الناصر
24-12-2004, 07:35 PM
(( بدون تعليق))
شبكة البصرة
د. عبد الله شمس الحق
أود أن أعرض حكاية حادثة جرت في حزيران /2004 بين( جعفوري) وقريب له ذكرّها لنا هذا القريب - شخصيآ - بعد هروبه من العراق.. وهو ممتعض من قريبه - جعفوري -( إبن عمه)!! وحاولنا بأقصى مايمكن من الأبقاء على أسلوب الراوي -المتحدث- في هذا العرض قدر الأمكان .. و((بدون تعليق))..! وأرجو المعذرة في أنني كنت مضطرآ الى تحويل (اللهجة الشعبية) الى لغة
( فصحى) لتيسير فهم الحكاية للقارئ العام..!! إذ يقول هذا الراوي - كنت قد أقمت في( كندا)!! أكثرمن 8 سنوات.. وحصل أحد أولادي على (الجنسية الكندية) قبل عودتنا الى العراق في مايس/ 03 , وكنا (أنا وأبن عمي) - مسؤول حزبنا اليوم ( جعفوري) من قدامى أعضاء (حزب الدعوة) ولكني سبقته في الأنتماء بفترة..! بل أنا الذي منْ إستقدمه ليدله على طريق الحزب!! وبعد رجوعي الى (بغداد) مباشرة".. تم تخصيص دار لي في أحدى مناطقها..! مع مبلغ من المال وسيارة وغيرها من المستلزمات الضرورية..! وبعد أن نال( إبن عمي) المذكورمنصب( نائب رئيس الوزراء ).. كان لابد من تقديم التهاني له..! فأستأذنته كي نزوره..! وقال أنه سيبعث من يقودنا اليه!! فشاءت الصدف أن أصطحب افراد عائلتي معي!! فوصلنا الى البيت الرائع الذي كان قد إستحله داخل العاصمة بغداد..! فبعد تقديم التهاني ومجاملات عائلية روتينية.. إنتقلنا للحديث عن أمور(الحزب).. ثمّ من باب الحرص أخبرته: أنه ليس من غريب بيننا الآن يا ( إبن العم )..!! والعيب الذي تلام به هو عيب عليّ.. و يعنيني بقدر مايعنيك!! لذا سأخبرك بصراحة ما يفيدنا وأنت على (رأس الحزب) و( نائب رئيس وزراء) وأفضل من أن يوجهه لك الغريب من وراء ظهرك.!! فيقول المتحدث - وجدت ( أبن عمي) إشحوحب الوجه وبرزت عناقيد التعكر على وجهه..! وكنت أود التوقف عن الحديث .. لولا مجاملته التي خدعتني رغم معرفتي التامة به.. وكما عرفته منذ عقود مخادعآ..!! على كل حال أخبرته- أنظر( يا أبراهيم)!! إمتثالآ لما نؤمن به ونردده ((عليّ مع الحّق والحّق مع علّي )) لقد فتح الله عليك ما لم تحلم به طوال عمرك! وكثرت مقابلاتك الأعلامية والتلفزيونية!! والعراقيون كما يقولون .. هم في وصف أنفسهم - وباللهجة العراقية -" مفتحين باللبن "!! فمن أجل أن تكون في مأمن من الأنتقادات التي قد تؤدي بشعبية حزبنا وأنت رئيس الحزب الرسمي اليوم وأنت تواجه الشعب... أنصحك بحفظ وأتقان عدد لابأس منه من الآيات القرآنية لتبدوا حقآ أنك على رئاسة (حزب أسلامي) وليس حزب عادي .. ثم يقول- أضفت القول وأنا متصورأن هذه العبارة ستصحيه من غفوته - ( أن صدام حسين الذي لايعجبنا ونتهمه بالكفركانت لاتمرّ له عشرة أسطرفي خطاب أو عبارة أو حديث تلفزيوني إلا وكان قد ذكرأسم الله أو آية قرآنية و.. و.. وو)..!! فيقول الراوي لم أرى إلا وقدح ( الشراب)!! الذي كان بيده يصطدم برأسي مع كل أقباح الفشار, ويقول لي أخرج من بيتي يا و..