راغب بالجهاد
28-12-2004, 07:52 PM
نهاية عصر القوة
مقال بقلم: ABHAY MEHTA
20-12-2004
مقدمة
فى مواجهة أعتى قوة عسكرية فى تاريخ الحروب، لا تزال الفلوجة ترفض الاستسلام حتى اليوم، لذا فالآلة العسكرية الأقوى فى التاريخ قد واجهت أخيرا ندا لها و هو ما يعد نقطة تحول فى الموازين العسكرية و نهاية لعصر القوة الذى مارسته أمريكا و نهاية أسلوب إستخدام القوة الغاشمة للحصول على النصر.
الفلوجة، و فى مواجهتها، لا تعتبر هدفا إستراتيجيا و لا هى هدف عسكري مؤثر. و برغم ذلك فهى تمثل التحدى العظيم للإحتلال الأنجلوأميركى للعراق منذ إبريل 2003.
فى إبريل 2004 تعرض حوالى 1200 عراقى للقتل و النسف و الحرق و الضرب بالرصاص أحياء بواسطة الأمريكان، و ثلثى الرقم السابق هم من المدنيين و غالبيتهم من النساء و الأطفال، و بينما كانت القنابل زنة 2000 رطل تنهال على المدينة و المدفعية الطائرة من طراز AC_130 سبكتر تمسح شوارع المدينة خلال أقل من دقيقة و رصاصات القناصة تسقط المواطنين فى الشوارع، كانت النتيجة النهائية أن المارينز أجبروا على التراجع دون شروط فيما سمى " هدنة".
لم تصمد الهدنة السابقة طويلا، و كان الإذلال للأمريكان شديدا فيما سمى " تراجع إستراتيجى " و لكن الرغبة فى التخلص من الصداع المزعج الذى تسببه الفلوجة كانت قد أصبحت على رأس أولويات الإدارة الأمريكية منذ ذلك الحين.
المعركة الكبرى الثانية فى الفلوجة ( نوفمبر/ديسمبر 2004) كانت تمثل صورة بارزة لأقوى آلة عسكرية فى العالم مقابل مقاتلين يرتدون أحذية رياضية و يمسكون بقاذفات صاروخية مصنعة منزليا.
كانت هناك ثلاثة أهداف تكتيكية للمعركة:
الأول: قتل أو أسر الأردنى الأصل أبى مصعب الزرقاوى و قتال و تدمير 4000-5000 مقاتل محتمل.
الثاني: " تحرير " أهالى الفلوجة من " عناصر إجرامية " و " تأمين الفلوجة " حتى إنتخابات يناير.
الثالث: و الأخير _و يبدو أنه من وضع الإدارة الأمريكية _ الدخول فى معركة تمثل ( الخير ضد الشر ) و تدمير ( الشيطان ) الذى يسكن الفلوجة.
فى مواجهة ذلك، لم يتحقق هدف واحد للأمريكيين فى الفلوجة بما فيها ( تدمير شيطانهم المزعوم الذى يسكن الفلوجة ).
بعد 48 ساعة من العمليات الهجومية، أعلن المسئولون الأمريكان أن الزرقاوى قد ( أفلت ) خارج الحصار المحكم حول الفلوجة، و هذا بالطبع يعنى أن ( شيطانهم المزعوم ) لا يزال بالمدينة مع بقية سكانها التعساء فى معقل المقاومة و الذى يضم 300000 نسمة.
ومع بدء ( إضعاف الهدف) عبر القصف الجوى التى قتلت عدة مئات فى الأسبوع الأول من نوفمبر، كان الهدف الرسمى الأول للقات الأمريكية هو الأطباء و الممرضات الذين تم إبادتهم ك(هدف عسكرى شرعى ) نظرا لأن المقاومة ( تجبرهم على إطلاق دعاية كاذبة و معلومات زائفة ).
أسفر الهجوم عن حوالى 10000 مدنى قتلى _و ربما أكثر بكثير _ و كانت تقديرات الهلال الأحمر و الصليب الأحمر حتى 25 نوفمبر تتجاوز 6000 قتيل، و حتى اليوم لم يسمح لممثلى الهلال الأحمر أو الصليب الأحمر بالدخول إلى المدينة.
ما لم تظهره صور الحملة الأمريكية يتمثل فى كون هذه العملية الهجومية هى الأشد كثافة فى القوات المدرعة فى مكان واحد منذ سقوط برلين فى الحرب العالمية الثانية، و هذه هى المرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية التى تم فيها إطلاق العنان لقوة مدرعة أمريكية ضد مدينة دون أية قيود.
بشكل أكثر وضوحا، قوة بحجم يصل إلى 20000 جندى ( 12000-17000 من القوات الأنجلوأمريكية مضافا إليها حوالى 2000 ن القوات المسماة بالحرس الوطنى العراقى مع 1000 من البشمرجة الأكراد ) مدعومة حوالى 1100ــ 2000 من المدرعات و الدبابات، و يؤمن لها الغطاء الجوى حاملة طائرات فى الخليج مع قاذفات 52ــB من قواعد خارج العراق.
القوة المدرعة السابق ذكرها تمثل أكبر تركيز من القوات المدرعة فى مكان واحد و ضد هدف واحد منذ سقوط برلين سنة 1945.
بدأت الحملة الأمريكية التمهيد للعمليات فى 8 نوفمبر 2004 و أعلن نصر عسكرى ساحق فى يوم 15 من الشهر نفسه، و بعد ذلك تم قصر التقارير الصحفية و التصريحات العسكرية على " وفـيات عرضية فى محافظة الأنبار " و تم وقف الروايات التفصـيلية عن الفلوجة فى الإعلام أو الإشـارة إلى عمـليات تمت بين 8ـ19 نوفمبر 2004.
