المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بوش لمستشاريه بعد تنصيبه: لا أريد حكومات إسلامية في الشرق الأوسط



منصور بالله
30-01-2005, 09:53 PM
تفاصيل الخطة الأمريكية للاعتداء علي إيران
بوش لمستشاريه بعد تنصيبه: لا أريد حكومات إسلامية في الشرق الأوسط
تقرير يكتبه:محمود بكري

بوش

يبدو أن عجلة الشر الأمريكية تدور بقوة، وتبدو مرشحة للعب دور أكثر دموية في مرحلة الرئاسة الثانية للرئيس الأمريكي جورج بوش.. فالتهديدات التي تطلقها كل من أمريكا وإسرائيل تجاه إيران وسوريا لا تنطلق من فراغ، بل تعكس مخططات جري وضعها في دهاليز الإدارة الأمريكية سعيا إلي تحقيق أهداف عدوانية ضد البلدين بعد أن تمكنت من غزو العراق في موقعة مارس * أبريل .2003
وبحسب المعلومات.. فإن إيران هي المرشحة الأولي لتنفيذ المخططات الأمريكية ضدها، فهناك العديد من الاجتماعات المغلقة التي تعقد وتتعدد بين مسئولين أمريكيين وإسرائيليين، والهدف هو توجيه ضربة عسكرية ناجحة ومدمرة لإيران.. وفي هذا لا تتخوف أمريكا من ضرب إيران، بل إن تخوفها مصدره نتائج هذه الضربة العسكرية حال حدوثها.. حيث تطرح الاجتماعات المشتركة بين الأمريكان والصهاينة احتمالات الرد الإيراني ومقومات القوة العسكرية الإيرانية، وكيف يمكن تدمير إيران من الداخل، ومدي أن تكون الضربة العسكرية الأمريكية كاسحة وماحقة للإيرانيين بحيث تشل حركتهم العسكرية، ويصبحون عاجزين تماما عن إدارة أي عمل عسكري في الشرق الأوسط.
وبحسب التقارير الأمريكية.. فإن إيران أصبحت الآن هي القوة العسكرية الوحيدة في الشرق الأوسط التي يمكن أن تسبب إزعاجا للمشروع الأمريكي 'الشرق الأوسط الموسع'، وأن هذه القوة العسكرية يجب أن تختفي في خلال هذا العام: لأنه وفق المخطط فإنه سيتم التخلص من النظام السوري إذا لم يغير سياساته.. غير أن التقارير الأمريكية لا تبدي قلقا من القوة العسكرية السورية وتعتبرها أضعف كثيرا من القوة التي تمتلكها إيران أو تلك التي كانت تستحوذ عليها العراق.. وتري التقارير أن سوريا سوف تستسلم للأمر الواقع حال سقوط إيران عسكريا.
المخطط المحدد للعملية يشير إلي أن الهجوم علي إيران لا يكتسب أهميته من تأثيراته علي إيران فقط، ولكن يكتسب أهميته من تأثيره الجوهري علي استقرار العراق والقضاء علي قوة الشيعة في العراق، التي تخشاها كل من السعودية والأردن تحديدا وبقية الدول العربية بصفة عامة.. فبحسب الخطة: فإن الإنجازات المهمة التي حدثت في العراق لن تكون لها آثار ممتدة إلا إذا تم تحييد القوة العسكرية الإيرانية، وفي هذا يعمل المخطط الأمريكي علي ضرورة إسقاط نظام الحكم الإسلامي في إيران في فترة من 3 إلي 5 سنوات قادمة ليحل محله نظام علماني يمكن أن يصطبغ بالصبغة الدينية.
وبحسب المعلومات.. فإن الرئيس بوش وفي اجتماع مهم عقده مع مستشاريه بعد حفل تنصيبه بأيام معدودة، والذي خصصه لبحث أوضاع الشرق الأوسط قال: 'لا أريد أية حكومة إسلامية في الشرق الأوسط.. وكفانا ما حل بنا من هذه الحكومات الديكتاتورية التي تستمد بقاءها في الحكم من معاداة أمريكا وإسرائيل.. وإننا لا يمكن أن نكون أصدقاء لحكومة تحكم باسم الدين الإسلامي: فهم متعصبون، ومتزمتون، ويرفضون الانفتاح'.
