المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أسس النظام العسكري



المهند
16-12-2004, 08:17 AM
أسس النظام العسكري

العسكرية الإسلامية


الإسلام دعوة عالمية تقوم على الإقناع والاعتقاد، قال الله تعالى: قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم {الحجرات: 14}.

والإيمان يقين جازم، وتصديق كامل بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً، ولايكفي المؤمن التقليد في الإيمان؛ بل يحتاج إلى إنشاء الإيمان، واستشعاره عن ثقة واعتقاد.
وقد مكث المسلمون في مكة ثلاثة عشر عاماً لم يرفعوا سيفاً، ولم يقاتلوا أحداً، مع تعرضهم لصنوف الأذى والاضطهاد، ولما هاجر المسلمون إلى المدينة سارعوا إلى بناء مسجد قباء، ثم بناء المسجد النبوي، وكان المسجد داراً للعبادة وللشورى، وميداناً للرماية، وفيه مكان لإقامة الفقراء، وفيه مجالس لتلقي العلم، وتلاوة القرآن، وذكر الله تعالى. وقد بذل الرسول جهداً كبيراً في المؤاخاة بين الأنصار والأنصار، ثم بين الأنصار والمهاجرين، واستطاع أن يضع أسس التربية الإسلامية في تعميق الإيمان بالله تعالى، واليقين بأنه متصف بكل كمال، ومنزه عن كل نقص، وأنه تعالى بيده الخلق والأمر، وهو على كل شيء قدير، كما ربى المسلمين على الشجاعة، والكرم، والإيثار، والتواضع، وسائر الصفات الحميدة التي وصف الله بها المؤمنين، فقال تعالى: محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود {الفتح: 29} .
وقد خطط الرسول المدينة، وجعل فيها شارعاً رئيساً يمتد من سلع إلى المسجد النبوي وبنى الدور على جانبي هذا الشارع، وشجع المسلمين على البناء، والتحضر، والتعلم، والأخذ بأسباب القوة.
وقاتل المسلمون دفاعاً عن النفس، وحماية للدين، ورداً لعدوان المشركين، وانتصافاً لأنفسهم ممن اعتدى عليهم، وقد أرسل النبي عدداً من السرايا، وقاد عدداً من الغزوات في بدر، وأحد، والخندق، والحديبية، وفتح مكة، وغزوة تبوك، وغزوة الطائف، كما سار الخلفاء الراشدون على نهجه حتى فتحت بلاد الفرس، وبلاد الروم، وسميت بالعراق والشام، وفتحت مصر وشمال أفريقيا، وامتدت الفتوحات إلى الهند، وامتد نور الإسلام، وعم المشارق والمغارب.
والحقيقة أنه لم يكن المسلمون أكثر عدداً أو عدة من أعدائهم؛ بل كانوا أقل عدداً وعدة؛ ولكنهم انتصروا في معظم معاركهم، وكانوا أحرص الناس على الموت في سبيل الله تعالى؛ رغبة في الشهادة، وحرصاً على الثواب، وإيثاراً لما عند الله تعالى، وقد زكى فيهم القرآن هذا المعنى، وكان القرآن ينزل، فيطهر النفوس ويربي الأجيال، والنبي عليه الصلاة والسلام، القدوة الحية أمامهم، ومرضاة الله غايتهم.
ويعتمد النظام العسكري في الإسلام على الأسس الآتية:

1 إعداد العدة، والتمرين، والتدريب، وإتقان الكر والفر، والتمرين على الرماية، وعلى أساليب الحرب، قال الله تعالى: وأعدوا لهم ما \ستطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون {الأنفال: 60} .

2 تقوية الروح المعنوية للأمة، وتربية الأمة على إرادة القتال، والرغبة فيه؛ إحقاقاً للحق، وإزهاقاً للباطل، ورغبة في الثواب، وتحقيقاً لرضوان الله تعالى في الدنيا والآخرة، ويساعد على تقوية الحالة المعنوية تدارس آيات القرآن، وأحاديث النبي التي تحث على الجهاد، وتبين فضل الشهادة، ومنازل الشهداء، وتحذر من الفرار والتخلف عن الجهاد، ومن أمثلة ذلك قوله تعالى: فليقاتل في سبيل الله الذين يشرون الحياة الدنيا بالآخرة ومن يقاتل في سبيل الله فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجرا عظيما {النساء: 74}.

والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل أعمالهم 4 سيهديهم ويصلح بالهم 5 ويدخلهم الجنة عرفها لهم {محمد: 4 - 6}.
\نفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون {التوبة: 41}.
وغيرها من الآيات الكثيرة في الحض على الجهاد، وبيان ثوابه ومنزلة الشهداء.
ووردت أحاديث نبوية صحيحة في فضل الجهاد، وثواب المجاهدين، من ذلك: ماورد في صحيح البخاري أن رسول الله قال: "تكفل الله لمن خرج في سبيله لا يخرجه إلا إيمان بي وتصديق برسولي أن أرجعه بما نال من أجر وغنيمة أو أجر إن لم يغنم"(1) ثم قال : "ولولا أن أشق على أمتي ماقعدت خلف سرية ولوددت أن أقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل"(2).

3 المحافظة على الهدف: كان الصحابة يكلفون بمهام قتالية في قيادة السرايا، أو التجسس على الأعداء، ومعرفة أخبارهم، وكان يتحتم عليهم أن يحافظوا على هدفهم، فإذا ظهرت لهم أهداف ثانوية في الطريق أعرضوا عنها، وتركوها؛ حتى يحققوا المهام القتالية التي كلفوا بها.

في غزوة الأحزاب اشتد الضيق بالمسلمين، وزلزلوا زلزالاً شديداً؛ ولكن الرسول ثبتهم، ووعدهم بالنصر، وبشرهم بفتح بلاد الفرس والروم، واختار أحد المسلمين ليعرف له أخبار المشركين، فذهب الصحابي إلى معسكر الأعداء، فسمع أبا سفيان يقول للناس: لسنا بدار مقام، وإني راحل، ويجب أن ترحلوا، وكان المسلم يستطيع أن يصوب سهماً فيقتل أبا سفيان؛ لكنه امتثل لما كلف به، ونقل أخبار القوم إلى رسول الله ، وهذا لون من إتقان العمل، وتنفيذ المهام بكل دقة؛ لأن كل فرد من أفراد المسلمين على ثغرة من ثغور الإسلام، فإذا قام كل فرد بالمهام التي كلف بها بالذات أدى هذا إلى تكامل العمل وجودته، قال رسول الله : "إن الله يحب من أحدكم إذا عمل عملاً أن يتقنه. قيل: وما إتقانه يارسول الله؟ قال: إخلاصه من الرياء والبدعة"(3).
وقال تعالى: إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا
{الكهف: 30}.

4 السرية والكتمان: كان إذا أراد غزوة أو سرية ورَّى بها، ومعروف أن الإسلام دين دعوة، ورسالة تبيلغ، وما كان يقاتل قوماً إلا بعد تبليغهم دعوته؛ لكن وبعد تبيلغ الدعوة، وعناد المشركين، وعزمه عليه الصلاة والسلام على قتالهم يحيط أمره بالكتمان، ويستعين بذلك على النجاح والنصر.

5 النظام والتنظيم: النظام له أثره في النجاح والنصر، قال تعالى: إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص {الصف: 4} .
وقد رتب النبي جيشه يوم بدر ولأول مرة في تاريخ البشرية رأى الناس المشاة تقف أمام الفرسان، وترمي الفرسان بالنبل، فرجعت الفرسان للخلف وقتلت من المشركين أكثر مما قتلت من المسلمين.

