المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدرس المغربي: (أقدم مؤسسة ملكية عربية وأعرقها)



خالدحسن
29-12-2004, 05:17 PM
الدرس المغربي
2004/12/29

محمد كريشان
خطوة تاريخية بكل المقاييس تلك التي تجاسر المغرب علي قطعها بإقدام هيئة الإنصاف والمصالحة علي فتح ملف زهاء الـــ 22 ألف سجين سياسي سابق ومعتقل بهدف رسم صورة كاملة عن حقيقة ما جري لهؤلاء من ملاحقات جائرة وتعذيب وتنكيل في الفترة الممتدة من 1956 إلي 1999 مع تحديد القائمة الكاملة للضحايا والأسباب والمسؤولين، وصولا إلي سن قانون يعرض علي البرلمان يهدف إلي إعادة إدماج هؤلاء في المجتمع وإنشاء صندوق مخصص للتعويضات والرعاية كما أعلن ذلك إدريس بنزكري رئيس هذه الهيئة.
الرائع في الموضوع كله أن هذه الخطوة غير المسبوقة في البلاد العربية لم تبق حبيسة لجان وتقارير سرية ترفع توصيات خجولة ومحدودة لأعلي هرم الدولة للبت فيها وإنما وضعت بالكامل علي قارعة الطريق من خلال تنظيم جلسات استماع للضحايا نقلت مباشرة علي الهواء في التلفزيون الرسمي بدأت في العاصمة وستتواصل الشهر المقبل في مدن أخري، تشفع بندوات مع سياسيين وأحزاب ونقابات وشخصيات بارزة في المجتمع المدني لتحليل الوقائع التي عرضت والوقوف عند الأسباب التي جعلت الدولة وأجهزتها تلجأ لهذه الممارسات وكيف السبيل للحيلولة دون تكرار هذه الصفحات الأليمة.
الاستماع لضحايا انتهاكات حقوق الانسان في المغرب رسالة مصالحة كبيرة أقدم عليها بشجاعة الملك محمد السادس رغم أنها قد تمثل، شئنا أم أبينا، محاكمة علنية لواقع الحريات في عهد والده الراحل الحسن الثاني، وقد وجد الشجاعة لأن يفعلها في نوع من التعهد غير المعلن لشعبه كافة بأنه لن يكرر المأساة. ما جري لا ينتقص من قيمة البلاط المغربي في شيء بل سيكون علي الأرجح مناسبة لتجديد الثقة فيه، وهو علي كل حال لن يهدد بحال العاهل المغربي بل سيزيده شعبية وشرعية وهو ما لا يتوافر لغيره في البلاد العربية ولا سيما الجمهوريات منها لأنها إن فعلت الشيء ذاته فلن يكون مطلب الشعب في اليوم الموالي سوي دعوة رؤسائها إلي الرحيل، وهو ما ليس واردا في المغرب وما صهره التاريخ من علاقة خاصة بين الشعب وأقدم مؤسسة ملكية عربية وأعرقها.
ليس مطلوبا بالضرورة أن تكون لبقية الدول العربية نفس جرأة المغرب وشجاعته وثقته في نفسه ولكن المطلوب علي الأقل الشروع في معالجة هذا النوع من الملفات ولو بصمت وعلي مراحل، أما أن يستمر التغاضي عن كل صنوف انتهاكات حقوق الانسان وفوق ذلك تمتع مقترفيها بالحصانة من سياسيين ومحققين وجلادين بل وقضاة كذلك ممن رضوا لأنفسهم أن يشكلوا غطاء قانونيا للظلم فذلك مما لا يمكن استساغته بحال من الأحوال. ليس مطلوبا من تلفزيونات هذه الدول نقل شهادات التعذيب مباشرة لأنها بالأساس مشغولة بما هو أهم مثل مباريات كرة القدم والكليبات وبرامج التفاهة وحمي المسابقات، ولكن علي الأقل ألا تقدم السلطات علي تعطيل صدور هذه الصحيفة أو تلك ممن تجاسرت ونشرت شهادات من هذا القبيل في حين يفترض أن تأمر بفتح تحقيق فيما نشر.
الاعتذار أولا ورد الاعتبار ثانيا لن يعفيا الرباط بالتأكيد، استكمالا لخطوتها الجريئة، من متابعة صارمة منذ الآن لأي انتهاك جديد ومحاسبة المسؤولين عنه لأن هذا ما يضفي حقا المصداقية الكبري علي مجمل العملية الجارية حاليا حتي يعرف الجميع أن هذا النوع من الممارسات المهينة في حق المناضلين السياسيين وكافة فئات الشعب الأخري ما كان لها أن تتم وغير مسموح أبدا أن تتكرر. ومن هنا وجاهة إنشاء مرصد وطني لحقوق الانسان يشعل الإشارات الحمراء في وقتها حتي يقف الجميع عندها عوض التصفير والمحاسبة بعد تجاوزها، علي أهمية ذلك

RADOIANE ELARABI
29-12-2004, 10:39 PM
شخصيا لا أرى في خطوة النظام الديكتاتوري المغربي سوى مسرحية لتلميع الواجهة البشعة لهذا النظام وجرائمه المرتكبة بحق الشعب المغربي تاريخيا
إبتداءا من مجازر الريف .....وسحق مناظلي اليسار في السبعينات حركة23مارس
و حركة لنخدم الشعب بالاضافة الى مدابح مدينة البيضاء سنة 81و84
مرورا بمدبحة مدينة فاس سنة 1991 والتي كنت احد شهودها.......
بالامس ارتكب هذا التظام اللاوطني واللاديمقراطي مجازره بحق مناضلي
اليسار بتواطئ مع القوى الظلامية والرجعية...تحت شعار محاربة الالحاد....
واليوم بتواطئ القوى الاصلاحية احزاب الدمى التي تنكرت لشهداء الشعب المغربي.........

RADOIANE ELARABI
29-12-2004, 10:51 PM
الشهيد عبد اللطيف زروال

--------------------------------------------------------------------------------

" قائد شيوعي، أممي، ثوري يستشهد تحت سياط الجلادين في المخفر السري السيء الذكر درب مولاي الشريف آخر ما نطق به [ أموت فداك يا وطني ]، كان ذلك يوم 14 نونبر 1974."



ولد الشهيد عبد اللطيف زروال بمدينة برشيد يوم 15 ماي 1951، أبوه عبد القادر بن الجيلالي بن علال بن قاسم وأمه فاطنة بنت محمد البصراوي.