يا و.. يا..!! ثم أضاف - لو لم تكن عائلتك معك الآن لأتهمتك (بالصدامي)!! وجعلت (حراسي الأمريكان) الذين يملئون البيت يعتقلوك كالكلب..!! فيكمل الراوي بألم ..غادرته وأنا لاأستطيع جواب زوجتي ولا أبني الكبير لشرح ما جرى .!! والخجل ينتابني منهم ومن منظري المبتل (بالشراب).. وفي ليلة لم أنم فيها حتى الصباح.. ومع أول الفجر.. ولكي أستفرغ ما في نفسي..!! إتصلت بوالدي تلفونيآ وأخبرته بما جرى..!! لعلّ وأن يرد عليه أو يعاتبّه على ما فعل بأعتبار أنه يمثل (عمّه وكبير العائلة)!!. بالطبع لم أفكر مطلقآ بأخبار( الحزب) لأن حوادث غامضة من التصفية حصلت بين أعضاءه المعدودين في غضون الفترة القصيرة الماضية.. كما أن الأستحياء الأجتماعي جعلني أن أستبعد مثل هذه الفكرة أصلآ..!!على كل حال أخبرني والدي بعد أن أخبرته بما حدث قائلآ - (( والله ليقتلك ويقتل أباك... أنسيت ما فعله هذا الحقير- بأخي- ورغم كل هدا الزمن الذي فارقه أكثرمن (25)عامآ لغاية وفاته عام 2001..!! ولم يؤلمه ضميره يومآ ليرسل خطابآ في وريقة ليستسمحه ويسأله العفو.. يوم أعتدى عليه بالضرب وهرب في اليوم التالي من العراق الى(الكويت)..!! ويضيف الراوي .. فأخبرني والدي (( كنْ حذرآ يا بنّي كلّ الحذر..!!)).. وفي ذات الصباح ..! حيث بدأت الآلآم تكبس على رأسي بشدّة من فظاعة التفكيرفيما حصل , قررت الخروج بسيارتي لترتيب أوراق( مزرعة) تملكتها!! في دائرة في (مركز المدينة)!! , وما برحت الخروج بسيارتي من (كراج) المنزل إلا وطلقات نارية وجهت نحوي , بشكل مفاجئ , إصطدمت على أثرها بأعمدة حديدية زرعت على جنب الحديقة الخارجية من المنزل , وهرعت زوجتي مرعوبة نحوي من داخل البيت ومن ثمّ إبني الكبير...!! وكل هّذا الوقت كنت أتلمس جسدي بذهول للتأكد فيما لو أصابني شيئآ من الرصاص الممطر!! وهذا ما فعلت زوجتي وهي تتصارخ بعد أن فتحت باب السيارة..!! ولكن ولله الحمد لم أصب إلا بشظايا الزجاج الذي تكسّرمن فعل الرصاص , ثم اقترب بعض الأفراد من الجوارلأنني (حديث) الجيرّة معهم!! ولا يعرفون عني شيئآ !! وهذا حال الكثيرين من أمثالي من أجل ( التحرزالأمني) .. ثمّ بطبيعة الحال بدأت زوجتي وولدي يتسآلون فيما لو شخصّت أحد من الذين هاجموني !! بحضور الجيرة الواقفين!! فجاء جوابي بالنفي , لأنني فعلآ لم أنتبه الى وجودهم عندما هممت الخروج..!! فعندها تقدم أحد الجيرّة بحذر وبطئ قائلآ باللهجة البغدادية المتذمرّة التي بدأت الأعتياد عليها - {يمعود شنوما شفتهم..!!