المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دلالات وأبعاد معارك الفلوجة ( الإسلام اليوم )



اليعربي
20-12-2004, 10:58 AM
دلالات وأبعاد معارك الفلوجة

د. محمد مورو 7/11/1425
19/12/2004


سؤال كبير يطرح نفسه بعد الاقتحام الأمريكي لمدينة الفلوجة العراقية الباسلة .. وهو سؤال غير بريء، ولكن إجابته واجبة لوضع النقاط على الحروف وتثبيت قلوب الذين آمنوا.
السؤال .. هل يُعدّ الاحتلال الأمريكي للفلوجة نصراً أمريكياً؟!
وهل هذا الاحتلال هو البداية في القضاء على المقاومة العراقية باعتبار الفلوجة أحد أهم معاقل هذه المقاومة؟!
ثم .. ما هي الدلالات الخاصة والعامة لما حدث ويدور من معارك في الفلوجة، وأثر ذلك على المشروعين المتعارضين والمتصارعين في المنطقة والعالم: مشروع المقاومة، ومشروع الهيمنة الأمريكية الصهيونية.
بداية فإن المقاومة لا تموت؛ لأنها تعبير عن إرادة شعب وتعبير أكبر عن أمة تحت حد السكين والمستهدفة للإبادة الحضارية والوجودية والثقافية، والمعركة في الفلوجة ما هي إلا إحدى محطات هذا الصراع الممتد أصلاً في الزمان والمكان والذي لم ينقطع منذ ظهور الإسلام بين الحق والتوحيد والحرية والكرامة وبين العنصرية والإبادة والنهب والقمع.
وما دامت أبعاد المعركة هكذا؛ فإننا نرى أننا أمة أعمق وأكبر من أن تُهزم وتباد وتنتهي، إنها الأعمق سياسياً وثقافياً وحضارياً، وهي الأرسخ في مواجهة قوى البغي والعدوان وقد مرت الأمة بظروف أصعب وخرجت منها أقوى مما كانت، ثم إنها تعبير عن الحق والحق لا يموت.
وكذا فإن الممارسات الأمريكية والصهيونية بحق تلك الأمة لا تترك مجالاً للخيار، فلا طريق إلا المقاومة. قد تنتهي عناصر المقاومة هنا أو هناك ولكنها لا تلبث أن تظهر مثل فارس جميل مضيء مزروع في التاريخ والجغرافيا.
وما أدراك ما الفلوجة؟

الفلوجة، وما أدراك ما الفلوجة؟! .. هذه المدينة الباسلة التي استعصت على الخضوع لأحذية العسكر الأمريكي في العراق ما يزيد على عام ونصف وهذا يكفيها وزيادة، فالمعركة عسكرياً غير متكافئة، ولكن العنصر الأمريكي الرخيص لن يلبث أن يتبدد في الفلوجة؛ لأن قبضة الطغاة لا يمكنها أن تظل طويلاً متماسكة، إنها ما تلبث أن ترتخي، بعكس المقاومة ذات ألف وجه والمليون قبضة والمزروع مثل شجرة مباركة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتى أكلها كل حين بإذن ربها!
لا ينبغي أن يعمينا الغبار الأمريكي الكثيف عن رؤية الحقائق الكامنة، فالأمريكان بداية صنعوا سياجاً إعلامياً حول معركة الفلوجة، ولم يسمحوا إلا لمن أخبروه هم ومنحوه التصاريح واصطحبوه من الصحفيين والمصورين على الدبابات وداخل المدرعات، ومن ثم فإن الرواية ملفقة، ولا شك أن حجم الخسائر الأمريكية كبير والمقاومة كانت رائعة، ثم إن طبيعة حرب المدن بين جيش مدجج بالسلاح ومقاومة شعبية لا تحسب بسيطرة الجيش على المدينة، ولكن تحسب بإرادة المقاومة وهل انكسرت تلك الإرادة؟ الحمد لله هذا لم يحدث ومازالت المقاومة مستمرة في الفلوجة، ثم إن المقاومة - وهذا طبيعي وجزء من ذكاء المقاومة- نقلت المعارك إلى الرمادي والموصل وسامراء وبغداد وبعقوبة، ولن تستطيع القوات الأمريكية نشر هذا العدد من الجنود في كل مكان بالعراق، إن هذا فوق طاقتها، وهذا تكتيك معروف في معارك الشعوب ضد قوات الاحتلال.

