المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أروع ما سمعت من الكلام في وصف قصتنا بالشام(للشاعر محمود درويش)



خالدحسن
05-01-2005, 08:28 PM
وتتكرر الحكاية اليوم مع العراق بصورة أبشع وبخيانة أوضح

لن أنسى هذه القصيدة وكيف شدتني الى التعمق في شعر محمود درويش
الذي أبدع فيها أروع ابداع وهو يروي حكايتنا وكيف كنا وحدنا في بلاد الشام وفي بيروت بالتحديد
وكيف أننا حققنا المستحيل الذي طالبنا به هؤلاء فكان جزاؤنا ما كان في لبنان كما عمان
وباختصار هي وثيقة تاريخية في صورة شعرية

قصيدة "من فضة الموت الذي لا موت فيه" أو "هي أغنية"


والى حين عثوري على القصيدة كاملة حيث أن ديوان محمود درويش قد أعطيته لأحد الأصدقاء إليكم أهم ما في القصيدة من مقتطفات واظنها تقريبا كلها


مطلعها:




نسيان أمر ما صعود نحو باب الهاوية
ها أنذا أنسى نهاياتي
وأصعد ثم اهبط..ثم اصعد ثم اهبط
اين يمتحن الصواب ؟
هل في الصعود أم النزول، أم في الوصول الى نهايات الطريق المفرحة؟!
وإذا صعدت فكيف أرفع فكرة أو اغنية؟
...
هي أغنية

خالدحسن
05-01-2005, 08:45 PM
وعلي أن أنسى البداية كي أسير إلى البداية واثقا مني ومنها



هل كان معيار الحقيقة دائما سيفا لأخفي فكرتي مذ طار سيفي؟




في قوتي ضعف الممر وفي انكساري قوة المعنى

خالدحسن
05-01-2005, 09:09 PM
دافعت عما لا أراه، ولن أراه، وعن سرير العاشقة
دافعت عن شجر سيشنقني إذا ما عدت من لغتي إليه
دافعت عن حجر سيخفي برق آثاري ونايات للرعاة السابقين
دافعت عما كان لي ويفر مني حين توقظه يداي
دافعت عما ليس لي. وسأستطيع إذا استطعت سأستطيع
أن أرجع الماضي إلى ماضيه، أن أستل موعظة الجبل
ممن رآني سائرا متسائلا بين الضحايا والشهود

....


أهناك ما يكفي من النسيان كي أنسى.. وأنسى
أنسى لأبتكر البداية من نهاية ما انتهى فينا. كسرت الدائرة
وكسرت نفسي كي أرى نفسي تدل على انتباه الأجنحة
وعلي أحيانا، أنطعم خيلنا لغة، أنسرجها الكتابة؟
من ليس منا صار منا. افتحوا باب الحدائق في قيودي
يخرج إليكم ما أريد من الكلام، وما أريد من اليمام:


....



هل نستطيع العيش أكثر ما استطعنا كي نرى ذهب الكلام
خبزا وفاكهة؟ "أسأت إليك يا شعبي" أسأت كما أساء الحب لي
وأصبت طفلا بالأغاني حين قدست المعاني وحدها
وتركت سكان القصيدة في مخيمهم يعدون الهواء على الأصابع.

كم من أخ لك لم تلده الأم يولد من شظاياك الصغيرة؟
كم من عدو غامض ولدته أمك يفصل الآن الظهيرة عن دمك؟

"أأسأت يا شعبي إليك" كما أساء إلي آدم؟
ما أضيق الأرض التي لا أرض فيها للحنين إلى أحد!



.....




كم مرة ستكون آخر من يكون ولا يكون؟
يستدرجونك، خارج المعنى فلا تلق السلام على أحد
واخطف خطاك من الخناجر، وارتفع أعلى من الشجر السابحة واللغة


وادخل إلى أنفاق نفسك كي ترى ما ليس فيهم.


يستدرجونك، فانتظرهم خارج الأشياء. كن شبحا. وكن
شبحا، ولا تخلع قناعك عن دروعك. كن شبح
شبح البداية والنهاية والمدى، أنت المدى. هي أغنية




قطعوا يدي وطالبوني أن أدافع عن حلب
واستأصلوا مني خطاي وطالبوني أن أسير إلى صلاة الغائبين
أشعلت معجزتي وسرت، فحاصروني، حاصروني، حاصروني
قالوا: انتظر، فنظرت. [لا تكسر موازين الرياح مع العدو]
ووقفت. قالوا: لاتقف. فمشيت ثانية، فقالوا: لا تسر
[الحرب فر. لا تحارب خارج الكلمات]. قلت: من العدو؟
[إرفع شعارك وانتظره. واعتذر عما فعلت]
ماذا فعلت؟ [بحثت وحدك عن خطاك ولم تبلغ سيدك]
من سيدي؟ قالوا: [الشعار على الجدار] فقلت: لا
لا سيد إلا دمي المحروق في جسدي يفتش عن يدي
لتدق بوابات هذا الليل. لا. لا سيد إلا دمي. هي أغنية




وعلي أن أجد الغناء لكي أسلي من أسلي: قاتلي، وحبيبتي
وأنا أحب لأرفع الأنقاض عن نفسي، وأحيانا أحب لكي أحب
ماذا سأفعل بعد جسمك، والشتاء هو الشتاء.
عسل عنيف يرشد الأنثى إلى ذكر. ويرشدني إلى عبث الكلام
دقت حوافر هذه الأمطار خاصرتي. أألجأ للقصيدة
وهي التي فتحت على حريتي منفاي فيك. وأين أنت وأين أنت؟

في القاع يتضح الغياب. أرى الغياب، أجسه وأراه جسما للغياب
وأقيس هاويتي بما يبقى من النسيان، لا أنسى فأهبط في الجحيم
وأقيس هاويتي بما يبقى من النسيان، فاهبط أيها النسيان حبلا للخروج
للخارج الهاوي. تعبت من الرجوع إلى مهب الذاكرة
أنسى لأعرف أننا بشر. وأنسى كي أجدد وردتي.


......



لا أستطيع تأمل الأشياء وهي تعيش في لكي أغيب
وقددت من حجر، وفي حجر سجنت. ومن حجر
أطلعت نرجسة لتؤنس صورتي. أنا من هناك
وبكل ما أوتيت من حجر سأجمع قوتي وخرافتي
لأكون صنوا لاسمي الحجري، تخطيطا لظل لي، وظل للمكان
ومسافة قرب المسافة بين أسئلتي وأجوبة السيوف الغادرة.
سأمزق الصحراء في وحول أجوبتي. سأسكن صرختي


.......


نا من رأى نوم التتار على الخيول الراكضة.
أنا من رأى أمعاءه فوق الدوالي.. فاقترب
أنا من رأى خمسين عصرا جاثما فوق الدقيقة.. فاقترب.
أنا من رأى تسعين والدة لبنت واحدة
أنا من رأى سربا من الحشرات يصطاد القمر
أنا من رأى في جرحه تاريخ هجرات الشعوب من الكهوف الى المسارح
أنا من رأى ما لا يرى. هي أغنية
لا شيء يعنيها سوى إيقاعها. ريح تهب لكي تهب لذاتها. هي أغنية
حجر يشاهد عودة الأسرى إلى ما ليس فيهم. هي أغنية
قمر يرى أسرار كل الناس حين يخبئون جنونهم في ضوئه ويصدقون الأغنية