Malaïka
01-01-2005, 12:34 AM
خبر ونداء وغضب – أين هم أهل العراق؟
شبكة البصرة
د. عبد الحق العاني
كنت قد كتبت في 9 ذي القعدة 1425 الواقع في 20 كانون الأول 2004 ما نشره لي موقع البصرة تحت عنوان "كيف ينتفع العراقيون من حكم المحكمة العليا في لندن في قضية بهاء موسى؟". وبينت في ذلك الموضوع ما يمكن عمله لمن قتل أو جرح أو أسر على يد القوات البريطانية الغازية في العراق. ودعوت من يعرف قضية تحت أي من هذه الأبواب أن يمدني بالمعلومات لنباشر عملا قضائيا أمام محاكم لندن لإيقاف العدوان وإنصاف المظلوم.
ولم أسمع من أحد ولم أستلم رسالة أو خبرا ، فقلت في نفسي ربما إن هؤلاء الإنكليز الذين أعيش بينهم قد غيروا جلودهم حقا وأصبحوا خلاف تأريخهم المجرم الأسود طيبين في العراق أي أنهم لم يقتلوا ولم يجرحوا ولم يأسروا أحدا!
لكني سرعان ما خاب أملي فقد نقلت وكالات الأنباء قبل يومين عن وزير حقوق الإنسان في الحكومة المؤقتة في العراق ، والمهتم كثيرا بحقوق الإنسان على ما يبدو ، تصريحا جاء فيه إن عدد المحتجزين لدى القوات البريطانية في سجن الشعيبة بلغ 818 محتجزا. ولا أريد أن أعلق على ما قاله الوزير حيث أني اشعر أحيانا بالأسى لمن مثله ، فالوزير لم يقل لنا وفق أي قانون وشريعة لحقوق الإنسان ، يعرفها هو ولا نعرفها نحن في لندن علي سبيل المثال ، يحتجز هؤلاء بأيدي البريطانيين ويحتجز عشرات أمثالهم بأيدي الأمريكيين وعشرات أمثالهم بيد اقوام آخرين. لكن وزير حقوق الإنسان معذور لأنه لم يقرأ قوله تعالى:
"ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البروالبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا".(الإسراء 70)
فلو أنه قرأها لأدرك أن هذا المبدأ أسمى من كل ما جاء به أسياده الصهاينة بعد أكثر من ألف عام ولأدرك أن التكريم الإلهي لم يجعل حقوق الإنسان ذات طابع قومي أو عرقي أو طائفي او عربي أو سني أو شيعي أو كردي أو تركماني أو مندائي أو أمريكي أو آشوري أو كلداني أو صهيوني إلخ من التقسيمات. ذلك لأن التكريم كان لإبن آدم لا لإنتمائه.
وبعد أن قرأت خبر بختبار أدركت فشل توقعاتي بإمكانية صلاح العنصر البشري وعدت ليقيني بسيادة إبليس منذ يوم النظرة حين أعلمه رب العزة إنه لمن المنظرين.
ترى إذا كان في سجن الشعيبة أكثر من 800 محتجز عراقي بتصريح وزير "ظلم" الإنسان العراقي وهي ولا بد أضعاف ذلك العدد حقيقة ، فكيف لم يتقدم أحد ليطلب مني أن أتحرك للدفاع عن واحد منهم؟ وإذا كان أهل هؤلاء المحتجزين لا يطلعون على وسائط الإتصال الإلكتروني التي نتمتع بها فهل إن أحدا ممن يمتلكها لا يكلف نفسه السؤال والإستفسار عن مصير أي من هؤلاء المحتجزين؟
وإذا لم يكن لأي من هؤلاء المحتجزين أهل فهل مات كل الطيبين في العراق؟ أين هم أهل العراق؟
والسلام
د. عبد الحق العاني
محام ممارس في لندن
في 20 ذي القعدة 1425 الواقع في 31 الأول 2004
haqalani@yahoo.co.uk
شبكة البصرة
الجمعة 19 ذي القعدة 1425 / 31 كانون الاول 2004
شبكة البصرة
د. عبد الحق العاني
كنت قد كتبت في 9 ذي القعدة 1425 الواقع في 20 كانون الأول 2004 ما نشره لي موقع البصرة تحت عنوان "كيف ينتفع العراقيون من حكم المحكمة العليا في لندن في قضية بهاء موسى؟". وبينت في ذلك الموضوع ما يمكن عمله لمن قتل أو جرح أو أسر على يد القوات البريطانية الغازية في العراق. ودعوت من يعرف قضية تحت أي من هذه الأبواب أن يمدني بالمعلومات لنباشر عملا قضائيا أمام محاكم لندن لإيقاف العدوان وإنصاف المظلوم.
