المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خيارات النصر عند صدام و الحكمة بالاختيار



محب المجاهدين
09-05-2004, 05:26 PM
خيارات النصر عند صدام و الحكمة بالاختيار ( الحلقة الأولى )

قبل أن تبدأ المعركة في العراق كان أمام القيادة العراقية عدة خيارات لصد مغول العصر , تعالوا لنتناول أحد خياراتها و نبين النواحي الإيجابية و السلبية لكل خيار , و ندرك من خلالها ما حدث في بغداد أكان صدفة أم أمر مخطط له مسبقاً .

أولاً : الضربة الاستباقية : - لقد كان التجمع العسكري للقوات الأمريكية في الكويت كبير أكثر من 250 ألف جندي في بقعه صغيرة تمثل صحراء الكويت فلما لم تلجئ العراق للضربة الاستباقية الحاسمة التي تتمثل بإفراغ سيل رهيب من الصواريخ البالستية أرض – أرض التي قالت الأوساط الاستخبارتية المعادية بأنها تصل إلى 7000 صاروخ من نوع الطارق و الرعد و الفتح و الصمود و سجيل الليث و أبابيل و الغضب ……… الخ من الصواريخ البالستية التكتيكية القصيرة المدى التي يتراوح مداها ما بين 70 إلى 200 كم و التي تحمل عادة برؤوس ذات تأثير مساحي ( العنقودية أو الصدمة المدمرة ) , و لكن ربما يجيب أحدنا أن هذا مستحيل لوجود سيطرة جوية معادية مطلقة على سماء العراق لن يسمح بتواجد أعداد كبيرة من منصات الإطلاق على الأرض و لو حتى تم نشرها على أكبر مساحة ممكنة .
و الجواب على ذلك نقول أن هناك عدة حلول تسمح لهذا الأمر بالحدوث رغم السيطرة الجوية المطلقة و منها تركيز الدفاع الجوي العراقي المتمثل بالطائرات و الصواريخ و المدفعية المضادة لحماية منصات الإطلاق الصاروخية من خلال اشغال الطائرات بالطائرات أو إشغال الطائرات المعادية بمناورات الإفلات من صواريخ السام أو بناء سدود نارية ضخمة من المدفعية المضادة بكافة أعيرتها ( 20 و 23 و 25 و 30 و 57 ملم ) يمكنها أن تصد حتى الذخائر المنطلقة من الطائرات أو المحملة بصواريخ كروز و قد برع العراقيين بذلك بعد أن دربوا على ذلك لعدة سنوات يد ضباط صربيين على هذا السلاح و قد شهدنا يقيناً كفاءة سلاح المدفعية م/ ط في شاشات الفضائيات ضد صواريخ كروز في بغداد .
ليس ذلك فحسب بل كان بالإمكان أيضاً دعم الهجوم الصاروخي الاستباقي بسلاح حيوي يتمثل بطائرات فدائية تحلق على ارتفاعات منخفضة جداً دون الكشف الراداري لتلقي بكميات كبيرة من قنابل الفيول المتفاعل مع الهواء FAE و الذي يولد دماراً مهولاً و المعروف أن العراق يمتلك مخزون كبير من هذه القنابل المساحية العملاقة .
كما يمكن أن يقوم أيضاً 500 طيار استشهدي من فدائي صدام بعمليات انتحارية تم التدرب عليها بعناية لتشمل حتى الأسطول البحري المعادي , يليه إنزال جوي بالسمتيات الروسية لفرق حرس جمهوري مجولقة ( محمولة جواً) كما حدث عام 1991 , تقوم بحسم الأمر .
و لكن و بناءاً على المعطيات التي أوردناها بالسطور السابقة يبرز السؤال الجديد و هو : ما دام صدام يمتلك مقومات الضربة الاستباقية الناجحة التي كان من الممكن أن تقلب الموازين و تصنع النصر السريع , فلما لم يلجئ إليها القائد صدام , و الجواب هو الخوف على العراق من أسلحة الردع الأمريكية .
لأن هذه الضربة على قدر إيلامها للعدو فهي تعطيه مصوغ شرعي بالرد بضربات نووية تكتيكية تصنع النصر في ساعات معدودة و تسبب الردع و الرعب للعالم العربي و العالم أيضاً , إضافة لأنها سوف تقتل ما لا يقل عن 4 ملايين عراقي و تدمر 70 % من العراق على أقل تقدير هو و مقدراته الحضارية و القومية و الاقتصادية و الثقافية و حتى الدينية .

يتبع ……….
محـــب المجــــــــــــــــــــــاهدين .








