منصور بالله
03-01-2005, 06:54 PM
صدام والإعلام .. ظلم ذوي القربى أشد من وقع الحسام المهند
مع بزوغ فجر الأربعاء التاسع عشر من مارس، ومع أول صاروخ أطلقته البحرية الأمريكية من فوق حاملة الطائرات إبرهام لنكولن، كانت الفضائيات العربية قد شرعت هي الأخرى في بث حملة تضليل إعلامية ضد الرئيس العراقي، صدام حسين، لا تقل في ضعفها عن أكاذيب أسلحة الدمار الشامل التي زعمت قوات الاحتلال الأنجلو أمريكي أنها شنت الحرب من أجلها.
وإذا كانت الآلة العسكرية الغربية منذ عهد الحروب الصليبية كانت تصاحبها زفة إعلامية كاذبة والتي بررت الحرب آنذاك بتحرير النصارى وبيت المقدس من قبضة البرابرة المسلمين. فأنه من الغريب أن يأتي اليوم الذي تتوحد فيه الآلة الإعلامية الصليبية مع الآلة الإعلامية العربية في تشويه بل والافتراء على رئيس عربي مسلم، وإذا كان هذا الافتراء في زمن السلم يسمي "عماله"، فإنه في زمن الحرب يتحول إلى " خيانة".
ويكفي أن تستمع إلى برنامج حواري في أي فضائية عربية حول الوضع في العراق، فستجد نفسك أمام رأيين أحدهما يمجد الاحتلال الأمريكي الذي حرر العراق من الطغيان البعثي، وهذا الفريق حسم اختياره منذ البداية وقرر الانحياز إلى المشروع الغربي.
لكن الأغرب عندما تستمع إلى الرأي الأخر الذي يهاجم الاحتلال ويشدد على حرية العراق، هذا الفريق -وبحسن نية- قبل أن يبدأ حديثه عن المقاومة العراقية وحقها المشروع في دحر العدو؛ يقوم بتلاوة صحيفة التبرؤ من النظام العراقي وصدام حسين وذلك حتى لا يتهم أنه من أنصار العهد البائد!!.
ومن ثم فقد أصبحنا أمام ثالثوت إعلامي، أحدهما غربي مستعمر يتمسح بثوب العدالة الحرية، والثاني عربي عميل رضى بأن يكون ذنبا للمحتل الغربي، والثالث مخلص لكنه انخدع وأصبح بوعي أو بدون وعي ترسا في الآلة الإعلامية التي تسعي لتحطيم صورة النظام السابق.
ونحن هنا لسنا في مجال المحامي الذي يترافع عن موكله، ولكننا سنعطي فقط هذا الموكل "صدام حسين" الحق في الدفاع عن نفسه عما لحق به من أباطيل.
** مشهد الأسر
"إن حقبة مظلمة ومؤلمة من تاريخ العراق قد وصلت إلى نهايتها" ...
بهذه العبارة حمل الرئيس الأمريكي البشرى للشعب العراقي وذلك عقب الإعلان عن أسر الرئيس العراقي، صدام حسين والتي تم حبكها وإخراجها في مشهد من مشاهد أفلام الكاوبوي الأمريكي.
كانت لقطات المشهد قد بدأت بأن قطعت الفضائيات العربية برامجها لتعلن عن مؤتمر صحفي طارئ للحاكم العسكري الأمريكي بول بريمر أعلن فيه نبأ اعتقال الرئيس العراقي صدام حسين. ثم بدأ في تشغيل شريط فيديو يظهر فيه الرئيس العراقي منكوش الشعر واللحية كأنه شيطان!!. وما تلا ذلك من الإشارة إلى أنه تم العثور عليه في سرداب تحت الأرض. بما في ذلك من دلالات تهدف إلى تحطيم صورة الرجل وإظهاره بمظهر الجبان الذي يرضى بالذل والمهانة في سبيل التشبث بالحياة. هذا هو المشهد الأمريكي في إيجاز شديد.
