الناصر
27-12-2004, 07:33 PM
الفلوجة أمل شعوب العالم في التحرر من الامبريالية والصهيوينة
شبكة البصرة
عقد مؤخرا في مدينة أيندهوفن الهولندية مؤتمرا دام لمدة أربعة أيام نظمه اتحاد الأحزاب اليسارية لجنوب شرق أسيا "التنظيم الدولي لمساندة صراعات الشعوب" (ILPS) مع حضور وفود من شتى أنحاء العالم, من الفلبين وتركيا وفلسطين وكندا وأمريكا. كان لي الشرف أن أقدم باسم التحالف الوطني العراقي كلمة عن وضع النساء العراقيات في ظل الاحتلال وعن المقاومة العراقية و دور المرأة فيها. وذلك في اطار ورشة عمل عن وضع النساء في العالم.
عقد المؤتمر في الوقت الذي كانت فيه الفلوجة تعيش تحت القصف الأمريكي المكثف وكانت أخبار المقاومة الرائعة تهل علينا من المدينة المحاصرة. بعد انتهائي من القاء الكلمة حول المقاومة العراقية جائتني الأخبار بالهاتف من أصدقاء حول ما يجري في مدينة تلعفر و الفلوجة على حد سواء. لم أتتردد لحظة فخرجت الى الوفود المجتمعة وتوجهت لهم بالقول بأن صراعهم النظري والخطابي ضد الامبريالية والصهيونية ينفذه اليوم أبطال العراق على أرض الفلوجة بقوة السلاح. فاخوتنا في الفلوجة كانوا قد تمكنوا حينها من جرح ما يزيد على مئتي جندي أمريكي و قتل عدد لا بأس به من الجنود ،كما أن أبطالنا في مدينة تلعفر كانوا قد هاجموا سجن المدينة و حرروا اخوتهم الأسرى من أيدي المحتل و عملائه في جهاز الشرطة. كنت أعرف أن المجتمعين تسعدهم أخبار المقاومة لكني لم أدرك أن الفرحة ستكون عارمة بهذا الشكل. لم أدرك أن فرحتي التي أبديها عادة أمام شاشة التلفاز عند سماع خبر مقتل أو جرح جندي أمريكي والتي أحاول اخفائها حينما أكون في الأماكن العامة، لم أدرك بأن ذات الفرحة قد اعترت الحضور و لم يترددوا في التعبير عنها و لم يتحفظوا كشعوب أوروبا الغربية الذين يحاولون ابداء "تحضرهم" من خلال نبذ "العنف" . اذ ان الأمر مع أخوتنا الفلبينيين و الأتراك بدا مختلفا، لم أشهد تصفيقا بهذه القوة و الحماس. انهالت الدموع فرحا بأخبار الفلوجة و عرفت حينها بأن الفلوجة أصبحت اليوم الأمل الذي تصبو اليه أنظار العالم. نعم لقد أصبحت المقاومة العراقية النور الذي يضئ طريق المناضلين ضد الهيمنة الأمريكية.
