العكيدي
23-12-2004, 04:39 PM
صدام يرد على رسائل امريكا:
"المهم ليس سلامة صدام بل حرية وكرامة كل شعب العراق"
شبكة البصرة
كمال عبدالغفور
لقد كان الرئيس العراقي ولايزال مدرسة تاريخية في القيادة والادارة السياسية والمواقف القومية والوطنية التي لامثيل لها في هذه الايام، فحتى وهو في الاعتقال، فان هذا الرئيس المجاهد المقاوم ابو الشهداء وجد الشهداء لايزال يبعث برسائل الكرامة والحرية ليس فقط لشعبه بل لكل امة العرب وكل المسلمين والخيرين في العالم، فيكفينا فقط ان نستمع لردود صدام على رسالة الامريكان له بان حياته وسلامته ممكن ضمانته لوقبل هو في تلين مواقفه والتفاهم معهم على خروج يحفظ ماتبقى لهم من ماء وجه اراقته المقاومة في طول وعرض العراق!!
قلنا ان امريكا بعثث برسالة سياسية لصدام مفادها انك اذا تعاونت معنا فاننا سنضن لك السلامة ولن نعرضك للمحاكمة كبادرة "حسن نية" منا والدليل على هذا فاننا (اي اميركا) قد اسقطنا عنك التهم (الكاذبة اصلا) وهي تهمة قصفك لحلبجة بالغاز وتهمة قتلك للشيعة في جنوب العراق ) انظر هل بدأ بوش ارسال رسالات غير مباشرة لصدام يرجوه فيهاان يخرجه من نار جهنم العراق؟
فبماذا رد صدام على رسائل بوش هذه؟
لقد ادرك صدام من اللحظة الاولى لابلاغه بان محامي الدفاع قادم لمقابلته ان هناك رغبة امريكية لمعرفة موقف صدام من تفاهم امريكي معاه على شيء ما فصدام كان يدرك ان المحتل في ازمة وانه ارسل له بالمحامي كاشارة سياسة يقول فيها انه يرغب بالتفاهم معه (قد يساءل البعض كيف عرفنا ان صدام كان يدرك ان المحتل في ازمة وهو معزول في غرفته عن العالم؟ هذا السؤال منطقي وسنجيب عليه لاحقا، ولاكننا نقول ان عرف ان المحتل اراد التفاوض معه بمجرد معرفته بان هناك زيارة لمحامي رغم ان صدام لم يك يعرف ماهي رسالة الامريكان)،
نقول لقد ادرك صدام ان هناك عرض سياسي قادم فماذا كان هذا العرض وكيف رد عليه صدام؟
العرض واضح جدا،"ساعدنا على تحقيق الاستقرار في العراق مقابل سلامتك الشخصية"، هذا ماادركه صدام من فحوى لقاءه مع المحامي ولقد رد صدام ببساطة وقوة ووضوح على هذا العرض بقوله: "لاتفاوض شخصي مع صدام، فالمهم ليس سلامة صدام، المهم كرامة وسلامة كل شعب العراق، "،
هذا كان خلاصة رد صدام على رسالة الامريكان، بل ان صدام ارسل برسائل أخرى مع المحامي قرأتها كل فصائل المقاومة وادركت مضمونها فنفذتها باسرع مما كنا نتوقع كما راينا ليس فقط في الموصل بل وفي كل ارض العراق،
عرفنا كيف ارسلت امريكا برسالتها لصدام من خلال السماح للمحامي بزيارته، فكيف جاء رد صدام؟
هذا كان اول رد لصدام، فبحسب نص البيان:
"كانت كلمات الرئيس الأولى لعضو هيئة الدفاع:
إن لم تكن راس فلا تكن آخره فليس الآخر سوى الذنب"
انظر بيان صحفي صادر عن هيئة الإسناد للدفاع عن الرئيس صدام حسين ورفاقه وكافة الأسرى والمعتقلين في العراق
لماذا بدأ صدام مقابلته مع المحامي بهذا البيت من الشعر؟
قلنا ان صدام كان يدرك ان زيارة المحامي له هي رسالة امريكية برغبة الاحتلال في التفاوض ولكن صدام لم يك يعرف ماهو فحوى هذه الرسالة لهذا فقد بدأ كلامه للمحامي بتحذيره من التجرأ على قول شيء يمس عقيدة صدام وايمانه بعادلة قضيته، شيء قد يكون المحامي تصور ان صدام يريد سماعه بسبب بقاءه في الحبس مدة عام، لهذا فقد كان بيت الشعر هذا للمحامي بمثابة تحذير بعدم التطاول على قيم الامة من خلال عرض مايسىء على رئيس العراق، فقد قال صدام للمحامي بصريح العبارة : "اذا لم تك تملك ماهو مشرف فلاتقبل بماهو غير لائق!"
