المهند
17-12-2004, 05:57 AM
بين الإيمان والهجرة والجهاد
لم يهاجر النبي اتقاء، ولم يخرج من مكة هرباً ولا ضعفاً. وإنما هو أمر الله الذي قضى أن تكون الهجرة بداية مرحلة جهاد ومواجهة حتى يدخل بأمته الساحة العظيمة.. ساحة الدم والشهادة؛ فإنه ما تركها قوم إلا ذلوا.. فالهجرة والجهاد والإيمان تقترن ثلاثتها في القرآن الكريم.. كما في قول الله تعالى: إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمت الله والله غفور رحيم {البقرة: 218}.. وقد يتغير الأسلوب قليلاً تبعاً لسياقات المعاني والسور. فيأتي هكذا إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله {الأنفال: 72} .. فتعطف الهجرة والجهاد على الإيمان من غير أن يتكرر الموصول. ويقيد الجهاد بالنفس والمال.. أو يأتي هكذا والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله {الأنفال: 74} فيبقى الجهاد مطلقاً ويرسل الكلام من غير توكيده.. هذه ألوان من المعاني تتشابه وتتغاير والمقصود هو: بيان هذه اللحمة الوثيقة بين : الهجرة، والجهاد، والإيمان، وأنه مهما حدث من تغيير في الصياغة فالأصل باق وهو اقتران الهجرة بالجهاد والإيمان.. وسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان صاحب فطنة ودراية فحين جعل الهجرة بداية تاريخ المسلمين إنما قصد إلى مايرتبط بها من الجهاد في سبيل الله حتى تكون الهجرة مرتبطة بالجهاد وما يتطلبه من تهيئة النفوس للعطاء الذي لاحد له في سبيل تحقيق كلمة الله على حد ما فعله المهاجرون الأولون.
وتعطيل فريضة الجهاد أو إهمالها أو شغل الناس عنها يعني أمراً خطيراً جداً، هو إعداد الأمة لتنقض عليها الأمم كما تنقض الأكلة على قصعتها. ثم هو معارضة صريحة لأمر الله تعالى يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال {الأنفال: 65} .. نعم.. إن الإسلام سلام وحب لمن ود الأمة وحفظ عهدها.. ثم هو أيضاً بغض وكره لكل من غدر وحارب وانطوى على مضغونة.
وصرف الأمة عن الجهاد، والسكوت عن تحريضها عليه خطأ لايقع فيه عاقل ينتمي إلى هذه الأمة.. ويزداد حجم الخطأ والخطر إذا أفرغنا نفوس ناشئة المسلمين مما يلزم لمواجهة أعدائهم الذين يكادون يسطون بهم، والذين بدت البغضاء من أفواههم، وما تخفى صدورهم أكبر، والذين يعضون على أناملهم من الغيظ.. فإذا فرغنا نفوس الناشئة مما يجب أن يترسخ فيها لمواجهة هذه الضغائن السود التي حدثنا عنها ربنا وليس أصدق منه قيلا، يكون ذلك منا خيانة.. ليس لدين الله.. ولا للتاريخ.. وإنما أيضاً لأبنائنا وبناتنا الذين سيرثون الأرض من بعدنا.. والله سبحانه هو الهادي إلى الحق وإلى الطريق المستقيم.
لم يهاجر النبي اتقاء، ولم يخرج من مكة هرباً ولا ضعفاً. وإنما هو أمر الله الذي قضى أن تكون الهجرة بداية مرحلة جهاد ومواجهة حتى يدخل بأمته الساحة العظيمة.. ساحة الدم والشهادة؛ فإنه ما تركها قوم إلا ذلوا.. فالهجرة والجهاد والإيمان تقترن ثلاثتها في القرآن الكريم.. كما في قول الله تعالى: إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمت الله والله غفور رحيم {البقرة: 218}.. وقد يتغير الأسلوب قليلاً تبعاً لسياقات المعاني والسور. فيأتي هكذا إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله {الأنفال: 72} .. فتعطف الهجرة والجهاد على الإيمان من غير أن يتكرر الموصول. ويقيد الجهاد بالنفس والمال.. أو يأتي هكذا والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله {الأنفال: 74} فيبقى الجهاد مطلقاً ويرسل الكلام من غير توكيده.. هذه ألوان من المعاني تتشابه وتتغاير والمقصود هو: بيان هذه اللحمة الوثيقة بين : الهجرة، والجهاد، والإيمان، وأنه مهما حدث من تغيير في الصياغة فالأصل باق وهو اقتران الهجرة بالجهاد والإيمان.. وسيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان صاحب فطنة ودراية فحين جعل الهجرة بداية تاريخ المسلمين إنما قصد إلى مايرتبط بها من الجهاد في سبيل الله حتى تكون الهجرة مرتبطة بالجهاد وما يتطلبه من تهيئة النفوس للعطاء الذي لاحد له في سبيل تحقيق كلمة الله على حد ما فعله المهاجرون الأولون.
وتعطيل فريضة الجهاد أو إهمالها أو شغل الناس عنها يعني أمراً خطيراً جداً، هو إعداد الأمة لتنقض عليها الأمم كما تنقض الأكلة على قصعتها. ثم هو معارضة صريحة لأمر الله تعالى يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال {الأنفال: 65} .. نعم.. إن الإسلام سلام وحب لمن ود الأمة وحفظ عهدها.. ثم هو أيضاً بغض وكره لكل من غدر وحارب وانطوى على مضغونة.
وصرف الأمة عن الجهاد، والسكوت عن تحريضها عليه خطأ لايقع فيه عاقل ينتمي إلى هذه الأمة.. ويزداد حجم الخطأ والخطر إذا أفرغنا نفوس ناشئة المسلمين مما يلزم لمواجهة أعدائهم الذين يكادون يسطون بهم، والذين بدت البغضاء من أفواههم، وما تخفى صدورهم أكبر، والذين يعضون على أناملهم من الغيظ.. فإذا فرغنا نفوس الناشئة مما يجب أن يترسخ فيها لمواجهة هذه الضغائن السود التي حدثنا عنها ربنا وليس أصدق منه قيلا، يكون ذلك منا خيانة.. ليس لدين الله.. ولا للتاريخ.. وإنما أيضاً لأبنائنا وبناتنا الذين سيرثون الأرض من بعدنا.. والله سبحانه هو الهادي إلى الحق وإلى الطريق المستقيم.