المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مراحل استراتيجية تحرير العراق 2/2



أبو عبد الله
28-12-2004, 03:56 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذا الجزئ الثاني

مراحل استراتيجية تحرير العراق 2/2



تقارير رئيسية :عام :الاثنين 15 ذي القعدة 1425هـ - 27 ديسمبر 2004 م




مفكرة الإسلام: بفضل الله وعونه وبتلمس أسباب النصر، حققت المقاومة العراقية أهدافها خلال المرحلة الاستراتيجية الأولى، وبدأت خطى تحقيق أهدافها في المرحلة الاستراتيجية الثانية، من الاستراتيجية الشاملة لتحرير العراق. فمع بداية معركة الفلوجة الثانية، التي لا تزال متواصلة وستظل متواصلة إلى فترة طويلة أخرى وفق خطة المقاومة لا خطة القوات الأمريكية، وعبر تطوير المقاومة قدراتها التي ظهرت جلية عبر الضربة الاستراتيجية في الموصل، تكون البداية قفزة كبرى ستتواصل تطوراتها بإذن الله.

خلال المرحلة الأولى – التي استمرت لأكثر من عام - حققت المقاومة العراقية على الصعيد السياسي تمايزًا وفرزًا سياسيًا داخل العراق – وخارجه - بين موالٍ للاحتلال أو متعاون معه أو صامت عليه، وبين مقاوم له، كما تأسست هيئات وجماعات تتبنى خط الدفاع عن المقاومة ودعمها.

كما نجحت المقاومة في صد ومواجهة وهزيمة الحملة الضارية على معنويات العراقيين لدفعهم لقبول الهزيمة والاستسلام، وكسرت الحصار الإعلامي حولها، وثبتت أنماطًا من الإعلام المقاوم الذي اكتسب مصداقية لدى كل الأطراف الداخلية والخارجية.

وعلى الصعيد العسكري وجهت المقاومة ضربات في عمق الحالة المعنوية لجنود الاحتلال وقادتهم، ونجحت في تحرير العديد من الأحياء والمدن.

كما أفشلت وأضعفت كل الخطط والأهداف الأمريكية في بناء جهاز دولة عراقي عميل، ومنعت الاحتلال وأعوانه من استغلال البترول العراقي لمصلحة الخزينة الأمريكية أو لمصلحة تثبيت العملاء في السلطة، [بلغت الخسائر أكثر من 7 مليارات دولار حسب تصريح وزير البترول في حكومة الاحتلال]، وأجبرت بعض الدول على ترحيل قواتها من العراق ومنعت أخرى من إرسال قواتها... إلخ.



وفي المرحلة الثانية تجابه المقاومة في مواجهتها لخطط الاحتلال 4 تحديات رئيسة:

أولها: تحدي محاولة الاحتلال فرض شرعية زائفة – قانونية ودستورية وشعبية – على السلطة العراقية المشكلة من عملاء قوات الاحتلال من خلال الانتخابات، سواء كانوا العملاء المباشرين أو المتعاونين والمستفيدين، وما يتضمنه ذلك من إسباغ شرعية على حالة تقسيم العراق.

وثانيها: تحدي إمكانية وصول بعض القوات العربية أو الإسلامية إلى العراق في ظل التهاوي الحادث لمواقف الدول العربية أمام الضغوط الأمريكية والصهيونية، وبحكم تصاعد التخوفات لدى بعض الدول من انتقال شرارة المقاومة للوجود الأجنبي في المنطقة من العراق إلى هذه الدول.

وثالثها: تحدي محاولة الاحتلال ضرب وتكسير الأشكال والهيئات والتجمعات الداعمة للمقاومة، سواء كان ذلك من خلال ضرب كل الهيئات الإسلامية أو من خلال عمليات التنكيل بالمدن والأحياء المساندة والحاضنة للمقاومة.

ورابعها: تحدي وقوع حرب أهلية صريحة، وهو احتمال سيأتي في صور متعددة، وتغذيه قوات الاحتلال وربما أطراف أخرى أيضًا.



* وفي المرحلة الثانية أيضًا، تسعى المقاومة على صعيد قدراتها وأوضاعها إلى إنشاء أشكال أعلى لتنسيق تحركاتها وتوحيد أجهزتها، ودعم الجهات والهيئات الداعمة للمقاومة، وإلى مد نشاطها المنظم وتقويته في مناطق الشمال والجنوب، وإلى تطوير أبنية وأشكال ومؤسسات جهاز دولة عراقي جديد بديل لجهاز الدولة العميل للاحتلال من خلال:

· إقامة أشكال مؤسسية لإدارة المناطق المحررة.

· وكذا دعم الإعلام المقاوم ليخرج من الحالة الراهنة المعتمد فيها على تحقيق مصداقية لدى أجهزة الإعلام الأخرى من خلال مصداقية بياناته، إلى فكرة الأشكال المنتظمة في الإعلام المقاوم سواء على صعيد الوضع الداخلي أو على صعيد الإعلام الخارجي.

