المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نحن في الشوط الأخير من العاصفة



منصور بالله
01-01-2005, 09:25 PM
المفكر والسياسي الدكتور فاضل الربيعي: نحن في الشوط الأخير من العاصفة

سوف تبسط المقاومة أمنها على أكثر من ثلثي العراق قريبا!!

الحزب الشيوعي العراقي الرسمي .. حزب عميل

شبكة البصرة

حاوره : حاتم عبد الواحد

* كيف تقرأ المشهد العراقي ثقافيا وفكريا في ظل ديمومة الاحتلال ؟

** لقد نجم عن الاحتلال الأمريكي في 9 / 4 / 2003 محو كامل للدولة ومحو كامل ومنظم لكل مؤسساتها وأجهزتها وبالتالي تفتت المادة الصمغية التي كانت هي سر التماسك المجتمعي في العراق ، وتم كذلك تدمير أس التعايش التاريخي لمكونات المجتمع العراقي ، وفي هذا السياق تم تدمير أس الثقافة الوطنية في العراق بنشر قيم زائفة ورجعية الأمر الذي شكل مشهدا لبلاد تم تحطيمها بطريقة منظمة وهذا المشهد دفع بجزء من النخبة للتحول إلى حاملين للمشروع الاستعماري في العراق الجديد – وللأسف – تم ذلك عبر الترويج لمنظومة من المفاهيم المخادعة والزائفة فتحول هذا الجزء إلى أبواق وأدوات لترويج أفكار رهيبة وثقافة الطائفة والامتيازات والكسب غير المشروع ، وفي المقابل ظل هناك جزء من النخبة العراقية يحاول – وما يزال – لكي يتواصل مع تقاليد النخبة العراقية في فترات الاستقلال الوطني ويحاول الحفاظ على هذه التقاليد والتي أساسها مقاومة الاحتلال ، لكن هذا الشطر لا يزال مكبل الفعالية بسبب ضغط الاحتلال وهيمنته وأساليبه القمعية التي تسعى إلى تضليل المجتمع وأدى هذا كله إلى وجود نوع من الإحباط أو التشويش في الرؤية .



* ما دور عنصري الثقافة والفكر في تعجيل جلاء القوات الغازية ؟ وهل هناك هشاشة فكرية في استيعاب ما يصبو إليه المحتل ؟

** لنقل إن جزءا من مشكلة النخبة الثقافية الفكرية هي عدم قدرتها على مقاومة الأوهام ، هناك ضخ غير متخيل للأوهام التي جاء بها الاحتلال والمتواطئون معه مثل أوهام الازدهار وإعادة البناء والتأهيل ولهذا شاهدنا تورط جزء من هذه النخبة في هذه الأوهام أو في ثقافة ( دعونا نعطي الحكومة فرصة ) ، هذه أوهام ، ودور نخب الثقافة العراقية يجب أن يدور حول المحور الأساسي لدولة العراق ، فما زلنا نؤمن أن بامكان النخب الثقافية والفكرية أن تلعب دورا عظيما من اجل إرساء الوحدة التاريخية للعراق .

وأود أن اذكر أن ما يجري اليوم سبق له أن جرى في وقت ما من تاريخ العراق وشخصيا لا اشعر بالفزع عندما أجد نموذجا لمداحي الاحتلال يتصدر المشهد الثقافي في العراق الآن ، كما لا يفاجئني وجود نخبة مقاومة للاحتلال مثل هذه الحالة سبق لها أن حدثت ، وعلى سبيل المثال في 11 / 3 / 1917 دخل الجنرال الإنكليزي مود إلى بغداد وهو يحمل شعار ( جئنا محررين وليس فاتحين ) في إشارة إلى تخليص الشعب العراقي من الاستبداد العثماني ، كان هناك جزء من النخبة العراقية أسيرا لهذه الأوهام مثل الشاعر معروف الرصافي والأب انستاس الكرملي ولكن بعد وقت من الاحتلال تكشفت الأبعاد الاستعمارية وبدأت النخبة تعيد النظر في أوهامها ، ولذلك فأوهام جزء من النخبة هي أوهام سقطت مع سقوط المشروع الأمريكي في العراق ، لان هذه الثقافة لا يمكنها أن تتواصل وتستمر بينما يجري على الطرف الآخر تطوير ثقافة مقاومة يكون فيها للنخبة العراقية دور اكبر في مجتمعها.