همّ نفس الجماعة اللي يجون عليك ب (المرسيديس) السودة .. بس جانو ها المرّة مسويلك شويّة ترتيبات و فيكات..}- ثمّ عاد هو ومن معه من حيث أتى من دون أي تعاطف ملموس الذي أشتهر به أهل بغداد مع الغرباء من قبل..!! وبالطبع لم أحاول معه المزيد من التوضيح..! ومازال حادث أول أمس حيّآ يغزو رأسي..!! وعندما حاول إبني الكبيرأن يستفسر من الرجل ..! منعته بالأشارة ب لا...!! وبعد أن دخلت البيت مرّة أخرى ..!! وجدت نفسي أنسانآ آخر..!! وأفكر بطريقة مناقضة عن الطريقة التي كنت أفكر بها لأيام قريبة مضت.!! وبدأت أسأل نفسي .. لم أغلقت عقولنا هكذا وغلفت بالظلام..؟! ولما جعلنا أبناء هذا البلد ينظرون الينا هكذا كالغرباء بل كالأجانب الغازين بلادهم..!! لم كل هذا التجني والأبتعاد عن الحقّ..؟! أين نحن من الدين الأسلامي الشريف ؟! وشاركنا في هذا الدمار والقتل والتخريب الذي حلّ بالبلد ونحن غير مهتمون إلا برغبة الأستحواذ على المزيد ونسوّق الأتهامات هنا وهناك ؟! ولم هكذا نحن لا نخاف الله إلا في الخطب والمناسبات ومن يجبرنا أن نكون مرآيين الى هذا الحد من الكفر..؟! ماالذي كنت أجيب به الخالق الآن لوكانت أحدى تلك الرصاصات قد أخترقت رأسي.؟! هل كانت الأموال والأمريكان سينقذوني من غضب الله ؟!...ما الذي حلّ بنا ؟!...أنؤمن ( بيوم الحساب) على أنه كلمة بين نشيد يردده الصغار؟! ورغبنا في إعادة أحداث( هولاكو )على طريقة الأفلام الامريكية على أرض بلدنا الطاهر.!! ياترى ماالذي كان سيفعله الأمام ( علي )- عليه السلام - لو قدرّ أنه اليوم بيننا..!! هل كان سيدعو شيعته الى حمل لافتات رفض الأحتلال والخروج بمظاهرات سلميّة كل يوم؟! وهل سوف كان (يتبادل القبلات) تحت (الحنوج) مع ( بريمر و باول وسانشيز)!! وكل سادات الغزو والخمر والحشيش وأصحاب خانات القمار؟! . وماذا سيكون رأيه فينا نحن من شيعته وكنا قد صرنا(منافقي) العصر و( مرشدون) للغزاة ؟! . هل كانت معاذيرنا ستكفي لتبرأنا أمام حضرته الكريمة وعقله المجبول بالعلم ولسانه المنهوج بالبلاغة من فم الرسول.؟! هل كان بأمكان ساداتنا الكرام من أن ينقذوا رقابنا من سيفه المبارك بتكبيرات الحق..؟! ثمّ أنتهى الراوي ليبيّن كيف أن هذه الأسئلة وغيرها كانت قد عصفت برأسه على حين غرة.. وانه لم ينتبه إلا وهو يذرف الدموع ماسكآ كتاب الله " القرآن " بين يديه وعلى صدره .. ويقسم بمغادرة العراق حالآ!! ولايعود إلا مجاهدآ ضد الغزاة ومن يؤازرهم .. ولكن بعد أن يبلغ بأسرته مرة" أخرى ( كندا) ثم يعود الى عراق (عليّ وحسين الشهيد).. المفارقة الكبرى التي حصلت لهذا الرجل بعد هذه الحادثة التي ذكرها لنا.. هو أنه بعدّ ان غادر الحدود العراقية كان قد دعا الله ( لصدام حسين) خيرآ( وعلى طريقته)!!.. إذ أخبرنا - بعد أن قرر مغادرة العراق - كنت مع أسرتي في الطائرة , متوجهين الى