· كما تسعى إلى تدعيم أشكال الاعتراف العربي والدولي بها، في البداية على مستوى الهيئات والتجمعات غير الرسمية وصولاً إلى الأشكال الرسمية وفق ما هو ممكن أو متاح.

*وعلى المستوى العسكري: فمن الواضح أن خطة المقاومة تقوم على التحرك في معارك واسعة متواصلة – كما هو الحال في معركة الفلوجة الثانية - واستمرار وضع القوات الأمريكية في حالة توتر دائم واستمرار الضغط عليها في كل مكان – بما في ذلك داخل معسكراتها - وعدم إعطائها أية فرصة للتبديل أو التغيير بين من هم على الأرض في المعركة والاحتياطيات الموجودة في داخل العراق، كما هو الحال في الموصل والرمادي والقائم وهيت وحديثة... إلخ.



ودفع القوات الأمريكية لجلب مزيد من القوات – أعلن رامسفيلد أنه متنبه إلى هذا الخطر لكنه سيرضخ تحت الضغط العسكري المتواصل حيث البديل هو الانسحاب - من خلال توسيع رقعة المواجهة وعدم توفير أية فرصة لها للهجوم في مناطق مختلفة في وقت واحد من خلال الوسائل البرية، وشل قدرتها على تركيز هجومها على مناطق معينة من المناطق المحررة – لا يقصد بالتحرير هنا رفع علم ومنع دخول أو خروج أي شخص وإنما المقصود السيطرة - وقطع خطوط إمدادها على مدى مساحات واسعة بما يدفعها إلى استخدام الطائرات في نقل المؤن، بما يرفع تكلفة الحرب وبما يضعف إمكانيات الإمداد وبما يجعل كل القائمين على النقل من الأمريكيين - خلاف النقل البرى الذي يمنحهم فرصة المساندة من قوى من جنسيات أخرى -.

وكذلك العمل المكثف والمركز ضد القوات الأخرى غير الأمريكية والبريطانية لحسم معركة وجود قوات أخرى إلى جانب قوات الاحتلال الرئيسة، مع التركيز على ضرب وطرد الشركات الأمريكية والبريطانية أيضًا، لما لذلك من تأثير حاسم على القرار السياسي في أمريكا، ولما له من تأثير حاسم أيضًا على شركات الدول الأخرى. وذلك كله بما يتيح توسيع بؤر المقاومة وتثبيتها دفعا الاحتلال في نهاية هذه المرحلة إلى البقاء خارج المدن وإسقاط الحكم العميل الذي يحاول تثبيته بصورة عملية داخل المدن، لتبدأ المرحلة الثالثة من حرب تحرير العراق.



* وتبدو المهمة الأكبر في كل ذلك، والذي يتوقع أن تركز عليها المقاومة بجهد كبير لإنجازها، هي مهمة توحيد فصائل المقاومة، سياسيًا وتنظيميًا وإعلاميًا، في إطار عام واسع كبير، باعتبار ذلك شرطًا لازمًا لتطوير قدراتها وتحقيق خطتها وتوسيع رقعة انتشارها 'كمقاومة' في مناطق الشمال والجنوب.



ولإيضاح ما نعنيه بكل ذلك نتوقف حول بعض الجوانب السياسية، من خلال تجربة هيئة علماء السلمين، والجوانب العسكرية، من خلال معركتي الفلوجة الأولى والثانية وضربة الموصل لنوضح دلالاتها فيما نقول: إنه المرحلة الثانية من مراحل استراتيجية تحرير العراق:

أولا: الجانب السياسي :هيئة علماء المسلمين:

كانت المشكلة الأخطر التي تواجهها الحركة الإسلامية في العراق في الوسط والشمال والجنوب عقب احتلال بغداد هو أنهم كانوا الفئة الأضعف لا الأقوى على مستوى التشكيل السياسي.

ففي منطقة الوسط كانوا الأضعف لأسباب متعددة:

أولها: أن النظام السابق كان الأشد قمعًا لعلماء السنة من غيرهم – على عكس ما يدعيه الآخرون – بالنظر إلى كون ظهور أي تنظيم يعبر عنهم سيكون هو الأخطر على شرعية النظام وتمثيله واستقراره، خلاف ظهور تنظيم للشيعة أو الحالة الكردية العرقية – ونوصي بهذا التعبير لا تعبير الأكراد حيث الإسلام لا فرق فيه بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى - بالنظر إلى أن قاعدة النظام السابق خاصة في مرحلته الأخيرة ومنذ بداية الحرب العراقية الإيرانية وتصاعد مشكلات الحالة العرقية الكردية المتعصبة للعرق قد انكمشت إلى الاعتماد على العناصر البعثية من منطقة الوسط بشكل خاص.

