تقى
15-05-2004, 02:21 AM
> بسم الله الرحمن الرحيم
>
> سئلت عائشة كم كان صداق نساء النبي (صلى الله عليه
> وسلم), قالت: "صداقه في أزواجه اثنتي
> عشرة أوقيه ونشا , هل تدري ما النش؟ هو نصف أوقية وذلك
> خمس مائة درهم"
> [صحيح ابن ماجه:1531]
>
> وعن أبي العجفاء ، واسمه هرم بن نسيب ، قال: سمعت عمر
> يقول:
> ((لا تغلوا صداق النساء فإنَّها لو كانت مكرمة في
> الدنيا أو تقوى في الآخرة كان أولاكم بها النبي
> (صلى الله عليه وسلم) ، ما أصدق رسول الله (صلى الله
> عليه وسلم) امرأة من نسائه ولا أصدق
> امرأة من بناته ، أكثر من اثنتي عشرة أوقية)).
>
> وكما هو معروف ، الأوقية أربعون درهم ، والدرهم
> الإسلامي مقداره ربع ريال سعودي ، فخمسمائة
> درهم مجموعها مائة ريال سعودي فضة وخمسة وعشرون
> ريالاً. هذا هو مقدار صداق الرسول
> (صلى الله عليه وسلم) لأزواجه وبناته.
>
> والله سبحانه يقول
> :{ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ
> حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ
> الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً } [الأحزاب: 21]
>
> فالمغالاة في الصداق ليست مكرمة في الدنيا ، ولا تقوى
> في الآخرة ، بل إسراف والله لا يحب المسرفين.
>
> وعن أنس -رضي الله عنه- أنَّ النبي (صلى الله عليه
> وسلم ) رأى على عبد الرحمن بن عوف أثرصفرة فقال
> ما هذا أو مه فقال: يا رسول الله إني تزوجت امرأة على
> وزن نواة من ذهب, فقال:
> « بارك الله لك أولم ولو بشاة » [صحيح ابن ماجه: 1548]
>
> هذا صداق عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- ، مع العلم
> أنَّه من أغنياء الصحابة ، والمراد
> بالنواة ، هي نواة التمر ، وقدَّرها بعض العلماء بربع
> دينار ، والدينار أربع أسباع جنيه سعودي ،
> وربع الدينار قيمته خمسة دراهم ، والدراهم الخمسة ، هي
> ريال وربع ريال سعودي من الفضة ،
> وفي ذلك عبرة لمن اعتبر.
>
> وعن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه
> وسلم):
> «خير الصداق أيسره»
> [صحيح الجامع: 3279].
>
> فيا سبحان الله العظيم أين هذه الأمثلة العالية
> الرفيعة مما يسمع في هذا الزمن من التنافس في غلاء
> المهور ، وكسر ظهور الشباب الذين يريدون الزواج من أجل
> العفاف؟
>
> رجلٌ يطلب لابنته مهراً بمئات الآلاف ، وآخر يشترط
> لنفسه سيارة أو منزلاً ، وغيرها من الشروط التي
> تنفِّر الشاب من الزواج ، حتى إذا تزوج تحمَّل بالديون
> الثقال إلى سنين طوال بل إن بعضهم يبلغ ولده
> إلى سن الحلم وهو حتى الآن لم ينته من تلك الديون.
> والله المستعان.
>
> فيا أيها الأب الفاضل و يا كل وليِّ أمر ولاَّه الله
> رعاية أمة من إمائه:
>
> هل تريد أن تكون حياة ابنتك بعد الزواج مع زوجها ،
> حياةً سعيدة ، بعيدةً عن هم الديون والفقر؟.
>
> أم تريد أن تكون حياتها بعد الزواج مع زوجها ، حياةً
> ممتلئةً بالأحزان والهموم ، والمطالبة بالديون ،
> بل ربما حاول زوجها الانفصال عنها حتى يسدد الديون
> التي كانت من وراء زواجه منها؟
>
> لاشك ولا ريب أنَّ الأب الحنون المؤمن بالله والسائر
> على سنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
> لا يريد إلاَّ الحياة السعيدة المطمئنة ، لابنته
> ولزوجها. فإذا كان هذا فاتبع هدي الحبيب (صلى الله
> عليه وسلم)
> في صداق ابنتك وكن كما قال
> (صلى الله عليه وسلم): « يسِّروا ولا تعسِّروا » [صحيح
> الترغيب: 2674]
>
> وإليك هذه القصة التي سجلها التاريخ
>
> .. وتحدث الناس بها ، إنها قصة ذلك العالم الجليل ،
> النقيِّ التقيِّ ، سيد التابعين ، وفقيه المدينة
> النبوية ،
> إنه سعيد بن المسيب(رحمه الله).