كانت هذه العبارة علي لسان بوش موجها قويا لأن يبدأ مستشاروه في العمل علي إسقاط الحكومة الإسلامية في إيران.. ووفق المعلومات، فإن هناك خشية أمريكية بالغة من أن تسفر انتخابات العراق عن حكومة دينية شيعية، ويصبح التحالف علنيا لإفشال المشروع الأمريكي 'الشرق الأوسط الموسع'.. المستشارون الجدد الذين انضموا للحكومة الجديدة لبوش وعددهم 8 مستشارين خاصين بالشرق الأوسط، وهم الذين رشحتهم كونداليزا رايس لبوش قبل أن تترك منصبها في الأمن القومي بدأوا في إعداد ورقة عمل مهمة حول 'هل يبدأ سقوط القوة الأمريكية العظمي من الشرق الأوسط؟'، حيث تضمنت هذه الورقة أفكارا مهمة يجري العمل علي الانتهاء منها خلال بضعة أسابيع بهدف وضعها أمام الرئيس بوش والإدارة الأمريكية الجديدة في سياق التحديات والمخاطر التي ستواجهه في الشرق الأوسط، والتي يمكن أن تتسبب في سقوط القوة الأمريكية العظمي.
أحدي الفقرات في الورقة المعدة من المستشارين تقول: 'إن الهاجس الذي يسيطر علينا أن مخاطر الشرق الأوسط متعددة ومتنوعة، وأن عوامل الخطر لا يمكن حصرها في نقاط محددة: فالتهديدات متجددة والتيارات الإرهابية المتطرفة تأبي أن تلقي السلاح.. بل إن هذه التيارات يتزايد أعداد المنضمين إليها، فنحن في سباق مع الزمن، فالناس في الشرق الأوسط لم يعد يكرهوننا فقط، وقد كان ذلك منذ أعوام ولم يعد السؤال المطروح: لماذا يكرهوننا؟ ولكن الذي سنطرحه مع العام الجديد 2005: لماذا أصبحوا * يقصد الناس في الشرق الأوسط * علي استعداد فعلي لأن يشاركوا ويخططوا ويمولوا من أجل هدم أمريكا؟
إن الشعوب في أفريقيا وآسيا ليست علي استعداد لأن تشارك بأي صورة في هدم أمريكا.. والاستثناء هم شعوب الشرق الأوسط.. وإذا كان الأمر كذلك فإن الخطر لابد أن يأتي من هذه المنطقة. إننا نرفض المنطق والمقولة بأن الشرق الأوسط أصبح تحت السيطرة الأمريكية وأن قواعد اللعبة في هذه المنطقة لابد أن تمر من خلال البيت الأبيض.. فهذه المقولة الخاطئة هي التي تسبب الإزعاج الكبير للسياسة الأمريكية في المنطقة.. فقد كان يحق لنا أن نعتبر العراق أصبح بلدا أمريكيا بعد سقوط صدام، إلا أن العراق اليوم أصبح يمثل واحدا من المخاطر الرئيسية التي تواجه القوات الأمريكية في المنطقة!! كيف حدث هذا؟ ومتي حدث؟ هذه الأسئلة لم يعد بمقدورنا أن نجيب عليها حتي الآن.. كيف دخل الإرهابيون؟ كيف تغلغلوا في الشارع العراقي؟ كيف سيطروا علي الحواري والأزقة؟ كيف أن إيران وسوريا نجحتا فيما فشلنا نحن في تحقيق الأمن والاستقرار في العراق؟.. وغير ذلك من الأسئلة المهمة التي مازلنا عاجزين حتي الآن عن أن نجد لها جوابا شافيا'.
يضيف هؤلاء: إن الشرق الأوسط هو مكمن الخطر الحقيقي علي القوة الأمريكية العظمي، وتاريخ هذه المنطقة ينذر بأنه في مقدورهم التحرك لإسقاط قوي عسكرية كبري.
المهم.. أن وسائل تلافي المخاطر الرئيسية لسقوط أمريكا من قبل الشرق الأوسط بلورتها ورقة العمل التي أعدها هؤلاء فيما يلي:
1* محاربة إقامة أي حكومة دينية في المنطقة.. حيث اعتبرت أن الحكم الديني في هذه المنطقة بمثابة العدوي السياسية التي تنتقل تباعا من دولة إلي أخري، وأنه إذا لم تنتقل إلي حكومات فإن الصبغة الدينية تنتقل إلي الشعوب، ولذلك فإنه لابد من العمل سريعا علي إسقاط الحكومة الدينية في إيران.
