Malaïka
21-12-2004, 11:18 PM
الفلوجة المقدسة كابوس سيتعقب العلوج....
بســـــــــــــــــــــم الله الرحمن الرحيم
الفلوجة بعد القصف الأمريكي
استبعدت هيئة علماء المسلمين الثلاثاء 21-12-2004 إمكانية عودة نازحي الفلوجة إلى منازلهم خلال الأيام المقبلة، وفقا لما أعلنته الحكومة العراقية المؤقتة، وأرجعت ذلك إلى "الدمار والخراب اللذين طالا جميع المرافق" نتيجة الحملة العسكرية الأمريكية على المدينة المستمرة منذ أكثر من شهر والتي حولتها "لبيئة لا تصلح لعيش البشر".
يأتي ذلك في وقت دخلت معاناة أهالي الفلوجة مرحلة عصيبة للغاية بعد مرور نحو 7 أسابيع على نزوحهم من مدينتهم؛ بسبب النقص الحاد في المواد الغذائية والمستلزمات الطبية والخدمية، إضافة إلى برد الشتاء القارس.
وقال الشيخ حارث سليمان الضاري الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في تصريح خاص لشبكة "إسلام أون لاين.نت" الثلاثاء: "إن الفلوجة مدمرة تدميرا كاملا ومخربة تخريبا شاملا.. لقد أصبحت بيئة لا تصلح لعيش البشر فيها. لا يوجد فيها ماء ولا كهرباء ولا خدمات للصرف الصحي".
رائحة الجثث
وتابع الضاري أن "رائحة جثث الموتى تنتشر بالمدينة، وغبار ودخان الأسلحة المحرمة دوليا (التي استخدمها الاحتلال) يغطي سماءها وأجواءها؛ لذلك لا أعتقد أن أهلها سيعودون إليها حتى وإن تخلت عنها قوات الاحتلال. لن يعودوا قبل شهور، إن لم يكن قبل سنين".
وغادر نحو 300 ألف من أهالي الفلوجة البالغ عدد سكانها قرابة 350 ألفًا هربًا من العمليات العسكرية لقوات الاحتلال على المدينة التي بدأت في 8 نوفمبر 2004.
وألقى الضاري باللوم على قوات الاحتلال والحكومة العراقية المؤقتة فيما يعانيه أهالي الفلوجة، مشيرا إلى ما يعانونه "من تهجيرهم وخروجهم من بلدهم وقلة الغذاء والكساء وسوء المأوى وغير ذلك مما تسبب فيه الاحتلال والحكومة المؤقتة لهم".
مدينة "مغلقة"
وأوضح الضاري أن "الفلوجة الآن بيد الاحتلال، وهي مقفلة من كل منافذها، ولا يستطيع أحد دخولها إلا قوات الاحتلال"، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن "المقاومة ما زالت قائمة في بعض أحيائها".
وحول ما تردد عن وجود مفاوضات بين بعض أعيان الفلوجة ومسئولي الحكومة المؤقتة بشأن عودة النازحين إلى منازلهم قال الأمين العام لهيئة علماء المسلمين: "لا علم لي بحدوث مثل هذه المفاوضات، ولا أظن أن عاقلا من أهل الفلوجة سيطالب بعودة النازحين إليها في ظل تلك الظروف المأساوية".
عودة على مراحل
وكانت الحكومة العراقية المؤقتة قد أعلنت الإثنين في بيان لها أن عودة نازحي الفلوجة "ستتم على مراحل بحسب جدول زمني"، وستبدأ نهاية الأسبوع الجاري بعودة أهالي حي الأندلس غرب المدينة، مشيرا إلى أن المدينة قسمت إلى 18 منطقة لهذا الخصوص، و"سيتم الإعلان عن أسماء المناطق الأخرى في الأيام التالية".
وجاء في البيان أيضا أنه "تقرر منع حمل أي نوع من أنواع السلاح داخل الفلوجة منعا باتا، ويمنع أيضا إصدار أي ترخيص بذلك".
