القادم
28-12-2004, 11:10 AM
حدود القوة ..
شبكة البصرة
د. قيس محمد نوري
ليست هناك حدودا مطلقة للقوة، فهي مهما بلغت لا بد لها من حدود تقف عندها ،وويل لقوة وصلت ذروتها وهي تلهث من فرط الاستنزاف الذي لحق بإمكاناتها ..
القوة الأمريكية هي بلا شك قوة امتلكت من المقومات العسكرية و الاقتصادية والتكنولوجية بما أتاح لها أن تنفرد بالتصرف دون أن تتحسب لقانون حدود ومديات القوة، وهو قانون حاكم لم تتجاوزه أي قوة في التاريخ آلا وبدأت في التراجع ..
لقد حسب العقل السياسي الأمريكي القاصر، أن عناصر القوة الأمريكية بعد غياب الكوابح الدولية واستفرادها بساحة العمل ، تستطيع أن تحقق ما تشاء دون مواربة وبعيدا عن أي قيمة أخلاقية حتى على حساب قيمها الليبرالية، فالحرية طبقا للعقل الحاكم هناك في واشنطن لا تعني ألا عبثية وحرية العمل الأمريكي بإطلاق عناصر القوة من عقالها دون حساب لحدود ، فالعدو الذي أمامها ، طبقا للتقديرات القاصرة لن يصمد طويلا، بل ليس هناك مجال للمقارنة بين العناصر ، فالميزان مختل بشكل هائل في معادلة الإمكانات، ومن ثم فأن تحقيق الأهداف لن يتطلب أكثر من نزهة ..
بعد مضي حوالي واحد وعشرين شهرا من (نزهة) الاحتلال الأمريكي للعراق يتمخض الوضع عن صورة سيرالية يعجز حتى بيكاسو عن رسمها .. فالولايات المتحدة تفقد مزيدا من حلفائها الدوليين يوميا، وذرائعها تتكشف عن زيف مخجل، وقادة حربها يقولون :"الأوضاع صعبة وقاتمة والطريق وعرة" والمقاومة العراقية تتفوق استخباريا وعملياتيا من حيث المناورة والحركة والمرونة في القدرة على الضرب على قواتها، ومتطلبات الأنفاق على العمليات في تزايد فلكي مما تطلب من بوش طلب 80مليار دولار ميزانية إضافية لتغطية العمليات ، إضافة إلى استقدام مزيدا من الجنود إلى المحرقة ، دون أن تحقق أمريكا
أي تقدم ملموس على الأرض يتناسب وحجم القوة الهائل ، وكأن المشكلة هي فقط نقص في القوات والأنفاق!!
القوة الأمريكية إذا وصلت إلى ذروة إمكاناتها بلا جدال، وبدا لهاثها يسمع في أكثر من عاصمة من عواصم الحلفاء والأصدقاء، بل أن الغرماء، الذين سكتوا على أجتياح العراق خوفا من الثور الهائج حينها، بدءوا بالحديث مجددا ، هذه المرة بتحدي مسموع ينبأ بعودة المنافسة الساخنة ما دام الثور القوي بدا بالخوار علنا (الأوضاع صعبة وقاتمة).
كبار قادتهم الميدانيين يعترفون بضرورة أعاده دراسة الحرب ، ليس على مستوى الميدان فقط، وأنما على مستويات أعلى تصل إلى العصب الاستراتيجي المخطط إلى المدارس الأكاديمية العسكرية الأمريكية العليا، مما يعني أعاده فهم حدود القوة وتراجع إستراتيجي واضح على مستويات الميدان والتخطيط ..
هل هي الفلوجة ونتائجها .. نعم هو العراق صاحب الفضل في أعاده التذكير بحقائق التاريخ
شبكة البصرة
الاثنين 15 ذي القعدة 1425 / 27 كانون الاول 2004
شبكة البصرة
د. قيس محمد نوري
ليست هناك حدودا مطلقة للقوة، فهي مهما بلغت لا بد لها من حدود تقف عندها ،وويل لقوة وصلت ذروتها وهي تلهث من فرط الاستنزاف الذي لحق بإمكاناتها ..
القوة الأمريكية هي بلا شك قوة امتلكت من المقومات العسكرية و الاقتصادية والتكنولوجية بما أتاح لها أن تنفرد بالتصرف دون أن تتحسب لقانون حدود ومديات القوة، وهو قانون حاكم لم تتجاوزه أي قوة في التاريخ آلا وبدأت في التراجع ..
لقد حسب العقل السياسي الأمريكي القاصر، أن عناصر القوة الأمريكية بعد غياب الكوابح الدولية واستفرادها بساحة العمل ، تستطيع أن تحقق ما تشاء دون مواربة وبعيدا عن أي قيمة أخلاقية حتى على حساب قيمها الليبرالية، فالحرية طبقا للعقل الحاكم هناك في واشنطن لا تعني ألا عبثية وحرية العمل الأمريكي بإطلاق عناصر القوة من عقالها دون حساب لحدود ، فالعدو الذي أمامها ، طبقا للتقديرات القاصرة لن يصمد طويلا، بل ليس هناك مجال للمقارنة بين العناصر ، فالميزان مختل بشكل هائل في معادلة الإمكانات، ومن ثم فأن تحقيق الأهداف لن يتطلب أكثر من نزهة ..
بعد مضي حوالي واحد وعشرين شهرا من (نزهة) الاحتلال الأمريكي للعراق يتمخض الوضع عن صورة سيرالية يعجز حتى بيكاسو عن رسمها .. فالولايات المتحدة تفقد مزيدا من حلفائها الدوليين يوميا، وذرائعها تتكشف عن زيف مخجل، وقادة حربها يقولون :"الأوضاع صعبة وقاتمة والطريق وعرة" والمقاومة العراقية تتفوق استخباريا وعملياتيا من حيث المناورة والحركة والمرونة في القدرة على الضرب على قواتها، ومتطلبات الأنفاق على العمليات في تزايد فلكي مما تطلب من بوش طلب 80مليار دولار ميزانية إضافية لتغطية العمليات ، إضافة إلى استقدام مزيدا من الجنود إلى المحرقة ، دون أن تحقق أمريكا
أي تقدم ملموس على الأرض يتناسب وحجم القوة الهائل ، وكأن المشكلة هي فقط نقص في القوات والأنفاق!!
القوة الأمريكية إذا وصلت إلى ذروة إمكاناتها بلا جدال، وبدا لهاثها يسمع في أكثر من عاصمة من عواصم الحلفاء والأصدقاء، بل أن الغرماء، الذين سكتوا على أجتياح العراق خوفا من الثور الهائج حينها، بدءوا بالحديث مجددا ، هذه المرة بتحدي مسموع ينبأ بعودة المنافسة الساخنة ما دام الثور القوي بدا بالخوار علنا (الأوضاع صعبة وقاتمة).
كبار قادتهم الميدانيين يعترفون بضرورة أعاده دراسة الحرب ، ليس على مستوى الميدان فقط، وأنما على مستويات أعلى تصل إلى العصب الاستراتيجي المخطط إلى المدارس الأكاديمية العسكرية الأمريكية العليا، مما يعني أعاده فهم حدود القوة وتراجع إستراتيجي واضح على مستويات الميدان والتخطيط ..
هل هي الفلوجة ونتائجها .. نعم هو العراق صاحب الفضل في أعاده التذكير بحقائق التاريخ
شبكة البصرة
الاثنين 15 ذي القعدة 1425 / 27 كانون الاول 2004