2* منع وصول أي نوع من الأسلحة الحديثة إلي دول المنطقة، خاصة الصواريخ أو القاذفات بعيدة المدي، وإبقاء جيوش هذه المنطقة في حالة من التبعية للجيش الأمريكي، وأن تكون المهمة الأساسية لهذه الجيوش هي حسم مسائل الأمن الداخلي.
3* القضاء علي الأفكار الدينية المتطرفة التي تنتشر بين شعوب تلك المنطقة والعمل علي تغيير الثقافات السائدة إلي ثقافات معتدلة للانفتاح والحوار.
4* نشر التشرذم داخل هذه المجتمعات بحيث لا تبدو جماعة بعينها قوة سياسية أو عسكرية إلا بالقدر الذي تتكافأ فيه هذه القوة مع الآخرين.
5* عدم السماح لامتلاك أو حيازة أو تصنيع أي نوع من الأسلحة النووية أو أسلحة الدمار الشامل.
6* إدماج إسرائيل في المكون العسكري لدول الشرق الأوسط، بحيث تكون إسرائيل قريبة الصلة بالأوضاع العسكرية في هذه الدول.
7* ترميم بعض أنظمة الحكم في هذه المنطقة، بحيث تكون أكثر استعدادا وقدرة علي إجراء تغييرات داخلية في مجتمعاتها، بحيث تبدو مستقرة وآمنة.
8* العلاقات الداخلية بين هذه الدول في المنطقة وبعضها لا يجب أن تصل في أية مرحلة من المراحل إلي الاندماج أو التعاون أو التكامل الذي يوحي بأنهم في طريقهم إلي إعلان اتحاد سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي.. وأن توتر العلاقات الداخلية بين هذه الدول وبعضها في منطقة الشرق الأوسط يجب ألا يصل إلي حد قيام أعمال عسكرية بين هذه الدول أو بعضها، أو محاولة أحد الأطراف الإغارة علي أراضي وقوات دولة عسكرية أخري.. لأن هذا سيجبر دائما القوات الأمريكية بأن تتدخل عسكريا لصالح أحد الأطراف، في حين أن أي مغامرة عسكرية أمريكية قادمة في الشرق الأوسط يجب أن تكون في حدود دنيا وبعيدة عن أن تصيب القوات الأمريكية بخسائر بشرية أو في المعدات.
9* العمل علي إنشاء جامعات دينية جديدة في المنطقة تؤمن بالبديل العصري وتسعي إلي تحقيقه من خلال العلاقات مع الولايات المتحدة ويرون أن السبب الأساسي في ذلك هو أن الشعوب في هذه المنطقة ستسعي بشكل أو بآخر من خلف الحكومات إلي إنشاء تيارات دينية جديدة، وأنه لن يكون من السهل في كل مرة التدخل السياسي أو العسكري في بعض الأحيان لضرب هذه الأنشطة الدينية أو القضاء علي هذه الجماعات، وأن الفكرة الأفضل هي جعل الأفكار الدينية لدي شعوب هذه المنطقة تتصارع مع نفسها حتي إذا انهزمت الأفكار الدينية العصرية 'يقصد بها الفرقان الحق * الانفتاح علي أمريكا * حوار الحضارات * الدين للعبادة في المساجد فقط * عدم وجود أثر للدين في المعاملات أو الحكم * عدم وجود زي رسمي موحد للمسلمات.. وغيرها من الأفكار الدينية الأخري'.
وتري الأفكار الأمريكية أن الأفكار العصرية الدينية يمكن أن تثبت نجاحها وتحقق أمدا بعيدا في هزيمة الأفكار المتطرفة.
10* العمل علي إدماج مكون الخطة الإعلامية في إطار الخطة الاستراتيجية الأمريكية الكبري للشرق الأوسط الموسع.. حيث ترفض هذه الورقة أن تكون هناك خطة إعلامية منفصلة موجهة إلي هذه المنطقة، أو أن تكون هناك قنوات أمريكية أو برامج أمريكية بعينها إلي دول المنطقة، محذرة من أن هذا الاتجاه ثبت فشله ولم يعد مجديا مع هذه الشعوب أن تكون هناك وسائل إعلامية أمريكية موجهة إلي شعوب المنطقة.