وثانيها: أن الشيعة والحالة العرقية الكردية المتعصبة كانت قد أتيحت لها حالة من الاستقلال عن جهاز الدولة العراقي خلال ما يزيد على 10 سنوات كاملة بسبب الحظر الجوى الذي منع الدولة العراقية من بسط سيطرتها الكاملة في الشمال والجنوب بما أتاح وجود تنظيمات قوية معارضة للدولة في تلك المناطق قامت على أساس مذهبي أو عرقي بدعم من أطراف خارجية كانت تعد وتتعاون معها لإسقاط النظام، فخطوة الحظر الجوى كان المقصود بها الإضعاف التدريجي للحكومة المركزية، وتنمية للقوى التي ستتعاون فيما بعد مع الاحتلال حال بدء العدوان العسكري، أي هي كانت جزءًا من الخطة الاستراتيجية للعدوان على العراق.

وثالثها: أن المسلمين حينما أسقط الحكم في العراق بقوة الاحتلال والعدوان، أصبحوا هم الوحيدين بين أطياف العراق الذين لا توجد جهة عربية أو دولية تدعمهم، حيث لا توجد دولة عربية تتحرك في سياستها الخارجية على أساس أنها دولة إسلامية وفق منهج أهل السنة والجماعة في الوقت الذي يجد الشيعة في إيران سندًا وجوارًا وفي الوقت الذي كان الأمريكان والصهاينة سندًا للحالة الكردية المتعصبة.

وفي منطقة الشمال كانت الحركة الإسلامية هي الأضعف لسببين :

أولهما :بسبب سيطرة الحالة العرقية الكردية المتعصبة على مصير الشمال بحكم الدعم الأمريكي والصهيوني والبريطاني لممثلي تلك الحالة.

وثانيهما :بسبب الملاحقة النشطة لعناصر الحركة الإسلامية، وقد رأينا كيف أن طائرات الاحتلال وخلال مرحلة القصف الجوى قبل الاجتياح البري قد قصفت معسكرات جماعة أنصار الإسلام في الشمال، وكان ذلك مؤشرًا على فهم الاحتلال من هم أعداؤه، وأنه كان يزيل أية عقبات أمام سيطرة التيارات التي تقف في مواجهة إذكاء حالة التعصب الكردي المنافية لتعاليم الإسلام ومنهجه.

وفي الجنوب كانت الحركة الإسلامية هي الأضعف: بحكم كثافة العمل الشيعي المنظم والمسلح والمدعوم إيرانيًا.

وفي ظل تلك الأوضاع، بدا نشاط المقاومة عسكريًا دون هياكل سياسية تدافع عنها أو تطرح مشروعها وبرنامجها السياسي لتحرير العراق وبنائه، أو تتحرك وسط المحافل السياسية الداخلية والعربية والدولية. وهو أمر كان يمثل خطورة بالغة على العمل المقاوم، حيث العمل العسكري في أول الأمر وآخره هو محاولة لتحقيق الأهداف السياسية عسكريًا، وليس عملاً عسكريًا لتحقيق أهداف عسكرية في حد ذاتها، وكذا فإن العمل العسكري أيًّا كان نوعه أو أسلوبه في النهاية يحتاج دومًا إلى منازلات سياسية باسمه وتحت شعاراته وسط قطاعات أخرى من الرأي العام... إلخ.

وهنا ظهرت هيئة علماء المسلمين المشكَّلة من أكثر من نحو 2000 عالم مسلم يتولون الإشراف على نحو 6000 مسجد في العراق، وصارت تعلي من قيمة المقاومة وتدافع عنها، وكان لدخولها على خط الإفراج عن الكثير من الأسرى لدى المقاومة – خلال المرحلة الأولى - دور كبير في جعل الأطراف العربية والدولية تتخطى حكومة دمى الاحتلال وتلجأ إليها – وهو ما يحقق هدف المقاومة في عزل الاعتراف الدولي عن دمى الاحتلال -.

ورويدًا رويدًا أصبحت الهيئة ممثلاً للمسلمين ومدافعة عن المقاومة في العراق إلى أن جاءت الانتخابات، فضربت الهيئة ضربتها الاستراتيجية الموفقة بقرار عدم المشاركة في الانتخابات فحققت بذلك عدة أهداف استراتيجية:

أولاً: سحبت أية إمكانية للاعتراف بالاحتلال بعدم المشاركة في عمل سياسي في ظل وجوده، أو بأي حكم يتم تشكيله في ظل حراب الاحتلال، وهو ما يحقق هدفًا استراتيجيًا للمقاومة في تلك المرحلة بعدم إسباغ الشرعية الدستورية أو الشعبية أو القانونية على الحكم الراهن أو القادم.

ثانيًا: وضعت المحتلين والمتعاونين والمستفيدين من الاحتلال وجهًا لوجه مع بعضهم البعض، حيث بات الاحتلال وجوقة علاوي الآن في صراع مع حلفاء الاحتلال الذين صمتوا عليه أو تعاونوا معه أو قالوا: إنهم يتبنون المقاومة السلمية ويرفضون المقاومة ويصفونها بـ'الإرهاب'، كل منهم يستهدف من الانتخابات تحقيق أهدافه الخاصة.

ثالثًا: سحبت من الاحتلال ورقة أن يسعى من خلال الانتخابات إلى اللعب بأوراق الفرقاء العراقيين ضد بعضهم البعض، فبات في مواجهة نفسه وعملائه والمتعاونين معه المرتبطين بإيران بشكل خاص.

رابعًا: فضحت زيف ادعاء بعض المراجع الشيعية التي ادعت الحرص على العراق ووحدته، فكشفت رؤيتهم ومخططهم في السعي من خلال الانتخابات للسيطرة على العراق من خلال احتلال مقاعد المجلس الذي سيشكله الاحتلال والذي من خلاله سيتم اختيار رئيس العراق تحت الاحتلال ورئيس وزرائه أيضًا، فهم جميعًا سيكونون من داخل المجلس المحتل أو المنتخب لا فرق في التعبير.

خامسًا: وضعت الحكومات العربية والإسلامية في مأزق، وجعلتهم في مواجهة مع احتمال تغيير هوية العراق – تحت الاحتلال وبفعله - بما أصاب الأطراف المختلفة بالقلق، فصارت تحذر من تشييع العراق ومن خطة الهلال الشيعي وغيرها.

سادسًا: صار للمقاومة عنوان مقاوم أيضًا على المستوى السياسي يحظى بشرعية واحترام لدى جميع الأطراف والقوى، وبما مكن من طرح برنامج استراتيجي للعراق كله.



ثانيا : الجانب العسكري : الفلوجة الأولى.. والفلوجة الثانية:

الفارق بين معركة الفلوجة الأولى والثانية هو أكبر توضيح للفارق بين المرحلة الأولى للمقاومة والمرحلة الثانية الراهنة.

في ظل معركة الفلوجة الأولى : لم يكن هناك من يدافع سياسيًا عن المقاومة وسط الشارع العراقي كما هو الحال حاليًا، ممثلاً في هيئة علماء المسلمين والكل يذكر وقتها أن من تصدر صورة الأحداث كمفاوض بين الاحتلال وبين أهالي الفلوجة هو الحزب الإسلامي الذي تبخر وجوده في معركة الفلوجة الثانية.

وفي معركة الفلوجة الأولى: خاضت المقاومة المعركة وفق خطة استراتيجية من عدة محاور: الأول منها كان جذب قوات الاحتلال إلى دخول المدينة ثم قطع خطوط تموينها في الخارج على الطرق الرئيسة ومفاجأتها بإسقاط طائرات الهليوكوبتر ومفاجأة جنودها على الأرض بإيقاعها في كمائن، وشد وشل الاحتياطي للقوات في منطقة بغداد بشكل خاص من خلال معارك شارع حيفا وغيرها.

لكن المقاومة في معركة الفلوجة الثانية: أخذت بخطة استراتيجية أخرى – تعبر عن تطور قدرتها - فقامت في المعارك داخل الفلوجة على الدفاع عن مناطق معينة داخل المدينة مع إخلاء مناطق أخرى بعد معارك تكتيكية لتدخل القوات الأمريكية وتنتشر فيها، لتصبح عالقة داخلها لا تستطيع مغادرتها وإلا احتلتها المقاومة القادمة من الأحياء الأخرى، وبما أتاح تثبيت القوات الأمريكية داخل هذه الأحياء وعدم قدرتها على تركيز الهجوم في محاور أخرى وإلا طوقتها المقاومة بعمليات تكتيكية يخاف منها الأمريكيون بشكل كبير، كما قامت خطة المقاومة على توزيع قوة المقاومة خارج الفلوجة – وليس في داخلها كما كان الحال في المعركة الأولى – وذلك لجر القوات الأمريكية الاحتياطية للقوات المعتدية على الفلوجة إلى معارك دائمة خارجها - بعد استغلال تركيز قواتها على الفلوجة - وليس مشاغلة كما كان الحال في الفلوجة الأولى.

ومن ثم أصبحت القوات الأمريكية عالقة داخل الفلوجة وبقوات كبيرة دون قدرة على الدخول إلى الأحياء الرئيسة التي حددتها المقاومة من قبل، ودون قدرة على الانسحاب وإلا انهزمت وعادت المقاومة إلى السيطرة على كل الأحياء، وهي في ذات الوقت باتت قواتها الاحتياطية مثبته تجاه مدن أخرى خاصة الموصل والرمادي وسامراء والقائم وهيت وغيرها، فلا تستطيع مغادرة أماكنها، وهي في بغداد تواجه معارك يومية.



