبة لو بقينا على الدين .
يقول تعالى : (( وعد الله الذين ءامنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم فى الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذى ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنـًا يعبدوننى لا يشركون بى شيئـًا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون )) .
إسرائيل لن تقوى على الفلسطينيين إلا بواحد منهم وليكن أبو مازن ، وأمريكا لن تقوى على العراقيين إلا بواحد منهم وليكن علاوى ، وفى كل العواصم العربية ألف علاوى ، ومصر التى قهرت كل مستعمر قهرها مبارك وغيبها عن الوعى والأحداث ومنعها من مد يد العون للأشقاء والمجاهدين ، وهذا ما تفعله السلطات السعودية والكويتية والأردنية واليمنية ويحدث فى المغرب وتونس والجزائر وكل عواصمنا العربية ، وتكاد لا تخلو نشرة أخبار من خبر موحد يتم تداوله بين عواصم المنطقة وهو خبر إلقاء القبض على مجموعة من الشباب المسلم يشتبه بأن لهم علاقة ببعض المنظمات الإرهابية .. من أجل ذلك يجلس الحاكم العربى على كرسى الحكم طيلة عمره يؤسس السجون ويلفق القضايا وينزع الأمل من جذور الشباب ، ثم يقال عنا اننا أمة عاجزة ومتخلفة وتعيش على المعونات ، والحقيقة أننا على غير ذلك تمامًا .. نحن قوم مقيدون ومكبلون ونعيش فى أحوال غير طبيعية .. لا نستثمر طاقاتنا ، ولا نستغل مواردنا ، ولا نقدم خيارنا ، ولا نحكم عقولنا ، ولا نحكم بشرع الله ، ولا نمكن للدين الذى ارتضاه الله لنا ، وهذا هو سر تخلفنا وسر غلبة الغرب وتفوقه علينا فى هذه الحقبة من الزمن .
الله جل شأنه يحاصرنا بهدايته من كل جانب ويدعونا إلى الهدى مع كل نبضة قلب ، وحصار الله لنا حصار محكم تقفل معه كل الأبواب إلا بابه .. نقترب من روسيا فلا نصل إلى شئ ، ونقترب من أمريكا ولا نصل إلى شئ ، ونسالم اليهود ولا نصل إلى شئ ، ونصادق الشياطين ولا نصل إلى شئ ، ويوم نقول الله أكبر نعبر أكبر مانع مائى وننتصر على الجيش الذى لا يقهر إلا بالإسلام ... لو قضينا العمر نحارب إسرائيل بغير الإسلام لن ننتصر ، ولو عدنا إلى الله فى أقل من عام سننتصر .. (( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم )) .
لقد فشلت كل المحاولات السابقة فى حل الصراع العربى الإسرائيلى .. فشلت كامب ديفيد وفشلت أوسلو وفشلت وادى عربة وفشلت خارطة الطريق وسيفشل كل شئ قادم فى الطريق إن تم على غير دين الله وهدى الإسلام ... لقد جعل الله الإسلام بوابة كل شئ ، أما البيت الأبيض وقصر الإليزيه وموسكو وبرلين ولندن وتل أبيب فكلها أبواب شر لا يمكن أن تأتى بخير .. يقول تعالى : (( والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمئان ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئـًا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب )) صدق الله العظيم .
بقلم : محمود شنب
mahmoudshanap@yahoo.com
ما الذى جعلنا نشعر هذا العام بمزيد من الحزن والانكسار ونحن نردد تكبيرات عيد الأضحى المبارك وكأننا نعيش تحت الأسر والاحتلال ؟!!
لقد خلت أصوات المكبرين من الفرحة ، وحملت من الحسرة أكثر مما حملت من السعادة ، ومن الحزن أكثر مما حملت من الفرح ، ومن الذل أكثر مما حملت من الفخر ..!!
لماذا تحولت خير أمة أخرجت للناس إلى أمة مهانة ومستضعفة ؟!!
لماذا تحولت أعيادنا فى السنوات الأخيرة إلى مناسبات حزينة لا تسر إلا الأعداء ؟!!
