المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الأسطول الأمريكي في المحيط الهندي يغرق في طوفان آسيا...



شامل
08-01-2005, 02:46 PM
الأسطول الأمريكي في المحيط الهندي يغرق في طوفان آسيا...

مقال وتحليل لسمير سعيد

شاهَد وتابَع العالم أجمع بحزن وقلق ما لحق بدول جنوبي شرقي آسيا؛ نتيجة الزلزال المدمر والمفاجئ, وكان مركزه قاع المحيط الهندي قبالة جزيرة سومطرة الإندونيسية، والذي عجزت عن التنبؤ به كافة الرادارات والأجهزة الإليكترونية الحديثة، وانشغل الإعلام العالمي بآثار الكارثة التي تعد من أكبر الكوارث الطبيعية في تاريخ البشرية؛ حيث أحدث هذا الزلزال موجات مد بحري عاتية وصل ارتفاعها في بعض المناطق لعشرة أمتار، اجتاحت إندونيسيا وسواحل الهند وسريلانكا وتايلاند، وقتل مئات الآلاف، وربما يرتفع العدد ليصل إلى مستوى الملايين، ودمرت مدنًا بالكامل، وتشرد الملايين من البشر في قائمة طويلة لا تُعد ولا تُحصى من الخسائر تزيد بمرور الوقت.

ولكن وسط كل هذه الأحداث والتغطية الإعلامية العالمية الضخمة لطوفان آسيا لم تقل لنا وسائل الإعلام أين الأسطول الأمريكي الذي يقبع في قلب منطقة الكارثة وعلى العديد من الجزر التي في قلب المنطقة؟! ونعلم يقينًا أن أمريكا تحتفظ بقواعد بحرية عائمة هناك, فماذا حل بها أيضًا..؟! علمًا بأن القوارب والسفن- التي كانت على شواطئ تبعد آلاف الأميال- غرقت وغرق ركابها!! فماذا حل بالأسطول الأسطوري للقوة الأولى في العالم، بما فيه من غواصات نووية، ومنصات صواريخ نووية، وقواعد لأكبر قاذفات إستراتيجية في العالم؟!

ربما لأن كارثة أمريكا كانت تضاهي- وربما تفوق- كوارث بلاد المنطقة المنكوبة فلم تجرؤ أمريكا على الاعتراف بنكبتها التي ربما تصبح تاريخيةً؛ لأن جزءًا ضخمًا من الترسانة العسكرية والنووية الأمريكية، وربما لأن أمريكا لم تستطع حصر خسائرها الهائلة حتى الآن، مع العلم أن بعض الجزر التي تشكل نقاط انطلاق رئيسية للأسطول الأمريكي معرضة للاختفاء، وكانت اللجنة الفرعية لحماية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة قد بحثت في أغسطس الماضي ظاهرة اختفاء الدول نتيجة الكوارث البيئية، مثل الفيضانات والزلازل والبراكين والأعاصير، وتجدر الإشارة إلى أنَّ قائمة الدول المهددة بالاختفاء تشمل بنجلاديش وجزر المالديف وجزيرة "دياجو جارسيا" ولأمريكا قواعد في هذه الدول، خاصةً الأخيرة التي تعد من أهم وأخطر القواعد العسكرية الأمريكية في العالم.

يتوقف حجم القوة البحرية لأي دولة على إمكانياتها المادية وعمومًا، فللولايات المتحدة أربعة أساطيل تتمركز في الساحل الشرقي لأمريكا؛ أي بالمحيط الأطلنطي، والثاني تمركزه بالبحر المتوسط، ويتم تبادل قطع الأسطول بينهما، وبذلك التبادل يتم تواجد بحري في المنطقة التي فيما بينهما، أما ثالث الأساطيل فموقعة الساحل الغربي الأمريكي؛ أي بالمحيط الهادي، والذي يتمركز أيضًا به رابع الأساطيل، ولكن على السواحل الشرقية لآسيا، وتتم زيارات متبادلة لقطع الأسطولين الأخيرين بنفس الأسلوب السابق، كذلك يتم نشر قطع الأسطول حسب موقف العمليات القتالية أو التهديدات المحتملة.

والقوات المسلحة الأمريكية تنقسم لأربع أفرع رئيسية هي الجيش (القوات البرية) والقوة الجوية والبحرية، والرابعة هي قوات الغواصات والغواصة تتفرد بالعمل السري، ولا يكتشف موقع الغواصة بسهولة والذي لا يتم إلا برادار السونار الذي يعمل بالموجات الصوتية، وتحتفظ أمريكا بنسبه حوالي 60% من أسلحتها النووية تحت استخدام قوتيها البحرية والغواصات.