>
> ( قال ابن كثير في البداية والنهاية..
> ... وقد زوج سعيد بن المسيب ابنته ، على درهمين لكثير
> بن أبي وداعة ، وكانت من أحسن النساء ،
> وأكثرهم أدباً ، وأعلمهم بكتاب الله وسنة رسوله (صلى
> الله عليه وسلم) ، وأعرفهم بحق الزوج ،
> وكان زوجها فقيراً فأرسل إليه خمسة آلاف ، وقيل بعشرين
> ألفاً وقال:
> (استنفق هذه ، وقد كان عبد الملك خطبها لابنه الوليد
> فأبى سعيدٌ أن يزوجه بها ).
>
> فرحم الله سعيد بن المسيب فإنَّه لم يزوِّج ابنته من
> أجل المال والرياء والسمعة ، وإنما زوجها من
> أجل الدين والستر والأخلاق الفاضلة والاستقامة ، وهكذا
> ينبغي أن يزوج الأولياء مولياتهم إن كانوا
> رجالاً مؤمنين ناصحين.
>
> وقد سئل فضيلة الشيخ العلاَّمة: عبد العزيز بن عبد
> الله بن باز -رحمه الله- ، فيمن يغالون في المهور
> ويطلبون عند تزويج بناتهم مبالغ كبيرة إضافةً إلى
> المشترطات الأخرى...
>
> فهل هذه الأموال حلال أم حرام؟
>
> فأجاب: ( المشروع تخفيف المهر وتقليله وعدم المنافسة
> في ذلك عملاً بالأحاديث الكثيرة الواردة
> في ذلك ، وتسهيلاً للزواج ، وحرصاً على عفة الشباب
> والفتيات ، ولا يجوز للأولياء اشتراط أموال
> لأنفسهم لأنه لاحق لهم في ذلك ، بل الحق للمرأة وحدها
> إلاَّ الأب خاصة فله أن يشترط مالا يضرّ
> بالبنت ولا يعيق تزويجها ، وإن ترك ذلك فهو خيرٌ له
> وأفضل ، وقد قال تعالى:
> { وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ
> مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا
> فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ
> وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } [النور: 32]
>
> وقال (صلى الله عليه وسلم) من حديث عقبة بن عامر -رضي
> الله عنه- :
> « خير الصداق أيسره » [صحيح الجامع: 3279].
>
> وقال (صلى الله عليه وسلم) لمَّا أراد أن يزوج أحد
> أصحابه ، امرأةً وهبت نفسها له(صلى الله عليه وسلم):
> « التمس ولو خاتماً من حديد » فلمَّا لم يجد زوَّجه
> إيَّاها علىأن يعلَّمها من
> القرآن سوراً عدّدها الخاطب. [صحيح أبي داود: 1856]
>
> وكانت مهور نسائه (صلى الله عليه وسلم) خمسمائة درهم
> تعادل اليوم مائة وثلاثين ريالاً تقريباً.
> ومهور بناته أربعمائة درهم تعدل اليوم مائة ريال سعودي
> تقريباً ، وقد قال الله تعالى:
> { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ
> حَسَنَةٌ } [الأحزاب من الآية: 21]
> وكلما كانت التكاليف أقل وأيسر سهل إعفاف الرجال
> والنساء وقلَّت الفواحش والمنكرات وكثرت الأمة.
>
> وكلَّما عظمت التكاليف وتنافس الناس في المهور قلَّ
> الزواج وكثر السفاح وتعطل الشباب
> والفتيات إلاَّ من شاء الله.
>
> فنصيحتي لجميع المسلمين في كلِّ مكان تيسير النكاح
> وتسهيله والتعاون في ذلك والحذر كل الحذر
> من المطالبة بالمهور الكثيرة والحذر أيضاً من التكاليف
> في الولائم والاكتفاء بالوليمة الشرعية
> التي لا تكلِّف الزوجين كثيراً أصلح الله حال المسلمين
> جميعاً ووفقهم للتمسك بالسنة في كلِّ شيء.
