المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : البعث ليس حزبا انه -الان- راية مقاومة



ذي قار
10-05-2004, 01:14 AM
الهجوم على البعث هو هجوم على كل التقدميين والوطنيين
البعث ليس حزبا انه -الان- راية مقاومة

شبكة البصرة
ناهض حتر

بدأت حياتي الفكرية والسياسية في سجال مع البعثيين لم يتوقف زمنا طويلا. وقد توصلت, في وقت مبكر, الى ان هذا السجال على ضرورته الفكرية, كان ينبغي له ان يتم: دائما, في اطار تحالف اجتماعي -سياسي.

فالبعثيون والشيوعيون ينتمون, في النهاية, الى اطار اجتماعي-سياسي واحد, يلف القوى الشعبية والوطنية من الفئات الوسطى المتعلمة والكادحين من الفلاحين والموظفين والعمال. وهو ما يجعل الخلاف على المستوى السسيوثقافي بين البعثيين والشيوعيين, فكريا بالاساس.

وسأختصر القول بالخلاصة التالية: لو حكم الشيوعيون, بدلا من البعثيين, في العراق وسورية, فان النتائج, الايجابية والسلبية, لن تكون مختلفة جذريا.

اتسعت صفوف البعثيين لكي تشمل يمينيين وتقليديين دوليين, مثلما اتسعت صفوف الشيوعيين لكي تشمل متطرفين على المستوى الثقافي واقليات وكوزموبوليتيين, وفي رأيي ان, البعثيين والشيوعيين هم حركة واحدة, بالمعنى الاجتماعي والتاريخي, انقسمت الى قسمين تناحرا, مثلما تناحر كل قسم داخليا, تحت ضغط اعتبارات محلية وجيوسياسية.

وقد وجدت في الوثائق التاريخية ما يعزز قناعتي هذه, بل ويحسم الامر, نهائيا, فقد كان مؤسسو البعث العربي, في الاساس, جزءا من الحركة الشيوعية العربية الناشئة في الثلاثينات, بمنطلقات يسارية قومية.

على كل حال, فبالنسبة لي بقيت دائما -وما ازال- منتميا الى الجناح اليساري من حركة التحرر العربية. ولم اكن بعثيا او ميالا للبعث ابدا, كما ان اسلوب الحكم الذي اتبعه الرئيس صدام حسين, لم يرق لي, ولكن ذلك لم يمنعني من رؤية الطابع الاجتماعي والوطني العراقي والقومي العربي لنظامه المتناقض.

وانا, من موقعي, الفكري اليساري الصريح, اعلنت في تأبين الراحل الكبير القائد الوطني البعثي محمود المعايطه, بعيد احتلال بغداد على ايدي الغزاة الامريكيين: انني في مواجهة الدبابة الامريكية, اصرخ, ملء قلبي, انها "امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة" في انتماء صريح للبعث الذي يخوض معركة المقاومة, باسم العراق والعرب والانسانية, ضد الامبراطورية الامريكية.

البعث, بمعناه التاريخي, هو اطار جدلي للعروبة -بكل تياراتها بما فيها اليمينية- وللتقدم الاجتماعي في شكله الستاليني. وهو في العمق, اذن, تيار تقدمي وعلماني وتحرري. والهجوم على البعث الان هو هجوم على هذا التيار بالذات, خصوصا بعدما تحول في العراق الى تيار مقاومة.. لم يعترف بشرعيتها من الحكومات العربية سوى الحكومة البعثية السورية.

معاداة البعث والهجوم عليه, ليست, فقط, مهمة رخيصة مأجورة تقوم بها قوى رجعية لحساب الغزاة الامريكيين, بل هي, ايضا, وبالاضافة الى ذلك, مهمة رجعية تعبر عن ثقافة منحطة ورؤية طائفية تفكيكية الى العالم العربي, ومحاولة, تستقوي بالامريكيين, من اجل اجتثاث حركة التحرر الوطني العربية, والفكر التقدمي العربي.

وقد شن فريق من المرتزقة في العراق, سلفيين وشيوعيين زائفين وليبرالييين متأمركين, هجوما منظما ضد البعث تحت حماية الحراب الامريكية, مستخدمين في الوقت نفسه, ذرائع دينية و"ديمقراطية" في خلطة عجيبة سوريالية.

وفي الاردن, حاول احد الخطباء ان يبدأ حملة كتلك ضد البعثيين, وهي, في الحقيقة, حملة يراد منها اجتثاث التيار التقدمي في البلد, وتحريم الفكر الوطني التحرري.

لقد أحسن البعثيون صنعا بانهم قدموا شكوى عاجلة ضد ذلك الخطيب المتأمرك.. غير ان هذا التحرك الحزبي الاداري, وحده, لا يكفي, فلا بد من ان تلتف كل القوى الوطنية التقدمية حول البعث, للدفاع عنه فكريا وسياسيا ومساعدته على تجديد نفسه, وتجديد دوره النضالي, وتعظيم مساهمته في الحياة السياسية.

لقد سبق ان طرحنا على البعثيين الاردنيين, تجاوز الماضي, والانخراط معا في حزب واحد او تجمع واحد, مثلما شجعنا الشيوعيين على القيام بتأسيس حزب يساري كبير. ونحن نعتقد ان المعطيات الجديدة التي تواجه مجمل الحركة التقدمية, في معركتها الضروس, سواء في مواجهة الغزوة الامريكية ام الرجعية المحلية, تتطلب من البعثيين والشيوعيين, توحيد صفوفهم في جبهة متحدة.

صدام العرب
10-05-2004, 02:18 AM
وما هو الرد على الصداميّون الغير بعثيون

حتى العدو أضحى يفرق بين الاثنين
فهناك البعثيون وهناك الصدّاميون