المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جريمة حلبجة والمقابر بالجنوب، السكوت عليهما أعظم جرما!



الناصر
03-01-2005, 10:04 PM
جريمة حلبجة والمقابر، السكوت عليهما أعظم جرما!


د نوري المرادي



مهما بغى المرء أو تجبر أو سفه، فلابد من ساعة يقف بها مع نفسه ويعيد البصر بما فات منه. وإن عازتنا العيافة لمعرفة سلوك البهيم أو حالات تجليه، فهذا ليس إثبات على أنه لا يراجع نفسه. لكن كتبة الإحتلال وشعراء الموالد يبقون على غيهم حتى حين يعلمون الحقيقة،، لأنهم مقولبون ودون البهيم وعيا!



منذ حدوثهما وحتى قبيل شهرين لم يكد يمر يوم إلا وتتلو علينا الصحف أو الفضائيات أو مواقع الأنترنيت واحدة من بكائيات حلبجة وضحايا الكرد أو مقابر الشيعة الجماعية بعد الإنتفاضة.

محفل آل الحكيم بكى ومافيا الكرد بكت وصحف إسرائيل ندبت والكتبة المستأجرون وشعراء الموالد تناوحوا،، وأصحاب مشروع الإحتلال نعوا متخذينهما ركنا دعائيا من أركان إحتلال العراق.

وأي صوت تحدث خارج إطار إتهام الجيش العراقي ورأس الدولة صدام حسين بهاتين الجريمتين، صار عميلا ومتهاونا بدماء الشيعة والكرد وخارجا عن القانون والعرف والسياسة والدنيا أيضا.

وكنت، ولأكثر من مرة إن على الصحافة أو عبر الفضائيات، قد أعلنت أن فاجعة حلبجة ليست من فعل الجيش العراقي بلها من فعل الموساد وإيران والقيادة الكردية. مثلما غالبا ما طالبت بأن لا يتخذ من المقابر الجماعية مبررا لإحتلال العراق وأننا يجب أن نجري التحقيقات على بقايا جثث هذه المقابر للتشخيص.

طالبت بالتحقيق عن حلبجة والمقابر مرارا من على فضائية الجزيرة والمنار وعبر صحيفة القدس والوفاق العراقي وخلال السنتين المنصرمتين عبر مواقع الإنترنيت فتظلم كتبة الإحتلال وشعراء الموالد متبرمين بلسان كالذي يتبرم به دعاة الهلاكوست المزعوم. ولا غرابة لهذا التطابق. فكلا الفاجعتين مصنوعتان من يد واحدة.

وكم يؤلمني حين أتذكر مقال الأستاذ علي شايع على كتابات يوم أنكرت في شباط من العام المنصرم على فضائية الجزيرة أن للعراق يد بفاجعة حلبجة وأن لابد من التطرق لكل المقابر الجماعية وليس لمقبرة واحدة. لقد تظلم الأستاذ علي قائلا ما معناه: يجب أن لا يحرمنا أحد من البكاء على حلبجة والمقابر الجماعية. فهي تذكرنا بالنظام الفاشي وترسم لنا صورة مأساتنا أمام أعيننا.

ومعذرة للأستاذ علي شايع لو لم أتذكر نص مقاله جيدا.

وعن حادثة حلبجة، أعيد وأقول، أن الجيش العراقي نبه مواطني المدينة بهجوم له وشيك لإستعادتها من الباسداريه (الحرس الثوري الإيراني) وحيث وزع الإيرانيون على بعض جنودهم في الخطوط الأمامية أقنعة غازات بينما لم يوزعوها على الباسدارية، فهناك إمكانية لإستخدام إيران للغازات السامة ضد الجيش المهاجم. لذا طلب الجيش العراقي من المواطنين مغادرة المدينة فورا. إلا أن كتائب الطلباني، وبإشارة من الموساد الإسرائيلي المتواجد في كردستان، طلب منهم منع المواطنين من المغادرة. وفعلا حال جيش طلباني ومغادرة الأهالي، بينما إنسحب الحرس الثوري سرا في الليل. وفي الصباح ضربت إيران المدينة بالغازات السامة حتى قبل أن يهاجمها الجيش العراقي، وظهر خبر في الصحف الإسرائيلية بصباح اليوم ذاته بأن الجيش العراقي ضرب حلبجة بالغازات السامة. وكان واضحا أن الخطة معدة سلفا وبكامل تفاصيلها. على الأقل من باب أن صحف إسرائيل، وكاي صحف في العالم تنضد وتخرج من المطابع للتوزيع في ساعات الصباح المبكرة (الساعة الثالثة أو الرابعة على أبعد تقدير) على دور السكن والأكشاك. بينما ضرب حلبجة بالغازات تم خلال النهار أي بعد أن وزعت الجرائد بما لا يقل عن ست ساعات. فكيف إحتوت جرائد ذلك اليوم الخبر قبل حدوثه؟!

