المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ***درس للعرب من سيريلانكا***



ابنة الحدباء الشامخة
29-12-2004, 08:54 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

***درس للعرب من سيريلانكا***


عبد الباري عطوان

سيريلانكا ليست دولة اسلامية، ولا هي عربية، وتواجه هذه الايام كارثة انسانية وبيئية ادت الي مقتل عشرات الالوف من ابنائها غرقا، بفعل الزلزال البحري (سونامي) وتبعاته، علاوة علي تدمير بناها التحتية، وخسارة بضعة مليارات من الدولارات، ومع ذلك رفضت السماح لاعضاء وفد اسرائيلي بالدخول الي اراضيها لتقديم المساعدة الطبية والمالية لضحايا الزلزال.


الحكومة السيرلانكية المنتخبة، في انتخابات نزيهة حرة وفي ظل تعددية حزبية راسخة لم تدع في اي يوم من الايام انها حكومة ثورية، ولم ترفع لواء المعارضة للولايات المتحدة ومشاريعها التدميرية في العالم، ولكنها ترفض استقبال وفد اسرائيلي يدعي الحرص الانساني، بينما حكومته تقتل الآلاف من الابرياء في الضفة الغربية وقطاع غزة بالرصاص الحي والصواريخ والطائرات.


ومن المفارقة ان هذا الموقف السيريلانكي المشرف يأتي في وقت يواجه فيه مؤتمر شعبي خليجي لمقاومة التطبيع، انعقد قبل يومين في الدوحة، الاهمال التام من قبل المشاركين المدعوين، ويختصر اعماله من يومين الي يوم، ويتحول الي ندوة حوار بين من حضر.


ومن المفارقة ايضا انه بينما تصر حكومة سيريلانكا ان تكون عربية اكثر من العرب وتدير ظهرها للتطبيع مع الدولة العبرية، يقوم الرئيس المصري حسني مبارك بجولة تشمل البحرين والكويت لحث حكومتي بلديهما علي اقامة علاقات دبلوماسية مع هذه الدولة، ويوقع اتفاقات لاقامة مناطق صناعية مشتركة لفتح ثغرة كبري في الاقتصاد المصري امام رؤوس الاموال الاسرائيلية.


اما ثالثة الاثافي فتأتي من قبل الرئيس المقبل للسلطة الفلسطينية السيد محمود عباس (ابو مازن) الذي اعلن امس ان الشعب الفلسطيني يجب ان يتخلي عن المقاومة المسلحة والتسليم بأنه لا يستطيع ان يهزم اسرائيل عسكريا، والعودة الي مائدة المفاوضات لانها الطريق الوحيدة لاسترداد حقوقه واقامة دولته المستقلة.


وبسبب هذه المواقف الحضارية يحظي السيد عباس بدعم غير محدود من الرئيس مبارك، والولايات المتحدة الامريكية، ورئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون، الذي تحول بقدرة قادر الي رجل سلام قادر علي صنع المعجزات.


ولا نعرف علي اي اساس استند السيد عباس في نظريته هذه بالغاء الكفاح المسلح من القاموس الفلسطيني، وانهاء عسكرة الانتفاضة، مثلما لا نعرف طبيعة النماذج والتجارب التاريخية التي جعلته يحسم امره بهذه الطريقة الحازمة، ويختار طريق المفاوضات دون غيرها، باعتبارها البديل الوحيد الناجع.


شارل ديغول لم يطالب الشعب الفرنسي باسقاط خيار المقاومة والقبول بحكومة فيشي التي عينها الاحتلال النازي الالماني، كما ان بقاء نيلسون مانديلا ثلاثين عاما في سجون النظام العنصري في جنوب افريقيا لم يدفعه الي مناشدة ابناء شعبه لالقاء السلاح والتعايش مع هذا النظام المدجج بالاسلاحة الحديثة، والصواريخ النووية، لان بنادقه الصدئة لا يمكن ان تحقق النصر، وتهزم هذا العدو الجبار.