إحدي الفقرات المهمة التي وردت في هذا الجزء تقول: 'إننا عندما نخطط نضع دائما في اعتبارنا أن الآخرين أغبياء أو علي قدر كبير من الغباء، وإننا نحاول أن نصنع لهم مستقبلا دون أن نعرف ما هي احتياجاتهم الحقيقية من المستقبل.. لماذا لا نفكر في ردود أفعال الآخرين تجاه سياستنا؟ قررنا أن نغزو العراق وكان لدينا اعتقاد بأن العراقيين أغبياء وسنقودهم بذكائنا وأن نظرتنا الجديدة في خلال هذا العام والأعوام القادمة هي أن نحترم إرادة الآخرين وأن نكون جادين باحترام هذه الإرادة.. فلم يعد مجديا أن نوجه رسائل إعلامية لشعوب تكرهنا في البداية وعلي استعداد أن تشل قدراتنا العسكرية ثانيا.. إن شعوب الشرق الأوسط علي قدر هائل من الذكاء وتستطيع أن تحدد الخلفيات السياسية أو الأهداف غير المرئية للعديد من السياسات، وعلينا أن نكون أكثر غموضا في طرح أهداف سياستنا أو خطوات تحركنا بحيث لا تبدو المسائل سطحية وساذجة إلي الحد الذي يفهم منه الآخرون ماذا نقصد.. لهذا السبب تحديدا فإن الخطة الإعلامية يجب أن تكون جزءا أساسيا من المكون الاستراتيجي للخطة العامة.. والخطط الجديدة تكون في جوهرها الرئيسي علي أن يتغلغل المضمون للرسالة الإعلامية الأمريكية في البرامج العربية ذاتها، وألا تكون مباشرة وإنما تكون بشكل غير مباشر'.
وتضرب الورقة مثالا علي ذلك بنشر الديمقراطية في الشرق الأوسط.. 'فإن البرامج السياسية العربية التي لابد من الاتفاق معها والتي تنتشر في العديد من القنوات الفضائية والأرضية العربية لابد أن تكون لها أهداف محددة في الإطلاع علي التجارب الديمقراطية الأمريكية وكيفية تعزيزها، وأن تكون هناك برامج عن الديمقراطية في الولايات المتحدة وكذلك نقل بعض مناقشات الكونجرس إلي الشارع العربي وفي دول الشرق الأوسط، وكذلك بعض الاجتماعات الحزبية التي تباري فيها المتنافسون فيما بينهم ويقدمون حججا وحججا مناهضة.. إن برامج تعليم الديمقراطية قد تكون أهم كثيرا في هذه المرحلة من العمل علي نشر الديمقراطية'.
11* عدم ربط الدول الأوسطية بجاراتها من الدول الآسيوية أو الأفريقية.. وتعتبر ورقة العمل أن هذا يشكل مكون خطر.. فشعوب الشرق الأوسط يجب أن تظل منفصلة عن جاراتها الآسيويات والأفريقيات.. وأن المسألة التي ستواجهنا في هذا الصدد هو ما يمكن أن يطلق عليه 'فكرة العالم الإسلامي'، فعلي حد تعبير الورقة: فعلي الرغم من أنها فكرة افتراضية ولا يتم التعبير عنها إلا من خلال منظمة ضعيفة تمثلها وأن قادة الدول الإسلامية لا يبدون اهتماما بفكرة التنسيق بين دولهم إلا أن هذه الفكرة الافتراضية التي تراجعت كثيرا في السنوات الأخيرة يجب أن يتم القضاء عليها نهائيا لأن وجود منظمة المؤتمر الإسلامي في حد ذاته قد يكون دلالة خطر للأمة الأمريكية في مستقبل سنواتها القادمة.. فهذه المنظمة قد تقوي في أية مرحلة مع بوادر جديدة للتنسيق أو إنشاء قنوات إضافية للتنسيق.