أنا شخصيا رغم كل قتامة المشهد ما زلت أراهن على دور خلاق للنخبة العراقية ولن يطول الوقت ، اعتقد أننا الآن في أول أيام عام الجلاء ، نعم أنا أظن أن عام 2005 سيكون عام الجلاء ، فالأمريكيون انتقلوا من مرحلة الفوضى إلى مرحلة الانهيار الكامل لمشروعهم ومشاريع المتواطئين معهم من أحزاب وطوائف وقوى ، وهم انتقلوا من مرحلة الدفاع والتبرير إلى مرحلة الإقرار والاعتراف بفشل المشروع الذي راهنوا عليه ولن يطول الوقت حتى شباط القادم – أي بعد ما يسمى بمهزلة الانتخابات –لكي نكون أمام مرحلة جديدة ، وسنرى انضمام المزيد من الجماعات والشخصيات إلى مشروع المقاومة والتحرير وطرد المحتل .



* هناك مساعي حثيثة لتقسيم ثقافة العراق إلى ثقافات تستجدي الطائفة أو المذهب أو العرق ، هل الثقافة العراقية قابلة لهذا التقسيم الطاريء ؟ لاسيما وان الجذر الإبداعي للعراقيين استمد قوته من تلك التعددية ؟

** إن المشروع الاستعماري الجديد في العراق كان يقوم في الأصل على تمزيق النسيج الاجتماعي للبلد وتسطيح أسس ومقومات النسيج الثقافي العراقي ويقوم أيضا على إعادة تركيب العراق على أساس طائفي واثني وبالتالي هو مشروع تمزيق الثقافة العراقية ويبدو أن بعض العراقيين من الطائفيين اعتقدوا أن الفرصة سانحة لتفعيل عقلية وثقافة المحاصصة ، وأصبحوا قادرين على نقل هذه المحاصصة من حقل السياسة إلى حقل الثقافة ، فعندما أصبحت لبعض الطوائف حصص في الحكومة رأينا من يطالب بمحاصصة ثقافية تخص الطائفة والعرق والمذهب ،فهناك من الكتاب الشيعة من يطالب باتحاد للكتاب الشيعة وهناك من يطالب باتحاد للكتاب السنة والحال ينطبق على الكرد والتركمان والآشوريين وباقي الطوائف ، إنني أقول نحن في الشوط الأخير من العاصفة فلم يتبق للاحتلال ومشروعه بما يملك من مؤسسات أية طاقة على الاستمرار في نشر الأوهام ، وبالتالي ستسقط كل إمكانياته في الديمومة ، ولن تستطيع منظوماته مواصلة نشر المزيد من الأفكار الزائفة عن الديمقراطية التي تكشفت في أبو غريب واغتصاب العراقيات والعراقيين !!

أما الوعد بالازدهار فقد تكشف في الشقاء المريع الذي يعانيه العراقيون ، فهم بدون كهرباء وبدون ماء صالح للشرب ، وكما قلت نحن في الشوط الأخير ولم يتبق أمام الاحتلال سوى الرحيل هو وأدواته ومؤسساته والذين جاؤوا به ومعه .وفيما يخص المحاصصة الثقافية أنا أتساءل مثلك عن النصيب الحقيقي من الحياة لهذه الأفكار في وقت احتضار الاحتلال .. هل يمكن لهذه الأفكار أنِِِ تستمر بعد رحيل الغزاة ؟؟

سوف تنهار هذه الأفكار السقيمة والرجعية والطائفية التي اختنق بها المجتمع العراقي ، العراقيون اليوم واقعون تحت ضغط الأفكار السقيمة التي تبثها الأحزاب الرجعية والعنصرية والطائفية ، والثقافة العراقية ستبقى واحدة موحدة غير قابلة للانقسام .