كان الجمع ينظر الي و لزميلي من التحالف الوطني (السيد سامي جواد) كأننا قديسين جئنا لهم حاملين راية الخلاص. لم نكن نحن نمثل المقاومة العراقية المسلحة و لكننا كنا نتحدث بلغة المقاومة و بلسان المقاومة. لم تمنحنا المقاومة العراقية المسلحة بعد شرف تمثيلها و لكننا نؤمن بأننا قادرون على حمل راية الجهاد و النضال ضد المحتل الصهيوني حتى وان لم نكلف رسميا بذلك. نحن ندرك بأن دورنا في النضال ضد المحتل له شكل أخر يختلف عن نضال أخوتنا في الفلوجة و الأنبار و سامرة و المدن الأخرى. نحن معهم في نفس الخندق من أجل نفس الأهداف لكن اسلوبنا الذي حتمته علينا ظروف الاقامة و المعيشة يختلف. فولله لو أن العراق تنقصه القدرات و الطاقات لحمل السلاح لكنا أول المتطوعين. ولكننا ندرك بأن العراق في هذه المرحلة لديه ما يكفي من المقاتلين البواسل ، الأمر الذي يحتم علينا دعمهم سياسيا وفكريا كل منا بجهوده وحسب المستطاع. نحن نؤمن بأن عملنا لحشد الدعم للمقاومة العراقية في الخارج هو عمل صعب و يكتنفه كثير من المخاطر فأوروبا و الغرب بشكل عام ليس بحامي الحريات كما يظن البعض ، نعم يحق لنا الكلام هنا ولكن الى أي حد؟. نحن لا نخشى من ابداء موقفنا الداعم للمقاومة العراقية المسلحة بل على العكس فاننا لا نتردد في الخوض في هذا الموضوع كلما سنحت الفرصة. كما أننا نؤكد دوما على أننا لسنا نسوق للتحالف الوطني العراقي بل اننا نسعى للتعريف بالمقاومة العراقية , من هي وكيف تعمل وما هي حقيقة الوضع في العراق هذا اضافة الى توضيح موقفنا و موقف الكثير من العراقيين الوطنيين الرافض للعبة الانتخابات البائسة والرافض للتعامل مع حكومة العملاء التي جاء بها المحتل. اذ اننا لا نسعى من أجل منصب أو كرسي فلو أردنا ذلك هاهو باب العمالة لا يزال مفتوحا على مصراعيه لكل من يريد بيع الوطن.
الأمر الأخر الذي أثر في نفسي كثيرا ، هو ما قاله لي أحد الحضور الذي أكد بأن جزءا كبيرا من الشعب الياباني كان قد ساند الحرب على العراق لقناعته بأن المرأة العراقية كانت تعيش حالة من القهر و العزلة عن المجتمع في ظل الحكومة العراقية السابقة. حينها تأكد لي بأن التعريف بالقضية العراقية لا بد وأن يشمل التعريف بقضية المرأة العراقية على وجه الخصوص. فهي ليست بقضية تحرير جنسي أو مسألة تحرير المرأة من اضطهاد الرجل كما تروج لها رفيقات حزب العمال الشيوعي العراقي. انها قضية تحرير البلاد من المحتل . ليس ثمة مقارنة بين اضطهاد الرجل و اضطهاد المحتل.
فالمرأة العراقية لم تكن تنتظر المحتل ليحررها من النظام العشائري أو من سلطة الرجل ، المرأة العراقية كانت تنتظر المحتل على عتبة منزلها لتلقنه درسا في التحرير و دحر الغزاة. ومثال الشهيدتان نور الشمري ووداد الدليمي (قامتا بأول عمليتان استشهاديتان ضد المحتل في 4- 4- 2003) سيبقى حاضرا دوما مهما حاول البعض تناسي بطولات المرأة العراقية منذ بداية هذه الحرب و حتى الأن ، باعتبار أن المقاومة (الارهاب في نظرهم) رجولية - ذكورية تسعى لتحطيم ما توصلت اليه المرأة العراقية بعد "التحرير" من "حقوق" متمثلة بالحصة من مجلس الحكم ( 25%) والحكومة العراقية العميلة المؤقتة و "المنتخبة" متناسين بذلك حقوق اخوات لهن في سجون الاحتلال يعانين يوميا أقصى أشكال التعذيب و الاهانات.
ان ايماننا بالمهمة -بل الواجب الوطني- الذي نقوم به في التوعية بعدالة القضية العراقية و أهمية المقاومة المسلحة من جهة و بحقيقة وضع المرأة العراقية في سجون الاحتلال و دورها في النضال ضد المحتل يعطينا الزخم الكافي لنستمر مع اخوتنا في العراق في النضال حتى دحر الاحتلال واستعادة استقلال البلاد.
وفي الختام لأهل الفلوجة وأهل العراق أحر السلام منا و من اخوة لكم في الفلبيين و تركيا و فلسطين ومن اخوة أخرون كثر.