فشل أمريكي ذريع

وعلى حد تعبير مجلة "نيش" الأمريكية؛ فإن القوات الأمريكية أخفقت في تحقيق أهدافها في الفلوجة، لأنها استهدفت قتل أكبر عدد من المحاربين والمقاومين في الفلوجة، ولكن هؤلاء نجحوا في الذهاب إلى أماكن أخرى على حد قول السلطات الأمريكية ذاتها، فضربوا هناك ويمكن أن يعودوا في أي لحظة ومن ثم فإن ما فعلته القوات الأمريكية في الفلوجة كان قتل المدنيين وتدمير المباني وارتكاب انتهاكات بشعة سجلتها عدسات المصورين، ولا شك أن إطلاق الرصاص على الجرحى في الفلوجة يعبّر أولاً عن الهمجية الأمريكية والانحطاط الحضاري الأمريكي –وهذا معروف-، ولكنه في نفس الوقت يعبّر عن مدى حقد وغيظ وفشل الأمريكيين تجاه المقاومة في الفلوجة، وهذا أمر له ما بعده؛ فاقتحام المساجد وانتهاك الحرمات لن يمر عراقياً ولا عربياً ولا إسلامياً فهو يؤكد للعراقيين كذب الادعاء الأمريكي بتحرير العراق ومن ثم يدفعهم إلى خندق المقاومة، وهو بالنسبة للعرب والمسلمين مزيد من تراكم الغضب سيعبّر عن نفسه يوماً ما ضد مشروع الهيمنة الأمريكي الصهيوني، ثم إن كل هذا الحقد على المثلث السني العراقي - في غياب أو خيانة قطاعات الشيعة والأكراد ما عدا التيار الصدري- سيجعل السنة في العالم وهم أكثر من 90% من المسلمين في مواجهة مباشرة مع المشروع الأمريكي ويدفعهم دفعاً إلى طريق المقاومة الذي ثبت أنه لا طريق غيره، وكل هذا له مردوده المستقبلي على زيادة عمق وكثافة المقاومة الإسلامية والعربية ضد المشروع الأمريكي –وهذا خير بالطبع-.
استهدفت القوات الأمريكية أيضاً باقتحامها الفلوجة تهدئة المثلث السني ودفعه للتخلي عن فكرة المقاومة ومن ثم المشاركة في الانتخابات، ولكن الذي حدث هو العكس على طول الخط، فالفعاليات والقوى والشخصيات التي دعت إلى مقاطعة الانتخابات بعد أحداث الفلوجة زادت جداً ولم يعد هناك سني محترم يستطيع أن يقبل بالمشاركة بعد هذا الكم الهائل من البشاعة والانتهاكات الأمريكية، لقد وضع ما حدث في الفلوجة الناس أمام ضمائرهم ودينهم ووجودهم وكرامتهم، وهذا أيضاً يزيد في زيادة رقعة المقاومة وتزويدها بالمزيد من العناصر، ويضع ظلالاً من الشك حول العملية الانتخابية وحول المشروع الأمريكي برمته.
تقول مجلة "نيش": "لقد أضيرت استراتيجية الأمريكان الرامية لإعادة السنة إلى العملية السياسية، وكان رد الفعل الأول للقيادة السنية سلبياً بصورة كبيرة".
وتعترف نفس المجلة قائلة: "لقد كان المرء يأمل في أن يؤدي المأزق الأمريكي في العراق إلى جعل الإدارة الأمريكية أكثر انفتاحاً على العقل والنصح الدولي ولكن اقتحام الفلوجة يثبت أن الإدارة الأمريكية ملتزمة بموقفها الأيديولوجي المتشدد حول العراق ومن ثم يتوجب عليها أن تخلص إلى أن تدمير الفلوجة مجرد بداية لمرحلة طويلة ومأساة مكلفة لنا وللشعب العراقي على حد سواء".

ابوحذيفة الفلسطيني
20-12-2004, 10:46 PM
احسنت اخي اليعربي
وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم زعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم
حرب الفلوجة اراد منها العلوج القضاء على مقاومة الاحتلال ليتسنى لهم ترويض العراق لصالح الصهيونية
هم ارادو ذلك
لكن الله سبحانه وتعالى اراد امرا اخر
اراد الله سبحانه وتعالى من حرب الفلوجة هذه ان يعود الكثير من المسلمين الى دينهم اقصد هنا المسلمين النائمين التائهين الضالين ....الخ
وفعلا ارادة الله سبحانه هي الاقوى
كم من المسلمين رجعوا الى الله سبحانه والى دينه القيم الاسلام
وكم من الاطفال يتمنون قتال امريكا بل وكم من اهل الغرب والشرق الكافر كرهو امريكا والامريكان ؟
ارأيتم , ارادة امريكا السيطرة على العراق ولكن
ليس كل ما يتمنى المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن