الناصر
18-12-2004, 12:56 AM
الحرب بين القوتين العظميين.. أمريكا والفلوجة
سميرة رجب/البحرين
لازالت أمريكا تحارب الفلوجة، ولا زالت المعارك مستمرة، وحسب إحصائيات الاحتلال فيها دمّروا 16000 بيت، والعشرات من المساجد والمآذن، وقتلوا 1600 من شعبها، واعتقلوا 1000 من رجالها، واستعملوا كل أنواع الأسلحة الفتاكة والمحرّمة دولياً.. ورغم تصريحات الاحتلال، أعلنوا منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، أنهم احتلوا الفلوجة ودخلوها ومشطوها بيتا بيتاً، وصورهم على الفضائيات تقول إنهم انتشروا يتجولون في شوارعها، وإن سفيرهم "نغروبونتي" كان يسير مرحاً في أحد أحيائها، إلا أن آخر أخبارهم تقول إن قصف المدينة لم يتوقف، بل يزداد كثافة كل يوم!.. فيا ترى من هو الهدف لكل هذا القصف العنيف؟ وهل يمكن أن يقصفوا المدينة بهذه الكثافة لو كانت قواتهم بداخلها؟!.. بمعنى إن ذلك القصف العشوائي يستهدف الفلوجيين، أو بالأحرى المقاومة، فليس هناك جنود يصولون ويجولون في قضاء الفلوجة، بمعنى أنه ليس هناك جنود أمريكان في الجزء الأكبر من ذلك القضاء العراقي، وإن الفلوجة لا زالت تقاوم ببسالة، وكأن الأخبار تريد أن تقول إن القوة العظمى الأمريكية لا تزال غير قادرة على احتلال قضاء الفلوجة، وأن هذا القضاء لا يزال بيد أبنائه الذين لا يزالون يقاتلون بقوة وهمة عاليتين، بمعنى أن هؤلاء الفلوجيين لم يتعبوا من الحرب ولا زالت همتهم عالية، وإلا فلماذا كل هذا القصف؟!!.. هل فهمتم شيئاً من كل هذا؟، أم أن هناك صعوبة في فهم كل تلك الأوراق المتداخلة؟..
للتوضيح أكثر، وبعد ترتيب تلك الأوراق، يمكننا التأكيد على أنه بعد أكثر من خمسة أسابيع من القتال الشديد في الفلوجة، مسبوقة بشهر من القصف الجوي والبري عليها، لا تزال القوة العظمى الأمريكية، بكل ما تملك من آلة حربية عظمى، غير قادرة على إخضاع قضاء الفلوجة أو احتلالها، ولازالت المقاومة العراقية في الفلوجة تحارب الاحتلال بكل همة وشجاعة وقوة، وأن الإعلام الذي زوّر كل الحقائق منذ بداية المعارك هناك، ليس بيده شيء سوى الاستمرار في الكذب الذي ترسمه له وزارة الدفاع الأمريكية.
وللمزيد من التوضيح نستشهد باعترافات لقيادات أمريكية لا زالت تعيش الحدث كل يوم، على سبيل المثال، في يوم الخميس 9 ديسمبر (كانون الأول) 2004 صرح (مايكل جورجي)، وهو ضابط الاستخبارات الأمريكية في الفلوجة، قائلاً "إن الهجوم الأمريكي على البلدة (الفلوجة) الذي بدأ قبل شهر قد أضر بالمسلحين العراقيين (وهذا اعتراف بأن المقاتلين عراقيين) ولكنه لم يقض عليهم، وإن العنف سيستمر حتى لو أجرى العراق انتخابات ناجحة"!.. أما (الميجور جيم وست)، من مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) فيقول في مقابلة مع (رويترز) من قاعدته خارج الفلوجة "لا نستطيع أن نقول إننا كسرنا ظهورهم ولكن سددنا لهم ضربة قوية".. لن تكون الانتخابات انتصاراً مفاجئاً على التمرد.. نعتقد أن المتمردين سيقوضون كل خطوة في العملية الانتخابية"!.. وحسبي أن ما قاله الاثنان هو نصف الحقيقة، أما الحقيقة المرة التي يصعب عليهم الاعتراف بها هو أن المقاومين هم الذين كسروا ظهر القوات الأمريكية وليس العكس.. لربما تكون الصورة غير واضحة بعض الشيء، إلا أن تاريخ الصراعات الإقليمية والدولية حافل بالأمثلة والدلالات التي تكررت في غير موقع وأزمة، وأبرزها أن أي مواجهة لا تحمل في ثناياها مشروعا سياسيا قابلا للحياة، لا تعتبر مواجهة ناجحة النتائج لفترات طويلة، إذ أن الشعوب سرعان ما تستيقظ من سباتها لتقلب المعادلات من جديد، كما أن هناك ثابتاً آخر في التاريخ مفاده أن كل الأنظمة والدول والجيوش تخوض الحروب والمواجهات وكلها تخسر وتربح تلك المواجهات، إلا أن ليس هناك مقاومة خاضت معركة محقة ومشروعة وخسرتها.. فكيف بهذه المقاومة العراقية المعدة سلفاً والتي بدأت معركتها منذ اللحظات الأولى للاحتلال؟.. وهذا ما يجب أن يدعو العرب للاتعاظ من عِبَر المقاومة في التاريخ ومد يد العون والمساندة لإخوانهم في العراق.
وبعد كل ذلك أستطيع أن أزعم أن المعركة الدائرة في الفلوجة هي حرب قائمة بين قوتين عظميين، هما أمريكا والفلوجة.
