الناصر
31-12-2004, 05:36 PM
عاد من الفلوجة
شبكة البصرة
د. عبد الحميد الكاتب
لم يشاهد ملائكة تقاتل علي الخيول ـ رغم إيمانه بإمكانية ذلك ـ لكنه رأي رجالا شجعان لا يهابون الموت، رأي أبطالا تسلحوا بالإيمان بالله لكسر شوكة أكبر قوة أرضية في هذا العصر، لقد عاد من الفلوجة ليحدثني بمشاهداته لجزء من معاركها الأخيرة.
بعد عناق اللقاء جلست أستنطقه عما رأي وشاهد مما غاب عنا، وعن حقيقة ما جري ويجري في الفلوجة، فأخبرني ـ وهو ثقة عندي فيما يخبر ـ بكلام حق لا مبالغة فيه ولا تهويل، لم يتحدث عن الكرامات التي ينكرها البعض أو يجد آخرون صعوبة في تصديقها، ولم يقل أن الأمريكان لا يقاتلون، ولم يخبرني بأن المجاهدين لا يواجهون أي صعوبة، بل فهمت مما حدثني أن العدو يقاتل بعنف شديد مستخدما أسلحة فتاكة، بمعدات ثقيلة ولا سيما دبابات (الأبرامز) التي يصعب تدميرها، وهذا العدو يقاتل بأسلوب الأرض المحروقة يدمر كل شيء أمامه ويضرب أي هدف بعتاد كبير لا يتناسب مع حجم ذلك الهدف، وأن هذا العدو استطاع في أول أيام المعركة اختراق المدينة من بعض جوانبها بأعداد هائلة من المدرعات، وأن أكثر من مجموعة قتالية قد تجتمع من أجل تدمير واحدة من دبابات العدو فلا تفلح إلا بعد عشرات الضربات.
إذا هي معارك شرسة وعنيفة، لكنها من جهة أخري تدور لصالح المجاهدين أولا وأخيرا، فرغم العدد والعتاد والتفوق في نوع السلاح للعدو إلا أن الكفة هي لصالح المجاهدين، فقد استطاع رجال المقاومة أن يلملموا صفوفهم التي تخلخل بعضها بفعل الصدمة الأولي للقصف العنيف والأعداد الهائلة من المدرعات، ثم بدءوا بالانقضاض علي العدو فأحرقوا عشرات المدرعات في الأيام الأولي.
وبعد حديث طويل استغرق ساعات ـ إلا أن الوقت مر سريعا ـ عرفت أن بيانات المقاومة التي تتحدث عن تدمير مئات الآليات وقتل أكثر من ألفين من الأمريكان هي حقيقة لا مبالغة فيها، وأن الشهداء من المجاهدين أقل بكثير مما تحدثت عنه قوات الاحتلال، لكن الجديد الذي عرفته من هذا اللقاء أن نصر المقاومة في الفلوجة نصر كبير، هو نصر استحقه المجاهدون ودفعوا فيه ثمنا كبيرا من دمائهم وأموالهم.
شبكة البصرة
الجمعة 19 ذي القعدة 1425 / 31 كانون الاول
شبكة البصرة
د. عبد الحميد الكاتب
لم يشاهد ملائكة تقاتل علي الخيول ـ رغم إيمانه بإمكانية ذلك ـ لكنه رأي رجالا شجعان لا يهابون الموت، رأي أبطالا تسلحوا بالإيمان بالله لكسر شوكة أكبر قوة أرضية في هذا العصر، لقد عاد من الفلوجة ليحدثني بمشاهداته لجزء من معاركها الأخيرة.
بعد عناق اللقاء جلست أستنطقه عما رأي وشاهد مما غاب عنا، وعن حقيقة ما جري ويجري في الفلوجة، فأخبرني ـ وهو ثقة عندي فيما يخبر ـ بكلام حق لا مبالغة فيه ولا تهويل، لم يتحدث عن الكرامات التي ينكرها البعض أو يجد آخرون صعوبة في تصديقها، ولم يقل أن الأمريكان لا يقاتلون، ولم يخبرني بأن المجاهدين لا يواجهون أي صعوبة، بل فهمت مما حدثني أن العدو يقاتل بعنف شديد مستخدما أسلحة فتاكة، بمعدات ثقيلة ولا سيما دبابات (الأبرامز) التي يصعب تدميرها، وهذا العدو يقاتل بأسلوب الأرض المحروقة يدمر كل شيء أمامه ويضرب أي هدف بعتاد كبير لا يتناسب مع حجم ذلك الهدف، وأن هذا العدو استطاع في أول أيام المعركة اختراق المدينة من بعض جوانبها بأعداد هائلة من المدرعات، وأن أكثر من مجموعة قتالية قد تجتمع من أجل تدمير واحدة من دبابات العدو فلا تفلح إلا بعد عشرات الضربات.
إذا هي معارك شرسة وعنيفة، لكنها من جهة أخري تدور لصالح المجاهدين أولا وأخيرا، فرغم العدد والعتاد والتفوق في نوع السلاح للعدو إلا أن الكفة هي لصالح المجاهدين، فقد استطاع رجال المقاومة أن يلملموا صفوفهم التي تخلخل بعضها بفعل الصدمة الأولي للقصف العنيف والأعداد الهائلة من المدرعات، ثم بدءوا بالانقضاض علي العدو فأحرقوا عشرات المدرعات في الأيام الأولي.
وبعد حديث طويل استغرق ساعات ـ إلا أن الوقت مر سريعا ـ عرفت أن بيانات المقاومة التي تتحدث عن تدمير مئات الآليات وقتل أكثر من ألفين من الأمريكان هي حقيقة لا مبالغة فيها، وأن الشهداء من المجاهدين أقل بكثير مما تحدثت عنه قوات الاحتلال، لكن الجديد الذي عرفته من هذا اللقاء أن نصر المقاومة في الفلوجة نصر كبير، هو نصر استحقه المجاهدون ودفعوا فيه ثمنا كبيرا من دمائهم وأموالهم.
شبكة البصرة
الجمعة 19 ذي القعدة 1425 / 31 كانون الاول