ترى ماذا يقول الرئيس العراقي عن عملية الأسر هذه " أنا أعرف أنهم أساتذة في الدبلجة، وقطعا توقعت أن يقدموني في صورة الإنسان المهان ليقولوا للعراقيين هذا هو رئيسكم.. هذه طريقتهم طريقة أفلام الكاوبوي السخيفة،. إنهم خبراء في ذلك.
والحقيقة أنني كنت في دار أحد الأصدقاء الذين أثق فيهم في قضاء الدور محافظة صلاح الدين، وكان الوقت قبل غروب الشمس وكنت اقرأ القرآن وعندما قمت لأداء صلاة المغرب، فجأة وجدت الأمريكان حولي ولم تكن معي أية قوة للحماية في هذا الوقت، وكان سلاحي بعيدا فتم أسري ثم اختطافي وتعرضت لأبشع أنواع التعذيب في اليومين الأول والثاني، ولو كنت أعلم بوجودهم لقاتلتهم حتى الشهادة.. إنني لا أعرف إذا كانت وشاية من صاحب الدار أم هي ضغوط تعرض لها.
إن ما تحكيه لي هو عملية كاذبة من الأساس، فأنا لم أكن في حفرة ولا أقبل أن أكون في حفرة، بل كنت أؤدي الصلاة ولا أدري ماذا حدث بعد ذلك فقد تعرضت للتعذيب والتخدير وقد أثر هذا التعذيب علي ساقي اليسرى، ثم تم علاجي بعد ذلك".
تلك الصورة التي كشفها صدام لم تنل للأسف حظها من الضجيج الإعلامي التي نالته عملية الأسر، اللهم إلا القليل من الفضائيات العربية وبعض الصحف والمواقع الإعلامية التي نشرت الخبر على استحياء مخافة أن تحسب من أولئك النفر المحسوبين على صدام!!.
** المشهد الثاني .. مقابر جماعية بالجملة
حظيت أيضا مشاهد المقابر التي وصفت بالجماعية بكثير من الضجيج الإعلامي، وهذه أيضا فرية كبيرة، التقت فيها مصالح بعض الشيعة المنتفعين من وجود الاحتلال، مع الآلة الإعلامية الغربية، التي صورت صدام كأنه جزار لا تراه دائما إلا باحثا عن ضحية!!. وأصبحت صور مذبحة حلابجة في شمال العراق، والمقابر الجماعية في الجنوب، مرادفا لسيرة الرجل في العراق.. وهي التهم التي رد عليها صدام بالقول " الأمريكان يعرفون من وراء ما حدث في حلابجة، إن لديهم المعلومات والوثائق التي تؤكد أن إيران هي التي ضربت حلابجة ولكنهم الآن يحاولون إلصاق الاتهامات بكل السبل.. إنني اسألهم: لماذا صمتوا طيلة هذه الفترة ومنذ ما رس 1988، لقد كنا مشغولين بالحرب مع إيران في هذه الفترة، فقامت القوات الإيرانية بالهجوم علي حلابجة بعد الهزيمة التي منوا بها في منطقة الفاو بجنوب البلاد، واستعانوا في هذا الوقت ببعض العملاء من الأكراد، لقد ضربوا حلابجة بغاز "السيانيد" وهذا الغاز لم تمتلكه العراق أبدا في هذا الوقت، والأمريكيون يعرفون كل الحقائق. أما عن موضوع ما يسمونه بالمقابر الجماعية فليسأل الأمريكيون أنفسهم فهم يعرفون أنهم صانعوها، إنها مثل كذبة أسلحة الدمار الشامل التي راحوا يتنصلون منها الآن".
كانت تلك إشارات بسيطة عما لحق بالرئيس العراق من ظلم وتعتيم إعلامي من قبل الإعلام العربي والغربي على السواء، والتي كانت في زمن الرضا عن صدام لا تكل ولا تمل في كيل عبارات المديح لقائد القادسية، وخليفة صلاح الدين، ومحرر بيت المقدس من أيدي الاسرائيليين.. وحقا عين الرضا عن كل عيب كليلة لكن عين السخط تبدي المساويا!!!!!!!!!!!