شبكة البصرة
عقد مؤخرا في مدينة أيندهوفن الهولندية مؤتمرا دام لمدة أربعة أيام نظمه اتحاد الأحزاب اليسارية لجنوب شرق أسيا "التنظيم الدولي لمساندة صراعات الشعوب" (ILPS) مع حضور وفود من شتى أنحاء العالم, من الفلبين وتركيا وفلسطين وكندا وأمريكا. كان لي الشرف أن أقدم باسم التحالف الوطني العراقي كلمة عن وضع النساء العراقيات في ظل الاحتلال وعن المقاومة العراقية و دور المرأة فيها. وذلك في اطار ورشة عمل عن وضع النساء في العالم.
عقد المؤتمر في الوقت الذي كانت فيه الفلوجة تعيش تحت القصف الأمريكي المكثف وكانت أخبار المقاومة الرائعة تهل علينا من المدينة المحاصرة. بعد انتهائي من القاء الكلمة حول المقاومة العراقية جائتني الأخبار بالهاتف من أصدقاء حول ما يجري في مدينة تلعفر و الفلوجة على حد سواء. لم أتتردد لحظة فخرجت الى الوفود المجتمعة وتوجهت لهم بالقول بأن صراعهم النظري والخطابي ضد الامبريالية والصهيونية ينفذه اليوم أبطال العراق على أرض الفلوجة بقوة السلاح. فاخوتنا في الفلوجة كانوا قد تمكنوا حينها من جرح ما يزيد على مئتي جندي أمريكي و قتل عدد لا بأس به من الجنود ،كما أن أبطالنا في مدينة تلعفر كانوا قد هاجموا سجن المدينة و حرروا اخوتهم الأسرى من أيدي المحتل و عملائه في جهاز الشرطة. كنت أعرف أن المجتمعين تسعدهم أخبار المقاومة لكني لم أدرك أن الفرحة ستكون عارمة بهذا الشكل. لم أدرك أن فرحتي التي أبديها عادة أمام شاشة التلفاز عند سماع خبر مقتل أو جرح جندي أمريكي والتي أحاول اخفائها حينما أكون في الأماكن العامة، لم أدرك بأن ذات الفرحة قد اعترت الحضور و لم يترددوا في التعبير عنها و لم يتحفظوا كشعوب أوروبا الغربية الذين يحاولون ابداء "تحضرهم" من خلال نبذ "العنف" . اذ ان الأمر مع أخوتنا الفلبينيين و الأتراك بدا مختلفا، لم أشهد تصفيقا بهذه القوة و الحماس. انهالت الدموع فرحا بأخبار الفلوجة و عرفت حينها بأن الفلوجة أصبحت اليوم الأمل الذي تصبو اليه أنظار العالم. نعم لقد أصبحت المقاومة العراقية النور الذي يضئ طريق المناضلين ضد الهيمنة الأمريكية.