خيارات النصر عند صدام و الحكمة بالاختيار ( الحلقة الثانية )

تناولنا في الموضوع السابق الخيار العسكري الأول في مواجهة الهجمة الصليبية على العراق و الذي كان من الممكن أن ينتج عنه جعل العراق المحطة الأولى أو مختبر التجارب الأول للقنابل النووية التكتيكية السطحية و الخارقة للأعماق و ذاكرة التاريخ لم تنسى هيروشيما و نكازاكي اللتان دمرتهما غطرسة أمريكا بعد أن أتمت بناء قنابلها الذرية ( ليتل بوي لهيروشيما و بغ مان لنكازاكي ) انتقاماً لضربة ميناء بيرل هابر الاستباقية الوقائية الجوية اليابانية في جزر هاوي مستهدفة الأسطول الأمريكي , و اليوم سوف نتناول في هذا الموضوع التكتيك الثاني و هو الخيار المجرب عند العراقيين .

ثانياً : الهجمات المرتدة : هذا النوع من التكتيك العسكري استخدم سابقاً في عام 1991 عندما حاصرت قوات الحرس الجمهوري التابعة لفرقة حمورابي و نبوخذنصر لـ 100 ألف جندي أمريكي كانوا يمثلون الفيلق المدرع السابع في منطقة الأهواز في جنوب العراق بـ 750 دبابة من نوع أسد بابل ( ت 72 معدلة من الجيل الرابع ) .
و أدى هذا الهجوم التلاحمي المرتد الذي حُيد فيه الطيران إلى و قف الحرب بعد أن فقد العدو 86 دبابة من دباباته بقذائف أسد بابل الحرارية FAE , و بعد أن اكتشفت المخابرات العراقية أن اليورانيوم المستنفذ يدخل في تركيب معدن التدريع في دبابة أبرامز الأمريكية و الذي ترتفع حرارته بشكل كبير يؤدي إلى صهر الطاقم في حال تعرضه لطاقة حرارية مفاجئة و كبيرة .
و اليوم كان من الممكن أن يختار العراقيين هذا الخيار الذي أفلحوا به من قبل ضد الأمريكيين و الإيرانيين من قبلهم و بسلاح صدمة مناسب فمالذي منعهم من ذلك الخيار هذه المرة و يمكننا في السطور التالية الإجابة على ذلك:
لقد لجأ الأمريكيين في حربهم الأخيرة إلى أساليب قتالية جديدة لم تكن مجربة من قبل , منها على سبيل المثال استخدام الغطاء الجوي المواكب و ليس التمهيدي فقط و هذا الأمر يجعل الهجوم ضد هذه القوات ضرب من ضروب الانتحار لأن المهاجم سوف يتحول لصيد سهل للطائرات العمودية و النفاثة المواكبة الضاربة , هذا أمر ، أما الأمر الأخر فيكمن في ظهور تشكيلات جديدة عالية التدريب عند العدو تسمى بمجموعات المراقبة الجوية الأمامية FAC و التي يتم إنزالها في العمق بواسطة السمتيات ( الحوامات ) الخاصة و مهمة هذه المجموعات مراقبة التحركات الأرضية و تعيين الأهداف و نقل الإحداثيات رقمياً أو عن طريق إضاءة هذه الأهداف بالليزر لتوجيه السمتيات و المقاتلات القاتلة للدبابات أمثال ثاندربولت ( قذفة الصواعق ) و وورثوغ ( سوط الحرب ) نحو المخروط الإشعاعي الليزري المرتد أو المنعكس عن هذه الأهداف المضاءة إضافة إلى الذخائر المنزلقة على الليزر التي تلقى أو تطلق من الطائرات أو تقذف من الأرض مما يجعل العدو بمنأى عن مخاطر الهجمات المرتدة و من مسافات آمنة بسبب وجود هذه الوحدات الخاصة الملقبة بجنود الظل Shadow Solders .
و لكن هذا لا يعني أن القيادة العراقية كانت عاجزة عن إيجاد تكتيكات مناسبة فهي أيضاً لديها مجاميع خاصة من مغاوير صدام تستطيع أن تقوم بعمليات الرصد المتقدم بشكل مقارب لما تقوم به الوحدات المعادية فهي تنقل السموت عن طريق شيفره رقمية ليزرية أو عن طريق أسلاك الليف الضوئي بشكل يصعب معه كشفه أو التصنت عليه أو حتى التشويش على هذه الاتصالات .