وكان قائداً عسكرياً محنكاً، يعد للمعركة، ويديرها، ويصرف أمورها، ويرعى أسر القتلى، وينظم شؤون الأسرى، ويرتب الصفوف، ويضرب من يخرج على الصف، وفي غزوة بدر وجد سواد بن غزية قد خرج على الصف فضربه على بطنه ليدخل الصف، فقال سواد: أوجعتني يارسول الله ولا بد أن أقتص منك، فقال له النبي : أقتص يا سواد، قال: بل من بطنك عارياً، فكشف النبي عن بطنه فأهوى سواد على بطن النبي يقبله، فقال له النبي : ما حملك على ذلك ياسواد؟ قال: يارسول الله، حضر من الأمر ما ترى فأردت أن يكون آخر عهدي بالدنيا أن يمس جلدي جلدك؛ فدعا له النبي بخير(4).

6 الثبات والاحتمال: يقولون: الشجاعة صبر ساعة، والثبات هو العزيمة واليقين، والرغبة في النصر، والابتعاد عن الهزيمة، ومن أسباب الثبات: ذكر الله، وتذكر ما أعد الله للمجاهدين والصابرين، من حسن الجزاء، والبعد عن الخلاف والتنازع، قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون 45 وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين 46 {الأنفال: 45، 46}.
وثبات الإنسان ربما يحول المعركة من هزيمة إلى نصر، ويشجع الإنسان على الثبات؛ رغبته في التضحية والفداء، ومراقبة الله وتقواه، قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا \صبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون {آل عمران: 200}.

7 الصبر على البأساء، والشكر على النعماء: الجهاد والقتال فيه مشقة وتضحية بالنفس، وهذا يحتاج إلى صبر واحتمال في البأساء، وشكر لله على النعماء، قال تعالى: كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى" أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى" أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون {البقرة: 216} .
فإذا جاء النصر فإن المؤمن لا يأخذه بطر ولا أشر ولا كبرياء؛ بل يرى أن النصر من الله، قال تعالى: وما جعله الله إلا بشرى" ولتطمئن به قلوبكم وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم {الأنفال: 10} .

وقد كان النبي مثلاً أعلى في الصبر على البأساء، والشكر على النعماء، أصيب النبي والمسلمون في أحد؛ فنزل القرآن يأسو جراحهم، قال تعالى: إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين 140 وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين 141 {آل عمران: 140، 141} .

وفي فتح مكة، خضعت مكة كلها تحت أقدام النبي فانحنى على راحلته شكراً لله حتى أوشك أن يسجد عليها، وهو يقول: "تائبون آيبون حامدون لربنا عابدون"، ثم أمره الله أن يستعد للرحيل عن الدنيا فقد أدى رسالته فيها، وتم له النصر والفتح،(5) قال تعالى: إذا جاء نصر الله والفتح 1 ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا 2 فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا 3 {النصر: 1 - 3} .

8 القتال تضحية وفداء، والله مطلع على نية الإنسان فيجب أن يخلص المؤمن الهدف، وأن يجرد النية؛ مرضاة لله وطاعة لأمره وإخلاص النية لله تعالى، قال الله تعالى: لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا 18 ومغانم كثيرة يأخذونها وكان الله عزيزا حكيما 19 {الفتح: 18، 19}.

وفي صحيح البخارى أن رجلاً قال: يارسول الله، الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل للذكر، والرجل يقاتل ليرى مكانه، أي ذلك في سبيل الله؟ فقال : "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله"(6).

إن القتال في الإسلام ليس في سبيل أمجاد شخصية، وليس في سبيل أن يتحدث الناس عنك؛ بل القتال في سبيل الله، أي في طريق مرضاته وحده، قال تعالى: والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين 69 {العنكبوت: 69}.

9 أخذ الحيطة والحذر والابتعاد عن الاسترخاء، قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم فانفروا ثبات أو \نفروا جميعا {النساء: 71} .

إن المؤمن ينبغي ألا يخدع، بل عليه أن يكون حذراً واعياً، روى البخاري في صحيحه أن رسول الله قال: "لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين"(7).