كان الجمع ينظر الي و لزميلي من التحالف الوطني (السيد سامي جواد) كأننا قديسين جئنا لهم حاملين راية الخلاص. لم نكن نحن نمثل المقاومة العراقية المسلحة و لكننا كنا نتحدث بلغة المقاومة و بلسان المقاومة. لم تمنحنا المقاومة العراقية المسلحة بعد شرف تمثيلها و لكننا نؤمن بأننا قادرون على حمل راية الجهاد و النضال ضد المحتل الصهيوني حتى وان لم نكلف رسميا بذلك. نحن ندرك بأن دورنا في النضال ضد المحتل له شكل أخر يختلف عن نضال أخوتنا في الفلوجة و الأنبار و سامرة و المدن الأخرى. نحن معهم في نفس الخندق من أجل نفس الأهداف لكن اسلوبنا الذي حتمته علينا ظروف الاقامة و المعيشة يختلف. فولله لو أن العراق تنقصه القدرات و الطاقات لحمل السلاح لكنا أول المتطوعين. ولكننا ندرك بأن العراق في هذه المرحلة لديه ما يكفي من المقاتلين البواسل ، الأمر الذي يحتم علينا دعمهم سياسيا وفكريا كل منا بجهوده وحسب المستطاع. نحن نؤمن بأن عملنا لحشد الدعم للمقاومة العراقية في الخارج هو عمل صعب و يكتنفه كثير من المخاطر فأوروبا و الغرب بشكل عام ليس بحامي الحريات كما يظن البعض ، نعم يحق لنا الكلام هنا ولكن الى أي حد؟. نحن لا نخشى من ابداء موقفنا الداعم للمقاومة العراقية المسلحة بل على العكس فاننا لا نتردد في الخوض في هذا الموضوع كلما سنحت الفرصة. كما أننا نؤكد دوما على أننا لسنا نسوق للتحالف الوطني العراقي بل اننا نسعى للتعريف بالمقاومة العراقية , من هي وكيف تعمل وما هي حقيقة الوضع في العراق هذا اضافة الى توضيح موقفنا و موقف الكثير من العراقيين الوطنيين الرافض للعبة الانتخابات البائسة والرافض للتعامل مع حكومة العملاء التي جاء بها المحتل. اذ اننا لا نسعى من أجل منصب أو كرسي فلو أردنا ذلك هاهو باب العمالة لا يزال مفتوحا على مصراعيه لكل من يريد بيع الوطن.
الأمر الأخر الذي أثر في نفسي كثيرا ، هو ما قاله لي أحد الحضور الذي أكد بأن جزءا كبيرا من الشعب الياباني كان قد ساند الحرب على العراق لقناعته بأن المرأة العراقية كانت تعيش حالة من القهر و العزلة عن المجتمع في ظل الحكومة العراقية السابقة. حينها تأكد لي بأن التعريف بالقضية العراقية لا بد وأن يشمل التعريف بقضية المرأة العراقية على وجه الخصوص. فهي ليست بقضية تحرير جنسي أو مسألة تحرير المرأة من اضطهاد الرجل كما تروج لها رفيقات حزب العمال الشيوعي العراقي. انها قضية تحرير البلاد من المحتل . ليس ثمة مقارنة بين اضطهاد الرجل و اضطهاد المحتل.
فالمرأة العراقية لم تكن تنتظر المحتل ليحررها من النظام العشائري أو من سلطة الرجل ، المرأة العراقية كانت تنتظر المحتل على عتبة منزلها لتلقنه درسا في التحرير و دحر الغزاة. ومثال الشهيدتان نور الشمري ووداد الدليمي (قامتا بأول عمليتان استشهاديتان ضد المحتل في 4- 4- 2003) سيبقى حاضرا دوما مهما حاول البعض تناسي بطولات المرأة العراقية منذ بداية هذه الحرب و حتى الأن ، باعتبار أن المقاومة (الارهاب في نظرهم) رجولية - ذكورية تسعى لتحطيم ما توصلت اليه المرأة العراقية بعد "التحرير" من "حقوق" متمثلة بالحصة من مجلس الحكم ( 25%) والحكومة العراقية العميلة المؤقتة و "المنتخبة" متناسين بذلك حقوق اخوات لهن في سجون الاحتلال يعانين يوميا أقصى أشكال التعذيب و الاهانات.
ان ايماننا بالمهمة -بل الواجب الوطني- الذي نقوم به في التوعية بعدالة القضية العراقية و أهمية المقاومة المسلحة من جهة و بحقيقة وضع المرأة العراقية في سجون الاحتلال و دورها في النضال ضد المحتل يعطينا الزخم الكافي لنستمر مع اخوتنا في العراق في النضال حتى دحر الاحتلال واستعادة استقلال البلاد.
وفي الختام لأهل الفلوجة وأهل العراق أحر السلام منا و من اخوة لكم في الفلبيين و تركيا و فلسطين ومن اخوة أخرون كثر.