المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل يكون عام 2005 عام تحرير العراق



منصور بالله
11-01-2005, 09:09 PM
هل يكون عام 2005 عام تحرير العراق

شبكة البصرة

د. فيصل الفهد

ها هو عام 2005 يطل علينا وكوارث نهاية عام 2004 لا تزال تطرق بقوة على رؤوس الشعوب التي ابتليت بها ... ورغم أن ما حدث خلال الأسابيع الماضية في جنوب شرق آسيا هو من الكوارث (الطبيعية) فإن هناك من الكوارث التي كان وما يزال يبتدعها أصحاب العقول المريضة أمثال بوش وبلير وشارون هي الأكثر دماراً وخراباً للبشرية.

كما أن هذه الصورة القاتمة السواد والنهاية المأساوية لعام 2004 لم تلغ وجود المساحات الناصعة البياض التي تألقت لتحجم تأثير المساحات السوداء... ونشير إلى ما يهمنا في هذه المساحات المشرقة وهو حجم ما حققته المقاومة الباسلة في العراق وفلسطين من إنجازات كبيرة تركت بصماتها على كل ما يفرزه العام الجديد رغم ما تعنيه عمليه إعادة انتخاب المجرم بوش لولاية ثانية في البيت الأسود الأمريكي من نتائج كارثية متوقعة على العالم أجمع.

إن قراءة موضوعية في نتائج الصراع في العراق على الأرض بين إرادة الشعب العراقي وطليعته المقاومة بكل أشكالها وفي المقدمة منها المقاومة المسلحة الباسلة وبين أعدائه من المحتلين الأمريكيين والبريطانيين وشركاؤهم وعملائهم في الجريمة ..

هذه القراءة تقودنا إلى الملاحظات التالية:



D أولاً:

إن عام 2004 كان بحق عاماً للمقاومة العراقية بكل ما تعنيه هذه العبارة فقد استطاعت المقاومة البطلة من تثبيت دعائمها وأن تفرض نفسها كلاعب أساسي وبلا منازع في تقرير شكل وأسلوب الصراع حيث حولت أوضاع قوات الاحتلال من حالة الهجوم إلى حالة الدفاع كما فرضت الأشهر الأخيرة.

مسألة مهمة جداً وهي اعتراف المسئولين الأمريكيين بوجود المقاومة وقوتها ودقة تنظيمها وتطورها الكبير ليس في التخطيط حسب بل والتطور في آليات تنفيذ العمليات ضد المحتلين في حين كان المسئولون الأمريكيين قبل ذلك يعتمون أو يصبغون عمليات المقاومة بالعراق بألوان مختلفة بعيدة عن لونها الوطني العراقي المخطط له بشكل سابق لاحتلال بلدنا في 9/4/2003 ومنها استخدامهم مصطلحات الزرقاوي وفلول النظام وغير ذلك من المصطلحات التي يراد منها إبعاد عمليات المقاومة عن حاضنها وصاحبها الشرعي الذي بات معروفاً ولم يعد بالإمكان إخفائه وهو حزب البعث الاشتراكي والتيارات الوطنية والقومية والإسلامية كما أن هذه المقاومة تزداد في قوتها عدةً وعدداً في كل يوم حتى أصبح العمل في صفوف المقاومة الوطنية ظاهرة تجمع كل الشباب العراقي الوطني الشريف بل أصبحت ظاهرة مطاردة المقاومة لفلول المحتلين وعملائهم هي الأهم وبات المجاهدون يكشفون وجوههم في حين يستخدم العملاء الأقنعة خشية من المقاومة الباسلة وغضب وسخط الشعب العراقي عليهم.



D ثانياً:

في عام 2004 تأكد عجز الإدارة الأمريكية وحلفائها عن تنفيذ أغلب خططهم العقيمة التي ثبت فشلها في الميدان فالأمريكيين خططوا للعدوان على العراق ولكنهم لم يضعوا خطط ناجحة لما بعد الاحتلال وهذا يعني بالضرورة تثبيت حقيقة جهل وغباء المسولين الأمريكيين في فهمهم واستيعابهم ومعرفتهم بحقيقة الشعب العراقي (تاريخه وعاداته وتقاليده وتراثه) إضافةً إلى عدم تقييمهم الدقيق لقدرات وإمكانيات وذكاء القيادات العراقية والبناء المؤسسي العلمي والتجربة الثرة للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية العراقية البطلة .. فرغم كل المحاولات اليائسة وعمليات الترقيع التي حاولت القيام بها إدارة بوش لمعالجة مأزقها الخطير في العراق فإن النتيجة كانت واحدة وهي فشل إضافي وتخبط أعمى وغرق أكبر في المستنقع العراقي حيث لم تنفعهم تشكيل حكومة العمالة المؤقتة ولا محاولات زج حلف الناتو في المحرقة العراقية ولا عمليات الإسعافات التي تحاول القيام بها الأنظمة العربية العميلة ولا سيما الأردن ومصر والسعودية والخليج العربي لتضميد الجراح الأمريكية المثخنة في العراق نتيجة ضربات المقاومة القاتلة.



