البصري
05-01-2005, 07:23 PM
كتــب "Grendizer " : ــ
كاتب المقال: سكوت ريتر (Scott Ritter)
المصدر: موقع الجزيرة الانجليزي
http://english.aljazeera.net/NR/exe...595D91B83A1.htm
http://www.baghdadalrashid.com/vb3/images/imgcache/2005/01/29.jpg
أخطار خرافة الزرقاوي
The risks of the al-Zarqawi myth
الإثنين 3 يناير 2005، الساعة 21:39 بتوقيت مكه المكرمه، الساعة 18:39 بتوقيت جرينتش
ظاهرة مشوقة تحدث اليوم في مدينة الفلوجة العراقية.
منذ عدة أشهر وادارة جورج بوش تعرض تخيل لشبكة ضخمة من الارهابيين الاجانب يستخدمون الفلوجة قاعدةً لهم لشن هجمات على اهداف تابعة لحكومة إياد علاوي والقوات الامريكية التي تساندها.
إسم واحد أصبح يردده الاعلام الغربي مرات ومرات: أبومصعب الزرقاوي، مطلوب في الاردن تحول الى العقل المدبر لارهاب مزعوم. مابين عشية وضحاها، جماعة الزرقاوي، حرب القاعدة المقدسة للعراق، توسع من عملياتها لتشمل طول العراق وعرضه.
الزرقاوي في كل مكان، مقاتلوه يضربون في الموصل، بغداد، سمراء، البصرة، بعقوبه، الرمادي والفلوجه. مواقع اسلامية على الانترنت توثق عملياته وتظهر هجماته، والاعلام الغربي مع المخابرات الغربية يجارون هذه القصص، ويعطونها مصداقيه. إسطورة الزرقاوي ــ إنْ أحد سمّاها كذلك ــ قد ولدت.
المشكلة هي انه لاتوجد مادة لهذه الاسطورة، كما توصلت قوات المارينز لذلك. بدلا من أن يجدوا مقاتلين أجانب في الفلوجه يقاتلون لحد الموت، أغلب الذين وجدهم المارينز هم من أبناء الفلوجه يدافعون عن مدينتهم ضد ما يعتقدون انه احتلال غير شرعي. الدوافع التي تجعل هؤلاء يقاتلون ربما تكون عدائهم للامريكان، ولكنهم عراقيون، ليسوا أجانب، في أصلهم.
يوجد بالفعل شواهد على وجود أجنبي. ولكنهم ليس من يقف وراء الاستعراضات في الفلوجه. ونتيجة للهجوم الامريكي على الفلوجة ربما سيدرج في التاريخ على أنه : بداية هزيمة الاحتلال الامريكي للعراق. الانتخابات المزمع اجرائها في يناير 2005 تبدو مشكوك فيها، والعنف المناهض للاحتلال انتشر في كل العراق. يشمل مصادر تنسب نفسها الى - بدون دهشة - أبي مصعب الزرقاوي.
بعد التأمل، لايستطيع المرء الا أن يسأل ما إذا كان الزرقاوي قد استخدم طعماً ليجبر الولايات المتحدة لتتخذ مثل هذا الاجراء. بنظرة سطحية، منظمة الزرقاوي تبدو بشكل جيد على انها حقيقيه. رجل أردني واحد يجد نفسه فجأة يتزعم منظمة تعمل من خلال خلايا محكمة في كافة أنحاء العراق. لايوجد رجل من الناحية المنطقية يستطيع أن يفعل هذا. ولكن توجد منظمة تستطيع ذلك : "مخابرات صدام حسين".
وفقا لموظف سابق في المخابرات العراقيه اتصلت به حديثا، قال ان المخابرات وبأوامر من صدام حسين، قامت بالاعداد لهذه المرحلة قبل فترة من الغزو، تعلمت كيف تبقى على قيد الحياة، تقاوم وتهزم الاحتلال الامريكي للعراق. العنصر الاساسي لهذه المقاومه هو احداث فوضى وعدم استقرار من شانها ان تدهور الاوضاع لأي حكومة تنصبها أمريكا.
العامل الأخر هو تحويل اهتمام الجيش الامريكي عن القلب الحقيقي لهذه المقاومه - رجال صدام - ولهدف وهمي ممكن تعديله لغرض التحكم في الوقت وطبيعة ردة فعل الجيش الامريكي.
وفقا لهذه المصادر، اختيار الزرقاوي واجهةً لمثل هذه الافعال كان سهلاً جدا. إدارة بوش تحدثت عن الزرقاوي قبل الحرب وكولن باول تكلم عنه في مجلس الامن في فبراير 2003، مما جعله أفضل من يتزعم المخابرات في مجهودها التضليلي.