(كندا) تذكرت يوم حصولي على اللجوء قبل حوالي 10 سنوات وأنا أتحدث فرحآ مع زوجتي في الطائرة التي كانت تقلنّا عن نجاحنا في كسب اللجوء وبعد أن كنا لفقنا عشرات القصص عن إضطهاد صدام لنا..! أما اليوم أصبحت أدرك أنه كان لجوءآ ممنوحآ في حينها للعراقيين بتدبير دولي !! على كل حال.. و بعد(10) سنوات وفي طائرة تقلنا أيضآ الى ( كندا).. اصبحت (أدندن) في أذن زوجتي.. جازاك الله (ياصدام) خيرآ لقد كنت مبررآ لنحصل على اللجوء!! الذي أفادنا اليوم في الخلاص من (أبن عم) مجرم وحقير.. ولولاك يا( صدام) منْ كان سيمنحنا اللجوء ..؟! من كان سيمنحنا الحق في اللجوء من إضطهاد بات عين اليقين من قبل منْ قضينا معهم العمرفي المؤامرة ضد الوطن..؟! فها أنا اليوم أهرب من العراق من( إبن عم) ماصدق تولى فطغى..!! المهم فشل في قتلي والحمد لله كي أصحوا هذه الصحوة قبل ان يدركني الموت..!! فتصوري يازوجتي لو لم يكن هذا اللجوء اليوم في حوزتنا فيا ترى أي منظمة دولية أو جهة كانت ستستمع لأضطهادنا من قبل(إبن عمنا) في (حكومة عراق اليوم) ؟!! وأي من الجهات هذه كانت ستصدقنا و(أبن عمي) غارق في العمالة مع الأمريكان والصهاينة هم الذين يقررون لمن يعطى أويمنح اللجوء ولماذا!!!؟؟
شبكة البصرة
د. عبد الله شمس الحق
أود أن أعرض حكاية حادثة جرت في حزيران /2004 بين( جعفوري) وقريب له ذكرّها لنا هذا القريب - شخصيآ - بعد هروبه من العراق.. وهو ممتعض من قريبه - جعفوري -( إبن عمه)!! وحاولنا بأقصى مايمكن من الأبقاء على أسلوب الراوي -المتحدث- في هذا العرض قدر الأمكان .. و((بدون تعليق))..! وأرجو المعذرة في أنني كنت مضطرآ الى تحويل (اللهجة الشعبية) الى لغة
( فصحى) لتيسير فهم الحكاية للقارئ العام..!! إذ يقول هذا الراوي - كنت قد أقمت في( كندا)!! أكثرمن 8 سنوات.. وحصل أحد أولادي على (الجنسية الكندية) قبل عودتنا الى العراق في مايس/ 03 , وكنا (أنا وأبن عمي) - مسؤول حزبنا اليوم ( جعفوري) من قدامى أعضاء (حزب الدعوة) ولكني سبقته في الأنتماء بفترة..! بل أنا الذي منْ إستقدمه ليدله على طريق الحزب!! وبعد رجوعي الى (بغداد) مباشرة".. تم تخصيص دار لي في أحدى مناطقها..! مع مبلغ من المال وسيارة وغيرها من المستلزمات الضرورية..! وبعد أن نال( إبن عمي) المذكورمنصب( نائب رئيس الوزراء ).. كان لابد من تقديم التهاني له..! فأستأذنته كي نزوره..! وقال أنه سيبعث من يقودنا اليه!! فشاءت الصدف أن أصطحب افراد عائلتي معي!! فوصلنا الى البيت الرائع الذي كان قد إستحله داخل العاصمة بغداد..! فبعد تقديم التهاني