D ثالثاً:

تراجع الاقتصاد الأمريكي حيث ثبت خلال العام 2004 تراجع هذا الاقتصاد رافقة انخفاض مستمر في قيمة الدولار مقابل العملات الأخرى ( انخفض خلال سنة بنسبة أكثر من 35%) إضافةً إلى انخفاض واضح في معدلات النمو خلال الأشهر الثلاث الأخيرة وازدياد حجم البطالة حيث سجلت معدل قدرة أكثر من ثلاثة ملايين عاطل عن العمل.

يضاف إلى ذلك أن نسبة التكلفة المالية للإنفاق على الوجود الأمريكي بازدياد مضطرد فاقت كل التقديرات والتوقعات السابقة مما أضاف عبئاً "إضافياً كبيراً على الاقتصاد الأمريكي الذي يعاني بالأساس من مشاكل تراكمية قاتلة وقد زادت عمليات المقاومة شكلاً مضموناً وعدداً (بين 40-50 ألف عملية خلال العام 2004) من تكلفة الوجود العسكري الأمريكي في العراق إلى أرقام هي أكبر وأصعب من تمكن الإدارة الأمريكية من تلبيتها أو تحملها.





D رابعاً:

حجم الخسائر البشرية وهي مسألة بالغة الأهمية وتظهر نتائجها خلال عام 2005 أن لم تجد الإدارة الأمريكية مخرجاً يساعدهم على التخفيف من حدتها لاسيما وأن هذه الإدارة لم يعد باستطاعتها أن تغمض أعين الرأي العام الأمريكي والعالمي قسراً عن عدم رؤيتها وتلمس نتائجها الكارثية فالنعوش التي تصل إلى القواعد داخل أمريكا وعشرات الآلاف من الجرحى الذي امتلأت بهم جميع المستشفيات الأمريكية في أوروبا وفي الولايات المتحدة الأمريكية والذين يواجهون مصيراً مظلماً لأنه ليس بمقدور أغلبيتهم العودة للخدمة أو العيش بشكل طبيعي نتيجة إصاباتهم البالغة هذا عدا الآلاف من القتلى (المرتزقة والمتعاقدين من غير حاملي الجنسية الأمريكية) الذي يتم رمي جثثهم في مياه الأنهر وفي الوديان في العراق وهروب أعداد كبيرة (أكثر من عشرة آلاف هارب) من الخدمة في العراق وخروجهم بمساعدة عراقيين إلى الدول المجاورة بشكل غير شرعي هذا عدا حالات الأمراض النفسية التي أصبحت ظاهرة تلازم غالبية أفراد القوات الأمريكية هذا إذا استثنينا الخسائر الأمريكية الكبيرة في أفغانستان مع ملاحظة أن الوجود الاحتلالي الأمريكي هناك مدعوم بوجود قوات من حلف الناتو وهذا ربما يخفف من حجم خسائرهم إلى حد ما رغم علمنا أن المجاهدين الأفغان يستهدفون القوات الأمريكية المحتلة أكثر من سواها لأسباب معروفة.



D خامساً:

فشل المحتلون وعملائهم في تهيئة دروع بشرية عراقية تخفف عنهم أو تقلل حجم هجمات المقاومة ضد قواتهم الغازية حيث أثبت عام 2004 أن ما يسمى بالحرس الوثني وقوات الدفاع اللاوطني والشرطة ورغم التباهي بأعدادهم الكثيرة وتدريبهم في الدول العميلة لم يغيروا من خارطة هجمات المقاومة الباسلة بل المثير في هذا الموضوع أن المقاومة البطلة لم تزد هجماتها على الأمريكيين (أكثر من 150 هجوم يومي) فقط بل شملت أيضاً إبادة الجرذان من هذه القوات فأصبحوا صيداً سهلاً للمقاومين المدربين أصحاب الخبرة والكفاءة القتالية العالية جداً والمعنويات المتصاعدة.