لقد اراد صدام ان ينبه المحامي بان لايضيع وقته باي كلام غير كريم او اي اشارات هابطة قد يكون المحتل اوحى بها للمحامي او كلفها للتفاوض بشانها، فصدام مهما كانت ثقته بالمحامي القادم عليه فانه لم يك يدرك ماهي الرسالة التي حملها المحتل له، فقد يكون المحامي يحمل رسالة سيئة بحسن نية من مثل: "ان الاحتلال يعرض اطلاق سراحك مقابل نفيك او ماشبه هذا" (لاحظوا كيف سربت وسائل الاعلام ان هناك نية لنفي صدام دون محاكمته!!)، فصدام القائد والسياسي يعرف ان كل حرب امريكا عليه وعلى شعبه وكل المعاناة التي لاقاها شخصيا وكل الجرائم التي ارتكبت في حقه وحق اولاده وحفيذه واسرته وكل الجرائم التي ترتكب ليل نهار ضد شعب العراق ماهي الا محاولات سياسية اداتها الحرب هدفها اخضاع ارادة العراق والامة من خلال اخضاع ارادة صدام وشعب العراق،
ان صدام يدرك اكثر ممايدرك المحامي الديلمي ان حرب امريكا عليه هي حرب على هذه الامة بتاريخها وحضارتها ولم تكن المساءلة ابدا حكم صدام للعراق، الم يقل صدام بالحرف للمحامي: "ان المساءلة ليست رئاسة الجمهورية وانما الدفاع عن شعب وكرامة أمة"، (انظر القدس الصفحة الاولى)
اذا كان رد صدام واضح، ان القضية ليست صدام كفرد، وانما هي صراع سياسي ضد توجه العراق القومي والوطني النابع من قيم الحضارة الاسلامية، فصدام كان يدرك ان مجرد قبول امريكا بان يقابله محامي كان رسالة سياسية، وصدام يعرف ان هذه الرسالة السياسية ستتغير بحسب ردود رئيس العراق وبحسب الاوضاع على الارض، لذا فقد بدأ صدام حديثه للمحامي بهذا البيت من الشعر حتى يرسل برسالة واضحة للمحامي بان لايفكر حتى مجرد التفكير بالكلام فيما لايليق بانسان عربي يؤمن بالله وعادلة قضية شعبه وامته. صدام قال للمحامي محذرا: "انت في حضرة رجل عربي لايخاف الا الله فلاتعتقد ان معدن صدام يمكن ان يلين تحت الضغط بان ان معدن صدام مثل الماس يشتد قوة وصلابة بقدر مايتعرض له من القسوة والقهر والضغط"، ان صدام لايستمد قوته الا من الله، فهل بعد الله من معين؟ (اتمنى ان يسئل الاغبياء اتباع ائمة الجهل والنفاق الذين يسيرون في ركب المحتل: "لماذا ينشدون القوة والباس عند الصهاينة والامريكان ولايبحثون عنها عند الله كما يفعل صدام، اذا كانوا حقا يؤمنون بالله ونحن نشك بهذا؟)
لقد كان هذا اول رد للرئيس صدام على مبدأ زيارة المحامي، فماذا كان ثاني رد لصدام على موضوع محاكمته واسقاط بعض التهم عنه؟
بحسب نص البيان فقد طلب صدام من المحامي تغيير اسم الهيئة من هيئة الدفاع عن صدام الى "هيئة الإسناد للدفاع عن كافة الأسرى والمعتقلين العراقيين والعرب،"!!
انظروا، امريكا قالت لصدام، نحن مستعدين لاخراجك من الحبس وعندنا رغبة اكيدة بضمان ترحيلك الى الخارج وضمان سلامتك الشخصية والدليل على هذا اننا اسقطنا عنك اهم تهمتين كنا نرفعهم ضدك (تهمة حرق الاكراد بالغاز وقتل الشيعة) كدليل واضح اننا نرغب في تسوية المساءل معك بصفة شخصية!!
