المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف ندعو الناس ..؟



القادم
12-05-2004, 01:41 PM
هذه نقاط كمعالم لا بد للداعية من مراعاتها والانتباه إليها .. وهو يعيش غمار الدعوة إلى الله تعالى .. حملني على تدوينها ملاحظة بعض الأخطاء يقع فيها بعض الدعاة .. لا تليق بهم ولا بمهمتهم وعملهم الذي يصفه الله تعالى بأنه الأحسن .. كما في قوله تعالى: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ .
أجملها في النقاط التالية:
• ضرورة تحديد ما يحتاجه المدعو ـ قبل دعوته ـ ومعرفة جوانب النقص والتقصير عنده .. ليُعطى ما يسد به حاجته ويجبر به تقصيره .. ويصحح له مسيرته نحو ربه جلا وعلا.
• أن يُحدِّث والآخر مشتاق لحديثه راغب به .. فإنه أدعى للقبول والانتفاع .. فإن لم يكن
الآخر كذلك .. ابتدع الوسائل التي تجعله كذلك .. وتوخى الوقت الذي يكون فيه الآخر كذلك!
فليس من الفقه أن يُحدث .. والآخرون لحديثه كارهون .. أو عنه مشغولون!
• فإن حدَّثه .. يتخوَّله النصح والحديث .. ولا يُملَّنَّه .. ولا يُكثر مهما كان مقبلاً عليه منصتاً إليه .. فلأن يتركه وهو مشتاق له ولحديثه .. خير من أن يتركه وهو مالٌّ له ولحديثه!
• ما من مجلس .. ولا اجتماع إلا وتتخلله لحظات يُستحسن الحديث فيها .. ولحظات يسودها الشغب ورفع الأصوات، واللغط .. لا يُستحسن الحديث فيها .. والداعية الفطن هو الذي يُحسن أن يميز بين هذا وذاك .. ويُعطي كل ذي حقٍّ حقه!
• يجتنب ـ في حديثه وشؤونه كلها ـ العنف والشدة ما وجد لذلك سبيلاً .. فإن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله، ويُجزي عليه مالا يُجزي على العنف والشدة ..!
• عندما يتكلم مع الآخرين ـ أيّاً كانوا هؤلاء الآخرين ـ لا بد من أن يُشعرهم بعطفه واهتمامه البالغ بهم .. وأنه صادق في حب الخير لهم .. وأنه غيور على مصالحهم وسعادتهم في الدنيا والآخرة أكثر من أنفسهم لأنفسهم .. فإنه بذلك يُظهر معادن الخير والاستجابة الكامنة في نفوسهم .. مالا يمكن أن يَظهر بالترهيب أو التهديد .. أو الاحتقار والازدراء أو العنف!
• الداعية الناجح هو الذي ينجح في أطر الناس إلى الجنة والرحمة .. أما الذين ينفِّرون .. ولا يُحسنون إلا فقه التنفير .. فهؤلاء لا يجوز أن ينضموا إلى قافلة الدعاة إلى الله..!
• يجب على الداعية أن يحسن التمييز بين من يسأل استرشاداً وطلباً للحق .. وبين من يسأل فتنة ومكراً وخداعاً .. وحفراً للحفر .. أو لمجرد الجدال والثراء الفكري .. فيطيل الوقوف والإنصات عند الأول .. مهما كلف الأمر وكانت النتائج .. بينما الآخر يمر عليه مر الكرام، ولا يُبالي به!
فالأوقات لها ثمن .. وهي أقل بكثير من المهام والأعمال التي ينبغي القيام بها .. والوقوف عند هؤلاء ـ أصحاب الحفر ـ مقتلة للوقت من غير قيمة ولا فائدة ..!
• إن جادل يُجادل بالتي هي أحسن .. ويدفع بالتي هي أحسن .. ويدعو إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة .. وهما الكتاب والسنة!
• من فقه الداعية إن جالس الغلاة الذين يجنحون للغلو والتشدد في التكفير .. أن يتوسع في الحديث عن الرجاء .. وعن آيات الوعد والرحمة .. وأن الله غفور رحيم!
وإن جالس أهل الإرجاء والتفريط .. أن يتوسع في الحديث عن الخوف من الله ومن عذابه .. وعن آيات الوعيد والعذاب .. وأن الله تعالى شديد العقاب!
والعمل بخلاف ذلك كمن يضع على الهشيم الوقود .. فيزيد الداء داءً !
• فإن خُير بين أمرين اختار لسامعه وسائلِه أيسرهما وأنفعهما له .. مادام الأيسر مشروعاً ومأذوناً به!
• لا بد للداعية الصادق من أن يغضب لله تعالى ولحرماته .. وبخاصة في زمانٍ تكاثرت فيه المنكرات .. والتجاوزات .. ولكن عليه أن يعرف ـ قبل أن يغضب ـ كيف يغضب ..
ولماذا يغضب .. والقدر الذي يغضب .. ولمن يغضب .. ومتى يهدأ عنه الغضب ..!
فكم من داعية تراه يبالغ في الغضب لفوات بعض السنن والنوافل .. وما يدخل في دائرة
المستحبات .. بينما تراه لا يبالي عندما تُترك الفرائض .. ويستهان بالواجبات والأصول!
كم من داعية تراه يغضب .. ويحمر .. ويزبد في مواضع تُعالج على طريقة "أين بعيرك الشارد يا خوَّال "؟!
فإن سألته .. قال لك: هذه غضبة لله .. والله منها براء!
وفي حالات يجب أن تعالج على طريقة " كأنما حب الرمان يتفقأ من وجهه " .. فلا يتحرك له ساكن ..!
• عند الإقدام على تغيير المنكر .. يجب على الداعية أن يراعي ويوازن بين المصالح والمفاسد .. فلا يزيل المنكر بمنكر أكبر .. والمفسدة بمفسدة أعظم أو حتى متساوية ..!
• لا بد له ـ كداعية ـ من أن يصدع بالحق .. وأن لا يكتم شيئاً من الكتاب والعلم .. وإلا لا يَستشرف مهمة الدعوة إلى الله .. فلا شيء يسيء الداعية كسكوته عن الحق .. ومداهنته للطواغيت الظالمين!
• مما يُسيء الداعية أن يقوده تلامذته ومريدوه .. فيلتمس رضاهم .. ورضى الجماهير من حوله بسخط الله .. خشية أن ينفضوا عنه .. والصواب في حقه أن يقودهم ويأخذ بأيديهم إلى شاطئ الخير والسلامة .. ولو كانوا لذلك كارهين!
فالداعية بحق هو الذي يُصلح إذا فسد الناس .. وليس هو الذي يواكب الناس على فسادهم وباطلهم .. وعاداتهم الوضيعة!
• الداعية هو الصورة العملية لهذا الدين .. إن أخطأ، قال الناس: أخطأ الإسلام .. وإن أصاب، قال الناس: أصاب الإسلام ..!!
فليتق الله في نفسه .. وليجتهد أن لا يُري من نفسه إلا الخير الذي يليق بعظمة وجـلال
هذا الدين ..!!

الراوي
13-05-2004, 01:17 AM
جزاك الله خير أخوي القادم

جعله الله في موازين حسناتك