ومجاملات عائلية روتينية.. إنتقلنا للحديث عن أمور(الحزب).. ثمّ من باب الحرص أخبرته: أنه ليس من غريب بيننا الآن يا ( إبن العم )..!! والعيب الذي تلام به هو عيب عليّ.. و يعنيني بقدر مايعنيك!! لذا سأخبرك بصراحة ما يفيدنا وأنت على (رأس الحزب) و( نائب رئيس وزراء) وأفضل من أن يوجهه لك الغريب من وراء ظهرك.!! فيقول المتحدث - وجدت ( أبن عمي) إشحوحب الوجه وبرزت عناقيد التعكر على وجهه..! وكنت أود التوقف عن الحديث .. لولا مجاملته التي خدعتني رغم معرفتي التامة به.. وكما عرفته منذ عقود مخادعآ..!! على كل حال أخبرته- أنظر( يا أبراهيم)!! إمتثالآ لما نؤمن به ونردده ((عليّ مع الحّق والحّق مع علّي )) لقد فتح الله عليك ما لم تحلم به طوال عمرك! وكثرت مقابلاتك الأعلامية والتلفزيونية!! والعراقيون كما يقولون .. هم في وصف أنفسهم - وباللهجة العراقية -" مفتحين باللبن "!! فمن أجل أن تكون في مأمن من الأنتقادات التي قد تؤدي بشعبية حزبنا وأنت رئيس الحزب الرسمي اليوم وأنت تواجه الشعب... أنصحك بحفظ وأتقان عدد لابأس منه من الآيات القرآنية لتبدوا حقآ أنك على رئاسة (حزب أسلامي) وليس حزب عادي .. ثم يقول- أضفت القول وأنا متصورأن هذه العبارة ستصحيه من غفوته - ( أن صدام حسين الذي لايعجبنا ونتهمه بالكفركانت لاتمرّ له عشرة أسطرفي خطاب أو عبارة أو حديث تلفزيوني إلا وكان قد ذكرأسم الله أو آية قرآنية و.. و.. وو)..!! فيقول الراوي لم أرى إلا وقدح ( الشراب)!! الذي كان بيده يصطدم برأسي مع كل أقباح الفشار, ويقول لي أخرج من بيتي يا و..يا و.. يا..!! ثم أضاف - لو لم تكن عائلتك معك الآن لأتهمتك (بالصدامي)!! وجعلت (حراسي الأمريكان) الذين يملئون البيت يعتقلوك كالكلب..!! فيكمل الراوي بألم ..غادرته وأنا لاأستطيع جواب زوجتي ولا أبني الكبير لشرح ما جرى .!! والخجل ينتابني منهم ومن منظري المبتل (بالشراب).. وفي ليلة لم أنم فيها حتى الصباح.. ومع أول الفجر.. ولكي أستفرغ ما في نفسي..!! إتصلت بوالدي تلفونيآ وأخبرته بما جرى..!! لعلّ وأن يرد عليه أو يعاتبّه على ما فعل بأعتبار أنه يمثل (عمّه وكبير العائلة)!!. بالطبع لم أفكر مطلقآ بأخبار( الحزب) لأن حوادث غامضة من التصفية حصلت بين أعضاءه المعدودين في غضون الفترة القصيرة الماضية.. كما أن الأستحياء الأجتماعي جعلني أن أستبعد مثل هذه الفكرة أصلآ..!!