>
>
> سئلت عائشة كم كان صداق نساء النبي (صلى الله عليه
> وسلم), قالت: "صداقه في أزواجه اثنتي
> عشرة أوقيه ونشا , هل تدري ما النش؟ هو نصف أوقية وذلك
> خمس مائة درهم"
> [صحيح ابن ماجه:1531]
>
> وعن أبي العجفاء ، واسمه هرم بن نسيب ، قال: سمعت عمر
> يقول:
> ((لا تغلوا صداق النساء فإنَّها لو كانت مكرمة في
> الدنيا أو تقوى في الآخرة كان أولاكم بها النبي
> (صلى الله عليه وسلم) ، ما أصدق رسول الله (صلى الله
> عليه وسلم) امرأة من نسائه ولا أصدق
> امرأة من بناته ، أكثر من اثنتي عشرة أوقية)).
>
> وكما هو معروف ، الأوقية أربعون درهم ، والدرهم
> الإسلامي مقداره ربع ريال سعودي ، فخمسمائة
> درهم مجموعها مائة ريال سعودي فضة وخمسة وعشرون
> ريالاً. هذا هو مقدار صداق الرسول
> (صلى الله عليه وسلم) لأزواجه وبناته.
>
> والله سبحانه يقول
> :{ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ
> حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ
> الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً } [الأحزاب: 21]
>
> فالمغالاة في الصداق ليست مكرمة في الدنيا ، ولا تقوى
> في الآخرة ، بل إسراف والله لا يحب المسرفين.
>
> وعن أنس -رضي الله عنه- أنَّ النبي (صلى الله عليه
> وسلم ) رأى على عبد الرحمن بن عوف أثرصفرة فقال
> ما هذا أو مه فقال: يا رسول الله إني تزوجت امرأة على
> وزن نواة من ذهب, فقال:
> « بارك الله لك أولم ولو بشاة » [صحيح ابن ماجه: 1548]
>
> هذا صداق عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنه- ، مع العلم
> أنَّه من أغنياء الصحابة ، والمراد
> بالنواة ، هي نواة التمر ، وقدَّرها بعض العلماء بربع
> دينار ، والدينار أربع أسباع جنيه سعودي ،
> وربع الدينار قيمته خمسة دراهم ، والدراهم الخمسة ، هي
> ريال وربع ريال سعودي من الفضة ،
> وفي ذلك عبرة لمن اعتبر.
>
> وعن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله (صلى الله عليه
> وسلم):
> «خير الصداق أيسره»
> [صحيح الجامع: 3279].
>
> فيا سبحان الله العظيم أين هذه الأمثلة العالية
> الرفيعة مما يسمع في هذا الزمن من التنافس في غلاء
> المهور ، وكسر ظهور الشباب الذين يريدون الزواج من أجل
> العفاف؟
>
> رجلٌ يطلب لابنته مهراً بمئات الآلاف ، وآخر يشترط
> لنفسه سيارة أو منزلاً ، وغيرها من الشروط التي
> تنفِّر الشاب من الزواج ، حتى إذا تزوج تحمَّل بالديون
> الثقال إلى سنين طوال بل إن بعضهم يبلغ ولده
> إلى سن الحلم وهو حتى الآن لم ينته من تلك الديون.
> والله المستعان.
>
> فيا أيها الأب الفاضل و يا كل وليِّ أمر ولاَّه الله
> رعاية أمة من إمائه:
>
> هل تريد أن تكون حياة ابنتك بعد الزواج مع زوجها ،
> حياةً سعيدة ، بعيدةً عن هم الديون والفقر؟.
>
> أم تريد أن تكون حياتها بعد الزواج مع زوجها ، حياةً
> ممتلئةً بالأحزان والهموم ، والمطالبة بالديون ،
> بل ربما حاول زوجها الانفصال عنها حتى يسدد الديون
> التي كانت من وراء زواجه منها؟
>
> لاشك ولا ريب أنَّ الأب الحنون المؤمن بالله والسائر
> على سنة رسول الله (صلى الله عليه وسلم)
> لا يريد إلاَّ الحياة السعيدة المطمئنة ، لابنته
> ولزوجها. فإذا كان هذا فاتبع هدي الحبيب (صلى الله
> عليه وسلم)
> في صداق ابنتك وكن كما قال
> (صلى الله عليه وسلم): « يسِّروا ولا تعسِّروا » [صحيح
> الترغيب: 2674]
>
> وإليك هذه القصة التي سجلها التاريخ
>
> .. وتحدث الناس بها ، إنها قصة ذلك العالم الجليل ،
> النقيِّ التقيِّ ، سيد التابعين ، وفقيه المدينة
> النبوية ،
> إنه سعيد بن المسيب(رحمه الله).