لماذا أصبحنا نرسم البسمة بصعوبة على وجوهنا الحزينة المليئة بالتجاعيد ؟!!
لماذا يهرب الحكام العرب بعيدًا عن الشعوب ويصلوا العيد تحت الحراسة المشددة ؟!!
لماذا هطلت الأمطار الغزيرة على مصر ليلة العيد وحرمت المصلين من صلاة العيد فى الخلاء ؟!!
لماذا حدثت سيول مكة ومنى فى أيام التشاريق ؟!!
ما هى الرسالة وما هو المعنى ؟!!
إن أهل الحكم فى مصر والسعودية قد ضلوا ضلالاً بعيدًا ، ولقد جاءت آيات الله وفيها رحمته لتذكرنا جميعًا بأن الله غالب على أمره وأنه القادر على كل شئ (( ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون )) .
أتمعن فى التكبيرات فأراها تحمل من السياسة التى أرادوا فصلها عن الدين ما يوجب التأمل والإنتباه .... ( لا إله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون ) ..
الكلمات فيها النصر والهزيمة والإعزاز والإخلاص وتحدى صريح للكفار والمشركين ، فما بالنا نُحكم بحكام يريدون قتل الهمة وتهميش الدين ونزع الجهاد من صدور العابدين ؟!!
وما المغزى من تذكرينا بالنصر والهزيمة ونحن فى مقام الفرح والسعادة ؟!!
إن الرابط فى كل ذلك يرجع إلى الله الذى يريد أن تكون كل أحوال المسلم طاعة له ..
يريد الله أن يتوب علينا ويريد الذين يتبعون الشهوات أن نميل ميلاً عظيمًا ..
يريد الله أن تكون حياتنا كلها لله .. إذا فرح العبد المسلم فرح لله ، وإذا غضب غضب لله ، وإذا نام نام على طاعة ، وإذا نهضض نهض على عبادة (( قل إن صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين )) .
ما الذى يجعل المسلم يترك زوجته ليلة عرسه ويتجه إلى الله بالدعاء وصلاة الشكر ؟!!
ما الذى يجعله يسمى الله قبل أن يجامع زوجته ؟!!
ما الذى يجعله يترك فراشه ويترك كل متعة ويتجه إلى الله كلما سمع نداء الحق ؟َ!!
ما الذى يجعله يسافر إلى البلاد البعيدة تاركـًا أولاده فى الأعياد ويعانى مشقة السفر من أجل أن يصل رحمه ؟!!
ما الذى يجبر المؤمن على الوقوف على باب جاره ـ المؤذى وغير المؤذى ـ ويمد له يده مصافحًا ومهنئـًا وداعيًا لأخيه "كل عام وأنتم بخير" ؟!!
ما الذى يجعله يريق الدم فى أيام العيد ويُـشهد أولاده وأحفاده منظر الدماء ومشهد الذبح فى لحظات الفرح والسعادة ؟!!
ما هو المغزى من وراء هذه الأفعال ؟!!
وما هى علاقة كل هذه الأشياء وبعضها البعض ؟!!
... إنه الإرتباط بالله والسير وفق سنته وتعاليمه وأوامره ـ يقول تعالى : (( ما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرًا أن تكون لهم الخيرة )) .. نرجم حجرًا ونـُـقبل حجر .. نصوم أيام ونفطر أيام .. نحب قوم ونكره قوم ....
إن الأمطار التى هطلت على كل من مصر والسعودية فى هذا الوقت تحديدًا لابد أن يكون لها معنى ورسالة ..
فى مصر ... أغرقت المياه أرض الساحات والميادين وحرمت المصلين من صلاة العيد فى الخلاء ، وكانت الرسالة واضحة .. إنكم تعبدون الله مظهر وليس جوهر وتتقاعسون عن محاربة المنكر والضرب على يد الحاكم الظالم الذى وضح ظلمه ووضحت خيانته وموالاته للأعداء ..
ما فائدة التكبيرات التى نرددها مرة كل عام ثم نجبن عن تنفيذها طيلة العام ؟!!