ولمعرفة وتقدير حجم الخسائر العسكرية الأمريكية المتوقعة نتيجة طوفان آسيا، نورد فيما يلي بعض المعلومات عن التواجد الأمريكي في المناطق المنكوبة:

قاعدة دياجو جارسيا

هذه الجزيرة هي نقطة الاستناد الرئيسية للتواجد الأمريكي العسكري في حوض المحيط الهندي، وكانت هذه الجزيرة نقطة انطلاق قاذفات (B- 52) الأمريكية لتدمير الجيش العراقي؛ حيث كانت من أشد الأسلحة فتكًا في عمليات عاصفة الصحراء، فقد قامت بقصف التجمعات العسكرية العراقية في الكويت ومواقع تمركز الحرس الجمهوري في جنوب العراق، وكانت تصحبها عادةً في كل رحلة طائرات مقاتلة لحمايتها من طراز (F- 16) الأمريكية.

وكانت غارات طائرة (B- 52) ذات تأثير مدمر لمعنويات أفراد الجيش العراقي، كما تمَّ استخدام هذه الطائرات أيضًا في تدمير أفغانستان؛ حيث دُمرت قرى بأكملها وقتلت الآلاف!

وتعد دياجو- جارسيا أكبر جزيرة بين الجزر الـ52 الموجودة في أرخبيل تشاجوس- توضع على خط العرض الجنوبي 781 وخط الطول الشرقي 7227 على مقربة من الطرق الملاحية التي تربط المناطق الغربية للمحيط الهندي مع المحيط الهادي، ومساحة الجزيرة التي يشبه شكلها نعل الفرس 30 كم2.

في أواسط الستينيات باشرت بريطانيا وأمريكا بتنفيذ برنامج إنشاء القواعد العسكرية المشتركة على جزر المحيط الهندي، وعندما خططت بريطانيا في عام 1965م للاستيعاب العسكري لجزيرة دياجو- جارسيا والجزر الأخرى المتواضعة بالقرب منها أعلنت نيتها لفصل أرخبيل تشاجوس القليل السكان والذي يعتبر جزءًا من المستعمرة البريطانية مافريكي وتحويله إلى مستعمرة باسم الأراضي البريطانية في المحيط الهندي، وبالتالي سلخته عن مافريكي التي أصبحت مستقلة في عام 1968م.

وقع تنفيذ هذه الخطة في تعارض شديد مع قرار هيئة الأمم المتحدة القاضية بإلغاء الاستعمار، فقرار الجمعية العمومية لهيئة الأمم المتحدة المتخذ في 14/12/1960م (رقم 1514) حظر اللجوء إلى تقسيم المستعمرات إلى أجزاء؛ والتعدي على الوحدة الإقليمية للبلدان التي لم تحصل على الاستقلال.

وفي القرار الآخر المتخذ في 4/1/1966م تمَّ لفت الانتباه إلى أن "أي خطوة تصدر على الدولة الحاكمة هادفة إلى فصل أية جزيرة عن أراضي مافريكي بهدف إنشاء قواعد عسكرية عليها ستعتبر خرقًا للقرار رقم 1514".

وتضمن القرار أيضًا نداءً إلى بريطانيا يقضي بـ" عدم القيام بأي من الأفعال التي يمكن أن تشتت أو تقسم أراضي مافريكي، ويمكن أن تحطم وحدتها الإقليمية".

وفي نوفمبر عام 1965م قامت بريطانيا وأمريكا وحكام مافريكي المزيفين، خلافًا لإرادة السكان المحليين ودون الاكتراث بقرارات هيئة الأمم المتحدة، بإجراء المفاوضات حول تنفيذ القواعد العسكرية على جزيرة دياجو- جارسيا.

وأعلن ممثلو البنتاجون في ديسمبر 1970م أنَّ ذلك سيكون "منشأة بسيطة للاتصالات"، هدفها إزالة الخلل من نظام الاتصالات الأمريكية الدولي ومساعدة السفن والطائرات الأمريكية والإنجليزية في المحيط الهندي لتأمين الاتصالات الجيدة"، وقد بدأت أعمال البناء العسكرية على الجزيرة في مارس عام 1970م، وأثناء ذلك تمَّ طرد سكان أرخبيل تشاجوس من بيوتهم وترحيلهم بالقوة (أكثر من ألف إنسان) إلى جزيرة مافريكي، وتم تمويل عملية "الترحيل" سرًا من الصندوق السري للبنتاجون (دفعت أمريكا إلى بريطانيا 14 مليون دولار) مقابل ذلك.