حصل على الشهادة الابتدائية بمدينة برشيد وهو في سن العاشرة، بعدها انتقل إلى الدار البيضاء لمتابعة دراسته بمعهد الأزهر، غير أنه انتقل إلى الرباط بمدرسة محمد الخامس بالقسم الداخلي حيث ظل يتابع دراسته إلى أن حصل على شهادة الباكالوريا وهو ابن سبعة عشر عاما. والتحق بكلية الآداب بالرباط شعبة الفلسفة، حيث حصل على شهادة الإجازة في الفلسفة وبعدها التحق عبد اللطيف بالمدرسة العليا لتكوين الأساتذة ومنها تخرج أستاذا للفلسفة، خلال هذه السنوات الدراسية الجامعية تمكن زروال من تعميق معرفته ودراسته لمؤلفات ماركس، لينين، وهيكل، إلى جانب نضاله وقتاله المستميت من أجل مغرب حر وديمقراطي للكادحين.

وقوفا ضد القمع المسلط على الحركة الماركسية-اللينينية المغربية اضطر عبد اللطيف وهو قيادي وعضو الكتابة الوطنية لمنظمة " إلى الأمام " إلى الدخول في السرية منذ ماي 1972، وفي صيف 1972 وفي علاقة مع باقي أطر ومناضلي المنظمة بدأ زروال في تقييم سنتين من نضال منظمة "إلى الأمام"، وهو النقاش الذي استمر في إطار الكتابة الوطنية للمنظمة وتمخض عنه تقرير نونبر الذي خلص من بين ما خلص إليه إلى تشكيل أنوية الثوريين المحترفين لمواجهة القمع وتنظيم صفوف المناضلين وأداء المنظمة.

خلال هذه المدة بعث الشهيد برسالة إلى والده، من بين ما جاء فيها : " سلم على أمي وعلى أختي التي تركت عندها جنينا لست أدري هل وضعت أم لا ؟ أ هو ذكر أم انثى ؟ … اعذرني يا والدي العزيز لقد صنعتني ثوريا. لقد كان بودي أن أعمل إلى جانبكم لأساعدكم على الرفع من مستوى عيش الأسرة، لكن يا أبي صنعتني ثوريا. أنت الذي صنعتني ثائرا يا أبي … وضعية الفقراء في بلادي إني أرى الفقيرات من بنات وطني يتعيشن من شرفهن … وضعية بلادي لم تتركني أساعد الوالدين والأسرة والاخوة للرفع من مستواهم المعيشي، صنعتني ثائرا…"

عبد اللطيف، محمود أو رشيد (أسماؤه في السرية) أسماء لمناضل وقيادي ثوري، امتاز دائما بغبطته بالحياة، بالعزم والصرامة في النضال، بالانضباط الذاتي الذي أصبح عند زروال طبيعيا، كان مناضلا أماميا ويقول دائما : " إن مهمتنا هي الثورة في المغرب لكن دون عزل هذه المهمة عن الثورة العربية والثورة العالمية ".

كما كان مناضلا وحدويا، حيث عمل بنضالية من أجل توحيد قوى الحركة الماركسية اللينينية المغربية.



أثناء البحث عن عبد اللطيف تـم اعتقال أبيه من طرف الشرطة السرية التي اقتادته معصوب العينين إلى المخفر الرهيب درب مولاي الشريف وكادوا يعتقلون والدته لولا إصابتها بمرض القلب، احتفظوا به إلى أن تـم اعتقال عبد اللطيف . هددوه بقتل والده وعذبوه على مسمع من أبيه.

في صباح اليوم الموالي رموا بأبيه في ضواحي الدارالبيضاء معصوب العينين.

استمر المجرمون القتلة في تعذيب عبد اللطيف إلى أن استشهد يوم 14 نونبر 1974 ونقل إلى مستشفى ابن سينا بالرباط وتحت اسم مستعار هو البقالي.

وإلى حدود اليوم ما زالت عائلة الشهيد ورفاقه وكل الديمقراطيين يطالبون بجثة الشهيد وغيرها من جثامين المناضلين الذين قضوا تحت سياط الجلادين، والكشف عن حقيقة تعذيبه حتى الاستشهاد ومحاكمة المسؤولين عن كل الجرائم المرتكبة في حق خيرة أبناء وبنات هذا الوطن.

RADOIANE ELARABI
29-12-2004, 10:53 PM
الشهيدة سعيدة المنبهي

--------------------------------------------------------------------------------

ولدت سعيدة في شتمبر 1952. بعد حصولها على الباكالوريا التحقت بكلية الآداب بالرباط وناضلت في صفوف الاتحاد الوطني لطلبة المغرب و تزامنت هذه الفترة (1972-1973) مع الحظر التعسفي للمنظمة الطلابية.

التحقت بعد ذلك بالمركز التربوي الجهوي ثم درست اللغة الإنجليزية بإحدى المؤسسات بمدينة الرباط حيث كانت تنشط في الاتحاد المغربي للشغل ثم انظمت لمنظمة "إلى الأمام".

اختطفت سعيدة المنبهي في 16 يناير 1976 وتعرضت للتعذيب قي درب مولاي الشريف السيئ الذكر.

تم إيداعها فيما بعد (نهاية شهر مارس) بالسجن المدني بالدار البيضاء.

أثناء محاكمة الدار البيضاء الشهيرة (يناير- مارس1977) عبرة سعيدة عن مساندتها لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير و أدانت الوضعية المأساوية لنساء المغرب قي جو من التصفيقات.

حوكمت بخمس سنوات سجنا بالإضافة لسنتين "لأهانة القضاء" وفرض عليها مع رفيقتيها العزلة بالسجن المدني بالدار البيضاء.

خاضت مع رفاقها مجموعة من الإضرابات عن الطعام توجت بالإضراب البطولي اللامحدود عن الطعام وذلك لسن قانون المعتقل السياسي وفك العزلة عن الرفيقات وعن المناضل إبراهيم الرفاتي.

استشهدت سعيدة المنبهي يوم 11 دجنبر 1977 بمستشفى ابن رشد بالدار البيضاء بعد أربعين يوما إضرابا عن الطعام .

قصيــــــــدة


لن نـسـتـسـلـــــــــــــم

ولـو تــحـــــت الأرض

سـنـرسـم طـريـقــــــــا

نـحـو الـشـمــــــــــــس

فـي قـلـبـنـا يـوجـــــــد

زروال

سعيدة المنبهي

RADOIANE ELARABI
29-12-2004, 10:55 PM
ازداد أمين التهاني يوم 4 نونبر 1956 بمدينة وجدة، حيث تابع دراسته الابتدائية و الثانوية.

حصل على باكالوريا علوم رياضية في يونيو 1974
ناضل في إطار الإتحاد الوطني لطلبة المغرب قبل وو بعد رفع الحظر على نشاطه.