على كل حال أخبرني والدي بعد أن أخبرته بما حدث قائلآ - (( والله ليقتلك ويقتل أباك... أنسيت ما فعله هذا الحقير- بأخي- ورغم كل هدا الزمن الذي فارقه أكثرمن (25)عامآ لغاية وفاته عام 2001..!! ولم يؤلمه ضميره يومآ ليرسل خطابآ في وريقة ليستسمحه ويسأله العفو.. يوم أعتدى عليه بالضرب وهرب في اليوم التالي من العراق الى(الكويت)..!! ويضيف الراوي .. فأخبرني والدي (( كنْ حذرآ يا بنّي كلّ الحذر..!!)).. وفي ذات الصباح ..! حيث بدأت الآلآم تكبس على رأسي بشدّة من فظاعة التفكيرفيما حصل , قررت الخروج بسيارتي لترتيب أوراق( مزرعة) تملكتها!! في دائرة في (مركز المدينة)!! , وما برحت الخروج بسيارتي من (كراج) المنزل إلا وطلقات نارية وجهت نحوي , بشكل مفاجئ , إصطدمت على أثرها بأعمدة حديدية زرعت على جنب الحديقة الخارجية من المنزل , وهرعت زوجتي مرعوبة نحوي من داخل البيت ومن ثمّ إبني الكبير...!! وكل هّذا الوقت كنت أتلمس جسدي بذهول للتأكد فيما لو أصابني شيئآ من الرصاص الممطر!! وهذا ما فعلت زوجتي وهي تتصارخ بعد أن فتحت باب السيارة..!! ولكن ولله الحمد لم أصب إلا بشظايا الزجاج الذي تكسّرمن فعل الرصاص , ثم اقترب بعض الأفراد من الجوارلأنني (حديث) الجيرّة معهم!! ولا يعرفون عني شيئآ !! وهذا حال الكثيرين من أمثالي من أجل ( التحرزالأمني) .. ثمّ بطبيعة الحال بدأت زوجتي وولدي يتسآلون فيما لو شخصّت أحد من الذين هاجموني !! بحضور الجيرة الواقفين!! فجاء جوابي بالنفي , لأنني فعلآ لم أنتبه الى وجودهم عندما هممت الخروج..!! فعندها تقدم أحد الجيرّة بحذر وبطئ قائلآ باللهجة البغدادية المتذمرّة التي بدأت الأعتياد عليها - {يمعود شنوما شفتهم..!!همّ نفس الجماعة اللي يجون عليك ب (المرسيديس) السودة .. بس جانو ها المرّة مسويلك شويّة ترتيبات و فيكات..}- ثمّ عاد هو ومن معه من حيث أتى من دون أي تعاطف ملموس الذي أشتهر به أهل بغداد مع الغرباء من قبل..!! وبالطبع لم أحاول معه المزيد من التوضيح..! ومازال حادث أول أمس حيّآ يغزو رأسي..!! وعندما حاول إبني الكبيرأن يستفسر من الرجل ..! منعته بالأشارة ب لا...!! وبعد أن دخلت البيت مرّة أخرى ..!! وجدت نفسي أنسانآ آخر..!! وأفكر بطريقة مناقضة عن الطريقة التي كنت أفكر بها لأيام قريبة مضت.!! وبدأت أسأل نفسي .. لم أغلقت عقولنا هكذا وغلفت بالظلام..؟! ولما جعلنا أبناء هذا البلد ينظرون الينا هكذا كالغرباء بل كالأجانب الغازين بلادهم..!! لم كل هذا التجني والأبتعاد عن الحقّ..؟! أين نحن من الدين الأسلامي الشريف ؟! وشاركنا في هذا الدمار والقتل والتخريب الذي حلّ بالبلد ونحن غير مهتمون إلا برغبة الأستحواذ على المزيد ونسوّق الأتهامات هنا وهناك ؟! ولم هكذا نحن لا نخاف الله إلا في الخطب والمناسبات ومن يجبرنا أن نكون مرآيين الى هذا الحد من الكفر..؟! ماالذي كنت أجيب به الخالق الآن لوكانت أحدى تلك الرصاصات قد أخترقت رأسي.؟! هل كانت الأموال والأمريكان سينقذوني من غضب الله ؟!...ما الذي حلّ بنا ؟!...