فجاءهم رد صدام قويا مدويا: "اخرجوا كل الاسرى والمعتقلين العراقيين والعرب لانى ابو هؤلاء وقائدهم ولاتفكروا مجرد التفكير انى اشعر انهم تخلوا عنى حتى اتخلى عنهم!!"
اي ان صدام قال لامريكا بمختصر العبارة: "اذا كنتم تفكروا بالتفاوض معي على حساب امتي وشعبي فانتم على مخطئون، صدام هو صدام سواء كان على قمة هرم السلطة او يقبع في اصغر زنزانة!!!"
وحتى لايترك صدام مجال لاحد للتشويش على رسائله فقد اكد على التالي، بحسب نص البيان الهيئة المشار اليه سابقا:
"وأكد السيد الرئيس على ما يلي :
1- الدفاع عن كافة المعتقلين والمتضررين بسبب ارتكاب جريمة العدوان
ثالث رسائل صدام للمقاومة العراقية والفلسطينية وكل العرب والمسلمين وكل الخيرين في العالم: (مرة آخر بحسب نص البيان)
2"- سأل الرئيس صدام حسين عن أحوال الشعب العراقي والأمة العربية حكومات وشعوب وخصوصاً أحوال الشعب الفلسطيني وقال :
"" إن ينصركم الله فلا غالب لكم ""صدق الله العظيم"
اذن رسالة صدام الثالثة للشعبه وللعالم كله: "ان ينصركم الله فلاغالب لكم" صدق الله العظيم،
هل يحتاج احد رسالة ابلغ من هذه الرسالة لصدام؟
صدام يذكر شعبه والامة كلها بان لاتتخلى عن ايمانها بقدرة الله على نصرها مهما كان تفوق وحجم قوات الامريكان!!!
اهم رسائل صدام:
قلنا في بداية مقالنا هذا، ان صدام كان يدرك ان زيارة المحامي له كانت رسالة سياسية تعبر عن رغبة الاحتلال في ايجاد مخرج لمأزقه في العراق، وقلنا ان البعض قد يستغرب كيف كان صدام يعرف بان هذه كانت رسالة تفاوض من المحتل من موقع ضعف للمحتل وليس من موقع قوة وهو بحسب رواية المحامي كان معزول على العالم؟
ارجو من الجميع للعودة وقراءة كل ماقله صدام، فكل كلمة قالها صدام كان فيها رسالة ولم نركز هنا الا على ردود صدام على رسائل الاحتلال، لهذا ادعوكم للعودة وقراءة كل ماتسرب عن صدام حتى تعرفوا حقيقة رسائل صدام ليس فقط للصهاينة والامريكان بل وللمقاومة ولكك شعب العراق وكل امة العرب والاسلام،
الم تنشر صحيفة القدس بالنص في خبرها على الصفحة الرابعة من عدد يوم الاثنين 20 ديسمبر التالي عن المحامي: "ونقل عن الرئيس العراقي قوله انه انه عندما سمع اصوات طائرات حربية تمر فوق زنزانته ادرك انها ذاهبة لقصف الفلوجة!!"
انظر صحيفة القدس هنا،
لاحظوا ان صدام قال للمحامي لقد عرفت ان امريكا كانت تقوم بقصف الفلوجة!!
ماذا تعني هذه الرسالة من صدام؟
تعنى ان صدام كان يدرك ان تحليق الطيران الحربي الامريكي على العراق دليل على ان المقاومة لاتزال شديدة لان امريكا وهي تحتل كل ارض العراق كما تتدعي لن تحتاج للطيران حتى تقصف اي موقع مادامت السيطرة لها على الارض، صدام رجل عاصر حروب شرسة ويدرك ان المحتل عندما يؤمن الارض لايحتاج لتحليق قوات الطيران الا اذا كان هناك مقاومة فشلت القوات الارضية على اخمادها، وكلنا يعرف الان ان قوات الاحتلال كلما تعرضت لمقاومة شرسة في اي مكان طلبت من تعزيزات قوية لقصف مواقع المقاومة، اي ان القصف الجوي يدل دائما على ان هناك معارك شرسة تدور ضد الاحتلا وان الاحتلال فشل في اسكاتها وانه يعاني من ضرباتها، اذا صدام قال للمحامي ولنا ولامريكا وللمقاومة ولكل شعب العراق، انا اعرف انكم تقتالون دافعا عن ارضكم وعرضكم، ولست معزولا كما يتصور الامريكان!!