الشعب الفرنسي رفض حكومة فيشي وقاوم الاستعمار النازي حتي انتصر، وكذلك فعل مقاتلو العنصرية ونظامها في جنوب افريقيا، ومكافحو الاستعمار الامريكي الجبار في فيتنام، والفرنسي في الجزائر. فلماذا يريد السيد عباس ان يبث اليأس والقنوط في نفوس ابناء الشعب الفلسطيني بعد كل هذه التضحيات التي قدموها، وبدأت تعطي ثمارها انتصارا قريبا جدا علي الاسرائيليين في قطاع غزة وبعدها في الضفة الغربية، وقبلهما في جنوب لبنان.


السيد عباس يرأس منظمة تسمي منظمة التحرير الفلسطينية وهي تمثل فصائل المقاومة، وتراثا عريقا من الشهادة والشهداء، يمتد لاكثر من اربعين عاما. فاذا كان لا يؤمن بالتحرير من خلال المقاومة، فلماذا قبل ان يتولي رئاسة هذه المنظمة، ثم الطواف بالعواصم العربية، والخليجية بالذات، موزعا الاعتذارات يمينا ويسارا، وطالبا المساعدات والدعم السياسي والمعنوي، ومتحدثا باسمها، وممثلا لها؟

نسأل السيد عباس الذي يستعد وبعض مناصريه لدورات تأهيلية في مؤتمر لندن حتي يرتقوا الي مستوي نظرائهم الاسرائيليين في التحضر و التفاوض وقمع المعارضة ونزع سلاح المقاومة، نسأله عما سيفعل اذا فشلت نظريته الاستسلامية هذه، في استعادة الحقوق الفلسطينية كاملة؟ وهل يسمح للشعب الفلسطيني بمساءلته، ومحاكمته اذا اقتضي الامر، عن اخطائه بل كوارثه التي بدأت بتوقيع اتفاقات اوسلو؟


نريد ان نذكر السيد عباس بان الانتفاضة التي يريد نزع اسنانها ومخالبها في عصره العباسي السعيد، جاءت ردا علي فشل نهجه، واتفاقات اوسلو التي تفاوض عليها سرا، وبعد اتضاح حقيقة النوايا الاسرائيلية في تركيع الشعب الفلسطيني واستغلال هذه الاتفاقات لمضاعفة الاستيطان في الضفة وابتلاع ما تبقي من القدس.


الانتفاضات كانت تتفجر في الاراضي المحتلة، لانه كان هناك رجل اسمه ياسر عرفات، ومنظمة اسمها منظمة التحرير، ولكن من الواضح ان السيد عباس يريد انهاء هذه المنظمة وازالة كل اثر لزعيمها بعد رحيله.


نتمني علي السيد عباس ان يقوم بزيارة خاطفة الي سيريلانكا ليتعرف علي معدن رئيس وزرائها، ونوعية الدماء التي تجري في عروقه، لعله يخفف من طبيعة حماسه لصديقه شارون، وتلهفه علي لقائه بعد فوزه شبه المؤكد في الانتخابات الفلسطينية الرئاسية المقبلة. واذا تعذر عليه ذلك، نتمني عليه التعريج علي مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في بلاطة، وجنين، والامعري وجباليا وخان يونس ورفح لعله يتذكر ان الثورة الفلسطينية انطلقت من قلب معاناة هذه المخيمات واهلها في الوطن ودول الجوار العربي.


شكرا لسيريلانكا وحكومتها، فقد ذكرتنا ان هناك دولا ما زالت تملك جينات الكبرياء والكــــــرامة والانسانية بعد ان نســــيتها معظم حكوماتنا العربية، بل معظم اعضاء قيادتنا الفلسطينية الجديدة .

عن جريدة القدس العربي



ابنة الحدبــــــــــــــاء الشامخة

خالدحسن
29-12-2004, 05:50 PM
شكرا لك يا اختي الكريمة على نقلك لهذا المقال الذي يجعل المواطن العربي الحر يخجل من نفسه ولكننا لن نبقى صامتين و سنعمل بكل ما أوتينا من قوة على التخلص من هذه الحثالة التي أصبحت تمثلنا وتمرغ كرامتنا في التراب



بسم الله الرحمن الرحيم

هو درس للعرب ولكن هل سيستفيد منه أحد؟ أولم يتلقى العرب دروسا و دروسا من فنزويلا و كوبا و الصين و كوريا وحتى فرنسا؟
إنها دروس لا تنفع طالما بقيت شعوبنا راضية عن هذه الحكومات اللقيطة
وهل نأمل أن يستفيد محمود عباس من هذه الدروس ؟