في مراحل سابقة من التاريخ العراقي الحديث وبالتحديد من عام 1917 إلى عام 1920 حاول البريطانيون عند احتلاله بغداد شراء ذمم من يسمونهم ( الموجهون ) وهم صانعو الرأي العام آنذاك من وجهاء وخطباء وشعراء كما حاول الإنكليز أيضا شراء ذمم ( الافنديه ) وهم طبقة الموظفين في دواوين الدولة وكان الهدف من ذلك صناعة تيار ثقافي داعم ومبرر للاحتلال حتى أن جمعية الاستقلال الشهيرة والتي تحولت فيما بعد إلى حزب كان يراد منها أن تكون منبرا لطائفة بعينها لتأسيس ثقافة بعينها ولكن المدهش أن رجال الدين في ذلك الوقت كانوا يقومون بأعمال مشتركة ففي إحدى المرات في رمضان عام 1920 وقبل إعلان الثورة نظم رجال الدين دعوات مشتركة للمواطنين من اجل حضور احتفال المولد النبوي الشريف وتعقبه مباشرة تعزية باستشهاد الإمام الحسين ، هذا مثال ودليل من الأمس على اليوم ، هذا يدل على أن الطوائف لا وجود لها في العراق ، بل هناك مذاهب وأنا شخصيا لا اعترف بوجود طوائف ..بالأمس كما اليوم هناك تيارات سارت في إطار ثقافة واحدة ، أما الذين يريدون تحويل المذاهب إلى مادة لتنازع طائفي فهؤلاء سيهزمون كما سيهزم المشروع الأمريكي على ارض العراق .



* النسيج الاجتماعي لأي بلد هو ناتج من نواتج الثقافة وفي ضوء تصريح الأمريكيين أنهم لا يعارضون نشوء دولة دينية في العراق ، هل تتوقع نشوء دولة شيعية في العراق لا تتعاطف مع ولاية الفقيه خصوصا بعد إعلان انفصال ثلاث محافظات جنوبية مؤخرا ؟

** المشروع الأمريكي في العراق الآن هو غير المشروع الذي كان في 9 / 4 / 2003 وبين نيسان واليوم هناك مسافة هائلة من الزمن وتراكم مخيف من الهزائم ، إن مشروع إقامة دولة شيعية هو مشروع مستحيل ، فبعد أن اكتشف الأمريكيون بأنفسهم أن الاحتلال انهار سياسيا وأخلاقيا وامنيا وعسكريا لم يعد بامكانهم إعادة تركيب العراق وفق أحلامهم ، كان هذا حلم راود المحافظون الجدد ، وبرأيي سنكون وجها لوجه وخلال الأشهر القادمة أمام جملة من الحقائق والتطورات المحتملة وفي مقدمتها أن الأمريكيين يريدون توقيع اتفاقيات مع الحكومة القادمة من اجل تأمين انسحابهم خارج المدن وبالتالي سيكون عملاؤهم والذين جاؤوا معهم صيدا سهلا للمقاومة ، فهؤلاء العملاء صاروا يشكلون عبئا سياسيا وأخلاقيا على المشروع الأمريكي وسوف تفرض المقاومة أمنها على أكثر من ثلثي العراق وسوف تبسط سلطتها من الموصل إلى الرمادي إلى بغداد .

