المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ملحمة الخلــود..( 4 )



bufaris
24-12-2004, 01:21 AM
* عمق المقاومة وأساليبها :

كما أن للمحتل الغاصب أذرع شيطانية مختلفة لتحقيق أهدافه الخبيثة في العراق والأمة ، منها العسكري والسياسي والإعلامي ، فكذلك المقاومة المجاهدة لها أذرع مختلفة لدحر الباطل ، وكسر ظهر الاحتلال ، وعلى رأس ذلك كله ، المقاومة المسلحة الصاعقة التي ترهب الاحتلال ، وتزلزل أركانه ...

ومن الغريب والمعيب ، أن يستنفر الباطل كل ما لديه من وسائل الغدر والشرّ في العالم ، في أمريكا وأوربا واستراليا والكيان الصهيوني ، حتى ليستجلب علينا دولاً لا نكاد نعرف موقعها على خارطة العالم ، مثل (الهندوراس) و ( الدومينيكان ) ، ثم لا ينتخي لهم العراقيون النشامى ، والعرب الغيارى ، والمسلمون الموحدون ، بكل ما لديهم من رصيد ديني وعروبي ورجولي وعشائري وأخلاقي ..!!!؟

أما ما ينعق به عملاء المحتل الخونة ، الذين حقنتهم المخابرات الأمريكية والصهيونية والمجوسية بأحقادها ، ضد كل ما هو عروبي وإسلامي ، وملأت جيوبهم بالدولارات المدنّسة ، وأرسلتهم _ كما ذكرنا _ إلى بعض الفضائيات العالمية ، ليرفعوا عقائرهم من هناك بأن : ( العراق للعراقيين ) و ( يجب غلق الحدود العراقية في وجه الإرهابيين ) ، و ( ليتركنا العرب وشأننا مع أصدقائنا الأمريكيين ) ...

أما أولئك الصعاليك ، المتفوهين بتلك التفاهات والقماءات الوضيعة ، فنعاهد الله ، ثم نعاهدكم أيها العراقيون ،

أن نقطع ألسنتهم ، وننظف العراق والأمة من أرجاسهم ، ونحرّم عليهم أرض العراق الطاهرة ، أرض العرب والمسلمين ، فمكانهم الحقيقي ليس في العراق العظيم ، بل على أبواب السفارات الأمريكية ، وفي دهاليز المخابرات الصهيونية والمجوسية ، وسيبقى العراق العظيم بعون الله ، جمجمة العرب ، وبحبوحة المسلمين ...!!

من هنا نقول : يجب استخدام كل إمكانات الأمة في هذه الملحمة التاريخية ، العسكرية والسياسية والدبلوماسية والمالية والإعلامية ، وبجميع الوسائل والأساليب المشروعة ، وبأقصى ما نملك من درجات العنفوان والقوّة ، ولا كرامة لمعتدٍ أثيم ، ولا كرامة لعميل خؤون ...

أما ما يتشدق به البعض ممن يتكلّم عن (نبذ العنف والإرهاب) و (احترام حقوق الإنسان) ...!!!

فعن أي إنسان يتكلمون .!؟ نحن من علم الدنيا الرحمة والعدالة وحقوق الإنسان ...

ونحن الذين كتبنا أول قانون في الوجود لاحترام الإنسان وحقوقه ، لكننا رحماء بالإنسان الذي يستحق الرحمة ..

الإنسان الذي يرعى حقوق الله ، ويحترم الشعوب الحرّة ، ويعرف معنى الإنسانية ...

أما الحيوانات المفترسة ، والكلاب المسعورة ، والصراصير المؤذية ، فليس لها عندنا إلا السحق ، ولن تأخذنا بها رأفة ولا رحمة ، ولا كرامة عندنا لظالم غادر ، ولا رحمة عندنا لعميل خؤون ...

ولنا في ذلك من نبينا وقائدنا محمد صلى الله عليه وسلم الأسوة والقدوة كذلك ، إذ يخطيء كثيراً من يظن ، بأن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، كان مجرد واعظ ، يلقي بمواعظه البليغة في الهواء ويمضي في طريقه . أو هو مجرَّد ناسك متبتل ، تملأ قلبه الرحمة ، فيوزعها يميناً وشمالاً ، على من يستحق ، أو لا يستحق من الناس.! لا .. أبداً .. فالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، كان إنساناً متكاملاً ، جمع في شخصيته الفذة ، كل مواصفات المؤمن الرباني ، فهو زاهد متبتل في محاريب الإيمان ، ولكنه أسد هصور في ميادين القتال والجهاد، وخاصة عندما تتعرض الأوطان والمباديء والقيم العالية للعدوان ، ولقد تلقى أوامر الوحي في سورة الأنفال ، التي نزلت تعقيباً على معركة بدر الخالدة ، التي حدثت في السنة الثانية للهجرة : بسم الله الرحمن الرحيم

(( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوةٍ ومن رباطِ الخيلِ ، ترهبونَ به عدوَّ الله وعدوَّكم ، وآخرين من دونهم ، لا تعلمونهم ، الله يعلمُهم )) . صدق الله العظيم

فبادر إلى تطبيقها بأعمق ما يكون الفهم ، وأروع ما يكون التطبيق .

ولننظر إليه صلى الله علي وسلم ، وهو يؤدب المعتدين على مدينته ، المروعين لإخوانه ، الخائنين لمعروفه.

قال ابن هشام : قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، نفرٌ من قبيلة بُجيلة ، فاستوبؤوا في المدينة ، وطحلوا فيها (أي أصابهم نوع من الوباء ، كان يترافق مع تضخم الطحال لدى المريض).

فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو خرجتم إلى اللِّقاح ( مكان رعي الإبل ) ، فشربتم من ألبانها ، فخرجوا . فلما صحّوا ، وانطوت بطونهم ، عدَوا على راعي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذبحوه ، وغرزوا الشوك في عينيه ، واستاقوا اللِّقاح ، وهربوا .!!!

فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم في آثارهم ، كُرْز بن جابر ، فلحقهم ، فأتى بهم رسولَ الله ، مرجعه من غزوة ذي قَرَدْ ، فقطع رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أيديهم وأرجلهم من خلاف ، وسمل أعينهم ، وعلّقهم في جذوع النخل ، ليكونوا عبرة للتاريخ ...!!! ابن هشام ج2 ( ص641 )

ولقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم ، أنه قتل بعض أعدائه صبراً ، وأهدر دماء البعض الآخر من الموغلين في الإساءة للإسلام ، فأمر بقتلهم يوم الفتح حتى لو وُجدوا معلّقين بأستار الكعبة المشرَّفة ...!!!

كما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه خرّب ممتلكات ثقيف في الطائف ، ودك حصونهم بالدبابات( وهي الجمال المجلّلة بما يشبه الدروع ) والمنجنيقات ، وذلك عقوبة لهم على ما فعلوا بالمسلمين يوم حُنَيْن .! وكان صلى الله عليه وسلم يقول : (( لا يُلدَغُ المؤمنُ من جُحرٍ مرّتين )) . البخاري ومسلم

ويقول : (( نُصرتُ بالرُّعبِ مسيرة شهر )). البخاري

شامل
24-12-2004, 08:00 PM
بارك الله فيك أخي , والله هذا هو الكلام الحق .