كما أن الحرس الجمهوري الذي يملك أفضل تسليح في القوات العراقية كان يتبع تكتيك مضاد يحجم من التفوق الجوي الأمريكي يعتمد على الاندفاع السريع للكتلة المدرعة و اللجوء إلى أساليب التضليل التي اشتهرت بها دبابة أسد بابل و التي من بينها التفجير الذاتي الوهمي و الدفن الذاتي في الرمال أو الغوص في الماء حتى عمق 5 متر أو باستخدام أجنحة العكس الركني المضلل للموجات الرادارية أو الدخان الأبيض المضلل لليزر و نظم التوجيه الكهروبصرية , ليس ذلك فحسب بل أن هذه النخبة المسلحة زودت بأطقم دفاع جوي معزز بشكل كبير جداً بحيث يواكب الدبابة المهاجمة و المدرعة المهاجمة ( ب م ب ) الداعمة لها أو الناقلة للجند ( ب ت ر أو ب ر د م ) عربة مدفعية م/ط رباعية ( تشيلكا ) عيار 23 ملم أو ثنائية ( منغوسكا ) عيار 30 ملم إضافة إلى عربات حاملة للصواريخ م/ ط قصيرة المدى ( أوسا (سام 8 ) الراداري و ستريلا 1 (سام 9 ) الحراري و ستريلا 10 (سام 13 ) الكهروبصري ) والطويلة المدى المتحركة ( كاب ( سام 6 ) أو صاروخ الكاسر العراقي ) يضاف إلى ذلك أيضاً و جود مع كل عنصرين من أصل عشرة عناصر مقاتلة من الحرس الجمهوري صاروخ كتف م/ط من نوع ايغلا 1 ( سام 16 ) أو ايغلا 2 ( سام 18 ) , ليس ذلك فحسب بل أيضاً أنه في حالة الصدام تقوم المدفعية م/ط بتشكيل سحب مصدات نارية من الكرات و المكعبات المعدنية الصلبة التي تستهدف كل ما يطير أمامها , و لحماية هذه الكتلة المهاجمة من النيران الأرضية المعادية , فقد اشتهرت وحدات الدعم الصاروخية و المدفعية و المدفعية الصاروخية التابعة للحرس الجمهوري العراقي بتوليد ما يعرف بالبساط الناري و هو البديل الإستراتيجي عن طائرات الدعم القريب و في حالة ضعف أو إنعدام الرصد الأرضي يكون القصف أعمى و لكن على مبدأ البساط الناري الذي ولده الروس ضد الألمان في عملية بربروسا , بحيث يكون أكثر كثافة نارية .
و بعد فإننا نستخلص مما تقدم أن إمكانيات رجال النخبة من القوات المسلحة العراقية لدخول معارك تلاحميه ناجحة إلى حد ما مع العدو كبيرة جداً خصوصاً إذا تحطمت معنوياته أو اعتراه الخوف الشديد الذي يجعل خسارته مؤكدة و هذا وارد جداً بالنظر إلى المهارات الفردية و الشجاعة والصبر النادرين عند الحرس الجمهوري و الحرس الخاص العراقي .
فمالذي منع القيادة العراقية من المضي في هذا التكتيك الذي تحترفه قوات النخبة المقاتلة العراقية , و الجواب هو أن المخابرات الخارجية العراقية ( أمان ) I I S تمكنت من معرفة أن سفاح فيتنام دونلد رمسفلد وزير الدفاع الأمريكي قد أطلق العنان للقوة الجوية الأمريكية الخاصة بإستخدام مبدأ كان يستخدم بشكل محدود في فيتنام و تم تحويلة إلى أسلوب ردع استراتيجي , و يسمى هذا المبدأ أو التكتيك بالسهم المكسور ( التدمير المتبادل ) Broken Arrow وهو يعتمد على معلومات المراقبة الميدانية و الاستخبارتية فإذا كانت هذه المعلومات توحي بأن كفة الرجحان بالنصر لصالح العراقيين عندها يتم إلقاء بواسطة طائرة خاصة ( دي سي 130 فينكس أو سي 17 جلوب ماستر ) لما يعرف بالبدائل النووية المتمثلة بما يعرف عند الأمريكيين بالقنبلة الخاصة أمثال مستودع ديزي كاتر ( مقطعة الأقحوان ) Daisy Cutter التي تزن 15 ألف رطل (7 طن تقريباً ) و هي تحوي خليط متفجر خاص مكون من مادة نترات الأمونيوم و مادة البولتسرين الرغوي و مسحوق الألمنيوم و هذا الأخير يحدث تأثير إضافي عجيب لهذه القنبلة إذ ينتج عنه نتيجة تيار الاحتكاك الضاغط الذي يصل إلى 1000 رطل ضغط على البوصة المربعة صوت حاد جداً ( صفير ) تقوم موجاته الحادة الناتجة عنه بصعق أو إتلاف مواطن معينة في الدماغ تؤدي بدورها إلى القتل الفوري و هذا التأثير الثانوي المضاف إلى التأثير الرئيسي المتمثل بقوة التقطيع بالضغط العالي ذو السرعة الفوق صوتية لكل ما هو موجود في مساحة 4 كم مربع هو بمثابة التأثير الإشعاعي للقنابل النووية و الذي يمتد إلى قرابة 6 كم عن المركز .
