خطاب
30-01-2005, 04:08 PM
مخدّر رهيب ورخيص يجتاح الريف الأميركي بلا رحمة
المستقبل - الاحد 30 كانون الثاني 2005 - العدد 1819 - الصفحة الأخيرة - صفحة 24
بمئة دولار فقط يمكن للبعض شراء مواد عادية من متاجر الحي ليصنعوا منها بسهولة مخدارت شديدة الخطورة تكفي لدفع المتعاطين للسقوط سريعاً في هوة سحيقة من العنف والجريمة والإهمال.
هذا السيناريو المرعب هو حقيقة ما يفعله الميثامفيتامين وهو مخدر تخليقي محفز للجهاز العصبي المركزي يجتاح المناطق الريفية في الولايات المتحدة ويؤجج نار الجريمة والانتهاكات ضد الاطفال والتلوث ويحطم المجتمعات.
وأعلن مايك لوجسدون وهو رئيس وحدة تابعة لإدارة مكافحة المخدارت التي تجمع معلومات حول المشكلة "لقد صار الامر خارج السيطرة. إنها مشكلة كبيرة في شتى أنحاء الولايات المتحدة".
ويمكن استخدام المخدر المعروف بأسماء منها كرانك وكريستال وسبيد وايس عن طرق الاستنشاق أو الحقن أو التدخين وحتى البلع. وفي غضون دقائق يشعر المتعاطي بفورة نشاط وارتياح قد تستمر طوال 12 ساعة. لكن يتلاشى كل ذلك ولا يبقى سوى إحساس بالاكتئاب العميق وجنون الاضطهاد ما يجعل المتعاطي متلهفا من أجل جرعة أخرى.
لقد تفشت الظاهرة في السنوات الخمس الأخيرة. وتنال المناطق الريفية القسط الأكبر من تلك المحنة.
يقول خبراء أن ما يحدث أمر طبيعي لأن تصنيع المخدر سهل وسعره رخيص إذ تشمل المكونات الملح الصخري الخشن المتاح في المتاجر والحمض المستخدم في بطاريات السيارات والامونيا اللامائية وأدوية علاج البرد. ويمكن الحصول على تركيبة الوصفة من الإنترنت.
ويقدم الريف الأميركي بمساحاته الشاسعة والبلدات الصغيرة أماكن لاحصر لها لإخفاء المتورطين في الأمر.
وقال المخبر جيسون جريلنر من إدارة شرطة فرانكلين في ميزوري الذي ضبط في العام الماضي 120 مختبراً لتصنيع المخدر "إنها المرة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة التي يمكن إنتاج وتوزيع وبيع وتعاطي كل ذلك هنا في الغرب الأوسط".
وتابع "لا يمكن زراعة نبات الكوكا أو الخشخاش هنا لتحصل على الهيروين أو الكوكايين فيما تحتاج الماريوانا الى ما بين أربعة وخمسة أشهر للحصول على محصول جيد. لكن مع الميثامفيتامين يمكن للمرء أن يشتري من حوانيت الحي بنحو 200 دولار ما يكفي لتصنيع احتياجات يوم من المخدرات".
وتصاعدت حدة المشكلة في الريف بصورة غير متوقعة. وقال راندي كروكو من منطقة كلاي في غرب أيوا أنه في 1999 لم يضبط أي مختبر لتصنيع هذا المخدر. لكن في 2001 ضبط رجاله 56 في منطقة لا يتعدى سكانها 18 ألفاً.
وقال وين شتنيجيم النائب العام لنورث داكوتا "عندما نتطلع الى عدد السجناء فإن تلك المشكلة لم يسمع بها أحد قبل عشرة أعوام. الآن 60 في المئة من نزلاء السجون يتعاطون هذا المخدر ونحن بصدد إقامة سجن جديد لإيداع السجينات اللاتي يتعاطين المخدر".
وقال ديف فرودنثال حاكم وايومينج في الآونة الأخيرة خلال مؤتمر عام عن مكافحة المخدرات "أينما توجهنا في الولاية سنجد الميثامفيتامين هناك. المشكلة تلتهمنا ونحن على قيد الحياة".
واكتشفت السلطات مختبرات سرية لتصنيع المخدر في مزارع مهجورة وفي الحقول وبالمركبات وفي الحظائر بل في 309 حالات ضبط المخدر في غرف بالفنادق.
وفي حالات كثيرة اعتقلت السلطات البعض وهم يطبخون هذا المزيج الكيماوي الشديد السمية في المنازل بحضور أطفال كانوا يستنشقون الأبخرة السامة المتصاعدة.
إلا أن هذه المختبرات الصغيرة المتحركة ليست سوى قمة جبل الجليد العائم. ووفقا لإدارة مكافحة المخدرات فإن 80 في المئة من الميثامفيتامين الذي يباع في الولايات المتحدة يأتي مما يعرف باسم "المختبرات السوبر" في المكسيك أو كاليفورنيا وتديرها عصابات جريمة منظمة تقوم بإنتاج كميات ضخمة.
وقال جوزيف رانازيسي نائب رئيس وحدة الضبط في إدارة مكافحة المخدرات في اجتماع لإحدى لجان الكونغرس خلال شهر تشرين الثاني "المشكلة في إجمالها شديدة الخطورة. إلا أننا عندما نمعن النظر في الآثار البيئية لاستخدام تلك المواد الكيميائية بصورة غير منظمة في مختبرات الإنتاج نجد أن الميثامفيتامين مشكلة مرعبة. وليس ثمة أحد في مأمن منها".
