المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اربح لجوءً واخسر كرامة ووطن .



الملكة
27-12-2004, 12:05 AM
خلال زيارتي عام 2000 م لمدينة من المفروض أن اليهود بها ضد الصهوينة العالمية هالني سوء تعامل مدير منتج طالبي اللجوء السياسي والاستيطان مهم. تعامل لايختلف كثيرا عن تعامل جنود الإحتلال مع سكان المدن الفلسطينية من نصف قرن ومع الشعب العراقي حديث الإحتلال على حواجز العبور الى منازلهم الفارغة مل كل شيء إلا من صراخ الأرواح التي زهقت ظلما وبهتانا....!

اللاجئون كانوا ومازالوا يعاملون كالجناة في كل البلاد التي تسوق الحقوقية للفقراء والظرفاء ممن يحلم بحياة أفضل بعد أن ضاقت به المدن المسكونة بعقول لايمكن أن تتطور ..وسلاطين لايمكن أن تموت ..!

كانوا ومازالوا . يُحتجزون تحت رقابة مشددة في شبه معتقلات نائية عن المدن، محاطة بأسوار شائكة يستقبلهم بها من يتهكم على العنصرية ليمارسها بحرية ليقذف بالأسر المحطمة داخل جدران لا دفء فيها ولا أرواح طاهرة .. .!

من بين النزلاء الجدد كانت أسرة منكوبة بالفقر من جنوب افريقيا تصرخ بوجه المدير تريد مايسكتهم صغيرتهم من الحليب ..اسرة تصارعت مع الموت وتجار البشر حتى قذف بها إ لى سجن لا يختلف كثير عن السجون الكثيرة في بلادنا.. !


كنت ارافق صديقتي التونسية - التي كنت معجبة بعملها الإنساني بالوظيفة الجديدة ..ووطلبت مرافقتها ليوم واحد فقط بهدف الإطلاع على وضع الاجئيت وعمل بعض الحوارات معهم (والتي سأكتبها لكم لاحقا) ..لم تكن صديقتي تعلم ما أنويه لكنها تعلم فقط فضول صاحبة قلم فضولي ..رحبت بالفكرة مستأذنة رئيسها بالعمل الذي رحب بالفكرة برحابة صدر ..!

حاولت أن استفيد من كل ثانية بتلك الزيارة داخل المنتجع - ولازلت أتذكر المكان الذي يبعث على الكأبة والضيق .. . صديقتي كان لها غرفة إستراحة خلال المناوبة الليلة لاتزيد مساحتها عن 3 م ضرب 2 م بداخلها سريران وخزانة ملابس قديمة .. أما مكتبها فهو صغر جدا خالي من الدباديب والعطور التي تزين مكاتب الموظفات في بلاد من يطلب اللجوء ..قريب جدا من مكتب المدير الخالي من الكراسي والضيوف وعلب السجائر والصور والتماثيل . كما رقبته الخاليه من العقدة والعطر من ماركة الصاروخ ..!

تفحصت المكان من أول وصولي اليه مع صديقتي التي يبدا عملها من السابعة مساءا حتى الثانية ظهرا وهو وقتا كافيا لمعاصرة دورة عمل يومية كاملة في ذلك المكان الذي تمكنت من دخوله رغم انف سخرية أصدقائي من برنامجي السياحي في بلاد الغرب الذي يقصد العرب فنادقه الحمراء فقط ( فنادق للرجال وأخرى للنساء ) ..!


في المساء أعدت صديقتي برنامح الرحلة الشهرية لنزلاء المنتج لقضاء حاجاتهم من السوق وتغير الهوى الفاسد داخخل غرف المنتجع رغم الهواء الذي يقصده كل العالم لنقاءه ..! حيث يصرف لهم مبالغ بسيطة لشراء بعض الحاجات الملحة ..!
تأملت وجوه الضحايا لأجد في محياهم يؤس العالم وقد تم استقبالهم وقبولهم كلاجئين. يتركون لشهور طويلة واحيانا لسنوات في منتجعات حالها ليس أفضل من حال السجون ..ليقبل منهم أعداد قليلة وترفض ألأغلبية ممن يرافقهم النحس أينما أتجهت ريحهم ..!

..وفي الصباح الباكر بدا الضجيج وصراخ الأطفال ...

يصرخ بصوت مرتفع : هي .زنريد ما نسكت بها هذه الطفلة ..

هرع المسؤول المناوب وأنا وصديقتي الى صالة الإستقبال ..فزجر المسؤول الرجل ..طالبا منه الصمت والعودة الى الغرفة..حتى الساعة السادسة والتصف موعد الإفطار ...!
قال الرجل : لكن الصغيرة ستموت من الصراخ ..ولا تفهم المواعيد ..نريد قليلا من الحليب والماء .لها ..

قال المسؤول : ..عد الى الغرفة وإرجع الساعة السادسة والنصف .

حاول الرجل أن يفهمه ...لكنه لم يعطيه أي فرصة ..

علا صراخ الطفلة وصوت الرجل بينما الأم فقد كانت تبكي بصمت مرير ..ولم ينفع كل أنواع الصراخ ولا الغضب مع المسؤول الذي اصر على عودتهم حتى السادسة والتصف.

سكتت الطفلة بعد أن أرهقها الصراخ فهي تعودت على البكاء والصمت دون تلبية حاجتها . تدربت على اسكات الجوع بالبكاء منذ خروجها من أرصفة الفقر والظلم والحاجة منذ أربعون يوما قرا أبويها بها الى الجنة الموعودة . .. على وجوههم بين امواج المحيطات الهائجة،..حيث نجت مركبتهم من بين مراكب كثيرة تحطمت وحولت ركابها الى وجبات آدمية سريعة تلذذ بها الحيتان واسماك القرش. ..آلاف اللاجئين من الهند وباكستان وجنوب افريقا من إيران وإفغانستان ..من المغرب والعراق والجزائر ..من توس من كل البلدان العربية مراكب تحمل بضائع أدمية لقت حتفها في المحيطات، لتحط على ضفاف الأنهار جثث هامدة أوأشلاء يتاجر بها لأخر رمق إ


.تعمدت خلال تلك الزيارة أن أدون شواهد على عربدة العالم ضد حقوق الإنسان الفقير وتجيرها للأغنياء فقط ..! .. تمكنت من الإطلاع على نموذج الوثيقة التي يدرب طالب اللجوء على تدوينها رغم أن الإطلاع عليها من المحاذير لغير أصحاب الشان لتملأ بحضور الموظف المختص..!

ثمة وثيقة يوقع عليها كل طالب لجوء ليكسب بها لجوء ويخسر كرامة ووطن .يلصق به الإرهاب ..! كل مايذكر بالوثيقة يدين بلدك وأهلك .. وعلى كل محتاج أن يبوح بمأسيه مع بعض البهارات الحارة من أجل التسريع بلجوء يتعهد به يهود العالم حيث يترأس الصهاينة إدارة المنتجعات لمارسة هوايتهم في إذلال الشعوب وشتم المسلمين تحديداً ..لتبدأ في المنتجعات معاناتهم الجديدة والتي سيعبروا بها الى الجنة بواسطة الصهاينة ممن يدير منتجعات اللجوء بعمل منظم وموجه ضد الدول الفقيرة للإحتلالها يوما بسبب الإرهاب بعد المتاجرة بحقوقهم عكس مايفيدوا .. .!


لذا اقول لك ايها المسلم المسحوق ..والعربي المسلوخ جلده حياً والفقير الذي استهلك الجوع والدموع من كل المعمورة ...اربح لجوء لتخسر ماتبقى لك من الكرامة والوطن .