و قد استخدمت هذه القنبلة في الفيتنام و الكويت عام 91 لأغراض نفسية و لتدمير خطوط الدفاع الهندسي الغير مأهولة , و قد ظهر استخدامة ضد الأحياء بغية القتل الجماعي و تدمير التكتلات القتالية في زمن ادارة بوش الفاسدة ضد أفغانستان في محيط مزار شريف و أسفر عنه إصابة و مقتل المئات من المجاهدين , و أخيراً كان الإستخدام الأخير في محيط بغداد ضد الحرس الجمهوري مباشرة بعد أن تأكد لمجاميع المراقبة الأمامية الجوية الأمريكية أن الحرس الجمهوري لا زال بكامل قوته بعد انتهاء موجة القصف المركزة التي قامت بها قاذفات ب 52 ستراتوفورتريس ( القلاع الإستراتيجية ) العملاقة .
و قد تأكد ذلك في حينها من خلال الوابل المدفعي و الصاروخي المضاد للطائرات و الذي صدر من أسلحة الحرس الجمهوري المضادة و تسبب في سقوط ثلاثة سمتيات أباتشي و إعطاب 27 أخرى .
و يبدو أن مخزون هذا النوع من القنابل قل بشكل كبير أو أصبح متقادم بشكل لا يخدم شرور الصهاينة المتأصل أو تبين عدم جدواه بالشكل المنشود منه بعد أن حقر من شأنه وزير الإعلام العراقي حينها محمد الصحاف و وصفه بمستودع البراغي و العذق , لذلك كان لابد من بديل عن سلاح الصدمة الإستراتيجية القديم فكان البديل ما عرف إعلامياً بأم القنابل أو عسكرياً و استخبارتياً بالهرمجدون ( نهاية الأزمنة) MOAB ( العتاد الجوي ذو التدمير الهائل ) التي تزن 10 طن ( أكثر من 22000 رطل ) و رغم أن هذه القنبلة هائلة التدمير فهي فهي إضافة إلى ذلك دقيقه جداً و نسبة خطأها الدائري لا يتجاوز الأمتار و سبب أنها موجه بالأقمار الصناعية GPS ( محدد الموقع العالمي ) من خلال التوجيه بموجات الرنين المغناطيسي ( الموجات الفوق صوتية ) , و هي في الحقيقة قنبلة جهنمية تفوق قدرات الفتك فيها أضعاف ما كان في سالفتها بل أن قدرتها تساوي أو تفوق قدرات القنابل النووية التكتيكية , لذلك تم اجراء الإختبارت عليها قبل تجربتها العملية برؤوس غير حقيقة , فهي مكونة من خلطة تدميريه خاصة هي الباريوم الحراري و مادة تيتانيوم بورون الليثيوم البركلوريك التي تتفاعل تفاعلاً حرارياً كبيراً في درجة 538 درجة مئوية لينتج عنها حرارة عالية جداً تصل إلىآلاف الدرجات المئوية و لفترة زمنية طويلة نسبيا ً لضمان الموت و الفناء لكل من شئ موجود في دائرة التأثير فيها و يساعد مع هذه المادة الفتاكة مادة مسحوق النحاس الذي تنثره القنبلة في محيطها نتيجة الضغط الهائل الناتج عن الباريوم الحراري لمسافات كبيرة و التي تعمل كناقل حراري و مولد لموجات كهراطيسية حارقة للشرائح الإلكترونية و مسرعة لجزيئات المواد بشكل كبير جداً و قد نتج عنها عندما استخدم قنبلتين منها في غرب بغداد ضد الهجوم الارتدادي الذي قامت به فرقة النداء المدرعة التابعة للحرس الجمهوري العام إفناء اللواء 23 ( 5000 عنصر ) و اللواء 26 ( 5000 عنصر ) و كان التأثير في محيط مركز المحو للقنبلة التي جردت اللحوم عن العظام بالموجة الصاعقه الحرارية الكهراطيسيه الهائلة التي فحمت معادن آلياتهم في المحيط التأثيري للقنبلة بعد أن صهرت و بخرت كل من كان في المركز الحراري , وقد أصبحت فيه تلك المعادن المتفحمة كالزجاج الرديء الذي يتهشم مع أبسط الصدمات و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم .
و مما زاد الطينة بله هو وضع العدو تكتيك يخفف تأثير هذا السلاح الرهيب على تكتلاته المقاتلة المتلاحمة بشكل كبير من خلال الإخلاء الجزئي أو الكامل لقواته من الآليات الملتحمة و من ثم إخلائها جوياً كمرحلة أخيرة .
و وفقاً لما تقدم في السطور السابقة نجد أن تكتيك الهجمات الارتدادية ضد الآله العسكرية الأمريكية المصممة لمجابهة سبعة جيوش مجتمعة تليها بالترتيب بالقوة , أمر غير مجدي و ينتهي بالفناء للمهاجم .
و بعد فإني لم أشأ في موضوعي هذا أن أبالغ في وصف قوة عدوي واعظم من شأنه , بقدر رغبتي في تبيان الحقائق التي غيبها الحماس المفرط لدى البعض من أمتنا فاصبح يلقي اللوم جُزافاً ضد تصرفات القيادة العسكرية المختصة العراقية .
و الله أكبر ..... و الله أكبر ........ و العاقبة للمتقين .