مأساة إنسانية
نازحو الفلوجة..معاناة ومصيرغامض
وبموازاة تلك التطورات تعيش العائلات النازحة عن الفلوجة ظروفا إنسانية صعبة وكارثية نتيجة النقص الحاد في المواد الغذائية والمستلزمات الطبية والخدمية.
الدكتور جمال ناصر الكربولي رئيس مجلس إدارة جمعية الهلال الأحمر العراقية قال لـ"إسلام أون لاين.نت": الخدمات الطبية سيئة جدا. وفي مستشفى مدينة عامرية الفلوجة (جنوب الفلوجة) يوجد العديد من الأهالي مصابين بأمراض نتجت عن نقص الخدمات، من بينها "الجرب" نتيجة قلة الماء، وأمراض الجهاز التنفسي، ناهيك عن الأمراض النفسية بسبب فقدان فرد أو عدة أفراد من العائلة نتيجة هجمات الاحتلال.
وتابع الكربولي قائلا: "حدثت حالات إجهاض لبعض النساء الحوامل، وحدثت بعض الوفيات للأطفال بسبب عدم توفر الرعاية الصحية للأم الحامل، كما أن هنالك نقصا حادا في الأدوية".
عرقلة الإغاثة
السائق أبو محمد المكلف بجمع التبرعات بسيارته لمساعدة النازحين إلى عامرية الفلوجة التي استقبلت وحدها أكثر من 3 آلاف عائلة نازحة قال: "تطوعت بنقل مواد غذائية وإغاثية ومستلزمات طبية يتبرع بها ميسورون للنازحين".
وتابع أبو محمد قائلا: "القوات الأمريكية والحرس الوطني العراقي يعرقلون وقد يمنعون إيصال المواد الإغاثية التي تقدمها الأحزاب أو المنظمات الإنسانية".
وأشار إلى أنه بسبب القيود التي يفرضها الاحتلال على الحركة حول الفلوجة يستغرق الطريق من بغداد إلى عامرية الفلوجة 3 ساعات، في حين كنت في الأيام العادية أصل إلى هناك في 50 دقيقة، فأضطر الآن إلى أن أسلك طرقًا التفافية شديدة الوعورة للوصول إلى عامرية الفلوجة".
وأشار أبو محمد إلى أنه رغم تمكن البعض من إيصال مساعدات؛ فإن كل هذه المواد لا تسد حاجة النازحين بسبب كثرتهم وشدة البرد هناك.
في المدارس
ويعاني الآلاف الذين نزحوا إلى مدينة "عامرية الفلوجة" الصغيرة من مصاعب كبيرة نتيجة عدم إمكانية استيعابهم في المخيمات التي أنشأتها جمعيات خيرية؛ وهو ما اضطر الكثيرين منهم إلى التكدس بالمدارس.
وتقول أم سلمان التي نزحت من حي الجولان بالفلوجة لـ"إسلام أون لاين.نت": إنها قدمت إلى مخيم اللاجئين "بعد أن أحسسنا بأننا قد أصبحنا عبئا ثقيلا على أقاربنا الذين لجأنا إليهم في البداية ببغداد فقد تحملوا الكثير من أجلنا".
أما مصلح الجميلي -مدرس ثانوي- فقد لجأ إلى أحد المخيمات في عامرية الفلوجة، فقال: "خرجت من المدينة (الفلوجة) قبل يوم واحد من دخول قوات الاحتلال، والتجأت مع عائلتي المكونة من 9 أفراد إلى هذا المخيم".
وتابع: "نتلقى مساعدات من أهل الخير، وهي تعبر عن تضامن الجميع معنا، غير أننا لم نلمس تحركا للحكومة المؤقتة؛ حيث لم تصلنا منها أي مساعدات، ولم يبادر أحد بزيارتنا، والسؤال عنا وكأننا لسنا أبناء هذا الوطن، وكأن مهمة هذه الحكومة قد انتهت بتدمير المدينة وتشريد أهلها".
