بنت الفلوجة
29-01-2005, 05:32 AM
اليورانيوم المنضّب:
خفايا و أسرار الحرب النووية والكيميائية التي تخوضها أمريكا ضد العراق
كتب : طارق راشد
اُستُخدمت أسلحة اليورانيوم المُنَضَّبْ لأول مرة إبَّان حرب الخليج الأولى ضد العراق عام 1991. وقدَّر البنتاجون عدد الأطنان التي أُطلقت خلال حرب الخليج الأولى بما يتراوح بين 315 و350 طناً. كما أفادت بعض التقارير أنه خلال غزو عام 2003 والاحتلال الحالي للعراق، استخدمت القوات الأمريكية والبريطانية ما يزيد على خمسة أضعاف القنابل وقذائف اليورانيوم التي اُستُخدمت إبَّان حرب 1991م. ورُغم أن أسلحة اليورانيوم المُنَضَّبْ وتأثيرها على صحة الإنسان والبيئة تحظى باهتمامٍ بالغ، إلا أنه من الواضح أن البنتاجون يرفض بحث موضوع هذه الأسلحة والخوض فيه. وعلى الرغم أيضاً من الاتصالات العديدة بأفراد بعينهم يُعرفون بأنهم المتحدثون الرسميون المعنيون بالموضوع، إلا أنه لا يوجد من بينهم شخص يرغب في الرد على تلك المكالمات الهاتفية خلال ساعات العمل العادية ويتجنبون جميعاً الخوض في هذا الموضوع.
ومن جانبه، يرغب الدكتور دوج روك-المدير السابق لمشروع اليورانيوم المُنَضَّبْ بالجيش الأمريكي-بشدة في التحدث حول تأثيرات اليورانيوم المُنَضَّبْ. وقد شارك روك في عملية تنظيف الدبابات أبرام 34 والعربات المصفحة برادلي التي أصابتها النيران الصديقة إبَّان حرب الخليج عام 1991. وهو يعاني حالياً من الآثار السيئة لليورانيوم المُنَضَّبْ في جسده.
وقال روك للـ "أمريكان فري بريس" أن البنتاجون يستخدم أسلحة اليورانيوم المُنَضَّبْ لكونها الأكثر فاعلية والأشد فتكاً في قتل وتدمير ما تصيبه من أهداف. وأضاف روك أن أعلى مستوى بالحكومة الأمريكية والبريطانية قد تجاهل النتائج الخاصة باستخدام تلك الأسلحة. وتابع بقوله: "إن حرب الخليج الأولى كانت أكبر حادث للنيران الصديقة في تاريخ الحرب الأمريكية، وكانت معظم الخسائر بسبب النيران الصديقة".
هذا ويُستخدم اليورانيوم المُنَضَّبْ في أشكال عديدة من الذخائر، فهو يُستخدم كقذيفة خارقة للدروع بسبب وزنه وكثافته الكبيرة جداً. واليورانيوم المستخدم في تلك الصواريخ والقنابل هو منتج فرعي لعملية التخصيب النووي. ويقول الخبراء إن وزارة الطاقة لديها 100 مليون طن من اليورانيوم المُنَضَّبْ تستخدمه في صناعة الأسلحة، توفيراً للأموال التي تنفقها الحكومة على التخلص منه.
وبدلاً من التخلص من النفايات المُشِعَّة، يتم تشكيلها على هيئة قاذفات خارقة تُستخدم في بلايين الطلقات التي تُطلق في العراق وأفغانستان. وفي الواقع؛ فإنه كان يتم نشر ونقل النفايات المُشِعَّة الناتجة عن صناعة الأسلحة النووية الأمريكية إلى دول العراق وأفغانستان ويوغسلافيا السابقة وبورتريكو وبعض الأماكن الأخرى.
"القنابل القذرة" على حقيقتها
قال روك: "إن القضيب الطائر المصنوع من اليورانيوم الصلب والذي يبلغ طوله 18 بوصة وقطره ثلاثة أرباع البوصة هو ما أصبح يُستخدم كقذيفة دبابة مصنوعة من اليورانيوم المُنَضَّبْ بعد إطلاقها". ولأن اليورانيوم- 238 تلقائي الاشتعال، بمعنى أنه يشتعل بمجرد اتصاله بالهواء، فإن قذائف اليورانيوم المُنَضَّبْ تشتعل عند طيرانها.