أرجوا التعليق على الموضوع من قبل المتخصصين و أصحاب الدراية فقط إن أمكن ... و شكراً .
يتبع ……….
محـــب المجــــــــــــــــــــــاهدين .




خيارات النصر عند صدام و الحكمة بالاختيار ( الحلقة الثالثة و الأخيرة )

سوف نتناول اليوم التكتيك الأول المشترك بين طالبان و القاعدة و العراق فما سر العلاقة التي جمعت بين هؤلاء , هل هي وحدة الهدف أم وحدة الدين فالشريحة الأكبر من الناس يرون أن الاختلاف بالتوجه بين القائد صدام و الملا عمر و الشيخ أسامة كالبعد بين المشرق المغرب متناسين أن العدو واحد و مبتغى هذا الأخير واحد أيضاً و أن الدين و احد و أن الهدف واحد و هو إقامة الخلافة الراشدية نعم إقامة الخلافة الراشدية فربما يجهل كثير منكم شغف القائد صدام بالتاريخ و تقديسه لأمجاد الإسلام و الجاهد الذي مثل أسمى آياته في عهد الخلافة الراشدية , و توحيد العالم الإسلامي و العربي هو الهدف الأسمى عند صدام و قد كانت أول الإثباتات هي وحدة الخطة العسكرية و سوف تجد هذا واضح إذا استرجعنا الأحداث في الدولتين و أجرينا المقارنة .
و ما القناع العلماني الذي تتقفنع به القيادة العراقية تحت التسمية البعثية إلا شكلية لكي يحكم من خلالها الخليط الغريب من الأجناس و الطوائف و التوجهات الدينية في العراق .
فمن منكم لم يشهد تدين صدام و تحريضه و عمله على إقامة شرع الله في الأرض و إقامة حدود الله تماماً كما فعلت طالبان فأشعلوا عليهم غضب الصهاينة و الصليب و لم يكن صدام كذلك لما اتخذ من القائد عزت إبراهيم الدوري نائباً له و هو ذو طبيعة شديدة التدين و لما التجأ لأهل الله أثناء مرضه أكثر من الطب .
قد يكون صدام في الحقيقة ذا توجه علماني في الأصل و إلا لما كان وصل إلى السلطة , و لكن كونه كان رجل مبادئ فلا يمكن للمبادئ أن تتجسد بالنهاية إلا بالدين في أخر المطاف لأنه شريعة الله الكاملة التي لا اعوجاج فيها .
و تعالوا الآن لنعود إلى التكتيك الثالث المتبع هذه المرة من قبل القيادة العراقية و لكن لمدة لم تصل إلى عشرين يوم فلماذا .