الاهم من هذا ليس فقط معرفة صدام بان هناك مقاومة، الاهم من هذا قول الرئيس العراقي، انه ادرك ان الطائرات ذاهبة لقصف الفلوجة!!!
اقرؤا صدام ياامة العرب، اقرؤا هذا القائد التاريخي العملاق الذي لايدرك الكثير منكم مكانته بيننا اليوم، نقول اقرؤا صدام ياامة العرب اذا اردتم التحرر من العبودية والاستعمار، واذا اردتم العودة للاسلام كما جاء من رب السماء، اقرؤا صدام وتعلموا منه كيف يعيش ويقاتل ويناور ويتخندق ويصمد وينتصر القادة العظام في التاريخ امة الاسلام،
لقد قال صدام للاحتلال وللعالم بالحرف الواحد: "انا لم اكن اعرف فقط انكم في ورطة، بل كنت اعرف ان ورطتكم هي التي صنعناها نحن في القيادة لكم قبل الاحتلال في ارض المجاهدين فلوجة الابرار،" صدام قال للمحتل: "اريدك ان تعرف ان ورطتكم في الفلوجة كانت ولاتزال من صنع صدام ورجال صدام وفدائي صدام فانتم حلقتم بطائراتكم الحربية، وانا في زنزانتي كنت اعرف ان حملتكم هذه كانت ضد رجال الفلوجة الابطال الذين كانوا ولايزالون يذقونكم الذل والهوان بحسب مخططنا قبل الاحتلال!!"،
لهذا شدد الرئيس صدام على القول: "انه كان يعرف ان الطائرات كانت متوجه للفلوجة"!
فهو اراد ان يرسل برسالة للمحتل مفادها اننا نحن رجال العراق الذين خططنا للمقاومة في الفلوجة منذ سنوات!!!!
صدام في زنزانته كان يقرأ العالم كله من حوله ويعرف ان بوش في ورطه وان ارسل له المحامي بنية التفاوض على حل يخدم امريكا، بينما المحتل الغبي كان يتصور ان صدام يعيش العزلة والوحدة التي بلغت العام، وانه قد يكون قد لان!!!
صدام لم يكن معزول كما تصور الامريكان بل كان يتابع الاخبارالتي حملتها له ارادة السماء!!
(اتخيل ان الامريكان بعد ان سمعوا كلام صدام وعرفوا ان كان يتابع سير المعارك، من داخل زنزانته، ويعرف ان خطط المقاومة تحقق نتائجها المرسومة لها، اقول اتخيل ان الامريكان سينقولون صدام للاقامة في احدى دول الدعارة الخليجية ويمكن يضعوا زنزانته قرب احد المواخير اعتقادا منهم ان صدام سيفكر ان شعب العراق قد انخرط في مستنقع المسخرة السائد في بقية دول المنطقة!! مصيبتهم ان صدام سيقرأ ليس فقط الماء والغذاء ليعرف اخبار العالم من حوله ولكنه سيقرأ حتى ذرات الهواء الذي يستنشقه ليعرف اين تقع زنزانته وفي اي بلد من بلدان اولاد الحرام!!)