لم تكن هناك أدلة على ما يحدث سوى خسائر عادية جدا تحدث بسبب "جيوب من المقاومة" فى "محافظة الأنبار"، و كذلك فيلم عن معركة الفلوجة بطولة الممثل الأمريكى هاريسون فورد.
و الآن هناك عوامل عدة لنضعها بالاعتبار:
ــ لا توجد صورة فضائية واحدة على شبكة الإنترنت أو حتى للإعلام للفلوجة تحمل بعض التفاصيل أخذت بعد 15 نوفمبر 2004.
ــ لم يسمح للهلال الأحمر أو للصليب الأحمر بدخول المدينة حتى كتابة هذا المقال ( فى 20-12-2004 ).
ــ لم يسمح لصحفى واحد بدخول المدينة بعد 22 نوفمبر 2004.
نصر عظيم للأمريكان بدون دخول صحفى واحد للمدينة ؟؟؟؟؟؟
و ما دام الحال كذلك فهناك غموض فى معرفة إذا كانت هذه هى الحقيقة أم إن العكس هو الحقيقة.
لم يتم إحتلال الفلوجة، ليس هذا فقط بل اضطر الأمريكان للتراجع مرات عديدة حتى موقفهم الحالى خارج المدينة بالكامل.
المقاومة العراقية تسيطر الآن على معظم المدينة و أجبرت الأمريكان على التراجع إلى الخلف فى أضخم ثلاث معارك فى التاريخ الحديث.
فى الحقيقة يمكننا اعتبار هذه المعارك هى الأضخم إطلاقا عبر التاريخ، فالهدف كان 16 كم مربع و مع مراعاة حجم القوة النارية المهاجمة مع مساحة كهذه نجدها غير مسبوقة تاريخيا.
و إذا لم تكن هذه القوة قد خابت، و ربما قد هزمت كذلك فإن ذلك يقودنا إلى ما يجب أن نقوم بدراسته بشكل أكثر دقة.
برغم التدمير التام لحوالى 12000 ـــ 20000 منزل من حوالى 50000 هى إجمالى منازل المدينة، حسب تصريحات الجنرال جون أبى زيد " قوة نيرانية هائلة لكل بوصة مربعة عن أى شخص آخر على الأرض ".
و بمنتهى القوة أضاف الجنرال " إذا تأملت فى قدراتنا النووية فهى تعطى كل شخص فى العالم فهما واضحا أنه لا توجد قوة تضارع القوة العسكرية الأمريكية ".
إذن لنتأمل قوة أمريكا النووية، مزعجة أليس كذلك ؟؟؟
يبدو أن الكثيرين لم يسمعوا كلام الجنرال، على الأقل المقاومة العراقية لم تفعل ذلك فلم يفلح الأمريكان فى اجتيازها و إحتلال الفلوجة حتى الآن.
و بـدلا من أن يقصم الأمريكان ظهر المقاومة حدث العكس و قصمت المقاومة ظهر الأمريكان.
مع انخفاض وتيرة الهجوم، لم يكن بحوزة الأمريكان سوى 35% ــ40% من الفلوجة و معظمها فى الشمال و حوالى 18 نوفمبر 2004، بعد ذلك يبدو أنه تم تجاهل أن الأمريكان قد تم ردهم إلى حيث كانوا فى 13 نوفمبر2004 أو بمعنى آخر خارج الفلوجة بالكامل.
لنقدر الآن موقف باقى قوات الإحتلال _الأعتى_ فى العالم و التى لا يمكنها السيطرة على طريق طوله ثمانية كيلومترات _ و ربما أهم طريق فى العراق _ و هو طريق بغداد ــ المطار، الكثافة الكبرى للجنود و التى تبلغ 120 جندى للكيلومتر لم تستطع مساعدة وزير دفاع أستراليا للوصول إلى المنطقة الخضراء و ببساطة عاد من المطار إلى بلاده.
على عكس فيتنام _ التى كان الأمريكان يسيطرون على المدن فى معظم أرجائها حتى بداية سقوطهم _ فالأمريكان و البريطانيين معزولين الآن فى وسط بيئة معادية.
إنهم حتى لا يستطيعون الحركة لكيلومتر و اثنين خارج المنطقة الخضراء، و بدأت قوافل إمدادهم تتوقف منذ الشهر الماضي و بدأت عملية جديدة للإمداد جوا منذ 10ــ12 يوما.
و الأشد من ذلك أن الإمداد الجوى محدود القدرة و ليس هناك سبب لتصديق إمكان زيادتها ( القدرة القصوى لا تتجاوز نقل 400 طن يوميا يستهدف رفعها إلى 1600 طن يوميا فى مواجهة 20000 طن يوميا تحتاجها قوة تتألف من 160000 جندى ما بين طعام و شراب و ذخيرة و إمدادات أخرى متنوعة ).
خط إمداد ال300 ميل انتهى للأبد، و هناك مثلا سيارة الهمفى المدرعة تحتاج إلى تدريع يصل وزنه إلى 4000 رطل فى حين أن حمولتها الإجمالية 5000 رطل فكم تحمل من إمدادات ؟؟؟ و هل تتحرك بسهولة ؟؟؟ و مع هذا فكبير المخططين العسكريين _ رامسفيلد شخصيا _ صرح فى 4 ديسمبر أنه حتى الدبابات يتم تفجيرها، إذن لماذا الإهتمام أصلا.