ثالثاً : حرب المدن الاستنزافيه ( قلاع الحرب) : عرف من قديم التاريخ أن القوي المهاجَمة التي تكون أقل قوة من القوى المهاجِمة تتحصن في أسوار أو قلاع أو خنادق و قد شهدنا بالسنة الشريفة هذا الدور في معركة الخندق و الأحزاب عندما كان تفاوت القوى بين المسلمين و المشركين كبير جداً بالعدد و العدة .
و قد أعدت الأمارة الإسلامية في أفغانستان و القيادة مجلس الثورة في العراق المدن على هذا الأساس بشكل معاصر نظراً للتفوق التقني و الجوي المفرط لصالح العدو .
و ذلك من خلال الانكفاء في المدن بين الناس و الأبنية أو الانتشار في محيط هذه المدن في مساحات كبيرة و بأعداد قليلة دائمة التنقل و جيدة التمويه كما أشار لذلك الشيخ الصادق أسامة بن لادن حفظة الله في تكتيكات القعدة في أفغانستان .
و هذا التكيتك يمكن المدفع من إدخال العدو في كمائن قاتلة و يعرضه لهجمات مرتدة قصيرة و سريع على مبدأ أضرب أهرب و قد كان هذا جلي في العراق بالدرجة الأولى و أفغانستان الأقل إمكانيات بالدرجة الثانية .
و لكن السؤال الذي يفرض نفسه هنا مادام هذا التكتيك ناجح و مجرب فلما لم تستمر به القيادة العراقية و لتوضيح ذلك نورد أهم الأسباب :
1. وفق للتجربة التاريخية فإن المدن أو القلاع التي صمدت كانت قليلة و كان سبب سقوطها نقص الإمدادات أو فنائها أو تراخي و انهيار القوة المدافعة أو تداعي التحصينات أو حدوث اختراق من خلال نقاط ضعيفة أو نتيجة خيانة……… ….. الخ مما النصر في النهاية هو الحليف الأكبر للحملات الغازية أو الفاتحة مثل الحملات الصليبية و الفتوحات الإسلامية أو زحف مثل الزحف المغولي الذي نجد له صورة المعاصرة في أمريكا و ينطبق الأمر على الوضع المعاصر فإن تزايد القصف الجوي على المدن و استهداف الاحتياطي الغذائي و الدوائي التركيز بالقصف الذكي على مراكز القوى و مراكز الضبط الأمني التي تسرع بانهيارها من تداعي المدن و تؤدي إلى سقوطها .
2. و العامل الرئيسي في سرعة الانهيار بالنسبة للمدن العراقية و الذي كانت القيادة العراقية مدركة له تماماً هو الخيانة و العمالة الذي أنفقت لأجله أمريكا مليارات الدولارات خلال سنوات الحصار للعراق , و الذي حاولت الدوائر الاستخبارتيه و الأمنية تأخيره لأكبر وقت ممكن , مع التيقن أن النهاية سوف تكون لصالح العدو و أول من أشار إلى هذا الانهيار المتوقع هو وزير الداخلية العراقي في ذلك الوقت , لذلك نجد أن القيادة العراقية لجأت إلى مليشيات جهادية متطوعة خارجية ذات حافز إسلامي صرف و التي كانت نواة لكتائب الفاروق الجهادية اليوم أو مليشيات متطوعة لأغراض جهادية مثل جيش القدس و مليشيات فتية عالية التدريب متحمسة للقتال بدافع المحبة ووحدة المصير مع قائدها الرمز صدام حسين ألا و هي كتائب أبناء صدام أو فدائي صدام .
3. و السبب الأخير هو سوء النوايا الصهيونية و الصليبية في حالة التصعيد فإن ما جعل الأمور معتدلة كردات فعل معقولة هو الانخفاض الخسائر المعادية البشرية فرغم تمكن المقاومة و المجاهدين من إلحاق الأذى الكبير في الآله العسكرية الأمريكية إلا أن الخسائر البشرية كانت مقبولة حتى الاقتراب من أسوار الافتراضية فلم تزيد خسائر العدو في الآونة الأخيرة عن أكثر من 800 قتيل إلا بقليل والسبب يعود إلى هجمات أضرب و أهرب لا يدخل فيها التطويق أو العزل كاستراتيجية , ولأن الأمريكيين لجئوا إلى تكتيك يشبه وسيلة الدفاع عند الدودة الشريطية من خلال ترك أجزاء من جسمها لحماية الأصل و كان هذا التطبيق يتمثل بترك الآليات من الإصابات الأولى أو إذا احتدم القنال .
لذلك عندما بدأت الخسائر في صفوف العدو تتزايد مع بدء المواجهات الحقيقة مع النخبة المسلحة و التي بدأت في معركة الليلة السوداء عندما التحمت تشكيلات من فرقة الفاروق من الحرس الخاص مع أحد كتائب لواء الخيالة المدرع الثالث في غرب بغداد و تكبد فيه العلوج أكثر من 400 علج في وقت قياسي , الأمر الذي أدى إلى إسراع مستشارة البيت الأبيض و الأمن القومي كونداليزا رايس إلى روسيا لإقناع الروسي بأن أمريكا سوف تلجأ إلى استخدام القنبلة الخاصة كسلاح رادع في حالة تصاعد عدد القتلى في صفوف القوات الأمريكية في بغداد , و لتوصيل رسالة إلى الرئيس العراقي أن المغالاة في الدفاع عن بغداد سوف يؤدي إلى اطرار أمريكا إلى محو بغداد من الوجود بقنابلها الخاصة أو النووية المحدودة إذا دعت الحاجة .
و فعلاً عاد السفير الروسي إلى بغداد بعد أن خرج منها لإيصال الرسالة , و بدأ التهديد يأخذ شكل عملي عندما حصلت معركة المطار التي تكبد فيها الأمريكيين أكثر من 2000 جندي .
فقد كان الرد سريع ضد القوى المرتدة ضد فول العدو و التي تمثلت بفرقة النداء التي أبيد منها لواءين من أصل ثلاثة نتيجة استخدام قنبلتين خاصتين من نوع هرمجدون M O A B Massive Ordnance Air Blast أي العتاد الجوي الهائل التدمير و المشهورة باسم أم القنابل .
هنا كان لزاماً الدخول في الخطة الأخيرة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من القوة المقاتلة العراقية و المتمثلة بحرب العصابات الاستنزافيه التي نشهدها اليوم .