انتخب رئيسا لجمعية طلبة المدرسة المحمدية للمهندسين.
انخرط في صفوف تنظيم إلى الأمام منذ السبعينات وكان مسئولا قياديا بها يوم اختطافه.

حصل على دبلوم مهندس دولة في الإلكترونيك و الأوتومتيزم الصناعية في سنة 1980 من المدرسة المحمدية بالرباط.

وقع عقدة عمل مع المكتب الشريف للفسفاط مباشرة بعد تخرجه، لكن وزارة الداخلية قررت نفيه إلى الراشدية في إطار الخدمة المدنية و كمحاولة لغسل دماغه.

بعد انتهاء مدة الخدمة المدنية، التحق بشركة جنرال تاير، ثم بشركة سامير حيث تحمل مسؤولية مصلحة الصيانة المعدات الكهربائية و الإليكترونية.

تزوج في نفمبر 1983و ازدان فراشه بأيمن في 30 مارس 1985 .

أنخرط في الإتحاد الوطني للمهندسين و شارك في تهيئ مؤتمره الأول .

أختطف وزوجته يوم 27 أكتوبر 1985و تم واقتيادهما للمعتقل السري السيئ الذكر درب مولاهم الشريف.

أستشهد يوم 6 نفمبر 1985من جراء التعذيب الذي تعرض له منذ لحظة القبض عليه.

RADOIANE ELARABI
29-12-2004, 10:57 PM
إرهابيو ”العدل والاحسان“ :
اختطافات ومحاكمات وتعذيب وقتل للطلبة
بطرق وحشية أمام مرأى من رجال الأمن وتواطؤ السلطات
--------------------------------------------------------------------------------



”اعترض طريقي خمسة من الأصوليين، وشرعوا في ضربي بالسكاكين، كما وجهوا لي مجموعة من الطعنات، واحدة أرادوا توجيهها إلى أحشائي فقاومتها لكن أصبت بعدة جروح خطيرة..“، ”حاولت انقاد أحد الطلبة من أيدي الأصوليين داخل الحرم الجامعي وحملته فوق كتفي والضربات القاتلة توجه إلى على يد العصابة الأصولية، منهم من يضربني بهراوة ومنهم من يركلني ومنهم من يطعنني بالسكين... مما أدى إلى الإغماء علي“... شهادات طلبة من كلية وجدة والقنيطرة حول الأحداث التي عرفتها الساحة الجامعية سنة 1991 بعد هجوم أصوليي ”العدل والإحسان“، وهي الاعتداءات التي استعملت فيها ”القوات الأصولية كل أنواع الأسلحة من سكاكين وهراوات، وسلاسل حديدية وقنابل مسيلة للدموع.. تحول معها فضاء الجامعات إلى برك من الدماء، ولقي خلالها ”أملي المعطي“ الطالب في السنة الثانية بكلية العلوم شعبة الفيزياء والكيمياء بوجدة، حتفه بطريقة أقل ما توصف به هو الوحشية : ”اختطفوه يوم 31 أكتوبر 1991 من وسط قاعة الأشغال التطبيقية والتوجيهية بالكلية، ونفذ فيه حكم الإعدام - الصادر عما يسميه المتطرفون الدينيون بـ ”دار الفتوى“ يوم فاتح نوفمبر - بطريقة بشعة حيث قطعت أطراف من لحم الفقيد، كما قطعت عروقه ثم ترك وهو ينزف إلى أن لفظ أنفاسه الأخيرة، فالقي بعد ذلك في الخلاء“.

إنها صور لوحشية مجرمي عصابة ”العدل والإحسان” داخل الفضاء الجامعي بكل من وجدة، فاس، القنيطرة ومراكش... فكيف ابتدأ الهجوم الأصولي على الحرم الجامعي لتصفية بعض الطلبة وتعذيب آخرين ؟ وما هي وسائل التعذيب التي لجأت إليها آلاف العناصر من الجماعة الأصولية ومن أين حصلت على السيوف والرماح والسيارات والقنابل المسيلة للدموع ؟، وما هو سر ”حياد“ السلطات الأمنية بل مساعدة الأصوليين في القبض على الطلبة، وأين كان المعتدون قبل الهجوم ؟



--------------------------------------------------------------------------------
جامعة وجدة: مجازر تقتيل الطلبة
--------------------------------------------------------------------------------


عرفت جامعة وجدة أطول مرحلة لهجوم عناصر ”العدل والإحسان“ على الطلبة، ففي 7 أكتوبر 1991، كانت اللجنة الانتقالية للطلبة بصدد شرح مجريات الحوار الذي دار بين عميد الجامعة واللجنة بكلية العلوم، وفجأة اقتحمت هذه العناصر مدرج كلية العلوم ونسفت الاجتماع، وفي مساء نفس اليوم على الساعة السابعة والنصف قامت جماعة من الأصوليين مدججة بالأسلحة البيضاء بالهجوم على الطلبة وأصابت مجموعة منهم بجروح بليغة في أماكن متعددة من أجسادهم.

ولتفادي مواجهة الأصوليين وحقنا للدماء امتنع أغلب الطلبة عن الدراسة وفتح نقاش بينهم في الحي الجامعي حول كيفية مواجهة هذا الاعتداء الوحشي، وتقرر أن يجتمعوا يوم الاثنين 14 أكتوبر أمام الباب الرئيسي لكلية العلوم والدخول إليها سلميا. لكن العناصر الإرهابية كان لها رأي آخر،وابتدأت من الساعة السادسة والنصف من يوم الاثنين في التقاطر على الكلية وعندما حل الطلبة شرع المهاجمون في رشقهم بالحجارة ليستمر الأمر على هذا قرابة الأربع ساعات أعقبتها تظاهرة سلمية داخل الكلية تنديدا بالعنف الممارس داخل حرم الجامعة.

سلك الإرهابيون المعتدون تكتيكا مغايرا انطلاقا من الساعة الواحدة بعد زوال نفس اليوم باللجوء إلى اختطاف واحتجاز الطلبة وتجريدهم من وثائقهم وممتلكاتهم في كل من حي ”القدس“ وحي ”زنكوط“ وجزء من حي ”لمحلا“ وطريق ”طاير“.

فوجئ الطلبة على الساعة السابعة الا ربعا من مساء 19 أكتوبر بالهجوم عليهم داخل الحي الجامعي من قبل عناصر متطرفة لا علاقة لها بالجامعة، قادمة من تطوان، فاس، أحفير، الناظور، وزغنغن ومواقع أخرى بعيدة عن وجدة، بل ومنهم أستاذ جامعي ضبطته إحدى الطالبات حينما سقط اللثام عن وجهه أثناء قيامه بتعذيب الطلبة بالسلاح الأبيض...