وقد عكس ذلك عدة أمور استراتيجية:

أولها: توسع قدرة المقاومة في العمل الميداني.

وثانيها: الانتقال من مرحلة الدفاع التكتيكي عن مدينة أو حي، إلى دفاع استراتيجي ومساحة مناطق واسعة تكاد تشمل نصف مساحة العراق كله.

وثالثها: التحول من الدفاع في منطقة محددة إلى استيعاب الهجوم العام لقوات الاحتلال استراتيجيًا، وأيضًا توجيه ضربات ذات وزن استراتيجي على محاور أخرى، كما حدث في ضربة الموصل فيما بعد.

رابعها: بداية تحويل قوة الاحتلال المهاجمة إلى قوة مدافعة، وعلى مساحات واسعة في نفس الوقت، وهذا هو ما سيفتح الطريق بإذن الله إلى الخط والاتجاه العام في المرحلة الثالثة من خطة تحرير العراق، والتي خلالها ستصبح قوات الاحتلال في حالة دفاع استراتيجي وتكتيكي شامل، ولعل واحدًا من أهم مظاهر تحول الاحتلال إلى حالة دفاعية هو أننا لم نعد نشاهد حملات دهم وتفتيش كما كنا نشاهد من قبل والتي كانت حملات منظمة متتالية ضد أحياء ومدن كاملة.



ضربة الموصل وقصف المنطقة الخضراء:

ولتوضيح الفارق بين المرحلة الاستراتيجية الثانية وسابقتها الأولى، نشير هنا أيضًا إلى الفارق بين قصف المنطقة الخضراء وعملية الموصل.

فمن المعلوم أن المقاومة لطالما قصفت وتقصف ما يسمى بالمنطقة الخضراء وكذا هي نفذت عمليات استشهادية فيها، لكن كما كانت معركة الفلوجة الثانية لها توجهات استراتيجية مختلفة عن توجهات معركة الفلوجة الأولى، فإن الضربة الموجعة التي تلقتها القوت الأمريكية في الموصل تحمل دلالات عامة مختلفة عن قصف وتفجيرات المنطقة الخضراء – وعن قصف المطارات في المناطق المختلفة – وهي مؤشرات هامة ودلالات خطيرة:

الجانب الأول: هو تمكن استشهادي من اختراق قاعدة أساسية عسكرية، الأمر الذي يعني أن القدرة التكنولوجية والعنصر البشري الأمريكي قد تهاوى أمام العنصر البشرى المقاوم وأن المقاومة باتت أجهزتها الاستخبارية على درجة عالية من الكفاءة جعلتها تتمكن من هزيمة الاستخبارات الأمريكية واستخبارات الحكم العميل.

والجانب الثاني: هو أن العملية تعني أن المقاومة باتت تضع في اعتبارها ضرب القواعد العسكرية المستقرة فيها قوات الاحتلال، بما يجعلها تخصص أعدادًا أكبر لعمليات حماية القواعد، وهو ما يخفف الضغط على المناطق العراقية المحررة.

والجانب الثالث: إن القوات الأمريكية وقد أعلنت أنها تراجع الآن قواعد تأمين قواعدها، فإن ذلك يعني أنها ستشدد من تعاملاتها مع العراقيين، بما يعنى زيادة عزلتها.



المرحلة الثانية من حرب تحرير العراق.. التحديات:

على صعيد خطط الاحتلال، تواجه المقاومة العراقية خلال المرحلة الاستراتيجية الثانية أربعة تحديات نتصور أنها كالتالي:

أولا : تحدي الانتخابات واحتمالات نتائجها المختلفة:

ويمثل هذا التحدي قمة تحديات بداية المرحلة الثانية والأمر الحال الراهن والذي على أساسه سيعاد تشكيل خارطة الصراع وأولوياته، حيث إن الاحتلال يسعى من خلال الانتخابات إلى الانتقال بالاحتلال من حالة الشرعية المستمدة من الخارج – مجلس الأمن أو الجامعة العربية – إلى حالة التشريع الداخلي، ويمكن رصد احتمالين رئيسين لنتائج هذه الانتخابات وما ينتج عنها من تحديات:

الأول : تحدي احتمال نجاح الاحتلال في فرض شرعية زائفة – قانونية ودستورية وشعبية – على السلطة العراقية، من خلال إيصال العملاء المباشرين - أو المختارين – من قوات الاحتلال والدخول في مواجهة مع بقية حلفاء الاحتلال، بما يعني بعضًا من التغيير في الأوضاع والمواقف:

ويقوم هذا التحدي على أساس احتمال نجاح المجموعة الأكثر ارتباطًا بالاحتلال في ضرب المجموعات الأخرى، وتشكيل مجموعة حكم على نفس النمط الموجود حاليًا مع إبقاء الفرقاء الذين تعاونوا مع الاحتلال منذ البداية في أوضاع شبيهة بالوضع الراهن، أي يظلون يشكلون قاعدة للنظام العميل دون أن يكونوا هم رأس النظام، وهو ما قد يجر إلى حالة من تذمر هؤلاء الحلفاء والمتعاونين – خاصة المرتبطين بإيران - الذين راهنوا على أن الصمت أو التعاون مع الاحتلال سيوصلهم إلى السيطرة على العراق.