رابعاً : حرب العصابات الاستنزافيه الطويلة : إن البحث في هذا التكتيك كبير لذلك و بغية الإختصار و عدم الإطالة سوف أوضحه من خلال مقارنة لواقع تجريبي و من خلال العودة إلى الخلف قليلاً و في توضيح آخر لمعركة الليلة السوداء التي قام بها عناصر عالية التدريب و الإحتراف و التسليح من الحرس الجمهوري الخاص و الذي تمثل في لواءين من فرقة الفاروق المعززة فماذا كانت النتيجة في هذه المعركة التي تم بها مباغتة العدو بهجمات كانت مسبوقة بتمهيد ناري كبير و من ثم تطويق للقوات الغازية , أما واقع ماحصل أنه رغم أن كل مقومات النصر كانت لصالح النخبة العراقية المقاتلة فإن النتائج كانت مفاجئة فإنه رغم تمكن الحرس الخاص من قتل أكثر من 400 علج أمريكي إلا أن الخسائر في صفوف حرس صدام الخاص ( نمور صدام ) كانت أكثر من 1500 شهيد إضافة إلى موت أو أسر قائد الفرقة و تدمير و إعطاب معظم آلتها الثقيلة و خصوصاً الدبابات المعروفة بدبابات صدام التي حدثت لتكون بكفائة دبابة القتال الرئيسية الروسيه ت 80 نعم هذا ماحدث مع نخبة النخبة المزودة بافضل تسليح في القوات المسلحة العراقية على الإطلاق وفي معركة تلاحمية حجم فيها دور الطائرات و هذه المعلومات تم تأكيدها من قبل الكاتب و الصحفي مصطفى بكري رئيس تحرير جريدة الأسبوع المصرية .
و هنا يتسائل الإنسان الغيور ما دامت مقومات المعركة في صالح حرس صدام الخاص فلما أخفق في تحقيق ذلك و ليس من صفات هذه النخبة الجبن أو التراخي أو العجز أو ضعف التجربة , و الجواب أن هذا الأمر هو موضوعنا اليوم .
لتبيان هذا الأمر على حقيقته و بتجرد نجري مقارنة ميدانية من خلال المثل الإفتراضي التالي :
العنصر القتالي الأرضي الرئيسي عند الأمريكيين هو دبابة أبرامز M1A1 Abrams و يتم تزويد فرق الفرسان المدرعة بالنموذج الأحدث وهو M1A2 Abrams .
و لكن سوف نتناول النموذج الأول الذي يتميز بعدة مميزات أهمها هي أن سماكة تدريع المقدمة يبلغ 800 ملم بينما هو في دبابات ت 72 العراقية 500 ملم يضاف إليه إنعدام وجود زوايا قائمة عند مقدمة الأبرامز أو في البرج فضلاً على أن مادة التدريع عند الأبرامز تفوق بالصلبة و المتانة و التحمل أربع أضعاف مايحتملة التدريع في دبابة أسد بابل لكونة مصنوع من سبائك من الخلائط الخاصة المركبة Composite مما يجعلها تحتمل أربع أصابات مباشرة إن حدث ذلك و السبب يعود إلى أن مقومات النجاة من الإصابة كثيرة عند الأبرامز منها الدروع الإلكترونية التي ترسل موجات كهرومغناطيسية عالية الطاقة HERF تقوم بتدمير القذائف قبل وصولها أو من خلال إجراء تغير الموضع الذي يعتمد على معلومات حماية يتم تزويد الدبابة بها من خلال وصلة معلومات خاصة DATA Role بينها و بين رادارات ميدانية من نوع فاير فيندر تستطيع إلتقاط مصدر القذائف الأرضية و سرعتها و حتى مكان سقوطها , ليس ذلك فحسب بل أن دبابة ابرامز تستطيع أن تتعامل مع ثمانية أهداف في وقت واحد فتدمر منها في أقل من دقيقة ستة أهداف وهي في حالة حركة , و تنقل من خلال شبكة الكترونية عصبية معقدة مهام تدمير باقي الأهداف لحوامة هجومية أو مدفع هورتر أو دبابة أخرى .
و نقاط الصعف في تدريع هذه الدبابة هي الجوانب و الخلف و مفصل البرج الخلفي و الجزء العلوي الخلفي من الدبابة , فهل يتثنى للدبابات العراقية الوصول هذه النقاط مع العلم أن مدى النيران الموجه عند الأبرامز أكبر بكثير ( 10 كم بينما هو 4 إلى 5 كم عند دبابة أسد بابل و صدام ) .
من خلال ما تقدم نجد أن طاقم مكون من 24 عنصر من الحرس الجمهوري من عناصر الدبابات موزعين على ستة دبابات سوف يهلكون أمام أربع خنازير أمريكية موجودين في دبابة أبرامز واحدة وخلال أقل من دقيقة و كأنهم فرائس لا حول لها و لاقوة أمام صياد محترف أو وحش ضاري .
بينما إذا وزعنا هذه العناصر المدربة و المحترفة على ستة منصات اطلاق متوسطة سريعة النصب و الإختفاء تطلق صواريخ كورنت الروسية م/د الموجة بالليزر من مسافة تصل إلى 6 كم ذات السقوط الشاقولي برؤوس حرارية أوجوفاء , أو بواسطة صورايخ كورنكرس م/د الموجة كهروبصرياً من مسافة 4 كم من الهدف ذو انقضاض مائل بحيث يكون نصيب كل منصة عنصرين أي 12 عنصر لكل المنصات , و أعطينا الباقي قاذفات مباشرة م/د من فئة رب ن الترادفية الأفقية القذف ضد الجوانب و المؤخرة و مفصل البرج( القذيفة الترادفية هي عبارة عن مقذفين أحدهم خارق بالطاقة الحركية و الثاني متفجر يعمل بعد الخرق ) أو من نوع ر ب و الحراري ذو القذف المائل ضد نقاط الضعف العلوية في الأبرامز , على أن يكون وضعهم وضع الصياد الذي يترصد الفريسة .
و النتيجة سوف تكون بإذن الله تدمير أكثر من 10 دبابات أمريكية من فئة أبرامز بشكل كامل و قتل من فيها و العودة إلى قواعدهم سالمين بسبب عنصر المفاجأة و سرعة المباغتة و انجاز العمل بشكل سريع يؤخر ردات الفعل المعادية و يصبها بالإرباك , و قد كان من أهم الأمثلة العملية على ذلك بعد سقوط بغداد معركة خالدة التي جرت غرب بغداد و التي قام بها كتائب الفاروق و معركة السامرة في جنوب مدينة سامراء و التي قام بها الحرس الجمهوري و دمر و أعطب في المعركتين أكثر من 37 دبابة بفضل الله .
و هذه هي الإستراتيجية اليوم فهل كان صدام و قيادته العسكرية مخطئين بإختيارها .
إذا علمنا أن ساعة الصفر تبدأ مع بدء الإنتفاضة أو الثورة الشعبية التي سوف تعيد الأمور إلى نصابها الصحيح .
أترك لكم الحكم و الجواب ........ و شكراً .
و الله أكبر ......... و الله أكبر ........... و الله أكبر و ليخسئ الخاسئين .