ماذا لو تلاقى جموع المصلين والمكبرين فى كل مكان واحد واندمجوا فى جمع واحد نحو هدف واحد : مقاومة الحاكم الظالم .. كيف نقبل الضيم ونحن أصحاء ، وكيف نقبل العبودية لغير الله ونحن نهتف ( لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه مخلصين له الدين ولو كره الكافرون ) كيف نأخذ من العبادة الكلام ونترك الفعل ونحن نعلم أن التغيير لا يأتى إلا بالفعل (( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )) .
هل حاولنا ؟!!
هل قاومنا ؟!!
هل تحدينا الطاغوت ووقفنا فى وجه الظالم ؟!!
لا شئ من ذلك يحدث .. نصلى ركعات قليلة ونهتف بعبارات جميلة ثم نعود إلى بيوتنا نأكل ونشرب ونلهو تاركين الأهل فى فلسطين والعراق تحت نيران الكفره والمشركين ... فكيف نكون مسلمين ؟!!!
فى السعودية ... حسبوا حساب كل شئ فى موسم الحج ، لكن الله أتاهم من حيث لم يحتسبوا لأن الله لا يفلح عمل المفسدين .. هم يريدون موسم حج ناجح لا ابتغاء مرضاة الله وإنما لدرء الشبهة عنهم فى معاونة الأعداء وموالاة الكفار ومن أجل تثبيت كراسى الحكم خوفـًا من ردة الفشل وعواقب الإهمال .
أين كانت مياه خادم الحرمين أيام حصار الأهل فى العراق ؟!!
أين كانت مبرداته وصدقاته عن من حاصرتهم أمريكا بغيًا وعدوانـًا سنوات طويلة ؟!!
ألم تدفن قذائف اليورانيوم الأمريكية فى حفر الباطل ليدمر المقذوف أرض الإسلام فى العراق وتلوث الفوارغ أرض الإسلام فى السعودية ؟!!
ألم تفتح السعودية الأرض والسماء لأعداء الله وساعدت أمريكا على تدمير العراق ؟!!
لم يوالى مخلوق على وجه الأرض الكفار مثلما والتهم السلطات السعودية ، وهى فى هذا الأمر لا تريد أن تراجع نفسها حتى لو هلكت الأمة واندثر الإسلام !!
ما تفعله السلطات السعودية للحجاج تستطيع شركة سياحية كافرة القيام به وتنفيذه على أكمل وجه ، فلا فضل إلا بالتقوى ولا قبول إلا بالطاعة ولا عبادة إلا بالإخلاص ، ولا يجتمع الكفر والإيمان فى قلب رجل واحد لأن الله منزه عن الشرك ، والشرك فى الحالة السعودية واضح وبين وعليه ألف حجة ودليل ، بعد أن أصبحت السلطات السعودية أكبر ظهيرة للمجرمين على وجه الأرض .
لماذا لا تراجع السلطات السعودية مواقفها وتعود إلى الله ؟!!
قالوا الكويت وتحررت الكويت ..
قالوا صدام وأسر صدام ..
قالوا أسلحة الدمار الشامل ووضح زيف أمريكا وبريطانيا ..
فلماذا الاستمرار فى موالاة الأعداء ومد يد العون للكفار والمشركين ، وقد أهينت المساجد فى العراق وروع أهلها ومزقت المصاحف وديس عليها بأقدام الكفرة الفجرة ممن تساعدهم السلطات السعودية التى مازالت على عهد الغدر والخيانة إلى اليوم ، ولولا فضل الله على الحجاج وأنهم ضيوف الرحمن وليس لهم ذنب فيما يحدث لتحولت السيول البسيطة إلى طوفان لا يترك على الأرض دابة ولتغيرت معالم السعودية التى أشرك نظامها بالله وعاش تحت امرة بوش وأتباعه .
بسبب ضعف أنظمتنا وخيانة حكامنا هُنـَّا على الناس وتطاول علينا الكلاب من كل ملة ودين وحاصرونا عبر المنظمات الدولية التى تخضع لأمريكا وعبر القنوات الفضائية التى تعمل بامرة أمريكا ومواقع الإنترنت وعبر كل وسائل الإعلام المقروء والمسموع والمرئى .