لقد وضعت ضربة هيئة علماء المسلمين بعدم المشاركة في الانتخابات، عملاء الاحتلال والحلفاء المساندين له في مواجهة بعضهم البعض، كما جاءت ضربة الموصل لتؤكد أن الأماكن التي لا يمكن إجراء الانتخابات بها هي مناطق واسعة، وهو ما يزيد من حدة خلافات المصالح بين الحلفاء والعملاء.

وإذا كانت المقاومة تعمل بالأساس وبكل جهد لتعرية فكرة الانتخابات، ولحصر نطاق إجرائها في نطاقات ضيقة حتى في الأماكن التي يتصور الاحتلال والعملاء أنها مناطق آمنة.

وكذلك إذا كنا قد رأينا من قبل أنه حتى علاوي نفسه قد أراد تأجيل الانتخابات، حينما أوعز إلى مجموعة من الأحزاب الدمى - ومنها حزبه نفسه - إلى نشر بيان بطلب تأجيل الانتخابات، فرد بوش فورًا بضرورة إجراء الانتخابات.

فإنه مع هذا وذاك، يظل من واجب المقاومة رصد كل احتمال للاختلاف والاضطراب داخل جبهة الأعداء والعمل على استثمارها وتوسيعها.

حيث تدخل قوات الاحتلال في مأزق مع حلفائها من القيادات الشيعية التي تحاول من خلال الانتخابات تحقيق سيطرتها على جهاز الدولة، فإذا هي فشلت وتمكنت قوات الاحتلال من خلال الانتخابات المجيء بجهاز دولة يسيطر عليه الأشد ارتباطًا بالاحتلال وليس الأشد ارتباطًا بإيران_.

وفى ضوء ذلك يمكن تفسير تفجيرات النجف وكربلاء على أنها صراع انتخابي بين الفئات المؤيدة والمعاونة مع الاحتلال على نيل المكاسب - وهنا يبدو أن الفرصة باتت مهيأة أكثر لخلخلة التحالف الذي بدأت قوات الاحتلال على أساسه لعبة الاحتلال، من محاولة التعاون مع القيادات الشيعية لضمان تمكينها على إعطاء شرعية للاحتلال. وهو ما سيوفر فرصة لتملص مجموعات في الجنوب بشكل خاص من سيطرة القيادات، ويوفر فرصة لبدء مجموعات تتكاثر باضطراد للعمل المقاوم. ولاشك أن المقاومة ستمد يد التنسيق عبر أجهزتها السياسية وعناصرها إلى كل من يرفض تلك الانتخابات.

الثاني: تحدي احتمال أن يتم إسباغ شرعية قانونية على تغيير هوية جهاز الدولة العراقي إلى حالة وهوية مذهبية شيعية، من خلال الانتخابات إذا نجحت القائمة الشيعية المسماة لائحة التحالف الوطني والتي يدعمها السيستاني وتضم مرشحين من حزب الدعوة، وحزب الدعوة تنظيم العراق، وحركة العميل الرسمي أحمد الجلبي، وهو الاحتمال الآخر لنتيجة الانتخابات إذا رضخت قوات الاحتلال إلى درجة أعلى من تقسيم المصالح مع المرتبطين بإيران، وهو احتمال قائم ستلجأ إليه قوات الاحتلال كأساس للخروج من المأزق ولتخفيف ضغط المقاومة عليها، أو لتغيير التوجهات الرئيسة للصراع. وهو ما يعني ثلاثة أمور لاشك أن المقاومة سترصدها وتتعامل معها:

أولها: إسباغ حالة شيعية على جهاز الدولة العراقية وتغيير هوية العراق.

ثانيها: انضمام رسمي لميليشيات بدر ولعصابات الجلبي وغيرها داخل جهاز الدولة العراقي ليصير أكثر قوة من ناحية وليساهم بفعالية عسكرية في مواجهة المقاومة.

ثالثها: أن تجري الحرب الأهلية وفق صيغة سيطرة الشيعة على جهاز الدولة وهو ما يعززه وصم المقاومة بـ'الإرهاب' أو أنها مقاومة قطاع من السنة يخشى التهميش وأن المقاومة ليست لتحرير العراق وإنما لنيل السنة حقوقهم.