ويلاحظ أن بعض الأقزام من العملاء مثل الطالباني والبرزاني وعبدو حكيم حاولوا أن يوحوا للأمريكيين أنهم قادرين على أن يفعلوا الكثير في مواجهة المقاومة ولكن الذي حصل أن هؤلاء المجرمين وضعوا جرذانهم السائبة في فوهة بركان المقاومة ومن الطريف هنا الإشارة إلى تصريح العميل عبدو حكيم بأنه قادر على حماية المراكز الانتخابية بـ 100 ألف جرذ (إيراني) .

ولم تمض ساعات طويلة حتى كان هو وجرذانه هدفاً لواحدة من عمليات المقاومة البطولية في مقره الذي سلبه من ممتلكات الدولة لعراقية الشرعية ليفهم الرسالة التي حاول أن يتجاهلها أثناء تصريحه الناري الأخير وهي أنه هو وفيلق غدره لا يقوون على حماية أنفسهم فكيف لهم أن يحموا مواقع إجراء مهزلتهم الانتخابية ...؟!



D سادساً:

مهزلة الانتخابات: ترى إدارة بوش أن إجراء هذه الانتخابات في موعدها المقرر سوف يحقق لها جملة من المكاسب ويخرجها من بعض مأزقها في العراق من خلال :

- إيجاد حكومة ضعيفة منتخبة ظاهراً معينة حقيقيةً تعمل على توقيع صك الانتداب للاحتلال الأمريكي وتعطيه شرعية بقائه في العراق.

- تتمكن قوات الاحتلال من الانسحاب من المدن والانزواء بعيداً في عدد من القواعد وبما يبعدها عن تحمل الخسائر نتيجة هجمات المقاومة العراقية.

- ترك مهمة مواجهة المقاومة العراقية إلى الجرذان من القوات التي أنشؤوها وبما يعني حرب أهلية منظمة بين حكومة صنيعة وجرذانها وبين الشعب العراقي ومقاومته الباسلة.

- تمرير خدعة أمريكا على العالم بأنها نفذت وعدها وأجرت الانتخابات وحققت الديمقراطية ومن نتائجها مجيء حكومة منتخبة وبذلك فهي أوفت بالتزاماتها أمام الرأي العام الأمريكي والعالمي وضربت أكثر من عصفور بحجر واحد. متجاهلة وعي العراقيين للهدف المركزي الأمريكي من الإصرار على إجراء الانتخابات الذي هو شرعنه الوجود الأمريكي في العراق وما يعنيه من شرعنه سرقة النفط وثروات العراق وشرعنه قتل العراقيين وتحطيم قوتهم ومؤسساتهم الاقتصادية وتحطيم جيشهم بكل ما يملك من تجهيزات و سرقة حضارة العراق. فهل ينسى العراقيون ذلك تحت شعار الديمقراطية المريضة.



احتمالات المرحلة القادمة:

أولاً: مسرحية الانتخابات:

رغم إصرار المجرم بوش على إجراء الانتخابات ألا أن واقع الحال وبحكم تمكن المقاومة العراقية الوطنية إطباق سيطرتها على مجريات الأحداث وفشل القوات الأمريكية والقوات العميلة في حماية نفسها وعدم معرفة الناس ( من الذين غرر بهم للمشاركة في المسرحية ) بأسماء أغلب العملاء الذين رشحوا أنفسهم ومعرفة غالبية الشعب بأهداف هذه المسرحية إضافةً إلى فشل الاحتلال وعملائهم في تنفيذ أي من وعودهم الكاذبة بعكس وعود المقاومة التي نفذت القول بالفعل الشجاع والتفاف غالبية الشعب واحتضانه لمقاومته الباسلة كل هذا وغيره وبما سيؤدي إلى تأجيل تنفيذ هذه المهزلة وأن أصروا على إجرائها فإن عواقبها ستكون وخيمة على المحتلين وعملائهم ولن يحصدوا إلا ما زرعوه من خيبة وفشل وخسائر جسيمة جداً ستنقل الصراع إلى حلقات متقدمة تقرب من نهاية الاحتلال وانتصار المقاومة إن شاء الله.



فقد أعدت الفصائل المقاومة برنامجاً يبدأ يوم 20/1 ويتصاعد إلى يوم موعد إجراء الانتخابات مع تحسب لتأجيل الانتخابات لمدة محدودة تشمل قتل كل عميل رشح نفسه لهذه المسرحية أو عمل لإنجاحها أو ساهم فيها لأنهم بالتالي مساهمون في عملية شرعنه الاحتلال مخالفين بذلك مبدأ عدم جواز الانتخابات في ظل الاحتلال.