خلف الهجوم سقوط العديد من الجرحى واحتلال الحي الجامعي من طرف المعتدين لمدة 12 ساعة قبل أن ينسحبوا منه.

استمرت عمليات اختطاف الطلبة خاصة بحي ”القدس“، كما استمرت عمليات الاعتداء والتعذيب أمام أنظار القوات الأمنية التي لم تتدخل طيلة الأحداث الوحشية (!) بل إن سكان الحي تقدموا بعريضة استنكار للباشا يطالبون فيه التدخل لإنقاذ أرواح أبنائهم من الإرهاب والقتل والتعذيب فأجابهم بالرفض.

في 29 أكتوبر من نفس السنة، نظم الاصوليون المعتدون هجوما جديدا على الحرم الجامعي، استعملت فيه كل الأسلحة بما فيها السيوف والرماح المستوردة من الخارج !

انطلق حوالي ألف إرهابي بالهجوم في شكل منظم من مسجد ”بدر“ في اتجاه الجهة الغربية للحي الجامعي وراء الجبل، فيما قدمت مجموعة أخرى من الجهة الشرقية لاستكمال تطويق الحي، كما قامت مجموعة ثالثة بالهجوم من الباب الرئيسي. استغرقت العملية عشرة دقائق، اقتحم خلالها الإرهابيون الحرم الجامعي وشرعوا في استعمال العنف مما أدى إلى سقوط العديد من الضحايا في صفوف الطلبة، منهم 14 حالة وصفت بالخطيرة نقلت إلى المستشفى ورغم خطورة الوضع وبشاعة المجزرة التزم رجال الأمن الحياد وظلوا يتفرجون على الطلبة وهم يعذبون وتنفذ فيهم الفتاوي الإرهابية.

كانت طرق التعذيب والتقتيل في حق طلبة جامعة وجدة تكشف عن الوجه القبيح والحقيقي لأصوليي عصابة ”العدل والإحسان“. أحد الطلبة الذين تعرضوا للتعذيب ومحاولة القتل على يد هؤلاء المجرمين يروي كيف ”رأيت الطلبة يهربون في جميع الاتجاهات مرددين كلمات تشير إلى أن الحي الجامعي محاصر من طرف عصابات مدججة بمختلف أنواع الأسلحة البيضاء، ولم أكن من الهاربين في الوهلة الأولى حتى وقع نظري على مجموعة من من تلك العناصر الملثمة، وهي تزحف صوب المطعم 2، وفي طريقها إلى هناك وبالضبط في ساحة ”24 يناير“ انهالت ضربا على طالب حتى أغمي عليه، آنذاك هربت متجها نحو الجبل، وفي طريقي حاصرتني مجموعة أخرى تعتمر قبعات زرقاء. حاولت أن أتخلص منها حيث تسلقت الجبل الأول ”الواقع خلف الحي الجامعي“ لكنها استمرت في ملاحقتي، وحين تسلقت الجبل الثاني وقعت في أسرهم فانهالت على ضربا دون أن تترك لي فرصة الكلام، وكانت الضربة الأولى على الرأس، ولم أتمكن من معرفة نوع السلاح الذي استعملوه في هاته الضربة، فالقوا بي على الأرض ونزعوا عني ”جاكيط” جلدية سوداء، وساعة يدوية وحدائي وجواربي واستولوا على وثائقي وحزامي، ثم استمروا في ضربي وهم يرددون : ”أيها الكافر لماذا تتبول على القرآن..“ وهنا تعجبت واستغربت لأمر هؤلاء حيث قلت لهم لا يستطيع أي مغربي أن يفعل هذا، ثم ردوا علي : ”يا ولد الحرام، واش حسابك أولاد ”حسن البنا“ ساهلين“، وبعد ذلك أنزلوني من الجبل حافي الأرجل، وهم يرغمونني على المشي على الأشواك والأحجار الحادة إلى حين الوصول إلى مجموعة أخرى، فوجدت عندهم طالبين في حالة يرثى لها وأكثر من حالتي... واستمروا في ضربي بمختلف أنواع الأسلحة والقضبان والهراوات وكانت تركز الضرب على الأرجل اليسرى بهدف أن تتكسر“.

لم يقف الترهيب عند حد الاعتداء على الطلبة بمدينة وجدة بمختلف الوسائل، بل قامت باختطاف مجموعة كبيرة من الطلبة واقتيادهم معصوبي الأعين إلى أماكن سيكتشف المختطفون بوجود صورهم على جدرانها ولائحة كتبت عليها كل البيانات والمعلومات عن الضحايا، كمستواهم الدراسي، حياتهم النقابية والسياسية، وأنشطتهم خلال السنوات المنصرمة، وفي أسفل اللائحة كتب الحكم الذي سينفذ في الضحية. ففي منزل مخصص لتعذيب الطلبة ثم العثور على كل الأسلحة وآلة النسخ ومنظارات وقنابل مسيلة للدموع ويوجد فيه 60 متطرفا، كان بينهم جزائريان اثنان بسياراتهما من نوع ”طرافيك“ وكان المتطرفون على وشك تنفيذ حكم الإعدام في حق أحد المختطفين من الأشغال التطبيقية بكلية العلوم يوم فاتح نوفمبر من نفس السنة والذي نجا منه بأعجوبة.

حول المتطرفون مدينة وجدة إلى ساحة حرب دامية ضحاياها طلبة عاديين، ففي فاتح نوفمبر عثر الطلبة على جثة بحي ”القدس“ شوهت بشكل يصعب معه تحديد هوية صاحبها، كما عثر على جثة ثانية بحي ”السلام“ كانت للطالب ”أوملي المعطي“، وجثة ثالثة قبالة منزل مدير الحي الجامعي زيادة على أن مستودع الأموات كان مطوقا برجال الأمن يستعصي على أي هيئة أن تدخله.

كانت تكتيكات الإرهابيين مدروسة بدقة، فقد سبق الهجوم على جامعة وجدة دعاية إعلامية ضدا على اللجنة النقابية للطلبة، بالتحريض واتهام الطلبة بالاختلاسات، كما سخروا بعض المساجد للترويج لأفكارهم مثل إحدى الخطب التي أفتى صاحبها بـ ”الجهاد ضد الملحدين“ والطعن في نضالية طلبة ”الإتحاد الوطني لطلبة المغرب“، وكان واضحا أن الأصوليين كانوا يستغلون الإسلام للإجهاز على ضحاياهم والانتقال إلى جامعات أخرى بنفس الطريقة الدموية مما كان يعني أنهم يمتلكون خططا للاستيلاء على فضاء الجامعات أمام صمت المسؤولين آنذاك.