نذكر مرة أخرى أنه فى مواجهة أعتى آلة عسـكرية فى تاريخ الحروب، لم تستسلم الفلوجة حتى تاريخ المـقال فـى 20-12-2004.
الفلوجة و بالطبع باقى أنحاء العراق بعد إبريل 2003، تمثل نموذج رائد و شديد التنسيق للحرب و نهاية للعمليات العسكرية التقليدية. و هو ما يمثل كذلك نقطة تحول فى الموازين العسكرية التى ساد الفكر الأمريكى فيها لفترة طويلة من الزمن ( إستخدام القوة العسكرية الغاشمة للحصول على النصر ).
لنأخذ مثال لما نقول: قاذفة ال7rpg يمكنها الضرب لمدى 300/700/950 متر، و على مدى 300 متر يمكن حتى لرأس حربي بسيط لها أن يخترق 330 مللي من الصلب المدرع أى 33 سم و هذا الرأس الحربى يكلف 30-40 دولار تقريبا، و مجموعة من 3 أفراد مسلحين بال 7 rpg لديهم أكثر من مجرد فرصة لمواجهة دبابة M1 Abrams و فى حرب العصابات و حروب المدن تكون فرصة الدبابة منتهية تماما.
يجدر بنا هنا أخذ التكلفة فى الحسبان، مع قليل من التدريب أو بدون تدريب من الأصل يمكن لأى فرد إستخـدام ال rpg، و مجموعة من 3 أفراد لن يتكلف تسليحها ما يزيد عن 5000 دولار، و فى مواجهة ذلك تتكلف الدبابة M1 Abrams ذات ال70 طنا عدة ملايين من الدولارات.
و الآن لنقدر أعتى سلاح فى الغرب بمواجهة مجموعة مبتدئة من 3 أفراد وجها لوجه، و أضف تغطية مناسبة _ حجارة أو دبش مثلا _ فهل الميزان متساو ؟؟؟
و الآن لنقدر شيئا آخر: قدر عدة آلاف من الرجال _ الأفضل و الأكثر شجاعة بين أهل الأرض جميعا _ و لنقل لا يزيدون على 3000 مقاتل مثلا ( أكثر من 3000 ستبدو معركة من طرف واحد ) إذن 3000 فى مواجهة 12000ــ20000 على الجانب الآخر.
أضف إلى ما سبق عناصر الإبداع ـ الذكاء ـ الحماس ـ سبب جيد جدا لتكون شديد الغضب لأبعد حد، و أضف أيضا قضية عادلة ( بل أعدل القضايا إطلاقا ).
قدر الآن أن هؤلاء مسلحون بال7rpg و ال 9 rpg، و بضعة دست من السـام 7 و عدة آلاف من النسخ المـعدلة من صواريخ ال s5k و مدافع بسيطة مضادة للطائرات، و عدة مئات من الأطنان من الC4 /SEMTEX (و هى رخيصة السعر جدا ) عدة آلاف من الصواريخ الميدانية من عيارات 52-155 ملليمترا، و مدافع ميدان بدائية و هاونات ( لنقل 60 مللى و 82 مللى و 120 مللى ) و عدة صواريخ سام متنوعة ( سام 7 و سام 9 ) و عدة آلاف من صواريخ جراد، بالإضافة إلى الكلاشنكوف الشهير و عدة مئات من بنادق القناصة و لنقل ذخائر عيار 50 مللى ذخائر خارقة للدروع، لنضف إلى ما سبق صواريخ الصمود و أبابيل من مدى 100 كيلومتر و أخيرا و ليس أخرا لنضيف صواريخ كاتيوشا و طارق _ رغم أنها بدائية نوعا _ إلى ما سبق.
هناك المزيد، و لكن أعتقد أن الصورة وصلت، فليست الأسلحة السابقة شديدة التقدم بل بعيد تماما عن ذلك، و لكنها فعالة جدا و لنحسب القدرة النيرانية الهجومية لهذه الأسلحة.
أضف إليها المواقع الدفاعية المعدة مسبقا، و كذلك الألغام و الشراك الخداعية الإبداعية التصميم.
أضف إلى ما سبق المقاومة العراقية _ الأكثر شجاعة بين الجميع _ يقومون بتشغيل هذه الأسلحة، و الآن الفن الأرقى ـــ حرب المدن الأكثر رقيا و إبداعا على الإطلاق.
و الآن كيف لى أن أنسى: اللعب، نحتاج لشراء اللعب حيث تستخدم المقاومة الريموت الخاص باللعب كمفجر للفخاخ الإبداعية الخاصة بالمقاومة.
يمكن أن نضيف 10 دولارات للعبة الواحدة مقابل سيارة و الريموت الخاص بها ( هل يمكنك تسليح جيش من محل للعب الأطفال ؟؟؟ ليس وفقا للجيش الأمريكى لكن يمكنك وفقا للمقاومة العراقية ) ،و لنعد إلى كلمات رامسفيلد ثانية حيث صرح فى 4 ديسمبر أن الجيش الأمريكى لا يستطيع الشوشرة على ريموت لعب الأطفال .
ريموت لعب الأطفال ؟؟؟؟ و من قائد القوات الأمريكية و الثانى فى سلسلة القيادة الأمريكية بالكامل ؟؟؟؟
لنتجه الآن إلى الجانب الآخر حيث ( القوة العظمى ) التى أنفقت 150 مليار دولار من عملتها الآخذة فى الاضمحلال و لا تنسى إضافة 450 مليون دولار يوميا إلى الرقم السابق، و حوالى 100 مليار دولار أخرى فى يناير القادم.