وتري الورقة أن وجود هذه المنظمة أو ما يمكن أن يطلق عليه كيان العالم الإسلامي، هو في حد ذاته رمز للتوحد واتفاق الرأي بين المسلمين ضد أصحاب الديانات الأخري خاصة المسيحية واليهودية.. وهو يعني أن هذه المنظمة أو كيان العالم الإسلامي موجه بصورة مباشرة ضد الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي وإسرائيل.. إننا لن نعلن في السنوات القادمة إننا ضد منطق كيان العالم الإسلامي أو منظمة المؤتمر الإسلامي فهذه الرسائل لم تعد مجدية في التعامل مع شعوب هذه المنطقة، بل إنهم دائما يشعرون بالخطر المحدق الذي يحيط بهم من كل جانب.. ولكن علينا أن نقدم البديل الأفضل وهو عدم وجود صلات وروابط قوية بين الدول الأوسطية خاصة الدول العربية وجاراتها من الآسيويات والأفريقيات.. فهذه الحلقات المتصلة يجب أن تتكسر شيئا فشيئا، وأن المحيط الأفريقي قد يكون أكثر قلقا من المحيط الآسيوي، فدول شمال أفريقيا العربية تربطها صلات استراتيجية مع الدول الأفريقية، في حين أن هذا الرباط الاستراتيجي غير قائم بين الولايات المتحدة ودول شمال أفريقيا العربية من جانب والدول الأفريقية والولايات المتحدة من جانب آخر.. كما أن هذا الرباط الاستراتيجي لأمريكا مع هذه النوعية من الدول 'العرب في شمال أفريقيا والأفارقة' فإنه لابد أن يكون رباطا لأمريكا فاصلا استراتيجيا بين هذه الدول وبعضها.
وعلي ذلك.. تدعو الورقة إلي تحديد المفصل الاستراتيجي في أفريقيا الذي تتمكن من خلاله الولايات المتحدة من القضاء علي فكرة الرباط الاستراتيجي بين الدول العربية في شمال أفريقيا وبين الدول الأفريقية.. وقد أشارت الورقة بوضوح إلي جنوب السودان وموريتانيا واعتبرتهما نقاطا هامة يجب تعزيز الاهتمام بها في المرحلة القادمة، وتري أن جنوب السودان في حد ذاته يجب أن يكون مثلا حيا للتطبيق التكنولوجي والديمقراطي في هذه المنطقة.. ويشير المخطط إلي تقسيم السودان إلي ثلاث دويلات، ترتبط مصر بواحدة منها في الشمال علي أن ترتبط الولايات المتحدة ارتباطا استراتيجيا بأخري في جنوب السودان فيما ترتبط إسرائيل بالدويلة التي ستقام في غرب السودان.. وفي هذه الحالة فإن حدود مصر الجنوبية يمكن اختراقها من خلال دولة جنوب السودان وغربه وبين المنطقة الواقعة عند الحدود الليبية * التشادية سيتم إنشاء قاعدة أمريكية لحماية الحدود سوف تكون موجهة إلي كل من تونس والجزائر، أما موريتانيا فهي تشكل خطا استراتيجيا مهما للتأثير علي أمن الأسطول السادس في البحر المتوسط من خلال المغرب والجزائر وتونس.
وبحسب الورقة التي تستهدف إحداث سيطرة علي البلدان العربية في منطقة الشرق الأوسط فإن الأردن يجب أن يزيد من ارتباطه الاستراتيجي مع سوريا إلي الحد الذي يفتح الحدود السورية للتعاون الاقتصادي والسياسي والعسكري مع إسرائيل، حيث ترفض الورقة منطق التعاون الثنائي بين سوريا والأردن وتستعيض عنه بالتعاون الثلاثي.. أما العراق والكويت فتشكلان مجالا آخر للتعاون الثنائي تشارك معهما فيه تركيا في مرحلة لاحقة إلا أنه من غير المسموح للسعوديين الاقتراب من هذه الحلقة، لأن السعودية سوف يتم ضبطها للتعاون مع البحرين.
وتشير ورقة العمل إلي فكرة الحرب الكبيرة التي يمكن أن تنشب في المنطقة وتهدد بقاء وجود القوات الأمريكية فيها، حيث تري أن خطورة هذه الحرب الكبيرة تكمن في حدوث نوع من التعاون بين إيران ومصر وسوريا وتلاقيهم حول هدف استراتيجي واحد.. وتري أن الإبقاء علي حد أدني من العلاقات المصرية * الإيرانية لا يقبل أن يتطور هو أحد الأهداف الاستراتيجية التي حددتها لمنع احتمال حرب كبيرة في المنطقة تهدد القوات الأمريكية.. أما سوريا فإنها تشكل ركيزة استراتيجية معنوية وهي قد تبدو عنصرا هاما في المرحلة المقبلة.