الفلوجة لم تعد تصلح "لعيش البشر"
بســـــــــــــــــــــم الله الرحمن الرحيم
الفلوجة بعد القصف الأمريكي
استبعدت هيئة علماء المسلمين الثلاثاء 21-12-2004 إمكانية عودة نازحي الفلوجة إلى منازلهم خلال الأيام المقبلة، وفقا لما أعلنته الحكومة العراقية المؤقتة، وأرجعت ذلك إلى "الدمار والخراب اللذين طالا جميع المرافق" نتيجة الحملة العسكرية الأمريكية على المدينة المستمرة منذ أكثر من شهر والتي حولتها "لبيئة لا تصلح لعيش البشر".
يأتي ذلك في وقت دخلت معاناة أهالي الفلوجة مرحلة عصيبة للغاية بعد مرور نحو 7 أسابيع على نزوحهم من مدينتهم؛ بسبب النقص الحاد في المواد الغذائية والمستلزمات الطبية والخدمية، إضافة إلى برد الشتاء القارس.
وقال الشيخ حارث سليمان الضاري الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في تصريح خاص لشبكة "إسلام أون لاين.نت" الثلاثاء: "إن الفلوجة مدمرة تدميرا كاملا ومخربة تخريبا شاملا.. لقد أصبحت بيئة لا تصلح لعيش البشر فيها. لا يوجد فيها ماء ولا كهرباء ولا خدمات للصرف الصحي".
رائحة الجثث
وتابع الضاري أن "رائحة جثث الموتى تنتشر بالمدينة، وغبار ودخان الأسلحة المحرمة دوليا (التي استخدمها الاحتلال) يغطي سماءها وأجواءها؛ لذلك لا أعتقد أن أهلها سيعودون إليها حتى وإن تخلت عنها قوات الاحتلال. لن يعودوا قبل شهور، إن لم يكن قبل سنين".
وغادر نحو 300 ألف من أهالي الفلوجة البالغ عدد سكانها قرابة 350 ألفًا هربًا من العمليات العسكرية لقوات الاحتلال على المدينة التي بدأت في 8 نوفمبر 2004.
وألقى الضاري باللوم على قوات الاحتلال والحكومة العراقية المؤقتة فيما يعانيه أهالي الفلوجة، مشيرا إلى ما يعانونه "من تهجيرهم وخروجهم من بلدهم وقلة الغذاء والكساء وسوء المأوى وغير ذلك مما تسبب فيه الاحتلال والحكومة المؤقتة لهم".
مدينة "مغلقة"
وأوضح الضاري أن "الفلوجة الآن بيد الاحتلال، وهي مقفلة من كل منافذها، ولا يستطيع أحد دخولها إلا قوات الاحتلال"، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن "المقاومة ما زالت قائمة في بعض أحيائها".
وحول ما تردد عن وجود مفاوضات بين بعض أعيان الفلوجة ومسئولي الحكومة المؤقتة بشأن عودة النازحين إلى منازلهم قال الأمين العام لهيئة علماء المسلمين: "لا علم لي بحدوث مثل هذه المفاوضات، ولا أظن أن عاقلا من أهل الفلوجة سيطالب بعودة النازحين إليها في ظل تلك الظروف المأساوية".
عودة على مراحل
وكانت الحكومة العراقية المؤقتة قد أعلنت الإثنين في بيان لها أن عودة نازحي الفلوجة "ستتم على مراحل بحسب جدول زمني"، وستبدأ نهاية الأسبوع الجاري بعودة أهالي حي الأندلس غرب المدينة، مشيرا إلى أن المدينة قسمت إلى 18 منطقة لهذا الخصوص، و"سيتم الإعلان عن أسماء المناطق الأخرى في الأيام التالية".
وجاء في البيان أيضا أنه "تقرر منع حمل أي نوع من أنواع السلاح داخل الفلوجة منعا باتا، ويمنع أيضا إصدار أي ترخيص بذلك".