في المرحلة الأولى ومع أول رتل من الدبابات الأمريكية المنسحبة إلى خارج المدن وطبقا لاتفاقات مع حكومة من صنع الاحتلال برئاسة علاوي أو غيره من العملاء سوف تطلق رصاصة الرحمة على مشروع تقسيم العراق إلى مناطق على أساس مذهبي ، لن يعود العراق كما رسمت صورته الإدارة الأمريكية ، سيكون عراق المقاومة وسيستدعى الجيش العراقي القديم وحتى شرطة المرور وستتولى المقاومة الأمن في كل مكان ، وبالتالي لا مكان لأساطير الكانتونات الطبيعية ، سوف يتملص الامريكان من عملائهم ويتركونهم طريدة في يد المقاومة ، سوف ندخل مرحلة جديدة للتفاوض على الجلاء الكامل وعبر الحكومة التي ستشكلها المقاومة وسيجري التفاوض بين حكومة المقاومة وبين الأمريكيين برعاية دولة صديقة ثالثة !!

فما تريده المقاومة ليس تدمير الأمريكيين في العراق بل إرغامهم على الرحيل وترك العراق للعراقيين على أن يأخذوا معهم عملاءهم وتطبيقا للمثل الإنكليزي الذي يقول ( ابن لعدوك المهزوم جسرا من ذهب ) فإننا سنبني جسرا من ذهب للأمريكيين في اللحظة التي يقرروا فيها الرحيل .



* ترددت في إجابتك الأخيرة كلمة المقاومة لو تفضلتم وشخصتم لنا من هي المقاومة بوضوح ؟

المقاومة ومنذ اليوم الأول الذي انطلقت فيه في أيار 2003 مع أول طلقات النضال من اجل الاستقلال وطرد الاحتلال هي هذا المزيج البطولي والخلاق من الجماعات السياسية والاجتماعية العراقية ، هذه المقاومة لم تبدأ عفويا بل جرى التحضير لها قبل أكثر من 3 سنوات من تاريخ الاحتلال وستستمر حتى 20 عاما قادما واليوم يكتشف الأمريكيون أن هناك أربعة أجيال عراقية تستطيع مقاومتهم ولديها سلاح ومال يكفي لشن حرب تحرير طويلة الأمد يمتلك فيها العراقيون المقاومون الأرض والإرادة والحلم بينما لا يملك الاحتلال السيطرة على الأرض ولا الإرادة على تطويع العراقيين .

هذه المقاومة يقودها حزب البعث العربي الاشتراكي والقوى الإسلامية المتنورة شيعية وسنية والقوى المتحالفة معها ويمكن تصنيف المقاومة إلى ما يلي

1 – نخبة الجيش والحرس الجمهوري وأجهزة الدولة القديمة

2 – المجموعات الإسلامية المتنورة وهذه نشأت قبل الاحتلال وبعده ، فمن المعلوم آن مشروع الحملة الإيمانية الكبرى كان جزء منه يهدف إلى اسلمة جناح داخل حزب البعث وفي المجتمع ، بينما نشأت المجموعات الإسلامية الأخرى بشكل مجاميع صغيرة بعد الاحتلال والتحقت في إطار هذا التحالف العريض للمقاومة ، أما القوة الثالثة فتتكون من اليساريين العراقيين وبعض الأجنحة القومية ، وفي هذا الصدد أريد أن أشير إلى النقطة التالية ، واحدة من أعظم النتائج التي اشعر أني عشتها هي تجربة التقارب بين البعث والإسلام في إطار المقاومة ، تتجلى هذه التجربة في تقديم مقاربة جديدة لا إشكالية فيها من حيث علاقة العروبة بالإسلام ، لقد كانت الرؤية توضع في إطار التعارض مع الإسلام بينما تقدم المقاومة مقاربة خلاقة تثبت أن الرؤية غير متضاربة مع الإسلاميين فهم يقاتلون جنبا إلى جنب أما ما يقال عن مجموعات إرهابية فالأمر الذي يثير الاستغراب حقا هو التسمية التي أصبحت من فلكلور المصطلحات السائدة ، فالإرهابيون هم عرب جاؤوا متسللين من خارج الحدود وكأن بوسع أي متسلل أن يشن حربا على أقوى قوة عسكرية في العالم بسهولة ، علما أن مثل هذه الحرب التي تستمر منذ عامين تتطلب مالا وسلاحا ومخابيء لا طاقة للمتسللين على توفيرها .