بحسب الورقة.. فإن الحرب الكبيرة لا ترتبط بحرب إسرائيلية مع الدول العربية، فهذه الحروب يجب أن تكون صغيرة ومحدودة وأن إسرائيل قد يسمح لها بالتحرك العسكري ضد أحد الأهداف العسكرية العربية أو لضرب منشآت عسكرية عربية ولكن لا يسمح للدول العربية بأن تتجاوز هذه الحدود لتضرب في داخل إسرائيل أو تؤثر علي أمن الدولة الإسرائيلية.. أما حرب إسرائيل مع إيران فتعتبرها الورقة نوعا من الحروب الكبيرة ولكن هذا النوع من الحروب غير قابل للاندلاع في الوقت الراهن، وأن الولايات المتحدة يجب أن تتدخل بقوة وحسم من أجل حسم الصراعات بين إسرائيل وإيران والإجهاز علي القوة العسكرية الإيرانية بحيث تبدو لقمة سائغة للإسرائيليين في مرحلة لاحقة.
أيضا أشارت الورقة إلي شكل المبادرة الدبلوماسية الأمريكية في المرحلة القادمة محذرة من ضعف المبادرات الدبلوماسية الأمريكية المطروحة في الشرق الأوسط والتي تؤدي إلي إضعاف الموقف الأمريكي في التدخل في قضايا صراعات المنطقة.. وشكل الدبلوماسية الأمريكية الجديدة المقترحة هو أن الأفكار الأمريكية يتم إعدادها وتجهيزها ثم استدعاء رؤساء وقادة دول الشرق الأوسط إلي البيت الأبيض من أجل الموافقة علي هذه الأفكار، وليس من أجل تمحيصها أو تعديلها وإنما يتم الاتفاق مع قادة دول المنطقة علي الأسلوب أو الوسيلة المثلي التي يمكن من خلالها تنفيذ هذه الأفكار، وأن تكون الأفكار السياسية أو المبادرات الدبلوماسية محل تشاور مسبق في إطار ثنائي ثم في إطار جماعي.
إزاء ذلك.. فإن هذه الورقة تتزامن مع الإعداد الأمريكي لموضوع العدوان علي إيران.
وفق التقارير المعدة.. فإن الضربة الإجهاضية الأمريكية للبرنامج الإيراني العسكري تمثل شهادة نجاح لما يمكن أن يحدث في العراق.. وقد نقلت إسرائيل مؤخرا تقريرا مهما إلي الإدارة الأمريكية في إطار الاستعدادات الأمريكية * الإسرائيلية لضرب إيران.
يقول التقرير الإسرائيلي: إن إيران نجحت فعلا خلال الأشهر القليلة الماضية في تخصيب اليورانيوم، وأنها بدأت مراحل فعلية لصنع القنبلة النووية وفي نهاية عام 2005 وتحديدا في نوفمبر أو ديسمبر من هذا العام سيكون الإيرانيون قد امتلكوا كل المقومات اللازمة لتراكم الإنتاج النووي، وأن الإيرانيين حاليا يسيرون بشكل جاد ومتوازن وأن هذا البرنامج الإيراني أصبح متطورا إلي الحد الذي لا يمكن إيقافه حاليا، وأن المناورات والتهرب الإيراني طيلة السنوات الماضية كان هدفه الرئيسي هو ألا تتدخل أي قوي دولية أو إقليمية في وقف البرنامج الإيراني.. فالإيرانيون رسموا خطتهم النهائية لإنتاج القنبلة النووية منذ عام 2002، وهم قدروا أن يظل برنامجهم سريا وغير معروف علي الإطلاق حتي نهاية 2005، وأنهم بعد ذلك علي استعداد لأن يدخلوا في مناورات ومفاوضات مع الآخرين الذين سيعجزون عن توجيه أي ضربة للبرنامج الإيراني، وأن إيران ستبدأ مرحلة من المساومات في مرحلة لاحقة مع البرنامج النووي الإسرائيلي والبرنامج الأمريكي.