ما بالك وكل التحقيقات التي أجريت كانت صحفية بحتة وإعتمدت ما قاله بعض الأشخاص وحسب. بينما التقارير الطبية وتقارير وكالات المخابرات أعلنت أن الغاز المستخدم صنع إيراني وليس عراقيا، ناهيك عن تقرير البنتاغون وقتها الذي إعتمده الدكتور مهدي العبيدي في بحثه عن حلبجة*. لكن وحيث الإعلام بيد معلومة وحيث الخطة معدة سلفا لأجل شعب الرب الإسرائيلي، دارت إسطوانة إتهام الجيش العراقي،،،، وبقية القصة معروفة.

أما ضحايا المقابر الجماعية، فإذ لا أنكر أن النظام كانت له مقابر، لكن، واثبت هنا وأتحمل كامل المسؤولية، أن عدد ضحايا مقابر النظام الجماعية لا يبلغ عشر ضحايا مقابر آل الحكيم الجماعية ولايبلغ أيضا عشر مقابر مافيا الكرد الجماعية. فإقتتال محميتي الكرد خلال الأحد عشر سنة الماضية تسبب بإبادة ما لا يقل عن 40 الف كردي، 1400 منهم في يوم واحد ومن أسرى الطرفين. أما مقابر آل الحكيم، فهي في إيران شرقي الطيب وعدد ضحاياها 3000 أسير عراقي قتلهم قادة منظمة بدر، وهم تحديدا العدد المفقود من الأسرى العراقيين في إيران حتى اليوم. قتلهم قادة بدر على الإسم واللقب، وبعضهم إستخرجت قلوبهم أحياء وآخرون دفنوا أحياء أو بيعت أعضائهم. وقد شهد أحد أئمة المساجد وهو السيد علي القطبي مقتل 15 اسيرا صبرا. علما بأنه وبينما تم تشخيص كل أسرى إيران في العراق أو تم التعرف على جثثهم، هناك ما يقارب من ثلاثة آلاف أسير عراقي مفقودون في إيران لم تجد المنظمات الدولية لهم أثرا في سوح المعارك ولا في سجون إيران. أما في العراق، فلا زال آل الحكيم يتبجحون أنهم قتلوا عشرات الألوف من الجيش العراقي ومنتسبي الحكومة ومنظماتها في إنتفاضة صفر. فأين ذهبت جثث هؤلاء ومن دفنها؟!

على أية حال، فلنترك التذكير بالمواضي ونعود إلى الحاضر!

فقاضي الإحتلال الأمريكي رائد جوحي أسقط تهمتي فاجعة حلبجة وضحايا مقابر الشيعة الجماعية من جملة التهم التي نوى جيش الإحتلال الأمريكي محاكمة الرئيس الأسير صدام حسين بصددها. وقد مر على هذا الإسقاط شهران تقريبا، ولكنه مر بصمت مطبق. فلا مافيا الكرد حكت واعترضت ولا محفل آل الحيكم ندبوا ولا كتبة الإحتلال وشعراء الموالد نعوا ولا صحافة إسرائيل التي روجت لهذه الفواجع بكت.

نعم! لقد سارعت مافيا الكرد بإجراء أن إستدعت إثنين من أرخص الكتبة وتحديدا القاضي المرتشي زهير كاظم عبود وزميله أحمد مطر ومولتهما بنصف مليون دولار كمقدمة ليؤسسا مع كتبة آخرين وشعراء موالد بضمنهم شعراء القادسية السابقون، منظمة تدافع عن رؤوس المافيا الكردية وحليفهما محفل الحكيم، تدافع ليس أمام العالم وإنما أولا وقبل كل شيء أمام الكرد والشيعة الذين لابد ويطالبون بإستحقاقات هتين الجريمتين النكرائتين. لكنه إجراء أقل من خردلة. فلا هؤلاء الكتبة والشعراء المحتقرون من الشعب العراقي أساسا مؤهلون للدفاع عن هكذا جرائم، ولاهم بالباقين على قيد الحياة ومشروع الإحتلال الذي أنتجهم يحتضر.

والآن، وإذ أستثني كتبة الإحتلال وشعراء الموالد وأعضاء منظمة مناصرة مافيا الكرد ومحفل الحكيم، أستثنيهم لأنهم متلونون رخيصون دونيون ويباعون ويشترون بأسواق النخاسة كأية آلة أو حيوان وبأبخس الأثمان، أنادي العامة من كتاب العراق والعالم، وأناشدهم بأن يتابعوا هتين الجريمتين، وأن يطالبوا ليس بإنزال أشد العقاب بالجناة، بل والضغط لجهة أن تدفع إيران كل التعويضات المترتبة عن الفاجعتين بإعتبارها المجرم الأساس في فاجعة حلبجة والمتستر والآوي لمحفل آل الحكيم المتسبب بالفاجعة الثانية.