حاصرونا ليس من أجل مواردنا أو بترولنا كما تصورنا وإنما من أجل ديننا الذى هو خير دين على وجه الأرض ... لم يعد شعارهم الأرض مقابل السلام وإنما الإسلام مقابل السلام ... هدفهم كله تشويه الإسلام وتدمير أهله ونشر البغى والفساد فى كل أرجاء الدنيا ، وأنا لا أخاف على الإسلام منهم فقد تكفل الله بحفظه لكنها الحسرة التى أصابت قلبى على ما آلت إليه أحوال المسلمين وأحوال أمة كانت وستظل خير أمة أخرجت للناس .
مالنا والغرب وتفاهاته وتصرفاته التى لا يحكمها شرع ولا دين .. لقد سقط الغرب فى مستنقع الإنحلال والشذوذ وسخر مخترعاته لنشر سفالاته على كل أرجاء الدنيا .. مواقع تسب الله ورسوله صباح مساء ، ومواقع تستضيف الشواذ والساقطين ، ومواقع تبث الممارسات الجنسية بكل تفاصيلها وتخصص أيامًا للشواذ وأيامًا للواط وأيامًا للسحاق ، وبروتوكولات حكماء صهيون تنفذ بكل دقة وتقنية وحرفية سُخر لها شياطين الانس والجن .
لقد ماج العالم كله فى المحارم وغرق فى الذنوب وانسجم مع الحرام وعاد البشر إلى جاهلية القرون الأولى ، ولم يعد هناك غير الأمل فى الإسلام الذى يقف حائلاً أمام نشر البغى والفجور ، وبسبب ذلك ازداد العداء للإسلام والمسلمين (( أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون )) .
ازداد العداء للإسلام ليس من الكفره والمجوس وإنما من أصحاب الرسالات السابقة فتعاهد علينا الجميع ولم يعد فى الأرض مكانـًا آمنـًا يعيش فيه المسلم دون خوف أو أذى ، ولقد أنبئنا القرآن بذلك وقال تعالى : (( ولا يزالون يقاتلوكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ... )) والمشكلة ان عقيدة المسلم لا يفهمها الكافر ، لأن المسلم الصادق يزيد إيمانه كلما زادت محنته ولا يضعف إيمانه بكيد الكفار وإنما يزداد تمسكه بالله ورسوله ... أسامه بن لادن فضل حياة الكهوف على حياة القصور ابتغاء مرضاة الله .. صدام حسين لم تتغير عقيدته سواء كان فى القصر أو كان فى الأسر .. الشباب المسلم الذى يترك وطنه وأهله ويستشهد فى الشيشان وأفغانستان والعراق ما الذى يدفعه إلى ذلك ؟!!
الكفار ـ ووسائل إعلامنا معهم ـ يسموا العمليات الاستشهادية عمليات انتحارية ، ويسموا الجهاد إرهاب والدفاع عن الحقوق جنون ، ولن ينال الكفار من الإسلام إلا بالقدر الذى يفرط به المسلم ، فالمسلم إذا تخلى عن دينه تخلى عن قضيته .. من أجل ذلك عاشت القضية الفلسطينية وماتت دولة الأندلس .
الإسلام الآن ينتشر ربما أكثر من أيام الفتوحات الأولى ، وهو فى كل دولة يحتل المكانة الأولى حتى ولو كان أقلية وفى المرتبة الثانية من حيث العدد ، لأن الإسلام من الناحية العملية والنظرية هو المؤهل للتوسع والانتشار لأنه دين الفطرة ودين الحق .. يقول الدكتور جيرمانوس ـ أستاذ الأدب العربى بجامعة بوخارست : ( إننى شديد التعلق بالإسلام على الرغم من أنى أوروبى خال من كل دم دخيل وذلك لاعتقادى أن الإسلام يمثل مستقبل العالم وخلاصه من خطر الاصطدام الاجتماعى الذى يهدده ) ومن قبل قال "برناردشو" : ( إن الإسلام دين يستحق كل احترام وإجلال لأنه أقوى دين وهو خالد خلود الأبد ، ومستقبلاً سيجد هذا الدين مجاله الفسيح فى كل أنحاء أوروبا ويمكن بحق اعتبار محمدًا منقذ الإنسانية ) .