و لكن كل ما سبق لم يساعدهم، فمع عدم إستخدام سلاح نووى أو نيوترونى ( حيث إستخدموا السلاح الكيميائى بالفعل ) و برغم كل ما فعلوه لم يحققوا شيئا.
45 يوما و تستمر و تستمر و تستمر و تستمر.
و لكن أمريكا دخلت بغداد فى 21 يوما
و لكن كل مساحة الفلوجة 16 كم مربع.
هذه المرة لم يستطع الأمريكان هزيمتهم، دعك من فكرة السيطرة على 16 كم مربع.
فى الحقيقة حتى القنابل النيوترونية ليست فكرة عبقرية أيضا، فأنت تحتاج للسيطرة على المدينة و البقاء فيها بشكل مستمر.
لقد وصلت القوة العسكرية لحدودها ( 2000 رطل من القنابل العنقودية ) لو لم تتكفل ال 7rpg أو ال 9 rpg بالدبابة M1 Abrams فسوف تقوم القنابل العنقودية بالعمل شكرا لك.
قامت الصواريخ المضادة للطائرات المحمولة على الكتف بتحييد دور طائرات الهليكوبتر تماما، و هناك العديد من مقابر الهليكوبتر حول الفلوجة من عدة جهات، و هى مقابر كبيرة، و بعضها قريب من مناطق قتل الدبابات، و هناك المئات من الدبابات ترقد ليس فى سلام بل أشلاء ممزقة.
كما لا يعد الدعم الجوى القريب عمليا لوجود قوات ( صديقة ) فالقصف البربرى الغير محدود لا يساعدهم كذلك.
فى الحرب على يوغوسلافيا السابقة هناك نقطة عملية، فبرغم 72 يوما من القصف بلا توقف لم يخسر الصرب سوى 5 ــ 10% فقط من قدراتهم العسكرية ( خسارتهم الحقيقية كانت سياسية بالأساس و لكن هذا موضوع آخر ).
و لنعد عناصر أخرى _متطورة هذه المرة، هل يذكر أحد ما قيل عن حصول العراق قبل الحرب على أجهزة رؤية ليلية، ناهيك عما يقال عن صواريخ سام الأحدث و صواريخ كورنت الروسية المتطورة.
لنضف عنصرا آخر، 25 مليون رجل و إمرأة هم الأغنى على كوكبنا، نعم الأغنى، فمع ما تمتلك العراق من إحتياطيات بترولية وصلت إلى 300 مليار برميل فى بعض التقديرات بخلاف ثرواتها الطبيعية الأخرى و ذلك مقارنة بإحتياطى أمريكا البترولى الذى يبلغ 22.5 مليار برميل لذا يمكن القول أنه لولا ما يحدث ضد العراق لأمكن أن ترصف شوارع مانهاتن من قمامة أهل العراق بدلا من أن يكونوا من أشد أهل الأرض معاناة حاليا .
و هنا لنستمع لكلمات عراقية مؤرخة فى 10 ديسمبر 2004:
" العدو يهرب، إنهم باتوا خائفين من أن تهاجمهم المقاومة من حيث لا يحتسبون، نحن نختار متى و أين و كيف نضربهم، و كما رسم أجدادنا اللمسات الأولى للحضارة، سنكون نحن من يكتب فصلا جديدا من فصول حرب المدن ".
المقاومة العراقية وضعت النهاية ل" نهاية التاريخ "، فالآن يكتب هناك فصل جديد، لا بل كتاب جديد تماما.
يمكنك أن ترى بداية الهروب الأمريكى الكبير عبر المحيطات _ هذا لو كانوا محظوظين _، فهناك أكثر من 50000 جندى أمريكى تم ترحيلهم حتى الآن لأسباب طبية حتى نوفمبر 2004 ( رقم مثير أليس كذلك ؟؟).
نعم سوف يكون هناك العديد من القتلى و لحظات نهاية اللعبة لم تتضح بعد.
فى النهاية، الفقرة الأخيرة موجهة للرئيس الأمريكى بوش:
أنت قد قلت ( فليأتوا إلى ) و ها قد أتوا، كما لم تتوقع أبدا، هل لديك تحدى آخر ؟؟؟؟
هل لدى بوش تحدى آخر ؟؟ لا أظن فهو مشغول بمحاولة إخراج أى صورة للموقف مثلما حاول فى 18 ديسمبر، و لكن لم يفلحوا بأى صور، ترى لماذا ؟؟؟
لقد وصلت القوة النيرانية إلى منتهى حدودها، فلم يحدث تاريخيا أن قاتلت فئة قليلة للغاية فى مواجهة قوة غاشمة و أركعت قوة عظمى على ركبتيها، و يستمر الكابوس.
إنه بالتأكيد أكبر نصر عسكرى فى التاريخ، فالإمبراطورية العظمى التى كانت، ظهرت أنها كانت الأقصر عهدا على الإطلاق.
لقد قابلت الإمبراطورية ندا لها بين النهرين.
رأيى الخاص:
فات الكاتب نقاط هامة هى التى تريحه من الدهشة:
1- ليست المرة الأولى التى تركع فيها قوة عظمى على يدى فئة قليلة غلبت بإذن الله، و ببساطة ليذكر الإتحاد السوفيتى و نهاية طغيانه.
2- السلاح الأمضى هو الرغبة فى الشهادة فى سبيل الله و هو ما لم يذكره الكاتب و هو الأهم إطلاقا كذلك .