في محاولتها لاستخدام خرافة الزرقاوي لصرف الانتباه ولهزيمة الجيش الامريكي وحكومة علاوي، المخابرات تورطت في لعبة خطيره. باعتناقها خرافة الزرقاوي، المخابرات جذبت قوات الاسلاميين الناشطين لدرجة لم يسبق لها مثيل في العراق الحديث.
طبقا لمصادري الخاصه، الهدف من اختلاق وجه اسلامي اجنبي ليقف وراء الفوضى الحاصلة في العراق هو جعل عامة العراقيين يفقدون الامل في حكومة علاوي والجيش الامريكي على أنهما مصدراً لاستقرار الاوضاع ويوافقو على عودة إدارات الدولة أيام صدام (بزي مختلف بمعنى أدق) والذين سيعرفون كيف يتصرفون مع الاسلاميين. بمعنى آخر: اغلاق ادارة تعتقد المخابرات ان لها سيطرة عليها.
ولكن توظيف هؤلاء الناشطين ربما لن يمر دون ثمن. باختلاقك لخرافة، هناك مخاطرة في ان تصبح حقيقة. الزرقاوي ليس بالقوة الحقيقية التي تقف خلف المقاومه، ولكن العديد الآن، في العراق والعالم الاسلامي، يعتقدون ذلك.
باختلاقها هذا العملاق، المخابرات ربما لن تتمكن من السيطرة عليه. الخطر الحقيقي في العراق ليس الهزيمة المحتومة للولايات المتحدة وحكومة علاوي، ولكن كلما طال الامد للولايات المتحدة لتدرك ان النصر في العراق متعذر، كلما زادت جرئة الاسلاميين.
في هذه اللحظة، رجال المخابرات المتحكمين في شبكة الزرقاوي يظنون انهم اذكياء وهم يرون الجيش الامريكي يتصرف حسب مخططاتهم من خلال تدمير الفلوجه وبحثهم الامتناهي عن شبح وهمي.
---
سكوت ريتر كان من الاعضاء الكبار في هيئة التفتيش عن الاسلحة التابعة للامم المتحده ما بين 1991 الى 1998. ويعمل الآن كمستشار مستقل.
الآراء الواردة هنا تعبر فقط عن رأي مؤلفها وليس بالضرورة تعكس وجهة نظر الجزيره.
كاتب المقال: سكوت ريتر (Scott Ritter)
المصدر: موقع الجزيرة الانجليزي
http://english.aljazeera.net/NR/exe...595D91B83A1.htm
http://www.baghdadalrashid.com/vb3/images/imgcache/2005/01/29.jpg
أخطار خرافة الزرقاوي
The risks of the al-Zarqawi myth
الإثنين 3 يناير 2005، الساعة 21:39 بتوقيت مكه المكرمه، الساعة 18:39 بتوقيت جرينتش
ظاهرة مشوقة تحدث اليوم في مدينة الفلوجة العراقية.
منذ عدة أشهر وادارة جورج بوش تعرض تخيل لشبكة ضخمة من الارهابيين الاجانب يستخدمون الفلوجة قاعدةً لهم لشن هجمات على اهداف تابعة لحكومة إياد علاوي والقوات الامريكية التي تساندها.
إسم واحد أصبح يردده الاعلام الغربي مرات ومرات: أبومصعب الزرقاوي، مطلوب في الاردن تحول الى العقل المدبر لارهاب مزعوم. مابين عشية وضحاها، جماعة الزرقاوي، حرب القاعدة المقدسة للعراق، توسع من عملياتها لتشمل طول العراق وعرضه.
الزرقاوي في كل مكان، مقاتلوه يضربون في الموصل، بغداد، سمراء، البصرة، بعقوبه، الرمادي والفلوجه. مواقع اسلامية على الانترنت توثق عملياته وتظهر هجماته، والاعلام الغربي مع المخابرات الغربية يجارون هذه القصص، ويعطونها مصداقيه. إسطورة الزرقاوي ــ إنْ أحد سمّاها كذلك ــ قد ولدت.
المشكلة هي انه لاتوجد مادة لهذه الاسطورة، كما توصلت قوات المارينز لذلك. بدلا من أن يجدوا مقاتلين أجانب في الفلوجه يقاتلون لحد الموت، أغلب الذين وجدهم المارينز هم من أبناء الفلوجه يدافعون عن مدينتهم ضد ما يعتقدون انه احتلال غير شرعي. الدوافع التي تجعل هؤلاء يقاتلون ربما تكون عدائهم للامريكان، ولكنهم عراقيون، ليسوا أجانب، في أصلهم.