اكتفي بهذا القدر من رسائل صدام لان الحديث في بقيتها يطول وقد اشار لجزء كبيرمنها الاخ ابن الخضراء من صفاقس في هذا المقال:
من زنزانته ،القائد المجاهد صدام حسين يرسخ قيم الفارس العربي الأصيل
ولاحاجة بنا لتكرار الكلام بعد ان ابدع في العراض ابن الخضراء ايما ابداع،
حياك الله ياصدام، حياك الله ياقائد الامة العرب والاسلام، حياك الله يامحقق مجد هذه الامة ومستعيد عزها ونصرها بارادة الرحمان، حياك الله ياسيف الله المسلول على رقاب المنافقين والمشركين والاعداء والكفار،
كمال عبدالغفور،
شبكة البصرة
الاربعاء 10 ذي القعدة 1425 / 22 كانون الاول 2004
"المهم ليس سلامة صدام بل حرية وكرامة كل شعب العراق"
شبكة البصرة
كمال عبدالغفور
لقد كان الرئيس العراقي ولايزال مدرسة تاريخية في القيادة والادارة السياسية والمواقف القومية والوطنية التي لامثيل لها في هذه الايام، فحتى وهو في الاعتقال، فان هذا الرئيس المجاهد المقاوم ابو الشهداء وجد الشهداء لايزال يبعث برسائل الكرامة والحرية ليس فقط لشعبه بل لكل امة العرب وكل المسلمين والخيرين في العالم، فيكفينا فقط ان نستمع لردود صدام على رسالة الامريكان له بان حياته وسلامته ممكن ضمانته لوقبل هو في تلين مواقفه والتفاهم معهم على خروج يحفظ ماتبقى لهم من ماء وجه اراقته المقاومة في طول وعرض العراق!!
قلنا ان امريكا بعثث برسالة سياسية لصدام مفادها انك اذا تعاونت معنا فاننا سنضن لك السلامة ولن نعرضك للمحاكمة كبادرة "حسن نية" منا والدليل على هذا فاننا (اي اميركا) قد اسقطنا عنك التهم (الكاذبة اصلا) وهي تهمة قصفك لحلبجة بالغاز وتهمة قتلك للشيعة في جنوب العراق ) انظر هل بدأ بوش ارسال رسالات غير مباشرة لصدام يرجوه فيهاان يخرجه من نار جهنم العراق؟
فبماذا رد صدام على رسائل بوش هذه؟
لقد ادرك صدام من اللحظة الاولى لابلاغه بان محامي الدفاع قادم لمقابلته ان هناك رغبة امريكية لمعرفة موقف صدام من تفاهم امريكي معاه على شيء ما فصدام كان يدرك ان المحتل في ازمة وانه ارسل له بالمحامي كاشارة سياسة يقول فيها انه يرغب بالتفاهم معه (قد يساءل البعض كيف عرفنا ان صدام كان يدرك ان المحتل في ازمة وهو معزول في غرفته عن العالم؟ هذا السؤال منطقي وسنجيب عليه لاحقا، ولاكننا نقول ان عرف ان المحتل اراد التفاوض معه بمجرد معرفته بان هناك زيارة لمحامي رغم ان صدام لم يك يعرف ماهي رسالة الامريكان)،
نقول لقد ادرك صدام ان هناك عرض سياسي قادم فماذا كان هذا العرض وكيف رد عليه صدام؟
العرض واضح جدا،"ساعدنا على تحقيق الاستقرار في العراق مقابل سلامتك الشخصية"، هذا ماادركه صدام من فحوى لقاءه مع المحامي ولقد رد صدام ببساطة وقوة ووضوح على هذا العرض بقوله: "لاتفاوض شخصي مع صدام، فالمهم ليس سلامة صدام، المهم كرامة وسلامة كل شعب العراق، "،
هذا كان خلاصة رد صدام على رسالة الامريكان، بل ان صدام ارسل برسائل أخرى مع المحامي قرأتها كل فصائل المقاومة وادركت مضمونها فنفذتها باسرع مما كنا نتوقع كما راينا ليس فقط في الموصل بل وفي كل ارض العراق،
عرفنا كيف ارسلت امريكا برسالتها لصدام من خلال السماح للمحامي بزيارته، فكيف جاء رد صدام؟
هذا كان اول رد لصدام، فبحسب نص البيان:
"كانت كلمات الرئيس الأولى لعضو هيئة الدفاع:
إن لم تكن راس فلا تكن آخره فليس الآخر سوى الذنب"
انظر بيان صحفي صادر عن هيئة الإسناد للدفاع عن الرئيس صدام حسين ورفاقه وكافة الأسرى والمعتقلين في العراق
لماذا بدأ صدام مقابلته مع المحامي بهذا البيت من الشعر؟
قلنا ان صدام كان يدرك ان زيارة المحامي له هي رسالة امريكية برغبة الاحتلال في التفاوض ولكن صدام لم يك يعرف ماهو فحوى هذه الرسالة لهذا فقد بدأ كلامه للمحامي بتحذيره من التجرأ على قول شيء يمس عقيدة صدام وايمانه بعادلة قضيته، شيء قد يكون المحامي تصور ان صدام يريد سماعه بسبب بقاءه في الحبس مدة عام، لهذا فقد كان بيت الشعر هذا للمحامي بمثابة تحذير بعدم التطاول على قيم الامة من خلال عرض مايسىء على رئيس العراق، فقد قال صدام للمحامي بصريح العبارة : "اذا لم تك تملك ماهو مشرف فلاتقبل بماهو غير لائق!"