إن الإسلام يتسلل إلى النفس البشرية دون استئذان ... يقول "اللورد هيدلى" : ( إننى أعتقد أن هناك آلافـًا عديدة من الرجال والنساء مسلمون لأن الطبيعة السليمة هى الإسلام وأن أى دراسة عاقلة لابد أن تقود إلى الإسلام ) وعندما درس "جيته" الإسلام ظل يردد : ( إذا كان هذا هو الإسلام ألسنا جميعًا نعيش فيه ؟!! ) والكاتبة البريطانية "ايفلين كوبلت" تقول : ( لقد سألنى كثيرون : كيف ومتى أسلمت ؟!! وكان جوابى : يصعب علىَّ تعيين الوقت الذى سطعت فيه حقيقة الإسلام أمامى فارتضيته دينـًا ، ويغلب على ظنى أننى مسلمة منذ نشأتى الأولى فالإسلام دين الطبيعة الذى يتقبله المرء فيما لو تـُرك لنفسه ) .
ويقول العلامة البريطانى "أرنولد توينبى" : ( إن الغرب قبل المسيحية وبعدها اتجه لإستعباد الدول وسلب ثرواتها ولكن الإسلام اتجه إلى تحرير الدول والإنسان ، ولم يكن الزحف الإسلامى قط استعمارًا ولا استعبادًا ولا استيلاءً على ثراء بل كان عدالة مطلقة ) ...
هذا هو الإسلام القابل للتوسع والإنتشار رغم كل القيود والحدود ، وهذا هو الإسلام بعيون الغرب وليس بعيون الحكام الخونه وأعوانهم أمثال زقزوق وطنطاوى ، وعلى العالم كله أن يعى ويدرك حقيقة هامة مفادها أنه لا دين حقيقى على وجه الأرض الآن إلا دين الإسلام .. لقد تم العبث بكل الديانات الأخرى وتم تبديل أحكامها وأصبح كل دين غير الإسلام لا يحكم ولا يتحكم ولا يعمل به فى دساتير الدول التى تدين به .. إنه مجرد واجهة وديكور ، ودليل ذلك ما نراه يحدث على يد أمريكا وبريطانيا وأغلب دول أوروبا التى تدين بالمسيحية من قتل وهدم وبغى بغير حق ، وهل كانت أفعالهم الإجرامية من تعاليم المسيحية أو كانت ضمن دعوة عيسى أو موسى عليهما السلام ؟!!
إن من علامات المسيحية الحقة (( وقفينا بعيسى ابن مريم وءاتيناه الإنجيل وجعلنا فى قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة )) الآية 27 ـ الحديد .. فهل بقيت هذه العلامات أم أنها تبدلت واندحرت وتركت ذئابًا تنهش فى لحوم البشر ؟!!
كل شئ فى هذه الديانات تبدل وتحول ولم يعد له أثر وبقى الخير كله فى الإسلام الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، ولا توجد أمة على وجه الأرض تعرضت لما تعرضت له أمة الإسلام ، ورغم ذلك مازال الإسلام قويًا عزيزًا وإلا ما حاربه أصحاب الديانات الأخرى .. إننا نـُحارب لأننا مازلنا جسد حى ، ومهما تواصل الضرب علينا فسنظل جسدًا حيًا مادام الإسلام فينا .. كل ما يفعلوه فينا ليس اقتلاع وإنما أذى وليس إبادة وإنما ترويض .. كل الأمم تتناوب على ضرب الإسلام فى مشارق الأرض ومغاربها ومازلنا صامدون ، ولا عيب فى الأمة غير الحكام .. علاوى القذر يخون ويبدع فى الخيانة ..
والقذافى الجبان يخر راكعًا وساجدًا ويمعن فى السمع والطاعة ..
