المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بيان سياسي



بنت الفلوجة
30-01-2005, 04:03 AM
بيان سياسي

مقاطعة الاِنتخابات وعزل رموزها

هي المهمة الوطنية الراهنة

شبكة البصرة

يا جماهير شعبنا العراقي . . . أيها الوطنيون الأحرار

لقد مرَّ ما يقارب العامين على غزو بلادنا، واِحتلال أرضنا عبر عدوان عسكري واسع النطاق على وطننا العراقي، قادته الإدارة الأمريكية المتصهينة بالاِشتراك مع مستعمرة العراق في السابق : الحكومة البريطانية . لقد سـوقت إدارة بوش ـ بلير للعدوان والاِحتلال تحت راية الصخب الواسع للأكاذيب ، التي تتقدمها ذرائع أسلحة الدمار الشامل والعلاقة مع القاعدة ، باِعتبارهما دافعين أساسيين لشن العدوان وتنفيذ خطوات جريمة الحرب . حصد هذا العدوان مئات الألوف من الشهداء والجرحى والمعوقين ، والتدمير المنظم لحضارة البلاد القديمة والحديثة ، إذ نُهبت المتاحف وحُرقت المكتبات وأفلِشـَت المؤسـسـات العلمية وبُعثرت المراكز الإدارية الرسـمية وخُربت المصـانع وأقتِلعَت المزروعات. . . كما لو لم تكتفِ هاتان الإِدارتان المتعطشتان لدماء شعوب العالم الجنوبي ، بحصار المجتمع العراقي لمدة 13 عاماً ، وذهب ضحيته قرابة المليون ونصف المليون شهيداً جرّاء ذلك الحصار ((الدولي)) الشامل ، جلهم من الأطفال والشيوخ والعجائز والمرضى.

اليوم تتكشف للعالم كله الوقائع السود لمفردات تلك الجرائم البشعة ، وتسقط ذرائع السياسة الأمريكية الإمبريالية المتصهينة الواحدة بعد الأخرى ، وتنجلي بشاعة أكاذيبها لعيان الشعوب كافة ، وتنفضح زيف مخاتلاتها حول ((الحرية)) و((الديمقراطية)) و((حقوق الإنسان)) بفعل ما اِرتكبه العدو الأمريكي المحتل من جرائم متوحشة وما نفذه جيشهم الغازي من مجازر بحق البشر العراقيين ، وما جرى تدميره بحق المنجز الوطني العراقي على مدى العقود الماضيات . والمثال البارز على سلسلة تصرفاتها الإجرامية الحمقاء ما اِرتكبته مؤخراً في مدينة الفلوجة الباسلة ، ولن تكون الأخيرة قطعاً . لقد سقطت كل المبررات القانونية والأخلاقية والشرعية للحرب وتمرغت في الوحل كل ذرائعها المقيتة ، وتبين معها طبائع العدوان والمغزى الشامل للاِحتلال مُجسداً بالممارسات القذرة ، وأصبحت عدم شرعية الاِحتلال حقيقة ثابتة أمام المجتمع الدولي والرأي العام العالمي ، الأمر الذي دعا الأمين العام للأمم المتحدة ـ مثلاُ ـ إلى القول : ((أنها حرب غير شرعية وتمثل اِنتهاكاً للقانون الدولي ولا تتفق مع ميثاق الأمم المتحدة)) .

يا جماهير شعبنا العراقي . . . أيها الوطنيون العراقيون

إنَّ الفشل الذريع والواضح للمشروع السياسي الإمبريالي في العراق العظيم ، وعجز الإدارة الأمريكية المجرمة عن خلق ((أداة عراقية فعّالة)) تحظى بالاِحترام على أي صعيد كان ، وتقوم بتسويق ذلك المشروع ، يعود أولاً وأخيراً للفعل الثوري الذي تمارسه المقاومة الوطنية العراقية على الأصعدة كافة ، وإستراتيجيتها السياسية والعملياتية الواضحتين في اِستهداف قوات الغزو والاِحتلال وكافة مؤسساته السياسية والعسكرية المصنوعة لخدمتها ، إذ أفرزت المقاومة الوطنية العراقية الشاملة البطلة بفعلها الثوري وفعالياتها المضيئة والمستمرة جبهتين على صعيد الواقع السياسي الملموس , ولا ثالث لهما :

1 ـ جبهة المقاومة الوطنية العراقية المدعومة من قبل شعبنا العراقي ، والمسنودة من كل أبناء أمتنا العربية المخلصين ، والمسيجة بإرادة كل الشرفاء والمناضلين في العالم .