مقال بقلم: ABHAY MEHTA
20-12-2004
مقدمة
فى مواجهة أعتى قوة عسكرية فى تاريخ الحروب، لا تزال الفلوجة ترفض الاستسلام حتى اليوم، لذا فالآلة العسكرية الأقوى فى التاريخ قد واجهت أخيرا ندا لها و هو ما يعد نقطة تحول فى الموازين العسكرية و نهاية لعصر القوة الذى مارسته أمريكا و نهاية أسلوب إستخدام القوة الغاشمة للحصول على النصر.
الفلوجة، و فى مواجهتها، لا تعتبر هدفا إستراتيجيا و لا هى هدف عسكري مؤثر. و برغم ذلك فهى تمثل التحدى العظيم للإحتلال الأنجلوأميركى للعراق منذ إبريل 2003.
فى إبريل 2004 تعرض حوالى 1200 عراقى للقتل و النسف و الحرق و الضرب بالرصاص أحياء بواسطة الأمريكان، و ثلثى الرقم السابق هم من المدنيين و غالبيتهم من النساء و الأطفال، و بينما كانت القنابل زنة 2000 رطل تنهال على المدينة و المدفعية الطائرة من طراز AC_130 سبكتر تمسح شوارع المدينة خلال أقل من دقيقة و رصاصات القناصة تسقط المواطنين فى الشوارع، كانت النتيجة النهائية أن المارينز أجبروا على التراجع دون شروط فيما سمى " هدنة".
لم تصمد الهدنة السابقة طويلا، و كان الإذلال للأمريكان شديدا فيما سمى " تراجع إستراتيجى " و لكن الرغبة فى التخلص من الصداع المزعج الذى تسببه الفلوجة كانت قد أصبحت على رأس أولويات الإدارة الأمريكية منذ ذلك الحين.
المعركة الكبرى الثانية فى الفلوجة ( نوفمبر/ديسمبر 2004) كانت تمثل صورة بارزة لأقوى آلة عسكرية فى العالم مقابل مقاتلين يرتدون أحذية رياضية و يمسكون بقاذفات صاروخية مصنعة منزليا.
كانت هناك ثلاثة أهداف تكتيكية للمعركة:
الأول: قتل أو أسر الأردنى الأصل أبى مصعب الزرقاوى و قتال و تدمير 4000-5000 مقاتل محتمل.
الثاني: " تحرير " أهالى الفلوجة من " عناصر إجرامية " و " تأمين الفلوجة " حتى إنتخابات يناير.
الثالث: و الأخير _و يبدو أنه من وضع الإدارة الأمريكية _ الدخول فى معركة تمثل ( الخير ضد الشر ) و تدمير ( الشيطان ) الذى يسكن الفلوجة.
فى مواجهة ذلك، لم يتحقق هدف واحد للأمريكيين فى الفلوجة بما فيها ( تدمير شيطانهم المزعوم الذى يسكن الفلوجة ).
بعد 48 ساعة من العمليات الهجومية، أعلن المسئولون الأمريكان أن الزرقاوى قد ( أفلت ) خارج الحصار المحكم حول الفلوجة، و هذا بالطبع يعنى أن ( شيطانهم المزعوم ) لا يزال بالمدينة مع بقية سكانها التعساء فى معقل المقاومة و الذى يضم 300000 نسمة.
ومع بدء ( إضعاف الهدف) عبر القصف الجوى التى قتلت عدة مئات فى الأسبوع الأول من نوفمبر، كان الهدف الرسمى الأول للقات الأمريكية هو الأطباء و الممرضات الذين تم إبادتهم ك(هدف عسكرى شرعى ) نظرا لأن المقاومة ( تجبرهم على إطلاق دعاية كاذبة و معلومات زائفة ).
أسفر الهجوم عن حوالى 10000 مدنى قتلى _و ربما أكثر بكثير _ و كانت تقديرات الهلال الأحمر و الصليب الأحمر حتى 25 نوفمبر تتجاوز 6000 قتيل، و حتى اليوم لم يسمح لممثلى الهلال الأحمر أو الصليب الأحمر بالدخول إلى المدينة.
ما لم تظهره صور الحملة الأمريكية يتمثل فى كون هذه العملية الهجومية هى الأشد كثافة فى القوات المدرعة فى مكان واحد منذ سقوط برلين فى الحرب العالمية الثانية، و هذه هى المرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية التى تم فيها إطلاق العنان لقوة مدرعة أمريكية ضد مدينة دون أية قيود.
بشكل أكثر وضوحا، قوة بحجم يصل إلى 20000 جندى ( 12000-17000 من القوات الأنجلوأمريكية مضافا إليها حوالى 2000 ن القوات المسماة بالحرس الوطنى العراقى مع 1000 من البشمرجة الأكراد ) مدعومة حوالى 1100ــ 2000 من المدرعات و الدبابات، و يؤمن لها الغطاء الجوى حاملة طائرات فى الخليج مع قاذفات 52ــB من قواعد خارج العراق.
القوة المدرعة السابق ذكرها تمثل أكبر تركيز من القوات المدرعة فى مكان واحد و ضد هدف واحد منذ سقوط برلين سنة 1945.
بدأت الحملة الأمريكية التمهيد للعمليات فى 8 نوفمبر 2004 و أعلن نصر عسكرى ساحق فى يوم 15 من الشهر نفسه، و بعد ذلك تم قصر التقارير الصحفية و التصريحات العسكرية على " وفـيات عرضية فى محافظة الأنبار " و تم وقف الروايات التفصـيلية عن الفلوجة فى الإعلام أو الإشـارة إلى عمـليات تمت بين 8ـ19 نوفمبر 2004.