نعم هناك عرب متطوعون اجترحوا ا البطولات وهؤلاء هم قديسون وملائكة لأنهم المهاجرون من ارض الإسلام غلى ارض الإسلام دفاعا عن العراق ، وما يسمى مجموعات إرهابية هو التعبير المناسب لحمية العربي على العربي والذي ويا للعجب يصبح أجنبيا كما يردد عملاء الاحتلال ، بينما القوات متعددة الجنسية وهي أجنبية يقال لها فوات صديقة أو متحالفة أو متعددة الجنسيات !!



* صنفت اليساريين العراقيين ضمن خانة المقاومة ونحن نراهم الآن يقودون وزارة الثقافة العراقية بأوامر أمريكية ، ويدخلون الانتخابات المقبلة بقوائم طائفية وليس بقوائم حزبية ، كيف تعلل وجود هؤلاء اليساريين في خندقين متضادين وفي جبهتين متصادمتين ؟

** انك تقصد الشيوعيين ، وأنا أقول إن الحزب الشيوعي العراقي الرسمي هو حزب عميل بقادته وأعضائه وأنصاره و (جماهيره) وهؤلاء لا يمثلون اليسار ، الذين يمثلون اليسار هم الذين تركوا الحزب على أساس التعارض مع قيادته المرتبطة بالصهيونية !

أنا شخصيا جزء لا يتجزأ من تيار شيوعي عراقي وانظر خلال وقت قصير ستكون هناك معادلة جديدة وسيطرد هذا الحزب من ذاكرة ووجدان العراقيين لأنه لا ينتمي لوجدان وتاريخ العراق ، وأريد أن أقول أننا نجحنا في طرد الحزب الشيوعي العراقي العميل ومحاصرته وقطع علاقاته السياسية مع معظم الأحزاب الشيوعية من سورية إلى الفلبين وأنا التقيت بالشيوعيين الفلبينيين والأسبان وآخرين كثيرين وابلغوني بقرار قطع كل صلة مع الحزب الشيوعي العراقي العميل ، أما اليساريون الحقيقيون فإنهم سيجتمعون وسيعلنون جبهة موحدة مع الإسلاميين والبعثيين .



* يقال انك التقيت صدام حسين قبل الاحتلال بأشهر ، ويقال انك وزملاء لك آخرون كنتم على وشك إبرام اتفاق لقيادة المجتمع العراقي ثقافيا وفكريا في حال وقع الغزو ما صحة ما يقال ؟؟

** أنا لم أتشرف بلقاء الرئيس .. إنما في 11 / 11 / 2002 تلقيت دعوة من القيادة العراقية لإجراء محادثات حول الوضع في العراق واللقاء الأول تم مع السيد عزة إبراهيم وسلسلة من اللقاءات مع القيادة العراقية أعقبت ذلك وخصوصا مع طارق عزيز ، وتركزت هذه المحادثات على أكثر من نقطة منها إعلان مشروع مصالحة وطنية بين المجتمع والدولة لتمكين المجتمع العراقي على الصمود والمقاومة وفي لقاء في مجلس الوزراء مع طارق عزيز تقدمت شخصيا بطلب واضح كأساس لأي مصالحة بين المجتمع والدولة وهو أن تبادر القيادة العراقية وبسرعة إلى الاعتراف علنا بان كل من تم قتله وتعذيبه داخل سجونها هم من شهداء الحركة الوطنية وهم ضحايا الاحتراب السياسي وطلبت من طارق عزيز أن ينقل الطلب إلى الرئيس وان يقوم بدفع ديات قتلاه وان يعتذر من الأسر العراقية لطي هذا الملف وقلنا أن هذا الأساس الذي ستبنى عليه المصالحة الوطنية العراقية ، ومن المفارقات أن الاحتلال اليوم يسرق منا شعار المصالحة الوطنية ويقوم بتزييفه .