2 ـ جبهة الاِحتلال الإمبريالي ورموزها المحليين والمرتزقة من العراقيين ومن العرب والدوليين .

إنَّ المأزق العسكري والأمني الذي يمر به الاِحتلال هو جزء أساسي من أزمة سياسية عامة، وهي ترتبط أساساً بتصاعد فعل المقاومة الوطنية العراقية وتحكمها في الوضع السياسي العراقي برمته ، وهو السبب الفعلي الكامن وراء دفع العدو إلى إتباع تكتيك سياسي جديد ، قوامه المراوغة والهروب السياسي من خلال إجراء مهزلة مكشوفة عنوانها ((الاِنتخابات)) ، التي تترافق مع تصعيدٍ ملفت للنظر لعمليات القمع بشتى ألوانها وعلى تعدد مسمياتها اِبتداء من الإعدام واِنتهاءً بالتوقيف وما بينهما .

إنَّ التحالف الوطني العراقي يؤكد بأنه لا يمكن الجمع بين الاِحتلال الإمبريالي ومسألة : ((اِنتخابات حُرة وديمقراطية)) .

ففي الوقت الذي ندين فيه التواطؤ الأمريكي ـ الأثني الاِنعزالي المسلح والطائفي المرتبط بالأجنبي وفق الضرورات الإستراتيجية والتكتيكية على مستقبل العراق ، والمتمثل في السعي للتقسيم والتفتيت والتحضير لحرب أهلية لا تفيد العراق إطلاقاً ، فإننا نؤكد التالي :

1ـ عدم شرعية الحرب على العراق واِحتلاله ، وكل ما يترتب عليهما من صيغ سياسية بما فيها الاِنتخابات التي يحاول الأتباع من خلالها تزييف إرادة الشعب العراق .

2 ـ الهدف السياسي الأساسي من هذه الاِنتخابات هو تشريع الاِحتلال على أرضية الموقف السياسي الأمريكي ، من خلال الإِتيان ((ببرلمان وحكومة عراقيتين عميلتين)) يكون على رأس أولوياتها وفي مقدمة مهامها الموافقة على بقاء قوات الاِحتلال جاثمة فوق تربة وطننا ومكبلة لإرادة شعبنا الحُرة والطلب منها الاِستمرار في وجودها بشكل قانوني ورسمي وبناء على مناشدة ((المسؤولين العراقيين المُنتَخَبين)) .

3 ـ هذه الاِنتخابات تهدف أيضاً إلى تشريع وتكريس نظام المحاصصة الطائفية والأثنية على أرضية قانون نوح فيلدمان ـ بول بريمر، بغية التمهيد إلى تقسيم العراق طائفياً وأثنيا.

4 ـ إنَّ المقاومة الوطنية العراقية المسلحة وبرنامجها في التحرير والبناء ، هي الممثل الشرعي الأساسي للشعب العراقي ، فدماء الشهداء هي العاصم من الإِنزلاقات التي تؤدي إليها التكتيكات السياسية المخاتلة والتافهة . لذلك نناشد شعبنا المقاوم بكل تكويناته القومية والفكرية والسياسية لمقاطعة ((الاِنتخابات)) الفخ وعزل رموزها . كما نناشد الرأي العام العربي والدولي والقوى المناهضة للحرب ، بإدانة هذه المهزلة السياسية ، وفضح أدواتها الدولية و((العراقية)) خصوصاً بعد سقوط ذرائع العدوان والغزو والاِحتلال للعراق .

قبل الاِنتخابات هناك سلطة أقامها المحتلون هي سلطة غير شرعية وطنياً وقومياً وأخلاقياً وسـتبقى سلطة الدمى وقوات الاِحتلال غير شرعية بعد الاِنتخابات .

عاش شعبنا العراقي. . .عاش وطننا العراقي. . .عاش أبطال المقاومة الوطنية العراقية. . .

العراقُ باقٍ والاِحتلال إلى زوال . . . تلك هي الحقيقة الراسخة الوحيدة والأبدية .

التحالف الوطني العراقي

28 / 1 / 2005

شبكة البصرة

السبت 18 ذي الحجة 1425 / 29 كانون الثاني 2005