--------------------------------------------------------------------------------

اختطافات بجامعة فاس وتعذيب دموي ومحاصرة أحياء سكنية بأكملها

--------------------------------------------------------------------------------



لاحظ طلبة جامعة فاس منذ بداية الدخول الجامعي بوادر هجوم أصولي عليم، بعد أن اكتشفوا دخول عناصر محملة بحقائب لا تحتوي سوى على أسلحة بيضاء.

مع بداية المجازر بجامعة وجدة على يد أصوليي جماعة “العدل والإحسان” انفعلت الساحة الجامعية بفاس، واتخذت اللجنة الانتقالية للطلبة إجراءات لتحذير الطلبة من هجوم مرتقب خاصة، وأن العصابات الأصولية كانت مسلحة بأسلحة خطيرة كالسيوف والخناجر والسواطير وقضبان حديدية مثل تلك التي تستعمل لقطع أشجار النخيل لدرجة أن الملثمين الأصوليين كانوا يضعون مادة الثوم في سلاحهم حتى لا تلتئم جراح ضحاياهم.

ابتدأ الهجوم بحملة إعلامية داخل الحرم الجامعي يوم 19 من أكتوبر من نفس السنة، مستهدفين نشويه سمعة الطالب الجامعي، ونعته بأوصاف قدحية كالمروق والزندقة والكفر..، مما أثار استغراب عموم الطلبة، إلا أن وراء الحملة الإعلامية هذه هجوما مبيتا، فقد كانت عناصر الإرهاب المتأسلم تقوم بعملية استخباراتية بتخصيص مجموعة صغيرة تتكون من خمسة أو ستة اصولين ليتجسسوا على الطلبة، بل وفي خطوات موالية كان هؤلاء الجواسيس يستفزون الطلبة بالتلويح بأسلحتهم سواء سيوف أو سكاكين أو هراوات تحمل مسامير، حتى يجسوا نبض الطالب الجامعي ويعرفوا رده.

اتخذت اللجنة الانتقالية للطلبة بعض الإجراءات لحماية أرواح باقي الطلبة من الموت على أيدي الإرهابيين فقررت “أن من يحمل لوازمه الدراسية سيدخل الجامعة، أما من يحمل السلاح فلا حق له في الدخول، وبالتالي تم اتخاذ قرار طرد المسلحين من المرافق الجامعية، علما أن اللجنة الانتقالية عثرت على أسلحة في غرف بالحي، عبارة عن عتاد حربي بلإمكانه قتل كل الطلبة الجامعيين بفاس، كما كانت الجماعات المعتدية مزودة بآلة فيديو وكاميرات لتصوير ما أسموه “جهادا” وبمكبرات الصوت لإصدار الأوامر لعناصرها المجندة من كل المدن المغربية ومنظار لمراقبة تحركات الطلبة عن بعد، وكذا سيارات محملة بقوات احتياطية من العناصر المتطرفة والقنابل المسيلة للدموع والنبال حيث استمرت آثارها بسور الجامعة لسنوات عديدة والتي نجا منها الطلبة بأعجوبة.

قام الإرهابيون على الساعة الخامسة والنصف صباحا من يوم الجمعة بأربعة أحزمة : حزام طوق الحي الجامعي، وحزام طوق الكليات مرورا بحي “الليدو” إلى “ليراك”، وحزام ثالث تشكل من ميليشيات تراقب الطلبة أعضاء الاتحاد الوطني لطلبة المغرب القاطنين “بمونفلوري” و“الحزام الأخضر” ضم ميليشيات أخرى لتطويق الأحياء الأخرى.

وفي الساعة السادسة صباحا قام إرهابيو جماعة “العدل والإحسان” بتكسير أبواب غرف الحي الجامعي واقتحامها وشرعوا في تعذيب الطلبة لدرجة لم يسلم أي طالب من حصته من الضرب والطعن بالسكاكين أو السيوف أو ضربات السواطير.

والمثير في الأمر أن عملية الإنزال هذه تمت على مرأى ومسمع السلطات الأمنية التي كانت على علم مسبق بالهجوم، بل أن رجال الأمن كانوا حاضرين بكثافة وقت الإنزال والهجوم ولم يتدخلوا مطلقا لحماية أرواح وسلامة الطلبة ومنع المجزرة، بل على العكس من ذلك قاموا بمنع الطلبة الجامعيين الآخرين من الالتحاق بالساحة الجامعية لإنقاذ الجرحى.. ولم يتوقف هجوم الإرهابيين إلا عند الساعة الحادية عشر والنصف صباحا وانصرف المعتدون تاركين وراءهم عددا من الجرحى طلبة وطالبات بل من المواطنين العاديين كذلك.

تجددت الاعتداءات يوم الاثنين 28 أكتوبر بشكل أقل حدة، والأنكى والأمر أن البوليس و“الواكس” (الحرس الجامعي) كانا يتعاونان مع الأصوليين عبر إرشادهم لبعض الطلبة، إذ أن المعتدين كانوا مصحوبين بلائحة أسماء الطلبة الواجب إعدامهم، وحينما يفر ويفلت أحد الضحايا من مخالبهم يختبئ في مكان ما، كان البوليس السري والحرس الجامعي يذهب عند متزعمي الهجوم الإرهابي ويرشدهم بمكان اختباء الضحية، وهو ما وقع لأحد الطلبة الأعضاء في لجنة الجامعة الانتقالية بفاس الذي كان سينفذ فيه الذبح، واختبأ بالمطعم الجامعي، عندها أرشدهم أحد رجال الأمن بمكان اختبائه وألقوا القبض عليه وقاموا بالإلقاء به من سطح المطعم حيث أصيب بكسور في رجليه ورأسه.

لم تقتصر الاعتداءات على الطلبة بالجامعة بل قام الإرهابيون في الاحياء المجاورة مثل حي “الليدو” بتطويق منازل الطلبة، وحاولوا قتلهم بالسيوف لولا تدخل السكان الذين تصدوا بقوة للمهاجمين خاصة أن كل بيت كان يطوقه 40 إرهابيا في مجموعة شبه عسكرية يحملون شارات خضراء وحمراء، كانوا يتجولون مستعملين كلمة “ناصر” ككلمة سر بين نهم كما هو الشأن بالنسبة لإرهابيي فاس.