وأشار التقرير الإسرائيلي إلي أن إسرائيل لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدي إزاء التطور الأخير في البرنامج الإيراني، خاصة أن التكنولوجيا الحديثة التي حصل عليها الإيرانيون تعد متقدمة للغاية بالنظر إلي التكنولوجيات المستخدمة في العديد من الدول الأخري، كما أن إيران أبعدت هذا البرنامج النووي الجديد عن مفاعل 'بوشهر' بعدما تأكد لديها أن هذا المفاعل أصبح هدفا مباشرا لأية عمليات عسكرية أمريكية وإسرائيلية قادمة لوقف البرنامج الإيراني، وأن الإيرانيين دأبوا في السنة الأخيرة علي أن يكون لديهم نوع من التحركات السرية المرتبطة ببناء أو حتي الانتهاء من تشييد مفاعلات نووية جديدة ولكنها محصنة، وأن هذه المفاعلات ستكون تحت الأرض.
وأورد التقرير الإسرائيلي أن الإيرانيين خطوا خطوة كبري نحو تحقيق هذه الأهداف التي ترمي مباشرة إلي تدمير دولة إسرائيل وإزالتها من الوجود وأنهم يؤكدون ذلك بصفة مباشرة.
المستشارون الأمريكيون عندما ناقشوا هذا التقرير الإسرائيلي كان لديهم ما يشبه التأكيد بأن إيران في طريقها لحيازة أسلحة نووية ذات خطر استراتيجي كبير، وأن المشكلة التي تواجه الأمريكان بالأساس هي: هل سيمكن تحقيق انتصار عسكري أمريكي ساحق يجبر الإيرانيين علي التراجع وعدم تمثيل أي تهديد حقيقي للاستراتيجية الأمريكية خلال السنوات المقبلة؟
يشار هنا إلي أن الاستراتيجية الأمريكية كما تم الاتفاق علي معالمها الرئيسية تتضمن ما يلي:
1* أن الولايات المتحدة لن تقدم علي توجيه ضربة عسكرية هي وإسرائيل وحدهما إلي إيران، وأن إدارة بوش بدأت بالفعل في إجراء اتصالات مكثفة وقوية مع الدول الأوربية لإقناعها بالتدخل المباشر من أجل القيام بحرب دولية ضد إيران.
2* أن الشركاء الأوربيين سيتحملون مع الولايات المتحدة كافة تكاليف وما يتعلق بالعملية العسكرية ضد الإيرانيين، وأن أمريكا ليست علي استعداد لأن تواجه هذه الحرب وحدها.
3* العملية العسكرية ضد إيران ستكون سريعة ومحدودة وستقتصر تأثيراتها فقط علي ضرب الأهداف والمنشآت العسكرية الإيرانية ذات الصلة بالبرنامج النووي وأسلحة الدمار الشامل، وأن العملية العسكرية الراهنة لن تهدف إلي إسقاط الحكومة الإيرانية.
4* حلف شمال الأطلنطي لابد أن يلعب دورا مباشرا ومؤثرا في العملية العسكرية ضد إيران

هند
30-01-2005, 10:35 PM
أمريكا خادم اليهود المطيع تريد أن تحقق حلم إسرائيل الكبرى وتزيل العائق الذي يحول دون قيامها ألا وهو الإسلام والتطور العلمي والعسكري لذلك نراها أقدمت على ضرب العراق ومحاربة قيادته الشرعية التي نهضت بالوطن حتى جعلته في مصاف الدول المتقدمة .. أما أن تقوم أمريكا بضرب ذيلها إيران فوالله أجده من باب المستحيل إذ كيف تضرب مساعدها الأول في احتلال ديار المسلمين .. خاصة أنها تحارب بكل ثقلها في عراقنا الحبيب ظنا منها أنها ستنجح فيما فشل فيه أسيادها ..

salahalden
31-01-2005, 12:23 AM
هذا حلمك ياعدو الاسلام والمسلمين ونقولها ببساطه افعل ما شيئت وقول ماشيئت وان كنت قادرا او بامكانك السيطره علي بعض الحكومات الاسلاميه فأن الوضع يختلف تماما مع الشعب الاسلامي ويبدو انك لم تستوعب الدرس الذي لقنه لك الرجال الشرفاء في بلاد الرافدين