وفي أكتوبر 1972م عقدت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا المعاهدة الثانية للبناء العسكري على جزيرة دياجو- جارسيا، ثم تلتها الاتفاقية الثالثة (فبراير 1976م) التي سمحت بالتوسيع الكبير للمنشآت العسكرية على الجزيرة، والتزمت أمريكا طبقًا لهذه الاتفاقية بدفع جميع النفقات المتعلقة بإنشاء قاعدة عسكرية على جزيرة دياجو جارسيا، وبلغت المخصصات الأولى التي أقرها الكونجرس الأمريكي في عام 1970م للبناء العسكري على الجزيرة 4.5 مليون دولار.

إن الأعمال العسكرية التي أُنجزت على جزيرة دياجو جارسيا حتى بداية عام 1977م كلفت الولايات المتحدة الأمريكية 175 مليون دولار، وفي عام 1977م خصص لبناء المنشآت العسكرية في هذه القاعدة 154 مليون دولار، وفي عام 1981م تمَّ تخصيص حوالي 132 مليون دولار لتطوير القاعدة في جزيرة دياجو جارسيا، وفي عام 1982- 240.5 مليون دولار، وقد خطط البنتاجون لصرف 1 مليار دولار لتنفيذ برنامج الاستيعاب العسكري للجزيرة كاملاً، والولايات المتحدة لا تبخل بالأموال عندما يجري الحديث حول الضمان العسكري لسياستها الخارجية، وأعارت واشنطن جزيرة دياجو- جارسيا أهمية كبيرة جدًا، فبفضل موقعها الجغرافي تبدو

وكأنها "تشرف على المحيط الهندي كله: تستطيع سفن الولايات المتحدة الأمريكية الوصول إلى أي بلد ساحلي خلال يومين أو ثلاثة.

وتحولت الجزيرة من "منشأة عسكرية متواضعة أو بسيطة" إلى قاعدة أمريكية ضخمة متعددة الأهداف؛ حيث تقوم هذه القاعدة بخدمة القوات البحرية الأمريكية في المحيط الهندي، وتعتبر نقطة استناد للقوات الأمريكية الإستراتيجية وتقوم بالتأمين الخلفي لقوات الانتشار السريع، وتؤدي دور أكبر مركز للاتصالات والاستطلاع في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية، والقاعدة العسكرية الأمريكية في جزيرة دياجو- جارسيا هي خطر على جميع دول آسيا المستقلة فقد تحولت جزيرة دياجو- جارسيا إلى ترسانة نووية أمريكية في المحيط الهندي.

وتحفظ في المستودعات المجهزة خصيصًا الأسلحة النووية المختلفة الأشكال بما في ذلك أسلحة للغواصات الذرية والطائرات الإستراتيجية الأمريكية القاذفة للقنابل.

يدخل في خطط البنتاجون، وفقًا لأخبار الصحافة الأمريكية الكثيرة، نشر السلاح النيتروني والكيميائي والصواريخ المجنحة على الجزيرة، وطبقًا لتصريح وزير خارجية موريكيا أ.ك. هاين (أكتوبر 1984م) فإنَّ تحويل جزيرة دياجو- جارسيا إلى "قاعدة أمريكية صاروخية "سيتم في عام 1989م.

أنشئ على الجزيرة 45 منشأة عسكرية ذات توظيف متنوع، بني هناك مطار مجهز لاستقبال واستخدام جميع أنواع الطائرات الأمريكية باشتمال طائرات النقل الجبارة س - 5 أ وس- 141 وطائرات التزويد بالوقود ك س- 135 والطائرات الإستراتيجية القاذفة للقنابل ف – 52.

وترابط على الجزيرة باستمرار أسراب طائرات الحراسة المضادة للزوارق د - 3 "أوريون"، وأنشئت أيضًا منشآت خاصة للمرافئ، وإن المراسي والاتساع البحري للخلجان تسمح باستقبال 12 سفينة ضخمة تابعة للقوات البحرية الأمريكية في وقت واحد، باشتمال حاملات الطائرات، الطرادات الغواصات الذرية الحاملة للصواريخ.