لم تكن هناك أدلة على ما يحدث سوى خسائر عادية جدا تحدث بسبب "جيوب من المقاومة" فى "محافظة الأنبار"، و كذلك فيلم عن معركة الفلوجة بطولة الممثل الأمريكى هاريسون فورد.
و الآن هناك عوامل عدة لنضعها بالاعتبار:
ــ لا توجد صورة فضائية واحدة على شبكة الإنترنت أو حتى للإعلام للفلوجة تحمل بعض التفاصيل أخذت بعد 15 نوفمبر 2004.
ــ لم يسمح للهلال الأحمر أو للصليب الأحمر بدخول المدينة حتى كتابة هذا المقال ( فى 20-12-2004 ).
ــ لم يسمح لصحفى واحد بدخول المدينة بعد 22 نوفمبر 2004.
نصر عظيم للأمريكان بدون دخول صحفى واحد للمدينة ؟؟؟؟؟؟
و ما دام الحال كذلك فهناك غموض فى معرفة إذا كانت هذه هى الحقيقة أم إن العكس هو الحقيقة.
لم يتم إحتلال الفلوجة، ليس هذا فقط بل اضطر الأمريكان للتراجع مرات عديدة حتى موقفهم الحالى خارج المدينة بالكامل.
المقاومة العراقية تسيطر الآن على معظم المدينة و أجبرت الأمريكان على التراجع إلى الخلف فى أضخم ثلاث معارك فى التاريخ الحديث.
فى الحقيقة يمكننا اعتبار هذه المعارك هى الأضخم إطلاقا عبر التاريخ، فالهدف كان 16 كم مربع و مع مراعاة حجم القوة النارية المهاجمة مع مساحة كهذه نجدها غير مسبوقة تاريخيا.
و إذا لم تكن هذه القوة قد خابت، و ربما قد هزمت كذلك فإن ذلك يقودنا إلى ما يجب أن نقوم بدراسته بشكل أكثر دقة.
برغم التدمير التام لحوالى 12000 ـــ 20000 منزل من حوالى 50000 هى إجمالى منازل المدينة، حسب تصريحات الجنرال جون أبى زيد " قوة نيرانية هائلة لكل بوصة مربعة عن أى شخص آخر على الأرض ".
و بمنتهى القوة أضاف الجنرال " إذا تأملت فى قدراتنا النووية فهى تعطى كل شخص فى العالم فهما واضحا أنه لا توجد قوة تضارع القوة العسكرية الأمريكية ".
إذن لنتأمل قوة أمريكا النووية، مزعجة أليس كذلك ؟؟؟
يبدو أن الكثيرين لم يسمعوا كلام الجنرال، على الأقل المقاومة العراقية لم تفعل ذلك فلم يفلح الأمريكان فى اجتيازها و إحتلال الفلوجة حتى الآن.
و بـدلا من أن يقصم الأمريكان ظهر المقاومة حدث العكس و قصمت المقاومة ظهر الأمريكان.
مع انخفاض وتيرة الهجوم، لم يكن بحوزة الأمريكان سوى 35% ــ40% من الفلوجة و معظمها فى الشمال و حوالى 18 نوفمبر 2004، بعد ذلك يبدو أنه تم تجاهل أن الأمريكان قد تم ردهم إلى حيث كانوا فى 13 نوفمبر2004 أو بمعنى آخر خارج الفلوجة بالكامل.
لنقدر الآن موقف باقى قوات الإحتلال _الأعتى_ فى العالم و التى لا يمكنها السيطرة على طريق طوله ثمانية كيلومترات _ و ربما أهم طريق فى العراق _ و هو طريق بغداد ــ المطار، الكثافة الكبرى للجنود و التى تبلغ 120 جندى للكيلومتر لم تستطع مساعدة وزير دفاع أستراليا للوصول إلى المنطقة الخضراء و ببساطة عاد من المطار إلى بلاده.
على عكس فيتنام _ التى كان الأمريكان يسيطرون على المدن فى معظم أرجائها حتى بداية سقوطهم _ فالأمريكان و البريطانيين معزولين الآن فى وسط بيئة معادية.
إنهم حتى لا يستطيعون الحركة لكيلومتر و اثنين خارج المنطقة الخضراء، و بدأت قوافل إمدادهم تتوقف منذ الشهر الماضي و بدأت عملية جديدة للإمداد جوا منذ 10ــ12 يوما.
و الأشد من ذلك أن الإمداد الجوى محدود القدرة و ليس هناك سبب لتصديق إمكان زيادتها ( القدرة القصوى لا تتجاوز نقل 400 طن يوميا يستهدف رفعها إلى 1600 طن يوميا فى مواجهة 20000 طن يوميا تحتاجها قوة تتألف من 160000 جندى ما بين طعام و شراب و ذخيرة و إمدادات أخرى متنوعة ).
خط إمداد ال300 ميل انتهى للأبد، و هناك مثلا سيارة الهمفى المدرعة تحتاج إلى تدريع يصل وزنه إلى 4000 رطل فى حين أن حمولتها الإجمالية 5000 رطل فكم تحمل من إمدادات ؟؟؟ و هل تتحرك بسهولة ؟؟؟ و مع هذا فكبير المخططين العسكريين _ رامسفيلد شخصيا _ صرح فى 4 ديسمبر أنه حتى الدبابات يتم تفجيرها، إذن لماذا الإهتمام أصلا.