مأساة إنسانية
نازحو الفلوجة..معاناة ومصيرغامض
وبموازاة تلك التطورات تعيش العائلات النازحة عن الفلوجة ظروفا إنسانية صعبة وكارثية نتيجة النقص الحاد في المواد الغذائية والمستلزمات الطبية والخدمية.
الدكتور جمال ناصر الكربولي رئيس مجلس إدارة جمعية الهلال الأحمر العراقية قال لـ"إسلام أون لاين.نت": الخدمات الطبية سيئة جدا. وفي مستشفى مدينة عامرية الفلوجة (جنوب الفلوجة) يوجد العديد من الأهالي مصابين بأمراض نتجت عن نقص الخدمات، من بينها "الجرب" نتيجة قلة الماء، وأمراض الجهاز التنفسي، ناهيك عن الأمراض النفسية بسبب فقدان فرد أو عدة أفراد من العائلة نتيجة هجمات الاحتلال.
وتابع الكربولي قائلا: "حدثت حالات إجهاض لبعض النساء الحوامل، وحدثت بعض الوفيات للأطفال بسبب عدم توفر الرعاية الصحية للأم الحامل، كما أن هنالك نقصا حادا في الأدوية".
عرقلة الإغاثة
السائق أبو محمد المكلف بجمع التبرعات بسيارته لمساعدة النازحين إلى عامرية الفلوجة التي استقبلت وحدها أكثر من 3 آلاف عائلة نازحة قال: "تطوعت بنقل مواد غذائية وإغاثية ومستلزمات طبية يتبرع بها ميسورون للنازحين".
وتابع أبو محمد قائلا: "القوات الأمريكية والحرس الوطني العراقي يعرقلون وقد يمنعون إيصال المواد الإغاثية التي تقدمها الأحزاب أو المنظمات الإنسانية".
وأشار إلى أنه بسبب القيود التي يفرضها الاحتلال على الحركة حول الفلوجة يستغرق الطريق من بغداد إلى عامرية الفلوجة 3 ساعات، في حين كنت في الأيام العادية أصل إلى هناك في 50 دقيقة، فأضطر الآن إلى أن أسلك طرقًا التفافية شديدة الوعورة للوصول إلى عامرية الفلوجة".
وأشار أبو محمد إلى أنه رغم تمكن البعض من إيصال مساعدات؛ فإن كل هذه المواد لا تسد حاجة النازحين بسبب كثرتهم وشدة البرد هناك.
في المدارس
ويعاني الآلاف الذين نزحوا إلى مدينة "عامرية الفلوجة" الصغيرة من مصاعب كبيرة نتيجة عدم إمكانية استيعابهم في المخيمات التي أنشأتها جمعيات خيرية؛ وهو ما اضطر الكثيرين منهم إلى التكدس بالمدارس.
وتقول أم سلمان التي نزحت من حي الجولان بالفلوجة لـ"إسلام أون لاين.نت": إنها قدمت إلى مخيم اللاجئين "بعد أن أحسسنا بأننا قد أصبحنا عبئا ثقيلا على أقاربنا الذين لجأنا إليهم في البداية ببغداد فقد تحملوا الكثير من أجلنا".
أما مصلح الجميلي -مدرس ثانوي- فقد لجأ إلى أحد المخيمات في عامرية الفلوجة، فقال: "خرجت من المدينة (الفلوجة) قبل يوم واحد من دخول قوات الاحتلال، والتجأت مع عائلتي المكونة من 9 أفراد إلى هذا المخيم".
وتابع: "نتلقى مساعدات من أهل الخير، وهي تعبر عن تضامن الجميع معنا، غير أننا لم نلمس تحركا للحكومة المؤقتة؛ حيث لم تصلنا منها أي مساعدات، ولم يبادر أحد بزيارتنا، والسؤال عنا وكأننا لسنا أبناء هذا الوطن، وكأن مهمة هذه الحكومة قد انتهت بتدمير المدينة وتشريد أهلها".
الفلوجة لم تعد تصلح "لعيش البشر"