تبنى ورشات تصليح وأحواض سفن تمكن عمليًا من القيام بأي نوع من الصيانة للسفن العسكرية دون الحاجة إلى إخراج هذه السفن من منطقة الحراسة في المحيط الهندي.

تتمتع جزيرة دياجو-جارسيا بسعة كافية لحفظ 320 ألف برميل من وقود الطيران و380 ألف برميل من محروقات السفن تكفي لتأمين عمليات التشكيل الجوي لمدة ثلاثين يومًا في المحيط الهندي، وفي الجزيرة ترابط أيضًا القاعدة العائمة "ديسكي" الخاصة بالإمداد المادي- التكنيكي للمدمرات والسفينة ذات التوظيف الخاص "سبيير" لتأمين عمليات الغواصات الذرية في المحيط الهندي.

وتجمعت هنا سفن النقل أو الشحن التي تحمل على متنها الدبابات، المصفحات، الذخائر، التجهيزات الكافية لتزويد فرقة عسكرية من المشاة البحرية تعدادها 12 ألف إنسان. إن هذه السفن- كما كتبت مجلة "التايم" الأمريكية- تعتبر قاعدة إمداد متحركة لتلك الحالة عندما يصدر الرئيس أمرًا بالنقل السريع لأية وحدة من وحدات قوات الانتشار السريع إلى هذه المنطقة.

أما محطة الاتصالات الموجودة على الجزيرة فقد أدخلت إلى النظام الملاحي الأمريكي الشامل "أوميجا" المخصصة لتوجيه الغواصات الذرية؛ بل تعداد القوات الأمريكية على جزيرة دياجو- جارسيا في عام 1985م 1.25 ألف إنسان، وحاولت الدعاية الأمريكية الإقلال من الأهمية العسكرية- الإستراتيجية للقاعدة الموجودة على جزيرة دياجو- جارسيا، معتبرةً إياها منشأة دعم خلفية لتأمين الاتصالات.

وفي الحقيقة فإن أي الاتصالات تشكل قلب نظام التمركز الأمريكي الأمامي في حوض المحيط الهندي وترتبط بصورة وثيقة بشبكة القواعد العسكرية الأمريكية ونقاط الاستناد في منطقة البحر الأبيض المتوسط والمحيط الهادي، وقد انطلقت الأساطيل الأمريكية مرارًا من جزيرة دياجو- جارسيا إلى سواحل بلدان آسيا الجنوبية بقصد دعم باكستان في فترة الصدامات الهندية- الباكستانية، واستخدمت هذه القاعدة أيضًا أثناء تنفيذ عمليات الإنزال الأمريكية ضد إيران في إبريل عام 1980م.

إن نشر الأسلحة ذات الإبادة الشاملة في مركز المحيط الهندي أثار قلقًا عميقًا عند بلدان حوض المحيط الهندي النامية، كما استنكرت رئيسة وزراء الهند السابقة أ. غاندي والعديد من الشخصيات الحكومية المنتمية إلى هذا الإقليم بحزم الخطة العسكرية لإدارة الولايات المتحدة الأمريكية.

وقد أشارت السيدة أنديرا غاندي قبل موتها التراجيدي بعدة أيام في المقابلة التي أجرتها معها الصحيفة المكسيكية "ناسيونال" في أكتوبر 1984م: "إنَّ القاعدة الأمريكية الموجودة على جزيرة دياجو- جارسيا تمثل خطرًا على كل بلدان هذه المنطقة، ووقفت الهند ضد القواعد النووية في كل مكان، لكن الشيء الذي لا يغتفر- خاصةً في هذه الحالة- هو أن القاعدة قد أنشئت في المنقطة التي لم يكن فيها سابقًا مثل هذا الخطر".

طالبت بلدان المنطقة بنشاط بإزالة القاعدة العسكرية الأمريكية عن جزيرة دياجو- جارسيا وعودة أرخبيل تشاجوس لصاحبه الشرعي- دولة موريكا، ففي دورات الجمعية العمومية لهيئة الأمم المتحدة طرحت دول عدم الانحياز كثيرًا مسألة شرعية استبداد وظلم المستعمرين تجاه موريكا وسلخ أرخبيل تشاجوس عنها.

انعكس هذا الموقف السوفييتي، خاصةً، في البيان المشترك للاتحاد السوفييتي والهند في 10/12/1980م، لكن أمريكا وبريطانيا أظهرت الاستخفاف الكامل بصوت الرأي العام العالمي وبنداءات هيئة الأمم المتحدة وبمطالب سكان الجزيرة الأصليين.

إن الولايات المتحدة تفعل كل ما هو ممكن لتحصن بشكل أقوى مخفرها العسكري الأمامي في المحيط الهندي وترفض البحث في مسألة قاعدة دياجو- جارسيا والبحث عمومًا في قضية إلغاء عسكرة المحيط الهندي وتحويله إلى منطقة سلام، والآن وبعد طوفان آسيا هل غرقت الجزيرة بمَن وما عليها خاصةً وأنها ضمن المناطق المعرضة للاختفاء في العالم؟!!

عمان رأس جسر هام لأمريكا

تحولت هذه الدولة في السنوات الأخيرة إلى رأس جسر هام للولايات المتحدة الأمريكية في حوض المحيط الهندي، وكتبت المجلة الأمريكية "تايم" بصراحة حول الأهمية الإستراتيجية للقواعد العمانية: "إنَّ بطارية واحدة من الوسائط المدفعية أو الصاروخية على الجانب العماني لمضيق (هرمز) كافية لأن تشرف بشكل كامل على عملية نقل النفط عبره".

وبناءً على الاتفاقية الأمريكية- العمانية المعقودة في 4/6/1980م فقد قدمت لأمريكا القواعد الجوية والبحرية الموجودة في السيب، تامرايد، الحسب، مصير، وتمَّ وضع محطة لسفن القوات البحرية الأمريكية في ميناء مسقط، ومطرا ورايسوت.

حصلت أمريكا وفقًا لشروط الاتفاقية على إمكانية إرسال مئات العسكريين إلى عمان للقيام بأعمال توسيع وتجديد المنشآت العسكرية.

يوجد في عمان أكثر من 500 مستشار وخبير عسكري أمريكي بالوسائط الرادارية، الاتصالات والاستطلاع الإليكتروني وبالقواعد الصاروخية وبالأعمال الهندسية الإنشائية العسكرية.

وتعهدت واشنطن بتقديم المساعدة العسكرية للسلطنة، تلك المساعدة التي شكلت في عام 1981 50.8 مليون دولار، وفي عام 1981م بدأت أنواع الأسلحة المختلفة، أسلحة المشاة ووسائط الدفاع الجوي والرادارات تدخل إلى عمان من الولايات المتحدة الأمريكية.

وهكذا بدأ البناء العسكري الواسع في عمان بمساعدة الولايات المتحدة، كما تحولت جزيرة مصير الواقعة على بعد 500 ميل بحري من الخليج العربي بسرعة كبيرة إلى أكبر قاعدة بحرية وجوية أمريكية في المحيط الهندي، ويستخدم المطار الموجود على الجزيرة لتمركز طائرات الاستطلاع التي تنفذ تحليقاتها في الخليج العربي والمحيط الهندي.

وتستكمل هناك إعادة بناء المنشآت المرفئية والمطارات التي تصلح لاستقبال وخدمة الطائرات العسكرية الأمريكية والسفن من كل الأنواع، وأنفقت أمريكا على البناء العسكري على جزيرة مصر فقط 280 مليون دولار، وكتبت مجلة "ميديل إيست انترناشيونال"- مشيرةً إلى الأهمية الكبيرة للقاعدة العمانية على جزيرة مصير بالنسبة للبنتاجون- إنَّ هذه الجزيرة يمكن أن تُصبح حلقةً هامةً في سلسلة قواعد أمريكا وحلفائها التي تشمل جزيرة دياجو- جارسيا، البربير، النقب، أكروتيري وكذلك القواعد في تركيا".

وقد خصص الكونجرس الأمريكي للبناء العسكري في عمان في عام 1981م- 82.5 مليون دولار، وفي عام 1982م- 78.48 مليون دولار، وأنفقت أمريكا على تجديد القواعد في عمان 625 مليون دولار، وستصل الكلفة الإجمالية للمشاريع العسكرية في عمان في السنوات العشر القادمة إلى 1.5 مليار دولار، وتمَّ في البلاد إنشاء العديد من المشاريع ذات الخدمة الخلفية لقوات الانتشار السريع الأمريكية.