يوجد بالفعل شواهد على وجود أجنبي. ولكنهم ليس من يقف وراء الاستعراضات في الفلوجه. ونتيجة للهجوم الامريكي على الفلوجة ربما سيدرج في التاريخ على أنه : بداية هزيمة الاحتلال الامريكي للعراق. الانتخابات المزمع اجرائها في يناير 2005 تبدو مشكوك فيها، والعنف المناهض للاحتلال انتشر في كل العراق. يشمل مصادر تنسب نفسها الى - بدون دهشة - أبي مصعب الزرقاوي.
بعد التأمل، لايستطيع المرء الا أن يسأل ما إذا كان الزرقاوي قد استخدم طعماً ليجبر الولايات المتحدة لتتخذ مثل هذا الاجراء. بنظرة سطحية، منظمة الزرقاوي تبدو بشكل جيد على انها حقيقيه. رجل أردني واحد يجد نفسه فجأة يتزعم منظمة تعمل من خلال خلايا محكمة في كافة أنحاء العراق. لايوجد رجل من الناحية المنطقية يستطيع أن يفعل هذا. ولكن توجد منظمة تستطيع ذلك : "مخابرات صدام حسين".
وفقا لموظف سابق في المخابرات العراقيه اتصلت به حديثا، قال ان المخابرات وبأوامر من صدام حسين، قامت بالاعداد لهذه المرحلة قبل فترة من الغزو، تعلمت كيف تبقى على قيد الحياة، تقاوم وتهزم الاحتلال الامريكي للعراق. العنصر الاساسي لهذه المقاومه هو احداث فوضى وعدم استقرار من شانها ان تدهور الاوضاع لأي حكومة تنصبها أمريكا.
العامل الأخر هو تحويل اهتمام الجيش الامريكي عن القلب الحقيقي لهذه المقاومه - رجال صدام - ولهدف وهمي ممكن تعديله لغرض التحكم في الوقت وطبيعة ردة فعل الجيش الامريكي.
وفقا لهذه المصادر، اختيار الزرقاوي واجهةً لمثل هذه الافعال كان سهلاً جدا. إدارة بوش تحدثت عن الزرقاوي قبل الحرب وكولن باول تكلم عنه في مجلس الامن في فبراير 2003، مما جعله أفضل من يتزعم المخابرات في مجهودها التضليلي.
في محاولتها لاستخدام خرافة الزرقاوي لصرف الانتباه ولهزيمة الجيش الامريكي وحكومة علاوي، المخابرات تورطت في لعبة خطيره. باعتناقها خرافة الزرقاوي، المخابرات جذبت قوات الاسلاميين الناشطين لدرجة لم يسبق لها مثيل في العراق الحديث.
طبقا لمصادري الخاصه، الهدف من اختلاق وجه اسلامي اجنبي ليقف وراء الفوضى الحاصلة في العراق هو جعل عامة العراقيين يفقدون الامل في حكومة علاوي والجيش الامريكي على أنهما مصدراً لاستقرار الاوضاع ويوافقو على عودة إدارات الدولة أيام صدام (بزي مختلف بمعنى أدق) والذين سيعرفون كيف يتصرفون مع الاسلاميين. بمعنى آخر: اغلاق ادارة تعتقد المخابرات ان لها سيطرة عليها.
ولكن توظيف هؤلاء الناشطين ربما لن يمر دون ثمن. باختلاقك لخرافة، هناك مخاطرة في ان تصبح حقيقة. الزرقاوي ليس بالقوة الحقيقية التي تقف خلف المقاومه، ولكن العديد الآن، في العراق والعالم الاسلامي، يعتقدون ذلك.
باختلاقها هذا العملاق، المخابرات ربما لن تتمكن من السيطرة عليه. الخطر الحقيقي في العراق ليس الهزيمة المحتومة للولايات المتحدة وحكومة علاوي، ولكن كلما طال الامد للولايات المتحدة لتدرك ان النصر في العراق متعذر، كلما زادت جرئة الاسلاميين.
في هذه اللحظة، رجال المخابرات المتحكمين في شبكة الزرقاوي يظنون انهم اذكياء وهم يرون الجيش الامريكي يتصرف حسب مخططاتهم من خلال تدمير الفلوجه وبحثهم الامتناهي عن شبح وهمي.
---
سكوت ريتر كان من الاعضاء الكبار في هيئة التفتيش عن الاسلحة التابعة للامم المتحده ما بين 1991 الى 1998. ويعمل الآن كمستشار مستقل.
الآراء الواردة هنا تعبر فقط عن رأي مؤلفها وليس بالضرورة تعكس وجهة نظر الجزيره.