لقد عابوا علينا قبل الاحتلال أننا ذهبنا لإنقاذ البلاد ولأننا طلبنا المصالحة لدرء خطر الحرب ، لقد قلت حينها إن العراق محكوم بقدره التاريخي وهو التصالح مع مكوناته ولا طريق سوى انتهاج طريق تصالحي جديد ، بينما يريد الاحتلال وعملاؤه منا اليوم أن نتصالح مع الاحتلال ومع الخيانة وأنا أقول لا للمصالحة مع الاحتلال وعملائه ، لم التق السيد الرئيس لا في هذه الزيارة ولا في أي وقت ولو كنت التقيته فلدي من الشجاعة ما يكفي لأعلن عن هذا اللقاء في حينه لم التق إلا السيد عزة إبراهيم وكان هناك تجاوب ممتاز واستعداد حقيقي للنظر في الأفكار التي طرحناها وهو مشروع حقيقي للحوار الديمقراطي السلمي الهاديء ، ولكن لم نتمكن – لسوء الحظ – من تجنيب البلاد والعباد خطر الغزو . لقد ابلغنا السيد عزة إبراهيم أن الأمريكيين مصممون على احتلال العراق مهما فعل حتى لو انه انتهج سياسة الديمقراطية الغربية وحتى لو انتخب العراقيون (الأم تيريزا) بل حتى لو تمكن العراقيون من تنصيب نيلسون مانديلا في البرلمان فإنهم كانوا مصممين على الاحتلال لأسباب استراتيجية كبرى ، وبصراحة أكثر فان الأمريكيون قالوا للقيادة العراقية بامكانكم البقاء في السلطة ولكن جيشنا سيدخل إلى بغداد وبامكانكم أن تديروا البلاد كم لو كنتم مجلسا انتقاليا ولكن كان رد البعث لن نسلم وسنقاوم !!

وما حدث لبغداد فاني أريد أن أقول أنها لم تسقط بخيانة وأريد أن اسأل من هو عاقل ، من الذي يمكنه أن يتخيل أن الجيش العراقي يستطيع إلحاق الهزيمة بالأمريكان ، فالجيش الأمريكي لو أراد دخول موسكو بحرب تقليدية لتمكن من دخولها وكذلك لو أراد دخول باريس ، لذلك كان من الطبيعي ومهما أبدى الجيش العراقي من مقاومة فان الأمريكيين سيدخلون ، لكل هذا خطط العراقيون للمقاومة داخل المدن وقد جرى التحضير لهذه المخططات قبل ثلاث سنوات من الاحتلال وأنا على علم بالتفاصيل .

salahalden
01-01-2005, 10:00 PM
شكرا للسيد المفكر لانه تناول فيه كل الامور التي تهم العرب باسلوب منطقي

احمد صقر
01-01-2005, 10:32 PM
الى الدكتور فاضل الربيعي
شكرا لك ايها الاخ -- وان شاء الله تعالى سيكون عام 2005 عام جلاء الاوغاد عن ارض العراق الطاهرة

منصور بالله
04-01-2005, 12:54 AM
سوف تحول ايام الاحتلال الى جحيم ستبدو السنة الماضية (جنة) مقارنة به ، وسيصحو العالم في يوم قريب ليشاهد جنرالات امريكا يتقاتلون للحصول على مقعد في طائرات الهروب الحتمي القادم ، تاركين خلفهم اوراق التواليت التي ارادوا مسح جرائمهم في العراق بها ، وسيسمع العالم صوت المقاومة وهي تعلن تحرير العراق، وعندها ستخلع القدس رداء الحزن وتزغرد المقدسيات ونسمع صوت اذان يرتفع من المسجد الاقصى بصوت الشهيد احمد ياسين ، ويرجع صداه مسجد عمر في الفلوجة المقدسة ، بصوت الشهيد الحي صدام حسين اشاء الله