إنَّ واشنطن تتخذ باستمرار خططًا لأحداث المراكز القيادية الأمامية الفعالية لقوات الانتشار السريع على أراضي عمان، واستخدمت أمريكا أراضي عمان لممارسة الأفعال الإرهابية التي قام بها البنتاجون في إبريل عام 1980م ضد إيران بحجة الإفراج عن الدبلوماسيين الأمريكيين، وهبطت ست طائرات من طراز س- 130 تحمل على متنها 90 جندي إنزال في الطريق إلى إيران للتزود بالوقود من جزيرة مصير، وتضم المجموعة الفعالة التابعة للقوات البحرية الأمريكية والتي تتواجد باستمرار عند شواطئ عمان مدمرة وأربع سفن حربية.

سيريلانكا

لقد تطلع البنتاجون بقوة في السنوات الأخيرة إلى الحصول على قواعد عسكرية على أراضي هذا البلد، وموافقة سيريلانكا على دخول سفن القوات البحرية الأمريكية إلى موانئها "من أجل إستراتيجية الطاقم" تمهد السبيل لتأييد التواجد العسكري الأمريكي الفعال في حوض المحيط الهندي، وتتناقض مع اقتراح حكومة هذا البلد المعروف بصورة واسعة لتحويل المحيط الهندي إلى منطقة سلام.

بنجلاديش

في يناير 1981م ظهرت في صحافة عدد من البلدان الآسيوية الجنوبية أنباء حول أن حكومة بنجلاديش أجرت جزيرتين في الخليج البنغالي لفترة 100 سنة ـ جزيرة القديس مارتين وجزيرة مانبورا لاستخدامهما لأغراض عسكرية. لم يصدر أي دحض لهذه الأخبار من جانب حكومتي أمريكا وبنجلاديش ودوائرها العسكرية.

تايلاند

بذل البنتاجون جهودًا كبيرة للعودة إلى القواعد الجوية في أوتابا وساتاهيب التي استخدمها أثناء الحرب في فيتنام (التي تركها الأمريكيون عام 1976م)، وكانت الموانئ التايلاندية مفتوحة لاستقبال السفن الأمريكية العسكرية، كما استخدمت بفعالية من قبل أمريكا لنقل قواتها البحرية من المحيط الهادي إلى الهندي.

ومنذ عام 1977م تقوم طائرات النقل العسكرية الأمريكية بتنفيذ مهماتها في بانكوك. حصلت الولايات المتحدة الأمريكية على حق استخدام القاعدة الجوية تاكلي لتزويد الطائرات التي تنفذ الحراسة الحربية في منطقة جنوب ـ شرقي آسيا والتي تقوم بجولات جوية من القواعد العسكرية الموجودة على جزر الفيليبين في قاعدة دياجو- جارسيا بالوقود. يوجد في تايلاند المستشارون العسكريون الأمريكيون والخبراء التكنيكيون الذين يخدمون منشآت الاستطلاع الإليكتروني اللاسلكي وخاصة في راماسون.

وقد أعطت الحكومة التايلاندية في عام 1977م موافقتها على بناء قاعدة بحرية في بانجرنج بمساعدة الولايات المتحدة على ساحل المحيط الهندي كمركز استراحة للقوات البحرية الأمريكية التي تعبر من المحيط الهادي إلى الهندي، وقد أبدت أمريكا اهتمامها بعسكرة تايلاند، وربط هذا البلد بالآلة العسكرية الأمريكية، وبواسطة تأمين 85% من توريدات الأسلحة إلى بانكوك حصلت أمريكا على ذراع متين للتأثير على سياسة هذا البلد، وكانت قيمة المبلغ الإجمالي للإعانات الأمريكية للاستعدادات العسكرية لمدينة بانكوك لعام 1985 197.3 مليون دولار.

سنغافورة

تتمتع سفن القوات البحرية الأمريكية بحق الدخول إلى ميناء سنغافورة. أما الطائرات الأمريكية ذات الدفاع المضاد للزوارق والتي تنفذ طلعات استكشافية فوق المحيط الهندي فتتمركز في المطار السنغافوري العسكري تينجا.

ختامًا وبعد كل هذا التواجد العسكري الأمريكي الضخم يمكن القول إن كارثة أمريكا جرَّاء طوفان آسيا لا تقل عن الدول المنكوبة؛ بل يمكن القول إنها تفوقها نوعيًّا.

عاشق بغداد
08-01-2005, 09:29 PM
إن شاء الله تكون نهايتهم حتمية وعاجلة بإذن المولى عزّ وجلّ

اللهم دمّر أمريكا وأعوانها الكفرة الفجرة واجعل نهايتهم قريبة ويفرح عبادك المؤمنون