لقد اراد صدام ان ينبه المحامي بان لايضيع وقته باي كلام غير كريم او اي اشارات هابطة قد يكون المحتل اوحى بها للمحامي او كلفها للتفاوض بشانها، فصدام مهما كانت ثقته بالمحامي القادم عليه فانه لم يك يدرك ماهي الرسالة التي حملها المحتل له، فقد يكون المحامي يحمل رسالة سيئة بحسن نية من مثل: "ان الاحتلال يعرض اطلاق سراحك مقابل نفيك او ماشبه هذا" (لاحظوا كيف سربت وسائل الاعلام ان هناك نية لنفي صدام دون محاكمته!!)، فصدام القائد والسياسي يعرف ان كل حرب امريكا عليه وعلى شعبه وكل المعاناة التي لاقاها شخصيا وكل الجرائم التي ارتكبت في حقه وحق اولاده وحفيذه واسرته وكل الجرائم التي ترتكب ليل نهار ضد شعب العراق ماهي الا محاولات سياسية اداتها الحرب هدفها اخضاع ارادة العراق والامة من خلال اخضاع ارادة صدام وشعب العراق،
ان صدام يدرك اكثر ممايدرك المحامي الديلمي ان حرب امريكا عليه هي حرب على هذه الامة بتاريخها وحضارتها ولم تكن المساءلة ابدا حكم صدام للعراق، الم يقل صدام بالحرف للمحامي: "ان المساءلة ليست رئاسة الجمهورية وانما الدفاع عن شعب وكرامة أمة"، (انظر القدس الصفحة الاولى)
اذا كان رد صدام واضح، ان القضية ليست صدام كفرد، وانما هي صراع سياسي ضد توجه العراق القومي والوطني النابع من قيم الحضارة الاسلامية، فصدام كان يدرك ان مجرد قبول امريكا بان يقابله محامي كان رسالة سياسية، وصدام يعرف ان هذه الرسالة السياسية ستتغير بحسب ردود رئيس العراق وبحسب الاوضاع على الارض، لذا فقد بدأ صدام حديثه للمحامي بهذا البيت من الشعر حتى يرسل برسالة واضحة للمحامي بان لايفكر حتى مجرد التفكير بالكلام فيما لايليق بانسان عربي يؤمن بالله وعادلة قضية شعبه وامته. صدام قال للمحامي محذرا: "انت في حضرة رجل عربي لايخاف الا الله فلاتعتقد ان معدن صدام يمكن ان يلين تحت الضغط بان ان معدن صدام مثل الماس يشتد قوة وصلابة بقدر مايتعرض له من القسوة والقهر والضغط"، ان صدام لايستمد قوته الا من الله، فهل بعد الله من معين؟ (اتمنى ان يسئل الاغبياء اتباع ائمة الجهل والنفاق الذين يسيرون في ركب المحتل: "لماذا ينشدون القوة والباس عند الصهاينة والامريكان ولايبحثون عنها عند الله كما يفعل صدام، اذا كانوا حقا يؤمنون بالله ونحن نشك بهذا؟)
لقد كان هذا اول رد للرئيس صدام على مبدأ زيارة المحامي، فماذا كان ثاني رد لصدام على موضوع محاكمته واسقاط بعض التهم عنه؟
بحسب نص البيان فقد طلب صدام من المحامي تغيير اسم الهيئة من هيئة الدفاع عن صدام الى "هيئة الإسناد للدفاع عن كافة الأسرى والمعتقلين العراقيين والعرب،"!!
انظروا، امريكا قالت لصدام، نحن مستعدين لاخراجك من الحبس وعندنا رغبة اكيدة بضمان ترحيلك الى الخارج وضمان سلامتك الشخصية والدليل على هذا اننا اسقطنا عنك اهم تهمتين كنا نرفعهم ضدك (تهمة حرق الاكراد بالغاز وقتل الشيعة) كدليل واضح اننا نرغب في تسوية المساءل معك بصفة شخصية!!