خلف الهجوم الإرهابي هذا على مدينة فاس بدوره العديد من الضحايا، وصفت حالتها بالخطيرة، وكانت حالة “طلحة عبد الوهاب” الطالب بالسنة الثانية بجيولوجيا أكثر تعبيرا عما قاسوه أثناء محاولة القتل. فقد روى أمام هيئة المحكمة تفاصيل محاولة قتله قائلا : “أخذت الحافلة من جامعة ظهر المهراز إلى الملحقة على الساعة الثامنة صباحا، ومباشرة بعد وقوف الحافلة عند المحطة النهائية ونزولي، اعترض طريقي ثلاثة أشخاص أحدهم ضمني إلى صدره من الخلف ثم انضمت مجموعة أخرى إليهم قبل أن يوجه أحدهم سؤالا حول مكان “الرفاق”، فكان ردي “أنا لا أعرف، وماذا تريدون مني ؟”، فأجاب أحدهم وكان قوي البنية : “نريد شرب دمك يا زنديق يا ملحد يا كافر..”، فنطق آخر بعدما لكمي على وجهي : خذها يا لعين (بالفصحى)، سحبوني بعد ذلك إلى أحد الحقول وجردوني من أمتعتي ثم أرغمونا على مصاحبتهم ولما تعنت في السير أخد أحدهم حديدة تشبه “مزيبرة” وضربني بها على الرأس حتى وقعت على الأرض، عندها حملني أربعة منهم من يدي ورجلي مسافة 50 مترا، فخرجت مجموعة أخرى من أحد المخابئ ونادى فيهم أحدهم الذي كان يبدو أنه صاحب السلة فيهم : “جبدو دين ربكم لهراوات” (كذا)، وفعلا أخرجوا الهراوات وبدأوا بضربي... كان أكثر من عشرة متطرفين يضربونني في كل الأماكن، وكان التركيز على يدي اليمنى التي تكسرت والرجل اليمنى والأضلاع ولم تنته عملية الضرب إلا بحضور رجال الدرك...”



--------------------------------------------------------------------------------

عصابات المتطرفين تختطف طلبة جامعة القنيطرة

--------------------------------------------------------------------------------



لم تقف غزوات الأصوليين عند حدود جامعتي وجدة وفاس، بل طالت أيضا جامعة القنيطرة، ففي يوم 17 أكتوبر من نفس السنة دخلت عناصر غريبة عن الوسط الطلابي الحرم الجامعي بغية زرع البلبلة والتشويش، وبعد قيام الطلبة بالبحث عن المنافذ التي تسربت منها هذه العناصر تبين أنهم تسللوا لمقر الإقامة عن طريق تسلق الجدران، مما حدا بالطلبة إلى الاتصال بالإدارة لإخبارها بولوج المعتدين الغرباء على الحرم الجامعي فتدخل حراس الإقامة إلا أنهم ووجهوا بالتهديد بالقتل والتعذيب من طرف المهاجمين.

ويوم فاتح نوفمبر حينما كان الطلبة ينظمون تظاهرة للتضامن مع ضحايا المجازر الوحشية المرتكبة في حق طلبة وجدة وفاس بدأ الاصوليون عملية إنزال كثيفة لعناصر من خارج المدينة. وفي حدود الساعة التاسعة والربع تقريبا وفي الوقت الذي بدأ فيه الطلبة الالتحاق بالتظاهرة، شن المهاجمون اعتداءاتهم مدججين لدلك بسلاح يشبه ذلك المستعمل في كل من وجدة وفاس، مما يدل على أن التنظيمات المحركة للأصوليين مصممة على قتل كل من يرفع صوته ضدهم.

في الوقت الذي كان الطلبة بكلية الآداب يرددون شعارات منددة بالمجازر تداول الطلبة خبر الاعتداء على زملائهم بكلية العلوم، مما حدا بالطلبة والطالبات إلى التوجه هناك قصد الوقوف في وجه التقتيل والتعذيب والتصفيات الجسدية التي كانت ترتكب أمام أنظار رجال الأمن، لكن ما أن خرج الطلبة من كلية الآداب حتى ظهرت وبشكل مفاجئ جحافل تضم المئات من الأصوليين لمنعهم من الالتحاق بكلية العلوم، ولاحظ الطلبة أن المعتدين لا ينتمون مطلقا لأية كلية، بل منهم من كان يمارس التجارة أو الحدادة أو الخياطة وكان دور الطلبة الأصوليين هو إرشاد هذه الجحافل المعتدية للطلبة المطلوبة رؤوسهم.

عندما تبين للمتطرفين إصرار الطلبة على التوجه لكلية العلوم أعطيت لهم الأوامر للهجوم، دون تمييز بين الذكور والإناث مستعملين الهراوات والقضبان الحديدية والسيوف، وصاروا يجلدون الطلبة بكل ما أوتوا من قوة.

في هذه الأثناء تشكلت مجموعة صغيرة من الأصوليين مهمتها تنفيذ فتاوي الإعدام في حق بعض الطلبة المطلوبين ضمن لائحة أعدها الارهابيون مسبقا، ما أن ضبطوا أحد هؤلاء الطلبة حتى تحلق حوله ”كوماندو“ خاص ظل يعذبه بالسلاسل والقضبان الحديدية لقرابة 20 دقيقة إلى أن فقد الوعي وتركوه ضنا منهم أنه فارق الحياة، ومع ذلك لم يتركه ”كوماندو“ آخر واستمر في جلده رغم أنه مغمى عليه، ولم يفلت من قبضتهم سوى بفضل تدخل بعض الطلبة وقد أصيب منهم البعض بطعنات السكاكسن أثناء عملية الإنقاذ.

في الساعة الحادية عشر شرع الإرهابيون في اختطاف الطلبة ونقلهم إلى الغابة المجاورة حيث تربد سيارات المتطرفين، ومن هناك ينقل المختطفون إلى كلية العلوم التي جعلوا منها مقرا لمحكمتهم، وإصدار الفتاوي في حق الطلبة، حيث اختطف طالب ينتمي للاتحاد الوطني لطلبة المغرب وتعرض للتعذيب من طوال اليوم زيادة على محاكمة خمسة طلبة آخرين بـ”محكمة“ كلية العلوم وصدرت ضدهم فتاوي بالإعدام. كل هذا أمام أعين السلطات فقد رفض مسؤولو الأمن الوطني التدخل لإنقاذ الطلبة إلا بعد أن ضغط عليهم مدير الحي الجامعي وحملهم المسؤولية.

خلف الهجوم الإرهابي سقوط تسعة جرحى في حالة خطيرة جدا، أما الإصابات الأخرى التي لم تسجل بمصحة الإقامة الجامعية فعددها لا يحصى خاصة في صفوف الطالبات.