وأبو مازن يطالب بإلقاء سلاح أشرف مقاومة عرفها التاريخ ..
ومبارك الكهل يسلم عزام عزام ويغمض العين عن قتلة جنوده ويرضى بتوبيخ القتله ويقبل الضيم لأهله تحت دعاوى الحكمة والتعقل وما هى حكمة ولا تعقل وإنما خرف وضعف ووضاعة وغدر ..
خادم الحرمين كان بالأمس يدعم حملة بوش الانتخابية ... واليوم يسقى الحجاج ماء مبرد !!
"ليتها لم تزنى ولم تتصدق" ..
على عبدالله صالح ... أخرج طائراته ومدرعاته التى أكلها الصدأ ليضرب شعبه ويقتل أهله ..
هؤلاء الحكام هم سبب كل بلاء أصاب الأمة ، ولولاهم ما تمكنت إسرائيل من فلسطين وما تمكنت أمريكا من العراق ..
إنهم ليسوا من المسلمين لكنهم من اليهود والنصارى وليسوا من المسلمين فى شئ .. إنهم اتخذوا اليهود والنصارى أولياء وقد أخبرنا الله بذلك وقال : (( يا أيها الذين ءامنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدى القوم الظالمين )) الآية 51 ـ المائدة .
تهدم البيوت فى فلسطين ولكن يعيش الأهل بين الحطام صامدين ، وتدك جبال أفغانستان وسهولها ويعيش الناس فى الكهوف والجبال متمسكين بهذا الدين .. تعبث أمريكا فسادًا وإجرامًا فى العراق ويقاوم أهله بعقيدة لا تلين .. يضيق على كل مسلم من حكومات بلاده ويصبر ويحتسب ويتمسك بهذا الدين أكثر وأكثر .. يمنع السلاح عن المجاهدين فيجاهدوا بالحجارة والنبل والسكاكين ويفجروا أنفسهم ويقتلوا أكثر مما تقتل الطائرات والصواريخ .. تقطع عنهم المياه ويشربوا من ماء المجارى ولا يتركوا هذا الدين .. فعل الحكام العرب فى شعوبهم كل ما أملى عليهم من الغرب وفشلوا فى ترويض هذه الشعوب المؤمنة وحكمها بغير ما انزل الله .
صدقونى ... لا يوجد على الأرض مسلم صادق يخاف على النيل من هذا الدين العظيم الذى تكفل الله بحفظه .. الذى يخيف المسلم هو الخوف على أمته ان بعدت عن هذا الدين .. يخاف على أهله إن لم يحتموا بهذا الدين ويتمسكوا بتعاليمه .. المسلم لا يحمى دينه لكنه يحتمى بدينه وهذا هو سر الانتصار مع الضعف والغلبة مع القهر والتمكن مع الحصار .. فرد واحد مثل أسامه بن لادن يعرف الله حق المعرفة ـ يزلزل أركان الباطل فى كل شبر من العالم ويوقف العالم كله على أصابع الأقدام ويضعه فى حالات من الاستنفار والطوارئ التى لا تنتهى .. فرد واحد يعرف الله حق المعرفة أصاب الغرب الظالم بالشلل التام والخوف من كل شئ .
والغرب وعلى رأسه أمريكا لن يصمد طويلاً أمام هذا الاستنفار والرعب الذى يملأ حياته .. إنه يرقص على خوف ويغنى على خوف وينام على خوف ويصحو على خوف ، وأصبح يعيش كاللص الذى أدرك أخيرًا أنه أصبح مستهدفـًا من رجال أقوياء يعملون بقانون السماء .. لا ترشيهم الأموال الحرام ولا تقعدهم كراسى الحكم ولا يخيفهم قتل ولا أسر ولا مطاردة أو حصار .
الرئيس مبارك بنفسه أعلن أن الحاكم بات يعيش فى سجن كبير ولا يستطيع أن يمشى على قدمه ويتجول بين الناس ـ يقول ذلك ولا يسأل نفسه كيف نام عمر تحت الشجرة وكيف أغتيل السادات فوق المنصة ـ كيف أمن عمر وكيف فزع السادات ؟!! ... الفرق يكمن فى الإسلام ، وما تلك المسافة الواسعة التى تفصل ما بين شجرة عمر وسجن مبارك إلا مساحة من الضلال خلقها الشيطان وفرضها البعد عن الإسلام .