مع بزوغ فجر الأربعاء التاسع عشر من مارس، ومع أول صاروخ أطلقته البحرية الأمريكية من فوق حاملة الطائرات إبرهام لنكولن، كانت الفضائيات العربية قد شرعت هي الأخرى في بث حملة تضليل إعلامية ضد الرئيس العراقي، صدام حسين، لا تقل في ضعفها عن أكاذيب أسلحة الدمار الشامل التي زعمت قوات الاحتلال الأنجلو أمريكي أنها شنت الحرب من أجلها.
وإذا كانت الآلة العسكرية الغربية منذ عهد الحروب الصليبية كانت تصاحبها زفة إعلامية كاذبة والتي بررت الحرب آنذاك بتحرير النصارى وبيت المقدس من قبضة البرابرة المسلمين. فأنه من الغريب أن يأتي اليوم الذي تتوحد فيه الآلة الإعلامية الصليبية مع الآلة الإعلامية العربية في تشويه بل والافتراء على رئيس عربي مسلم، وإذا كان هذا الافتراء في زمن السلم يسمي "عماله"، فإنه في زمن الحرب يتحول إلى " خيانة".
ويكفي أن تستمع إلى برنامج حواري في أي فضائية عربية حول الوضع في العراق، فستجد نفسك أمام رأيين أحدهما يمجد الاحتلال الأمريكي الذي حرر العراق من الطغيان البعثي، وهذا الفريق حسم اختياره منذ البداية وقرر الانحياز إلى المشروع الغربي.
لكن الأغرب عندما تستمع إلى الرأي الأخر الذي يهاجم الاحتلال ويشدد على حرية العراق، هذا الفريق -وبحسن نية- قبل أن يبدأ حديثه عن المقاومة العراقية وحقها المشروع في دحر العدو؛ يقوم بتلاوة صحيفة التبرؤ من النظام العراقي وصدام حسين وذلك حتى لا يتهم أنه من أنصار العهد البائد!!.
ومن ثم فقد أصبحنا أمام ثالثوت إعلامي، أحدهما غربي مستعمر يتمسح بثوب العدالة الحرية، والثاني عربي عميل رضى بأن يكون ذنبا للمحتل الغربي، والثالث مخلص لكنه انخدع وأصبح بوعي أو بدون وعي ترسا في الآلة الإعلامية التي تسعي لتحطيم صورة النظام السابق.
ونحن هنا لسنا في مجال المحامي الذي يترافع عن موكله، ولكننا سنعطي فقط هذا الموكل "صدام حسين" الحق في الدفاع عن نفسه عما لحق به من أباطيل.
** مشهد الأسر
"إن حقبة مظلمة ومؤلمة من تاريخ العراق قد وصلت إلى نهايتها" ...
بهذه العبارة حمل الرئيس الأمريكي البشرى للشعب العراقي وذلك عقب الإعلان عن أسر الرئيس العراقي، صدام حسين والتي تم حبكها وإخراجها في مشهد من مشاهد أفلام الكاوبوي الأمريكي.
كانت لقطات المشهد قد بدأت بأن قطعت الفضائيات العربية برامجها لتعلن عن مؤتمر صحفي طارئ للحاكم العسكري الأمريكي بول بريمر أعلن فيه نبأ اعتقال الرئيس العراقي صدام حسين. ثم بدأ في تشغيل شريط فيديو يظهر فيه الرئيس العراقي منكوش الشعر واللحية كأنه شيطان!!. وما تلا ذلك من الإشارة إلى أنه تم العثور عليه في سرداب تحت الأرض. بما في ذلك من دلالات تهدف إلى تحطيم صورة الرجل وإظهاره بمظهر الجبان الذي يرضى بالذل والمهانة في سبيل التشبث بالحياة. هذا هو المشهد الأمريكي في إيجاز شديد.