النهاية !!! ؟
محـــب المجــــــــــــــــــــــاهدين .

صدام العرب
10-05-2004, 02:33 AM
خيرا فعلت أنك جمعتها في موضوع واحد
بارك الله فيك وعليك

أسد تكريت
11-05-2004, 01:22 AM
كاتب الرسالة الأصلية صدام العرب

خيرا فعلت أنك جمعتها في موضوع واحد
بارك الله فيك وعليك


بوركت أخي محب المجاهدين بوركت

القعقاع
12-05-2004, 08:55 PM
بارك الله فيك أخي محب المجاهدين و أعانك

صالح بن شعيب
13-05-2004, 12:37 AM
بارك الله بكم أخواني محب المجاهدين بهذا الجهد الجبار
ونرجوا المتابعة المستمرة

الأمين
13-05-2004, 06:56 PM
استمر و لا تنقطع يا محب المجاهدين في مثل هذه المواضيع.
فهي بمثابة المصباح الذي ينير لنا طريق الحقيقة في وسط هذا الركام الهائل من الإعلام المتأمرك و المتصهين.

المختار
23-05-2004, 12:20 PM
السلام عليكم ورحمة الله. يشرفني ان اشارك معكم لاول مره.
بارك الله بكل الابطال الشرفاء والله ينصركم على من عاداكم.

نور الرمادي
29-05-2004, 05:57 PM
محب المجاهدين بارك الله فيك على الموضوع
وجزاك الله خيراً

الناصر العراقي
11-01-2007, 02:28 PM
بارك الله بيك اخوية محب المجاهدين والله اكبر
وعاش العراق وسلمت ياصدام
وعاش المجاهدون
والله اكبر ولايخسأ الخأسون