نذكر مرة أخرى أنه فى مواجهة أعتى آلة عسـكرية فى تاريخ الحروب، لم تستسلم الفلوجة حتى تاريخ المـقال فـى 20-12-2004.
الفلوجة و بالطبع باقى أنحاء العراق بعد إبريل 2003، تمثل نموذج رائد و شديد التنسيق للحرب و نهاية للعمليات العسكرية التقليدية. و هو ما يمثل كذلك نقطة تحول فى الموازين العسكرية التى ساد الفكر الأمريكى فيها لفترة طويلة من الزمن ( إستخدام القوة العسكرية الغاشمة للحصول على النصر ).
لنأخذ مثال لما نقول: قاذفة ال7rpg يمكنها الضرب لمدى 300/700/950 متر، و على مدى 300 متر يمكن حتى لرأس حربي بسيط لها أن يخترق 330 مللي من الصلب المدرع أى 33 سم و هذا الرأس الحربى يكلف 30-40 دولار تقريبا، و مجموعة من 3 أفراد مسلحين بال 7 rpg لديهم أكثر من مجرد فرصة لمواجهة دبابة M1 Abrams و فى حرب العصابات و حروب المدن تكون فرصة الدبابة منتهية تماما.
يجدر بنا هنا أخذ التكلفة فى الحسبان، مع قليل من التدريب أو بدون تدريب من الأصل يمكن لأى فرد إستخـدام ال rpg، و مجموعة من 3 أفراد لن يتكلف تسليحها ما يزيد عن 5000 دولار، و فى مواجهة ذلك تتكلف الدبابة M1 Abrams ذات ال70 طنا عدة ملايين من الدولارات.
و الآن لنقدر أعتى سلاح فى الغرب بمواجهة مجموعة مبتدئة من 3 أفراد وجها لوجه، و أضف تغطية مناسبة _ حجارة أو دبش مثلا _ فهل الميزان متساو ؟؟؟
و الآن لنقدر شيئا آخر: قدر عدة آلاف من الرجال _ الأفضل و الأكثر شجاعة بين أهل الأرض جميعا _ و لنقل لا يزيدون على 3000 مقاتل مثلا ( أكثر من 3000 ستبدو معركة من طرف واحد ) إذن 3000 فى مواجهة 12000ــ20000 على الجانب الآخر.
أضف إلى ما سبق عناصر الإبداع ـ الذكاء ـ الحماس ـ سبب جيد جدا لتكون شديد الغضب لأبعد حد، و أضف أيضا قضية عادلة ( بل أعدل القضايا إطلاقا ).
قدر الآن أن هؤلاء مسلحون بال7rpg و ال 9 rpg، و بضعة دست من السـام 7 و عدة آلاف من النسخ المـعدلة من صواريخ ال s5k و مدافع بسيطة مضادة للطائرات، و عدة مئات من الأطنان من الC4 /SEMTEX (و هى رخيصة السعر جدا ) عدة آلاف من الصواريخ الميدانية من عيارات 52-155 ملليمترا، و مدافع ميدان بدائية و هاونات ( لنقل 60 مللى و 82 مللى و 120 مللى ) و عدة صواريخ سام متنوعة ( سام 7 و سام 9 ) و عدة آلاف من صواريخ جراد، بالإضافة إلى الكلاشنكوف الشهير و عدة مئات من بنادق القناصة و لنقل ذخائر عيار 50 مللى ذخائر خارقة للدروع، لنضف إلى ما سبق صواريخ الصمود و أبابيل من مدى 100 كيلومتر و أخيرا و ليس أخرا لنضيف صواريخ كاتيوشا و طارق _ رغم أنها بدائية نوعا _ إلى ما سبق.
هناك المزيد، و لكن أعتقد أن الصورة وصلت، فليست الأسلحة السابقة شديدة التقدم بل بعيد تماما عن ذلك، و لكنها فعالة جدا و لنحسب القدرة النيرانية الهجومية لهذه الأسلحة.
أضف إليها المواقع الدفاعية المعدة مسبقا، و كذلك الألغام و الشراك الخداعية الإبداعية التصميم.
أضف إلى ما سبق المقاومة العراقية _ الأكثر شجاعة بين الجميع _ يقومون بتشغيل هذه الأسلحة، و الآن الفن الأرقى ـــ حرب المدن الأكثر رقيا و إبداعا على الإطلاق.
و الآن كيف لى أن أنسى: اللعب، نحتاج لشراء اللعب حيث تستخدم المقاومة الريموت الخاص باللعب كمفجر للفخاخ الإبداعية الخاصة بالمقاومة.
يمكن أن نضيف 10 دولارات للعبة الواحدة مقابل سيارة و الريموت الخاص بها ( هل يمكنك تسليح جيش من محل للعب الأطفال ؟؟؟ ليس وفقا للجيش الأمريكى لكن يمكنك وفقا للمقاومة العراقية ) ،و لنعد إلى كلمات رامسفيلد ثانية حيث صرح فى 4 ديسمبر أن الجيش الأمريكى لا يستطيع الشوشرة على ريموت لعب الأطفال .
ريموت لعب الأطفال ؟؟؟؟ و من قائد القوات الأمريكية و الثانى فى سلسلة القيادة الأمريكية بالكامل ؟؟؟؟
لنتجه الآن إلى الجانب الآخر حيث ( القوة العظمى ) التى أنفقت 150 مليار دولار من عملتها الآخذة فى الاضمحلال و لا تنسى إضافة 450 مليون دولار يوميا إلى الرقم السابق، و حوالى 100 مليار دولار أخرى فى يناير القادم.