أنؤمن ( بيوم الحساب) على أنه كلمة بين نشيد يردده الصغار؟! ورغبنا في إعادة أحداث( هولاكو )على طريقة الأفلام الامريكية على أرض بلدنا الطاهر.!! ياترى ماالذي كان سيفعله الأمام ( علي )- عليه السلام - لو قدرّ أنه اليوم بيننا..!! هل كان سيدعو شيعته الى حمل لافتات رفض الأحتلال والخروج بمظاهرات سلميّة كل يوم؟! وهل سوف كان (يتبادل القبلات) تحت (الحنوج) مع ( بريمر و باول وسانشيز)!! وكل سادات الغزو والخمر والحشيش وأصحاب خانات القمار؟! . وماذا سيكون رأيه فينا نحن من شيعته وكنا قد صرنا(منافقي) العصر و( مرشدون) للغزاة ؟! . هل كانت معاذيرنا ستكفي لتبرأنا أمام حضرته الكريمة وعقله المجبول بالعلم ولسانه المنهوج بالبلاغة من فم الرسول.؟! هل كان بأمكان ساداتنا الكرام من أن ينقذوا رقابنا من سيفه المبارك بتكبيرات الحق..؟! ثمّ أنتهى الراوي ليبيّن كيف أن هذه الأسئلة وغيرها كانت قد عصفت برأسه على حين غرة.. وانه لم ينتبه إلا وهو يذرف الدموع ماسكآ كتاب الله " القرآن " بين يديه وعلى صدره .. ويقسم بمغادرة العراق حالآ!! ولايعود إلا مجاهدآ ضد الغزاة ومن يؤازرهم .. ولكن بعد أن يبلغ بأسرته مرة" أخرى ( كندا) ثم يعود الى عراق (عليّ وحسين الشهيد).. المفارقة الكبرى التي حصلت لهذا الرجل بعد هذه الحادثة التي ذكرها لنا.. هو أنه بعدّ ان غادر الحدود العراقية كان قد دعا الله ( لصدام حسين) خيرآ( وعلى طريقته)!!.. إذ أخبرنا - بعد أن قرر مغادرة العراق - كنت مع أسرتي في الطائرة , متوجهين الى
(كندا) تذكرت يوم حصولي على اللجوء قبل حوالي 10 سنوات وأنا أتحدث فرحآ مع زوجتي في الطائرة التي كانت تقلنّا عن نجاحنا في كسب اللجوء وبعد أن كنا لفقنا عشرات القصص عن إضطهاد صدام لنا..! أما اليوم أصبحت أدرك أنه كان لجوءآ ممنوحآ في حينها للعراقيين بتدبير دولي !! على كل حال.. و بعد(10) سنوات وفي طائرة تقلنا أيضآ الى ( كندا).. اصبحت (أدندن) في أذن زوجتي.. جازاك الله (ياصدام) خيرآ لقد كنت مبررآ لنحصل على اللجوء!! الذي أفادنا اليوم في الخلاص من (أبن عم) مجرم وحقير.. ولولاك يا( صدام) منْ كان سيمنحنا اللجوء ..؟! من كان سيمنحنا الحق في اللجوء من إضطهاد بات عين اليقين من قبل منْ قضينا معهم العمرفي المؤامرة ضد الوطن..؟! فها أنا اليوم أهرب من العراق من( إبن عم) ماصدق تولى فطغى..!! المهم فشل في قتلي والحمد لله كي أصحوا هذه الصحوة قبل ان يدركني الموت..!! فتصوري يازوجتي لو لم يكن هذا اللجوء اليوم في حوزتنا فيا ترى أي منظمة دولية أو جهة كانت ستستمع لأضطهادنا من قبل(إبن عمنا) في (حكومة عراق اليوم) ؟!! وأي من الجهات هذه كانت ستصدقنا و(أبن عمي) غارق في العمالة مع الأمريكان والصهاينة هم الذين يقررون لمن يعطى أويمنح اللجوء ولماذا!!!؟؟