الدرس المفيد هو الذي يجب علينا تلقينه لمن فرط في كرامتنا و نصب نفسه حاكما على شعبنا

يا جماهير شعبنا الفلسطيني

أنتم مطالبون بتلقين هذه العصابة التي نصبت نفسها حاكما عليكم درسا يكون عبرة لمن خلفهم و لباقي الدول العربية

لن ينفعكم أبو مازن ولن ينفعكم صمتكم على ما يقوم به أبو مازن

أي انتخابات هذه التي يحضرون لها؟ وعن أي ديمقراطية يتحدثون؟

إذا كانت الديمقراطية هي الاختيار بين بضعة أشخاص فرضوا أنفسهم علينا فلسنا بحاجة اليها

اذا كانت الديمقراطية هي رؤية رجل باعنا ينصب نفسه رئيسا علينا ونحن صامتون وليس أمامنا خيار أفضل منه فلا نريدها

نريد العدل ونريد الحق ولا نريد الديمقراطية التي يمررون عبرها ما عجزوا عنه طوال سنين مضت

نريد من شعبنا أن يلقن العالم أجمع درسا في اختيار قيادته ودرسا يكشف لهم أن الديمقراطية التي يريدوننا أن نحتكم اليها هي لعبة يلعبونها على الشعوب ويفوز فيها من أتقن الدور و سحر الناخبين وعرف كيف يجلب أصواتهم

لا أقول أننا سننجح في اختيار قيادتنا و نصبح قدوة لمن حولنا و مثالا لمن أراد ان يضع الرجل المناسب في المكان المناسب

ولكن بإمكاننا الآن أن نعلن رفضنا لما يعرض علينا ونقول أننا سنرفض نتائج الانتخابات لأنها لا تمثل شعبناو لأننا نريد من نختاره نحن ومن يختاره الشرفاء من شعبنا ومن احمعت عليه النخبة النظيفة و المتنورة من شعبنا ولا نريد من فرض نفسه علينا لأن هذا ليس عدلا

نريد العدل و لا نريد ظلم الديمقراطية


فيا من تدعون الشرف والوطنية و يا من ترفضون المخططات الانهزامية و يا من تقولون أنكم قادة داخل حركاتكم وتنظيماتكم و يا من تقولون أنكم أصحاب المنابر الاعلامية الحرة والشجاعة

من منكم لديه الشجاعة لبدء حملة لمقاطعة الانتخابات حتى نجد البديل؟؟

من منكم يستطيع تحريض جماهير شعبنا لرفض هذه اللعبة الحقيرة؟؟

من منكم مستعد ليكون في مقدمة من سيلقنون الدرس للعالم؟؟

فكل من صمت وكل من رفض ولكنه لم يفعل ما بوسعه وبكل ما أوتي من قوة لمنع ذلك فهو مشترك في الجريمة التي ترتكب في حقنا و هو من المفسدين في الأرض ولكنهم لا يشعرون



ســلام

خالد حسن /غزة

ابنة الحدباء الشامخة
31-12-2004, 01:35 AM
بسم الله الرحمن الرحيم

الاخ الفاضل الكريم خالد حسن

أشكر تعقيبك القيم ومرورك الكريم وماجاء كبيان صارخ من فلسطيني مخلص لدينه ووطنـــــــــه فبارك الله بك.........فكيف يمكن أن تكون سيريلانكا أكثر اسلاماً وعروبةً منا نحن العرب والمسلمين..........كيف يمكن أن يباع الدين وتمرغُّ الكرامة لهذا الحد الفاضح.بينما دولاً غير اسلاميةً تقف موقفاً مشرفاً حتى عندما تكون بأمس الحاجة للمساعدة.........
لتكن سيريلانكـــــــــا درساً للمسلمين والعرب وللمطالبين بالتطبيع والتنازل عن الحق والدماء العربية المهدورة..........والى مزبلة التاريخ ياحكام الذل العار ..........فمتى ستملكون كرامة ونخوة !؟...........أم مات كلّ مافيكم..

بارك الله بكم اخي ودمت للحق وله

اختك

ابنة الحدباء الشامخة