ترى ماذا يقول الرئيس العراقي عن عملية الأسر هذه " أنا أعرف أنهم أساتذة في الدبلجة، وقطعا توقعت أن يقدموني في صورة الإنسان المهان ليقولوا للعراقيين هذا هو رئيسكم.. هذه طريقتهم طريقة أفلام الكاوبوي السخيفة،. إنهم خبراء في ذلك.
والحقيقة أنني كنت في دار أحد الأصدقاء الذين أثق فيهم في قضاء الدور محافظة صلاح الدين، وكان الوقت قبل غروب الشمس وكنت اقرأ القرآن وعندما قمت لأداء صلاة المغرب، فجأة وجدت الأمريكان حولي ولم تكن معي أية قوة للحماية في هذا الوقت، وكان سلاحي بعيدا فتم أسري ثم اختطافي وتعرضت لأبشع أنواع التعذيب في اليومين الأول والثاني، ولو كنت أعلم بوجودهم لقاتلتهم حتى الشهادة.. إنني لا أعرف إذا كانت وشاية من صاحب الدار أم هي ضغوط تعرض لها.
إن ما تحكيه لي هو عملية كاذبة من الأساس، فأنا لم أكن في حفرة ولا أقبل أن أكون في حفرة، بل كنت أؤدي الصلاة ولا أدري ماذا حدث بعد ذلك فقد تعرضت للتعذيب والتخدير وقد أثر هذا التعذيب علي ساقي اليسرى، ثم تم علاجي بعد ذلك".
تلك الصورة التي كشفها صدام لم تنل للأسف حظها من الضجيج الإعلامي التي نالته عملية الأسر، اللهم إلا القليل من الفضائيات العربية وبعض الصحف والمواقع الإعلامية التي نشرت الخبر على استحياء مخافة أن تحسب من أولئك النفر المحسوبين على صدام!!.
** المشهد الثاني .. مقابر جماعية بالجملة
حظيت أيضا مشاهد المقابر التي وصفت بالجماعية بكثير من الضجيج الإعلامي، وهذه أيضا فرية كبيرة، التقت فيها مصالح بعض الشيعة المنتفعين من وجود الاحتلال، مع الآلة الإعلامية الغربية، التي صورت صدام كأنه جزار لا تراه دائما إلا باحثا عن ضحية!!. وأصبحت صور مذبحة حلابجة في شمال العراق، والمقابر الجماعية في الجنوب، مرادفا لسيرة الرجل في العراق.. وهي التهم التي رد عليها صدام بالقول " الأمريكان يعرفون من وراء ما حدث في حلابجة، إن لديهم المعلومات والوثائق التي تؤكد أن إيران هي التي ضربت حلابجة ولكنهم الآن يحاولون إلصاق الاتهامات بكل السبل.. إنني اسألهم: لماذا صمتوا طيلة هذه الفترة ومنذ ما رس 1988، لقد كنا مشغولين بالحرب مع إيران في هذه الفترة، فقامت القوات الإيرانية بالهجوم علي حلابجة بعد الهزيمة التي منوا بها في منطقة الفاو بجنوب البلاد، واستعانوا في هذا الوقت ببعض العملاء من الأكراد، لقد ضربوا حلابجة بغاز "السيانيد" وهذا الغاز لم تمتلكه العراق أبدا في هذا الوقت، والأمريكيون يعرفون كل الحقائق. أما عن موضوع ما يسمونه بالمقابر الجماعية فليسأل الأمريكيون أنفسهم فهم يعرفون أنهم صانعوها، إنها مثل كذبة أسلحة الدمار الشامل التي راحوا يتنصلون منها الآن".
كانت تلك إشارات بسيطة عما لحق بالرئيس العراق من ظلم وتعتيم إعلامي من قبل الإعلام العربي والغربي على السواء، والتي كانت في زمن الرضا عن صدام لا تكل ولا تمل في كيل عبارات المديح لقائد القادسية، وخليفة صلاح الدين، ومحرر بيت المقدس من أيدي الاسرائيليين.. وحقا عين الرضا عن كل عيب كليلة لكن عين السخط تبدي المساويا!!!!!!!!!!!