وهو ما يتطلب من المقاومة إعداد نفسها لهذا الاحتمال من خلال إقامة أوسع أشكال التنسيق مع جبهة واسعة من المجموعات والتيارات المعارضة، لهذا الاحتمال والتضرر منه، إذ إن هذا الوضع يعني إبعادًا لأطراف عديدة أخرى في الجنوب، يمكن تنشيطها ودفعها للتعاون.

ثانيا : تحدي إمكانية وصول بعض قوات عربية أو إسلامية في ظل التهاوي الحادث لمواقف الدول العربية أمام الضغوط الأمريكية والصهيونية:

في ضوء الانهيار المتواصل لمشروع الاحتلال والضغط الداخلي المتصاعد داخل الولايات المتحدة على إدارة بوش بسبب نجاح خطط المقاومة عسكريًا لن يكون أمام القوات المحتلة سوى تعريب الاحتلال [بعد فشلها في محاولة تدويله] من خلال تقديم تنازلات حقيقية – نحن لا نتحدث عن الوضع في اللحظة الراهنة ولكننا نتحدث عن مرحلة قد تمتد عامًا أو يزيد – لدول الجوار بهذه الطريقة أو تلك، وربما يكون ذلك عبر تفجير حرب أهلية داخل العراق وإدخال قوات من دول الجوار على تلك الخلفية، وهنا تواجه المقاومة تحدي مواجهة هذا الاحتمال، وهي مواجهة لن تكون ناجحة إلا بتضييق الخناق على قوات الاحتلال وتشديد وتعميق عزلتها، فكلما تمكنت المقاومة من توجيه الضربات لقوات الاحتلال قل حماس القوات من دول أخرى على القدوم إلى العراق، مع إرسال رسائل دقيقة محددة لدول الجوار والدول العربية والإسلامية برفض دخول أية قوات تحت أي مبرر.

ثالثا : تحدي محاولة الاحتلال ضرب وتكسير الأشكال والهيئات والتجمعات الداعمة للمقاومة:

فمنذ أن بدأت هيئة علماء المسلمين نشاطها وقوات الاحتلال تطارد وتقتل قياداتها، غير أن المرحلة فيما بعد إعلان الهيئة موقف المقاطعة للانتخابات شهدت تصعيد قوات الاحتلال لعملية التنكيل والقتل، وهو ما يفرض تحديًا على المقاومة في توفير سبل حماية في المناطق المحررة لهذه القيادات مع التشدد في استمرار فكرة الفصل بين العمل المقاوم والعمل السياسي حتى لا تجعل قوات الاحتلال من ذلك حجة لعمليات قتل واسعة ولإتاحة فرصة واسعة لكل من النشاطين في العمل.

إن أخطر ما يمكن أن يحدث هنا هو أن لا تحافظ المقاومة رغم كل التضحيات على مبدأ الفصل بين العمل المقاوم – أجهزته ومكوناته - والهيئات والتجمعات والجماعات السياسية ، خاصة في الوقت الراهن، غير أن ثمة طرقًا متعددة للحماية، بتوجيه ضربات محددة ردًا على تلك الضربات التي توجه ضد هيئات دعم المقاومة وموجهة تحديدًا ضد الوحدات أو المجموعات من الشرطة أو حرس حماية الاحتلال، والإعلان عن ذلك لردع من يقومون بتلك الأعمال من جيش الاحتلال، كما يمكن في بعض الأماكن تشكيل نطاقات حماية لبعض الشخصيات... إلخ.

رابعا : تحدي اندلاع حرب أهلية بما يحمله من مخاطر:

وهي حرب تجري حاليًا بالفعل وفق آليات مبسطة، من خلال وجود أعداد كبيرة من المرتبطين بمنظمة بدر وحركة الجلبي وحزب الدعوة داخل أجهزة الشرطة وحرس الاحتلال، غير أن المتوقع أن يلجأ الاحتلال إلى توسيع الحالة وتحويلها إلى حالة واسعة مباشرة عامة - وربما قوى إقليمية أخرى مثل إيران - حين ينتهي الأمر بالاحتلال إلى حالات من الفشل التكتيكي – إضافة إلى الفشل الاستراتيجي الذي اعترف به القادة الأمريكيين العسكريين -.

وحين تفشل محاولة رموز شيعية في السيطرة على جهاز الدولة في العراق، وبسبب انكشاف وانفضاح لعبة تعاون مراجع شيعية في السيطرة على العراق في مواجهة حتى مع حركة الصدر التي رفضت الاحتلال وحاولت مقاومته عسكريًا. هنا قد يلجأ الطرفان أن الحل الأوفق لمصالحهما هو إشعال حرب أهلية، خاصة إذا تزايدت قوة المقاومة وامتد نطاقها إلى الجنوب والشمال.

وهو احتمال يجب أن تتحسب له المقاومة، من خلال العمل في الاتجاهات التالية:

1- إعلانات سياسية واضحة، تعزز فكرة واتجاه أن المقاومة برنامجها هو تحرير العراق كله.