10 تذكر فضل الشهداء، ونعيم المجاهدين: إن الشهداء أحياء عندالله وهم في منازل عالية، فقد جاهدوا بأرواحهم مرضاة لله ورغبة فيما عنده، قال تعالى: ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون 169 فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون 170 يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين 171 {آل عمران: 169 - 171} .

ويقول رسول الله كما في صحيح مسلم: "أرواحهم في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش، تسرح من الجنة حيث شاءت ثم تأوى إلى تلك القناديل فاطلع إليهم ربهم اطلاعة. فقال: هل تشتهون شيئاً؟ قالوا: أي شيء نشتهي؟ ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا. ففعل ذلك بهم ثلاث مرات. فلما رأوا أنهم لن يتركوا من أن يسألوا، قالوا: يارب! نريد أن ترد أرواحنا في أجسادنا حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى فلما رأى أن ليس لهم حاجة تركوا"(8).

ولما لقي الشهداء ربهم قالوا: يا ربنا، من يبلغ من خلفنا من المسلمين ما نحن فيه من الفضل حتى لا يزهدوا في الجهاد؟(9) فقال تعالى: أنا أبلغهم عنكم فأنزل الله تعالى قوله: يا أيها الذين آمنوا \ستعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين 153 ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون 154 {البقرة: 153، 154} .

11 تحريم الفرار: الفرار عار في الدنيا، وسبب في العذاب يوم القيامة، قال تعالى: قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى" مضاجعهم {آل عمران: 154}.
وقال تعالى: أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة {النساء: 78} .

وعند قتال المسلمين الأولين، كان أحدهم يقرأ سورة الأنفال؛ ليبعث الشجاعة والحماس، ويثير التقوى والإيمان، ولينفي الوهن والضعف، أو التفكير في الفرار، ومن آيات السورة، يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار 15 ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى" فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير 16 {الأنفال: 15، 16} .
ومما يساعد على الثبات، وينفر من الفرار علم المؤمن بأن الأجل محدد.

12 الابتعاد عن الفتن والدسائس: يجب أن يتثبت المؤمن عند سماع الأخبار، خشية الوقوع في أسباب الفرقة والفتن، قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على" ما فعلتم نادمين {الحجرات: 6} .

13 عدم اليأس والأمل في النصر: اليأس من روح الله كفر، والأمل في النصر طريق إلى النصر، ومحاربة الإشاعات المغرضة والأراجيف المثبطة من واجبات المقاتل، قال تعالى: لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا {الأحزاب: 60} .

14 التنبه إلى حيل الأعداء: حذر القرآن من الانخداع بحيل الأعداء، وأمر باتقاء مكرهم وخداعهم؛ لأنهم راغبون في تقطيع أواصر المودة بين المؤمنين، وبهذا تضعف الوحدة، ويعم الوهن والحزن.
وقد حاول شاس اليهودي بث صنوف الفرقة بين الأوس والخزرج من الأنصار، فقال لغلام له: ذكرهم بيوم بعاث، فقالت الأوس: انتصرنا عليكم أول النهار، وقالت الخزرج: بل انتصرنا عليكم آخر النهار، ودخلنا بيوتكم، واستبحنا حماكم، وقالت الأوس: لو تأخر الإسلام قليلاً لانتصرنا عليكم، فقالت الخزرج: قد كان الإسلام متأخراً زماناً طويلاً فلماذا لم تفعلوا هذا، فقالت الأوس: أما والله إن شئتم لنعيدن الحرب جذعة وتنادوا: السلاح، السلاح. وبلغ ذلك رسول الله فخرج جزعاً يجر رداءه ويقول: "أدعوى الجاهلية وأنا بين ظهرانيكم ذروها فإنها منتنة، ليس منا من دعا إلى عصبية، وليس منا من مات على عصبية، وليس منا من قاتل على عصبية" ثم أُنزل في ذلك آيات تحث على الوحدة وتحذر من الفرقة،(10) قال الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا فريقا من الذين أوتوا الكتاب يردوكم بعد إيمانكم كافرين 100 وكيف تكفرون وأنتم تتلى" عليكم آيات الله وفيكم رسوله ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى" صراط مستقيم 101 يا أيها الذين آمنوا \تقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون 102 واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على" شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون 103 ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون 104 ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم 105 {آل عمران: 100 - 105}.