فجاءهم رد صدام قويا مدويا: "اخرجوا كل الاسرى والمعتقلين العراقيين والعرب لانى ابو هؤلاء وقائدهم ولاتفكروا مجرد التفكير انى اشعر انهم تخلوا عنى حتى اتخلى عنهم!!"
اي ان صدام قال لامريكا بمختصر العبارة: "اذا كنتم تفكروا بالتفاوض معي على حساب امتي وشعبي فانتم على مخطئون، صدام هو صدام سواء كان على قمة هرم السلطة او يقبع في اصغر زنزانة!!!"
وحتى لايترك صدام مجال لاحد للتشويش على رسائله فقد اكد على التالي، بحسب نص البيان الهيئة المشار اليه سابقا:
"وأكد السيد الرئيس على ما يلي :
1- الدفاع عن كافة المعتقلين والمتضررين بسبب ارتكاب جريمة العدوان
ثالث رسائل صدام للمقاومة العراقية والفلسطينية وكل العرب والمسلمين وكل الخيرين في العالم: (مرة آخر بحسب نص البيان)
2"- سأل الرئيس صدام حسين عن أحوال الشعب العراقي والأمة العربية حكومات وشعوب وخصوصاً أحوال الشعب الفلسطيني وقال :
"" إن ينصركم الله فلا غالب لكم ""صدق الله العظيم"
اذن رسالة صدام الثالثة للشعبه وللعالم كله: "ان ينصركم الله فلاغالب لكم" صدق الله العظيم،
هل يحتاج احد رسالة ابلغ من هذه الرسالة لصدام؟
صدام يذكر شعبه والامة كلها بان لاتتخلى عن ايمانها بقدرة الله على نصرها مهما كان تفوق وحجم قوات الامريكان!!!
اهم رسائل صدام:
قلنا في بداية مقالنا هذا، ان صدام كان يدرك ان زيارة المحامي له كانت رسالة سياسية تعبر عن رغبة الاحتلال في ايجاد مخرج لمأزقه في العراق، وقلنا ان البعض قد يستغرب كيف كان صدام يعرف بان هذه كانت رسالة تفاوض من المحتل من موقع ضعف للمحتل وليس من موقع قوة وهو بحسب رواية المحامي كان معزول على العالم؟
ارجو من الجميع للعودة وقراءة كل ماقله صدام، فكل كلمة قالها صدام كان فيها رسالة ولم نركز هنا الا على ردود صدام على رسائل الاحتلال، لهذا ادعوكم للعودة وقراءة كل ماتسرب عن صدام حتى تعرفوا حقيقة رسائل صدام ليس فقط للصهاينة والامريكان بل وللمقاومة ولكك شعب العراق وكل امة العرب والاسلام،
الم تنشر صحيفة القدس بالنص في خبرها على الصفحة الرابعة من عدد يوم الاثنين 20 ديسمبر التالي عن المحامي: "ونقل عن الرئيس العراقي قوله انه انه عندما سمع اصوات طائرات حربية تمر فوق زنزانته ادرك انها ذاهبة لقصف الفلوجة!!"
انظر صحيفة القدس هنا،
لاحظوا ان صدام قال للمحامي لقد عرفت ان امريكا كانت تقوم بقصف الفلوجة!!
ماذا تعني هذه الرسالة من صدام؟
تعنى ان صدام كان يدرك ان تحليق الطيران الحربي الامريكي على العراق دليل على ان المقاومة لاتزال شديدة لان امريكا وهي تحتل كل ارض العراق كما تتدعي لن تحتاج للطيران حتى تقصف اي موقع مادامت السيطرة لها على الارض، صدام رجل عاصر حروب شرسة ويدرك ان المحتل عندما يؤمن الارض لايحتاج لتحليق قوات الطيران الا اذا كان هناك مقاومة فشلت القوات الارضية على اخمادها، وكلنا يعرف الان ان قوات الاحتلال كلما تعرضت لمقاومة شرسة في اي مكان طلبت من تعزيزات قوية لقصف مواقع المقاومة، اي ان القصف الجوي يدل دائما على ان هناك معارك شرسة تدور ضد الاحتلا وان الاحتلال فشل في اسكاتها وانه يعاني من ضرباتها، اذا صدام قال للمحامي ولنا ولامريكا وللمقاومة ولكل شعب العراق، انا اعرف انكم تقتالون دافعا عن ارضكم وعرضكم، ولست معزولا كما يتصور الامريكان!!