ثانياً: المقاومة:

سيشهد عام 2005 تصعيداً نوعياً في عمليات المقاومة شكلاً ومضموناً أكثر مما تحقق في العام الماضي حيث يحتمل في ضوء تصاعد عملها أن تدخل المقاومة في عملياتها البطولية أسلحة ثقيلة ومتطورة كما ستزداد عمليات تحرير المدن وتأخذ أشكالاً أكثر تطوراً مما سيزيد من الصعوبات التي يعاني منها المحتل وسيتحول موضوع المقاومة العراقية من الإطار المحدد الذي حاولت الإدارة الأمريكية حبسه فيه إلى قضية دولية تتداولها المجتمعات الدولية باهتمام كبير وبما ينعكس سلباً على الوضع الأمريكي الدولي.



ثالثاً: الموقف الأمريكي:

سيزداد حجم الشرخ الذي أحدثته عملية احتلال العراق داخل المجتمع الأمريكي وسيتحول في جانب منه إلى داخل الإدارة الأمريكية ويحتمل بشكل كبير أن يترك رامسفيلد موقعه نتيجة فشله الذريع في العراق وستزداد خسائر القوات الأمريكية البشرية والمالية الأمر الذي سيوسع من دائرة المعارضين لاحتلال العراق ويطالب كثيرين إلى جانب عوائل الجنود بسحب القوات الأمريكية من العراق رغم أن إدارة بوش ستعمل ما في وسعها بما في ذلك الترهيب والترغيب لزج أطراف دولية وحلفاء لها في آتون النار العراقية... إلا أن جميع هذه المحاولات ستولد ميتة كما سيشهد موقف الإدارة الأمريكية نفسها تراجع وربما مرونة يمكن أن تؤدي إلى إيجاد حلول ناجحة تنهي الاحتلال الأمريكي البغيض لبلدنا قبل أن يخرجوا مهانين مدحورين.



رابعاً: الموقف الدولي:

- ستشهد أروقة السياسة الدولية اهتماماً كبيراً بالقضية العراقية وستتوسع دائرة التأييد للمقاومة العراقية وستخرج بعض المواقف من جحور أصحابها إلى العلن.

- وسيكون للدول الكبرى أدواراً أكثر فاعلية لاسيما روسيا والصين وألمانيا وإسبانيا وخاصة فرنسا كما ستحاول دول عديدة استغلال التورط الأمريكي في العراق للانتقام لنفسها من الأمريكيين وسيتم ذلك عبر تقديم الدعم اللامحدود للمقاومة العراقية ويحتمل أيضاً وبشكل كبير أن يكون لفرنسا دور متميز لاحتضان محاولات لإيجاد خيوط للتفاوض بين المقاومة العراقية وبين الأمريكان حيث سبق لفرنسا إن كانت حاضنة للمفاوضات الفيتنامية الأمريكية...

وبمعنى آخر أن المرحلة القادمة سترى تطوراً نوعياً في الموقف الدولي وخروج الأصوات الرافضة للعنجهية والغطرسة الأمريكية لتشكل حالة إيجابية ستؤثر في الوضع الدولي لصالح قضيتنا.



خامساً: الموقف العربي:

رغم الصورة السلبية للموقف العربي الرسمي والشعبي إلا أن احتمالية حصول نقلة نوعية على كلا الصعيدين ليس بسبب تغير قناعات الساسه العرب ولكن بفعل انتصارات المقاومة العراقية وازدياد شعبيتها بين أوساط الجماهير العربية فلربما يكون دعم المقاومة وشد إزرها عربياً هو أحد أهم المقاييس التي ستحكم العلاقة بين الأنظمة وشعوبها. حيث أنه لا يمكن لهذه الأنظمة أن تستمر في كبت مشاعر الإنسان العربي القومية فأما التراضي مع الشعب العربي بالوقوف إلى جانب المقاومة العراقية أو انفجار البركان الشعبي بما يطيح بكل العروش من أجل الانسجام مع المقاومة العراقية التي أصبحت عنواناً قومياً لكل العرب في الشرف والكرامة

وأياً كانت الأحداث وطبيعتها في العراق فإن العام 2005 سيكون عاماً جديداً مضافاً إلى المقاومة العراقية وسيتكلل بالنصر المؤزر بفعل إيمان المقاومة العراقية بالله وبعدالة القضية التي تقاتل من أجلها وهي ليس تحرير العراق أرضاً وشعباً وقيماً فقط بل اندحار المشروع الأمريكي البريطاني الصهيوني في المنطقة بعون من الله إنه ناصر المؤمنين.

بسم الله الرحمن الرحيم

( وكان حقاً علينا نصر المؤمنين