لم تتدخل سيارات الإسعاف لنقل المصابين لأن مسؤولي الجهاز الأمني كانوا يمنعونها مما جعل الطلبة ينقلون أصدقاءهم على الأكتاف أو على سيارات الأجرة، وظل رجال الأمن مرابطين بسياراتهم وشاحناتهم يتفرجون على المجازر.

لم يقتصر المتطرفون على مهاجمة الحرم الجامعي، بل خرجوا إلى الشارع العام حيث طوقت الشوارع بمجموعات غريبة عن القنيطرة كانت تقوم بمطاردة واختطاف وتعذيب الطلبة الناجين من المجزرة، وكأن طلبة الجامعة لم تفي بالغرض من حيث عدد الضحايا، قام الإرهابيون بالتوجه في اليوم الموالي إلى ثانوية محمد الخامس واستفزاز التلاميذ هناك وخلق جو من الرعب والهلع وسطهم ودائما أمام مرأى ومسمع من السلطات التي آثرت التفرج على غزوات قوى الظلام.



--------------------------------------------------------------------------------

فتاوي الإعدام في حق طلبة جامعة مكناس

--------------------------------------------------------------------------------



كان واضحا أن جماعة ”العدل والإحسان“ قد حرصت خلال تلك السنة على إغراق الجامعات المغربية في برك من الدماء وإثارة جو من الرعب حتى تتمكن من إخضاعها لنفوذها، وإن استدعى ذلك ارتكاب أبشع جرائم التقتيل في حق الطلبة أمام صمت المسؤولين وتواطئهم، إذ لم تقتصر على المجازر التي ارتكبت في جامعات كل من وجدة وفاس والقنيطرة بل امتدت الجيوش الأصولية المحكمة التنظيم للإغارة على جامعة مدينة مكناس.

ابتدأ استعداد الإرهابيين لإزهاق أرواح الطلبة بجامعة مكناس منذ بداية شهر أكتوبر 1991، فقد قررت الفصائل الطلابية التقدمية آنذاك تنظيم ”أسبوع الطالب“، وهو ما لم يرق مطلقا الأصوليين فقاموا بالعرقلة ومنعوا الطلبة من عقد أي اجتماع أو لقاء في الساحة مما دفع الطلبة إلى التوجه إلى المدرج فتبعتهم العناصر الإرهابية لخلق البلبلة.

عندما تناهى إلى علم الطلبة بكليات مكناس خبر مجزرة وجدة، نظموا مظاهرة يوم 11 من أكتوبر بكلية العلوم، نددوا خلالها بالعنف الممارس على الطلبة وتم تنظيم حلقة نقاش تمحورت حول العنف، وفي هذه اللحظة بالذات أعطيت الأوامر للأصوليين بالهجوم على الطلبة والطالبات، وشرعوا في ضربهم بمختلف أنواع السلاح الأبيض.

قصد الأصوليون الطلبة التقدميين الواردة أسماؤهم في لائحة المطلوبين للمحاكمة من لدن مسؤولي عصابة ”العدل والإحسان“، منهم طالب عذب بشكل وحشي على أيديهم، تم نقله إلى مستشفى محمد الخامس، وكذلك طالب بكلية العلوم حيث اعترضه الإرهابيون واختطفوه لتنفيذ الحكم عليه، ألا وهو كسر رجله، إلا أن تدخل عدد من الطلبة مكنه من الإفلات من قبضتهم، ومع ذلك لم يسلم بل طاردوه حتى محطة الحافلات، فيما هرع آخرون إلى منزله ليختطفوه إذا ما لأفلت من المجموعة الأولى. بينما تكلفت مجموعة أخرى بمطاردة الطلبة داخل المستشفى لتصفيتهم مما دفع الطلبة المطلوبة رؤوسهم إلى الفرار إلى مدينة فاس.

يوم 12 أكتوبر أصدر الارهابيون فتاوي جديدة في حق عدد آخر من الطلبة، ومنذ صباح نفس اليوم تم تطويق حي الزيتون الذي يقطنه بعض الطلبة وحاصروه حيث استحال معه على هؤلاء الخروج حتى للتبضع أو التوجه للكلية.

كان المتطرفون يبحثون عن حوالي 20 طالبا ولم يتمكنوا سوى من مطاردة واحد يتابع دراسته بالسنة الرابعة فيزياء بكلية العلوم، حيث ألقوا القبض عليه بإحدى المقاهي وحاول صاحب المقهى إنقاذه لكنه تعرض للتهديد.

استمرت عمليات التقتيل بالجامعات المغربية طيلة تلك الأيام عبر غزوات منظمة لعناصر عصابة ”العدل والإحسان“، استعملت فيها أنواع مختلفة من الأسلحة بل طالت الأحياء المجاورة للجامعات وعاين السكان عمليات الاختطاف ولوائح المطلوبة رؤوسهم من الطلبة تحملها المليشيات الإرهابية، كما لاحظ الجميع الموقف السلبي إن لم نقل المتواطئ الذي اتخذته السلطات وأجهزة الأمن.

خالدحسن
30-12-2004, 03:19 PM
شكرا لك يا اخي رضوان العربي على هذه المعلومات التي تظهر مدى الظلام الذي عشناه في وطننا العربي

فسوريا و الاردن والسعوديةو مصر عرفت اكثر من ذلك وافظع بكثير ولا حاجة لنا لذكر ما حصل لأن اخبارهم اصبحت معروفة لدى الجميع

وفي بعض الدول العربية يكون الفلسطيني متهما و يتعرض لأشد انواع الاهانة والتعذيب لأنه متهم بالانتماء الى شعب فلسطين!! ويبقى الفلسطيني متهما حتى بثبت ولاءه و انطواءه تحت جناح هذه الدولة على حساب وطنه وكرامته والا فإن مصيره.......وياله من مصير

وهذه الدول اللقيطة تعمل على تنفيذ مخططات قوى الشر العالمية و خلق الفتنة داخل البلد الواحد و اختلاق المشاكل والعداوات مع الدول المحيطة بها حتى لا تتوحد هذه الشعوب و تكره بعضها بعضا

وهي صنيعة بريطانية او حكومات ولاؤها للاستعمار الفرنسي أو جاءت عبر انقلابات ثورية خطط لها الامريكيون وأتقنوا دورهم في تمثيل اللعبة

إلا من رحم ربي ممن رفضوا الخضوع

فكم من مشكلة خلقت بسبب الصراع على الحدود الوهمية وكم من قتيل ذهب نتيجة لذلك

ولماذا هناك مشاكل بين الدول المتجاورة وكل محاولة لتحسين العلاقات و التوحد الحقيقي تبوء بالفشل؟

لماذا هناك مشاكل بين السعودية والاردن والسعودية واليمن!؟
والعراق وسورية ........؟؟؟
وسورية والاردن.......
ومصر والسودان.......
والمغرب والجزائر....؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وقطر والبحرين..