>
> ( قال ابن كثير في البداية والنهاية..
> ... وقد زوج سعيد بن المسيب ابنته ، على درهمين لكثير
> بن أبي وداعة ، وكانت من أحسن النساء ،
> وأكثرهم أدباً ، وأعلمهم بكتاب الله وسنة رسوله (صلى
> الله عليه وسلم) ، وأعرفهم بحق الزوج ،
> وكان زوجها فقيراً فأرسل إليه خمسة آلاف ، وقيل بعشرين
> ألفاً وقال:
> (استنفق هذه ، وقد كان عبد الملك خطبها لابنه الوليد
> فأبى سعيدٌ أن يزوجه بها ).
>
> فرحم الله سعيد بن المسيب فإنَّه لم يزوِّج ابنته من
> أجل المال والرياء والسمعة ، وإنما زوجها من
> أجل الدين والستر والأخلاق الفاضلة والاستقامة ، وهكذا
> ينبغي أن يزوج الأولياء مولياتهم إن كانوا
> رجالاً مؤمنين ناصحين.
>
> وقد سئل فضيلة الشيخ العلاَّمة: عبد العزيز بن عبد
> الله بن باز -رحمه الله- ، فيمن يغالون في المهور
> ويطلبون عند تزويج بناتهم مبالغ كبيرة إضافةً إلى
> المشترطات الأخرى...
>
> فهل هذه الأموال حلال أم حرام؟
>
> فأجاب: ( المشروع تخفيف المهر وتقليله وعدم المنافسة
> في ذلك عملاً بالأحاديث الكثيرة الواردة
> في ذلك ، وتسهيلاً للزواج ، وحرصاً على عفة الشباب
> والفتيات ، ولا يجوز للأولياء اشتراط أموال
> لأنفسهم لأنه لاحق لهم في ذلك ، بل الحق للمرأة وحدها
> إلاَّ الأب خاصة فله أن يشترط مالا يضرّ
> بالبنت ولا يعيق تزويجها ، وإن ترك ذلك فهو خيرٌ له
> وأفضل ، وقد قال تعالى:
> { وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ
> مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا
> فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ
> وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } [النور: 32]
>
> وقال (صلى الله عليه وسلم) من حديث عقبة بن عامر -رضي
> الله عنه- :
> « خير الصداق أيسره » [صحيح الجامع: 3279].
>
> وقال (صلى الله عليه وسلم) لمَّا أراد أن يزوج أحد
> أصحابه ، امرأةً وهبت نفسها له(صلى الله عليه وسلم):
> « التمس ولو خاتماً من حديد » فلمَّا لم يجد زوَّجه
> إيَّاها علىأن يعلَّمها من
> القرآن سوراً عدّدها الخاطب. [صحيح أبي داود: 1856]
>
> وكانت مهور نسائه (صلى الله عليه وسلم) خمسمائة درهم
> تعادل اليوم مائة وثلاثين ريالاً تقريباً.
> ومهور بناته أربعمائة درهم تعدل اليوم مائة ريال سعودي
> تقريباً ، وقد قال الله تعالى:
> { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ
> حَسَنَةٌ } [الأحزاب من الآية: 21]
> وكلما كانت التكاليف أقل وأيسر سهل إعفاف الرجال
> والنساء وقلَّت الفواحش والمنكرات وكثرت الأمة.
>
> وكلَّما عظمت التكاليف وتنافس الناس في المهور قلَّ
> الزواج وكثر السفاح وتعطل الشباب
> والفتيات إلاَّ من شاء الله.
>
> فنصيحتي لجميع المسلمين في كلِّ مكان تيسير النكاح
> وتسهيله والتعاون في ذلك والحذر كل الحذر
> من المطالبة بالمهور الكثيرة والحذر أيضاً من التكاليف
> في الولائم والاكتفاء بالوليمة الشرعية
> التي لا تكلِّف الزوجين كثيراً أصلح الله حال المسلمين
> جميعاً ووفقهم للتمسك بالسنة في كلِّ شيء.
>