وأضاف روك: "عندما تُصيب قاذفة الاختراق المصنوعة من اليورانيوم المُنَضَّبْ هدفاً ما؛ فإنها تتحطم وتتسبب في حدوث إنفجارات ثانوية، وهي طريقة أشد من القنابل النووية"، إشارةً إلى السلاح المرعب الذي يستخدم المتفجرات التقليدية لنشر المادة المُشِعَّة.
وبعض اليورانيوم الذي يُستخدم في أسلحة اليورانيوم المُنَضَّبْ يتبخر إلى جزيئات صغيرة جداً تنتشر في الجو وتبقى فيه حتى تسقط على الأرض مع هطول الأمطار. واليورانيوم السام والمُشع كيميائياً مثل الغاز؛ فهو يتغلغل داخل الجسم عن طريق الجلد أو الرئتين ويمكن حمله حول العالم حتى يسقط على الأرض مع نزول المطر.
ووجهت "أمريكان فري بريس" سؤالاً لـ ماريون فولك، عالم كيميائي متقاعد قام بتصنيع قنابل نووية لأكثر من 20 عاماً في معمل لورنس ليفرمور، حول ما إذا كان يعتقد أن أسلحة اليورانيوم المُنَضَّبْ تعمل بالطريقة التي تعمل بها القنبلة القذرة، فأجاب بقوله: "نعم هذه بالضبط هي طريقة عملها، فهي تطابق مواصفات القنبلة القذرة بكل معنى الكلمة".
وحسب فولك؛ فإن ما يربو على نسبة 30 في المئة من اليورانيوم المُنَضَّبْ الذي يُطلق من مدافع الدبابات الأمريكية يتحول إلى جزيئات يبلغ حجمها عُشر الميكرون (جزء من مليون من المتر) أو أقل.
وأضاف فولك بقوله: "إنه كلما كان الانفجار أكبر، زادت كمية اليورانيوم المُنَضَّبْ المنتشرة في الجو، وفي القذائف والقنابل الأكبر حجماً تتحول نسبة حوالي 100 في المئة من اليورانيوم المُنَضَّبْ إلى جزيئات غبارية مُشِعَّة في حجم الميكرون (أو حجم الفيروس) أو أصغر.
وبينما كانت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" تنفي رسمياً أخطار أسلحة اليورانيوم المُنَضَّبْ، كانت القوات العسكرية على دراية بالآثار السامة جداً للـيورانيوم المُنتشر مثل الغاز (أو دقائق الغبار).
الى آخر ماذكر في التقرير ...
خفايا و أسرار الحرب النووية والكيميائية التي تخوضها أمريكا ضد العراق
كتب : طارق راشد
اُستُخدمت أسلحة اليورانيوم المُنَضَّبْ لأول مرة إبَّان حرب الخليج الأولى ضد العراق عام 1991. وقدَّر البنتاجون عدد الأطنان التي أُطلقت خلال حرب الخليج الأولى بما يتراوح بين 315 و350 طناً. كما أفادت بعض التقارير أنه خلال غزو عام 2003 والاحتلال الحالي للعراق، استخدمت القوات الأمريكية والبريطانية ما يزيد على خمسة أضعاف القنابل وقذائف اليورانيوم التي اُستُخدمت إبَّان حرب 1991م. ورُغم أن أسلحة اليورانيوم المُنَضَّبْ وتأثيرها على صحة الإنسان والبيئة تحظى باهتمامٍ بالغ، إلا أنه من الواضح أن البنتاجون يرفض بحث موضوع هذه الأسلحة والخوض فيه. وعلى الرغم أيضاً من الاتصالات العديدة بأفراد بعينهم يُعرفون بأنهم المتحدثون الرسميون المعنيون بالموضوع، إلا أنه لا يوجد من بينهم شخص يرغب في الرد على تلك المكالمات الهاتفية خلال ساعات العمل العادية ويتجنبون جميعاً الخوض في هذا الموضوع.
ومن جانبه، يرغب الدكتور دوج روك-المدير السابق لمشروع اليورانيوم المُنَضَّبْ بالجيش الأمريكي-بشدة في التحدث حول تأثيرات اليورانيوم المُنَضَّبْ. وقد شارك روك في عملية تنظيف الدبابات أبرام 34 والعربات المصفحة برادلي التي أصابتها النيران الصديقة إبَّان حرب الخليج عام 1991. وهو يعاني حالياً من الآثار السيئة لليورانيوم المُنَضَّبْ في جسده.