و لكن كل ما سبق لم يساعدهم، فمع عدم إستخدام سلاح نووى أو نيوترونى ( حيث إستخدموا السلاح الكيميائى بالفعل ) و برغم كل ما فعلوه لم يحققوا شيئا.
45 يوما و تستمر و تستمر و تستمر و تستمر.
و لكن أمريكا دخلت بغداد فى 21 يوما
و لكن كل مساحة الفلوجة 16 كم مربع.
هذه المرة لم يستطع الأمريكان هزيمتهم، دعك من فكرة السيطرة على 16 كم مربع.
فى الحقيقة حتى القنابل النيوترونية ليست فكرة عبقرية أيضا، فأنت تحتاج للسيطرة على المدينة و البقاء فيها بشكل مستمر.
لقد وصلت القوة العسكرية لحدودها ( 2000 رطل من القنابل العنقودية ) لو لم تتكفل ال 7rpg أو ال 9 rpg بالدبابة M1 Abrams فسوف تقوم القنابل العنقودية بالعمل شكرا لك.
قامت الصواريخ المضادة للطائرات المحمولة على الكتف بتحييد دور طائرات الهليكوبتر تماما، و هناك العديد من مقابر الهليكوبتر حول الفلوجة من عدة جهات، و هى مقابر كبيرة، و بعضها قريب من مناطق قتل الدبابات، و هناك المئات من الدبابات ترقد ليس فى سلام بل أشلاء ممزقة.
كما لا يعد الدعم الجوى القريب عمليا لوجود قوات ( صديقة ) فالقصف البربرى الغير محدود لا يساعدهم كذلك.
فى الحرب على يوغوسلافيا السابقة هناك نقطة عملية، فبرغم 72 يوما من القصف بلا توقف لم يخسر الصرب سوى 5 ــ 10% فقط من قدراتهم العسكرية ( خسارتهم الحقيقية كانت سياسية بالأساس و لكن هذا موضوع آخر ).
و لنعد عناصر أخرى _متطورة هذه المرة، هل يذكر أحد ما قيل عن حصول العراق قبل الحرب على أجهزة رؤية ليلية، ناهيك عما يقال عن صواريخ سام الأحدث و صواريخ كورنت الروسية المتطورة.
لنضف عنصرا آخر، 25 مليون رجل و إمرأة هم الأغنى على كوكبنا، نعم الأغنى، فمع ما تمتلك العراق من إحتياطيات بترولية وصلت إلى 300 مليار برميل فى بعض التقديرات بخلاف ثرواتها الطبيعية الأخرى و ذلك مقارنة بإحتياطى أمريكا البترولى الذى يبلغ 22.5 مليار برميل لذا يمكن القول أنه لولا ما يحدث ضد العراق لأمكن أن ترصف شوارع مانهاتن من قمامة أهل العراق بدلا من أن يكونوا من أشد أهل الأرض معاناة حاليا .
و هنا لنستمع لكلمات عراقية مؤرخة فى 10 ديسمبر 2004:
" العدو يهرب، إنهم باتوا خائفين من أن تهاجمهم المقاومة من حيث لا يحتسبون، نحن نختار متى و أين و كيف نضربهم، و كما رسم أجدادنا اللمسات الأولى للحضارة، سنكون نحن من يكتب فصلا جديدا من فصول حرب المدن ".
المقاومة العراقية وضعت النهاية ل" نهاية التاريخ "، فالآن يكتب هناك فصل جديد، لا بل كتاب جديد تماما.
يمكنك أن ترى بداية الهروب الأمريكى الكبير عبر المحيطات _ هذا لو كانوا محظوظين _، فهناك أكثر من 50000 جندى أمريكى تم ترحيلهم حتى الآن لأسباب طبية حتى نوفمبر 2004 ( رقم مثير أليس كذلك ؟؟).
نعم سوف يكون هناك العديد من القتلى و لحظات نهاية اللعبة لم تتضح بعد.
فى النهاية، الفقرة الأخيرة موجهة للرئيس الأمريكى بوش:
أنت قد قلت ( فليأتوا إلى ) و ها قد أتوا، كما لم تتوقع أبدا، هل لديك تحدى آخر ؟؟؟؟
هل لدى بوش تحدى آخر ؟؟ لا أظن فهو مشغول بمحاولة إخراج أى صورة للموقف مثلما حاول فى 18 ديسمبر، و لكن لم يفلحوا بأى صور، ترى لماذا ؟؟؟
لقد وصلت القوة النيرانية إلى منتهى حدودها، فلم يحدث تاريخيا أن قاتلت فئة قليلة للغاية فى مواجهة قوة غاشمة و أركعت قوة عظمى على ركبتيها، و يستمر الكابوس.
إنه بالتأكيد أكبر نصر عسكرى فى التاريخ، فالإمبراطورية العظمى التى كانت، ظهرت أنها كانت الأقصر عهدا على الإطلاق.
لقد قابلت الإمبراطورية ندا لها بين النهرين.
رأيى الخاص:
فات الكاتب نقاط هامة هى التى تريحه من الدهشة:
1- ليست المرة الأولى التى تركع فيها قوة عظمى على يدى فئة قليلة غلبت بإذن الله، و ببساطة ليذكر الإتحاد السوفيتى و نهاية طغيانه.
2- السلاح الأمضى هو الرغبة فى الشهادة فى سبيل الله و هو ما لم يذكره الكاتب و هو الأهم إطلاقا كذلك .