الاهم من هذا ليس فقط معرفة صدام بان هناك مقاومة، الاهم من هذا قول الرئيس العراقي، انه ادرك ان الطائرات ذاهبة لقصف الفلوجة!!!
اقرؤا صدام ياامة العرب، اقرؤا هذا القائد التاريخي العملاق الذي لايدرك الكثير منكم مكانته بيننا اليوم، نقول اقرؤا صدام ياامة العرب اذا اردتم التحرر من العبودية والاستعمار، واذا اردتم العودة للاسلام كما جاء من رب السماء، اقرؤا صدام وتعلموا منه كيف يعيش ويقاتل ويناور ويتخندق ويصمد وينتصر القادة العظام في التاريخ امة الاسلام،
لقد قال صدام للاحتلال وللعالم بالحرف الواحد: "انا لم اكن اعرف فقط انكم في ورطة، بل كنت اعرف ان ورطتكم هي التي صنعناها نحن في القيادة لكم قبل الاحتلال في ارض المجاهدين فلوجة الابرار،" صدام قال للمحتل: "اريدك ان تعرف ان ورطتكم في الفلوجة كانت ولاتزال من صنع صدام ورجال صدام وفدائي صدام فانتم حلقتم بطائراتكم الحربية، وانا في زنزانتي كنت اعرف ان حملتكم هذه كانت ضد رجال الفلوجة الابطال الذين كانوا ولايزالون يذقونكم الذل والهوان بحسب مخططنا قبل الاحتلال!!"،
لهذا شدد الرئيس صدام على القول: "انه كان يعرف ان الطائرات كانت متوجه للفلوجة"!
فهو اراد ان يرسل برسالة للمحتل مفادها اننا نحن رجال العراق الذين خططنا للمقاومة في الفلوجة منذ سنوات!!!!
صدام في زنزانته كان يقرأ العالم كله من حوله ويعرف ان بوش في ورطه وان ارسل له المحامي بنية التفاوض على حل يخدم امريكا، بينما المحتل الغبي كان يتصور ان صدام يعيش العزلة والوحدة التي بلغت العام، وانه قد يكون قد لان!!!
صدام لم يكن معزول كما تصور الامريكان بل كان يتابع الاخبارالتي حملتها له ارادة السماء!!
(اتخيل ان الامريكان بعد ان سمعوا كلام صدام وعرفوا ان كان يتابع سير المعارك، من داخل زنزانته، ويعرف ان خطط المقاومة تحقق نتائجها المرسومة لها، اقول اتخيل ان الامريكان سينقولون صدام للاقامة في احدى دول الدعارة الخليجية ويمكن يضعوا زنزانته قرب احد المواخير اعتقادا منهم ان صدام سيفكر ان شعب العراق قد انخرط في مستنقع المسخرة السائد في بقية دول المنطقة!! مصيبتهم ان صدام سيقرأ ليس فقط الماء والغذاء ليعرف اخبار العالم من حوله ولكنه سيقرأ حتى ذرات الهواء الذي يستنشقه ليعرف اين تقع زنزانته وفي اي بلد من بلدان اولاد الحرام!!)
اكتفي بهذا القدر من رسائل صدام لان الحديث في بقيتها يطول وقد اشار لجزء كبيرمنها الاخ ابن الخضراء من صفاقس في هذا المقال:
من زنزانته ،القائد المجاهد صدام حسين يرسخ قيم الفارس العربي الأصيل
ولاحاجة بنا لتكرار الكلام بعد ان ابدع في العراض ابن الخضراء ايما ابداع،
حياك الله ياصدام، حياك الله ياقائد الامة العرب والاسلام، حياك الله يامحقق مجد هذه الامة ومستعيد عزها ونصرها بارادة الرحمان، حياك الله ياسيف الله المسلول على رقاب المنافقين والمشركين والاعداء والكفار،
كمال عبدالغفور،
شبكة البصرة
الاربعاء 10 ذي القعدة 1425 / 22 كانون الاول 2004