وقال روك للـ "أمريكان فري بريس" أن البنتاجون يستخدم أسلحة اليورانيوم المُنَضَّبْ لكونها الأكثر فاعلية والأشد فتكاً في قتل وتدمير ما تصيبه من أهداف. وأضاف روك أن أعلى مستوى بالحكومة الأمريكية والبريطانية قد تجاهل النتائج الخاصة باستخدام تلك الأسلحة. وتابع بقوله: "إن حرب الخليج الأولى كانت أكبر حادث للنيران الصديقة في تاريخ الحرب الأمريكية، وكانت معظم الخسائر بسبب النيران الصديقة".
هذا ويُستخدم اليورانيوم المُنَضَّبْ في أشكال عديدة من الذخائر، فهو يُستخدم كقذيفة خارقة للدروع بسبب وزنه وكثافته الكبيرة جداً. واليورانيوم المستخدم في تلك الصواريخ والقنابل هو منتج فرعي لعملية التخصيب النووي. ويقول الخبراء إن وزارة الطاقة لديها 100 مليون طن من اليورانيوم المُنَضَّبْ تستخدمه في صناعة الأسلحة، توفيراً للأموال التي تنفقها الحكومة على التخلص منه.
وبدلاً من التخلص من النفايات المُشِعَّة، يتم تشكيلها على هيئة قاذفات خارقة تُستخدم في بلايين الطلقات التي تُطلق في العراق وأفغانستان. وفي الواقع؛ فإنه كان يتم نشر ونقل النفايات المُشِعَّة الناتجة عن صناعة الأسلحة النووية الأمريكية إلى دول العراق وأفغانستان ويوغسلافيا السابقة وبورتريكو وبعض الأماكن الأخرى.
"القنابل القذرة" على حقيقتها
قال روك: "إن القضيب الطائر المصنوع من اليورانيوم الصلب والذي يبلغ طوله 18 بوصة وقطره ثلاثة أرباع البوصة هو ما أصبح يُستخدم كقذيفة دبابة مصنوعة من اليورانيوم المُنَضَّبْ بعد إطلاقها". ولأن اليورانيوم- 238 تلقائي الاشتعال، بمعنى أنه يشتعل بمجرد اتصاله بالهواء، فإن قذائف اليورانيوم المُنَضَّبْ تشتعل عند طيرانها.
وأضاف روك: "عندما تُصيب قاذفة الاختراق المصنوعة من اليورانيوم المُنَضَّبْ هدفاً ما؛ فإنها تتحطم وتتسبب في حدوث إنفجارات ثانوية، وهي طريقة أشد من القنابل النووية"، إشارةً إلى السلاح المرعب الذي يستخدم المتفجرات التقليدية لنشر المادة المُشِعَّة.
وبعض اليورانيوم الذي يُستخدم في أسلحة اليورانيوم المُنَضَّبْ يتبخر إلى جزيئات صغيرة جداً تنتشر في الجو وتبقى فيه حتى تسقط على الأرض مع هطول الأمطار. واليورانيوم السام والمُشع كيميائياً مثل الغاز؛ فهو يتغلغل داخل الجسم عن طريق الجلد أو الرئتين ويمكن حمله حول العالم حتى يسقط على الأرض مع نزول المطر.
ووجهت "أمريكان فري بريس" سؤالاً لـ ماريون فولك، عالم كيميائي متقاعد قام بتصنيع قنابل نووية لأكثر من 20 عاماً في معمل لورنس ليفرمور، حول ما إذا كان يعتقد أن أسلحة اليورانيوم المُنَضَّبْ تعمل بالطريقة التي تعمل بها القنبلة القذرة، فأجاب بقوله: "نعم هذه بالضبط هي طريقة عملها، فهي تطابق مواصفات القنبلة القذرة بكل معنى الكلمة".
وحسب فولك؛ فإن ما يربو على نسبة 30 في المئة من اليورانيوم المُنَضَّبْ الذي يُطلق من مدافع الدبابات الأمريكية يتحول إلى جزيئات يبلغ حجمها عُشر الميكرون (جزء من مليون من المتر) أو أقل.
وأضاف فولك بقوله: "إنه كلما كان الانفجار أكبر، زادت كمية اليورانيوم المُنَضَّبْ المنتشرة في الجو، وفي القذائف والقنابل الأكبر حجماً تتحول نسبة حوالي 100 في المئة من اليورانيوم المُنَضَّبْ إلى جزيئات غبارية مُشِعَّة في حجم الميكرون (أو حجم الفيروس) أو أصغر.
وبينما كانت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" تنفي رسمياً أخطار أسلحة اليورانيوم المُنَضَّبْ، كانت القوات العسكرية على دراية بالآثار السامة جداً للـيورانيوم المُنتشر مثل الغاز (أو دقائق الغبار).
الى آخر ماذكر في التقرير ...