المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جيش الاحتلال.. بالحفاظات!



شامل
20-01-2005, 10:33 PM
جيش الاحتلال.. بالحفاظات!

شبكة البصرة

ناهض حتر

ابلغتني مصادر في المقاومة العراقية ان الشاحنات التي تحمل حفاظات من القياس الرجالي سوف يتم ضربها, من الآن فصاعداً, لان الحفاظات الرجالية اصبحت, بعد معارك الفلوجة الاخيرة, عتاداً عسكرياً.

لقد انتشر مرض التبول اللاارادي اثناء الصحو والمنام, على نطاق واسع, بين جنود الاحتلال الامريكي المرعوبين, ما اضطر القيادة العسكرية الامريكية, الى توزيع حفاظات من القياس الرجالي على جنودها, ويلاحظ المقاومون اكواماً من الحفاظات المستعملة بالقرب من المعسكرات الامريكية.

كذلك يستخدم الجنود الامريكيون الحفاظات, الزامياً, اثناء مناوباتهم الليلية في الاستحكامات التي يحظر عليهم مغادرتها لاسباب أمنية, كما يحظر على واحدهم الانفراد بنفسه لقضاء حاجته. وهو ما كان اشتكى منه, علناً, الحاكم المدني الامريكي السابق للعراق, بول بريمر الذي كان مضطراً لقضاء حاجته تحت حراسة ستة مغاوير مخافة الاغتيال وتجنباً لنيران المقاومة.

بريمر كان يحظى بستة حراس اثناء ذهابه الى بيت الخلاء. وهو حصن, على كل حال, سرقة تقدر بالمليارات جراء تحكمه بالعراق حوالي السنة, لكن الجنود الامريكيين متروكون للعراء والحفاظات وبضعة الاف من الدولارات لا تعوض الزوجات والابناء عن الأب المقتول او المجنون او المشوّه.

لقد نسي »المحافظون الجدد«, في غمرة احلامهم الامبراطورية, ان جنودهم هم كائنات بشرية وليسوا آلات ميكانيكية. وعندما تضع هؤلاء - من دون قضية - في محرقة للاعصاب والاجساد, كالمحرقة العراقية فان النتيجة ستكون تحول هؤلاء الى مجرمين يقدمون أسوأ مثال ممكن عن »الديمقراطية« الامريكية, ويفقدون, في الوقت نفسه, تحت طائلة الموت المحتمل في كل لحظة, القدرة على التحكم بوظائف اجسادهم البيولوجية.

ولذلك, وصل الجندي الامريكي في العراق الى وضع التبول اللاارادي في المنام واليقظة رعباً, والتعبير عن الرعب والمهانة, باقصى قدر من الهمجية.

لقد قلنا, منذ وقت طويل, انه ليس لدى الولايات المتحدة الامريكية الوسائل اللازمة لاصطناع امبراطورية, ليس لديها المال ولا الرجال, للقيام بالمهمة. وانطلاقاً من هذه الحقيقة, كانت استراتيجية الهيمنة الامريكية تقوم على مبدأ الضربات الجوية والصاروخية, المعتمدة على التقانة العسكرية المتطورة, وحصد النتائج السياسية من خلال الامم المتحدة والتحالفات الدولية والتسويات المحلية.

لكن »المحافظين الجدد« الواهمين باستعادة أمجاد »الاسكندر المقدوني«, طوحوا بالحقائق جانباً, وارسلوا خليطاً هجيناً من الفتية المهزوزين لملاقاة اسود العراق, في حرب طويلة شرسة مميتة لا تهدأ, ولا تعطي للجنود فرصة لالتقاط الانفاس او حتى الذهاب - بصورة اعتيادية - الى دورة المياه.

»بابل« التي يُصورها الشريط الدعائي الهوليوودي بانها جنة من النضرة والماء والنساء الجميلات المستعدات لتقديم المتعة للغزاة هي في الواقع, أتون من النار.

وأما »الصدمة والرعب«, فلم ينفذا الى قلوب العراقيين ابداً بل حلا في قلوب الغزاة.

آخر ما في جعبة امريكا, تسليم العراق الى العصابات الايرانية عبر انتخابات هزلية, لكن تحالف الشياطين هذا سوف يفشل ايضا لانه - ببساطة - يفتقر الى الشرعية الوطنية. انه تواطؤ لصوصي يعجز حتى عن تقديم قائمة علنية بأدواته, بينما توحد منظمات المقاومة العراقية صفوفها, وتفرض ارادتها في العراق العربي كله من كركوك الى البصرة. وسنرى ما اذا كان الغزاة الامريكيون واتباعهم الايرانيون, قادرين على اجراء الانتخابات في العاصمة بغداد التي تقع في قبضة المقاومين, سنة وشيعة.

المخططات الامريكية إزاء العراق اجرامية دون حدود. ولن يعترف المحافظون الجدد بهزيمتهم في هذه المعركة, قبل ان يجربوا احط انواع السياسة, واكثر القدرات العسكرية بشاعة.. ولكنهم, في النهاية, سيفشلون.

شبكة البصرة