2- توسيع رقعة العمل المقاوم ضد الاحتلال وعناصره ورموزه.

3- التركيز في أعمال المقاومة على أشد الرموز تعاونًا مع قوات الاحتلال.

4- هذا بالإضافة إلى توسيع رقعة التحالفات داخل المجتمع العراقي.

5- العمل على استنهاض أشكال التعبير الجماهيري من خلال المظاهرات والإضرابات والتمردات الشعبية لما لذلك من أهمية من حشد رأى عام داخلي والحصول على قوة جماهيرية واسعة من القطاعات التي لا تمكنها ظروفها وأوضاعها من الانخراط في عمليات المقاومة.

المرحلة الثانية من خطة تحرير العراق .. الاتجاه العام:

كان الاتجاه العام في المرحلة الأولى هو اتجاه منع تشكيل سلطة الاحتلال [مواجهة مجلس الحكم والوزارة والشرطة والحرس العميل].

أما الاتجاه العام في هذه المرحلة فهو الاتجاه نحو بناء سلطة بديلة في العراق والتوسع بالمقاومة بالمناطق المحررة إلى كافة عموم العراق وفق درجات متفاوتة من القوة، والانطلاق إلى المرحلة الثالثة والأخيرة مرحلة السيطرة على الأرض في أهم مفاصل العراق السكانية والجغرافية والتحول باتجاه الهجوم العام على قوات الاحتلال. وهو أمر يحتاج إلى دراسة خاصة سنحاول إنجازها بإذن الله.

إن تصاعد قوة المقاومة وتوسع قدرتها على العمل وتحويلها قوات الاحتلال إلى الانعزال وبدء التقوقع في معسكراتها الرئيسة وشل قدرتها على تركيز جانب كبير من القوات البرية لمهاجمة مدينة أو منطقة بعينها، ينبغي أن يتوازى معه بدء بناء سلطات جهاز الدولة العراقي الجديد للعراق الجديد ما بعد الاحتلال.

إن مثل هذا العمل هو اتجاه الصراع الاستراتيجي وهدف الصراع في كل المراحل، غير أن المرحلة الأولى كان اتجاهها هو منع الاحتلال من بناء جهاز دولة عميل، وفي الثانية تبدأ المقاومة في بناء جهاز الدولة الجديد، ليكون في المرحلة الثالثة جاهزًا لاستلام السلطة أو هو بتعبير أدق يكون بارزًا وواضحًا خلال مرحلة الصراع الثانية ويتطور ليكون رمزًا للعراق الجديد.

إن عزل السلطة العميلة وحصار قوات الاحتلال وانحسار الاحتلال عن بعض المدن، ومنع محاولة تغيير هوية العراق، ومنع وصول قوات أخرى... إلخ، أمر يرتبط بما بعده وإلا أصبح العمل المقاوم هو مجرد عمل رافض للآخر أو للاحتلال وليس عملاً إيجابيًا، والعمل الإيجابي لا يكون فقط بفعل المقاومة ولكن بفعل البناء لأجهزة الدولة الجديدة.

إن المقاومة في جانب أساسي منها تشكيل ذو طابع عسكري – هو سياسي بالضرورة والطبيعة ؛ بحكم أنهم أصحاب رؤية وموقف سياسي – لكن جهاز الدولة نفسه يحتاج إلى جوانب أخرى خلاف العمل المقاوم. وبناء أجهزة الدولة الجديدة قد يكون في الجانب الرئيس منه هو تطوير للشكل السياسي لقيادة المقاومة وللأطراف المشاركة فيها.

وهو ما يتطلب بداية توحيد فصائل المقاومة وتكوين أشكال أوسع على المستويات السياسية والتنظيمية والعسكرية حسب الظروف الممكنة على الأرض ومع عدم الإخلال بقواعد أمان المقاومين ، لكن ذلك يعتبر شرطًا ضروريًا لإنجاز مهام هذه المرحلة، سواء على المستوى السياسي أو على المستوى التنظيمي أو على المستوى العسكري ، وهو ما يستدعي:

أولاً: تطوير العلاقات بين المجموعات المقاومة وتشكيل قيادة عليا موحدة إن أمكن بين جميع القوى أو القوى الأكثر أهمية، وتنسيق الجهود والعمليات.

ثانيًا: توسيع نشاط المقاومة في المناطق الشمالية والجنوبية على أرضية اتفاقات سياسية واضحة، وغالبًا ما يبدأ ذلك عبر علاقات تقاطع مصالح ثم إجراءات تحالف وتعاون إلى أن يصل إلى التنسيق الأعلى والأوسع.

ثالثًا: القيام بعمليات فضح شاملة لكل الرموز المتعاونة مع الاحتلال، والعمل الحاسم المبكر في مواجهتها.

وما النصر إلا من عند المولى العلى القدير


كتبه للمفكرة الأستاذ طلعت رميح