@ الهوامش:

1 فتح الباري بشرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني، ج(6)، دار إحياء التراث، بيروت، ص (5).
2 المرجع السابق، ص (35).
3 سنن ابن ماجة، كتاب رقم (27)، باب (20).
4 ابن قيم الجوزية، زاد المعاد في هدى خير العباد، مؤسسة الرسالة؛ بيروت، ط(7)، 1405ه، ج(3)، ص: (173).
5 سيد قطب، في ظلال القرآن، دار الشروق، القاهرة، المجلد(6)، ط(16)، 1410ه، ص (3997).
6 7 فتح الباري بشرح صحيح البخاري، مرجع سبق ذكره، ص: (36).
8 صحيح مسلم، الحديث رقم (1887)، المجلد الثالث، ص: (256).
9 جلال الدين المحلي وجلال الدين السيوطي، تفسير الجلالين، ط(2)، دار الكتاب المصري، ص: (45).
10 المرجع السابق، ص: (105104).

@ المراجع:

1 محمد البهي، الإسلام والحضارة الإنسانية، دار الكتاب للنشر، القاهرة، 1990م.
2 علي عبدالواحد وافي، حقوق الإنسان في الإسلام، دار الفكر، القاهرة، 1983م.
3 ابن تيمية، السياسة الشرعية في إصلاح الراعي والرعية، مراجعة محمد عبدالله، بغداد، 1973م.
4 جمال صادق المرصفاوي، نظام القضاء في الإسلام، أبحاث مؤتمر الفقه الإسلامي، منشورات جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الرياض.

القادم
17-12-2004, 08:21 AM
أخي الكريم المهند بارك الله فيك وجزاك الله خيرا على مواضيعك القيمة التي تتحفنا بها ..

المهند
17-12-2004, 10:42 AM
حياك الله اخي القادم
شكرا على مروركم الكريم
تحياتي

احمد صقر
17-12-2004, 11:11 PM
الاخ العزيز المهند - السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا على هذا الموضوع القيم الذي يستحق التقدير والاحترام -- ومثل هذه الموضوعات هامة جدا لاجيالنا التي يحاول الاستعمار تدمير قيمها وابعادها عن دينها وقضايا امتها الاساسية وتوجيهها نحو حياة الاستهلاك والجهالة .
ان مثل هذا الموضوع مهم جدا في هذا الزمن الخطير -- الذي تكالبت فيه على امتنا الامم من كل حدب وصوب -- وامتهنونا في ديننا وكرامتنا -- والرد الوحيد والفعال على هذا العدوان هو من خلال احياء واستنهاض همم الشباب المسلم بالرجوع الى الجذور التي توحدنا عليها --
انك تعلم يااخي ان الاسلام صهر العرب في دولة واحدة وجعل منهم امة وحضارة عظيمة -- اصبحوا به مرهوبي الجانب -- وما احوجنا اليوم للعودة الى هذه الجذور والبدايات التي عملت من اجدادنا امة وحضارة لكي يدب الرعب في قلوب العلوج وزعيمهن الدجال الكذاب الكبير بوش .
لا بد من العودة الى تربية اجيالنا تربية اسلامية فوالذي نفسي بيده لاخلاص لنا الا بهذا .

المهند
20-12-2004, 02:45 AM
الاخ احمد صقر السلام عليكم ورحمه الله
حياك الله اخي وبارك الله بك

خالدحسن
20-12-2004, 08:35 PM
جازاك الله خيرا يا اخي المهند
وأحسنت اختيار المواضيع
اللهم اجعل عملك هذا في ميزان حسناتك

اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه

المهند
02-02-2005, 04:04 PM
اخي خالد حسن السلام عليكم
شكرا على مروركم الكريم حياك الله
تحياتي