وحديث الكاتب عن الخطوة التي قام بها المغرب لا ينفي ما ارتكبته هذه الحكومة في زمن الراحل الحسن الثاني ووزير داخليته إدرس البصري

ولكن مهما كان من ظلم الآن فهو ليس بنفس المستوى الذي كان يعيشه المغاربة في الثمانينات وذلك الرعب الفظيع الذي كان منتشرا وتلك القصص المخيفة التي كانت تطارد كل من فكر في قول كلمة الحق في وجه الباطل

ولولا الرجال الرجال الذين ضحوا بأنفسهم وكانوا شموعا تحترق من أجل الآخرين لما تحقق لهم ذلك

وما أثارني في الموضوع هو كون المغرب ومهما كان نظامه الملكي جائرا فهو يبقى أفضل ممن جاءت به القوى الخارجية ونصبته حاكما و كان موظفا لديها ينفذ لها مخططاتها و لا يجد حرجا في بيع الوطن الذي لا يحس بالانتماء اليه
لأن نظام الحكم في المغرب ممتد منذ مئات السنين ونابع من قلب الوطن وكان منعزلا حتى عن الدولة العباسية والعثمانية وله طابعه الخاص الذي لا يتوفر لدى باقي الدول العربية

وعلى العموم أهل مكة أدرى بشعابها والشعب المغربي هو الذي يصدر الحكم على هذه الخطوة ويقدرها و هو الذي يحدد موقفه من قيادته

فتحية لك وشكرا لك مرة أخرى

وتحية الى روح الشهيد المهدي بن بركة
وتحية الى من سار على درب الشهيد عبد الكريم الخطابي

تحية الى الجنود المغاربة الذين لبوا النداء وشاركونا في معارك الجولان

تحية الى الجيش المغربي الذي لقن الامريكيين درسا في السعودية ايام حرب الخليج الثانية

تحية الى ناس الغيوان وشهدائهم

تحية الى السيد خالد السفياني صديق شعبنا الفلسطيني و المدافع عن العراق وشعبه

تحية الى الشعب المغربي الذي يحب الفلسطينيين اكثر من نفسه و يناصر شعب العراق وقيادته الشرعية

RADOIANE ELARABI
30-12-2004, 04:13 PM
أخي خالد تحية لك خاصة على شهادتك بحق الشعب المغربي...........
المجد والخلود لشهدائنا البواسل.....من المحيط....إلى الخليج.........

RADOIANE ELARABI
30-12-2004, 04:40 PM
كما أود أن أنوه بمعرفتك لرموز الشعب المغربي و مناضليه وشهدائه.....
المجد للثوار الاحرار في أي بقعة ومكان...........

خالدحسن
30-12-2004, 04:49 PM
حياك الله يا اخي وهذه الشهادة وحب المغاربة للشعب الفلسطيني يقولها كل فلسطيني زار المغرب
وقد قمت بزيارة المغرب قبل رجوعي الى فلسطين وقد كنت مبعدا عن وطني منذ الولادة ولكنني وجدت المغرب وطنا ثانيا لي

الناصر
30-12-2004, 05:10 PM
وتحية الى روح الشهيد المهدي بن بركة
وتحية الى من سار على درب الشهيد عبد الكريم الخطابي

تحية الى الجنود المغاربة الذين لبوا النداء وشاركونا في معارك الجولان

تحية الى الجيش المغربي الذي لقن الامريكيين درسا في السعودية ايام حرب الخليج الثانية

تحية الى ناس الغيوان وشهدائهم

تحية الى السيد خالد السفياني صديق شعبنا الفلسطيني و المدافع عن العراق وشعبه

تحية الى الشعب المغربي الذي يحب الفلسطينيين اكثر من نفسه و يناصر شعب العراق وقيادته الشرعية
شكرا أخي الفاضل خالد حسن .
الفلسطينيون في عيوننا والعراقيين كذلك .
و كتعليق على الموضوع الرئيسي أود أن اشير إلى ان النظام المغربي أجبر من طرف القوى الوطنية التقدمية عبر نضال مرير ذهب ضحيته عشرات الآلاف من الشعب المغربي؛قلت أجبر على فتح هذا الملف ؛لكن هو سيحاول إستثمار هذا التقدم النضالي ليجيره لصالحه من خلال تسويقه للعالم الخارجي ليلمع وجهه القبيح الدموي الدكتاتوري و تسلطه و إستيلائه على مقدرات البلاد .هناك جرائم أخرى يتسترون عليها أفظع ليس في مجال حقوق الإنسان السياسية فقط بل حتى الإقتصادية فالنظام و زبانيته متهمون بسرقة ما يقدره الخبراء ب:91 مليار دولار خلال 30 سنة الماضية و كل الملفات التي فتحت في هذا المجال بشكل جد جد جد محتشم أقفلت أو قبض على موضفين صغار ككباش فداء للديناصورات واللصوص الكبار و هذه جريمة أبشع في حق الشعب المغربي من القمع السياسي طيلة 45 سنة الماضية ؛وما السماح للجان المصالحة والحقيقة ببث أخبار الإختطافات والإغتيالات والإستماع لضحاياها إلا تغطية عن جريمة أبشع و أوسع.
ولكي أكون موضوعيا صراحة وضع حقوق الإنسان متقدم عندنا مقارنة بباقي الأقطار العربية وهذا ليس منة من النظام أو أي أحد بل من نتاج نضال مرير للشعب المغربي و قواه الحية.

خالدحسن
30-12-2004, 05:20 PM
حياك الله أخي الناصر
وهذا هو درب الاحرار و الشرفاء الذين يستمتعون بالمعاناة التي يقاسونها من أجل الحق ومن أجل حياة كريمة للآخرين

ونحن على دربهم ماضون نضحي بأموالنا وأنفسنا في سبيل الله وإعلاء كلمة الله التي تعني العدالة وإعطاء كل ذي حق حقه ونشر الحق في وجه الباطل وتحرير الناس من عبادة العباد الى عبادة رب العباد

RADOIANE ELARABI
30-12-2004, 08:46 PM
احسنت اخي ورفيق دربي ناصر......ألف شكر على مساهمتك الهامة والمركزة
أخي خالد لا أخفيك سرا إذا قلت لك أن أول مظاهرة أذكر أني شاركت منذ طفولتي
كانت لنصرة الشعب الفلسطيني........