ولم أسمع من أحد ولم أستلم رسالة أو خبرا ، فقلت في نفسي ربما إن هؤلاء الإنكليز الذين أعيش بينهم قد غيروا جلودهم حقا وأصبحوا خلاف تأريخهم المجرم الأسود طيبين في العراق أي أنهم لم يقتلوا ولم يجرحوا ولم يأسروا أحدا!
لكني سرعان ما خاب أملي فقد نقلت وكالات الأنباء قبل يومين عن وزير حقوق الإنسان في الحكومة المؤقتة في العراق ، والمهتم كثيرا بحقوق الإنسان على ما يبدو ، تصريحا جاء فيه إن عدد المحتجزين لدى القوات البريطانية في سجن الشعيبة بلغ 818 محتجزا. ولا أريد أن أعلق على ما قاله الوزير حيث أني اشعر أحيانا بالأسى لمن مثله ، فالوزير لم يقل لنا وفق أي قانون وشريعة لحقوق الإنسان ، يعرفها هو ولا نعرفها نحن في لندن علي سبيل المثال ، يحتجز هؤلاء بأيدي البريطانيين ويحتجز عشرات أمثالهم بأيدي الأمريكيين وعشرات أمثالهم بيد اقوام آخرين. لكن وزير حقوق الإنسان معذور لأنه لم يقرأ قوله تعالى:
"ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البروالبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا".(الإسراء 70)
فلو أنه قرأها لأدرك أن هذا المبدأ أسمى من كل ما جاء به أسياده الصهاينة بعد أكثر من ألف عام ولأدرك أن التكريم الإلهي لم يجعل حقوق الإنسان ذات طابع قومي أو عرقي أو طائفي او عربي أو سني أو شيعي أو كردي أو تركماني أو مندائي أو أمريكي أو آشوري أو كلداني أو صهيوني إلخ من التقسيمات. ذلك لأن التكريم كان لإبن آدم لا لإنتمائه.
وبعد أن قرأت خبر بختبار أدركت فشل توقعاتي بإمكانية صلاح العنصر البشري وعدت ليقيني بسيادة إبليس منذ يوم النظرة حين أعلمه رب العزة إنه لمن المنظرين.
ترى إذا كان في سجن الشعيبة أكثر من 800 محتجز عراقي بتصريح وزير "ظلم" الإنسان العراقي وهي ولا بد أضعاف ذلك العدد حقيقة ، فكيف لم يتقدم أحد ليطلب مني أن أتحرك للدفاع عن واحد منهم؟ وإذا كان أهل هؤلاء المحتجزين لا يطلعون على وسائط الإتصال الإلكتروني التي نتمتع بها فهل إن أحدا ممن يمتلكها لا يكلف نفسه السؤال والإستفسار عن مصير أي من هؤلاء المحتجزين؟
وإذا لم يكن لأي من هؤلاء المحتجزين أهل فهل مات كل الطيبين في العراق؟ أين هم أهل العراق؟
والسلام
د. عبد الحق العاني
محام ممارس في لندن
في 20 ذي القعدة 1425 الواقع في 31 الأول 2004
haqalani@yahoo.co.uk
شبكة البصرة
الجمعة 19 ذي القعدة 1425 / 31 كانون الاول 2004