وكل رطل من المخدر يخلّف وراءه خمسة أو ستة أرطال من النفايات السامة.
(رويترز
المستقبل - الاحد 30 كانون الثاني 2005 - العدد 1819 - الصفحة الأخيرة - صفحة 24
بمئة دولار فقط يمكن للبعض شراء مواد عادية من متاجر الحي ليصنعوا منها بسهولة مخدارت شديدة الخطورة تكفي لدفع المتعاطين للسقوط سريعاً في هوة سحيقة من العنف والجريمة والإهمال.
هذا السيناريو المرعب هو حقيقة ما يفعله الميثامفيتامين وهو مخدر تخليقي محفز للجهاز العصبي المركزي يجتاح المناطق الريفية في الولايات المتحدة ويؤجج نار الجريمة والانتهاكات ضد الاطفال والتلوث ويحطم المجتمعات.
وأعلن مايك لوجسدون وهو رئيس وحدة تابعة لإدارة مكافحة المخدارت التي تجمع معلومات حول المشكلة "لقد صار الامر خارج السيطرة. إنها مشكلة كبيرة في شتى أنحاء الولايات المتحدة".
ويمكن استخدام المخدر المعروف بأسماء منها كرانك وكريستال وسبيد وايس عن طرق الاستنشاق أو الحقن أو التدخين وحتى البلع. وفي غضون دقائق يشعر المتعاطي بفورة نشاط وارتياح قد تستمر طوال 12 ساعة. لكن يتلاشى كل ذلك ولا يبقى سوى إحساس بالاكتئاب العميق وجنون الاضطهاد ما يجعل المتعاطي متلهفا من أجل جرعة أخرى.
لقد تفشت الظاهرة في السنوات الخمس الأخيرة. وتنال المناطق الريفية القسط الأكبر من تلك المحنة.
يقول خبراء أن ما يحدث أمر طبيعي لأن تصنيع المخدر سهل وسعره رخيص إذ تشمل المكونات الملح الصخري الخشن المتاح في المتاجر والحمض المستخدم في بطاريات السيارات والامونيا اللامائية وأدوية علاج البرد. ويمكن الحصول على تركيبة الوصفة من الإنترنت.
ويقدم الريف الأميركي بمساحاته الشاسعة والبلدات الصغيرة أماكن لاحصر لها لإخفاء المتورطين في الأمر.
وقال المخبر جيسون جريلنر من إدارة شرطة فرانكلين في ميزوري الذي ضبط في العام الماضي 120 مختبراً لتصنيع المخدر "إنها المرة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة التي يمكن إنتاج وتوزيع وبيع وتعاطي كل ذلك هنا في الغرب الأوسط".
وتابع "لا يمكن زراعة نبات الكوكا أو الخشخاش هنا لتحصل على الهيروين أو الكوكايين فيما تحتاج الماريوانا الى ما بين أربعة وخمسة أشهر للحصول على محصول جيد. لكن مع الميثامفيتامين يمكن للمرء أن يشتري من حوانيت الحي بنحو 200 دولار ما يكفي لتصنيع احتياجات يوم من المخدرات".
وتصاعدت حدة المشكلة في الريف بصورة غير متوقعة. وقال راندي كروكو من منطقة كلاي في غرب أيوا أنه في 1999 لم يضبط أي مختبر لتصنيع هذا المخدر. لكن في 2001 ضبط رجاله 56 في منطقة لا يتعدى سكانها 18 ألفاً.
وقال وين شتنيجيم النائب العام لنورث داكوتا "عندما نتطلع الى عدد السجناء فإن تلك المشكلة لم يسمع بها أحد قبل عشرة أعوام. الآن 60 في المئة من نزلاء السجون يتعاطون هذا المخدر ونحن بصدد إقامة سجن جديد لإيداع السجينات اللاتي يتعاطين المخدر".
وقال ديف فرودنثال حاكم وايومينج في الآونة الأخيرة خلال مؤتمر عام عن مكافحة المخدرات "أينما توجهنا في الولاية سنجد الميثامفيتامين هناك. المشكلة تلتهمنا ونحن على قيد الحياة".
واكتشفت السلطات مختبرات سرية لتصنيع المخدر في مزارع مهجورة وفي الحقول وبالمركبات وفي الحظائر بل في 309 حالات ضبط المخدر في غرف بالفنادق.
وفي حالات كثيرة اعتقلت السلطات البعض وهم يطبخون هذا المزيج الكيماوي الشديد السمية في المنازل بحضور أطفال كانوا يستنشقون الأبخرة السامة المتصاعدة.
إلا أن هذه المختبرات الصغيرة المتحركة ليست سوى قمة جبل الجليد العائم. ووفقا لإدارة مكافحة المخدرات فإن 80 في المئة من الميثامفيتامين الذي يباع في الولايات المتحدة يأتي مما يعرف باسم "المختبرات السوبر" في المكسيك أو كاليفورنيا وتديرها عصابات جريمة منظمة تقوم بإنتاج كميات ضخمة.
وقال جوزيف رانازيسي نائب رئيس وحدة الضبط في إدارة مكافحة المخدرات في اجتماع لإحدى لجان الكونغرس خلال شهر تشرين الثاني "المشكلة في إجمالها شديدة الخطورة. إلا أننا عندما نمعن النظر في الآثار البيئية لاستخدام تلك المواد الكيميائية بصورة غير منظمة في مختبرات الإنتاج نجد أن الميثامفيتامين مشكلة مرعبة. وليس ثمة أحد في مأمن منها".
وكل رطل من المخدر يخلّف وراءه خمسة أو ستة أرطال من النفايات السامة.
(رويترز