يحاربنا الغرب كثيرًا ويفشل ، ويقاتلنا بكل أسلحته لكنه لا يصيبنا إلا أذى .. نكسب جولة ونخسر جولة ولكن تستمر الدولة .. لو مات كل شعب فلسطين لن تموت قضيته .. سيخرج مسلم فلسطينى كان أو غير فلسطينى ليحيى القضية من العدم ويلتف من حوله الناس وتعود الكرة من جديد ... سنهزم فقط يوم نترك الإسلام ، وسنفوز ورب الكعبة لو بقينا على الدين .
يقول تعالى : (( وعد الله الذين ءامنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم فى الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذى ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنـًا يعبدوننى لا يشركون بى شيئـًا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون )) .
إسرائيل لن تقوى على الفلسطينيين إلا بواحد منهم وليكن أبو مازن ، وأمريكا لن تقوى على العراقيين إلا بواحد منهم وليكن علاوى ، وفى كل العواصم العربية ألف علاوى ، ومصر التى قهرت كل مستعمر قهرها مبارك وغيبها عن الوعى والأحداث ومنعها من مد يد العون للأشقاء والمجاهدين ، وهذا ما تفعله السلطات السعودية والكويتية والأردنية واليمنية ويحدث فى المغرب وتونس والجزائر وكل عواصمنا العربية ، وتكاد لا تخلو نشرة أخبار من خبر موحد يتم تداوله بين عواصم المنطقة وهو خبر إلقاء القبض على مجموعة من الشباب المسلم يشتبه بأن لهم علاقة ببعض المنظمات الإرهابية .. من أجل ذلك يجلس الحاكم العربى على كرسى الحكم طيلة عمره يؤسس السجون ويلفق القضايا وينزع الأمل من جذور الشباب ، ثم يقال عنا اننا أمة عاجزة ومتخلفة وتعيش على المعونات ، والحقيقة أننا على غير ذلك تمامًا .. نحن قوم مقيدون ومكبلون ونعيش فى أحوال غير طبيعية .. لا نستثمر طاقاتنا ، ولا نستغل مواردنا ، ولا نقدم خيارنا ، ولا نحكم عقولنا ، ولا نحكم بشرع الله ، ولا نمكن للدين الذى ارتضاه الله لنا ، وهذا هو سر تخلفنا وسر غلبة الغرب وتفوقه علينا فى هذه الحقبة من الزمن .
الله جل شأنه يحاصرنا بهدايته من كل جانب ويدعونا إلى الهدى مع كل نبضة قلب ، وحصار الله لنا حصار محكم تقفل معه كل الأبواب إلا بابه .. نقترب من روسيا فلا نصل إلى شئ ، ونقترب من أمريكا ولا نصل إلى شئ ، ونسالم اليهود ولا نصل إلى شئ ، ونصادق الشياطين ولا نصل إلى شئ ، ويوم نقول الله أكبر نعبر أكبر مانع مائى وننتصر على الجيش الذى لا يقهر إلا بالإسلام ... لو قضينا العمر نحارب إسرائيل بغير الإسلام لن ننتصر ، ولو عدنا إلى الله فى أقل من عام سننتصر .. (( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم )) .
لقد فشلت كل المحاولات السابقة فى حل الصراع العربى الإسرائيلى .. فشلت كامب ديفيد وفشلت أوسلو وفشلت وادى عربة وفشلت خارطة الطريق وسيفشل كل شئ قادم فى الطريق إن تم على غير دين الله وهدى الإسلام ... لقد جعل الله الإسلام بوابة كل شئ ، أما البيت الأبيض وقصر الإليزيه وموسكو وبرلين ولندن وتل أبيب فكلها أبواب شر لا يمكن أن تأتى بخير .. يقول تعالى : (( والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمئان ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئـًا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب )) صدق الله العظيم .