سميرة رجب/البحرين
لازالت أمريكا تحارب الفلوجة، ولا زالت المعارك مستمرة، وحسب إحصائيات الاحتلال فيها دمّروا 16000 بيت، والعشرات من المساجد والمآذن، وقتلوا 1600 من شعبها، واعتقلوا 1000 من رجالها، واستعملوا كل أنواع الأسلحة الفتاكة والمحرّمة دولياً.. ورغم تصريحات الاحتلال، أعلنوا منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، أنهم احتلوا الفلوجة ودخلوها ومشطوها بيتا بيتاً، وصورهم على الفضائيات تقول إنهم انتشروا يتجولون في شوارعها، وإن سفيرهم "نغروبونتي" كان يسير مرحاً في أحد أحيائها، إلا أن آخر أخبارهم تقول إن قصف المدينة لم يتوقف، بل يزداد كثافة كل يوم!.. فيا ترى من هو الهدف لكل هذا القصف العنيف؟ وهل يمكن أن يقصفوا المدينة بهذه الكثافة لو كانت قواتهم بداخلها؟!.. بمعنى إن ذلك القصف العشوائي يستهدف الفلوجيين، أو بالأحرى المقاومة، فليس هناك جنود يصولون ويجولون في قضاء الفلوجة، بمعنى أنه ليس هناك جنود أمريكان في الجزء الأكبر من ذلك القضاء العراقي، وإن الفلوجة لا زالت تقاوم ببسالة، وكأن الأخبار تريد أن تقول إن القوة العظمى الأمريكية لا تزال غير قادرة على احتلال قضاء الفلوجة، وأن هذا القضاء لا يزال بيد أبنائه الذين لا يزالون يقاتلون بقوة وهمة عاليتين، بمعنى أن هؤلاء الفلوجيين لم يتعبوا من الحرب ولا زالت همتهم عالية، وإلا فلماذا كل هذا القصف؟!!.. هل فهمتم شيئاً من كل هذا؟، أم أن هناك صعوبة في فهم كل تلك الأوراق المتداخلة؟..
للتوضيح أكثر، وبعد ترتيب تلك الأوراق، يمكننا التأكيد على أنه بعد أكثر من خمسة أسابيع من القتال الشديد في الفلوجة، مسبوقة بشهر من القصف الجوي والبري عليها، لا تزال القوة العظمى الأمريكية، بكل ما تملك من آلة حربية عظمى، غير قادرة على إخضاع قضاء الفلوجة أو احتلالها، ولازالت المقاومة العراقية في الفلوجة تحارب الاحتلال بكل همة وشجاعة وقوة، وأن الإعلام الذي زوّر كل الحقائق منذ بداية المعارك هناك، ليس بيده شيء سوى الاستمرار في الكذب الذي ترسمه له وزارة الدفاع الأمريكية.
وللمزيد من التوضيح نستشهد باعترافات لقيادات أمريكية لا زالت تعيش الحدث كل يوم، على سبيل المثال، في يوم الخميس 9 ديسمبر (كانون الأول) 2004 صرح (مايكل جورجي)، وهو ضابط الاستخبارات الأمريكية في الفلوجة، قائلاً "إن الهجوم الأمريكي على البلدة (الفلوجة) الذي بدأ قبل شهر قد أضر بالمسلحين العراقيين (وهذا اعتراف بأن المقاتلين عراقيين) ولكنه لم يقض عليهم، وإن العنف سيستمر حتى لو أجرى العراق انتخابات ناجحة"!.. أما (الميجور جيم وست)، من مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) فيقول في مقابلة مع (رويترز) من قاعدته خارج الفلوجة "لا نستطيع أن نقول إننا كسرنا ظهورهم ولكن سددنا لهم ضربة قوية".. لن تكون الانتخابات انتصاراً مفاجئاً على التمرد.. نعتقد أن المتمردين سيقوضون كل خطوة في العملية الانتخابية"!.. وحسبي أن ما قاله الاثنان هو نصف الحقيقة، أما الحقيقة المرة التي يصعب عليهم الاعتراف بها هو أن المقاومين هم الذين كسروا ظهر القوات الأمريكية وليس العكس.. لربما تكون الصورة غير واضحة بعض الشيء، إلا أن تاريخ الصراعات الإقليمية والدولية حافل بالأمثلة والدلالات التي تكررت في غير موقع وأزمة، وأبرزها أن أي مواجهة لا تحمل في ثناياها مشروعا سياسيا قابلا للحياة، لا تعتبر مواجهة ناجحة النتائج لفترات طويلة، إذ أن الشعوب سرعان ما تستيقظ من سباتها لتقلب المعادلات من جديد، كما أن هناك ثابتاً آخر في التاريخ مفاده أن كل الأنظمة والدول والجيوش تخوض الحروب والمواجهات وكلها تخسر وتربح تلك المواجهات، إلا أن ليس هناك مقاومة خاضت معركة محقة ومشروعة وخسرتها.. فكيف بهذه المقاومة العراقية المعدة سلفاً والتي بدأت معركتها منذ اللحظات الأولى للاحتلال؟.. وهذا ما يجب أن يدعو العرب للاتعاظ من عِبَر المقاومة في التاريخ ومد يد العون والمساندة لإخوانهم في العراق.
وبعد كل ذلك أستطيع أن أزعم أن المعركة الدائرة في الفلوجة هي حرب قائمة بين قوتين عظميين، هما أمريكا والفلوجة.